مكشات
20/07/2002, 03:14 PM
عندما تحب الصيد في مكان ما ، وتعشق أرضه وسماءه ، وتشعر أثناء تواجدك فيه بقمة السعادة ، فإنه لا يمكن ان يحول بينك وبين الوصول اليه أي عائق ، حتى لو إضطررت لسلك طرق ترابية بعيدة وملتوية تجنبك مراكز التفتيش على الطريق ، أو حتى لو شاب رأسك خوفا من أصوات غريبة ، أو خيالات تتحرك هنا او هناك في ظلام دامس ، ناهيك عن ماتشعر به من إحباط إذا أمضيت يومين او ثلاثة دون ان ترى طائرا يطير ، أو ربيعا يمتع ناظريك بجماله الأخاذ .
كل ذلك لن يجعلك تتنازل عن عشقك ، فمن تعشقه حتما يستحق التضحية ، هكذا كنت دوما وأبدا مخلصا ووفيا لمن أحببت .
لكن يضل هناك ماهو اكثر من ان نحتمله :(
تُـرى ماذا لو تعرضت للحادثة التالية ، هل سيصمد هذا الحب ؟؟ لنرى !!
في يوم من الأيام كنت وحيدا في مجاهل الصمان ، وكعادتي بعد الإفطار بدأت الدوران على تلك الفياض الساحرة ، كان النزل متوفرا ، إستمتعت حقا بالنيل منه ، فلم يأت الزوال قبل أن أصطاد أكثر من 40 قميرية ، كنت سعيدا جدا فقد أمنت نفسي بهذا العدد ، وأمنت لأهلي مايكفيهم ليومين على الأقل ، وهذا شيء جيد بلا أدنى شك ، خصوصا انه مازال في الوقت متسعا لصيد أكثر ، فانا لوحدي هناك ولم يمض من الوقت سوى ساعتين .
....
وصلت فيضة جميلة قبل الزوال ، كان فيها شجرة واحدة يندر ان تتكرر في تلك المنطقة ، حيث تستطيع ان تجد لك ظلا مؤقتا تحتها ، ريثما تستريح قليلا وتأخذ ما يسد رمقك ويطفي عطشك .
بعد نزولي بلحظات تفاجأت بسيارة داتسون تقف خلف سيارتي مباشرة ، وإذا بشابين أشعثين اغبرين ينزلان منها بخطى متسارعة نوعا ما ، لم يكن وقوفهما بتلك الطريقة مهذبا ، ولم تكن هيئتهما تبشر بالخير ، ومما زاد الامر سوءا كثرة إلتفاتهما يمنة ويسرة ، وكأنهما يرديدان التأكد مما إذا كان معي آخرون أم لا :confused:
لحظات صعبة والخيارات قليلة إذ لامجال للتفكير بحل وسط يهديء من سرعة دقات القلب أوتزايد رتم الأنفاس ، كنت في موقف لا احسد عليه ، فكل علامات الشر بدت على أشكالهما وعيونهما وحتى في قذارة ملابسهما ، وقد إنشغلت بسؤال نفسي من أين أتيا ؟؟ وماذا يريدان ؟؟
لم أجد وقتا للتفكير ، فقد بادراني - بلا تحية - بسؤالهما .. وين اخوياك يالأخو ؟؟
فألهمني الله بكلمة لا ادري كيف قلتها : إخوياي قريبين :rolleyes:
قالوا : وينهم ؟؟
قلت : وأنتم جايين ماشفتوا جيب لونه ابيض هناك ؟؟
قالوا : لا
قلت : غريبةأول ماوقفت كنت اشوفهم هناك
.....
أحسست بعد تحاور سريع غريب ، بأن كلماتي أثرت فيهما ، وقللت من إندفاعهما نحوي ، فتعدلت لهجتهما معي للأفضل ، وإن كنت ارى بعض علامات التردد في تصرفاتهما .
وحاولت ان ابقى متماسكا امامهما مهما كان الامر ، وكل ماكان يشغلني هو عدم وقوفهما جنبا لجنب مع بعضهما ، بل كنت اضطر للإلتفات احيانا عندما يتحدث أي واحد منهما ، لذا سيضل دائما عنصر المفاجأة محتمل ، مما يجعل إمكانية التصرف ضئيلة ، وهنا تكمن المشكلة :eek:
قالا لي : يا لأخو شفنا لنا ارنب هنياك ونباك تعطينا فشق !!
قلت : حياكم الله :)
ووجدتها فرصة ذهبية لركوب السيارة ، مما يتيح لي إمكانية التصرف في حال الاضطرار ..
أعطيتهم إثنتان فقط .. لكنهما تناظرا فيما بينهما ثم قال احدهما : مايكفي عطنا زيادة !!
يبدو ان المسألة لن تعدي بخير فلغة الأوامر بدأت :eek:
لم أجد بدا من زيادتها لتصبح خمسا ..
فقال أحدهما : ماعندك ازود يالأخو ؟؟
قلت : اللي معي قليل ويالله يكفيني لليوم :mad:
أخذوا ما اعطيتهما إياه وترددا قليلا بالانصراف ، ويبدو انهما أصيبا بخيبة امل فلم يكن هذا ماجاءا من اجله ، وأقسم ان كل تصرفاتهما كانت تدل على شيء اكبر بكثير من مسألة أرنب او شيئا مماثلا .. فالسيارة جيب تايوتا جديد ، والعزبة كاملة ، وانا عصفور صغير بينهما .
لم اصدق إبتعادهما حتى أدرت محرك سيارتي وانطلقت بعيدا ، قاطعا عليهما أي مجال للعودة فيما لو قررا الرجوع مرة اخرى
......
كانت دقائق رعب نادرة الحدوث ، فأمثال هؤلاء لايمكن ان يردعهم إيمان عن سرقتي او حتى قتلي ، في مكان قد لايمر به احد قبل يومين او ثلاثة ..
.........
ورغم قساوة الموقف فلم أفكر ولو للحظة بترك عشقي بسبب أمثالهم من البشر .
وأكملت يومين هناك وفقني الله فيهما بصيد وفير ورجعت لأهلي ولله الحمد فرحا مسرورا .. وحامدا لله شاكرا له
........
إخواني الأفاضل
أعتذر لتأخري في كتابة القصة التي تنتظرونها
فقد رأيت ان تتسلسل الأحداث ، حسب اهميتها
إنتظروها ولا تستعجلوا فلم أدونها بعد
تحياتي للجميع
الجزء الثالث:
الصمان ... ( قصة عشق ) .... (3) (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=3149)
كل ذلك لن يجعلك تتنازل عن عشقك ، فمن تعشقه حتما يستحق التضحية ، هكذا كنت دوما وأبدا مخلصا ووفيا لمن أحببت .
لكن يضل هناك ماهو اكثر من ان نحتمله :(
تُـرى ماذا لو تعرضت للحادثة التالية ، هل سيصمد هذا الحب ؟؟ لنرى !!
في يوم من الأيام كنت وحيدا في مجاهل الصمان ، وكعادتي بعد الإفطار بدأت الدوران على تلك الفياض الساحرة ، كان النزل متوفرا ، إستمتعت حقا بالنيل منه ، فلم يأت الزوال قبل أن أصطاد أكثر من 40 قميرية ، كنت سعيدا جدا فقد أمنت نفسي بهذا العدد ، وأمنت لأهلي مايكفيهم ليومين على الأقل ، وهذا شيء جيد بلا أدنى شك ، خصوصا انه مازال في الوقت متسعا لصيد أكثر ، فانا لوحدي هناك ولم يمض من الوقت سوى ساعتين .
....
وصلت فيضة جميلة قبل الزوال ، كان فيها شجرة واحدة يندر ان تتكرر في تلك المنطقة ، حيث تستطيع ان تجد لك ظلا مؤقتا تحتها ، ريثما تستريح قليلا وتأخذ ما يسد رمقك ويطفي عطشك .
بعد نزولي بلحظات تفاجأت بسيارة داتسون تقف خلف سيارتي مباشرة ، وإذا بشابين أشعثين اغبرين ينزلان منها بخطى متسارعة نوعا ما ، لم يكن وقوفهما بتلك الطريقة مهذبا ، ولم تكن هيئتهما تبشر بالخير ، ومما زاد الامر سوءا كثرة إلتفاتهما يمنة ويسرة ، وكأنهما يرديدان التأكد مما إذا كان معي آخرون أم لا :confused:
لحظات صعبة والخيارات قليلة إذ لامجال للتفكير بحل وسط يهديء من سرعة دقات القلب أوتزايد رتم الأنفاس ، كنت في موقف لا احسد عليه ، فكل علامات الشر بدت على أشكالهما وعيونهما وحتى في قذارة ملابسهما ، وقد إنشغلت بسؤال نفسي من أين أتيا ؟؟ وماذا يريدان ؟؟
لم أجد وقتا للتفكير ، فقد بادراني - بلا تحية - بسؤالهما .. وين اخوياك يالأخو ؟؟
فألهمني الله بكلمة لا ادري كيف قلتها : إخوياي قريبين :rolleyes:
قالوا : وينهم ؟؟
قلت : وأنتم جايين ماشفتوا جيب لونه ابيض هناك ؟؟
قالوا : لا
قلت : غريبةأول ماوقفت كنت اشوفهم هناك
.....
أحسست بعد تحاور سريع غريب ، بأن كلماتي أثرت فيهما ، وقللت من إندفاعهما نحوي ، فتعدلت لهجتهما معي للأفضل ، وإن كنت ارى بعض علامات التردد في تصرفاتهما .
وحاولت ان ابقى متماسكا امامهما مهما كان الامر ، وكل ماكان يشغلني هو عدم وقوفهما جنبا لجنب مع بعضهما ، بل كنت اضطر للإلتفات احيانا عندما يتحدث أي واحد منهما ، لذا سيضل دائما عنصر المفاجأة محتمل ، مما يجعل إمكانية التصرف ضئيلة ، وهنا تكمن المشكلة :eek:
قالا لي : يا لأخو شفنا لنا ارنب هنياك ونباك تعطينا فشق !!
قلت : حياكم الله :)
ووجدتها فرصة ذهبية لركوب السيارة ، مما يتيح لي إمكانية التصرف في حال الاضطرار ..
أعطيتهم إثنتان فقط .. لكنهما تناظرا فيما بينهما ثم قال احدهما : مايكفي عطنا زيادة !!
يبدو ان المسألة لن تعدي بخير فلغة الأوامر بدأت :eek:
لم أجد بدا من زيادتها لتصبح خمسا ..
فقال أحدهما : ماعندك ازود يالأخو ؟؟
قلت : اللي معي قليل ويالله يكفيني لليوم :mad:
أخذوا ما اعطيتهما إياه وترددا قليلا بالانصراف ، ويبدو انهما أصيبا بخيبة امل فلم يكن هذا ماجاءا من اجله ، وأقسم ان كل تصرفاتهما كانت تدل على شيء اكبر بكثير من مسألة أرنب او شيئا مماثلا .. فالسيارة جيب تايوتا جديد ، والعزبة كاملة ، وانا عصفور صغير بينهما .
لم اصدق إبتعادهما حتى أدرت محرك سيارتي وانطلقت بعيدا ، قاطعا عليهما أي مجال للعودة فيما لو قررا الرجوع مرة اخرى
......
كانت دقائق رعب نادرة الحدوث ، فأمثال هؤلاء لايمكن ان يردعهم إيمان عن سرقتي او حتى قتلي ، في مكان قد لايمر به احد قبل يومين او ثلاثة ..
.........
ورغم قساوة الموقف فلم أفكر ولو للحظة بترك عشقي بسبب أمثالهم من البشر .
وأكملت يومين هناك وفقني الله فيهما بصيد وفير ورجعت لأهلي ولله الحمد فرحا مسرورا .. وحامدا لله شاكرا له
........
إخواني الأفاضل
أعتذر لتأخري في كتابة القصة التي تنتظرونها
فقد رأيت ان تتسلسل الأحداث ، حسب اهميتها
إنتظروها ولا تستعجلوا فلم أدونها بعد
تحياتي للجميع
الجزء الثالث:
الصمان ... ( قصة عشق ) .... (3) (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=3149)