HIZOOM
19/07/2010, 09:47 PM
المنحوس
عند تصفحي للموقع قرأت القصص فأحببت أن أشارك بهذه القصة الواقعية وأطرافها مازالوا على قيد الحياة لعلنا نوثق بعض الماضي وبأسلوب نسأل الله أن لا يكون مملاً .
كنت قد سمعت من أخي الصغير ( س ) كلاماً كثيراً يبين تعثر حظ هذا الرجل المسكين , الذي ترك شركة أرامكو ليشتري لنشاً ليمارس مهنة الصيد , وهو ممن مارسوها كحال الكثير من سكان دارين , ولكن تجلت الصورة لي واضحة عندما قررت الذهاب معه للصيد بسبب تأخري عن المجموعة التي أنا بحاراً من ضمنها لوجودي خارج دارين تلك الليلة ...
في شهر أغسطس من عام1973م موسم ( سون ) الكنعد وأغلب أسماك السطح ( كالخضرة والربيب واللحلاح وغيرها ) , عندها كنت تشعر بسحب الخيوط فوق أصابعك وفي الليل تشعر أنك تسحب أكبر سمكة وهي تغوص إلى الأعماق وأنت تستمر في السحب حتى يتم إيقاضك من النوم .
كان ( الحداق ) شرق وشمال شرق دارين مناطق الصيد البعيدة مثل ( الوشير ) وكانت الرطوبة تصل في أخر الشهر إلى95%
دفعتني رغبتي للصيد وتدحرجت أقدامي إلى البندر الشرقي لدارين رأيته من بعيد داخلني شعور غريب اقتربت ... ثم اقتربت أكثر ..
السلام عليكم ,
وعليكم السلام !!!
كيف حالك يا خال ( ع ) ؟
الحمد لله !!
ألا تريد بحاراً ؟
عندي ( خ ) ابن السيد ( أ ) ,
( هذا صغير على المسير ؟ )
إذاً ستبحر معنا ؟
يا ليت ,
إذاً ضع الوقود والثلج في ( الهوري ) ثم أنزله في اللنش ...
بدأت العمل سريعاً وأتممت المهمة , ثم صعدنا جميعا في ( تيسير ) وهو( شوعي ) صغير يبلغ طول ( بيصه ) قاعدته حوالي 10 أذرع مايعادل 8 متر تقريباً , يحوي في خنه محرك ينمار ذو أسطوانتين .
أبحرنا على بركة الله مع شروق الشمس خرجنا من البندر رمينا الشبك في الخور لكي نصطاد الربيان لنستخدمه كطعم استغرق جر الشباك أكثر من ساعة . بعدها أبحرنا باتجاه الشرق , و عند محاذاتنا ميناء الدمام
قال : أمسك ( الكانه ) دفة اللنش
أمسكتها أين ؟
الوشير ..
الوشير !! لانستطيع الوصول إلا بعد عشر ساعات المحرك صغير والسير بطيء ,
( صك االريول ) أخنق رفاس السرعة أي قد بأقصى سرعة للمحرك ,
خالجني ذلك الشعور الأول على الساحل ماذا أفعل ؟ هو المالك و الربان ؟ سرنا لمسافة ساعتين بعدها
لاحظت ( تقطع الجر ) وهو مصطلح يطلق على نظام التبريد في المحرك لأنه يجر ماء البحر إلى المحرك للتبريد ويخرجه من أنبوب فوق السطح . خففت السرعة
يا خال الجر يقطع !
بعد المعاينة من قبله أطفأ المحرك وحاول إصلاح المضخة , ثم سرنا أقل من نصف ساعة وعادة المشكلة ..
يحاول إصلاح المضخة .. وأنا و( خ ) لنجرب الحداق هنا أخرجنا الخيوط رميناها , البحر عميقٌ وتياراته قوية استمرت المحاولات من الجميع ,واللنش ( يسمر) أي يحمله الموج يطوف جنوب شرق و بعد العصر تقريباً وصلنا إلى منطقة خضراء مائلة إلى الزرقة و البحر عميقاً جداً .. فجأةً , ودون سابق إنذار علق شيء في خيطي وخيط ( خ ) يشد بقوة بشكل عمودي إلى العمق نسحب وإذا بمجموعة كبيرة من الأسماك تبدو من البحر كأنها في داخل ( حيزة ) . يا خال علقنا ( شرنا ) بـ ( قرقور ) .. زين وصلنا محدق , خرج من ( الخن ) متصبباً عرقاً كأنه عصفور قد بلله المطر ليساعدنا في رفع الحيزة الثقيلة لأننا أوقفنا شد الخيوط حتى لا نخسر الحيزة بعد انقطاعها نظر ثم أعاد النظر! لا هذا ربيب ( سنيار) خضرة بصوت من العمق ونفس سريع متقطع واحد يسحب بس ( خ ) , عندها قلت كم كنت غبياً لم أستطع أن أميز بين السمك والشبك . أخرج ( خ ) سمكتين كل منها بطول ذراع أخذ الخال ( ع ) واحدة منها وربطها بخيط ودلاها في البحر !!!
لماذا ربط الخال ( ع ) السمكة ( الربيبة ) ودلاها في البحر ؟
مادامت موجدة فالأسماك لا تغادر المكان .. بدأنا بالصيد وكان الوقت الذي نضع فيه الطعم ( الجيم ) مضيعة للصيد فأمرنا الخال ( ع ) بأن نضع الطعم في ( ميدار) شنص واحد وكان الأخر تبتلعه السمكة عند رؤيته يلمع في الماء كنا نردد ( هيلي يا الله ) باللحن المعهود عند البحارة استمر الصيد أكثر من نصف ساعة وكان اللنش يسمر ومعه السمك حتى انقطع خيط السمكة المربوطة و غادرت الأسماك . عندها نظرنا إلى الصيد فوجدناه كمية كبيرة تركناه في الخارج وحاولنا إصلاح المضخة حتى بعد المغرب لا جدوه و بعد مرور ساعتين على انتهاء عملية الصيد وضعنا السمك في( البكس ) أو حاوية الثلج ( البراد) بعد استخراج قالبين الثلج والربيان منه وتم وضع قليل من الثلج عليه وأغلقنا الحاوية ووضعنا الباقي في ( مرحلتين ) سلتين من سعف النخيل ووضعنا عليه باقي الثلج ..
يا خال ما العمل ؟؟
لا خيار لنا من التجديف حتى نصل إلى الدرب .
كانت الفكرة ممتازة لكن مرهقة وصعبة التنفيذ حيث أننا لا نملك مجاديف .
بما ذا نجدف ؟
توجد خشبتين مربوطتين في ( الخيسة ) اليمن واليسار
وهي خشبة شبه قائمة في مؤخرة اللنش.
فككنا الخشبتين كان طول كل واحدة منها أربعة أمتار وعرضها أربع بوصات وسمكها بوصة , بدأنا نجدف باتجاه الدرب ( وهو ما يسمى سعودي جنل أي طريق البواخر المتجه إلى رأس تنورة وميناء الدمام ) ولو علقنا به عند مرور باخرة سيكون أكبر خطر نواجهه تناوبنا على التجديف والدفة لساعات طويل حتى بعد منتصف الليل ظهرت في راحتي تجمعات دموية على شكل كرات صغيرة انفقأت وأصبحت تؤلم بشدة , و بلغ الجوع منا مبلغه صنعنا حليباً بالماء البارد وقليل من السكر فشربناه واسترجعنا قليل من قونا استمرت المناوبة بالتجديف وتوجيه السفينة حتى سمعنا صوتاً.
إنه هدير محرك ومخر البحر وشاهدنا ضوء خافت إنه لنش أشعلنا ( الفنر ) السراج لوحنا به صحنا كلنا بأعلى صوت ... مر بمحاذاتنا بلم لصيادي سيهات ,
نعم هم يدخلون الآن أما صيادي دارين يدخلون غداً لأنهم يمكثون يومين في المبحر.
شكلت رؤية البلم نشوة عجيبة ومروره دون استجابة إحباط ليس له مثيل ... تركنا السراج مضاءً وأشعلنا آخر , علقنا أحدهما ( فوق البكس صدر) مقدمة اللنش , وتابعنا التجديف , الجميع يدعو الله في السر ( خ ) و ( ع ) لم يصليا ذلك اليوم وأنا كنت أصلي دون أذان أو إقامة وأحياناً بعد خروج الوقت أي كنا مضيعين للصلاة ..!!!!!
ما كانت إلا دقائق حتى سمعنا صوت الهدير ومخر البحر وإذا بالضوء أقوى من الأول فوراً ربط ( ع ) السراج الآخر في أحدى الخشبتين رفعه علياً وحركه يمنة ويسرة وبدأنا نصرخ هيه هيــــــــــــــــــــه الفزعة متعطلين .. لم يستمر الوضع لحظات انخفض صوت المحرك غير المركب اتجاهه نحونا ......... لحظات سريعة وصل إلينا
سلا مات ..؟ سلا مات..
( طابق ) أي وضع جانب السفينة بالأخرى .. ..نعم إنه بلم من سيهات .... سألونا عن حلنا ثم عن وضع المحرك
قال : أحدهم ( الفلنجة ) قطعة جلد بالمضخة تغير كل سنة تقريباً كي تكون طرية
مقطوعة والتي عندنا كبيرة جداً
مالعمل ؟ ( القلص ) وهو القطر..
نقطركم إلى دارين .
ممتاز أحضروا الحبل ربط الحبل في ( الكلب )أي الصليب مقدمة تيسير و( تفر ) البلم
انطلقنا بعون الله لم أشعر إلا بالنوم قد رما أثقاله علي ولم أفق إلا والخال يناديني قم وصلنا البندر والبلم متجهاً إلى الشرق .كان القمر بدرا ًو الهواء ( خواهر ) ساكن والبحر بساطاً لكن كل هذا الجمال ولم تنتهي المعانة حيث تم فصل الحبل على راس ( ذويبل ) منطقة مياه ضحلة شرق دارين خوفاً من أن ( يلحم البلم ) يحتك بالقاع لان البحر كان ( قراح ) أخر الجزر ( ذويبل ومشعو ره) منطقتين متجاورتين مشهورتان بـ ( اللخم ) سمك الراي ...
بدأنا ( نفرس ) وهو دفع القارب بالضغط على القاع بـ ( الخطرة ) عصى بطول 6 متر .. الساعة الآن الثالثة صباحاً .. بعد ربع ساعة أصبح البحر أقل عمقاً فقال : ( ع ) سأنزل أدفع اللنش وأنت و( خ ) إذ هبا إلى الصدر حتى يستوي اللنش ولا ( يلحم تفر ) لا تحتك المؤخرة بالقاع . استمر بالدفع حتى ( لحم صدر ) فوق كتلة رملية (عيش ) اضطررنا إلى النزول جميعنا حتى نرفع صدر اللنش ونوجهه إلى منطقة أعمق جهة الجنوب .. سمعنا علي بن سالم رحمه الله رحمة واسعة يؤذن لصلاة الفجر الساعة الثالثة و 45 دقيقة تقريباً نرى دارين المنازل المضاءة لكن لانستطيع الوصل لأن البندر الشرقي مياهه ضحلة ومساحته كبيرة إذا لم تدخل في المد لا تستطيع الدخول البتة .. تكرر الإحتكاك أكثر من مرة لم أصعد ركب ( خ ) وبدأنا ندفع ونسحب ونغير اتجاه حتى وصلنا إلى أخر نقطة استطعنا الوصول إليها بعد شروق الشمس وارتفاعها . قال : ( ع ) الحمد لله على السلامة( صدنا زين ) .صعد اللنش نظر إلى السمك قال: ( بل خاس سمجنا !! ) تعفن السمك صعدت للتأكد من الأمر فعلاً تعفن السمك في المرحلتين... افتح البراد ... وإذا الرائحة تنبعث منه أيضاً خسرنا تقريباً عشرة أمنان مايعادل 160كيلوجرام بقيمة 700ريال تلك السنة .
هكذا كان هذا الرجل ومازال ( مقرود ) منحوس لعدة عوامل
1- البعد عن الله .
2- كثرة المعاصي .
3- قلة الخبرة .
4- عدم التخطيط .
5- عدم الاستعداد الجيد لرحلاته البحرية .
لقد اكتسبت من هذه الرحلة خبرة تعدل سنة.أرجو أن أكون قد وصلت لكم الحادثة بشكل جيد وأن لا يكون الاختصار قد أخل في معانيها وأخيراً أرجو المعذرة
من كتاباتي 2005م
أجمل تحية
حيزوم ابن الوادي
عند تصفحي للموقع قرأت القصص فأحببت أن أشارك بهذه القصة الواقعية وأطرافها مازالوا على قيد الحياة لعلنا نوثق بعض الماضي وبأسلوب نسأل الله أن لا يكون مملاً .
كنت قد سمعت من أخي الصغير ( س ) كلاماً كثيراً يبين تعثر حظ هذا الرجل المسكين , الذي ترك شركة أرامكو ليشتري لنشاً ليمارس مهنة الصيد , وهو ممن مارسوها كحال الكثير من سكان دارين , ولكن تجلت الصورة لي واضحة عندما قررت الذهاب معه للصيد بسبب تأخري عن المجموعة التي أنا بحاراً من ضمنها لوجودي خارج دارين تلك الليلة ...
في شهر أغسطس من عام1973م موسم ( سون ) الكنعد وأغلب أسماك السطح ( كالخضرة والربيب واللحلاح وغيرها ) , عندها كنت تشعر بسحب الخيوط فوق أصابعك وفي الليل تشعر أنك تسحب أكبر سمكة وهي تغوص إلى الأعماق وأنت تستمر في السحب حتى يتم إيقاضك من النوم .
كان ( الحداق ) شرق وشمال شرق دارين مناطق الصيد البعيدة مثل ( الوشير ) وكانت الرطوبة تصل في أخر الشهر إلى95%
دفعتني رغبتي للصيد وتدحرجت أقدامي إلى البندر الشرقي لدارين رأيته من بعيد داخلني شعور غريب اقتربت ... ثم اقتربت أكثر ..
السلام عليكم ,
وعليكم السلام !!!
كيف حالك يا خال ( ع ) ؟
الحمد لله !!
ألا تريد بحاراً ؟
عندي ( خ ) ابن السيد ( أ ) ,
( هذا صغير على المسير ؟ )
إذاً ستبحر معنا ؟
يا ليت ,
إذاً ضع الوقود والثلج في ( الهوري ) ثم أنزله في اللنش ...
بدأت العمل سريعاً وأتممت المهمة , ثم صعدنا جميعا في ( تيسير ) وهو( شوعي ) صغير يبلغ طول ( بيصه ) قاعدته حوالي 10 أذرع مايعادل 8 متر تقريباً , يحوي في خنه محرك ينمار ذو أسطوانتين .
أبحرنا على بركة الله مع شروق الشمس خرجنا من البندر رمينا الشبك في الخور لكي نصطاد الربيان لنستخدمه كطعم استغرق جر الشباك أكثر من ساعة . بعدها أبحرنا باتجاه الشرق , و عند محاذاتنا ميناء الدمام
قال : أمسك ( الكانه ) دفة اللنش
أمسكتها أين ؟
الوشير ..
الوشير !! لانستطيع الوصول إلا بعد عشر ساعات المحرك صغير والسير بطيء ,
( صك االريول ) أخنق رفاس السرعة أي قد بأقصى سرعة للمحرك ,
خالجني ذلك الشعور الأول على الساحل ماذا أفعل ؟ هو المالك و الربان ؟ سرنا لمسافة ساعتين بعدها
لاحظت ( تقطع الجر ) وهو مصطلح يطلق على نظام التبريد في المحرك لأنه يجر ماء البحر إلى المحرك للتبريد ويخرجه من أنبوب فوق السطح . خففت السرعة
يا خال الجر يقطع !
بعد المعاينة من قبله أطفأ المحرك وحاول إصلاح المضخة , ثم سرنا أقل من نصف ساعة وعادة المشكلة ..
يحاول إصلاح المضخة .. وأنا و( خ ) لنجرب الحداق هنا أخرجنا الخيوط رميناها , البحر عميقٌ وتياراته قوية استمرت المحاولات من الجميع ,واللنش ( يسمر) أي يحمله الموج يطوف جنوب شرق و بعد العصر تقريباً وصلنا إلى منطقة خضراء مائلة إلى الزرقة و البحر عميقاً جداً .. فجأةً , ودون سابق إنذار علق شيء في خيطي وخيط ( خ ) يشد بقوة بشكل عمودي إلى العمق نسحب وإذا بمجموعة كبيرة من الأسماك تبدو من البحر كأنها في داخل ( حيزة ) . يا خال علقنا ( شرنا ) بـ ( قرقور ) .. زين وصلنا محدق , خرج من ( الخن ) متصبباً عرقاً كأنه عصفور قد بلله المطر ليساعدنا في رفع الحيزة الثقيلة لأننا أوقفنا شد الخيوط حتى لا نخسر الحيزة بعد انقطاعها نظر ثم أعاد النظر! لا هذا ربيب ( سنيار) خضرة بصوت من العمق ونفس سريع متقطع واحد يسحب بس ( خ ) , عندها قلت كم كنت غبياً لم أستطع أن أميز بين السمك والشبك . أخرج ( خ ) سمكتين كل منها بطول ذراع أخذ الخال ( ع ) واحدة منها وربطها بخيط ودلاها في البحر !!!
لماذا ربط الخال ( ع ) السمكة ( الربيبة ) ودلاها في البحر ؟
مادامت موجدة فالأسماك لا تغادر المكان .. بدأنا بالصيد وكان الوقت الذي نضع فيه الطعم ( الجيم ) مضيعة للصيد فأمرنا الخال ( ع ) بأن نضع الطعم في ( ميدار) شنص واحد وكان الأخر تبتلعه السمكة عند رؤيته يلمع في الماء كنا نردد ( هيلي يا الله ) باللحن المعهود عند البحارة استمر الصيد أكثر من نصف ساعة وكان اللنش يسمر ومعه السمك حتى انقطع خيط السمكة المربوطة و غادرت الأسماك . عندها نظرنا إلى الصيد فوجدناه كمية كبيرة تركناه في الخارج وحاولنا إصلاح المضخة حتى بعد المغرب لا جدوه و بعد مرور ساعتين على انتهاء عملية الصيد وضعنا السمك في( البكس ) أو حاوية الثلج ( البراد) بعد استخراج قالبين الثلج والربيان منه وتم وضع قليل من الثلج عليه وأغلقنا الحاوية ووضعنا الباقي في ( مرحلتين ) سلتين من سعف النخيل ووضعنا عليه باقي الثلج ..
يا خال ما العمل ؟؟
لا خيار لنا من التجديف حتى نصل إلى الدرب .
كانت الفكرة ممتازة لكن مرهقة وصعبة التنفيذ حيث أننا لا نملك مجاديف .
بما ذا نجدف ؟
توجد خشبتين مربوطتين في ( الخيسة ) اليمن واليسار
وهي خشبة شبه قائمة في مؤخرة اللنش.
فككنا الخشبتين كان طول كل واحدة منها أربعة أمتار وعرضها أربع بوصات وسمكها بوصة , بدأنا نجدف باتجاه الدرب ( وهو ما يسمى سعودي جنل أي طريق البواخر المتجه إلى رأس تنورة وميناء الدمام ) ولو علقنا به عند مرور باخرة سيكون أكبر خطر نواجهه تناوبنا على التجديف والدفة لساعات طويل حتى بعد منتصف الليل ظهرت في راحتي تجمعات دموية على شكل كرات صغيرة انفقأت وأصبحت تؤلم بشدة , و بلغ الجوع منا مبلغه صنعنا حليباً بالماء البارد وقليل من السكر فشربناه واسترجعنا قليل من قونا استمرت المناوبة بالتجديف وتوجيه السفينة حتى سمعنا صوتاً.
إنه هدير محرك ومخر البحر وشاهدنا ضوء خافت إنه لنش أشعلنا ( الفنر ) السراج لوحنا به صحنا كلنا بأعلى صوت ... مر بمحاذاتنا بلم لصيادي سيهات ,
نعم هم يدخلون الآن أما صيادي دارين يدخلون غداً لأنهم يمكثون يومين في المبحر.
شكلت رؤية البلم نشوة عجيبة ومروره دون استجابة إحباط ليس له مثيل ... تركنا السراج مضاءً وأشعلنا آخر , علقنا أحدهما ( فوق البكس صدر) مقدمة اللنش , وتابعنا التجديف , الجميع يدعو الله في السر ( خ ) و ( ع ) لم يصليا ذلك اليوم وأنا كنت أصلي دون أذان أو إقامة وأحياناً بعد خروج الوقت أي كنا مضيعين للصلاة ..!!!!!
ما كانت إلا دقائق حتى سمعنا صوت الهدير ومخر البحر وإذا بالضوء أقوى من الأول فوراً ربط ( ع ) السراج الآخر في أحدى الخشبتين رفعه علياً وحركه يمنة ويسرة وبدأنا نصرخ هيه هيــــــــــــــــــــه الفزعة متعطلين .. لم يستمر الوضع لحظات انخفض صوت المحرك غير المركب اتجاهه نحونا ......... لحظات سريعة وصل إلينا
سلا مات ..؟ سلا مات..
( طابق ) أي وضع جانب السفينة بالأخرى .. ..نعم إنه بلم من سيهات .... سألونا عن حلنا ثم عن وضع المحرك
قال : أحدهم ( الفلنجة ) قطعة جلد بالمضخة تغير كل سنة تقريباً كي تكون طرية
مقطوعة والتي عندنا كبيرة جداً
مالعمل ؟ ( القلص ) وهو القطر..
نقطركم إلى دارين .
ممتاز أحضروا الحبل ربط الحبل في ( الكلب )أي الصليب مقدمة تيسير و( تفر ) البلم
انطلقنا بعون الله لم أشعر إلا بالنوم قد رما أثقاله علي ولم أفق إلا والخال يناديني قم وصلنا البندر والبلم متجهاً إلى الشرق .كان القمر بدرا ًو الهواء ( خواهر ) ساكن والبحر بساطاً لكن كل هذا الجمال ولم تنتهي المعانة حيث تم فصل الحبل على راس ( ذويبل ) منطقة مياه ضحلة شرق دارين خوفاً من أن ( يلحم البلم ) يحتك بالقاع لان البحر كان ( قراح ) أخر الجزر ( ذويبل ومشعو ره) منطقتين متجاورتين مشهورتان بـ ( اللخم ) سمك الراي ...
بدأنا ( نفرس ) وهو دفع القارب بالضغط على القاع بـ ( الخطرة ) عصى بطول 6 متر .. الساعة الآن الثالثة صباحاً .. بعد ربع ساعة أصبح البحر أقل عمقاً فقال : ( ع ) سأنزل أدفع اللنش وأنت و( خ ) إذ هبا إلى الصدر حتى يستوي اللنش ولا ( يلحم تفر ) لا تحتك المؤخرة بالقاع . استمر بالدفع حتى ( لحم صدر ) فوق كتلة رملية (عيش ) اضطررنا إلى النزول جميعنا حتى نرفع صدر اللنش ونوجهه إلى منطقة أعمق جهة الجنوب .. سمعنا علي بن سالم رحمه الله رحمة واسعة يؤذن لصلاة الفجر الساعة الثالثة و 45 دقيقة تقريباً نرى دارين المنازل المضاءة لكن لانستطيع الوصل لأن البندر الشرقي مياهه ضحلة ومساحته كبيرة إذا لم تدخل في المد لا تستطيع الدخول البتة .. تكرر الإحتكاك أكثر من مرة لم أصعد ركب ( خ ) وبدأنا ندفع ونسحب ونغير اتجاه حتى وصلنا إلى أخر نقطة استطعنا الوصول إليها بعد شروق الشمس وارتفاعها . قال : ( ع ) الحمد لله على السلامة( صدنا زين ) .صعد اللنش نظر إلى السمك قال: ( بل خاس سمجنا !! ) تعفن السمك صعدت للتأكد من الأمر فعلاً تعفن السمك في المرحلتين... افتح البراد ... وإذا الرائحة تنبعث منه أيضاً خسرنا تقريباً عشرة أمنان مايعادل 160كيلوجرام بقيمة 700ريال تلك السنة .
هكذا كان هذا الرجل ومازال ( مقرود ) منحوس لعدة عوامل
1- البعد عن الله .
2- كثرة المعاصي .
3- قلة الخبرة .
4- عدم التخطيط .
5- عدم الاستعداد الجيد لرحلاته البحرية .
لقد اكتسبت من هذه الرحلة خبرة تعدل سنة.أرجو أن أكون قد وصلت لكم الحادثة بشكل جيد وأن لا يكون الاختصار قد أخل في معانيها وأخيراً أرجو المعذرة
من كتاباتي 2005م
أجمل تحية
حيزوم ابن الوادي