المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبداع الشعراء في وصف جمال الطبيعة والمكاشيت



بــح ــر الــكــرم
17/07/2005, 09:42 PM
حياة البراري والطبيعة الصحراوية عشق أزلي للكثيرين من الناس، وفي نفس الوقت تعتبر من اجمل الهوايات المحببة لديهم حيث يتمتعون في هذه الاماكن بالجو اللطيف ومشاهدة الرياض المعشبة خصوصاً إذا ظهر الوسمي، فهم عندما يمارسون هذه الهوايات يستفيدون الكثير ومنها على سبيل المثال الخروج عن الروتين المعتاد، وتجديد النشاط والحيوية، وتعلّم الصبر وقوّة التحمّل والاعتماد على النفس، كذلك الاستمتاع بمناظر الطبيعة الجذّابة، وفي المساء يحلو حديث السمر، وفي الصباح الباكر تزين شبة النار خاصة إذا كانت هذه الرحلة مع الأصحاب الطيبين الذين لا يمل من مجالستهم وحديثهم.


ويوجد الكثيرون من الشعراء الذين عشقوا طبع البداوة وجمال الطبيعة وكانوا أكثر انسجاماً وولعاً بها، ومن هؤلاء الشعراء عقاب بن مصقال السهلي فقد تغنّى بأشعاره في جمال البراري، وروعة الرحلات البرية، والصيد والقنص، وقد كتب أجمل القصائد ذات الطابع البدوي الأصيل التي يتردد فيها ذكر البداوة وشبّة النار وعشق الإبل والخزامى والنفل ويحلو ذكرها في أشعاره كما يقول في هذه الأبيات:


البر زان وزان وقت المظاهير=وعزّي لمن هو قاعدٍ ما مشابه
ما شاف عشبٍ زايفٍ له دواوير=في مربع عشبه يغطي ترابه
علّه من الوسمي المبكر شحاتير=من مدلهمن ينثر الما سحابه
فيه الشقارى والزبيدي مزابير=يشرح فؤاد اللي عصيرٍ مشابه
ولا شاف سجات النشامى مسايير=يدله بهم قلبٍ تزايد عذابه
ولا شاف صيد البر واطلاقه الطير=لو هو على جول الحبارى ثعابه
واشرافت المرقاب صبح وعصير=يرتاح بال مولعٍ لا رقابه

ومن الأشعار الشعبية التي تصف لنا روعة الرحلات البرية هذه الأبيات التالية للشاعر عبدالله بن محمد الأكلبي وقد جسّد فيها جمال البراري وأجواءه الجذّابة بقوله:


أنا ليا ضاق صدري أطوي فراشي=أدق سلف المقفّص وأطوي البيدي
أجول في كل ديرة وأبرد الجاشي=انطح نسيم الهوا وأدور الصيدي
فرضٍ هواها طليق وينعش إنعاشي=ي تختخٍ ما به إلا الطير وابعيدي
سيله جديدٍ وجوّه غيم ورشاشي=ضه قفر عشبه مشع شع ملابيدي
وأبعد عن مجالس النمام واللاشي=وممساي ولاّ مقيلي في ذرا حيدي


ومشاهدة العشب والزهور والأمطار على جوانب الوديان وفوق قمم الجبال واعتدال الجو جميعها مصدر جمال يُسعد العين ويُسرها وتندفع المشاعر لها بقوة فتستهوي محبيها من الشعراء لنظم أجمل الأشعار ووصف هذه المناظر الطبيعية.. وفي ذلك يقول الشاعر عبدالله بن سالم القريني:


الأرض لبسها من النبت تشكال=ن توها عقب الجمال مخلوقة
كنّه يلينها بالألوان نيال=العشب بألوانه طوالاً سبوقه
لون الزهر عقدٍ على سلك الجمال=ن شاف بعيونه نباته يشوقه
العشب بستانٍ على الروض والجال=تخالط رتع الحباري ونوقه


ويوجد الكثير من الشعراء الذين يفضلون كثرة السفر والترحال ولكن داخل الوطن ومنهم الشاعر رجاء بن عسل المسردي فهو يستمتع أثناء رحلاته البرية بعمل القهوة العربية هو ورفاقه ومشاهدة الفيافي التي تنبت فيها الأعشاب البرية في أثناء طريقهم، وأيضاً تلك المدن والقرى التي يمرون بها، وعندما قيل له لماذا لا تسافر للخارج قال هذه الأبيات:



يا ما حلا الفنجال في فية الغار=ن عقب مسراح الونيت الجديدي
اللي حمسها صدها عن سنا النار=الماء قراح وذاعره بالعويدي
له خنة بين النشامى إليا دار=جلا العماس وقد ذكرها الهويدي


وعندما يعتدل الجو، وتهطل الأمطار، وتخضر الأشجار، وتنبت الأزهار، وتزهر الأعشاب، يُعد ذلك من أجمل اللحظات والأوقات الخالدة في عقل الإنسان خاصة الشعراء الذين يتملكون تلك المواهب الجميلة، فدائماً يتردد في أشعارهم ذكر الأمطار، وشوف الفياض، وخوّة الأخيار، وشبّة النار، كما يقول الشاعر منصور بن مروي المطيري في هذه المقطوعة الشعرية الجميلة:



يا زين سجات القدم وقت الأمطار=شوف الفياض اللي جديد مطرها
مع خوّة الطيّب على جيب فكسار=جلى عن النفس العلية كدرها
والسالفة يبدابها نسل الأخيار=ن جت قصيدة قالها ما كسرها
ويا حلوها ون جت على شبة النار=ي روضة يبهجك نفحة زهرها
فيها البختري والخزامى ونُوُّار=بيعةٍ سبحان ربٍ فطرها
وفيها الحبارى منوه لكل صقار=ا هد طيره صادها مع نحرها
في دولة أهل الجود وافين الأشبار=ار الزعيم اللي للأمة ذخرها


وعن الحنين والاشتياق لحياة الآباء والأجداد في الزمن الماضي وما تميزوا به من عادات وصفات أصيلة تتمثل في شبّة النار وإكرام الضيف والترحيب به وتقديم القهوة له وغير ذلك.
وهكذا عشق الإنسان كل ما هو جميل ورائع ومشوّق.. فمشاهدة جمال الطبيعة والقرب منها تخفف عنّا الهموم الذاتية وتجلب لنا الراحة والبهجة والسرور، فما أجمل الطبيعة وما أجمل هذه النعمة الثمينة التي وهبها الخالق سبحانه وتعالى وإليكم هذه القصيدة التي تحكي ولع الشاعر فرّاج بن سعد الفراج السبيعي بالصحراء والتغنّي برمالها وشعابها وجبالها وسهالها وسباعها وكل ما هو جميل في الطبيعة.


أنا ليا ضاقت علي الوسيعة=هرت في عالي طويل الرفاعة
طبيعةٍ لي من قديمٍ طبيعه=حب دوٍ عاوياتٍ سباعه
شوف الخلا لذات قلبي ربيعه=قيقته تسوى ثمانين ساعة
شوف السهال وشوف راس الرفيعة=جوز لي واقنع كثير القناعه


وأنتظروا المزيد

أبوأحمد98
17/07/2005, 10:32 PM
صح لسانك أخوي السهلي ..ولسان الشعار ..ما قصرت أبيات جميلة ومضمونها وما تدل عليه اجمل ..

لك مني اجمل تحية

جرير
18/07/2005, 10:25 AM
صح لسانك ولسان الشعار يا سهلي
موضوع جميل
تشكر علي كل مابذلت من جهد في اعداده مما يدل علي حسن ذوقك ومحبتك لان تعم الفائده
القصائد رائعه والاروع الصوره التي اضهرتها بها
ولو اني ما احب الخلفيات السوداء ولاكن ماجاء منك حلو يا حلو
مرة اخري سلمت يداك ولسانك
بس عندي ملاحظه وسؤال؟ هل الصوره الي بجنب الاسم لك ( تراثيه مره ) خاصة الشنب متعوب عليه
وزدنا زادك الله من نعيمه

ابو طنب
20/07/2005, 05:00 PM
اخوي السهلي بعد التحية والتقدير

صراحة موضوع غني الردود كامل والكامل وجه الله

وبانتظار جديدك لا عدمناك يالسهلي

(((( ابو طنب ))))

بــح ــر الــكــرم
22/07/2005, 01:40 AM
أبوأحمد98




جرير






ابو طنب




تحياتي لكم وشكراً على مروركم الكريم