المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تفرق بين إبنتك و زوجتك أو زوجتك وإبنتك



المدى2
11/09/2010, 04:53 AM
لا تفرق بين إبنتك و زوجتك أو زوجتك وإبنتك








كانت تراقبه عن كثب، وهو يلاعب طفلته الصغيرة ، يداعبها حتى تضحك، وتقهقه ببراءة وعذوبة ، كان مغرماً بطفلته سعيداً بها ، يحتضنها ويلاعبها، ويحملها ويغني لها، وهي تراقب بهدوء






ثم اقتربت منه وسألته: إلى أي حد تحبها ؟


فأجاب متحمساً وهو لا زال يلاعبها : إلى حد الجنون، إني أحبها بجنون ، إنها طفلتي الغالية، حبيبة قلبي، ماستي الثمينة.





اقتربت منه أكثر،وقالت له مازحة:




غداً تكبر وتتزوج، ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها؟




فرد بحماس وجدية: سأقتله




فنظرت للأسفل، وقالت بأسى :




كنت طفلة في سنها ذات يوم ، وكان أبي مغرماً بي ، سعيداً بضحكتي وبراءة عمري ، وكان حريصاً على سعادتي، واجتهد في تربيتي ، ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال حياتي ، عندما جئتَ لخطبتي وافق عليك، لأنه أعتقد أنك الرجل الذي يستحق ثقته، والذي سيصون ابنته الحبيبة، ويسعدها ...




صمتت لثواني قليلة ثم تابعت قائلة


:


أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك، أحب ابنته التي هي أنا ، وخاف علي وطواني في تلابيب قلبه ، ليحميني من لفحات النسيم واجتهد في تدليلي، وعز عليه رؤية الدمعة في عيني، وصارع الهوان ليطعمني، ويسقيني.




ثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي ، زوجني بك ، فالمرأة لا تكون سعيدة بلا زواج ، واختارك وحدك ، أنت بالذات ، لأنه وجد فيك الشهم الذي سيصون درته النادرة ، وماسته الثمينة




وهنا التفت نحوها، وقد بات يشعر بألم في رأسه،




لكنها تابعت الحديث بهدوء وود:


تُرى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها ، يستولي على راتبها ليصرفه على سهراته مع رفاق السوء؟ وكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي ؟ أو أنه يهينها ، ولا يجالسها، ويمتنع عن الحديث معها لعدة أيام وهم في منزل واحد ؟ وكيف ستفعل لو علمت أنه لأجل شجار صغير يمزق ملابسها ؟ أو يطردها خارج المنزل ؟ وأنه يمد يده عليها لأتفه سبب صباحاً ومساءَ ؟ وأنه يشتمها ويشتم أهلها وينعتها بصفات شنيعة ؟




وخنقت العبرات صوتها المكسور الضعيف وقالت:


إن كنت تخشى على ابنتك من كل ذلك، فصن أمانة أبي ! فإن الجزاء من جنس العمل.




وانتفض كمن لدغته أفعى ، وسألها بعدوانية: إلى ماذا تلمحين ؟




أجابت بهدوء وانكسار:




لست ألمح، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة، وأب مطعون مغدور




ألن تشعر بمرارة الغدر، حينما تجد الحارس الأمين، بات يغتال الأمانة ؟ ألن تشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الاختيار؟


إني أخاف على أبي، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه فسيموت حسرة وكمدا ، وإني لأخشى على ابنتي من انتقام المنتقم العزيز الجبار من أبيها الذي خان الأمانة ، فأخشى أن يريه الله العبرة في ابنته، فهل تحبها يا زوجي، هل تحب ابنتك ؟




نظر إليها غير مصدق وتمتم قائلاً : أنتِ غير، وابنتي غير !




قالت بهدوء وبرود:




بل كلنا سواء، كما أنكم سواء وغداً سيأتي من يقول لابنتك: أنتِ غير، وابنتي غير !




************ *******


أخي الحبيب ، أختي الغالية

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا . وخياركم خياركم لنسائهم"





وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "خياركم خياركم لنسائهم"




والنبي صلى الله عليه وآلهوسلم أنه قال: "إن النساء شقائق الرجال"




وفي نهاية المطاف نهمس في أذن كل زوج ونقول مذكرين:




اتقي الله فــي زوجــتــــك




وابنتك اليوم هي زوجةغداً





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال الإمام علي عليه السلام :


من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره, وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه, ومعلّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلّم النّاس ومؤدّبهم