ابو عمر اللاحم
30/09/2010, 08:42 PM
تم تغريم رجل 365 دولا لأنه أساء معاملة أرنب ..!!
هذا ما جاء في خبر قرأته بالأمس .
تُعقد محاكم وجلسات استماع وتحقيق جنائي وتوثيق قضائي .
من أجل أرنب أو كلب …..؟!!
وما يحدث في بلادنا مجازر وحشية , وإبادة جماعية لكل ما يتحرك . ولم يتألم أو يتكلم أحد …؟!
بل إنها حملات تلويث بيئي . أشبه ما تكون بحملات التطهير العرقي والطائفي . خاصة في مثل هذه الأوقات من السنة التي تأتي فيها الطيور المهاجرة .
فقد كانت أرضنا تزخر بتنوع حيواني ونباتي صحراوي جميل تغنى به الشعراء .
بها العين والأرام يمشين خلفة … واصطلائها ينهضن من كل مجثم
والآن أصبحنا نكاد لا نرى شيء على سطح الأرض . لا من حيوان ولا نبات …!!
إنها ثقافة القتل والإبادة المتأصلة في ثقافتنا التي تجاوزت هواية الصيد إلى هواية الإفساد في البر والبحر .فكل شيء يقع بين مطرقة حلال يجوز أكله , أو سندان فاسق يحل قتله.
وبهذا تم القضاء على كل شيء . وخاصة مع تطور وسائل الإتصال وتحديد المواقع (جي بي اس) التي أصبحت وبالا ومصيبة . لأنها أعطت المجال للوصول إلى أماكن لم يكن أحد يستطيع الوصول إليها . وبالتالي لم يعد هناك مكان آمن لأي كائن حي من فوهات البنادق…!!
أظن الجميع شاهد مقطع المتخلفين الذين قتلوا عشرين غزال بدم بارد في الربع الخالي . وأيضا تلك الصور لمئات (( الضبان)) في غرفة واحدة . وهو غيض من فيض من تلك المشاهد والممارسات الهمجية التي أدت إلى تغيير معالم بيئتنا …!
أذكر آخر مرة ذهبتُ فيها مع بعض الأصدقاء إلى ” البر “, والجدل الذي دار بيني وبين البعض منهم بسبب قطع الشجر الأخضر متعلليين إن لم نقطعه نحن قطعه غيرنا..
وبهذا العذر يُراد قطع كل الشجر من أجل الرفاهية فقط. مما جعلني احرم الخروج ” للبر” لأي سبب من الأسباب .. !!
ولا يتوقف الضرر على محو الحياة وإفنائها . بل يتجاوز هذا إلى تلويث تلك الأماكن بالمخلفات البلاستيكية وغيرها مما يؤدي إلى قتل الماشية التي ترعى هناك…!!
والغريب أن الحديث عن الحفاظ على البيئة أمر مستهجن عند الكثير من الناس.
بل أن احدهم نعتني ” بالعلماني” ففي نظره القاصر إن البيئة والمحافظة عليها ثقافة وافدة علينا من الغرب الكافر . فالبيئة سخرها الله لنا لنفعل بها ما نشاء…!!
الحقيقة أني أتحسر دائما لما أراه من مظاهر التدمير البيئي وللأسف الشديد القوانين التي تمنع مثل هذه الأعمال الغبية لم تُفعل بل يتم التغاضي عن مرتكبي تلك الجرائم .
وفي الواقع أن تدمير البيئة يضاهي أثرا تدمير البنيان والممتلكات فما يُهدم قد يُعاد رفعه . ولكن الطبيعة يستحيل أحياءها .
إنها جريمة في حق الأجيال اللاحقة من أبنائنا الذين لن يروا غير الغبار والتلوث.
قد يقول قائل لماذا لم تتحدث عن معاناة المواطن . والإجابة هي أن الصحف تعج بمعاناة المواطنين . لكن من لمن لا يستطيع الكلام .. !!.؟.
المصدر / مدونة ماعونيات
هذا ما جاء في خبر قرأته بالأمس .
تُعقد محاكم وجلسات استماع وتحقيق جنائي وتوثيق قضائي .
من أجل أرنب أو كلب …..؟!!
وما يحدث في بلادنا مجازر وحشية , وإبادة جماعية لكل ما يتحرك . ولم يتألم أو يتكلم أحد …؟!
بل إنها حملات تلويث بيئي . أشبه ما تكون بحملات التطهير العرقي والطائفي . خاصة في مثل هذه الأوقات من السنة التي تأتي فيها الطيور المهاجرة .
فقد كانت أرضنا تزخر بتنوع حيواني ونباتي صحراوي جميل تغنى به الشعراء .
بها العين والأرام يمشين خلفة … واصطلائها ينهضن من كل مجثم
والآن أصبحنا نكاد لا نرى شيء على سطح الأرض . لا من حيوان ولا نبات …!!
إنها ثقافة القتل والإبادة المتأصلة في ثقافتنا التي تجاوزت هواية الصيد إلى هواية الإفساد في البر والبحر .فكل شيء يقع بين مطرقة حلال يجوز أكله , أو سندان فاسق يحل قتله.
وبهذا تم القضاء على كل شيء . وخاصة مع تطور وسائل الإتصال وتحديد المواقع (جي بي اس) التي أصبحت وبالا ومصيبة . لأنها أعطت المجال للوصول إلى أماكن لم يكن أحد يستطيع الوصول إليها . وبالتالي لم يعد هناك مكان آمن لأي كائن حي من فوهات البنادق…!!
أظن الجميع شاهد مقطع المتخلفين الذين قتلوا عشرين غزال بدم بارد في الربع الخالي . وأيضا تلك الصور لمئات (( الضبان)) في غرفة واحدة . وهو غيض من فيض من تلك المشاهد والممارسات الهمجية التي أدت إلى تغيير معالم بيئتنا …!
أذكر آخر مرة ذهبتُ فيها مع بعض الأصدقاء إلى ” البر “, والجدل الذي دار بيني وبين البعض منهم بسبب قطع الشجر الأخضر متعلليين إن لم نقطعه نحن قطعه غيرنا..
وبهذا العذر يُراد قطع كل الشجر من أجل الرفاهية فقط. مما جعلني احرم الخروج ” للبر” لأي سبب من الأسباب .. !!
ولا يتوقف الضرر على محو الحياة وإفنائها . بل يتجاوز هذا إلى تلويث تلك الأماكن بالمخلفات البلاستيكية وغيرها مما يؤدي إلى قتل الماشية التي ترعى هناك…!!
والغريب أن الحديث عن الحفاظ على البيئة أمر مستهجن عند الكثير من الناس.
بل أن احدهم نعتني ” بالعلماني” ففي نظره القاصر إن البيئة والمحافظة عليها ثقافة وافدة علينا من الغرب الكافر . فالبيئة سخرها الله لنا لنفعل بها ما نشاء…!!
الحقيقة أني أتحسر دائما لما أراه من مظاهر التدمير البيئي وللأسف الشديد القوانين التي تمنع مثل هذه الأعمال الغبية لم تُفعل بل يتم التغاضي عن مرتكبي تلك الجرائم .
وفي الواقع أن تدمير البيئة يضاهي أثرا تدمير البنيان والممتلكات فما يُهدم قد يُعاد رفعه . ولكن الطبيعة يستحيل أحياءها .
إنها جريمة في حق الأجيال اللاحقة من أبنائنا الذين لن يروا غير الغبار والتلوث.
قد يقول قائل لماذا لم تتحدث عن معاناة المواطن . والإجابة هي أن الصحف تعج بمعاناة المواطنين . لكن من لمن لا يستطيع الكلام .. !!.؟.
المصدر / مدونة ماعونيات