المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات سائح فى المريخ



(( ابن الحياة ))
15/10/2010, 02:21 AM
سئمت يوما من نفسى ومن القيود التى تكبل قلمى ومن وصاية الغير على عقلى فلملمت امتعتى وحملت جواز سفرى واسرعت الخطى الى مطار بلدى لأستعيد بزعمى بالخارج حريتى واسترد أنسانيتى فوصلت الى المطار ووقفت بطابور الأنتظار وبعد زمناٌ من الأنتظار وصلت الى موظف قابلنى ببشاشة وبادرنى قائلآ :بما أخدمك ياسيدى

قلت : اريد السفر

قال: ألى اي بلاد تريد السفر

قلت : ليس مهما ولكن اريدة بلدا تكون الحرية له عنوان ويحترم بنى الأنسان
قال وهو يبتسم ويحاول ان يمنع نفسة أن يتهكم ولكن ياسيدى ليس هناك بلد بهذا العنوان ولكن لدى بلد ستنسى فية الأحزان وتسلك فية طريق السلوان
قلت : توكلت على الرب الرحمن فهات التذكرة الأن
وبعد انهاء أجراءت السفر صعدت الى الطائرة وأنا أمنى نفسى بفترة أستجمام بعد معاناه مع الأحزان وأحقق حلمى فى العيش كاأنسان
عموما لم يكن فى الطائرة شئ يستحق ان يذكر بقدر ماخلب لبى من مناظر ذلك البلد من مقعدى فزاد لمرءأها شوقى ولم أكن أدرى أن منظرها الخلاب من فوق يخبئ القسوة على أرضها فسخونة الأحداث بدءت حين وطئت قدمى أرض الميعاد المزعوم بلد الأنسان وموطن التسامح والحرية والمعاملة الأنسانية كما يقولون ولم أكن أعلم أن الصورة الوردية ستتلاشى من مخيلتى وبكل خطوة أخطوها بصالة ذلك المطار والتى تبدت لى أولى خيوطها حين وقفت لأستلم أمتعتى وبعد أن طال بى الأنتظار توجهت الى الموظف المختص وابلغتة بفقدان أمتعتى فقال وهو يشير الى ركناٌ منزوى أين هى من تلك الحقائب هناك فنظرت ودققت فاأذا بواحدة تشبه حقيبتى ولكن الفرق أن هذة قد تناثرت اشلائها بداخل كيساٌ بلاستيكى فاأعدت النظر وتأكدت فاأذا هى حقيبتى فقلت كاأنها تلك ولكن من فعل بها ماأرى فقربها وفتحنا الكيس
وقال : أنظر فقد يكون أمن المطار هو من فتحها فاأن كان ستجد ورقة منهم
ففتشت وبحثت فلم أجد بها نقصا غير الفوضى التى تلاعبت باإغراضى ووجدت ورقة مكتوبا بها ( عزيزى المسافر تعتذر أدارة امن المطار عن فتح حقيبتك بهذة الطريقة لدواعى امنية لأنها كانت مغلقة برقم سرى فتم كسر أقفالها )
فطويت الرساله ووضعتها بجيبى وقلت لأهدء نفسى لايهم فغيرهم يكسر حقائبى ويطالبنى بأجرة من كسرها فقمت بوضع الحقيبة على العربة ويممت وجهى الى ساحة القدوم لأمر عبر الجمارك ووقفت أمام موظفا كانت ابتسامته بادية على محياة ورحب بى ولكن ابتسامته اختفت حين استلم الجواز وقال وتقاطيع وجه تفضح امتعاضة هل أنت ياسيدى عربى
قلت : نعم وبلا فخر
فاأشار بيدة وهو يقول اذا تفضل معى لوسمحت
فقلت : لما والى أين
قال : الى تلك الغرفة لنجرى لك فقط أجراءت روتينية
قلت : ولكنى لأاحمل شيئا سريا فتستطيع أن تفتشنى بمكانى
فقال: لن ينفع فلابد من تفتيشك تفتيش ذاتى
فامتثلت وانا لاأخفى أندهاشى وحين دخلت الغرفة بادر بطلب خلع ملابسى فلما اعترضت هدد باستخدام القوة لشكة باأنى اخفى شيئا اخاف اضهارة
فقلت له : ولما فاأنا لست مطلوبا ولاأشبة الأرهابى
فقال : اخلع ملابسك وانت ساكت
فقلت: ولكنكم تقولون انكم تراعون حقوق الأنسان
فقال: نعم ولكنها لبنى ألأنسان
فقلت: ومن انا اذا
فقال : اسكت ودعنى افتشك بصمت
فلم أرى بدا من أن أمتثل وأدعه يعمل ولكن حزنى يزداد بكل لمسة من يدة وهى تتلاعب بجسدى ووخزاتها التى شعرت بها كنصلآ يمزق بة بدنى فلما انهى تفتيشى توجة الى حقيبتى المسكينة القابعة كجريح ينتظر من يخلصة من معاناته وأما أنا فاأسرعت بلملمت أشلاء كرامتى وحاولت تجميع بقايا أدميتى وان هى ألا لحظات والتفت الى وقال فلتبتهج فلم أجد شيئا فنظرت ألية شذرا ومزدريا ومرارة الحزن تخنقنى وتكسر الكلمات فى شفتى فقال وكانه اطلع على مافى نفسى :كانك حانق وغير راض على اجراءاتنا الأمنية ولكن ساأدى لك نصيحة فلتعود نفسك مادمت هنا لأن تكون تحت الملاحظة وباأى وقت للمسائلة
فقلت وأنا أغتصب الكلمات من فمى : وماالذى يجبرنى ان اتحمل ذلك فاانا اتيت كسائح ولست هنا لأبعد الشبهه اولأ برء ساحتى من تهمة
قال : أن شئت فلتصبر وألا فعد من حيث أتيت فهذة ضريبة ستدفعها لأنك عربى
قلت : وماهو ذنبى أن كان هناك من يسيئ لعروبتى ويتلاعب بهويتى ويستهين باأدميتى ولكن اتعرف سأعود من حيث أتيت فخير لى أن اعود لمن يعرفنى وحتى أن أهاننى ولااتحمل اهانة من لايعرفنى
فقال وابتسامتة تتسع صحبتك السلامة وتذكر أننا بلد الكرامة والراعى للحرية الأنسانية
فخرجت ابتسامتى الصفراء وقلت هذا واضح
وحاولت بوقت خروجى من تلك الغرفة التى شهدت ذبح كرامتى وانسانيتى ان اتحاشى نظرات المسافرين لى ووقفت امام الكاونتر وقلت للموظف هناك أريد أن تحجز لى الى بلدى وفى لحظة انتظارى لأنهاء أجراءاتى وفى محاولة منى أن ارفه عن نفسى أخذت أجيل النظر فيما حولى فاأذا ببوستر معلق لفت انتباهى بتصويرة لمنظر طبيعى وشخص يشير ألية ويقول هل ترغب فى الأستجمام وتحقيق الأحلام فتعال الى مدينة الأحلام بكوكب المريخ فصحت مبتهجا وجدتها وجدت الأرض التى أطلبها فلتحجز لى على متن طائرتها
فقال الموظف ولكنه مكوك فضائى وسيتاخر حتى يأتى فقلت ساأنتظرة الى أن ياأتى فاأعطانى تذكرتى وذهبت لأجلس بقاعة الترانزيت أنتظر مركبتى
جررت قدمى المنهكة الى ساحة الأقلاع و رميت بجسدى المتهالك حين وصلت اول مقعدا صادفنى وضممت رأسى براحه يدى لأخفف الثقل على جسمى وأخذت اربت علية مرارا لأهدئة حتى لايخونة تحملة فيهرب منى ويتركنى ولاأدرى كم من الوقت مضى وأنا على حالتى تلك حتى فوجئت بمن يخرجنى من حاله الموأساة تلك بهزة لكتفى وبقولة لى

قم ياسيدى فالنداء على رحلتك

نظرت متعجبا ومستغربا كيف اتى بهذة السرعه فلما نظرت الى ساعتى زاد العجب فى نفسى وتسائلت امعقول هذا كيف لم أشعر بالوقت أكنت نائما أم ان حالتى اخرجتنى من زمنى فاصبحت العشر ساعات كثوانى وانتصرت اخيرا على اندهاشى وشرعت الملم اوراقى والملم ماتبعثر من حقيبتى وسرت الى مخرج الصالة لأركب مركبتى والشوق يزداد واللهفة تشعل بالنفس الأمانى وفى لحظة ركوبى استوقفنى امرا لفت انتباهى انة وبوقت صعودى لم يكن ارى مسافرا غيرى فبدء الشك وبدءت الحيرة امعقول ان مدينة الأحلام مهجورة ام ان الشعوب استمرأت القمع والأذلال والحروب فكرهوا تلك المدينة وللمرة الثانية عزمت امرى وتوكلت على ربى وصعدت لأكمل رحلتى وانا اقول فى نفسى لن اجد اعظم مما هو هنا فى كوكبى واخذت مقعدى وانا اتلفت فيما حولى فقد يكون هناك مسافرا غيرى وكم كانت سعادتى حين رأيت شخصين خلفى اتو على ماأعتقد من منطقة اخرى رجلا ثلاثينى ملتحى لباسة عادى وأمراة تقاربة فى السن تقاسيم وجهها تشع ببياض وجمال هادئ وتلبس فستانا وردى خمنت انهم عرسان جدد لتبادلهم نظرات العشق فلم يلحظوا حتى وجودى ولاادرى مالذى لفت انتباهى بذلك الرجل وكأننى اتوسل الذاكرة ان تجيب باأين التقيتة فلم اجد جوابا لعده اسئلة فتشاغلت بالعبث باازرار مقعدى على اجد اذاعه ترشدنى بمكان اجد بة ضالتى فى هذا العالم الجديد على ولكن للأسف حال التشويش عن ذلك
وتسارع الوقت واذا بالطيار يعلن ان هى الا دقائق ونصل مطار المريخ الدولى فتفاجئت ببلابل الحب تلك قد انتفضت وقفزت المرأة من مقعدها ولحق الرجل بها فااستغربت وتبعتهم بنظرى الى اين يتجهون ففتح كلآ منهما باب ودخل بداخلة وأن هى الا لحظات وخرج شخصا اخر غير ذلك الرجل الذى دخل فذاك كان يلبس قميصا وبنطلون وحاسر الرأس اما هذا فيلبس جبة بيضا الى الركبة وسروالآ ابيضا الى مافوق العقبين وعمامة ملفوفة على رأسة ووقف ينتظر زوجتة فخرجت وهالنى منظر لباسها فلم اقدر أن اميز اهى تلبس عبائة ام قطعة سجاد كثيفة لكثافة سمك القطعة تلك فمددت فمى باأن الأمر لايعنينى ولم اكن أدرى ان القدر وهبنى فرصة لأرجع عما فى راسى واعود الى بلدى حتى لااشهد مقتل احلامى ولكن الرغبة كانت اكبر ان اتخلى عن تحقيق احلامى

ووصلت المركبة اخير الى مطار المريخ وهالنى منظر المطار المتهالك فلاارصفة وارضه جدبا مقحلة فلازهرة ولانبتة ولاحتى شجرة نبتت بلا عناء فقلت لنفسى لايهم فقد تكون الارض لازالت عذراء فلاأتخيل انى برحلة سفارى لأكتشف مجاهل غابات افريقيا وهممت ان اقوم من مقعدى واخرج فاذا بالمضيف يسبقنى وبوجهه المكفهر ياأمرنى ان ابقى فى مقعدى فلما سئلت : ولما

قال: هذة هى الاوامر مادمت عازبا تجلس بمكانك حتى تخرج العائلة من ارض المطار منعا للأختلاط

فتعجبت وفلتت منى ابتسامة وحمدت الله ان لازالت هذة الحالة المتقدمة لم تصل بعد مطاراتنا والا لكان كل عازب بعذاب ومر الوقت وانا انتظر السماح بمغادرة المركبة وان هى الا لحظات وسمحوا لى بالنزول الى المطار فراعنى مشهد ذلك المبنى الذى يصعب توصيفة فكانه اثر او معلم اقتطف من رحم التاريخ الموغل فى القدم فلانظافة ولاحسن ضيافة تشجعنى على ان اكمل المشوار حتى اخرة ومع ذلك اقدمت الى ان وقفت امام رجل ملتحى ولباسة مضحك ومزرى الذى بادرنى والتجهم يملاء وجهه من اي القبائل انت

فقلت : انا عربى

قال: وما هو وطنك

قلت : انا من ارض الحرمين

قال : أمسلم انت

قلت وعجبى يزيد: نعم ولما السؤال وهاك جوازى لتتأكد من ذلك

قال : لاحاجة لى بجوازك فلست اريد النظر الى المنكر

انا:؟؟؟؟؟؟

قال: قلى اليس لديكم فى بلدكم مشائخ وطلبه علم

قلت : نعم ولله الحمد والمنه بل لدينا علماء يهدون الأمة

قال: أذا أولم يخبروك ان حلق اللحية حرام وان لباس الكفار حرام اتدرى ان لباسك ومظهرك مخالف ويعاقب علية القانون

قلت: وعلامات الاستفهام تزيد فى رأسى وتأكدت انه لن يخرجنى من هذا المأزق الا الحيلة فقلت : نعم ياسيدى اثابك الله فعلمائنا افتوا بذلك ونحن متبعون لماقالوا ولكن هناك ظرورات تبيح المحظورات فاانا مررت بديار الكفار فخففت كما ترى من لحيتى حتى لايوقفونى ويفتنونى بدينى

قال : وقد بدءت اساريرة تنفرج : ولكن ياأخى لاهوادة فى الدين وكان يجزئ ان لاتخرج الى ذلك البلد

قلت : انى اردت القدوم هنا ومع الأسف لم اعلم طريقا اليكم الا عبرهم

قال : أخطئت والجهل فعلت فلدينا رحلات الى موطنك تقل المعتمرين وطلبة العلم والدعاه الى هناك فلو سئلت لأرشدوك علينا

قلت فى نفسي علمت الأن من أين غزينا ومن ابدل الحال لدينا

فاأخرجنى ذلك الشخص من بحر تفكيرى وقال : مابك

قلت : لاشئ ولكنى حزينا على نفسى وماجره جهلى على

قال : لاتبتئس يغفر الله لنا ولك وستجد ان شاء الله هنا من يرشدك فتفضل فهذة بطاقة السماح لك بالدخول وتأكد لولا انك من هناك لما ادخلتك ولكن قد تفيد وتستفيد هنا
مددت يدى وان اتوسلها ان تكف عن الأرتعاش واكملت المسير اسحب رجلى بيدى لأساعدها على المشى وانا لاادرى كيف هو مصيرى وبعد عناء وصلت الى الباب الخارجى لأبحث لى عن تكسيا يوصلنى الى فندقا استريح به بعد هذة الرحلة المضنية ففتشت ونظرت فلم اجد الا عربة مربوطة بحصان واذا برجلا لحيتة حمراء يخرج من حيث لآأدرى ويقترب منى فزاد لمرأة فزعى فبادرنى مرحبا اهلا بك بيننا ياأخى
فرددت ردا مقتضب وقلت : اين اجد لى عربة اجرة لأذهب الى الفندق

قال: هذة هى العربة

قلت: هذة

قال: نعم كأنك تنتظر عربة كتلك التى لديكم منتوج الشيطان لن تجدها فهنا بلد الأيمان وتتبع سبيل الرحمن

قلت : لابأس فلتقلتى الى الفندق

قال : حسنا اركب ولكن اعلم اننا نسمية الخان
فلم اعلق واخذت اجتر الحسرات فى نفسى وابتلع الغصات والعن العجلة وحب الذات واغترارى بالكلمات فاسترجعت وحوقلت وانتبهت بعدها الى صوت الرجل وهو يقول قد وصلنا فنظرت وانعقد لسانى ووقف شعر رأسى وقلت وبصوت عفوى : ماهذا

قال: الخان ياأخى

قلت : وما بالة شبه متهدم ومابال المبانى التى بجوارة مظلمة والأخرى متهالكة أشهدت حربا ام انهااتت بقايا من القرون الوسطى

قال: نعم قد كان هناك حربا بيننا كاأخوانيون وبين العلمانيون الذى حكموا البلاد بالماضى فنصرنا الله عليهم واسترديناه من بين ايديهم وشفينا صدورنا منهم واعدنا البلاد الى حياض الأسلام كما ترى ولكن ياأخى ارجوك ان تسرع فكما ترى قد بدء الظلام وليس مسموحا لأحد بالخروج من بعد صلاة العشاء
فنزلت وحسرتى تزداد ويزداد حنقى على جهلى ان كيف اقحمت نفسى بشئ دون ان اتبصر بعواقبة ودخلت الفندق او مايسمونة الخان مع ان ليس فية مايوحى انه مسكن يعيش فية بنى الأنسان فجدرانة بعضها متهالكة والاخرى اصباغها متقشرة فااسترجعت والعون من ربى طلبت وحجزت الغرفة الوحيدة هناك ولم يكن حالها افضل من ما رأيت فغير حيطانها المتقشفة هناك الفراش بزاويتها وطاولة مسنودة بجدارها وعليها ابريق ماء ووعاء وفانوس معلق بسقفها فلشدة أعيائى لم اجد بدا من ارضى بماعندى واتحمل تبعات خطئى فوضعت حقيبتى وقربت من فراش نومى وهززتة فاذا بالغبار يتطاير فى وجهى ويزكم انفى فبادرنى صاحب الخان : فلتعذرنى ياأخى فمنذ مدة طويلة لم ياأتى لنا زائر ولم اكن اعلم انك ستأتى ولكن لحظات وأتيك بلحاف نظيف من عندى وجلست اندب حظى بعد ان غادرنى واخذت افكر كيف اخرج من ورطتى وفيما أنا افكر اذا بة يأتى ونظف مكانى وجدد لحافى وسئلنى : هل من خدمة اخرى
فاأشرت بيدى وقلت شكرا
فلما زاد بى اعيائى وخارت قوتى سقطت على فراشى وذهبت فى نوما عميق ولا ادرى كم مر من الوقت بقيت بها نائما الى ان استيقظت مفجوعا على طرقات شديدة كادت ان تكسر الباب ولحظة واذا برجل ذو لحية وعمامة وبيدة عصا غليظة يدخل وهو يصيح ويلوح بعصاه قم يانائم قم ياغافل وحد ربك الدائم

قلت مفجوعا وبصوت غاضب : من انت ومن سمح لك بالدخول لغرفتى هكذا

قال: نحن جماعة الأذان والأقامة ننبه الناس للصلاة اما من سمح لى فنحن لانحتاج الى أذن

قلت : اهكذا يكون ارشاد الامة بالغلظة والشدة وبالفزع تكون الموعظة

قال : نعم فبالشدة يخشى الانسان من الوقوع ببراثن الشيطان فمن لم يهدية القرأن سيهديه السلطان فقم ولاتأخرنى فقد ازف الاذان فخرج وجلست انا استعيذ من الشيطان واحك رأسى لأتاكد هل ماممرت به حقا ام انى اعانى من الهذيان وان هى الا لحظات ورفع صوت الأذان وبعدها دخل صاحب الخان وقال لى : اسرع يابنى قبل ان ياتوا فيحدث ماليس بالحسبان

قلت متسائلا : احقا ماحدث قبل قليل وكيف سمحت له بماكان

قال: فلتعذرنى فلاسلطة لى عليهم فاأمر البلد بيدهم فلو لم أخبرهم لعذبونى وبغياهب السجن ألقونى فقم يرحمك الله لألا يعودا فيجلدوك ويجلدونى

قلت: ولما فالوقت لازال مبكرا على الأقامة

قال: لا هم يجبروننا على الحضور قبل الأذان بنصف ساعة لنشهد تكبيرة الأحرام مع الأمام ومن اتى متأخرا يجلدونة بالحال

قلت : هذا تشدد وغلو غير محمود

قال فزعا : اسكت ارجوك لآ ألايسمعوك فيدفنونى حيا ويدفنوك

قلت: ولما

قال: لأن التفكير هنا محرم ومن يفكر هنا يعدم

قلت: بشرع من هذا

قال: بشرع من تملكوا الأرض وضيقوها على الخلق

قلت : كأنك مغبون منهم ولابد ان هناك سببا لهذا الحقد الذى أشهده فى عينك

قال: نعم يابنى فقد قتلوا ولدى واماتوا زوجتى حسرة وكمدا على ابنها وصادروا اموالى وتجارتى وتركونى كما ترى فقير اشكوا الحال الى ربى

قلت : احك لى ياسيدى

قال : صبرا فلنذهب الأن الى المسجد وبعد الفجر ساأقول لك كل شئ

وسرت وقد زال من نفسى بعض الخوف وتقافز فضولى لمعرفة الخبر وطغى على رغبتى فى السفر من هذا البلد المقفروانتظر وبفارغ الصبر ان تنتهى صلاة الفجر لأجد المفتاح لهذا السر


وأن هى الا لحظات من الصمت حتى نهض الرجل وقال لى :- هيا يابنى فقد أزف الوقت
قلت مستدركا :-ولكنة لم يؤذن بعد ياعم
فقال :- بل هيا فا أن هي ألا لحظات ويؤذن ولأ لا نتأخر فلا نجد لنا مكانا فى الصفوف ألأولى
قلت :-وما الفرق ياعم فالجماعه تطلق على اول الصفوف واخرها
نظر الى مبتسما وقال :- سترى يابنى بعينك فهلم بنا
فسلمت أمرى الى الله وسرت كمخدرا أفكر فى أى المصائب اوقعنى حظى العاثر بها وقلت لنفسى لأسليها وأقطع مخاوفها وما الضير فى ان اقضي اياما بينهم حتى وأن قاموا بالتشدد قليلا فكلنا مسلمون ونعبد الله ونؤمن برسالة رسول الله صلى الله علية وسلم ولكن أولى الصفعات التى بدأت تتوالى على حين قربنا من المسجد فا أذا بى أفاجأ بة مظلما وشبة مهجورا وحتى قبتة حين رفعت نظرى لأتأكد انه المسجد فا أذا بقاياها تنبئ أنها كانت هنا فرددت نظرى الى منارته فا أذا هي الأخرى قاعا صفصفا شاهدة على صفاقة بعض البشر
فقلت مشدوها يا سيدى أوليس هذا المسجد
فنظر الرجل الطيب الى وعيناه تغص بالدمع :- كان يابنى فهدموة لأن من بناه هم العلمانيون على حد قولهم
فقلت:- وأين هم من قول الله تعالى ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا))
وأين هم أيضا من قولة تعالى (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
فقال:- وخوف العالم كلة أختزلتة عيناه صة يابنى واصبر ولا تستعجل
فصمت والحرقة تعصر قلبى على ما وصل اليه الحال بنا كمسلمين حتى هنا فهناك فى الارض يهدمون أثارنا الاسلامية بحجة سد الذرائع خوفا بزعمهم ان تعبد دون الله ولم تسلم منهم حتى المساجد التى بناها الصحابة الكرام فهدموها ورصفوا ارضها وجعلوها مواقف للسيارات فيالله العجب من فكر البشر الى اى منزلق يهوى به تشددة الية ..
وأن هى الا لحظات الا ومرافقي يشير هذا المسجد يا بنى فلجمت الدهشة لسانى وفتحت فمى ووخزت كتفى لأفيق من منامى أو أعود من غيبوبتى الى وعيي ولكن يالأسفى فحقيقة ما أشاهده وليس خيال او اضغاث احلام والذى لم أشاهد مثلة الا بين دفات كتب التاريخ السحيق من صور مساجد العالم القديم التى حتى هى افضل الف مرة مما أرة فى هذة اللحظة الذى بني بين لفيفا من النخل وسد بينها بسعف النخل ومعلق بجذع كل شجرة سراج بة فتيل يضيئ فوق المصلين فحمدت الله ان هذة الحالة المتقدمة لم تصل الينا بعد
عموما دخلت الى حرم المصلى وأنا أمنع نفسى بالقوة من الضحك فلما أردت أن أخلع نعلى فكأنما لدغ رفيقى فى صدغة وهمس لى البسها لأ لا يراك أحد
فقلت هامسا:- أولسنا فى مسجد ونريد ان نصلى فكيف اصلى بنعلي
فهمس :- صة البسها وافعل ما ترانى افعلة ولاتجرنا الى ما لا يحمد عقباة
انا:- ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولبستها ودخلت وفكرى تتزاحم فيه الاف علامات الاستفهام الى اى مذهب ينتمون والى اى دين يتبعون ولا ادرى لما قفزت فى تلك اللحظة الى فكرى فتوى تبرع بها احد علماء الارض بجواز الدخول الى المسجد بالحذاء لنخالف بذلك المجوس وأن هى الا لحظة وقطع الاذان على تفكيرى فا أنصت بكل حواسي لعلنى اجد شيئا يدلنى على الحقيقة او اجد اختلافا يحفظ لى ما تبقى من الامل في ان الوضع لدينا في الارض سيتغير الى الافضل ولكن يالخيبة امل توقعاتى فالأذان هو هو والرب جل جلالة هو ربهم والنبي علية افضل الصلاة والسلام هو نبيهم فمن أين أتوا بكل هذا التنطع والتشدد فى الدين والتضييق على المسلمين بما لا يرضاة الله ولا رسولة ام اين هم من قول الله تبارك وتعالى ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))
وأين هم من قول الرسول صلى الله علية وسلم ((وما أرسلت الا لأتمم مكارم الاخلاق ))
وفجأة وفيما أنا بين صراع أفكارى وبين وخزات قش الحصيرة تحتى انتبهت فأذا بصوت جلبة اتية من خلفى فنظرت وأذا برجل ملتحى يلبس ثوبا قصيرا ويعتمر شماغا أحمر يدخل من الباب ويشق الصفوف ميمما وجهه الى المنبر خمنت انه امامهم وخلفة نفرا لم استطع ان اعدهم لخفوت الضوء بزاويتهم دخلوا قليلا ووقفوا صفا فسدوا باب المصلى من خلفهم فاستغربت ولم اعلم لما فعلوا ذلك فمططت شفتى معبرا لنفسى ان الامر لايعنينى
المهم اقيمت الصلاة وكبر بنا الامام مبتدأ الركعه الاولى وياليتة لم يبدء لأنة وبعد أن انتهى من الحمد فأذ بة يقرا سورة البقرة وانا من خلفة انتظر وانتظر وقاربت ان اختم جزء عم ولم ينتهى حتى أحسست ان قدماى ستخوننى من طول الوقوف بل وحتى مرافقى الذى كان بجنبى كان تعبة واهتزازة ملحوظا يدل على ان كبر سنة وصحتة لا يقويان على الوقوف كمثل ذلك المتنطع ولكن وبعد وقتا ليس بالقصير اتم الركعه والسجود بمدة تقارب قراءة السورة وهكذا كان فى الركعه الثانية حتى انى كمن ازيح من على كاهلة حملا حين سلم من التعب
وعندما انهى الامام تسبيحة التفت الي المصلين مسندا ظهرة الى المحراب وهو يرمقنا بعيوناً متوجسة ومشككه
وصاح:- يا جوهر
جوهر:- لبيك يا أمير
الأمير:- أهناك متخلفين عن صلاة الجماعة
جوهر :- ليس هناك الا ممدوح الخباز يا أمير
كبر الأمير فكبر كل من فى المسجد حتى اعتقدت ان السعف سيتساقط على رؤوسنا فنظرت لمرافقى فاذا هو يكبر مع من كبر ويلكزنى بكتفة ملمحا ان كبر معنا فلم اعره اهتماما لأن حواسى كلها تركزت فى فم الأمير لأرى ما الذى استرعى انتباهه وجعلة يكبر من الفرحة بهذه الطريقه أحررت فلسطين أم دحر الغازى فى افغانستان واتفق المتناحرين ام عاد العراق الى حظيرة العرب ...
الأمير :- الله اكبر ظهر الحق وزهق الباطل هاتوا هذا الزنديق المارق ربيب العلمانيون وصنعتهم
يخرج اثنان من الرجال ويعودون وهم يجرون بين ايديهم رجل اشتعل رأسة شيبا قارب السبعينات وشقوا الصفوف يجرونة الى اميرهم وهو بلا حول ولاقوة حتى قدماه لا تقوى على حملة وحين وصلوا الى اميرهم القوة عند رجلية فسقط معتمدا على ركبتية ويدية كالساجد فركلة ذلك الصفيق برجلة
وقال:- أولم نعذلك ونستتيبك يافاسق
الكهل :- الرحمة ياسيدى فصحتى وقدماى لاتقوى على حملى الى المسجد
الأمير:- هذا ليس عذرا فحتى ولو كنت مقعدا لايحق لك التخلف عن الصلاة بل تأتى ولو محمولا على الاكتاف
الكهل :- ياسيدى الرحمة من الله ثم منك فليس لدى ابن أتوكأ علية او يحملنى وجيرانى كلهم بنفس سنى لا يقوى احد منهم الا على حمل نفسة
الأمير :- عذرا اقبح من ذنب فلما لم تخبر احد الجماعه بذلك لكنت وجدت منهم من يحملك ثم مادمت مريضا كما تدعى لما لم تأتى الى لأرقيك بالرقية الشرعية لتشفى ولكنها النية السيئة المبيتة منك فى التخلف لأن بك بقايا من عهد العلمانيين .
الكهل :- تنزل دمعه حارقة على وجنتة ولايتفوة بكلمة .
الأمير :- الله اكبر بهت الذى كفر اترون لم يجد مايجيب بة.
صمت رهيب وعيون تتلامع بها دموع القهر لم يقطعها الا تكبير اتى من الخلف
الأمير - بما أنها المرة الثانية لك سنكتفى بجلدك خمسين جلدة عقابا لك أما وأن تكررت منك ليس لك عندنا بعدها الا السيف ؟؟؟
وصاح بعده الأمير على اعوانة فقربوا منة ينتظرون امرة
فقال:- اقيموا حدود الله على عدو الله ولا تأخذكم بة رحمة ولا شفقة ليعتبر غيرة
ومدوا ذلك الكهل على الارض وشرعوا فى جلدة وبكل ضربة سوط تقع على جسم ذلك الكهل وصرخاته وتوسلة بطلب الرحمة تزداد فى نفسى الحسرة كأنما تلك السياط تلهب نفسى بحرارتها وحنق يتزايد على نفسى انى لا استطيع ان افعل شيئا وقاومت صرخة كادت تقفز من بين شفتى ان
أين الرحمة اين العدل فيما تفعلون وأين التسامح وأين هى الحكمة والموعظة الحسنة التى امر الله نبية بها فى دعوة الناس فيا لهذا الدين الذي يمرر تحت عبائتة كل رغبات المتسلطين
ومرت الدقائق والتى خيل لى انها اعواما من الذل والقهر والهوان وانتهى جلد ذلك المسكين فانتصب الأمير واقفاٌ ورمقة بنظرة حقداٌ وتعال
وقال لة :- هذا عقابك يافاسق واقل من جزائك وانا أحذرك وكل من تسول له نفسة ان يفعل فعلتك ان هذا هو مصيرة فتب الى ربك وعد الى رشدك ولاتكرر فعلتك والتفت الى رجاله حين لم يجبة الكهل الا بالانين ودموع القهر
وقال لهم :- أحملوه والقوة امام بيتة لأ لاينجس المسجد بدمة فحملوة وعندها التفت الأمير الى المصلين القابعين وكأن على رؤسهم الطير عباد الله انظروا كيف ينصر الله عبادة الصالحين ويفضح المنافقين فتمسكوا بدينكم تنجوا وتفلحوا
وبعد كلمتة تلك اسرع خارجا من باب المسجد لايلوى على شئ فنهض مرافقى بعد عناء ولكزنى على كتفى ليخرجنى من حالة الذهول التى اصابتنى من هول مارأيت فنظرت الية متسائلا مشيرا الى موقع الجلد فلم اقوى حتى على الكلام فطفرت دمعه من عينة فوضع سبابتة على شفتة مشيرا لى بالصمت واشار لى بالنهوض فنهضت لنخرج مع المصلين الخارجين من المسجد وخرجت وانا اكاد لا ابصر الطريق أمامى فكانما وعى مرافقى بحالتى فمسك يدى واخذ يقودنى ليعود بى الى الخان ومن فرط سوء حالتى ان لم يعد شيئا يدهشنى حتى بعد أن بزغ نور الشمس وظهر ماأخفتة عتمة الليل عن عينى فكنت اجيل النظر على ما حولى وكأنة امر مألوف لدي بيوت متهدمة عمارات متصدعة وبعضها منقسمة الى نصفين عربات محطمة انقاض حديد متكومة كلها صورا لم ارى بها بأسا وكأنها أمرا عادى مر بى قبل هذه اللحظة وبعد فترة من الزمن وصلنا الى الخان وأدخلنى مرافقى الى غرفتى فألقيت بجسدى على فراشى فتركنى مرافقى وخرج واذا به يعود وبيدة وعاء به ماء على ما أضن واخذ يمسح بة وجهى وقربة من فمي وسقاني قليلا منة فرفعت رأسى لأنظر الي عينية لأجد مبرر لما شاهدتة قبل لحظات فتقافز الدمع من عينى رغما عنى لما لمست في عينية عمق الجرح الذي يحملة بين أحشائة فاأطلقت العنان لدموعى لتغسل القليل من حزنى فا أذا بة يلقى هو الاخر بجسدة بجانبى ممسكا رأسة بكلتا يدية بعد أن عجزت أن تحملة قدماه
لا ادرى كم مر بنا من الوقت على حالتنا تلك لأنى أحسست ان الزمن توقف بنا عند تلك اللحظة وعندما انتبهت الى نفسى وأردت ان أواسية وأخفف من حزنه واضع يدي على كتفة لأربت علية فجعنى الطرق المتواصل على الباب وفتح بقوة حتى ارتطم بالحائط فاأذا برجل كسابقة يلوح جهتنا بعصاة
ويقول :- قوموا ياغافلين والحقوا بخير الدنيا والدين
فصحت بة :- من أنت
قال :- انا من جماعه تحفيظ القرأن والسنة فقوموا فموعد الدرس قد ازف
انا:-؟؟؟؟؟؟
نهض الرجل الكهل متهالكا ونظر الى نظرة كانت كرصاصة اخترقت صدري لفظاعة الذل والهوان المجتمع بها فنهضت معه ومشينا لا ننبس بكلمة حتى دخلنا من باب المصلى فاذا بمجموعات هنا وهناك متحلقين على رجل يقرأ عليهم وهم يرددون من خلفه فمررنا من بينهم لنأخذ مكاناٌ قريب اختاره مرافقي لنستمع الى الدرس اليومي من الامير ولم أكن أدرى أن القدر يخبئ لى صفعة اكبر مما مر بى حتى الأن بل وتفسر لى السر وراء ما رئيتة حتى الأن فبعد أن وصل الأمير وأخذ مكانة فى المحراب تحلق الناس وقربوا منه ليستمعوا الى ما سيقوله لهم ويدرسهم بة وبعد هدأ الجمع منصتين له
قال :- السلام عليكم ورحمة الله أخوانى اليوم سيكون درسنا مختلفا عما سبق ولكننا سنشهد ونسمع فى درسنا لهذا اليوم فضل الله ورحمتة بنا ان جعلنا من خلصائة وأحبائة وعافانا مما أبتلى بة غيرنا من المنكرات والكبائر الموبقات فهذا واحد من سكان الارض قد اتى اليكم هاربا مما شاهد ورأى وسينبئكم بما خفى عنكم تعال هنا ايها الارضى بجانبى
انا :- ؟؟
الأمير :- تعال لا تخف فنحن هنا كلنا أخوانك فنهضت وشققت طريقى الى المحراب وقربت منة فلما وصلت مددت يدى مرتعشا لأسلم علية فجفلت من نظرتة الى وقال :- ليس الأن أجلس
الأمير :- حدثنا ايها الارضى عن موطنك ومن اى البقاع اتيت
انا:- بتلعثم – اتيت من ارض الحرمين
الأمير:- على ساكنها افضل صلاة واتم تسليم قل لى الا زالت الكعبة لديكم محاطة بالرخام وحولها مصليات مبنية بالطوب والاسمنت
انا:- متى كان اخر علمك بها ياسيدى
الأمير :- قبل عشرين عاما أعتمرت وياليتنى لم اذهب مما رائيت وشاهدت من المنكرات والكبائر والتى من عظمها قفلت راجعا ولم اكمل يوما واحدا فيها
انا:- ليس هناك فى الحرم المكى ولله الحمد اى منكر او محرم بل ان الحكومة اعزها الله قد اولت اهتمامها بالحرم المكى والمدنى وقامت بمجهودات جبارة فى سبيل خدمة حجيج بيت الله من توسعة وصيانة وتنظيف بل حتى جعلت لة موظفين خاصين بة يهدون الحاج ويرشدونة الى الطريق الصحيح من الطواف والعمرة والصلاة بل وفرت لهم كل شئ ليتفرغوا للعبادة فقط حتى الحرم المدنى نال نصيبة الوافر من الخدمة وحسن الترتيب
الأمير :- هراء ما تقول هذا ما صبتة الألة الأعلامية لديكم فى اذانكم وما أرادوا الا السمعه من ذلك فالحقيقة غير هذا أما لو أن الأمر لنا لأعدناها الى الكتاب والسنة ولقمنا بهدم منتوج أهل الكفر والنفاق وأعدنا كعبتنا الى سابق عهدها على طريقة السلف الصالح ولكرمناها وقدسناها من أن يدنس ترابها كل علمانى ورافضى وخوارج وشيعي ولجعلناها كما هى طاهرة مطهرة من الرجس والكبائر فلا نسمح بالأختلاط الحاصل الأن بين النساء والرجال بل سنجعل لهم يوما معلوم لأن مكان المرأءة هو البيت أه ثم أه يا أرض الحرم متى تعودين الى المسلمين
انا :- ولكن من فيها مسلمون يا سيدى ويصلون ويطوفون ويبتهلون الى الله بطلب المغفرة والرزق
الأمير:- هيهات ان يستوى من نطق بالأسلام بلسانة وقلبة عامر بالكفر وبين من قلبة مفعم بالأيمان دعنى اسئلك أوليس يوجد أاختلاط بين النساء فى الحرم مع الرجال
انا :- نعم ياسيدى ولكنهم يؤدون فريضة افتى بجوازها العلماء
الأمير :- هراء فالمرأة عورة ومصدر فتنة تلهى المسلمين عن العبادة ثم تعال أوليس الحرم مفتوح دائما أمام كل من هب ودب فى ساعات الليل والنهار ولايهم ان كان علمانى او ليبرالى او بعثى او حتى رافضى اما شاهدت ماتفعلة الشيعة فى طوافهم بالحرم وأصواتهم التى تعلوا وتضايق المصلين من المسلمين اما أن لو الأمر لنا لما أبقينا على ظهرها أحدا منهم ولأعملنا السيف برقابهم نتقرب بدمائهم الى ربنا
انا:- ؟؟؟
الأمير :- حتى الحرم المدني لم يسلم منهم ومن بدعهم وكبائرهم لا دولتكم ولا شيعتكم ورافضيكم وعلمانيكم فالدولة ساهمت فى تدعيم أسس الكفر با أبقاء قبر الرسول بداخل الحرم المدنى بل وزينتة ونقشت الأيات على أبريزة فساهمت فى فتنة الخلق من الجهال والعوام وفتحت الطريق أمام الشيعه ليقوموا بطقوسهم امام القبر ويتوسلوا بة دون الله حتى ان الجاهل اصبح يعتقد انها من اصول الدين ولكنى أحمد الله أن لازال فيكم بقية صالحة تغار على الدين وتأمر بالمعروف وتزيل المنكر فلا شلت يمين من هدم مزاراتهم وساوى بما يدعون انها من مساجد الصحابة كمسجد الفضيخ والشمس وغيرها بالأرض نصرة للدين وغيرة على المسلمين بل وأزالوا القباب عن القبور فى البقيع وأزالوا بدعهم وشركياتهم بل حتى محطة القطار التى بنيت بعهد العثمانيون هدموها لأنها اصبحت مع الايام مزارا فالله ينصرهم ويسدد خطاهم ويعجل لنا بالفرج فنعود اليهم ونعيد الاسلام كما كان
أنا:- باأحداق متسعه ؟؟؟؟؟
الأمير:- دعنى أسئلك أو ليس لديكم بنوك تتعامل بالربا أوليس لديكم أسواق تختلط فية النساء والرجال فيختلط الحابل بالنابل ويجتمعون على الخناء والفسوق..
اصوات تتعالى فى المسجد تستغفر وتسترجع وتحوقل فا أشار لهم نعم يا أخوانى كل هذا لديهم بل الأدهى والأمر أنهم اخرجوا المرأة من خدرها ورموها بالشارع بين الذئاب والثعالب بحجة حرية المرأة وحقها فى العمل
اصوات تتعالى بالدعاء بالويل والثبور ولعنات تصب على من اخرج المرأة من خدرها وأفسدها
الأمير يشير اليهم أصبروا أخوانى فالقادم ادهى وامر واحتسبوا سماع مثل هذا الكلام عند ربكم لأن تمام شكر النعمة أن تسمع أخبار اهل البلية من عافك الله من مصائبهم فاسمعوا هداكم الله
صمت مطبق على المسجد
الأمير:- قل لى يا هذا أوليس فوق كل هذا أنكم اتيتم بأجانب مشركين يعملون لديكم دنسوا ارض الحرمين ؟
أصوات تتعالى حانقة غاضبة متعوذة بالرب من الرجس والشيطان
يعود الامير فيقول :- أوليس فى ارضكم من يقراء حديث رسول الله صلى الله علية وسلم (اخرجوا المشركين من ارض العرب)
انا:- وقد تزاحمت فى راسى الاجابات وتقافزت الى نفسى شتى الأنفعالات ولكن حاولت تمالك نفسى فقلت:- ياسيدى سأجيبك على كل ما سالتنى عنه ولكن هل تسمح لى بسؤال واحد فقط ...
الامير:- أسال ولا تخف
انا :- الأمير أصلحة الله من أي جامعه استقى علمة الشرعي ؟؟؟
هرج في المسجد وأصوات تتعالى أسئلة بنى علمان
الأمير:- يشير لهم بالسكوت يا هذا أن المسلم الحق لا يحتاج الى جامعه ليتعلم دينه فالدين واضح والقرأن بين فية الله احكامة وأوامرة فيكفى المؤمن منا أن يحفظ كتاب الله ويتدبر معانية ويختزل مافية من حكمة وموعظة فيصبح عالما بدينة وهذا ما نحن علية ولله الحمد وقد لا تصدق لو قلت لك أن بداية تعلمى لدينى وتدبرى بكلام ربى سبحانة كان في معتقل العلمانيون حين أعتقلونى وثلة معى حين انكرنا عليهم بعض ما كانوا يعملون فحفظت القرأن وتدبرت بمعانية وقرات السنة النبوية وحفظت كتب المشائخ العظام وعرفت الحلال من الحرام فا اصبحت بفضل من الله كما ترى الأن غير محتاج لعلم
اصوات تكبر وتهلل وتحمد الله على النعمة والفضل ان من عليهم بشيخهم المتسامح الواثق من علمة المتواضع لمن هم اقل منه
انا:- قلت فى نفسى ومن هنا بلى هؤلاء وبلينا نحن ايضا بمثلك من اكبر مؤهلاتة مجرما تأئب ومن مقتطفى الأيات المتوافقة مع أهوائهم ورغباتهم ثم انتبهت وقلت:- ياسيدى زادك الله بسطة فى العلم وأنار بصيرتك نحن لدينا كل ماذكرت
اصوات تقطع كلامى وتكبر وتهلل بانتصار شيخهم ومعرفته بمفاسد أرضنا دون يطؤها وعندما هدأت الأصوات عدت فقلت:-
ولكن ياسيدي نعم لدينا بنوك ولكنها تعمل وفق هيئة شرعية من علماء معتبرين ومؤهلين فقهيا أما الأجانب فهم من اهل الذمة وولى الأمر استقدمهم لتحسين وضع البلد لما فية خير للوطن والمواطن وطاعة ولى الامر واجبة وقد افتى بجواز ذلك علماء أمتنا المعتبرين
الأمير:- كذب وافتراء والتفاف على النصوص الصريحة للقران والسنة فالبنوك محرما بنائها والتعامل معها لأنها تتعامل بالربا والسحت وتفسد الحرث والنسل وتقلل البركة في البلاد والعباد وهذا ما وفقنا الله سبحانة بفضلة في ان نجتث مثل هذا المنكر ونخرجة من بيننا بعد ان نصرنا على عدونا وشفى صدورنا منهم وسبينا نسائهم واصبحنا بنعمه من الله وخير بعد ان ازلنا جمبع منكراتهم وهدمنا كل أصنامهم التى عبدوها من دون الله فلا بنوك ربوية بل ليس هناك مال يلعب بنفوس الناس بعد أن احرقنا كل العملات الورقية وصهرنا العملات المعدنية وجعلناه سيوفا يستفاد منها وليس لدينا تلفاز يعرض الأجساد والمخازي كالسابق ويفسد النشء والنساء بعد أن قمنا بهدمة وأحراق معداتة ولاجرائد أوكتب تنشر الأفكار الهدامة واستعضنا بدروس المسجد طوال اليوم على فترات فيستفيد المؤمن منا خير الدين والدنيا


وهنا لم اتمالك نفسى بعد أن طفح بي الكيل فصرخت بة هذا تنطع وتشدد ليس من الدين فى شئ فمن خولكم واعطاكم الحق فى ان تقتلوا على الظن والشك وتعملوا السيف فى رقاب المسلمين دون جريرة واضحة او ذنب اذنبوه سواء انهم خالفوا فكركم وتعالوا على تشددكم دون أن يردعكم خوف من ربا عادل يري ويسمع ما تجترحون باسم دينة الذى انزلة على نبية وكا أنكم لم تقرأوا قول الله تعالى (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) ولم تكتفوا بهذا بل أستحللتم فروج المسلمات الغافلات المستضعفات بحجة انهم سبايا لكم وكأنكم لاتعلمون ان من شهد بلاأله الا الله محمد رسول الله حرم دمة ومالة وعرضه
الامير :- فلتخسئ ايها الفاسق المتفذلق فما عاملناهم الا كما ورد فى الكتاب والسنة فمن ارتد عن دينة يقتل كما قال رسولنا الكريم
انا :- واين الأستتابة وأين التسامح وأين الدعوة بالحسنى واين رحمه الاسلام التى ادخلت امرأة النار في هره حبستها حتى ماتت فلم تطعمها ولم تتركها تقتات من خشاش الأرض
الامير :- الرحمة لاتجوز الا على من امن بالله على الطريقة الصحيحة
انا:- وماهو الايمان على الطريقة الصحيحة
الامير :- ماأنا علية وأصحابى
انا:- اذا فا أنا أول من يكفربما أنتم علية
الامير :- اقبضوا على هذا الفاسق المتحذلق فقد كفر واعترف بكفرة بلسانة
وبلمحة بصر لم اعى لنفسى الا وانا محمول على الأكتاف خارج سور المسجد واذا بشيخهم يلحق بنا ويصرخ قربوا النطع لنتقرب الى الله بجز رقبه هذا الكافر المارق وان هى الا لحظة وقربوا النطع وقرب السياف منا فلما اصبح على بعد خطوات منا رفعونى فوق رؤوسهم وألقونى أمام النطع فمن هول السقوط ضرب رأسى بالنطع وأحسست بألم فظيع برأسى فمسحت بيدى على مكان الألم وبحركة لاشعورية منى قربتها من عينى لأرى دمى فكانت المفاجأة اننى وحين فتحت عينى وجدت نفسى قد سقطت من فراشى وارتطم رأسى بدولاب سريرى

(( ابن الحياة ))
15/10/2010, 05:34 PM
اما ان القصة لم يفهم مغزاها او انها اتت دون المستوى فلكم منى العذر

اخوكم

عبد الله 99
15/10/2010, 07:13 PM
جزاك الله خير معجب بكتابتك اخي ابن الحياة و متابع لها لم افهم المقصد لعلك توضح قليلا تقبل مروري لي عودة

(( ابن الحياة ))
15/10/2010, 07:46 PM
جزاك الله خير معجب بكتابتك اخي ابن الحياة و متابع لها لم افهم المقصد لعلك توضح قليلا تقبل مروري لي عودة
قال الله تعالى(ولو كنت فظ غليظ القلب لانفضو من حولك) (http://www.3ddesign9.com/entry.php?13-%DE%C7%E1-%C7%E1%E1%E5-%CA%DA%C7%E1%EC(%E6%E1%E6-%DF%E4%CA-%DD%D9-%DB%E1%ED%D9-%C7%E1%DE%E1%C8-%E1%C7%E4%DD%D6%E6-%E3%E4-%CD%E6%E1%DF))

وقال الرسول صلى الله علية وسلم
((ما دخل اللين في شيءٍ إلا زانه وما نزع من شيئٍ إلا شانه))

اعتقد ان الصورة وضحت

حياتي البحر
15/10/2010, 08:57 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله قصة رائعة

الله يعطيك العافية

بنت الوشم511
15/10/2010, 10:16 PM
يعطيك العافيه اخوي ابن الحياة
وانا من المتابعات لكتاباتك الرائعه
وكذالك طريقة سردك للقصه مما يشد القارئ للمتابعه
وننتظر المزيد