ولد مساكن
16/10/2010, 04:37 AM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللّهم صلّي على محمّد زنة عرشك و سعة ملكك و مداد كلماتك
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شهدت أعداد الحبارى في العالم تراجعا حادّا في السّنوات الأخيره و يرجع السّبب الرّئيس في ذلك إلى الصّيد الجائر و العشوائي في مختلف مناطق العالم, فهذا الطّائر المسكين ملاحق في مشارق الأرض و مغاربها من توندرا
روسيا و سهول أزبكستان إلى صحراء بوعرفة في
المغرب و الزويرات في مريتانيا و يرجّح الباحثون إنقراضها النّهائي من الطبيعة في سنة 2027 ما عدا جنس واحد من أجناسها ال 22 و هو حباري جزر الكاناري نضرا لبعدها عن أيدي الصّيّادين و التّجّار اللّذين ساهمو بسلوك الكثير منهم في إنقاص أعداد هذا الطّائر بوتيرة عالية سنويّا تصل إلى 20%
سأحاول بحسب معرفتي البسيطة شرح الوضع الحالي للحبارى في مختلف مناطق تواجدها حول العالم و اللتي تتركّز في كل من قارتي آسيا و أفريقيا
الصّين و منغوليا :
لا أهمّيّة تذكر لجهود المحافضة على طائر الحبارى و السّبب يختلف بين البلدين
الصّين
بتفكيرها الإقتصادي البحت ليست مستعدّة لإنفاق أموالها في حماية الطّائر و ذلك يعود لثلاثة أسباب أوّلها أنّ مناطق إنتشاره في الصحراء الصينيّة بعيدة على المناطق المأهولة , ثانيها أنّ هذا الحبارى ليست من خصوصيّات الصين الثقافيّة شأنه شأن دب الباندا الذي يوليه الصينيّون جلّ إهتمامهم و يقيمون له المحميّات و يوفّرون فرق العمل الدّاعمة لجهود إكثاره من أطبّاء بيطريين و تقنيين و غيرهم أمّا السّبب الثّالث فهو أنّه معلوم لدى الصينيين أنّ حباريهم تهاجر سنويّا إلى باكستان و بلدان آسيا الوصطى بالتّزامن مع قدوم قوافل الميسورين العرب من شيوخ و أمراء و كبار رجال الأعمال إلى هذه البلدان لممارسة هوايتهم و لإنفاق الملايين على القنص و هذه الملايين تشمل الرّخص و السّيّارات و مختلف الخدمات و المواد اللّوجستيّة اللّازمة لإنجاح رحلة الصّيد و اللتي تستمرّ لشهور , إذن ما اللّذي ستجنيه الصين من حماية الطّائر ما دام المستفيد الوحيد هو جيرانها ؟؟؟؟ و لكن يبقى الأمل في الإتفاقيّة اللّتي وقّعتها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة مع الصّين في شهر 3 من سنة 2010 علّها تقلّل من تناقص أعداد هذا الطّائر
منغوليا
فوضعها مختلف تماما , البلاد تعيش حالة من الفقر و التّخلّف يجعلها محتاجة لكلّ ملّيم لتحسين البنى التحتية المتدهورة حالتها فلا طرقات و لا مستشفيات و لا غيرها , و يكفي العلم بأنّ أوّل سيّارت دخلت البلاد منذ أقل من 30 عاما , فلا مجال إذن للحديث عن حماية الحبارى إلّا بإستثمارات خارجيّة
كما أنّ تركيز الخليجيين في هذين البلدين منصبّ على للصقور الثّمينة : الحر و الشّاهين و اللّتي يعملون على إكثارها سواء عبر برنامج الشيخ زايد رحمه الله لإطلاق الصّقور في الجبال الصينيّة على الحدود مع الباكستان أو عبر برنامج بناء خمسة آلاف عش في منغوليا ستوفّر فرصة لتكاثر الصّقور فيها و خاصّة صقور السهول
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_atropello.jpg
إبادة الحبارى في الصين خوفا من إتلافها للمحاصيل الزراعيّة
الباكستان وآسيا الوسطى
في هذه البلدان اللّتي تعتبرالموطن الرّئيس للحبارى الآسيويّة بدأت تدقّ نواقيس الخطر حيث أنّ أعداد الحبارى بها في تراجع مستمر خاصّة في السّنوات الأخيرة و يرجع ذلك إلى كثرة الحملات المنضّمة اللّتي تقصدها للقنص ممّا شكّل عامل إستنزاف لهذا الطّائر إذا أخذنا في الحسبان وتيرة تكاثره البطيأة نسبيّا في الطّبيعة ممّا جعل العديد من الدّول و خاصّة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة تقوم بضخّ الآلاف من الطّيور المفرّخة في الأسر سواء في مركز سويحان الإماراتي أو في مراكز أخرى بهذه الّدول سنويّا في بيأتها الطّبيعيّة كما أنّ الصّيد الجائر بالبنادق شكّل عامل ضغط على أعداد الحبارى الآسيويّة في بيأتها , الدّول المستضيفة لم تحرّك ساكنا و يعود ذلك لعدّة أسباب منها نقص التمويل و ضعف الحس البيئي و الفساد الإداري كما أنّها ألقت الكرة في الملعب الخليجي بحكم أنّ القانصين خليجيّون , إذن عليهم العمل على إكثار الطّيور و إطلاقها لصيدها في مرحلة لاحقه بل إنّ هذه الدّول إستفادت مادّيّا من رحلات الصيد المنضّمة فهي تفرض أتاوات بأرقام فلكيّة على على كلّ حملة من هذه الحملات اللّتي يتنافس أمرائها على صيد أكبر عدد ممكن من الحباري سواءا للحملة أو للطير الواحد كدليل على القدره و المرجله
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_27193_113729765324047_100000610720567_126 668_3414951_n.jpg
إبادة الحبارى في الباكستان بصيدها بالبنادق
إيران و أفغانستان
الضروف الأمنيّة المتدهورة بهذه الدّول شجّعت على الحفاض على أعداد الحبارى بها
أفغانستان
توقّفت حملات القنص المنضّمة تقريبا منذ سقوط إمارة حركة طالبان في 2001 و هو ما شجّع على زيادة أعداد الطّائر لكن هذا البلد ليس بأهمّيّة باقي البلدان المحيطة به نضرا لتضاريسه الصعبة و للجفاف المتواصل منذ سنوات , في السّابق تسابق أمراء الحرب على دعوة الأمراء و الشّيوخ للصيد في مناطق نفوذهم الآمنة نسبيّا للحصول على المال لشراء السّلاح و هو ما شكّل عامل خطر على الحبارى و أعدادها و لكن مع تدهور الوضع الأمني فضّل الكثيرون تحويل وجهتهم إلى مناطق و دول أكثر أمنا
إيران
الوضع بها مختلف فهي تمنع الصّيد على أراضيها بأيّة حجّة كانت و هو عامل مساعد على تكاثر أعداد الحبارى بها خاصّة مع إمتداد السّهول الخصبة و الصّحارى القفر و هي البيئة المفضّلة لهذا الطّائر و حتّى الذين يقنصون بهذا البلد يدخلون بالسّر و يقومون عادة بإستخدام سيّارة واحدة أو سيّارتين للبقاء بعيدا عن الخطر المتمثّل في الأمن الإيراني , إذن الصيد بالصّقور بها هامشي و لا تأثير يذكر له على الطّائر , لكن المشكل الرّئيس هو الصيد بالشّرك و هي طريقة تعتمد على وضع سواتر من أغصان الشجيرات يصل طول بعضها إلى عدّم كيلومترات مع ترك بوّابات ملغّمة بأفخاخ في هذه السّواتر و كما هو معلوم فإنّ الحبارى لا تقفز على الحواجز بل تواصل المشي معها حتّى تحاول المرور من البوّابة فتعلق ي الشّرك و يتمّ أسر الآلاف منها حيّة سنويّا لتصديرها في الخفاء لدول الخليج بقصد تعليم الطّيور عليها أو لإستخدامها كمقوّي جنسي و تكمن المأسات في كون معضم هذه الطيور تموت قبل وصولها للسوق السّوداء كما أنّ هذه الأشراك تعمل على طوال العام حتّى في موسم التّزاوج فهي بذلك تمثّل خطرا حقيقيّا على طائر الحبارى
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_atrpello%20-%20copie.jpg
هذا نموذج لفخ صيد الحبارى
العراق
كان العراق و لا يزال حلم كلّ صقّار خليجي نضرا لإحتوائه على أعداد كبيرة نسبيّا من الحباري و كانت تسيّر إليه حملات الصيد بصفة منتضمة إبّان حكم حزب البعث و لكن مع الغزو توقّفت الحملات لخمس سنوات متتالية ثمّ عادت لتستأنف في 2008 و كانت النّتيجة على العكس تماما من التّوقّعات حيث أنّ الأمور لم تتحسّن بالرّغم من توقّف الحملات في الفترة المذكورة سابقا و يعود ذلك إلى الحرب اللتي أحرقت الأخضر و اليابس حيث أنّ أعدادا كبيرة من بيوض الطيور فسدت بفعل التّلوّث زد على ذلك الصيد بالأشراك و بالبنادق و اللتي قلّصت من أعداد هذا الطّائر كما أنّ الحملات أصبحت تصل إلى مناطق تكاثر الحبارى في محافظات ذي قار و ميسان و قضاء علي الغربي بعد ان كانت محصورة في محافظة ديالى و ذلك بالتّوازي مع تضاعف أعداد الصّقور المستخدمة في هذه الحملات إلى 270 صقرا في الموسم الماضى
عامل آخر زاد الأمور تعقيدا و هو نفسيّة الحبارى الحذرة جدّا و اللتي تخاف بصفة غريبة من الصّقور لدرجة أنّها تتسمّر و تخمر في مكانها في حال مشاهدتها لطير جارح و في حال فرارها منه فإنّها تغادر تلك المنطقة نهائيّا فالصيد المستمر لسنوات في ديالى أجبر الحبارى على الهجرة إلى عمق الأراضي الإيرانيّة أو إلى جنوب العراق و بذلك غختفت الحبارى من ديالى بصفة شبه نهائيّة و الضّغط الحالي عليها في ميسان و ذي قار و القادسيّة سيدفعها عاجلا أو آجلا إلى الهجرة نحو الجنوب إلى البصرة و المثنّى ما سيدفع القنّاصين إلى تتبّعها من جديد لتعاود الكرّة و تهاجر نحو الكويت و شمال المملكة العربيّة السعوديّة حيث لن تجد مفرّا و لن تكون لها أي فرصة للنّجات من آلاف القنّاصين و الصّقور المدرّبة و بذلك و إن لم يتمّ التدخّل سريعا و بشكل حازم يرجّح إنقراض الحبارى من العراق في غضون 10 سنوات أو أقل
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_fdfd.jpg
الصيد الجائر للحبارى في العراق
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_25.%20an%20houbara%20hunt%20%28omar%20fad il%29.jpg
صيد الحارى بالبنادق في العراق
دول الخليج العربي
الحباري بها قليلة جدّا ما عدى في المحميّات اللتي إرتفعت أعداد الحبارى بها إلى الآلاف نتيجة للصرامة المطلقة في حماية هذا الطّائر و محاولات إعادة توطينه و أمّا ما يصاد بها سنويّا فهي أعداد قليلة و ضئيلة جدّا لا تتناسب مع الطفرة اللّتي تشهدها سوق تجارة و تهجين الصّقور و معدّات الصّيد و هنا تجب الإشارة إلى جهود المملكة العربيّة السّعوديّة و الإمارات العربيّة المتّحدة و سلطنة عمان في محاولة إعادة توطين الحبارى في الجزيرة العربيّة من خلال توفير المحميّات و إناء مراكز الإكثار و برامج إطلاق الحبارى المكثرة في الأسر
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_l5w97d83c.jpg
صيد الحبارى بالبنادق في إحدى دول الخليج
شمال إفريقيا
ليبيا
بدأت تدخل في دائرة الخطر مع إرتفاع عدد القنّاصين اللذين يدخلون البلاد بصفة غير شرعيّة للقنص و هو ما يتكامل مع الصّيد الجائر فيها حيث أنّ الحبارى شبه منقرضة الآن في شرق و وسط ليبيا و يبقى الأمل في منطقة غرب الجماهريّة و خاصّة الحمادة الحمراء اللتي لا تزال و لله الحمد محتفظة بأعداد جيّدة و كبيرة من الحبارى في ضل وعي الصيّادين هناك و تجنّبهم الصيد في وقت التّكاثر و لكن سلوك بعض الأفراد يمثّل إنتكاسة للجهود المبذولة كإحدى الحملات اللّتي صادت نحو 500 طائر في مدّة وجيزة
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_674863761.jpg
الصّيد المعتدل في ليبيا
تونس
يعيبها صغر مساحتها و لكنّها تمثّل جنّة للحبارى في ضل القوانين اللّتي تمنع صيدها بصفة كبيرة و هو ما زاد من أعداد هذ الطّائر خاصّة في مناطق دوز و تطاوين و رماده , أغلب من يقنص بها شيوخ الإمارات و قطر و السّعوديّه اللّتي فضّل وزير داخليّتها سمو الأمير نايف بن عبد العزيز تحويل مقناصه من المغرب إليها , زد على ذلك الأوضاع الأمنيّة الأكثر من ممتازة و برامج إطلاق الحبارى من مراكز تفريخها بمدنين و قبلّي و المقدّرة بالآلاف سنويّا
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_t3aqdx9uz3s8.jpg
الصّيد بالصذقور في تونس
الجزائر
تشهد أعداد أعداد الحبارى بها تناقصا مستمرّا بسبب التّهريب إلى تونس لإستعمالها كمقوّي جنسي و بسبب الصّيد الجائر و الحملات المنضّمة و يتركّز الصّيد خاصّة في صحراء جنوب الجلفة و بسكرة , الأوضاع الأمنيّة السّيئة ساهمت في التقليل من عدد الحملات الخليجيّة في فترة سابقة بالرّغم من مرافقة أعوان الأمن لقوافل الصيّادين و هو ما ساهم في الحد من أنشطة القنص و لكن في السنتين الأخيرتين بدأت الحملات تنصب مخيّماتها في تونس حيث الأمن مستتب و لله الحمد و تدخل الجزائر في كلّ صباح لتعود مع غروب الشّمس محمّلة بالطّيور الثّمينة
جهود حماية و إكثار الحبارى تتمثّل في المركز الإماراتي لإكثار الحبارى في منطقة سيدي الشّيخ واللّذي يقوم بإطلاق أعداد كبيرة سنويّا من الحبارى في المنطقة إلى جانب المركز القطري لإكثا الحبارى في منطقة حيرش و اللّذي يقوم بنفس الدّور و يجري حاليّا التحضير لإنشاء محميّة لطائر الحبارى بمساحة تبلغ 165 ألف هكتار و ذلك إلى جانب محميّة أخرى في ولاية النّعامة على الحدود المغربيّة
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_jpg.jpg
إبادة الحبارى في الجزائر
المغرب
الوضع بها مختلف فالمغرب يمثّل قصّة نجاح يحتذى بها فالحبارى كادت تنقرض لكن الإمرات أنشأت مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية بالمغرب و قد تم إنشاءه في عام 1995 بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وقد ارتفع إنتاج المركز من 429 طائر في عام 2000 إلى 3.866 طائر في عام 2006 في حين وصل إنتاج المركز في عام 2007 إلى 8.000 طائر. ويذكر أنه في عام 2005م تم إنشاء محطة ثانية بالقرب من ميسور، في منطقة إنجيل، لإكثار الحبارى في الأسر و للمحطة القدرة على تفريخ عشرة آلاف طائر سنويّا و هذا المركز يعمل جنبا إلى جنب مع مركز الأمير سلطا ن في مدينة إنزكان بولاية أكادير اللذي أفتتح في صيف سنة 1997 و قد حظيت المؤسسة بتجهيزضخم من العتاد المتطور الخاص بالإنتاج ومختبر للبحوث وتجهيزات بيطرية وعيادة ومحطة مكتملة التجهيز تتمتع بما يكفي من القدرة على الإسهام بشكل كبير في حماية البيئة الهشة والحياة البرية و طائر الحبارى هو مركز اهتمام المؤسسة التي تلتزم ببرنامج إطلاق واعادة تاهيل هذا الطائر بشكل كثيف في الطبيعة، وذلك باستعمال آخر ما أنتجه العلم من تكنولوجيا مع الاستعانة بخبراء أكاديميين وباحثين ميدانيين و قد وصل إنتاجها الحالي إلى 1500 طير في السنة
http://fotos.alwatanvoice.com/images/topics/3961556824/4.jpg
الشيخ محمد بن زايد يشارك في أكبر عملية إعادة إطلاق الحبارى في التاريخ
http://rakann.com/vb/imgcache/3130.imgcache.gif
إطلاق الحبارى المنتجة في مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز في المغرب
تمّ و لله الحمد و المنّة
السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اللّهم صلّي على محمّد زنة عرشك و سعة ملكك و مداد كلماتك
أخي الكريم رجاء إذا أردت نقل الموضوع أن يذكر المصدر آلا و هو منتدى مكشّات
فو الله لقد أمضيت وقتا طويلا و جهدا ليس بالهيّن في البحث و جمع المعلومات و الصّور و كتابة الموضوع و لكم أجمل تحيّاتي
اللّهم صلّي على محمّد زنة عرشك و سعة ملكك و مداد كلماتك
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شهدت أعداد الحبارى في العالم تراجعا حادّا في السّنوات الأخيره و يرجع السّبب الرّئيس في ذلك إلى الصّيد الجائر و العشوائي في مختلف مناطق العالم, فهذا الطّائر المسكين ملاحق في مشارق الأرض و مغاربها من توندرا
روسيا و سهول أزبكستان إلى صحراء بوعرفة في
المغرب و الزويرات في مريتانيا و يرجّح الباحثون إنقراضها النّهائي من الطبيعة في سنة 2027 ما عدا جنس واحد من أجناسها ال 22 و هو حباري جزر الكاناري نضرا لبعدها عن أيدي الصّيّادين و التّجّار اللّذين ساهمو بسلوك الكثير منهم في إنقاص أعداد هذا الطّائر بوتيرة عالية سنويّا تصل إلى 20%
سأحاول بحسب معرفتي البسيطة شرح الوضع الحالي للحبارى في مختلف مناطق تواجدها حول العالم و اللتي تتركّز في كل من قارتي آسيا و أفريقيا
الصّين و منغوليا :
لا أهمّيّة تذكر لجهود المحافضة على طائر الحبارى و السّبب يختلف بين البلدين
الصّين
بتفكيرها الإقتصادي البحت ليست مستعدّة لإنفاق أموالها في حماية الطّائر و ذلك يعود لثلاثة أسباب أوّلها أنّ مناطق إنتشاره في الصحراء الصينيّة بعيدة على المناطق المأهولة , ثانيها أنّ هذا الحبارى ليست من خصوصيّات الصين الثقافيّة شأنه شأن دب الباندا الذي يوليه الصينيّون جلّ إهتمامهم و يقيمون له المحميّات و يوفّرون فرق العمل الدّاعمة لجهود إكثاره من أطبّاء بيطريين و تقنيين و غيرهم أمّا السّبب الثّالث فهو أنّه معلوم لدى الصينيين أنّ حباريهم تهاجر سنويّا إلى باكستان و بلدان آسيا الوصطى بالتّزامن مع قدوم قوافل الميسورين العرب من شيوخ و أمراء و كبار رجال الأعمال إلى هذه البلدان لممارسة هوايتهم و لإنفاق الملايين على القنص و هذه الملايين تشمل الرّخص و السّيّارات و مختلف الخدمات و المواد اللّوجستيّة اللّازمة لإنجاح رحلة الصّيد و اللتي تستمرّ لشهور , إذن ما اللّذي ستجنيه الصين من حماية الطّائر ما دام المستفيد الوحيد هو جيرانها ؟؟؟؟ و لكن يبقى الأمل في الإتفاقيّة اللّتي وقّعتها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة مع الصّين في شهر 3 من سنة 2010 علّها تقلّل من تناقص أعداد هذا الطّائر
منغوليا
فوضعها مختلف تماما , البلاد تعيش حالة من الفقر و التّخلّف يجعلها محتاجة لكلّ ملّيم لتحسين البنى التحتية المتدهورة حالتها فلا طرقات و لا مستشفيات و لا غيرها , و يكفي العلم بأنّ أوّل سيّارت دخلت البلاد منذ أقل من 30 عاما , فلا مجال إذن للحديث عن حماية الحبارى إلّا بإستثمارات خارجيّة
كما أنّ تركيز الخليجيين في هذين البلدين منصبّ على للصقور الثّمينة : الحر و الشّاهين و اللّتي يعملون على إكثارها سواء عبر برنامج الشيخ زايد رحمه الله لإطلاق الصّقور في الجبال الصينيّة على الحدود مع الباكستان أو عبر برنامج بناء خمسة آلاف عش في منغوليا ستوفّر فرصة لتكاثر الصّقور فيها و خاصّة صقور السهول
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_atropello.jpg
إبادة الحبارى في الصين خوفا من إتلافها للمحاصيل الزراعيّة
الباكستان وآسيا الوسطى
في هذه البلدان اللّتي تعتبرالموطن الرّئيس للحبارى الآسيويّة بدأت تدقّ نواقيس الخطر حيث أنّ أعداد الحبارى بها في تراجع مستمر خاصّة في السّنوات الأخيرة و يرجع ذلك إلى كثرة الحملات المنضّمة اللّتي تقصدها للقنص ممّا شكّل عامل إستنزاف لهذا الطّائر إذا أخذنا في الحسبان وتيرة تكاثره البطيأة نسبيّا في الطّبيعة ممّا جعل العديد من الدّول و خاصّة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة تقوم بضخّ الآلاف من الطّيور المفرّخة في الأسر سواء في مركز سويحان الإماراتي أو في مراكز أخرى بهذه الّدول سنويّا في بيأتها الطّبيعيّة كما أنّ الصّيد الجائر بالبنادق شكّل عامل ضغط على أعداد الحبارى الآسيويّة في بيأتها , الدّول المستضيفة لم تحرّك ساكنا و يعود ذلك لعدّة أسباب منها نقص التمويل و ضعف الحس البيئي و الفساد الإداري كما أنّها ألقت الكرة في الملعب الخليجي بحكم أنّ القانصين خليجيّون , إذن عليهم العمل على إكثار الطّيور و إطلاقها لصيدها في مرحلة لاحقه بل إنّ هذه الدّول إستفادت مادّيّا من رحلات الصيد المنضّمة فهي تفرض أتاوات بأرقام فلكيّة على على كلّ حملة من هذه الحملات اللّتي يتنافس أمرائها على صيد أكبر عدد ممكن من الحباري سواءا للحملة أو للطير الواحد كدليل على القدره و المرجله
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_27193_113729765324047_100000610720567_126 668_3414951_n.jpg
إبادة الحبارى في الباكستان بصيدها بالبنادق
إيران و أفغانستان
الضروف الأمنيّة المتدهورة بهذه الدّول شجّعت على الحفاض على أعداد الحبارى بها
أفغانستان
توقّفت حملات القنص المنضّمة تقريبا منذ سقوط إمارة حركة طالبان في 2001 و هو ما شجّع على زيادة أعداد الطّائر لكن هذا البلد ليس بأهمّيّة باقي البلدان المحيطة به نضرا لتضاريسه الصعبة و للجفاف المتواصل منذ سنوات , في السّابق تسابق أمراء الحرب على دعوة الأمراء و الشّيوخ للصيد في مناطق نفوذهم الآمنة نسبيّا للحصول على المال لشراء السّلاح و هو ما شكّل عامل خطر على الحبارى و أعدادها و لكن مع تدهور الوضع الأمني فضّل الكثيرون تحويل وجهتهم إلى مناطق و دول أكثر أمنا
إيران
الوضع بها مختلف فهي تمنع الصّيد على أراضيها بأيّة حجّة كانت و هو عامل مساعد على تكاثر أعداد الحبارى بها خاصّة مع إمتداد السّهول الخصبة و الصّحارى القفر و هي البيئة المفضّلة لهذا الطّائر و حتّى الذين يقنصون بهذا البلد يدخلون بالسّر و يقومون عادة بإستخدام سيّارة واحدة أو سيّارتين للبقاء بعيدا عن الخطر المتمثّل في الأمن الإيراني , إذن الصيد بالصّقور بها هامشي و لا تأثير يذكر له على الطّائر , لكن المشكل الرّئيس هو الصيد بالشّرك و هي طريقة تعتمد على وضع سواتر من أغصان الشجيرات يصل طول بعضها إلى عدّم كيلومترات مع ترك بوّابات ملغّمة بأفخاخ في هذه السّواتر و كما هو معلوم فإنّ الحبارى لا تقفز على الحواجز بل تواصل المشي معها حتّى تحاول المرور من البوّابة فتعلق ي الشّرك و يتمّ أسر الآلاف منها حيّة سنويّا لتصديرها في الخفاء لدول الخليج بقصد تعليم الطّيور عليها أو لإستخدامها كمقوّي جنسي و تكمن المأسات في كون معضم هذه الطيور تموت قبل وصولها للسوق السّوداء كما أنّ هذه الأشراك تعمل على طوال العام حتّى في موسم التّزاوج فهي بذلك تمثّل خطرا حقيقيّا على طائر الحبارى
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_atrpello%20-%20copie.jpg
هذا نموذج لفخ صيد الحبارى
العراق
كان العراق و لا يزال حلم كلّ صقّار خليجي نضرا لإحتوائه على أعداد كبيرة نسبيّا من الحباري و كانت تسيّر إليه حملات الصيد بصفة منتضمة إبّان حكم حزب البعث و لكن مع الغزو توقّفت الحملات لخمس سنوات متتالية ثمّ عادت لتستأنف في 2008 و كانت النّتيجة على العكس تماما من التّوقّعات حيث أنّ الأمور لم تتحسّن بالرّغم من توقّف الحملات في الفترة المذكورة سابقا و يعود ذلك إلى الحرب اللتي أحرقت الأخضر و اليابس حيث أنّ أعدادا كبيرة من بيوض الطيور فسدت بفعل التّلوّث زد على ذلك الصيد بالأشراك و بالبنادق و اللتي قلّصت من أعداد هذا الطّائر كما أنّ الحملات أصبحت تصل إلى مناطق تكاثر الحبارى في محافظات ذي قار و ميسان و قضاء علي الغربي بعد ان كانت محصورة في محافظة ديالى و ذلك بالتّوازي مع تضاعف أعداد الصّقور المستخدمة في هذه الحملات إلى 270 صقرا في الموسم الماضى
عامل آخر زاد الأمور تعقيدا و هو نفسيّة الحبارى الحذرة جدّا و اللتي تخاف بصفة غريبة من الصّقور لدرجة أنّها تتسمّر و تخمر في مكانها في حال مشاهدتها لطير جارح و في حال فرارها منه فإنّها تغادر تلك المنطقة نهائيّا فالصيد المستمر لسنوات في ديالى أجبر الحبارى على الهجرة إلى عمق الأراضي الإيرانيّة أو إلى جنوب العراق و بذلك غختفت الحبارى من ديالى بصفة شبه نهائيّة و الضّغط الحالي عليها في ميسان و ذي قار و القادسيّة سيدفعها عاجلا أو آجلا إلى الهجرة نحو الجنوب إلى البصرة و المثنّى ما سيدفع القنّاصين إلى تتبّعها من جديد لتعاود الكرّة و تهاجر نحو الكويت و شمال المملكة العربيّة السعوديّة حيث لن تجد مفرّا و لن تكون لها أي فرصة للنّجات من آلاف القنّاصين و الصّقور المدرّبة و بذلك و إن لم يتمّ التدخّل سريعا و بشكل حازم يرجّح إنقراض الحبارى من العراق في غضون 10 سنوات أو أقل
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_fdfd.jpg
الصيد الجائر للحبارى في العراق
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_25.%20an%20houbara%20hunt%20%28omar%20fad il%29.jpg
صيد الحارى بالبنادق في العراق
دول الخليج العربي
الحباري بها قليلة جدّا ما عدى في المحميّات اللتي إرتفعت أعداد الحبارى بها إلى الآلاف نتيجة للصرامة المطلقة في حماية هذا الطّائر و محاولات إعادة توطينه و أمّا ما يصاد بها سنويّا فهي أعداد قليلة و ضئيلة جدّا لا تتناسب مع الطفرة اللّتي تشهدها سوق تجارة و تهجين الصّقور و معدّات الصّيد و هنا تجب الإشارة إلى جهود المملكة العربيّة السّعوديّة و الإمارات العربيّة المتّحدة و سلطنة عمان في محاولة إعادة توطين الحبارى في الجزيرة العربيّة من خلال توفير المحميّات و إناء مراكز الإكثار و برامج إطلاق الحبارى المكثرة في الأسر
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_l5w97d83c.jpg
صيد الحبارى بالبنادق في إحدى دول الخليج
شمال إفريقيا
ليبيا
بدأت تدخل في دائرة الخطر مع إرتفاع عدد القنّاصين اللذين يدخلون البلاد بصفة غير شرعيّة للقنص و هو ما يتكامل مع الصّيد الجائر فيها حيث أنّ الحبارى شبه منقرضة الآن في شرق و وسط ليبيا و يبقى الأمل في منطقة غرب الجماهريّة و خاصّة الحمادة الحمراء اللتي لا تزال و لله الحمد محتفظة بأعداد جيّدة و كبيرة من الحبارى في ضل وعي الصيّادين هناك و تجنّبهم الصيد في وقت التّكاثر و لكن سلوك بعض الأفراد يمثّل إنتكاسة للجهود المبذولة كإحدى الحملات اللّتي صادت نحو 500 طائر في مدّة وجيزة
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_674863761.jpg
الصّيد المعتدل في ليبيا
تونس
يعيبها صغر مساحتها و لكنّها تمثّل جنّة للحبارى في ضل القوانين اللّتي تمنع صيدها بصفة كبيرة و هو ما زاد من أعداد هذ الطّائر خاصّة في مناطق دوز و تطاوين و رماده , أغلب من يقنص بها شيوخ الإمارات و قطر و السّعوديّه اللّتي فضّل وزير داخليّتها سمو الأمير نايف بن عبد العزيز تحويل مقناصه من المغرب إليها , زد على ذلك الأوضاع الأمنيّة الأكثر من ممتازة و برامج إطلاق الحبارى من مراكز تفريخها بمدنين و قبلّي و المقدّرة بالآلاف سنويّا
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_t3aqdx9uz3s8.jpg
الصّيد بالصذقور في تونس
الجزائر
تشهد أعداد أعداد الحبارى بها تناقصا مستمرّا بسبب التّهريب إلى تونس لإستعمالها كمقوّي جنسي و بسبب الصّيد الجائر و الحملات المنضّمة و يتركّز الصّيد خاصّة في صحراء جنوب الجلفة و بسكرة , الأوضاع الأمنيّة السّيئة ساهمت في التقليل من عدد الحملات الخليجيّة في فترة سابقة بالرّغم من مرافقة أعوان الأمن لقوافل الصيّادين و هو ما ساهم في الحد من أنشطة القنص و لكن في السنتين الأخيرتين بدأت الحملات تنصب مخيّماتها في تونس حيث الأمن مستتب و لله الحمد و تدخل الجزائر في كلّ صباح لتعود مع غروب الشّمس محمّلة بالطّيور الثّمينة
جهود حماية و إكثار الحبارى تتمثّل في المركز الإماراتي لإكثار الحبارى في منطقة سيدي الشّيخ واللّذي يقوم بإطلاق أعداد كبيرة سنويّا من الحبارى في المنطقة إلى جانب المركز القطري لإكثا الحبارى في منطقة حيرش و اللّذي يقوم بنفس الدّور و يجري حاليّا التحضير لإنشاء محميّة لطائر الحبارى بمساحة تبلغ 165 ألف هكتار و ذلك إلى جانب محميّة أخرى في ولاية النّعامة على الحدود المغربيّة
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images184/mk134756_jpg.jpg
إبادة الحبارى في الجزائر
المغرب
الوضع بها مختلف فالمغرب يمثّل قصّة نجاح يحتذى بها فالحبارى كادت تنقرض لكن الإمرات أنشأت مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية بالمغرب و قد تم إنشاءه في عام 1995 بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وقد ارتفع إنتاج المركز من 429 طائر في عام 2000 إلى 3.866 طائر في عام 2006 في حين وصل إنتاج المركز في عام 2007 إلى 8.000 طائر. ويذكر أنه في عام 2005م تم إنشاء محطة ثانية بالقرب من ميسور، في منطقة إنجيل، لإكثار الحبارى في الأسر و للمحطة القدرة على تفريخ عشرة آلاف طائر سنويّا و هذا المركز يعمل جنبا إلى جنب مع مركز الأمير سلطا ن في مدينة إنزكان بولاية أكادير اللذي أفتتح في صيف سنة 1997 و قد حظيت المؤسسة بتجهيزضخم من العتاد المتطور الخاص بالإنتاج ومختبر للبحوث وتجهيزات بيطرية وعيادة ومحطة مكتملة التجهيز تتمتع بما يكفي من القدرة على الإسهام بشكل كبير في حماية البيئة الهشة والحياة البرية و طائر الحبارى هو مركز اهتمام المؤسسة التي تلتزم ببرنامج إطلاق واعادة تاهيل هذا الطائر بشكل كثيف في الطبيعة، وذلك باستعمال آخر ما أنتجه العلم من تكنولوجيا مع الاستعانة بخبراء أكاديميين وباحثين ميدانيين و قد وصل إنتاجها الحالي إلى 1500 طير في السنة
http://fotos.alwatanvoice.com/images/topics/3961556824/4.jpg
الشيخ محمد بن زايد يشارك في أكبر عملية إعادة إطلاق الحبارى في التاريخ
http://rakann.com/vb/imgcache/3130.imgcache.gif
إطلاق الحبارى المنتجة في مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز في المغرب
تمّ و لله الحمد و المنّة
السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اللّهم صلّي على محمّد زنة عرشك و سعة ملكك و مداد كلماتك
أخي الكريم رجاء إذا أردت نقل الموضوع أن يذكر المصدر آلا و هو منتدى مكشّات
فو الله لقد أمضيت وقتا طويلا و جهدا ليس بالهيّن في البحث و جمع المعلومات و الصّور و كتابة الموضوع و لكم أجمل تحيّاتي