ريف النشاما
14/09/2005, 12:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بدايتا أود أن نتحدث عن المدينة المنورة بشكل موجز ثم نأخذ معلم من معالم التاريخ الإسلامي وما قبله في هذه الرحلة والتي كانت في يوم الجمعة 5-8-1426هـ ثم نتبعها لاحقا بالحديث عن بقية المعالم إن شاء الله .
((المدينة المنورة))
تذكر المصادر التاريخية أن المدينة المنورة (يثرب) سابقاً، أسست أول الأمر في منطقة تجري إليها مجموعة من الأودية تنتهي إلى مجرى واحد، وهي في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي، وتبعد عنه حوالي 5 كم. وبسبب كثرة المياه هناك، وتحولها إلى سبخات تتجمع حولها الهوام، استوخمها سكانها فيما بعد، فتحولوا عنها إلى منطقة (زهرة)، وهي جنوبي المسجد النبوي حالياً، مابين قربان وقباء، ومع تزايد عدد السكان امتدت رقعة المكان إلى بطحان، وإلى مذينيب شرقاً وأطراف رانوناء شمالاً. ومن القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، بدأت دفعات من اليهود تتقاطر إليها وتستوطن مواقع غير متباعدة على أطراف الوديان وتترس بعضهم بتلال الحرة الغربية، وتقول بعض الروايات: إنهم نزلوا في غير هذه المواقع بداية ولكن تحولوا إليها فيما بعد، إذ استقر بنو قريظة في وداي مهزور، وبنو النضير في وادي بطحان، وبنو قينقاع في الوسط، ولما وفد الأوس والخزرج نزلوا أطراف حرة واقم، وامتدوا غرباً إلى بطحان وإلى حرة الوبرة، على شكل مجموعات متقاربة حيناً ومتباعدة حيناً آخر. وعندما وصل المسلمون المهاجرون من مكة نزلوا في بيوت إخوانهم الأنصار (الأوس والخزرج) أول الأمر، ثم بنوا مساكن لهم حول المسجد النبوي الذي توسط المنطقة العمرانية السابقة تقريباً، ثم في مناطق أخرى بين أحياء الأنصار، ثم آلت إليهم بعض مساكن اليهود الذين تخلصت المدينة منهم، وبذلك أخذت المدينة موقعها النهائي قديماً. وخلال العصور اللاحقة وإلى يومنا هذا تقلص حجم المدينة، واتسع مراراً، ولكن وجود المسجد النبوي فيها جعل موقعها ثابتاً، وجعل الأحياء والمساكن تتوزع حوله في حلقات متوالية، وفي الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي: جبل عير جنوباً، وجبل ثور شمالاً.
وتقع المدينة المنورة وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتحدد بخطوط الطول والعرض كما يلي:
خط الطول 36 , 39ْ تسع وثلاثون درجة وستة وثلاثون جزءاً من الدرجة.
خط العرض 28 , 24ْ أربع وعشرون درجة وثمانية وعشرون جزءاً من الدرجة.
وترتفع عن سطح البحر 625 متراً تقريباً، وتبعد عن مكة المكرمة 430 كم شمالاً، كما تبعد عن شاطئ البحر بخط مستقيم 150 كم
وعادة ما تكون التضاريس الجغرافية أكبر شاهد تاريخي على الحضارات والحقب الزمنية المرتبطة بها، وفي التاريخ الإسلامي يمكن القول: إن بعض الجبال كانت وما زالت شاهدًا مهمًا على حقب وأحداث تاريخية مهمة.
وتسجل الجبال في منطقة المدينة المنورة بصورة خاصة، وقائع كثيرة من المعارك والغزوات التي صنعت محطات للتاريخ الإسلامي، ومن هذه الجبال جبل أحد الذي اشتهر بالموقعة التاريخية التي وقعت بجانبة في السنة الثالثة للهجرة.
((جبل أحد))
عندما تكون في المدينة النبوية –وفي أي مكان منها- وتتجه بنظرك إلى الشمال فإنك تشاهد على بُعد خمسة كيلومترات الجبل التاريخي الشهير -أحد- بمنظره الجذاب الجميل الأحمر المكسو بقليل من السواد، ولا يمل الناظر إليه من مشاهدته، وقد كان (صلى الله عليه وسلم) يستأنس برؤيته عند قدومه للمدينة النبوية، ولأهل المدينة به ولع وحب، وهم يسمونه: "حن" من باب التدليل!
وجبل أحد من أهم المعالم الطبيعية وأظهرها في المدينة المنورة، ويقع في الجهة الشمالية منها، وهو في الحقيقة سلسلة متصلة من الجبال يمتد من الشرق إلى الغرب، ويميل نحو الشمال قليلا، يبلغ طوله سبعة كيلومترات وعرضه ما بين 2- 3 كيلومترات.
ومعظم صخور جبل أحد من الجرانيت الأحمر، وفيه أجزاء تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد. وتتخلله تجويفات طبيعية تتجمع فيها مياه الأمطار، وتبقى معظم أيام السنة؛ لأنها مستورة عن الشمس، وتسمى هذه التجويفات (المهاريس).
وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة، أهمها جبل ثور في شماله الغربي، وجبل عينين في جنوبه الغربي. ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غربًا ليصب في مجمع الأسيال.
ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وسميت باسمه وهي "غزوة أحد"، وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلومترا واحدا تقريبًا، ويسمى أيضاً "جبل الرماة"؛ فقد زحفت قريش وحلفاؤها إلى المدينة لتنتقم من المسلمين وتثأر لقتلاها في غزوة بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، وتصدى لهم المسلمون في هذا المكان، ووضع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الرماة على جبل عينين وأوصاهم ألا يغادروه مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره.
ودارت المعركة ورجحت كفة المسلمين وبدأ المشركون بالهرب، وظن معظم الرماة أن المعركة حُسمت لصالح المسلمين فنزلوا من الجبل ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم وتبعوا المشركين وبدءوا يجمعون الغنائم.
وانتهز قائد فرسان المشركين خالد بن الوليد -ولم يكن قد أسلم بعد- الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل، وفاجئوا بقية الرماة فقتلوهم، ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم، واستشهد منهم سبعون، وكان منهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم انسحب المشركون، ودفن الشهداء في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد وهي بينه وبين جبل عينين،
وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يزورهم ويدعوا لهم . واستمر هذا الأمر حتى اليوم حيث يقوم
المسلمون بزيارتهم والدعاء لهم . أقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك لمافيها من العبرة والعظة
وليس التعظيم أو التبرك أو غيره من الشركيات
ولا تزال معالم موقع غزوة أحد موجودة حتى الآن (1424هـ)، إلا أن جبل الرماة أصبح أصغر مما كان عليه نتيجة لبناء بعض البيوت عليه زمن الدولة العثمانية ، ثم هدمها بعد ذلك في العهد السعودي ، إضافة إلى عوامل التعرية التي لحقت به عبر التاريخ الطويل ، وتفيد بعض الروايات أيضاً أن وادي قناة كان يمر بين جبل عينين وجبل أحد ، أي: في شمال جبل عينين ، وقد تغير مجراه الآن إلى جنوبه
ولجبل أحد مكانة كبيرة في نفس رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وفي نفوس المسلمين؛ فقد وردت في فضله أحاديث عدة منها: عن عباس بن سهل عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء منكم فليمكث، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: هذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه. وعن قتادة عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن أحد جبل يحبنا ونحبه"، وفي رواية قال: نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أحد فقال: "إن أحد جبل يحبنا ونحبه". وعن أبي عبس بن جبر مرفوعاً: "جبل أحد يحبنا ونحبه، وهو من جبال الجنة".
غار جبل أحد
يوجد في جبل أحد غار صغير مساحته (2م ´ 1م ) تقريباً. يقع في شمال المسجد الذي استراح مكانه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أنتها معركة أحد ، وقيل أنه صلى فيه الظهر والعصر .
ويبعد الغار عن المسجد المذكور (100م ) وعن جبل الرماة شمالاً ( 1000م ) وقد ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختفى فيه وهذا غير صحيح ولم يرد فيه شيء ، بل إنه من يرى الغار من الداخل يجد أن أرضيته الضيقة غير مستوية ، وصخوره غير منتظمة ولا يرتاح عليها من يدخله وقد حاول بعض الناس جمع حجارة ورصفها لتسوية أرضيته إلا أنه لم يستطيع إصلاحه .
وذكر السمهودي عن ابن النجار قوله : (( في جبل أحد غار يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم اختفى فيه ، ومسجد يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه وموضع فيه الجبل أيضا منقور في صخرة منه على قدر رأس الإنسان يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد على الصخرة التي تحته ، وأدخل رأسه هناك ، كل ذلك لم يرد فيه نقل ، فلا يعتمد عليه )) قلت : أما المسجد اللاصق به ، فقد ثبت النقل به ، ولم يقف على ابن النجار وأتبعه .
وأما الغار : (( فلابن شبه عن عبد المطلب بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الغار الذي بأحد ))
((مقبرة شهداء أحد))
تقع مقبرة شهداء أحد في شمال المسجد النبوي، وعلى بعد أربعة كيلومترات منه، وتضم بين جنباتها سبعين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استشهدوا في معركة أحد، وفي مقدمتهم عمه حمزة بن عبد المطلب (سيد الشهداء)، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، وحنظلة بن أبي عامر (غسيل الملائكة)، وعبد الله بن جبير، وعمرو بن الجموح، وعبد الله بن حرام (رضي الله عنهم أجمعين).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتعهدهم بالزيارة بين الحين والآخر، فعن طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) قال: "خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يريد قبور الشهداء، حتى إذا أشرفنا على حرة واقم فإذا قبور: فقلنا يا رسول الله أقبور إخواننا هذه؟ قال قبور أصحابنا. فلما جئنا قبور الشهداء قال: هذه قبور إخواننا". رواه أحمد وأبو داود.
وروى البخاري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: صلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات.
خارطة جوية للمدينة
http://www.arab7.com/up/file/1126628264941.jpg
جبل أحد وقد تبّدآ من بعيد(شرقا) على طريق القصيم القديم معلناً عن وصولنا بحفظ الله إلى مدينة القلوب والتي بادرنا فيها بُعيد صلاة العصر المسجد النبوي الشريف حتى اليوم التالي ......أما النومة فلا تسألوا عنها....
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh.jpg
وفي الصباح الباكر ذهبت لزيارة شهداء أحد ومن ثم العودة لقضاء حاجتي ثم الرحيل ....
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh1.jpg
ومن هذا المخرج على الطريق الدائري توجهنا للموقع
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh2.jpg
أول مايقبلك جبل الرماة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh3.jpg
ثم مقبرة نجوم الدجى
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh4.jpg
وهنا البوابة للمقبرة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh5.jpg
وهذه أخرى وتبين موقع المعركة (حيث أن المعركة وقعت في هذا المكان)
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh55.jpg
جبل الرماة من الجهة الجنوبية الغربية وخلفه أحد ومن هنا إلتف خالد بن الوليد رضي الله عنه بالفرسان
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh6.jpg
صورة جوية للموقع ويتضح فيها موقع المعركة وجبل الرماة في يمين الصورة والمسور المقبرة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh7.jpg
بدايتا أود أن نتحدث عن المدينة المنورة بشكل موجز ثم نأخذ معلم من معالم التاريخ الإسلامي وما قبله في هذه الرحلة والتي كانت في يوم الجمعة 5-8-1426هـ ثم نتبعها لاحقا بالحديث عن بقية المعالم إن شاء الله .
((المدينة المنورة))
تذكر المصادر التاريخية أن المدينة المنورة (يثرب) سابقاً، أسست أول الأمر في منطقة تجري إليها مجموعة من الأودية تنتهي إلى مجرى واحد، وهي في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي، وتبعد عنه حوالي 5 كم. وبسبب كثرة المياه هناك، وتحولها إلى سبخات تتجمع حولها الهوام، استوخمها سكانها فيما بعد، فتحولوا عنها إلى منطقة (زهرة)، وهي جنوبي المسجد النبوي حالياً، مابين قربان وقباء، ومع تزايد عدد السكان امتدت رقعة المكان إلى بطحان، وإلى مذينيب شرقاً وأطراف رانوناء شمالاً. ومن القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، بدأت دفعات من اليهود تتقاطر إليها وتستوطن مواقع غير متباعدة على أطراف الوديان وتترس بعضهم بتلال الحرة الغربية، وتقول بعض الروايات: إنهم نزلوا في غير هذه المواقع بداية ولكن تحولوا إليها فيما بعد، إذ استقر بنو قريظة في وداي مهزور، وبنو النضير في وادي بطحان، وبنو قينقاع في الوسط، ولما وفد الأوس والخزرج نزلوا أطراف حرة واقم، وامتدوا غرباً إلى بطحان وإلى حرة الوبرة، على شكل مجموعات متقاربة حيناً ومتباعدة حيناً آخر. وعندما وصل المسلمون المهاجرون من مكة نزلوا في بيوت إخوانهم الأنصار (الأوس والخزرج) أول الأمر، ثم بنوا مساكن لهم حول المسجد النبوي الذي توسط المنطقة العمرانية السابقة تقريباً، ثم في مناطق أخرى بين أحياء الأنصار، ثم آلت إليهم بعض مساكن اليهود الذين تخلصت المدينة منهم، وبذلك أخذت المدينة موقعها النهائي قديماً. وخلال العصور اللاحقة وإلى يومنا هذا تقلص حجم المدينة، واتسع مراراً، ولكن وجود المسجد النبوي فيها جعل موقعها ثابتاً، وجعل الأحياء والمساكن تتوزع حوله في حلقات متوالية، وفي الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي: جبل عير جنوباً، وجبل ثور شمالاً.
وتقع المدينة المنورة وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتحدد بخطوط الطول والعرض كما يلي:
خط الطول 36 , 39ْ تسع وثلاثون درجة وستة وثلاثون جزءاً من الدرجة.
خط العرض 28 , 24ْ أربع وعشرون درجة وثمانية وعشرون جزءاً من الدرجة.
وترتفع عن سطح البحر 625 متراً تقريباً، وتبعد عن مكة المكرمة 430 كم شمالاً، كما تبعد عن شاطئ البحر بخط مستقيم 150 كم
وعادة ما تكون التضاريس الجغرافية أكبر شاهد تاريخي على الحضارات والحقب الزمنية المرتبطة بها، وفي التاريخ الإسلامي يمكن القول: إن بعض الجبال كانت وما زالت شاهدًا مهمًا على حقب وأحداث تاريخية مهمة.
وتسجل الجبال في منطقة المدينة المنورة بصورة خاصة، وقائع كثيرة من المعارك والغزوات التي صنعت محطات للتاريخ الإسلامي، ومن هذه الجبال جبل أحد الذي اشتهر بالموقعة التاريخية التي وقعت بجانبة في السنة الثالثة للهجرة.
((جبل أحد))
عندما تكون في المدينة النبوية –وفي أي مكان منها- وتتجه بنظرك إلى الشمال فإنك تشاهد على بُعد خمسة كيلومترات الجبل التاريخي الشهير -أحد- بمنظره الجذاب الجميل الأحمر المكسو بقليل من السواد، ولا يمل الناظر إليه من مشاهدته، وقد كان (صلى الله عليه وسلم) يستأنس برؤيته عند قدومه للمدينة النبوية، ولأهل المدينة به ولع وحب، وهم يسمونه: "حن" من باب التدليل!
وجبل أحد من أهم المعالم الطبيعية وأظهرها في المدينة المنورة، ويقع في الجهة الشمالية منها، وهو في الحقيقة سلسلة متصلة من الجبال يمتد من الشرق إلى الغرب، ويميل نحو الشمال قليلا، يبلغ طوله سبعة كيلومترات وعرضه ما بين 2- 3 كيلومترات.
ومعظم صخور جبل أحد من الجرانيت الأحمر، وفيه أجزاء تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد. وتتخلله تجويفات طبيعية تتجمع فيها مياه الأمطار، وتبقى معظم أيام السنة؛ لأنها مستورة عن الشمس، وتسمى هذه التجويفات (المهاريس).
وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة، أهمها جبل ثور في شماله الغربي، وجبل عينين في جنوبه الغربي. ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غربًا ليصب في مجمع الأسيال.
ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وسميت باسمه وهي "غزوة أحد"، وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلومترا واحدا تقريبًا، ويسمى أيضاً "جبل الرماة"؛ فقد زحفت قريش وحلفاؤها إلى المدينة لتنتقم من المسلمين وتثأر لقتلاها في غزوة بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، وتصدى لهم المسلمون في هذا المكان، ووضع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الرماة على جبل عينين وأوصاهم ألا يغادروه مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره.
ودارت المعركة ورجحت كفة المسلمين وبدأ المشركون بالهرب، وظن معظم الرماة أن المعركة حُسمت لصالح المسلمين فنزلوا من الجبل ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم وتبعوا المشركين وبدءوا يجمعون الغنائم.
وانتهز قائد فرسان المشركين خالد بن الوليد -ولم يكن قد أسلم بعد- الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل، وفاجئوا بقية الرماة فقتلوهم، ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم، واستشهد منهم سبعون، وكان منهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم انسحب المشركون، ودفن الشهداء في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد وهي بينه وبين جبل عينين،
وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يزورهم ويدعوا لهم . واستمر هذا الأمر حتى اليوم حيث يقوم
المسلمون بزيارتهم والدعاء لهم . أقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك لمافيها من العبرة والعظة
وليس التعظيم أو التبرك أو غيره من الشركيات
ولا تزال معالم موقع غزوة أحد موجودة حتى الآن (1424هـ)، إلا أن جبل الرماة أصبح أصغر مما كان عليه نتيجة لبناء بعض البيوت عليه زمن الدولة العثمانية ، ثم هدمها بعد ذلك في العهد السعودي ، إضافة إلى عوامل التعرية التي لحقت به عبر التاريخ الطويل ، وتفيد بعض الروايات أيضاً أن وادي قناة كان يمر بين جبل عينين وجبل أحد ، أي: في شمال جبل عينين ، وقد تغير مجراه الآن إلى جنوبه
ولجبل أحد مكانة كبيرة في نفس رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وفي نفوس المسلمين؛ فقد وردت في فضله أحاديث عدة منها: عن عباس بن سهل عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء منكم فليمكث، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: هذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه. وعن قتادة عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن أحد جبل يحبنا ونحبه"، وفي رواية قال: نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أحد فقال: "إن أحد جبل يحبنا ونحبه". وعن أبي عبس بن جبر مرفوعاً: "جبل أحد يحبنا ونحبه، وهو من جبال الجنة".
غار جبل أحد
يوجد في جبل أحد غار صغير مساحته (2م ´ 1م ) تقريباً. يقع في شمال المسجد الذي استراح مكانه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أنتها معركة أحد ، وقيل أنه صلى فيه الظهر والعصر .
ويبعد الغار عن المسجد المذكور (100م ) وعن جبل الرماة شمالاً ( 1000م ) وقد ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختفى فيه وهذا غير صحيح ولم يرد فيه شيء ، بل إنه من يرى الغار من الداخل يجد أن أرضيته الضيقة غير مستوية ، وصخوره غير منتظمة ولا يرتاح عليها من يدخله وقد حاول بعض الناس جمع حجارة ورصفها لتسوية أرضيته إلا أنه لم يستطيع إصلاحه .
وذكر السمهودي عن ابن النجار قوله : (( في جبل أحد غار يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم اختفى فيه ، ومسجد يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه وموضع فيه الجبل أيضا منقور في صخرة منه على قدر رأس الإنسان يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد على الصخرة التي تحته ، وأدخل رأسه هناك ، كل ذلك لم يرد فيه نقل ، فلا يعتمد عليه )) قلت : أما المسجد اللاصق به ، فقد ثبت النقل به ، ولم يقف على ابن النجار وأتبعه .
وأما الغار : (( فلابن شبه عن عبد المطلب بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الغار الذي بأحد ))
((مقبرة شهداء أحد))
تقع مقبرة شهداء أحد في شمال المسجد النبوي، وعلى بعد أربعة كيلومترات منه، وتضم بين جنباتها سبعين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استشهدوا في معركة أحد، وفي مقدمتهم عمه حمزة بن عبد المطلب (سيد الشهداء)، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، وحنظلة بن أبي عامر (غسيل الملائكة)، وعبد الله بن جبير، وعمرو بن الجموح، وعبد الله بن حرام (رضي الله عنهم أجمعين).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتعهدهم بالزيارة بين الحين والآخر، فعن طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) قال: "خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يريد قبور الشهداء، حتى إذا أشرفنا على حرة واقم فإذا قبور: فقلنا يا رسول الله أقبور إخواننا هذه؟ قال قبور أصحابنا. فلما جئنا قبور الشهداء قال: هذه قبور إخواننا". رواه أحمد وأبو داود.
وروى البخاري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: صلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات.
خارطة جوية للمدينة
http://www.arab7.com/up/file/1126628264941.jpg
جبل أحد وقد تبّدآ من بعيد(شرقا) على طريق القصيم القديم معلناً عن وصولنا بحفظ الله إلى مدينة القلوب والتي بادرنا فيها بُعيد صلاة العصر المسجد النبوي الشريف حتى اليوم التالي ......أما النومة فلا تسألوا عنها....
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh.jpg
وفي الصباح الباكر ذهبت لزيارة شهداء أحد ومن ثم العودة لقضاء حاجتي ثم الرحيل ....
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh1.jpg
ومن هذا المخرج على الطريق الدائري توجهنا للموقع
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh2.jpg
أول مايقبلك جبل الرماة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh3.jpg
ثم مقبرة نجوم الدجى
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh4.jpg
وهنا البوابة للمقبرة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh5.jpg
وهذه أخرى وتبين موقع المعركة (حيث أن المعركة وقعت في هذا المكان)
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh55.jpg
جبل الرماة من الجهة الجنوبية الغربية وخلفه أحد ومن هنا إلتف خالد بن الوليد رضي الله عنه بالفرسان
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh6.jpg
صورة جوية للموقع ويتضح فيها موقع المعركة وجبل الرماة في يمين الصورة والمسور المقبرة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mdanh7.jpg