الــــراصد
06/09/2005, 10:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
"اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة , لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا, حمداً يليق بجلالك وعظيم سلطانك, والصلاة والسلام عدد النجوم السائرات والسحب الممطرات على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين"
بهذه الكلمات افتتحت مذكرة الأمطار الخاصة بي للعام الماضي , وبمناسبة دخول سهيل معلناً بداية موسم جديد (1426 – 1427 هـ), أحب أن أقدم تقريراً مختصراً بعنوان " تحقيق الأخبار في ما نزل على بلاد العرب من أمطار- (1425 – 1426 هـ)"
وهو بمثابة إلقاء نظرة سريعة على موسم أمطار العام الماضي , وهذا يفيد في تكوين صورة عامة عن الأحوال الجوية بعيداً عن التفاصيل الدقيقة لكل حدث , إضافة إلى أن هذا يساعد أيضا في التذكير بأهم الأحداث الجوية التي مررنا بها في الموسم المنصرم.
وقد حاولت جاهداً أن يكون التقرير شاملاً لجميع أرجاء المملكة حرسها الله , لكن لو لاحظت أخي القاريء وفرة الأخبار عن منطقة دون غيرها فذلك راجع إلى طبيعة المصادر التي استقيت منها وهي:
1) مشاهدات شخصية (وهي بطبيعة الحال مقتصرة على منطقة الرياض)
2) موضوع "السيول والأمطار لعام 1425-1426هـ" المثبت في خيمة الأحوال الجوية من قبل مشرفنا السمح بارك الله في جهوده والذي ساهمتم جميعاً فيه بجهودكم وإبداعكم , والمتابع لهذا الموضوع بدقة سيلاحظ أن أهل منطقة الرياض والقصيم أكثر حماساً في متابعة أخبار الأمطار يتبعهم في ذلك أهل منطقة الجوف والمنطقة الشرقية, أما أهل حفر الباطن والمنطقتين الغربية والجنوبية فلنا عليهم عتب لأن السحاب يمر عليهم ويتعداهم ولا نسمع منهم شيء. ولعل أهل المنطقة الجنوبية معذورون حيث أن أكثر أمطارهم في فترة القيظ والتي تعتبر خارج الموسم بالنسبة لبقية المناطق.
3) مصادر مفتوحة كوكالات الأنباء والصحف والإذاعة والتلفاز , وهي على قلتها تساهم في سد ثغرات كثيرة خصوصاً فيما يتعلق بالمناطق التي عتبنا عليها آنفاً.
أما بالنسبة لبداية الموسم فهو كما ستلاحظون بداية سهيل حسب تقويم أم القرى و سهيل يمثل بداية فصل الخريف والأمطار الخريفية المبكرة - ولو أنها نادرة – إلا أنها تحدث وتكون غزيرة بإذن الله وتوثيقها عند هطولها أفضل من عدمه , وأما نهاية الموسم فهو نهاية الذراع الثاني (الرشا) وإن كانت الأمطار تهطل بعد ذلك إلا أنها تكون غالباً أمطار خفيفة ومحلية جداً (خاصة على المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية) ولا مانع أيضاً من إيرادها متى ما حدثت كما ستقرؤن إن شاء الله.
=================================================
تحقيق الأخبار في ما نزل على بلاد العرب من أمطار- (1425 – 1426 هـ)
أولاً: سهيل ( 8 رجب 1425 – 1 رمضان 1425):
لم يهطل أمطار في سهيل على أي من مناطق المملكة باستثناء أمطار خفيفة إلى متوسطة على الحدود الشمالية (تبوك , سكاكا , والجوف) إضافة للمدينة المنورة وما جاورها وهذه الأمطار كما ذكرت كانت خفيفة وفي آخر عشرة أيام من سهيل. وقد لا يكون هذا مستغرباً لأن الأمطار نادراً ما تهطل في هذا الوقت, خصوصاً في الأزمنة الأخيرة .
ثانياً : الوسمي ( 2 رمضان 1425 – 23 شوال 1425):
فاتحة هذا الموسم كانت في السادس من الوسمي بأمطار رعدية متوسطة على حائل ومثلها على مكة في اليوم التالي.
أما في الرابع عشر من الوسمي فقد أصبحت الأجواء غائمة ومهيأة للأمطار لما يزيد عن عشرة أيام هطل خلالها أمطار متفرقة تركزت على الحدود الشمالية وحائل لكن معظمها كانت أمطار خفيفة إلى متوسطة على شكل ديم متقطعة ارتوت على إثرها الأرض في بعض المناطق.
وفي نهاية شهر رمضان المبارك وأول شوال انحدرت السحب نحو المناطق الوسطى حيث ذُكر أمطار خفيفة (رشاش وسواد الأرض) على مناطق متفرقة شملت القصيم , سدير , المحمل , الرياض والدمام.
وشوهد البرق لأول مرة هذا العام على مدينة الرياض في الثاني من شهر شوال.
هذه الحالة استمرت على المنطقة الوسطى بضعة أيام تخللها سحب رعدية بأمطار غزيرة لكن محلية جداً نذكر على سبيل المثال الأمطار التي هطلت شرق رماح ثاني العيد وعلى مدينة الرياض في ثالث العيد الساعة العاشرة مساء حيث تعطلت الحركة المرورية في الدائري الشمالي. وكان السحاب والله أعلم يزين كلما اتجه شرق حيث ذكر أمطار مصحوبة بالبرد على المنطقة الشرقية.
بعدها بأيام قليلة عادت بشائر الخير وهذه المرة من مكة حيث ذٌكر هطول أمطار متوسطة على مكة المكرمة والطائف, إضافة إلى أمطار على المنطقة الجنوبية مثل ظهران الجنوب و نجران.
وبعدها تتابعت السحب لمدة أسبوعين كانت آخر أسبوعين من الوسمي وكان الجو غائما في معظم هذه الأيام وجاء أمطار خفيفة شملت المنطقة الوسطى بشكل عام وبالأخص من الرياض وحتى الغاط شمالاً وما والى هذه المنطقة من الغرب والشرق. وكانت الأمطار خفيفة لم يسل منها أي أودية أو شعاب.
وبهذا ينتهي الوسمي لهذا العام دون أمطار تذكر مع أن الجو كان غائما في كثير من الأيام وكانت الغيوم في معظمها من النوع المتوسط والمنخفض وحتى في الحالات التي نشأ فيها سحب رعدية , كان هطول المطر أقل من المتوقع بكثير(المتعارف عليه أن السحاب إذا خيّل في الخريف أو في الشتاء كان مطره غزيراً لكن السحاب هذه السنة كان مختلف ).
ثالثاً: المربعانية ( 24 شوال – 3 ذو الحجة):
المربعانية كانت ولله الحمد أفضل من الوسمي حيث ابتدأ هطول المطر من أول أيام المربعانية (وكان تتابع لأمطار الوسمي) وهذه المرة كان المطر أعم من الفترة السابقة حيث شمل المنطقة الوسطى دون استثناء إضافة للمنطقة الشمالية .
في أول ثلاثة أيام كان الماطر ديمة متقطعة تتخللها أحياناً بعض السحب الرعدية وارتوت الأرض ولله الحمد في معظم المناطق وسالت بعض الأودية والشعاب مثل الغيلانة وعبيثران.
بعد ذلك بدأ السحب الرعدية تكثر حيث هطلت أمطار مصحوبة بزخات البرد على الغاط سالت منها الشعاب وكذلك الحال في الرس وساجر وبدأت أنباء التلاع والصنوع تتوارد من هنا وهناك.
ولعل من الأودية التي جاءت أخبارها في هذه الأيام شعيب الشوكي في تمير ومرخ في الزلفي.
كما أن الأخبار المتناقلة تمدح الصمان وأمطاره. وكان المطر ولله الحمد عام على المنطقة الشرقية كما يذكر أهلها.
الحاصل أن الخير كان عام ولو أن غزارة المطر تختلف من مكان لآخر ولكنه ولله الحمد استمر بشكل شبه دائم لمدة تزيد عن عشرة أيام ولله الحمد.
انقطع السحاب يومين ثم عاود الظهور لبضعة أيام أخرى وبنفس الطريقة – السحب تكاد تكون متواصلة لكن الأمطار متقطعة يتخللها أحياناً سحب رعدية – وتركزت هذه السحب على المنطقة الواقعة بين الرياض والحوطة جنوباً وكانت أمطارها من خفيفة إلى متوسطة سالت منها بعض الشعاب الصغيرة في الجنوب.
وفي نهاية المربعانية هطلت أمطار وثلوج خفيفة على الحدود الشمالية.
رابعاً: شباط ( 4 – 29 ذو الحجة):
كان نصيب أهل القصيم أمطار متوسطة في بداية الشبط تلاها أمطار رعدية غزيرة مصحوبة بوابل من البرد وشّح الأرض بالبياض وكان ذلك في الثالث من شباط الموافق الأثنين 6/12/ .
انحدرت بعد ذلك السحب مرّة أخرى نحو منطقة الرياض حيث وردت أخبار عن هطول أمطار متوسطة ومتفرقة في اليومين التاليين لكنها تميزت بصواعق رعدية شديدة. وكان نصيب أهل الدلم والمناطق المجاورة لها أمطار متفرقة سالت منها بعض الشعاب الصغيرة.
وفي أيام عيد الأضحى المبارك هطلت أمطار متفرقة متفاوتة الغزارة على العديد من المناطق شملت منطقة حائل والقصيم القريات ورفحاء والمجمعة والرياض والباحة.
أما منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة فقد هطلت عليها أمطار غزيرة جداً ثالث أيام عيد الأضحى المبارك تسببت في أضرار مادية كبيرة وارباك للحجاج في مكة. أمطار المدينة المنورة سجلت (21ملم) أما مكة المكرمة فكانت الأمطار عليها غزيرة جداً لم تعطي مصلحة الأرصاد أي قياسات وإنما ذكرت (32ملم) على جدة أقرب المدن لها.
كما هطلت أمطار غزيرة على الخفجي بلغت (30ملم).
وارتفعت الرياح في ذلك اليوم على المنطقة الوسطى المناطق الواقعة شمال مدينة الرياض (حوالي 60 كم/س) تدنّت معها الرؤية إلى 20 متر في بعض المناطق تبعها هطول أمطار خفيفة كانت تزداد كلما اتجهت شرقاً.
خامساً: العقارب (1 محرم 1426 – 10 صفر):
في بداية العقارب (وتحديداً في اليوم الرابع) بدأت بوادر الخير تظهر من جديد بعد انقطاع دام عشرين يوماً, حيث بدأت السحب بالظهور والرطوبة بالازدياد وفي اليوم التالي بدأت أخبار الأمطار تتوارد من معظم المناطق ففي مدينة الرياض بلغت كمية الأمطار حوالي (7 ملم) وفي حائل (10ملم) أما أهل الدلم والحريق فيذكرون أمطار متفرقة سيلت بعض الصنوع , وفي القصيم هطلت أمطار كانت مصحوبة بالبرد شرق بريدة.
بعد ذلك بحوالي أسبوع عاودت السحب الظهور بدأً من شمال المملكة - حيث يُذكر أمطار ارتوت منها الأرض – ثم نزلت تدريجياً باتجاه منطقة القصيم – حيث هطلت أمطار متوسطة - ثم الرياض, والأمطار التي نزلت في هذه الأيام كانت تمثل قوة الموسم وأغزر الأمطار هطولاً هذا العام بالنسبة لمنطقة الرياض.
ففي يوم الخميس 15/1/1426 هـ نشأت سحب رعدية شمال الرياض (حريملاء وصلبوخ) بعد صلاة الظهر صبت منها المرازيم .
وبدأت الأمطار على مدينة الرياض والمناطق المجاورة من قبل صلاة المغرب حيث هطلت أمطار خفيفة ومتقطعة تحولت قبل منتصف الليل إلى ديمة مستمرة تزداد قوتها تدريجياً وتوقفت في الساعة الواحدة ليلاً.
وفي الساعة الثالثة من فجر يوم الجمعة 16/1/1426 هـ كان الخيـال يشتعل شمال الرياض وكان واسع جداً وهبت تحته ريح قوية تجاوزت 60 كم/س , كما هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية قوية شملت مدينة الرياض كافة لكنها تركزت على الأحياء الغربية والجنوبية وذلك في الساعة الرابعة واستمرت السحب الرعدية تتلاحق بفضل من الله تعالى طوال يوم الجمعة , وكانت كل سحابة تبرق وترعد وتجود بمائها والسماء كانت غائمة طوال اليوم (لم يتوقف المطر إلا ما بين العصر والمغرب) ثم عاد السحاب يتلايم بعد المغرب مع هطول خفيف اثناء الليل.
الأمطار التي هطلت في هذه الفترة شملت منطقة الرياض دون استثناء إلا أن شدة المطر كانت من مدينة الرياض وشمال حتى تصل الغاط وقد سالت ولله الحمد جميع الشعاب والأودية في تلك المناطق وامتلأت معظم السدود والكثير منها فاض ماؤه مثل سد سدوس وحريملاء والمجمعة والغاط كما شملت الأمطار القصيم والمدينة المنورة.
وبلغت كمية الأمطار المسجلة في هذه الفترة على مدينة الرياض (47ملم , خلال 24 ساعة).
في يوم الأحد 18/1/ هطلت أمطار رعدية غزيرة جداً على مدينة الرياض كان مركزها جنوب وغرب الرياض ووادي لبن (وقد هطل منها 52 ملم في أقل من ثلاث ساعات)
أما المناطق المجاورة (شمال الرياض , الدرعية , العمارية) أصابها مطر غزير لكن اقل غزارة مما سبق
وذكرت مصلحة الأرصاد أن كمية الأمطار على سدوس بلغت 12 ملم بينما وصل قياس مياه الامطار في الجبيلة 15 ملم. أما الرياض فقد بلغ مجموع الأمطار الكلي ليوم الأحد (62 ملم).
وقد شملت الأمطار التي هطلت يوم الأحد شرق الرياض (الطوقي ورماح) وجنوب الرياض (الدلم وما جاورها) ارتوت منها الأرض وسالت بعض الشعاب.
أما أمطار اليوم الذي تلاه (الأثنين) فكانت متركزة جنوب الرياض حيث هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بزخات برد على الخرج وكان البرد أكبر وأكثر على الحريق (غطى الأرض) وسالت ولله الحمد أوديتهم وامتلأت السدود. وشملت الأمطار الحوطة حيث سالت الأودية.
أما شمال الرياض فيذكر هطول أمطار على ثادق سالت منها الشعاب.
أما مدينة الرياض فكانت الأمطار شبه غزيرة (16 ملم) وشملت الدرعية والعمارية لكن لم تسل منها الأودية , وكان السحاب في غاية الروعة لكن مطره سبحان الله كان أقل من المتوقع.
كما شملت أمطار الاثنين القصيم حيث ذكر هطول أمطار وبرد على بريدة.
بعد انقطاع عشرة أيام تعاود الأمطار الهطول ولكن هذه المرة على القصيم مع غرة شهر صفر و استمر هطول الأمطار عدة أيام تراوحت كمياتها بين 3 و 13 ملم في اليوم الواحد , وإن لم أكن واهماً فهو في هذه الأيام بالتحديد الإعصار الذي ضرب الأسياح وكتبت عنه جريدة الجزيرة والرياض مقال لا يسمن ولا يغني من جوع , كما شملت الأمطار الزلفي (14 ملم) والدوادمي وعفيف وحائل ورفحاء (8 ملم) .
كما هطلت في تلك الأيام أيضا أمطار غزيرة على الرقعي (24 ملم) وحفر الباطن (29 ملم).
كما هطلت أمطار على منطقة عسير حيث يذكر أمطار على تنومة (44 ملم).
سادساً: الحميم ( 11 صفر – 6 ربيع الأول):
مع بداية الحميم ظهر بعض التغيرات في السحاب وأضحى أقل مطراً مع أنه في معظمه سحب رعدية صغيرة الحجم (جزع) ولم يُذكر أي أمطار في هذه الفترة سوى أمطار خفيفة على مدينة الرياض لا تتجاوز 7 ملم إضافة إلى سحب رعدية على مناطق متفرقة لم يهطل منها أمطار تذكر.
سابعاً: الذراع (7 ربيع الأول – 3 ربيع الثاني):
تميزت السحب في الذراع هذا العام بميزة غريبة أول مرة ألاحظها وهي أن السحب لا تكاد تتحرك نحو الشرق إطلاقاً , ويتضح ذلك من خلال صور الأقمار الصناعية حيث أن السحب التي تنشأ على المنطقة الغربية لا تتحرك نحو الشرق إلا ببطء شديد فأقصى حد تصل له ظلم وعفيف ثم تخلب بعد ذلك.
والسحاب الذي ينشأ على منطقة الرياض لم يكن بقوته المعهودة في مثل هذا الموسم, فسبحان من له الأمر من قبل ومن بعد.
الأمطار في هذا الموسم تركزت على المنطقة الجنوبية والمنطقة الغربية لا أستطيع تفصيلها هنا لقلة الأخبار الواردة والحاصل أنهم مُطروا بفضل الله أكثر من مرة في هذا الموسم , ولعل بداية الموسم كانت في العاشر من الذراع الأول الموافق الأثنين 16/3/1426هـ حيث هطلت أمطار على المنطقة الجنوبية تلتها المنطقة الغربية بدأً من اليوم التالي حيث هطلت أمطار غزيرة شملت مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة والباحة.
أما في يوم الخميس 19 / 3 / فقد أصاب المنطقتين الغربية والجنوبية عواصف رعدية عنيفة , ولنبدأ من جدة التي أضلها السحاب فجراً وتحديداً في الساعة الرابعة والنصف وجاء منه برد بأحجام وكميات كبيرة (يقولون والعهدة على الرواة أنه كبر ليمون أبو زهيرة) وهطل منه أمطار غزيرة لمدة ساعة كاملة وصلت كميتها الى 50 ملم. طبعاً لا تسأل عن الأضرار التي حصلت.
ملاحظة: سمعت في الإذاعة أن كمية الأمطار التي هطلت على المويه بلغت (120ملم)!!
وفي نفس اليوم هطلت أمطار غزيرة جداً على المنطقة الجنوبية شملت عقبة ضلع ووادي بيش وأماكن أخرى كثيرة راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً. لا يوجد لدي إحصائية دقيقة لكمية الأمطار التي هطلت لكنها كانت تزيد عن 40 ملم.
أما في منطقة الرياض فكانت السماء غائمة لكن دون مطر وكان في الرادو خيال ما يفصل , اتضح فيما بعد أنه ضرب ساجر وجاء فيه ريح شديدة وبرد خرب محاصيلهم.
في يوم الجمعة 20/3/ وصلت أخبار عن هطول أمطار غزيرة جداً في وادي الدواسر سالت جميع شعابهم وأوديتهم وبعضها كان يفيض من فوق الطريق.
أمطار خارج الموسم:
وبنهاية الذراع يكون موسم عام 1425/1426 هـ قد طوى صفحاته بالنسبة للمنطقة الوسطى والشمالية والشرقية , وبالرغم من أن فرصة هطول الأمطار تبقى قائمة بإذن الله تعالى إلا أنها تصبح أقل , والأمطار التي تهطل عادة لا تكون غزيرة ولا يكون لها تأثير واضح نظراً لشدة الحر. ولعل أقرب مثال على ذلك السحب الرعدية التي ظهرت في أنحاء متفرقة في منطقة الرياض يوم الأثنين 15 / 4/ (12 الثريا) أفضلها كان أثناء صلاة العصر وكانت متمركزة جنوب الرياض (الدار البيضاء, الغنامية) والثانية بدأت تزين بعد العصر مرت جنوب ملهم حوالي الساعة الخامسة والنصف ولم تكن عريضة وجاء منها صبة المرزام (نقّعت الأرض في بعض المناطق) واتجهت إلى روضة الخفس.
أما أهل الطائف وعسير فهم في فسحة من أمرهم حيث أن هذه الفترة تعد موسماً خصباً لهم ولعل الدليل على ذلك هطول أمطار تراوحت كمياتها بين متوسطة و غزيرة على الطائف والخرمة وعسير كانت مصحوبة أحياناً بزخات من البرد وقد تسبب بعضها بأضرار كبيرة مثل تلك التي هطلت على الطائف يوم الأحد 14 / 4 / وتسبب بأضرار لأكثر من أربعين منزلاً.
وبهذا نكون قد وصلنا وإياكم إلى ختام هذا التقرير المختصر والذي كنتم أنتم (أعضاء مكشات) اليد التي خطّت هذا التقرير منذ البداية بتواصلكم و متابعتكم لكل قطرة مطر تهطل وكل برق يلوح في الأفق. و قبل هذا كله بموثوقيتكم المعهودة التي جعلت من مكشات مصدراً من مصادر المعلومات التي لا يدخل إليها الشك لمرتادي البر ومحبي الأمطار.
ومناسبة دخول الموسم الجديد نتمنى أن نرى المزيد من المتابعة والتواصل والموثوقية , ونسأل الله عز وجل أن يجعل عامنا هذا عاما مباركاً خصباً , وأن ينزل علينا فيه من بركات السماء وينبت لنا من بركات الأرض وأن يمتعنا ويبارك لنا في عافية أبداننا وفي أوقاتنا وأرزاقنا وأهلينا وأن يحفظ علينا أمننا وديننا ويبارك لنا في ذلك كله إن ولي ذلك والقادر عليه.
الــــراصد
"اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة , لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا, حمداً يليق بجلالك وعظيم سلطانك, والصلاة والسلام عدد النجوم السائرات والسحب الممطرات على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين"
بهذه الكلمات افتتحت مذكرة الأمطار الخاصة بي للعام الماضي , وبمناسبة دخول سهيل معلناً بداية موسم جديد (1426 – 1427 هـ), أحب أن أقدم تقريراً مختصراً بعنوان " تحقيق الأخبار في ما نزل على بلاد العرب من أمطار- (1425 – 1426 هـ)"
وهو بمثابة إلقاء نظرة سريعة على موسم أمطار العام الماضي , وهذا يفيد في تكوين صورة عامة عن الأحوال الجوية بعيداً عن التفاصيل الدقيقة لكل حدث , إضافة إلى أن هذا يساعد أيضا في التذكير بأهم الأحداث الجوية التي مررنا بها في الموسم المنصرم.
وقد حاولت جاهداً أن يكون التقرير شاملاً لجميع أرجاء المملكة حرسها الله , لكن لو لاحظت أخي القاريء وفرة الأخبار عن منطقة دون غيرها فذلك راجع إلى طبيعة المصادر التي استقيت منها وهي:
1) مشاهدات شخصية (وهي بطبيعة الحال مقتصرة على منطقة الرياض)
2) موضوع "السيول والأمطار لعام 1425-1426هـ" المثبت في خيمة الأحوال الجوية من قبل مشرفنا السمح بارك الله في جهوده والذي ساهمتم جميعاً فيه بجهودكم وإبداعكم , والمتابع لهذا الموضوع بدقة سيلاحظ أن أهل منطقة الرياض والقصيم أكثر حماساً في متابعة أخبار الأمطار يتبعهم في ذلك أهل منطقة الجوف والمنطقة الشرقية, أما أهل حفر الباطن والمنطقتين الغربية والجنوبية فلنا عليهم عتب لأن السحاب يمر عليهم ويتعداهم ولا نسمع منهم شيء. ولعل أهل المنطقة الجنوبية معذورون حيث أن أكثر أمطارهم في فترة القيظ والتي تعتبر خارج الموسم بالنسبة لبقية المناطق.
3) مصادر مفتوحة كوكالات الأنباء والصحف والإذاعة والتلفاز , وهي على قلتها تساهم في سد ثغرات كثيرة خصوصاً فيما يتعلق بالمناطق التي عتبنا عليها آنفاً.
أما بالنسبة لبداية الموسم فهو كما ستلاحظون بداية سهيل حسب تقويم أم القرى و سهيل يمثل بداية فصل الخريف والأمطار الخريفية المبكرة - ولو أنها نادرة – إلا أنها تحدث وتكون غزيرة بإذن الله وتوثيقها عند هطولها أفضل من عدمه , وأما نهاية الموسم فهو نهاية الذراع الثاني (الرشا) وإن كانت الأمطار تهطل بعد ذلك إلا أنها تكون غالباً أمطار خفيفة ومحلية جداً (خاصة على المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية) ولا مانع أيضاً من إيرادها متى ما حدثت كما ستقرؤن إن شاء الله.
=================================================
تحقيق الأخبار في ما نزل على بلاد العرب من أمطار- (1425 – 1426 هـ)
أولاً: سهيل ( 8 رجب 1425 – 1 رمضان 1425):
لم يهطل أمطار في سهيل على أي من مناطق المملكة باستثناء أمطار خفيفة إلى متوسطة على الحدود الشمالية (تبوك , سكاكا , والجوف) إضافة للمدينة المنورة وما جاورها وهذه الأمطار كما ذكرت كانت خفيفة وفي آخر عشرة أيام من سهيل. وقد لا يكون هذا مستغرباً لأن الأمطار نادراً ما تهطل في هذا الوقت, خصوصاً في الأزمنة الأخيرة .
ثانياً : الوسمي ( 2 رمضان 1425 – 23 شوال 1425):
فاتحة هذا الموسم كانت في السادس من الوسمي بأمطار رعدية متوسطة على حائل ومثلها على مكة في اليوم التالي.
أما في الرابع عشر من الوسمي فقد أصبحت الأجواء غائمة ومهيأة للأمطار لما يزيد عن عشرة أيام هطل خلالها أمطار متفرقة تركزت على الحدود الشمالية وحائل لكن معظمها كانت أمطار خفيفة إلى متوسطة على شكل ديم متقطعة ارتوت على إثرها الأرض في بعض المناطق.
وفي نهاية شهر رمضان المبارك وأول شوال انحدرت السحب نحو المناطق الوسطى حيث ذُكر أمطار خفيفة (رشاش وسواد الأرض) على مناطق متفرقة شملت القصيم , سدير , المحمل , الرياض والدمام.
وشوهد البرق لأول مرة هذا العام على مدينة الرياض في الثاني من شهر شوال.
هذه الحالة استمرت على المنطقة الوسطى بضعة أيام تخللها سحب رعدية بأمطار غزيرة لكن محلية جداً نذكر على سبيل المثال الأمطار التي هطلت شرق رماح ثاني العيد وعلى مدينة الرياض في ثالث العيد الساعة العاشرة مساء حيث تعطلت الحركة المرورية في الدائري الشمالي. وكان السحاب والله أعلم يزين كلما اتجه شرق حيث ذكر أمطار مصحوبة بالبرد على المنطقة الشرقية.
بعدها بأيام قليلة عادت بشائر الخير وهذه المرة من مكة حيث ذٌكر هطول أمطار متوسطة على مكة المكرمة والطائف, إضافة إلى أمطار على المنطقة الجنوبية مثل ظهران الجنوب و نجران.
وبعدها تتابعت السحب لمدة أسبوعين كانت آخر أسبوعين من الوسمي وكان الجو غائما في معظم هذه الأيام وجاء أمطار خفيفة شملت المنطقة الوسطى بشكل عام وبالأخص من الرياض وحتى الغاط شمالاً وما والى هذه المنطقة من الغرب والشرق. وكانت الأمطار خفيفة لم يسل منها أي أودية أو شعاب.
وبهذا ينتهي الوسمي لهذا العام دون أمطار تذكر مع أن الجو كان غائما في كثير من الأيام وكانت الغيوم في معظمها من النوع المتوسط والمنخفض وحتى في الحالات التي نشأ فيها سحب رعدية , كان هطول المطر أقل من المتوقع بكثير(المتعارف عليه أن السحاب إذا خيّل في الخريف أو في الشتاء كان مطره غزيراً لكن السحاب هذه السنة كان مختلف ).
ثالثاً: المربعانية ( 24 شوال – 3 ذو الحجة):
المربعانية كانت ولله الحمد أفضل من الوسمي حيث ابتدأ هطول المطر من أول أيام المربعانية (وكان تتابع لأمطار الوسمي) وهذه المرة كان المطر أعم من الفترة السابقة حيث شمل المنطقة الوسطى دون استثناء إضافة للمنطقة الشمالية .
في أول ثلاثة أيام كان الماطر ديمة متقطعة تتخللها أحياناً بعض السحب الرعدية وارتوت الأرض ولله الحمد في معظم المناطق وسالت بعض الأودية والشعاب مثل الغيلانة وعبيثران.
بعد ذلك بدأ السحب الرعدية تكثر حيث هطلت أمطار مصحوبة بزخات البرد على الغاط سالت منها الشعاب وكذلك الحال في الرس وساجر وبدأت أنباء التلاع والصنوع تتوارد من هنا وهناك.
ولعل من الأودية التي جاءت أخبارها في هذه الأيام شعيب الشوكي في تمير ومرخ في الزلفي.
كما أن الأخبار المتناقلة تمدح الصمان وأمطاره. وكان المطر ولله الحمد عام على المنطقة الشرقية كما يذكر أهلها.
الحاصل أن الخير كان عام ولو أن غزارة المطر تختلف من مكان لآخر ولكنه ولله الحمد استمر بشكل شبه دائم لمدة تزيد عن عشرة أيام ولله الحمد.
انقطع السحاب يومين ثم عاود الظهور لبضعة أيام أخرى وبنفس الطريقة – السحب تكاد تكون متواصلة لكن الأمطار متقطعة يتخللها أحياناً سحب رعدية – وتركزت هذه السحب على المنطقة الواقعة بين الرياض والحوطة جنوباً وكانت أمطارها من خفيفة إلى متوسطة سالت منها بعض الشعاب الصغيرة في الجنوب.
وفي نهاية المربعانية هطلت أمطار وثلوج خفيفة على الحدود الشمالية.
رابعاً: شباط ( 4 – 29 ذو الحجة):
كان نصيب أهل القصيم أمطار متوسطة في بداية الشبط تلاها أمطار رعدية غزيرة مصحوبة بوابل من البرد وشّح الأرض بالبياض وكان ذلك في الثالث من شباط الموافق الأثنين 6/12/ .
انحدرت بعد ذلك السحب مرّة أخرى نحو منطقة الرياض حيث وردت أخبار عن هطول أمطار متوسطة ومتفرقة في اليومين التاليين لكنها تميزت بصواعق رعدية شديدة. وكان نصيب أهل الدلم والمناطق المجاورة لها أمطار متفرقة سالت منها بعض الشعاب الصغيرة.
وفي أيام عيد الأضحى المبارك هطلت أمطار متفرقة متفاوتة الغزارة على العديد من المناطق شملت منطقة حائل والقصيم القريات ورفحاء والمجمعة والرياض والباحة.
أما منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة فقد هطلت عليها أمطار غزيرة جداً ثالث أيام عيد الأضحى المبارك تسببت في أضرار مادية كبيرة وارباك للحجاج في مكة. أمطار المدينة المنورة سجلت (21ملم) أما مكة المكرمة فكانت الأمطار عليها غزيرة جداً لم تعطي مصلحة الأرصاد أي قياسات وإنما ذكرت (32ملم) على جدة أقرب المدن لها.
كما هطلت أمطار غزيرة على الخفجي بلغت (30ملم).
وارتفعت الرياح في ذلك اليوم على المنطقة الوسطى المناطق الواقعة شمال مدينة الرياض (حوالي 60 كم/س) تدنّت معها الرؤية إلى 20 متر في بعض المناطق تبعها هطول أمطار خفيفة كانت تزداد كلما اتجهت شرقاً.
خامساً: العقارب (1 محرم 1426 – 10 صفر):
في بداية العقارب (وتحديداً في اليوم الرابع) بدأت بوادر الخير تظهر من جديد بعد انقطاع دام عشرين يوماً, حيث بدأت السحب بالظهور والرطوبة بالازدياد وفي اليوم التالي بدأت أخبار الأمطار تتوارد من معظم المناطق ففي مدينة الرياض بلغت كمية الأمطار حوالي (7 ملم) وفي حائل (10ملم) أما أهل الدلم والحريق فيذكرون أمطار متفرقة سيلت بعض الصنوع , وفي القصيم هطلت أمطار كانت مصحوبة بالبرد شرق بريدة.
بعد ذلك بحوالي أسبوع عاودت السحب الظهور بدأً من شمال المملكة - حيث يُذكر أمطار ارتوت منها الأرض – ثم نزلت تدريجياً باتجاه منطقة القصيم – حيث هطلت أمطار متوسطة - ثم الرياض, والأمطار التي نزلت في هذه الأيام كانت تمثل قوة الموسم وأغزر الأمطار هطولاً هذا العام بالنسبة لمنطقة الرياض.
ففي يوم الخميس 15/1/1426 هـ نشأت سحب رعدية شمال الرياض (حريملاء وصلبوخ) بعد صلاة الظهر صبت منها المرازيم .
وبدأت الأمطار على مدينة الرياض والمناطق المجاورة من قبل صلاة المغرب حيث هطلت أمطار خفيفة ومتقطعة تحولت قبل منتصف الليل إلى ديمة مستمرة تزداد قوتها تدريجياً وتوقفت في الساعة الواحدة ليلاً.
وفي الساعة الثالثة من فجر يوم الجمعة 16/1/1426 هـ كان الخيـال يشتعل شمال الرياض وكان واسع جداً وهبت تحته ريح قوية تجاوزت 60 كم/س , كما هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية قوية شملت مدينة الرياض كافة لكنها تركزت على الأحياء الغربية والجنوبية وذلك في الساعة الرابعة واستمرت السحب الرعدية تتلاحق بفضل من الله تعالى طوال يوم الجمعة , وكانت كل سحابة تبرق وترعد وتجود بمائها والسماء كانت غائمة طوال اليوم (لم يتوقف المطر إلا ما بين العصر والمغرب) ثم عاد السحاب يتلايم بعد المغرب مع هطول خفيف اثناء الليل.
الأمطار التي هطلت في هذه الفترة شملت منطقة الرياض دون استثناء إلا أن شدة المطر كانت من مدينة الرياض وشمال حتى تصل الغاط وقد سالت ولله الحمد جميع الشعاب والأودية في تلك المناطق وامتلأت معظم السدود والكثير منها فاض ماؤه مثل سد سدوس وحريملاء والمجمعة والغاط كما شملت الأمطار القصيم والمدينة المنورة.
وبلغت كمية الأمطار المسجلة في هذه الفترة على مدينة الرياض (47ملم , خلال 24 ساعة).
في يوم الأحد 18/1/ هطلت أمطار رعدية غزيرة جداً على مدينة الرياض كان مركزها جنوب وغرب الرياض ووادي لبن (وقد هطل منها 52 ملم في أقل من ثلاث ساعات)
أما المناطق المجاورة (شمال الرياض , الدرعية , العمارية) أصابها مطر غزير لكن اقل غزارة مما سبق
وذكرت مصلحة الأرصاد أن كمية الأمطار على سدوس بلغت 12 ملم بينما وصل قياس مياه الامطار في الجبيلة 15 ملم. أما الرياض فقد بلغ مجموع الأمطار الكلي ليوم الأحد (62 ملم).
وقد شملت الأمطار التي هطلت يوم الأحد شرق الرياض (الطوقي ورماح) وجنوب الرياض (الدلم وما جاورها) ارتوت منها الأرض وسالت بعض الشعاب.
أما أمطار اليوم الذي تلاه (الأثنين) فكانت متركزة جنوب الرياض حيث هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بزخات برد على الخرج وكان البرد أكبر وأكثر على الحريق (غطى الأرض) وسالت ولله الحمد أوديتهم وامتلأت السدود. وشملت الأمطار الحوطة حيث سالت الأودية.
أما شمال الرياض فيذكر هطول أمطار على ثادق سالت منها الشعاب.
أما مدينة الرياض فكانت الأمطار شبه غزيرة (16 ملم) وشملت الدرعية والعمارية لكن لم تسل منها الأودية , وكان السحاب في غاية الروعة لكن مطره سبحان الله كان أقل من المتوقع.
كما شملت أمطار الاثنين القصيم حيث ذكر هطول أمطار وبرد على بريدة.
بعد انقطاع عشرة أيام تعاود الأمطار الهطول ولكن هذه المرة على القصيم مع غرة شهر صفر و استمر هطول الأمطار عدة أيام تراوحت كمياتها بين 3 و 13 ملم في اليوم الواحد , وإن لم أكن واهماً فهو في هذه الأيام بالتحديد الإعصار الذي ضرب الأسياح وكتبت عنه جريدة الجزيرة والرياض مقال لا يسمن ولا يغني من جوع , كما شملت الأمطار الزلفي (14 ملم) والدوادمي وعفيف وحائل ورفحاء (8 ملم) .
كما هطلت في تلك الأيام أيضا أمطار غزيرة على الرقعي (24 ملم) وحفر الباطن (29 ملم).
كما هطلت أمطار على منطقة عسير حيث يذكر أمطار على تنومة (44 ملم).
سادساً: الحميم ( 11 صفر – 6 ربيع الأول):
مع بداية الحميم ظهر بعض التغيرات في السحاب وأضحى أقل مطراً مع أنه في معظمه سحب رعدية صغيرة الحجم (جزع) ولم يُذكر أي أمطار في هذه الفترة سوى أمطار خفيفة على مدينة الرياض لا تتجاوز 7 ملم إضافة إلى سحب رعدية على مناطق متفرقة لم يهطل منها أمطار تذكر.
سابعاً: الذراع (7 ربيع الأول – 3 ربيع الثاني):
تميزت السحب في الذراع هذا العام بميزة غريبة أول مرة ألاحظها وهي أن السحب لا تكاد تتحرك نحو الشرق إطلاقاً , ويتضح ذلك من خلال صور الأقمار الصناعية حيث أن السحب التي تنشأ على المنطقة الغربية لا تتحرك نحو الشرق إلا ببطء شديد فأقصى حد تصل له ظلم وعفيف ثم تخلب بعد ذلك.
والسحاب الذي ينشأ على منطقة الرياض لم يكن بقوته المعهودة في مثل هذا الموسم, فسبحان من له الأمر من قبل ومن بعد.
الأمطار في هذا الموسم تركزت على المنطقة الجنوبية والمنطقة الغربية لا أستطيع تفصيلها هنا لقلة الأخبار الواردة والحاصل أنهم مُطروا بفضل الله أكثر من مرة في هذا الموسم , ولعل بداية الموسم كانت في العاشر من الذراع الأول الموافق الأثنين 16/3/1426هـ حيث هطلت أمطار على المنطقة الجنوبية تلتها المنطقة الغربية بدأً من اليوم التالي حيث هطلت أمطار غزيرة شملت مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة والباحة.
أما في يوم الخميس 19 / 3 / فقد أصاب المنطقتين الغربية والجنوبية عواصف رعدية عنيفة , ولنبدأ من جدة التي أضلها السحاب فجراً وتحديداً في الساعة الرابعة والنصف وجاء منه برد بأحجام وكميات كبيرة (يقولون والعهدة على الرواة أنه كبر ليمون أبو زهيرة) وهطل منه أمطار غزيرة لمدة ساعة كاملة وصلت كميتها الى 50 ملم. طبعاً لا تسأل عن الأضرار التي حصلت.
ملاحظة: سمعت في الإذاعة أن كمية الأمطار التي هطلت على المويه بلغت (120ملم)!!
وفي نفس اليوم هطلت أمطار غزيرة جداً على المنطقة الجنوبية شملت عقبة ضلع ووادي بيش وأماكن أخرى كثيرة راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً. لا يوجد لدي إحصائية دقيقة لكمية الأمطار التي هطلت لكنها كانت تزيد عن 40 ملم.
أما في منطقة الرياض فكانت السماء غائمة لكن دون مطر وكان في الرادو خيال ما يفصل , اتضح فيما بعد أنه ضرب ساجر وجاء فيه ريح شديدة وبرد خرب محاصيلهم.
في يوم الجمعة 20/3/ وصلت أخبار عن هطول أمطار غزيرة جداً في وادي الدواسر سالت جميع شعابهم وأوديتهم وبعضها كان يفيض من فوق الطريق.
أمطار خارج الموسم:
وبنهاية الذراع يكون موسم عام 1425/1426 هـ قد طوى صفحاته بالنسبة للمنطقة الوسطى والشمالية والشرقية , وبالرغم من أن فرصة هطول الأمطار تبقى قائمة بإذن الله تعالى إلا أنها تصبح أقل , والأمطار التي تهطل عادة لا تكون غزيرة ولا يكون لها تأثير واضح نظراً لشدة الحر. ولعل أقرب مثال على ذلك السحب الرعدية التي ظهرت في أنحاء متفرقة في منطقة الرياض يوم الأثنين 15 / 4/ (12 الثريا) أفضلها كان أثناء صلاة العصر وكانت متمركزة جنوب الرياض (الدار البيضاء, الغنامية) والثانية بدأت تزين بعد العصر مرت جنوب ملهم حوالي الساعة الخامسة والنصف ولم تكن عريضة وجاء منها صبة المرزام (نقّعت الأرض في بعض المناطق) واتجهت إلى روضة الخفس.
أما أهل الطائف وعسير فهم في فسحة من أمرهم حيث أن هذه الفترة تعد موسماً خصباً لهم ولعل الدليل على ذلك هطول أمطار تراوحت كمياتها بين متوسطة و غزيرة على الطائف والخرمة وعسير كانت مصحوبة أحياناً بزخات من البرد وقد تسبب بعضها بأضرار كبيرة مثل تلك التي هطلت على الطائف يوم الأحد 14 / 4 / وتسبب بأضرار لأكثر من أربعين منزلاً.
وبهذا نكون قد وصلنا وإياكم إلى ختام هذا التقرير المختصر والذي كنتم أنتم (أعضاء مكشات) اليد التي خطّت هذا التقرير منذ البداية بتواصلكم و متابعتكم لكل قطرة مطر تهطل وكل برق يلوح في الأفق. و قبل هذا كله بموثوقيتكم المعهودة التي جعلت من مكشات مصدراً من مصادر المعلومات التي لا يدخل إليها الشك لمرتادي البر ومحبي الأمطار.
ومناسبة دخول الموسم الجديد نتمنى أن نرى المزيد من المتابعة والتواصل والموثوقية , ونسأل الله عز وجل أن يجعل عامنا هذا عاما مباركاً خصباً , وأن ينزل علينا فيه من بركات السماء وينبت لنا من بركات الأرض وأن يمتعنا ويبارك لنا في عافية أبداننا وفي أوقاتنا وأرزاقنا وأهلينا وأن يحفظ علينا أمننا وديننا ويبارك لنا في ذلك كله إن ولي ذلك والقادر عليه.
الــــراصد