المحترم أحمد
23/12/2010, 11:40 PM
الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
اليوم جايب لكم قصه وأهديها لخيمة القصص الشعبية وللأعضاء ولمنتدانا الرائع مكشات
لاكن احترت ماذا أضع لها عنواناً أو اختار لها موضوعاًَ لأنها تختلف عن القصص الشعبية,
فهي لم تكون في يوم ولا سنه ولأن فيها مظلوم وبطل وفيها أطفال وسجن وفيها اعترافات باللحظة الأخيرة وسأترك لكم في الأخير المشاركة . فإلى القصة:
"تدل هذه القصة على أن الدنيا لا تزال بخير , والحمد لله , وأن فعل الجميل الذي هو من شيمة العربي المسلم لا يزال متوارثاً عند أهله" .
بهذه المقدمة بدأ الذي أورد القصة في المصدر في سرد قصته ,
وأشار إلى أنها نشرت تفاصيلها في جريدة الجزيرة في العدد رقم 8352 الصادر يوم الجمعة 15 ربيع الأول من عام 1416هـ
تقول القصة كما هي في المصدر :
فيما يلي مقتطفات من أقوال شاهد القضية وهو جبران حسن عبده محرزي من منطقة جيزان الذي يقول : {{التحقت بسلاح المظلات عام 1378هـ وتنقلت بين تبوك والحدود الشمالية وبعد انتهاء أزمة العراق والكويت الأولى التي أثارها عبد الكريم قاسم منحتنا قيادتنا العسكرية إجازة لمدة ثلاث أيام فقمت بزيارة أسرتي في جيزان لقضاء بعض الوقت معهم بعد غياب طويل ..... وبعد وصولي بثلاث ساعات والابتسامة تعلو شفاه الأسرة والأطفال أداعبهم ويداعبوني , وفجأة بدون مقدمات سمعت باب منزلي يطرق وبشدة !!. وخرجت لأجد رجال الأمن يسألون عني بالاسم !. فقلت لهم أنا فلان ,
ما المطلوب ؟ فقالوا تذهب معنا للشرطة , فذهبت معهم .
وهناك كانت المفاجأة المدويَّة ,التي هزت كياني وأفقدتني القدرة على التعبير .... مــاذا حــدث ؟؟
حيث وجه لي الضابط المناوب تهمة القتل عمداً !!! .. تبسمت وتوقعت أنها مداعبه هزلية أو شيٌ آخر !!.. لكن الضابط المناوب حدثني بصراحة وجد , وقال : أنت متهم بقتل ع. س. الرشيدي !!!. (وذكر الاسم بالكامل) .
وحاولت إقناع نفسي وإقناعهم أن التهمه قد تكون لغيري , او ان هناك سوء فهم أو خطأ !.. لكن المفاجأة زادت اتساعا ببدء التحقيق معي بشكل جاد!!, ودخلت الزنزانة ليلة القبض علي , وانا صابر محتسب لا أصدق مايجري لي من مفاجآت !.
........تم إحالتي للقضاء......وهناك كانت المفاجأة الموجعة !, لقد ظهر لي أشخاص لا أعرفهم , وشهدوا أنني أنا القاتل للمدعو ع. الرشيدي!!, والمفاجأة الأخرى أنني لا أعرف القتيل !!...وفي المحكمة ثبتت القضية كامله علي , ولم اجد وسيله للدفاع!.. وتم اعادتي للسجن بانتظار صدور الحكم!.
(طبعا قد يكون هناك تفاصيل أكثر للقضية لم يذكرها الكاتب لكن هذا ما ذكره الكاتب) نواصل :
أما أولادي فقد كان وضعهم سيئاً للغاية فبعد دخولي للسجن بسبعة أشهر توفيت زوجتي .. وبقي الأطفال للضياع .. تسعة أطفال , ثمانية أولاد وبنت واحدة .. أكبرهم في العاشرة من عمره!.
يا لها من مصيبة .
... لقد كان أبناء القتيل قصراً.. ولذلك استمررت في السجن خمسة عشر عاما , حتى يبلغ ابنا القتيل سن الرشد , وبعدها يطالبون بالقصاص أو الدية أو العفو !..
......بعد خمسة عشر عاما من الهم والغم والألم والمعاناة ... استيقظت صباح الجمعة ...... دخل علي عدد من الرجال حوالي الساعة الثامنة صباحا وطلبوا مني الاستعداد لكتابة الوصية , والحلاقة والتنظيف وابلغوني أن هذا آخر يوم من حياتي , وان حكم القصاص قد صدر ولقنوني الشهادة , وكتبوا صك الوصية !!.
......بعد ذلك اقتادوني إلى ساحة القصاص , وكانت الجموع كبيرة .., وكان ذكر الله لا ينقطع عن لساني , وتم تثبيتي بالعمود , وتربيط عيوني , وحدد الدكتور الهدف لإطلاق الرصاص , وبدا المسئول في تلاوة البيان !!,
.......ذكرت الله ودعوته , وقلت : ربي أني مظلوم وأنت علام الغيوب .. فوضت امري لك , لا إله إلا أنت لا شريك لك .
لم اكمل دعائي اثنا تلاوة البيان حتى سمعت اصواتاً عالية وصراخا مرتفعا ,وسمعت صوت رجل يقول : لا تقتلوه!!!, أنا القاتل!!.. أنا القاتل!..وتبعه اصواتاً كثيرة , وهرج ومرج , ولم اعد اسمع ما حولي .. وتوقف البيان عن التكملة .
لا إله إلا الله والحمد لله
.... اتضح الحق وزهق الباطل وانطق ربي الشهود في آخر لحظة وثبتت إدانتهم وجاء الأمر بإيقاف القصاص بي وإعادتي للشرطة !!, وتم تصديق اقوال الشهود شرعا ..., وتم تنفيذ القصاص بهم .... وخرجت للدنيا كمولود جديد !!............. . ..............
( لم تنتهي القصة ولأنه لابد من نسب المعروف لأهله ولكي تكتمل القصة نواصل..)
يقول : ....أما أولادي بعد وفاة والدتهم ....... كان هناك أيادي رحيمة من الأهل والأقارب .. لكن الدور الحقيقي للمواطن مصلح عوض الحربي "رحمه الله"
ماذا فعل مصلح ؟
حيث شمل أولادي بعطفه وكرمه , وعاشوا معه ومع أولاده , واهتم بهم كأنهم أبناؤه !!. ورباهم أحسن تربية , ولا يوجد قرابة بيني وبينه إلا انه فاعل خير !! ووجدت أن هذا دين علي يجب أن أرده للأخ مصلح فاعل الخير !!.. جزاه الله عنا خير الجزاء ..
دخلت السجن وهم أطفال , وخرجت وهم في مستوى تعليمي مشرِّف , ورجال افرح بهم .. فأربعه منهم في كلية المعلمين , وثلاثة في المعهد!! .. والبنت قائمة بشؤون المنزل...
أما الموقف مع الجار الوفي : ..فمن سوء الحظ أن مصلح بن عوض الحربي الذي اهتم بأبنائي ورعاهم ورباهم تربية صالحة , وتعب عليهم كأبنائه اختاره الله وانتقل إلى جوار ربه !!. وجاء الدور علي لأرد الجميل .. لكن ماذا أفعل؟ .. سأظل أجاهد على أبنائي وأحاول رد الجميل !! .}}
انتهت القصة المختصرة .
أما صاحب العمل النبيل فهو مصلح بن عمر بن عوض الحازمي الحربي رحمه الله , ولد في منطقة المدينة المنورة سنة 1348هـ والتحق بالمدرسة العسكرية بالطائف سنة 1368 وتخرج منها برتبة ملازم ثاني, وفي عام 1397 وصل إلى رتبة لواء مظلي , ثم أحيل إلى التقاعد سنة 1403 , وقد وافاه اجله المحتوم سنة 1408هـ رحمه الله رحمةً واسعة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ــ المصدر " كتاب قصص وأشعار من قبيلة حرب " للمؤلف فايز البدراني "بتصرف" .
ـــ ذكرت بعض الأسماء لتكون القصة أوضح وأشمل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
~~ لم أضع للقصة عنواناً والآن اترك لكم الاختيار , لتختاروا موضوعاً لها .
اليوم جايب لكم قصه وأهديها لخيمة القصص الشعبية وللأعضاء ولمنتدانا الرائع مكشات
لاكن احترت ماذا أضع لها عنواناً أو اختار لها موضوعاًَ لأنها تختلف عن القصص الشعبية,
فهي لم تكون في يوم ولا سنه ولأن فيها مظلوم وبطل وفيها أطفال وسجن وفيها اعترافات باللحظة الأخيرة وسأترك لكم في الأخير المشاركة . فإلى القصة:
"تدل هذه القصة على أن الدنيا لا تزال بخير , والحمد لله , وأن فعل الجميل الذي هو من شيمة العربي المسلم لا يزال متوارثاً عند أهله" .
بهذه المقدمة بدأ الذي أورد القصة في المصدر في سرد قصته ,
وأشار إلى أنها نشرت تفاصيلها في جريدة الجزيرة في العدد رقم 8352 الصادر يوم الجمعة 15 ربيع الأول من عام 1416هـ
تقول القصة كما هي في المصدر :
فيما يلي مقتطفات من أقوال شاهد القضية وهو جبران حسن عبده محرزي من منطقة جيزان الذي يقول : {{التحقت بسلاح المظلات عام 1378هـ وتنقلت بين تبوك والحدود الشمالية وبعد انتهاء أزمة العراق والكويت الأولى التي أثارها عبد الكريم قاسم منحتنا قيادتنا العسكرية إجازة لمدة ثلاث أيام فقمت بزيارة أسرتي في جيزان لقضاء بعض الوقت معهم بعد غياب طويل ..... وبعد وصولي بثلاث ساعات والابتسامة تعلو شفاه الأسرة والأطفال أداعبهم ويداعبوني , وفجأة بدون مقدمات سمعت باب منزلي يطرق وبشدة !!. وخرجت لأجد رجال الأمن يسألون عني بالاسم !. فقلت لهم أنا فلان ,
ما المطلوب ؟ فقالوا تذهب معنا للشرطة , فذهبت معهم .
وهناك كانت المفاجأة المدويَّة ,التي هزت كياني وأفقدتني القدرة على التعبير .... مــاذا حــدث ؟؟
حيث وجه لي الضابط المناوب تهمة القتل عمداً !!! .. تبسمت وتوقعت أنها مداعبه هزلية أو شيٌ آخر !!.. لكن الضابط المناوب حدثني بصراحة وجد , وقال : أنت متهم بقتل ع. س. الرشيدي !!!. (وذكر الاسم بالكامل) .
وحاولت إقناع نفسي وإقناعهم أن التهمه قد تكون لغيري , او ان هناك سوء فهم أو خطأ !.. لكن المفاجأة زادت اتساعا ببدء التحقيق معي بشكل جاد!!, ودخلت الزنزانة ليلة القبض علي , وانا صابر محتسب لا أصدق مايجري لي من مفاجآت !.
........تم إحالتي للقضاء......وهناك كانت المفاجأة الموجعة !, لقد ظهر لي أشخاص لا أعرفهم , وشهدوا أنني أنا القاتل للمدعو ع. الرشيدي!!, والمفاجأة الأخرى أنني لا أعرف القتيل !!...وفي المحكمة ثبتت القضية كامله علي , ولم اجد وسيله للدفاع!.. وتم اعادتي للسجن بانتظار صدور الحكم!.
(طبعا قد يكون هناك تفاصيل أكثر للقضية لم يذكرها الكاتب لكن هذا ما ذكره الكاتب) نواصل :
أما أولادي فقد كان وضعهم سيئاً للغاية فبعد دخولي للسجن بسبعة أشهر توفيت زوجتي .. وبقي الأطفال للضياع .. تسعة أطفال , ثمانية أولاد وبنت واحدة .. أكبرهم في العاشرة من عمره!.
يا لها من مصيبة .
... لقد كان أبناء القتيل قصراً.. ولذلك استمررت في السجن خمسة عشر عاما , حتى يبلغ ابنا القتيل سن الرشد , وبعدها يطالبون بالقصاص أو الدية أو العفو !..
......بعد خمسة عشر عاما من الهم والغم والألم والمعاناة ... استيقظت صباح الجمعة ...... دخل علي عدد من الرجال حوالي الساعة الثامنة صباحا وطلبوا مني الاستعداد لكتابة الوصية , والحلاقة والتنظيف وابلغوني أن هذا آخر يوم من حياتي , وان حكم القصاص قد صدر ولقنوني الشهادة , وكتبوا صك الوصية !!.
......بعد ذلك اقتادوني إلى ساحة القصاص , وكانت الجموع كبيرة .., وكان ذكر الله لا ينقطع عن لساني , وتم تثبيتي بالعمود , وتربيط عيوني , وحدد الدكتور الهدف لإطلاق الرصاص , وبدا المسئول في تلاوة البيان !!,
.......ذكرت الله ودعوته , وقلت : ربي أني مظلوم وأنت علام الغيوب .. فوضت امري لك , لا إله إلا أنت لا شريك لك .
لم اكمل دعائي اثنا تلاوة البيان حتى سمعت اصواتاً عالية وصراخا مرتفعا ,وسمعت صوت رجل يقول : لا تقتلوه!!!, أنا القاتل!!.. أنا القاتل!..وتبعه اصواتاً كثيرة , وهرج ومرج , ولم اعد اسمع ما حولي .. وتوقف البيان عن التكملة .
لا إله إلا الله والحمد لله
.... اتضح الحق وزهق الباطل وانطق ربي الشهود في آخر لحظة وثبتت إدانتهم وجاء الأمر بإيقاف القصاص بي وإعادتي للشرطة !!, وتم تصديق اقوال الشهود شرعا ..., وتم تنفيذ القصاص بهم .... وخرجت للدنيا كمولود جديد !!............. . ..............
( لم تنتهي القصة ولأنه لابد من نسب المعروف لأهله ولكي تكتمل القصة نواصل..)
يقول : ....أما أولادي بعد وفاة والدتهم ....... كان هناك أيادي رحيمة من الأهل والأقارب .. لكن الدور الحقيقي للمواطن مصلح عوض الحربي "رحمه الله"
ماذا فعل مصلح ؟
حيث شمل أولادي بعطفه وكرمه , وعاشوا معه ومع أولاده , واهتم بهم كأنهم أبناؤه !!. ورباهم أحسن تربية , ولا يوجد قرابة بيني وبينه إلا انه فاعل خير !! ووجدت أن هذا دين علي يجب أن أرده للأخ مصلح فاعل الخير !!.. جزاه الله عنا خير الجزاء ..
دخلت السجن وهم أطفال , وخرجت وهم في مستوى تعليمي مشرِّف , ورجال افرح بهم .. فأربعه منهم في كلية المعلمين , وثلاثة في المعهد!! .. والبنت قائمة بشؤون المنزل...
أما الموقف مع الجار الوفي : ..فمن سوء الحظ أن مصلح بن عوض الحربي الذي اهتم بأبنائي ورعاهم ورباهم تربية صالحة , وتعب عليهم كأبنائه اختاره الله وانتقل إلى جوار ربه !!. وجاء الدور علي لأرد الجميل .. لكن ماذا أفعل؟ .. سأظل أجاهد على أبنائي وأحاول رد الجميل !! .}}
انتهت القصة المختصرة .
أما صاحب العمل النبيل فهو مصلح بن عمر بن عوض الحازمي الحربي رحمه الله , ولد في منطقة المدينة المنورة سنة 1348هـ والتحق بالمدرسة العسكرية بالطائف سنة 1368 وتخرج منها برتبة ملازم ثاني, وفي عام 1397 وصل إلى رتبة لواء مظلي , ثم أحيل إلى التقاعد سنة 1403 , وقد وافاه اجله المحتوم سنة 1408هـ رحمه الله رحمةً واسعة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ــ المصدر " كتاب قصص وأشعار من قبيلة حرب " للمؤلف فايز البدراني "بتصرف" .
ـــ ذكرت بعض الأسماء لتكون القصة أوضح وأشمل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
~~ لم أضع للقصة عنواناً والآن اترك لكم الاختيار , لتختاروا موضوعاً لها .