رحال البحر
24/12/2010, 10:47 PM
http://srv.bahrainforums.com/up/img/2010/11/28/e4c28c79b44f9756bfe781f65e9f34f4.jpg
لايزال مشهد حادثة الغرق المؤلمة عالقاً في ذاكرة الشاب حسن طاهر الذي نجا هو واثنان من أصدقائه بأعجوبة من موت محقق، فيما لايزال البحث مستمرا عن المفقود الوحيد بينهم لليوم الثالث من دون جدوى، في رحلة بحرية جعلت من مساء يوم الخميس الماضي يوماً يصعب نسيانه، بدأت من ساحل الجفير وانتهت بغرق قاربهم بشكل مفاجئ في منطقة بوية 27 البحرية.
ورصدت «الوسط» تفاصيل حادث غرق قارب الجفير إذ تمكنت من لقاء الشاب حسن طاهر الذي عاد بذاكرته إلى الوراء ليحدثنا عن مأساة الحادثة قائلاً: «في تلك اللحظات عزمنا على الذهاب في رحلة صيد بحرية وتحديداً عند الساعة العاشرة من مساء الخميس عندما خرجنا نحن الأربعة بالقارب الذي يبلغ طوله 22 قدماً». واستطرد «وصلنا إلى الموقع الذي يطلق عليه اسم «بوية 27» ويبعد تقريباً 6 أميال بحرية عن الساحل، عندها أخبرني حسن عقيل بأن المياه غمرت القارب من الخلف، وما هي إلا لحظات حتى غرق القارب بمن فيه، فألقينا بأنفسنا في البحر، حيث أمسكنا بحافظة الأسماك «الثلاجة» حتى لا نغرق.
وبعيون دامعة واصل طاهر حديثه قائلاً: «كانت لحظات عصيبة وصعبة علينا جميعاً، وخصوصا أن أجسادنا أنهكها التعب ولهذا كان كل واحد منا يشجع الآخر،لأنه لو سقط منا أحد وانهار فإن الإحباط سيصيب الجميع وربما كانت الشجاعة الكبيرة لنا هي السبب في صبرنا وتحملنا لوقت طويل في البحر، إذ لم نملك وقتها إلا الصبر لعل وعسى أن يمر قارب هنا أو دورية هناك».
وأضاف «حينها لاح لنا قدوم قارب بالقرب منا فقمنا بالصراخ والإشارة إليه ولكن من دون جدوى من ذلك، ثم رأينا بانوشاً آخر فعاودنا الصراخ والاستغاثة، بيد أن محاولاتنا لم تجدِ نفعاً، ولم يعد بمقدورنا فعل شيء من هول الصدمة إلا التضرع للمولى سبحانه وتعالى أن ينجينا جميعاً من هذه المأساة».
وواصل طاهر «عشنا كابوساً مرعباً مازلت أتذكر تفاصيله جيداً، حيث قضينا الساعات المظلمة حينها في عرض البحر نصارع الموت، قبل أن يلوح لنا ضوء حفارة من بعيد، فأخبرت أصدقائي برغبتي في السباحة ناحيتها لطلب المساعدة، وبالفعل قمت بالسباحة إلا أن الحفارة فيما يبدو كانت بعيدة جدّاً، الأمر الذي دعاني إلى الرجوع مرة أخرى لأصدقائي، بيد أنني صدمت حينها باختفاء حسن ويحيى، فيما لا يزال عمار متشبثاً بغطاء الثلاجة».
وأردف « قمت بسؤال عمار عن حسن ويحيى فقال لي إنهما اتجها لذلك الطريق فقمنا بالبحث وظللنا نناديهما باسميهما ولكن من دون جدوى من ذلك، وعندما تأكدنا من اختفائهما قمت أنا وعمار بالسباحة للبحث عنهما، حيث كتمنا أنفاسنا بشدة في أعماق البحر حتى نطفو، ممسكين في ذلك حافظة الأسماك (الثلاجة)، حيث كنا مستسلمين للأمواج العاتية، إذ تارة تأخذنا يمينا وتارة أخرى يساراً قبل أن يتم انتشالنا عند الساعة السابعة والنصف صباحاً بواسطة قارب مواطن بحريني من قرية عراد «. وأضاف طاهر «قمنا على الفور بإخباره بضرورة إبلاغ خفر السواحل بالحادثة والذين بدأوا بدورهم رحلة بحث وتقص واسعة دعمتهم في ذلك طائرة عمودية، حتى تمكنوا من العثور على حسن وهو طاف في عرض البحر في مسافة تبعد حوالي ميل ونصف عن موقع الحادثة الأساسي، ليتم نقله مع عمار إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج».
وختم طاهر حديثه قائلاً: «عشنا لحظات عصيبة بين الحياة والموت في عرض البحر المظلم في حادثة ستبقى قابعة في ذاكرة جميع أهالي قرية الجفير، ولهذا فإننا نتضرع للمولى عز وجل أن ينقذ الشاب يحيى، وتعود الابتسامة إلى ذويه وإلينا إنه سميع مجيب»
لايزال مشهد حادثة الغرق المؤلمة عالقاً في ذاكرة الشاب حسن طاهر الذي نجا هو واثنان من أصدقائه بأعجوبة من موت محقق، فيما لايزال البحث مستمرا عن المفقود الوحيد بينهم لليوم الثالث من دون جدوى، في رحلة بحرية جعلت من مساء يوم الخميس الماضي يوماً يصعب نسيانه، بدأت من ساحل الجفير وانتهت بغرق قاربهم بشكل مفاجئ في منطقة بوية 27 البحرية.
ورصدت «الوسط» تفاصيل حادث غرق قارب الجفير إذ تمكنت من لقاء الشاب حسن طاهر الذي عاد بذاكرته إلى الوراء ليحدثنا عن مأساة الحادثة قائلاً: «في تلك اللحظات عزمنا على الذهاب في رحلة صيد بحرية وتحديداً عند الساعة العاشرة من مساء الخميس عندما خرجنا نحن الأربعة بالقارب الذي يبلغ طوله 22 قدماً». واستطرد «وصلنا إلى الموقع الذي يطلق عليه اسم «بوية 27» ويبعد تقريباً 6 أميال بحرية عن الساحل، عندها أخبرني حسن عقيل بأن المياه غمرت القارب من الخلف، وما هي إلا لحظات حتى غرق القارب بمن فيه، فألقينا بأنفسنا في البحر، حيث أمسكنا بحافظة الأسماك «الثلاجة» حتى لا نغرق.
وبعيون دامعة واصل طاهر حديثه قائلاً: «كانت لحظات عصيبة وصعبة علينا جميعاً، وخصوصا أن أجسادنا أنهكها التعب ولهذا كان كل واحد منا يشجع الآخر،لأنه لو سقط منا أحد وانهار فإن الإحباط سيصيب الجميع وربما كانت الشجاعة الكبيرة لنا هي السبب في صبرنا وتحملنا لوقت طويل في البحر، إذ لم نملك وقتها إلا الصبر لعل وعسى أن يمر قارب هنا أو دورية هناك».
وأضاف «حينها لاح لنا قدوم قارب بالقرب منا فقمنا بالصراخ والإشارة إليه ولكن من دون جدوى من ذلك، ثم رأينا بانوشاً آخر فعاودنا الصراخ والاستغاثة، بيد أن محاولاتنا لم تجدِ نفعاً، ولم يعد بمقدورنا فعل شيء من هول الصدمة إلا التضرع للمولى سبحانه وتعالى أن ينجينا جميعاً من هذه المأساة».
وواصل طاهر «عشنا كابوساً مرعباً مازلت أتذكر تفاصيله جيداً، حيث قضينا الساعات المظلمة حينها في عرض البحر نصارع الموت، قبل أن يلوح لنا ضوء حفارة من بعيد، فأخبرت أصدقائي برغبتي في السباحة ناحيتها لطلب المساعدة، وبالفعل قمت بالسباحة إلا أن الحفارة فيما يبدو كانت بعيدة جدّاً، الأمر الذي دعاني إلى الرجوع مرة أخرى لأصدقائي، بيد أنني صدمت حينها باختفاء حسن ويحيى، فيما لا يزال عمار متشبثاً بغطاء الثلاجة».
وأردف « قمت بسؤال عمار عن حسن ويحيى فقال لي إنهما اتجها لذلك الطريق فقمنا بالبحث وظللنا نناديهما باسميهما ولكن من دون جدوى من ذلك، وعندما تأكدنا من اختفائهما قمت أنا وعمار بالسباحة للبحث عنهما، حيث كتمنا أنفاسنا بشدة في أعماق البحر حتى نطفو، ممسكين في ذلك حافظة الأسماك (الثلاجة)، حيث كنا مستسلمين للأمواج العاتية، إذ تارة تأخذنا يمينا وتارة أخرى يساراً قبل أن يتم انتشالنا عند الساعة السابعة والنصف صباحاً بواسطة قارب مواطن بحريني من قرية عراد «. وأضاف طاهر «قمنا على الفور بإخباره بضرورة إبلاغ خفر السواحل بالحادثة والذين بدأوا بدورهم رحلة بحث وتقص واسعة دعمتهم في ذلك طائرة عمودية، حتى تمكنوا من العثور على حسن وهو طاف في عرض البحر في مسافة تبعد حوالي ميل ونصف عن موقع الحادثة الأساسي، ليتم نقله مع عمار إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج».
وختم طاهر حديثه قائلاً: «عشنا لحظات عصيبة بين الحياة والموت في عرض البحر المظلم في حادثة ستبقى قابعة في ذاكرة جميع أهالي قرية الجفير، ولهذا فإننا نتضرع للمولى عز وجل أن ينقذ الشاب يحيى، وتعود الابتسامة إلى ذويه وإلينا إنه سميع مجيب»