أبو رافع الظاعن
09/01/2011, 08:32 PM
أما عمره فقد بلغ التسعين !
وأما شعر لحيته فقد ملأ صدره طولاً وعرضاً ...
بياضها أطار سوادها...
غزير شعر الحاجبين جداً... حادّ النظرات إلى درجة التوقد ...
دائم العبادة ، سليم الصدر ، محباً للخير ، تحبه حين تراه ، وديع مسالم ، متبتلٌ خاشع ...
وذاتَ ليلةٍ قرر أنْ يمر بأنامله المشبعة بالحناء على لحيته لتبدوَ حمراء نقية ، إقتداءً بالسنة النبوية ...
فلما انتهى من طلائها ، وتحولت إلى خصلٍ كأنها قرون الكباب ، وقطع كأنها ليف نخلٍ انتزع من جوانب القُلب ...
بقيتْ بقية من الحناء في الإناء ، فأخذه بكلتا يديه ،ولطخ به رأسه حتى تقاطر الحناء عن يمين أذنيه ويسارهما ...
ونالتْ جبهته نصيباً من ذلك ...في منظر مخيفٍ للغاية ...
ومدّ فراشه وألقى بجسده عليه متوسداً يده التي حملتها وسادته المتواضعة ...واستلم النوم قياده ...
وبعدَ أنْ مضى هزيعٌ من الليل ، هبّتْ ريحٌ نكباءٌ فزعزعتْ كلّ معترضٍ لها بلا رأفة ...
وكان باب الغنيمات أول المنهزمين أمام جحافل الريح ...
وخرجتْ العنز تلو العنز فرحاً بالحرية التي لم تأت في الوقت المناسب ...
واستيقظ الشيخ الوقور ، على الصوت الذي قطع عليه نومته العميقة ...
وتحسس الطريق إلى باب الزريبة فوجده على مصراعيه يقهقه ، والريح تروي له شتى الطرف ...
فخرج في طلب غنيماته ، والساعة تكاد تبلغ الثالثة صباحاً ...
نسيتُ أنْ أشير إلى ثوبه الذي كان يرتديه فقد كان ثوباً خفيفاً جداً أشبه ما يكون بالشاش الأبيض ...
وأكمامه تغطي مرفقيه بلا فضلة ، وأما الطول فهو تحت الركبة بأربعة أصابع ...
اعتاد أن يلبسه للنوم ...
وبينما هو يذرع سكك الحارة بحثاً عن منائحه ، هنا وهناك ...
توقفتْ قريباً منه دورية الشرطة ، لكنهم على حذر وتوجس فقد خالطهم من الخوف ما خالطهم ...
فصاح به الجندي :من أنت ؟ أنت إنسي أم جني ؟
فقال : لا أنا إنسي !!
فقال الجندي : وما الذي أخرجك في هذه الساعة المتأخرة من الليل ...
فقال : أبحث عن غنمي التي خرجت ولم تعد !
فلما اطمأنّ الرجلان إليه ...واقتربا منه ... وتأملا في رأسه ولحيته ضحكا من خوفهما ...
وعرفا حقيقة بطلهما ...
ثمّ سألاه عن اسمه فأخبرهما وتيقنا أنه ذاكم الشخص الذي يعرفه أهل البلد بصلاحه وتقواه ...
وساعداه في البحث عن عنيزاته حتى وجدوها ...
وعاد بها إلى بيته ...
(قصة حقيقية أعرف صاحبها جيداً)
وأما شعر لحيته فقد ملأ صدره طولاً وعرضاً ...
بياضها أطار سوادها...
غزير شعر الحاجبين جداً... حادّ النظرات إلى درجة التوقد ...
دائم العبادة ، سليم الصدر ، محباً للخير ، تحبه حين تراه ، وديع مسالم ، متبتلٌ خاشع ...
وذاتَ ليلةٍ قرر أنْ يمر بأنامله المشبعة بالحناء على لحيته لتبدوَ حمراء نقية ، إقتداءً بالسنة النبوية ...
فلما انتهى من طلائها ، وتحولت إلى خصلٍ كأنها قرون الكباب ، وقطع كأنها ليف نخلٍ انتزع من جوانب القُلب ...
بقيتْ بقية من الحناء في الإناء ، فأخذه بكلتا يديه ،ولطخ به رأسه حتى تقاطر الحناء عن يمين أذنيه ويسارهما ...
ونالتْ جبهته نصيباً من ذلك ...في منظر مخيفٍ للغاية ...
ومدّ فراشه وألقى بجسده عليه متوسداً يده التي حملتها وسادته المتواضعة ...واستلم النوم قياده ...
وبعدَ أنْ مضى هزيعٌ من الليل ، هبّتْ ريحٌ نكباءٌ فزعزعتْ كلّ معترضٍ لها بلا رأفة ...
وكان باب الغنيمات أول المنهزمين أمام جحافل الريح ...
وخرجتْ العنز تلو العنز فرحاً بالحرية التي لم تأت في الوقت المناسب ...
واستيقظ الشيخ الوقور ، على الصوت الذي قطع عليه نومته العميقة ...
وتحسس الطريق إلى باب الزريبة فوجده على مصراعيه يقهقه ، والريح تروي له شتى الطرف ...
فخرج في طلب غنيماته ، والساعة تكاد تبلغ الثالثة صباحاً ...
نسيتُ أنْ أشير إلى ثوبه الذي كان يرتديه فقد كان ثوباً خفيفاً جداً أشبه ما يكون بالشاش الأبيض ...
وأكمامه تغطي مرفقيه بلا فضلة ، وأما الطول فهو تحت الركبة بأربعة أصابع ...
اعتاد أن يلبسه للنوم ...
وبينما هو يذرع سكك الحارة بحثاً عن منائحه ، هنا وهناك ...
توقفتْ قريباً منه دورية الشرطة ، لكنهم على حذر وتوجس فقد خالطهم من الخوف ما خالطهم ...
فصاح به الجندي :من أنت ؟ أنت إنسي أم جني ؟
فقال : لا أنا إنسي !!
فقال الجندي : وما الذي أخرجك في هذه الساعة المتأخرة من الليل ...
فقال : أبحث عن غنمي التي خرجت ولم تعد !
فلما اطمأنّ الرجلان إليه ...واقتربا منه ... وتأملا في رأسه ولحيته ضحكا من خوفهما ...
وعرفا حقيقة بطلهما ...
ثمّ سألاه عن اسمه فأخبرهما وتيقنا أنه ذاكم الشخص الذي يعرفه أهل البلد بصلاحه وتقواه ...
وساعداه في البحث عن عنيزاته حتى وجدوها ...
وعاد بها إلى بيته ...
(قصة حقيقية أعرف صاحبها جيداً)