المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة للدكتور شبراق حول موضوع النسر الذي يحمل أجهزه في حائل



فطري
11/01/2011, 04:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد شرفني الدكتور/ محمد شبراق بالإطلاع ومناقشة مقالته
التي تتناول موضوع النسر الذي مسك في منطقة حائل وعليه أجهزة.

والمقال شهادتي فيه مجروحة كون د. شبراق أستاذي ومن افضل خبراء الطيور في العالم.

وحيث أن المقال يحتوي على معلومات رائعة ومهمة وددت ان ارفقه لكم هنا:


سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


تعقيباً على الكثير مما يدار حول الموضوع الذي نشر في جريدكم المعنون طائر يحمل أجهزة إسرائلية وما نشر حوله من تعليقات من قبل متصفحي الجرائد على الإنترنيت، حتى أن المواقع العالمية اهتمت بهذه التعليقات وتم ترجمة مرئيات الأفراد من خلال للعديد من لغات العالم حتى أصبحت هي الأساس حتى ذهبت بعضها إلى الحديث عن عقليات المواطن السعودي والعربي وجهله بالتعامل مع الطيور، مما أثر وسوف يؤثر على هذه الأنواع الطيور وعلى الدراسات العلمية والتي يقوم بها الباحثين حول العالم على هذا الطائر ويؤثر أيضاً على البرامج الجهود العالمية لحماية لحماية الحياة الفطرية على مستوى العالم بشكل عام وبالمملكة بشكل خاص بصفتها عضو في العديد من المعاهدات الدولية الخاصه بحماية الحياة الفطرية كمعاهدة التنوع الاحيائي ومعاهدة حماية الأنواع المتنقلة (المهاجرة) وهذه الأخيرة للمملكة دور كبير فيها بحكم مواقعها كرئيسة اللجنة الدائمة للمعاهدة خلال الدورة الحالية. كما نسي الجميع في هذا الخضم التعريف بهذا النوع من الطيور والدراسات التي يقوم بها الباحثين حول العالم لحمايته بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص.



ورغبة مني في توضيح هذه الأمر بحكم تخصصي في علوم الطيور بشكل عام والنسور بشكل خاص وبالإضافة لموقعي كعضو في مجلس إدارة المجلس العالمي لحماية الطيور (BirdLife International)، وكعضو في إتحاد علماء الطيور العالمي، و أحببت من خلال هذا المقال التعريف بالطائر وما تمت حوله من دراسات في المملكة والعالم والتي اعتمدت كثيراً على متابعة أعدادها وتحركاتها، وقبل أن أبدأ أود أن أشير أنني مدين لهذا الطائر والذي يعرف بالنسر الأسمر بأجر كبير من الله خير من حمر النعم فقد أسلم باحث إنجليزي كان اسمه ماتن فلودز (أصبح اسمه الآن محمد مارتن فلودز خلال قيامه بدراسة في منطقة تنومه على هذا النوع من النسور وقمت معه بعدد من المسوحات بالمنطقة الجنوبية الغربية، وبحمد من الله أصبح الآن داعية في جنوب أفريقيا وبالرغم عدم إكماله الدراسة إلا أن دخوله للإسلام يجعلني وكل من ساعدني من أهل تنومه في إسلامه والذين كان لطيبتهم وكرمهم الدور الكبير في المساهمة بإسلام هذا الباحث.


النسر الأسمر يعرف علمياً (Gyps fulvus) واسمه الإنجليزي (Griffon vulture)، ويتميز بطول رقبته وخلوها من الريش وطوق من الريش الأبيض على قاعدة الرقبة، يعشش هذا النوع من النسور في المنحدرات الجبلية والصخرية، وينتشر في كثير أوروبا وشمال أفريقيا غرباً إلى الهند شرقاً، وفي المملكة ينتشر بمناطق المنحدرات الجبلية على امتداد جبال السروات وفي جبال أجا وسلمى، وقد بدأت أعداد هذه الطيور بالتناقص بشكل كبير خلال السنوات الأخيره منها حتى أن العديد من المنظمات الدولية في أوروبا وآسيا بدأت في برامج حماية له منها برامج التوطين في جبال الألب بفرنسا وسويسرا، كما قام عدد من بدارسة أعداده عن طريق تعداد هذه الطيور بمواقع تعشيشها وهذا ما قامت به الهيئة والتي تم اختيار منطقة تنومة بعسير جنوب غرب المملكة العربية السعودية موقعاً لها، وقد أشارت هذه الدراسة على تناقص في أعداد الطيور المعششة بالمنطقة من 45 زوجاً خلال عام 1999م إلى 14 زوجاً خلال عام 2003م، كما قامت عدد من الدول بمتابعة هجرة هذه الطيور حيث عرف من خلال هذه الدراسات أن أراضي المملكة تعتبر منطقة مهمة لعدد من المجموعات القادمة من أوروبا الشرقية ووسط آسيا وتركيا حيث تقضي فترة الشتاء وذلك متجولاً بالأراضي السعودية، ومن هذه الدراسات دراسة قام بها باحثين من جورجيا وصربيا ودول أخرى مجاورة للمتابعة بواسطة الاستشعار عن بعد. وعليه فإن المملكة مهمة جداً لهذه الطيور لتقضي فترات الشتاء فيها هرباً من البرد القارص بالمناطق الشمالية من الكرة الأرضية، وأود هنا أيضاً أن أشير إلى أن المملكة بدعم من خادم الحرمين الشريفين ولي عهده الأمين والنائب الثاني ومن خلال الباحثين بالهيئة السعودية للحياة الفطرية أسهمت المملكة في تطوير أجهزة المتابعة بالأقمار الإصطناعية مع شركة مايكرويف تيليمتري حيث جرب أحد الخبراء العالمين ويدعى بول جوريوب أجهزة المتابعة في مركز أبحاث الحياة الفطرية بالطائف على طائر الحبارى وذلك عام 1988م وكان حجمها في ذلك الوقت حوالي 150 جرام، وقد شاركت شخصياً بهذه الدراسة وذلك بمراقبة سلوك طيور الحبارى وهي تحمل مثل هذا الوزن، كما كانت المملكة أول الدول العربية في تطبيق استخدام أجهزة المتابعة بواسطة الأقمار الاصطناعية وكان ذلك على النسر الأذون من خلال دراستي للدكتوراه بدعم من الهيئة السعودية للحياة الفطرية. كما شاركت مع عدد من المنظمات الدولية وباحثين لدراسة أنواع أخرى لها أهمية عالمية وبعضها مهدد بالإنقراض كالعقبان ومن أشر من قاموا بذلك الباحث الألماني ملبيرج والتي أعطت نتائج الدراسة إلى أن هناك أنواع من الطيور الجوارح تقضي فترة الشتاء بالمملكة كالعقاب الأمبراطوري والمهدد عالمياً بالانقراض وعقاب السهول، كما أن من الظريف في هذه الدراسات أن هذا العقاب الإمبراطوري سجل خلال خمس سنوات متتالية في نفس الموقع بمنطقة الطائف مما يؤكد أهمية المملكة للطيور الجوارح بشكل عام كمنطقة تقضي فيها فترة من حياتها بها وهي فترة الشتاء.


والنسر الأسمر من الطيور المعمرة فقد دلت المتابعة لأحد هذه الطيور في الأسر إلى أنه يعيش حوالي 37 سنة، لذا فهو من الطيور المعمرة ويضرب العرب المثل بطول العمر "عمره عمر نسر" ويقال أيضاً أطول من عمراً من النسر " وعمره عمر نسر". وتلعب هذه الطيور دور في النظام البيئي حيث يضعها العالم في قمة السلسة الغذائية فهي تتغذى بشكل عام على الحيوانات النافقة من الثدييات الصغيرة أو الكبيرة فهي تخلصنا من هذا الحيوانات والتي ربما ماتت بسبب مرض أو خلافه، وأود أن أن أشير أن هذه الطيور اجتماعية وتبني أعشاشها في مستعمرات قد تصل في بعض المناطق إلى 100 زوجاً في مستعمرة واحدة، كما تتعاون هذه الطيور في البحث عن غذائها بمساعدة بصرها الحاد فهي تقوم بالتحليق في الجو كلٍ على مسافة من الآخر، وعندما يشاهد إحداها الغذاء فإنه يحلق فوق منطقة الغذاء بشكل يلفت فيه انتباه الطيور الأخرى واللاتي يستدلن من طريقة طيران وتحليق هذه الطيور على موقع الغذاء.



والنسر الأسمر من الطيور المعششة بالمملكة ويبدأ موسم التكاثر لهذه النسور في نهاية شهر ديسمبر وبداية شهر يناير ويستمر وضع البيض في بعض المناطق إلى بداية شهر مارس، ويعمل كل زوج على بناء عشه على المنحدرات الجبلية والكهوف، وتضع الأنثى بيضة واحدة فقط، يتناوب الزوجين في حضانة البيض و ذلك لمدة 50 إلى 58 يوماً، ويصل الصغير لسن البلوغ بين 110 إلى 130 يوماً، ويبقى أحياناً بالقرب من العش معتمداً على أبويه في الغذاء مدة ثلاثة أشهر ليبدأ بعدها بالاستقلال عنهما، وعندما يصل عمره أربع سنوات وهو سن البلوغ ربما يعود لنفس المستعمرة للتعشيش وربما تقوم بالتحرك لمواقع أخرى والتزاوج من مستعمره أخرى ضمن نطاق انتشارها، وهذا جزء مما يود العلماء معرفته بدراسة هجرة هذه الطيور بواسطة الأقمار الإصطناعية.


أما فيما يتعلق بمتابعة هجرة الطيور بشكل عام فقد حاول الإنسان منذ القدم تفسير ظاهرة الهجرة عند الطيور و بذل الجهد للتعرف على إتجاهتها والطرق التي تسلكها خلال هجرتها، وقد دون أرسطو في كتابه تاريخ الحيوان أول معلومات عن هجرة الطيور حيث سجل معلومات عن أسماء الطيور المهاجرة وأوقات وصولها ومغادرتها لليونان قبل 2000سنه. وذكر الجاحظ في كتابه الحيوان عن هجرة الأسماك و الطيور، حيث أشار عن الأخيرة أن "القواطع من الطير قد تأتينا إلى العراق جماعات كثيرة من الطيور تقطع إلينا ثم تعود في وقتها". وقبل أكثر من مأتين سنة كتب أحد الأسرى النمساويين خلال أسره بمنطقة بالسودان أنه طلب منه ترجمة ورقة كانت موجودة في عنق طائر الكركري تقول فيها"إذا وجدت هذا الطائر ومكان موته فأرجوا إخباري". وقد زادت الملاحظات المسجلة عن الهجرة بعد النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك بإنشاء أول محطة لرصد الطيور المهاجرة على جزيرة ألمانية تسمى هيلجولاند بواسطة عالم الطيور هيرنش جاتيك، والذي يعتبر عمله أول دراسة علمية لدراسة هجرة الطيور في أوروبا وذلك عن طريق العد اليومي للطيور، بعد ذلك قام العالم الدينامركي مورتنسين في عام 1899م بإدخال نظام التحجيل وعلى مستوى أكبر ، وهذه الطريقة تتم بإمساك الطيور ووضع حلقات معدنية على أرجلها و من ثم اطلقها مرة أخرى، والهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية هي أول من قامت بعمليات تحجيل للطيور بالمنطقة معرفة باسمها وقد حجل أكثر من ستة آلاف طائر وسجلت مرة أخرى من روسيا وتشيكوسلوفاكيا وحتى من أندانوسيا وذلك لطائر بحري سجل بالخليج العربي عام 1994م.


ومن الطرق الأخرى للمتابعة هي طريق وضع جهاز يسجل موقع الطائر يعرف ب(GPS Data logger) وهذا يحتاج إلى مسك الطائر مرتين مرة لوضع الجهاز والأخرى للحصول على معلومات، وإن كانت هذه الأجهزة قد تطورت في السنوات الأخيرة يمكن الحصول على المعلومات من دون مسك الطائر وهذا النوع من الأجهزة مشابه لما كان على النسر الذي مسك بمنطقة حائل. أما الطريقة الأخرى فهي عن طريق الأقمار الإصطناعية وهذه التقنية تطورت بشكل كبير حيث أمكن الحصول على أجهزة تصل إلى خمسة جرامات.
وفي الختام أود أن أشير إن حماية هذه الطيور بشكل عام والنسور بشكل خاص فيه حماية ومحافظة على النظام البيئي، والحفاظ على هذا النظام وسلامته جزء من حقوق الإنسان ليس بالمملكة فحسب ولكن بالعالم وقد علمنا ملك الإنسانية والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظة الله وأطال الله بعمرة وأرجعه الله لنا سالماً معافي أهمية المحافظة على هذه الحقوق من خلال تدريسها ضمن المناهج الدراسية بالتعليم العام والعالي. كما أن هذه الطيور المهاجرة هي ضيوف على هذه البلاد ومن الواجب إكرام الضيف، وأهل المملكة هم أهل الكرم وحملة راية الإسلام.


د. محمد بن يسلم شبراق
أستاذ مشارك, رئيس قسم الأحياء بجامعة الطائف
مستشار غير متفرغ بالهيئة السعودية للحياة الفطرية
عضو مجلس إدارة المجلس العالمي لحياة الطيور وعضو الإتحاد العالمي لعلوم الطيور
بريد إلكتروني: (mshobrak@gmail.com)



علماً بأن المقالة نشرت اليوم الأثنين 7 صفر 1432 في جريدة الجزيرة
وهو على هذا الرابط: النسر الأسمر (http://www.al-jazirah.com/20110111/fe30d.htm)

قزيزالنعام
11/01/2011, 06:27 PM
بارك الله فيك والله يعطيك العافيه على المعلومه تحياتى لك

^الهاوي^
11/01/2011, 07:26 PM
الله يعطيك العافيه على الموضوع

ربيع الشمال
11/01/2011, 09:31 PM
بارك الله فيك وبالاستاذ الدكتور محمد شبراق

فقد نورتمونا عن قضية طائر حائل الذي

اخذ جزاءً من اهتمامنا خلال الايام الماضيه

قبل ان يعلن عن تفاصيله لاحقاً

شكراً لكم اخي فطري

أبو رافع الظاعن
11/01/2011, 09:53 PM
هـــــــــذه هي الحقيقة المرة !

وما أحسن التثبتْ والتريث !

فقد قيل قديماً : مَن جهل شيئاً عاداه !

نفعنا الله بالمواقف والدروس والعبر ...

شكراً ثم شكراً أخي فطري على جهودك الرائعة ...

وشكراً مضاعفاً للدكتور محمد شبراق على هذا الإيضاح !

أبوجهاد التبوكي
12/01/2011, 12:22 AM
بارك الله فيك...

متطرف بيئي
12/01/2011, 03:55 PM
الله يعطيك العافيه ماقصرت