المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص وامثال شعبية



هاوي عبث
19/02/2011, 12:20 PM
" لا تأمن الخبل يأتيك بداهية "

(داهية) هذه اسم لعجوز متوحشة وشرسة ووجبتها الشهية والرئيسية هي لحوم البشر.

والناس تعرفها وتتجنبها وكانت تقطن إحدى الجبال ولا يمكن الاقتراب في منطقتها أو حدودها, فأي شخص يقترب من الجبل أو يؤذيها فستكون له وجبة طعام شهية.

اترككم وع القصة ... امله ان تنال اعجابكم ...

في احد الأزمنة قبل الإسلام, كان هنالك قوم يتزعمهم أمير يسكنون في إحدى أراضي شبه الجزيرة العربية, وكان لدى الأمير حاشيته الخاصة من بين حاشيته رجل منافق فكان هذا الرجل من المقربين للأمير لأنه يسعده ويؤنسه دائماً, ورعاته الخاصين من بين هؤلاء الرعاة راعي لقبه الخبل وهو اسم على مسمى يعني (أن به خلل في صحته العقلية ) لذلك لقب بهذا الاسم.

صعب عليهم الزمن وجفت أرضهم من الماء والعشب, فكان لابد عليهم الرحيل من ديارهم والذهاب إلى ديار يجدون فيها مسببات عيشهم وعيش قطعانهم من الماشية, ذهبوا ففتشوا عن الأرض الأنسب والأفضل فلم يجدوا سواء ارض جميله خالية من السكان إنها ارض ( داهية) تلك العجوز المتوحشة, فكان معهم رجل كبير في السن وحكيم ولديه دراية بالمناطق حيث يعرف جميع الديار, عندما وضعوا رحالهم وهموا بالإستطيان في تلك الأرض جمعهم هذا الرجل الحكيم وأخبرهم بأنهم في أرض ( داهية ) ونصحهم بعدم الذهاب أو مجرد الاقتراب إلى جبل ( داهية) وأيضا عدم إيذائها, ولسوء الحظ لم يكن (الخبل) معهم فقد كان يقود الغنم ويرعاها, فلم يخبره احد عنها.

وبعد مرور عدة أشهر على بقائهم في هذه الأرض, كان اغلب وقت ( الخبل ) مع الماشية فهو راعي غنم ونادراَ ما يأتي ديارهم, فهو بلا أب ولا أم, وليس له مصالح في ديارهم سوا القدوم والسلام على الأمير في كل شهر مره, وإخباره عن أحوال الماشية فهو راعي لماشية (الأمير) ولمواشي القوم أيضاً.

في ذات يوم مر الراعي ( الخبل) إلى ديارهم لكي يخبر الأمير عن أحوال الماشية, ولسوء حظه لم يجد الأمير فقد كان خارج الديار مع الرجل الحكيم ووجد القوم متواجدين في بيت الأمير ومن ضمنهم الرجل ( المنافق ), فوجد أنهم مجتمعون على وجبه دسمه من الطعام, فسألهم من أين لكم هذا؟ وكان يعرف أن حالة الفقر والجوع في وقتهم شديدة, فمن أين يأتون بطعام كهذا؟
فأجابه المنافق قال أتريد مثل هذا الطعام قال ( الخبل ) نعم بكل تأكيد قال له المنافق إذا صعدت قمة هذا الجبل وأشار إلى جبل ( داهية) وأصبحت في قمته حيث تلوح لنا ثم تعود أدراجك نحونا, فإذا فعلت هذا سنذبح لك ذبيحة كهذه.

ففرح الخبل وهم مسرعا يريد أن يصعد الجبل واتجه نحو الجبل والقوم يرونه وهم يضحكون عليه, حيث إنهم يتوقعون له النهاية عند اقترابه من (داهية).!
صعد هذا (الخبل) الجبل والقوم يرونه وهو يقترب من حتفه وهم يضحكون عليه ولا يبالون لأنه (خبل) , وعلى ما هم عليه من هذا الحال ينظرون ويضحكون اختفى ( الخبل) عن أنظارهم فلم يستطيعوا رؤيته لأن (الخبل في هذه اللحظة داخل كهف ( داهية) وفي صراع من أجل البقاء معها).
فوجئ القوم بقدوم الأمير وعندما وصل إليهم رائهم يضحكون وينظرون إلى الجبل ! سألهم الأمير ما بالكم؟ فأجابوه: انظر إلى (الخبل) انه يحاول صعود الجبل. سألهم الأمير ما الذي دعاه إلى صعود الجبل؟؟ , فأجابه (المنافق) قال أنا أيها الأمير,, فقال له الأمير : إلا تعلم بأن داهية في هذا الجبل..! وأنك أرسلت هذا الخبل إلى حتفه, فأجابه المنافق: قال يا أمير إننا لا نعلم هل داهية مازالت على قيد الحياة أم ماتت منذ زمن بعيد, فإذا عاد الخبل سالما ولم تعترضه داهية فمعنى هذا بأنها قد ماتت , وبإمكاننا الاقتراب من أسفل الجبل حيث تكثر المراعي والأعشاب النادرة بسبب عدم اقتراب الرعاة خوفا من تلك العجوز المتوحشة ( آكلة لحوم البشر). وإن لم يعد فهو (خبل) لا فائدة منه ولا أهل له .
سكت الأمير وأخذ ينظر إلى الجبل فلم يضحك كحال قومه إنما ينظر باستعطاف كله أمل أن يعود ( الخبل).
وعلى ما هم عليه من الضحك والنظر إلى الجبل, عم عليهم صمت رهيب وذهول كبير! حيث رأوا رجل شديد بياض الثياب على عكس راعيهم الذي كانت ثيابه متسخة ومتمزقة, يصعد أعلى قمة الجبل ثم يلوح بيديه تجاه القوم..
وأخذ هذا الرجل با النزول من الجبل وحتى أن اقترب من القوم وهو يتجه نحوهم إلى أن وصل إليهم,,, يا ترى من هذا الرجل؟ انه ( الخبل) نعم انه الخبل ومعه سيف ودرع بالإضافة إلى بعض الحلي من الذهب و المجوهرات, عندما وصل سلم على الأمير وأعطاه ما في حوزته من السلاح والذهب والمجوهرات.
سأله الأمير كيف أتيت بهذه؟ ثم أخبرنا ماذا جرا لك عندما اختفيت من الجبل؟
قال (الخبل) عندما توسطت الجبل وجدت كهف مهجورا فدفعني الفضول إلى الدخول إليه فعندما اقتربت من مدخل الكهف خرجت لي عجوز مرعبه وهي تتهددني بالقتل وان تلتهمني فعندما همت بالهجوم علي أخذت صخرة فحذفتها بها فأصابتها الصخرة في رأسها أسفل أذنيها فذبحتها,,, قال الأمير: أقتلتها؟؟ قال ( الخبل ) نعم قتلها ثم دخلت الكهف ووجدت فيه أنواع الكنوز من ذهب وفضة وسلاح ,
فعندما سمع المنافق بقول الخبل هم مسرعا نحو الجبل لكي يستحوذ على ما يريد من ذهب ومال وفضة. والقوم من خلف هذا المنافق كلهم يجرون تجاه الكهف لكي يغتنموا من الغنائم.
فعندما اقترب المنافق من الكهف وجد العجوز في وجهه - وجها لوجه فأراد الرجوع من حيث أتى ولكن لا مناص من الهروب فقد هجمت عليه وقتلته والتهمته والقوم ينظرون بذهول.

رجع باقي القوم مسريعن تجاه الأمير والخوف يدب في قلوبهم دباً, عندما وصولوا إلى الأمير اخبروه بان الرجل المنافق قد قتل وذبحته ( داهية) وكان هذا الرجل المنافق كما أسلفنا من المقربين لدى الأمير, بل كان من اعز أصحابه, نظر الأمير إلى ( الخبل) نظرة غضب ,,, وقال كيف تكذب؟ يا ( الخبل ) قال: أنا لم أكذب بل قتلتها, وإذا كنت تريد مني أن أتيي بتلك العجوز فأنا مستعد, أعطني جواداً لكي أتيك بها فأعطاه الأمير جواد ليتبين حقيقة أمره وهل هو صادق فيما يقول,.
أمتطى الخبل صهوة الجواد وذهب نحو الجبل, والجميع ينظرون له نظرة ذهول,
فقال الرجل الحكيم : يا أميرنا ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية ).

عندما وصل الخبل مشارف الكهف فوجئ بوجد داهية وأنها على قيد الحياة, ففزعت داهية عندما رأت هذا الخبل الذي سبب لها رعب فقد كاد أن يقتلها, فقالت له : دعني وشأني وخذ ما تريد من جواهر وحلي,
تجرئ الخبل من جوابها الذي أحس فيه أنها خائفة منه, وقال لها : أن الأمير طلب مني أن أتي بكي لتبين حقيقة أمرك, ستذهبين معي وإلا قتلتك,
فزعت ( داهية) من جواب الخبل وقالت سوف أذهب معك بشرط أن لا تؤذيني.
قال لكي هذا,,,, (وهو خبل لا يأتمن له),

ركبت معه الجواد وذهبوا تجاه القوم, فعند وصولهم إلى القوم دب الفزع والرعب في قلوب الجميع, فتعالت صرخات الأطفال وعويل النساء وأستنفار الرجال, من شكلها القبيح والمرعب.

فقال الحكيم للأمير : الم اقل لك ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية),

والداهية في وقتنا الحالي تعني المصيبة أو الكارثة...

هاوي عبث
19/02/2011, 12:21 PM
" المتعوس متعوس"



مثل جداوي
كان هنالك اخوين احدهما فقير ولاخر مستواه المادي جيد ففي يوم بينما كان يجلس الاخ الغني عند اصحابه وجه اليه شخص سؤال

قال فيه انت غني واخاك فقير فلماذا لا تسعاده وطعتيه مالا

فاجاب الخ الغني لقد حاولت وفي كل مره كان لايقبل ان ياخذ مني اي شيئ حتى اني حاولت ان اعطيه المال بطريقه غير مباشره فكانت محاولا تي تبوء بالفشل

فراى في عيون الجالسين معه انهم لم يصدقوه فقال لهم سوف اثبت لكم صدق كلامي

فقال لاحدهم خذ هذه الصره من الاموال وضعها في منتصف الطريق الذي يمر منه اخي فسنرى ماذا سيحدث

ففعلو له ماراد واتا اخاه التعيس وجلس فتوقع الجميع بانه سيخرج الاموال التي وجدها في الطريق ليسال عن صاحبها فاذ بهم يتفاجأون بانه يقول لقد راهنت

نفسي بان ااتي اليوم اليكم مغمضا عيناي وقد فعلت فصاح احد الجالسين وقال (المتعوس متعوس ولو حطولو على جبينو فنوس......

هاوي عبث
19/02/2011, 12:22 PM
" الـنصيحة بجمل"



يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، وسار طويلاً حتى وصل بعد جهدٍ كبير ومشقةٍ عظيمة إلى منطقة شرقيّ السعودية ، وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته ، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ،


فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه ، وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك .


وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّالقهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالهاببعض الإبل والماشية .


ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ،فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة ..


وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة . فعجب الرجل والله : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟


فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح . فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟!


فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير .


فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟ ..


فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل " ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .


فقال له الشيخ : " أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ،


فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .. فقال له :


" نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه .

وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر ، وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ،

فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ،وقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .

وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي . وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه ، وصاح لها مناديا فتبعته وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ،فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .

وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ،وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غيربعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء .

وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ،وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندهاحتى الصباح ، وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ،واستقبله أهل بيته وقالوا : له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير

هاوي عبث
19/02/2011, 12:23 PM
"لاحياة لمن تنادي"

كان في المدينةٌ تاجرٌ كثير المال ولم يكن في المدينة كلها أغنى منه

وكان له ولدٌ وحيدٌ لم يرزقه الله إلا به وماتت أمه وهو طفلٌ صغير فلم يتزوج من أجله وأغدق عليه المال والدلال حتى أفسده

وكان الأب كثير الصدقة وعظيم الاحسان وكان هناك رجلٌ فقيرٌ يأتي للأب في السوق كل صباحٍ فيُعطيه الأب كسراتٍ من خبز فطوره فيجلس بجوار محله ويأكلها ويحمد الله وينصرف ..

وحدث أن مرض الأب مرض الوفاة وخاف على ابنه أن يُضيع كل شيء وأن يُضيع حتى نفسه

حاول معه نصحه وعظه أرسل له من ينصحه ودون جدوى

كان لدى الابن مجموعة من الصحاب ملتفون حوله يأكلون ويشربون ويلهون وينفقون على حسابه ويزينون له سوء عمله ويصمون أذنه ويعمون عينيه

ويُخدرون عقله ويغطون على قلبه

لأن بقاء الابن على هذه الحالة فيه فائدة عظيمة لهم

وكان الأب ينصح .. يحاول ... يعظ ودونما أي جدوى ..

كان صوت الرفاق أعلى من صوته بكثير

ولما شعر الأبُ بدنو الأجل استدعى أخلص خدمه وأمرهم أن يفتحو مجلس القصر وأن يقوموا ببناء سقفٍ جديدٍ للمجلس تحت السقف القديم

فأصبح مابين السقفين كأنه مخزن

وأمرهم أن يصنعوا في السقف الثاني بوابة ويضعون فيها سلسلة حديدية إذا سُحبت للأسفل تنفتحُ البوابة جهة الأرض ..

وأمرهم بأن يأخذوا كمية كبيرة من ذهبه ويضعوها خلف هذه البوابة مابين السقفين وألا يُخبروا بذلك أحداً ...

وفعلاً تم له ماأراد ..

واستدعى ابنه ذات ليلة وأعاد الكرة في النصح والوعظ والأرشاد والتوجيه ولكن:

لقد اسمعت إذ ناديت حياً *** ولكن لاحياة لمن تنادي

لقد اذكيت أذ أوقدت ناراً *** ولكن ضاعَ نفخُكَ في الرمادِ

ثم قال له :

بُنيَّ إذا أنا متُ وضاع منك كل شيء وأُغلقت الأبواب كلها في وجهك فسألك الله أن تعدني ألا تبيع هذا القصر مهما حدث وتحت أي ظرفٍ من الظروف أما إذا فكرت في الانتحار وقررت وعزمت ففي المجلس الكبير سلسلة معلقة أشنق نفسك بها فتموت في قصرك ميتة سهلة مستورة

لم يأخذ الولد كلام أبيه على محمل الجد واستمر في غيه ولهوه وعبثه حتى مات أبوه

وظل رفاق السوء ينفقون وينفقون وينفقون واستمر اللهو والمجون والعبث حتى بارت تجارة الأب فبدأ الابن يبيع محلات أبيه الواحد تلو الآخر

ثم البساتين

ثم القصور قصراً تلو قصر

ثم باع عبيد أبيه وجواريه

ولم يبقَ إلا القصر

فبدأ يبيعُ أثاث القصر القعة تلة القطعة وبأرخص الأثمان

وبدأ المال ينفد منه ويقل وبدأ الرفاق ينفضون من حوله الواحد تلو الآخر

وبدأ الجميع في التهرب منه والاختباء عنه حتى أنه كان يذهب لهم في منازلهم فيسأل عنهم فيسمع صوت صديقه يقول لخادمه قل له :
لست موجوداً!

ولم يكن لديه حتى مايقتات به !!!!!! ملابسه تمزقت

نعله (( أكرمكم الله )) تقطعت

كل الذي كان يجده هو كسراتٍ من الخبز وبعضاً من الماء كان يُحضرها له ذاك المسكين الذي كان أبوه يُطعمه كل يوم

فضاقت به السبل وأُغلقت في وجهه جميع الأبواب وضاقت به الأرض بما رحبت ..

فقرر الانتحار

فتذكر كلام أبيه وتلك السلسلة في المجلس الكبير في القصر

وفعلاً قام وأحضر صندوقاً خشبياً ودخل المجلس الكبير ووقف تحت السلسلة

وصعد فوق الصندوق وربط السلسلة حول عنقه وأزاح بقدمه الصندوق بسرعة فائقة ليسقط مشنوقاً فيموت ميتة سهلة مستورة فيرتاح من الدنيا وكدرها

وفعلاً أزاح الصندوق برجله وسقط إلى الأرض متدلياً بالسلسلة حول عنقه ولكنه لم يمت فُتحت البوابة السرية في السقف الثاني وانهال الذهب عليه حتى أغرقه

فرح بالذهب فرحاً شديداً ثم وضعه في الصندوق وأخذ منه بعضه وذهب للسوق واشترى ثوباً جديداً وبعضاً من الطعام له وللمسكين الذي كان يُطعمه

وعاد إلى منزله

وبدأ في التجارة وبدأ في استراداد أموال أبيه وبساتينه وعبيده وجواريه واشترى تحفاً جديدة للقصر ..

وأصبح أغنى من أبيه بمرات ومرات

عَلِمَ رفاق السوء بحال وماصار إليه من عز وغنى وجاه فأرادوا العودة إلى سابق عهدهم معه

وفعلاً قاموا بصنع مأدبة ضخمة عظيمة له ودعوه إليها بدعوة مكتوبة بماء الذهب على حريرٍ أخضر!

ووعدهم بأن يجيب الدعوة!

وفعلاً حضر بكامل أبهته وزينته ومعه المسكين (( وقد أصبح مديراً لكل أعماله((

فقالوا له تفضل إلى الطعام ...

فتقدم إلى الطعام وأمسك كم ثوبه بيده وأخذ يضعه في كل صنفٍ وهو يقول :
حياك الله ياثوبي حياك الله ياثوبي !!

وأراد الانصراف

فقالوا له : ماذا تصنع أتضع الثوب في الطعام ؟

فقال لهم :
أنتم مادعتموني أنا أنتم دعوتم أموالي وملابسي وهذا ثوبي قد أجاب دعوتكم

أما أنا فلا ورب البيت ...وانصرف عنهم

هاوي عبث
19/02/2011, 12:24 PM
"لا فات الفوت ما ينفع لصوت "


اما قصة المثل فتروي انه :


كان هناك شيخ قبيلة شجاع كريم تتوفر فيه جميع الصفات

وكان له ولد اسمه (اجود) تجتمع فيه الفطنة والذكاء والفراسة وقول الشعر

وفي يوم من الايام حل عليهم احد الشعراء ضيفا فمكث عندهم عدة ايام

لانه طاب له الجلوس عند شيخ القبيلة

فكان الولد (اجود) من عادته يذهب قبل الغروب الى واد

لا يبعد الا امتارا من النزل وهذا الوادي فيه ماء وطيور واشجار

يذهب اجود للترويح عن نفسه ثم يعود بعد الغروب

لتبدأ السهرة والسمر مع هذا الشاعر الضيف وكبار العشيرة

وعندما هم اجود بالذهاب الى الوادي في احد الايام

قال للشاعر الضيف: هل ترافقني لهذا الوادي

قال: نعم فكان اجود يركب على فرسه الاصيله والشاعر يمشي بجواره

فلما وصلا الى الوادي نزل اجود عن الفرس ومد عنان الفرس للشاعر

وكأنه يقول ارسنها في هذه الشجرة لكن الشاعر استغل الفرصة

وقال تعطي اكثر يا ولد فلان سكت اجود

ولما غربت الشمس وهمّا بالرجوع ركب الشاعر الفرس

اما اجود فجاء ماشيا وصلا النزل ورآهما والد اجود

فلما سأل الشيخ ولده اجود اخبره بالقصة ثارت ثائرة الشيخ وغضب

وارتفع صوته على ولده وقال خذ الفرس واعطه من سائر الخيل

قال اجود (لافات الفوت ما ينفع الصوت)

لا داعي للغضب ورفع الصوت وهذا شاعر ولو اخذت الفرس منه

لقال فينا بيتا من الشعر وبقي حتى تقوم الساعة فقال الشيخ:

وماذا يقول نحن والحمد لله من قبيلة طيبة واهلك وعمامك مشهود لهم

فقال اجود يا والدي الشاعر يستطيع ان يقول

فقال الشيخ ان كانت ابني صحيح اخبرني ماذا يقول

قال اجود اذا اراد سبنا جاء من طريق آخر فقال:

اجود ومن سماك اجود غادي ... وراه ما سماك بالمبعداء

حتى لو انه ابو وعمه طيب ... يقعد له من يم الخوال اقعداء


ضحك الشيخ وقال نشوف فلما جلس الشيخ مع الشاعر بارك له بالفرس

وقال لكن لو ان اجود رجع عن عطيته ماذا تقول

قال: لا اقول شيئا فحلفه الشيح بالله ان يخبره ماذا سيقول

في هجاء اجود لو رجع على عطيته قال اذن اقول:

اجود ومن سماك اجود غادي ... وراه ما سماك بالمبعداء

الى آخر البيت الثاني اي كما قال اجود

عندها ضحك والد اجود وقال الفرس حلال عليك

واجود يستاهل فرسا اطيب من فرسه الاولى

(ولا فات الفوت ما ينفع الصوت) فصارت مثلا


لكم تحياتي

Al3rands
19/02/2011, 01:26 PM
صح لسانك امتعتنا والله

محمد الظاهري
19/02/2011, 03:03 PM
اللهً. الله الله. قصص رائعه اضفتهاً في موسوعه جميله
اشكرك من كل قلبي ياعزيزي الغالي
وننتظر الابداع القادم من شخصك الكريم
تحياتي لك ياغالي
اخوك×

هاوي عبث
19/02/2011, 08:02 PM
حياكم الله ومروركم هدفي يالغالين

المشتاق 2009
19/02/2011, 08:27 PM
مبدع ماشاء الله

امثال وقصص رائعه بارك الله فيك


تحياتي

مكنيكي مبتدأ
20/02/2011, 09:21 PM
اوه انا عاد احب القصص اللي فيها امثال او شعر

الله يعافيك

العون
29/07/2011, 02:47 PM
تسلم على هالقصص الحلوة .......

سليمان الربيعان
06/08/2011, 02:06 PM
ما شاء الله عليك دائما مبدع الله يستر عليك ويحفظك لعين ترجيك
والله يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الاعمال اللهم امين
تقبل تحياتي.... امتعتنا ووسع صدري

فلشر
06/08/2011, 09:08 PM
الله يبارك فيك ومشكور

رفيع المقآم
06/08/2011, 09:56 PM
الله يعطيك الف عافيه
ابداع لا عنوان له
تسلم يالغالي
والله يبارك فيك

هاوي عبث
09/08/2011, 12:40 AM
اشكر الجميع على المرور الطيب لاعدمت منكم هذا التواصل الطيب

المهند القاطع
09/08/2011, 01:58 AM
hsjljukh fhgrwmاستمتعنا بالقصة

وحيد الليل404
10/08/2011, 01:50 PM
يعطيك العافية على القصص والامثال