المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعتلاج البدي والكُلاب .. سياحة مع لبيد بن ربيعة



الدرع العربي
14/03/2011, 12:39 AM
** مدخل إلى الموضوع :

يُعدّ شعر لبيد بن ربيعة الجعفري العامري - رضي الله عنه - من أهم وثائق الجغرافيا التاريخية لجزيرة العرب في الجاهلية والإسلام ، وكان من بين قصائده التي حفظت أسماء مواضع مهمة تلك القصيدة البائية التي مطلعها :


طافتْ أُسيماءُ بالرِّحالِ فقدْ * هيَّجَ قلبي خيالُها طربَا

وتبلغ القصيدة تسعة وعشرين بيتًا في ديوانه، وقد ورد فيها اسم موضع يُدعى الكُلاب - بضم الكاف ؛ مما جعل الباحثين في علم البلدان في العصر الحديث ينقلون هذا الموضع إلى منطقة الشُّرَيْف ليكون شاهداً على يوم الكُلاب الثاني بين تميم ومذحج .
ومَن يقرأ في علم البلدان يجد أن الأسماء تتكرر من مكان إلى آخر ، والقبيلة تنقل أسماء بعض مواضعها القديمة إلى مواضع جديدة تحلها . ومن هذا المنطلق فإنني أرى أنه لا رابط بين الكلاب في شعر لبيد ويوم الكلاب الثاني .
** الأبيات مجال الإشكال :
لقد وصف لبيد في النصف الثاني من قصيدته المذكورة آنفًا غيثًا على جنوب عالية نجد ؛ إذ قال :

يا هلْ تَرى البرقَ بِتُّ أرقُبُهُ * يُزجي حَبيًّا إذا خبا ثَـقَبَا
قعدتُ وحدي لهُ وقال أبو * ليلى متى يَغْتَمِنْ فقدْ دَأَبَا
كأنَّ فيهِ لَمَّا ارتفقتُ لهُ * رَيْطاً ومِرباعَ غانِـمٍ لَـجِبَا
فجادَ رَهْوًا إلى مداخلَ فالصُّحْرةِ أمستْ نعاجُهُ عُصَبَا
فحدَّرَ العُصْمَ منْ عَمايةَ للسَّهْـلِ وقَضَّى بِصاحةَ الْأَرَبَا
فالماءُ يجلو مُتُونَهُنَّ كما * يجلو التّلاميذُ لؤْلؤًا قَشِبَا
لاقَى البَدِيُّ الكُلابَ فاعتلجَا * مَوْجُ أَتِيَّيْهِما لِمَنْ غَلَبَا
فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ كما * دَعْدَعَ ساقي الأعاجِمِ الْغَرَبَا
فكُلُّ وَادٍ هَدَّتْ حَوَالِبُهُ * يَقْذِفُ خُضْرَ الدُّباءِ فَالْخُشُبَا
مالتْ بِهِ نحوَها الجنوبُ معًا * ثمَّ ازْدَهَتْهُ الشَّمَالُ فانْقَلَبَا
فقُلْتُ صابَ الأعراضَ رَيِّقُهُ * يَسْقي بِلادًا قدْ أَمْحَلَتْ حِقَبَا
وفي ختام قصيدته يدعو بالخصب لبلاد محبوبته أسماء وقومه بني عامر .
** جو القصيدة :
جاورت غنيُّ بن أعصر القيسية بني أبي بكر ابن كلاب ، فاعتدى أحد الغنويين على ابنٍ لعروة بن جعفر فقتله ، ثم إن منيعًا الجعفري قتل أحد بني أبي بكر فأرادوا أن يبوء قتيلهم بقتيل بني جعفر ، فأبى الجعفريون ، فشبَّت الحرب بينهم، وخُذل فيها بنو جعفر ، فحكم جوّاب بن عوف سيد بني أبي بكر بنفي الجعفريين عن مواطنهم ، فلحقوا ببني الحارث بن كعب في نجران ، وأقاموا فيهم حولاً . وقد غضب لبيد من حكم جوّاب فقال متهكِّمًا :


أَبَنِي كِلابٍ كيفَ تُنْفَى جعفرٌ * وبنُو ضَبِينَةَ حاضرُو الأجْبابِ !

وكان زعيم الجعفريين في المنفى أبا براء عامر بن مالك ، وهو ملاعب الأسنة عم لبيد ، وقد أبَى مصاهرة بني الحارث بن كعب ، وأمر قومه بسرعة الرحيل وألا ينزلوا حتى يقطعوا ثنية القَهْر ، ثم لحق بهم وأخبرهم أن بني الحارث أرادوا أن يكون الجعفريون أذناباً لهم يحاربون بهم قبائل العرب ، ثم نصحهم بالعودة إلى أوطانهم والنزول عند حكم جوّاب ، وهكذا كان .
لقد سار الجعفريون إلى المنفى من الشمال إلى الجنوب بانحراف نحو الغرب ، ويدل على رسم المسار قول لبيد :


بَـكَتْنا أرضُنا لَمّا ظَعَنَّا * وَحَيَّتْنا سُفَيْرَةُ والغَيامُ

وهذان الموضعان يقعان في الشمال الغربي من رنية .
** أين كان لبيد يوم راقب البرق ؟
لقد راقب لبيد البرق في طريق عودتهم إلى بلادهم من منفاهم ، فكان ذلك بعد أن دخلوا في بلدان بني عامر . وأرى أن يكون المكان الذي ارتفق فيه لرؤية البرق والمطر يقع قريباً من عقيق عُقَيْل ( وادي الدواسر حاليًّا ) ، وفي الشمال منه تحديدًا ؛ حتى يكون غير بعيد من الأطراف الجنوبية للسحاب فيكون تصوُّره دقيقًا .
وردًّا على تساؤل قد ينشأ ، مفاده : لماذا استقر في ذهنك ذلك ؟ أقول : إن دعاء لبيد لبلاد بني عامر كلها بالخصب يدل على أن حدة الغضب على بني أبي بكر ابن كلاب قد خفَّت كثيرًا ، وأن طريق العودة سوف تشق بلاد بني كلاب مستقيمة نحو الشمال حيث موطن بني جعفر الأصلي .

هذه الخريطة تمهيد لما بعدها من كلام
http://www.alrahalat.com/uploads/2011/1541/11300049602.jpg

** سياحة جغرافية في مواضع القصيدة :
لن نتطرق إلى شرح أبيات لبيد شرحًا أدبيًّا خشية الإطالة ، ولأن ذلك مبسوط في الكتب بما يغني عن تكراره . ولقد ذكر لبيد في قصيدته تسعة مواضع ، هي :
رهو - مداخل - الصحرة - عماية - صاحة - البدي - الكُلاب - سرة الركاء – الأعراض .
وسنقف بادئًا عند المواضع الخمسة الأولى :
إن هذه المواضع تحتل أقل من درجتين عرضيتين بين خطَّيْ عرض 21 شمالًا و23 شمالًا ، وأولها من الجنوب ما ورد باسم رهو ، ثم يليه الصحرة ، فمناجل ، ثم صاحة ، ثم عماية ، ومجرى الركاء بين الأخيرتين .
1- رهو :
لقد جاء هذا الموضع في قصيدتين لـ (لبيد) مصحَّفًا ، ففي هذه القصيدة ورد بالراء ثم الهاء فالواو في آخره ، وفي قصيدة أخرى جاء بالدال ثم الهاء فالراء في آخره ، إذ يقول لبيد :


أصاحِ تَرى بُرَيْقًا هَبَّ وَهْنًا * كمصباحِ الشعِيلةِ في الذُّبالِ

حتى يقول :

وأصبحَ راسيًا برُضامِ دَهْرٍ * وسالَ بهِ الخمائلُ في الرِّمالِ
وحطَّ وحوشَ صاحةَ من ذُراها * كأنَّ وُعُولَها رمكُ الجِمالِ
على الأعراضِ أيمنُ جانبيْهِ * وأيسرُهُ علَى كُورَيْ أُثالِ
ونقل السيوطي عن ابن السكيت , رحمهما الله , قوله : ( بدوتان جبلان مُنَكَّرانِ ... في بلاد بني عُقيل ، ودهوانِ غائطانِ لهم ) .
ودهو هذا وادٍ يقع جنوبًا من وادي الحمل ويوازيه ، وتعترض الآكام بعض مواضعه ، ويبدأ من أطراف جبال ضمار متجهًا - بإجمال - نحو الجنوب الشرقي ؛ حتى تسيح مياهه في أرض منبسطة قريبة من الأطراف الجنوبية لرمل الدبيل ( نفود الدّحي ) . وقد أصاب لبيد وصف نهايته حين قال : وسال به الخمائل في الرمال .
2- مداخل :
ورد هذا الموضع في رواية أخرى باسم ( مناجل ) ، وهي جبال سود تمتد على مساحة كبيرة ، وربما كان اسم مداخل لبعض أجزائها فتم تغليبه عليها كلها .
3- الصُّحْرة ( بصاد وحاء مهملتين ) :
هي جبال قليلة الارتفاع تقع جنوباً من مناجل ، وتسمى الآن ( الصُّخرة ) بإبدال الحاء المهملة خاءً معجمة . وينطبق عليها التعريف اللغوي من حيث الشكل واللون ، فمن حيث الشكل فإن في جهتها الشرقية فراغًا تنجاب عنه الجبال ليس فيه إلا مرتفعات يسيرة ، أما من حيث اللون فإنها ذات غبرة في حمرة خفيفة إلى بياض قليل .
4- عماية :
هضبة ضخمة عالية المناكب ذات شعاب ومسالك ، وهي أشهر من أن نعرِّف بها إذا ما علم القارئ أنها حصاة قحطان في الوقت الحاضر .
نقل ياقوت عن أبي زياد الكلابي , رحمهما الله , قوله : ( وإنما سمِّي عماية لأنه لا يدخل فيه شيء إلا عمي ذكره وأثره ) .
5- صاحة :
هضبة ضخمة تقع بين مناجل وعماية ، ويفصل مجرى وادي الركاء بينها وبين عماية .

صاحة .. منظر من وادي الركاء
http://www.alrahalat.com/uploads/2011/1541/11300049943.jpg

** البديُّ والكُلاب :
إن أبيات لبيد لا تحتمل التأويل ولا التمحُّل ؛ فهو يصف المطر على جزء من أرض بني عامر , أستطيع القول بأنه يسير إذا ما قُورن ببقية أرضهم التي تمتد بين الأعراض والبياض وبين النائعين وأطراف تثليث .
إن الوصف الدقيق الذي أبرز حركة الماء في هذين الواديين وسرة الركاء يجعلني أُرجِّح إلى درجة اليقين أن لبيداً سبق أن شاهد سيلاً مشابهاً في المنطقة المذكورة ، فكأنما رسم خريطة دقيقة لهذه الأودية بإمكانات التقنية الحديثة .
والسحاب الذي رآه لبيد مالت به الجنوب نحو الشمال فتجاوز صاحة وما صاقبها من الغرب ، ثم استخفته ريح الشمال فاعترضته ، فظل يهطل على هذا الموضع حتى سالت الأودية وهدّت فيها فروعها ؛ مما جعل البدي يلاقي الكلاب فتتلاطم أمواج أتيَّيْهما .
لقد عرف لبيد هذه المنطقة ؛ وحيث أرى أنه شاهد سيلاً مشابهاً ذات مرة ، فإنه قد قدَّر أن الانحدار العام في هذه الأرض ضئيل ، وأن للأودية التي رشحها للاعتلاج روافد بعيدة يختلف نصيب كل منها من المطر عن الآخر , فاستخدم كلمة ( الأتيّ ) وهو السيل الغريب لا يُدري من أين أتى , أي في لغتنا الدارجة عَوِيرٌ .
إن حركة الماء التي صوَّرها لبيد تتمثل في الاعتلاج أو التلاطم ثم في الدعدعة ، وهي السير في بطء والتواء . وخشية الإطالة فإنني سوف أتحدث عن هاتين الحركتين ضمن الحديث عن البدي والكُلاب.

نطاق هذا الموضوع .. يتبين فيه بعض مجاري الأودية ملونة بالأزرق من موقع قوقل إيرث , مع ملاحظة أن الخريطة جرى إمالتها عن الشمال بدافع الاستيعاب
http://www.alrahalat.com/uploads/2011/1541/11300049728.jpg

** أين البدي وأين الكُلاب ؟
يصبُّ في بطن الرَّكاء - بفتح الراء المشددة - أربعة أودية ، هي :
1- وادي السرحي : ويأتي من الشمال وينحدر معظم سيله في منخفض من وادي الركاء هو أقرب إليه من سرة الركاء ، فلا يُرشَّح لموضعنا هذا .

عماية من بعيد , وهذا إقبال وادي السرحي نحو منخفض الركاء
http://www.alrahalat.com/uploads/2011/1541/11300050108.jpg

2- وادي الأرمض الجنوبي : ويأتي من الجنوب متَّجهًا إلى منطقة في بطن الركاء أكثر انخفاضًا وأبعد نحو الشرق , فلا يرشح للدعدعة .
3- أعلى وادي الركاء : ويأتي من الغرب بانحدار 3 أمتار للكيلومتر الواحد , وترفده أودية في بداياته ، منها : الدَّخول , وذِقَان , والرَّحَاويّ , والأرْوِسَة ، كما تصب فيه شعبة من وادي هُبَيّ تخترق الرمال المتكاوسة . وهبيّ وادٍ طويل سنتطرق إليه لاحقًا .
4- وادي الأريمض أو الأرمض الشمالي : ويأتي من الجنوب الغربي بانحدار مترين للكيلومتر الواحد ويقطع مسافة طويلة ، وتوجد فيه آبار قديمة وآثار تدل على استقرار بشري قديم أكاد أجزم بأن الزراعة من أهم مقوماته . وهذا الوادي أرى أنه تعدَّى إليه اسم الأرمض من أخيه الأرمض الجنوبي ؛ فقد نقل السيوطي عن ابن السكيت أن الأرمضين واديان ، وذكرهما بعد صاحتين .
لقد كان لبيد دقيقاً في اختيار الكلمات ؛ فقد قال : لاقى ، ولم يقل : قابَلَ . وهذا يعني أن الواديين يسيران إما إلى اتجاه واحد وإما يسير أحدهما إلى وجهةٍ ما فيلاقيه الآخر في موضع ما قبل وصوله إلى وجهته فيسير معه في اتجاهه . ولتطبيق هذا التصوُّر في تلك الأرض على الواقع أقول :
إن هناك احتمالين لا يرجح أكثرهما صِحة إلا مراقبة الحدث إما بالجلوس فوق جبل أبو شوشة حين تسيل تلك الجهة أو المراقبة بالطائرة العمودية , وإذا توقعنا أن لبيدا راقب ذلك بغير طائرة فلنا أسوة به وهذا أقرب شيء إلى متناولنا :
_ الاحتمال الأول ( وقد كان رأيي الوحيد ) :
ينطلق من وادي هبيّ قبل وصوله إلى الركاء شعبة يُمنى تسمى الرَّقرَق - بفتح الرَّاءين - تمتد نحو عشرين كيلومترًا بانحدار عام يبلغ أقل قليلًا من أربعة أمتار للكيلومتر الواحد ، وتعترضها عقبات من الرمال غير الثابتة تكثر أو تقل بحسب ندرة الأمطار أو غزارتها ، فإذا التقى الرقرق بالأريمض قابل سيله فراغاً منخفضاً يمتد أمامه أكثر من كيلومترين ، فيتقاطع مع سيل الأريمض متجهاً بسرعة نحو هذا المنخفض الذي تقسمه بعض التلال فتحول دون وصول سيل الأريمض قوياً إلى شقه الشمالي ، وهنا يظهر طغيان أحد الواديين على الآخر . وحيث يوجد انخفاضان آخران إلى اليسار من مجراهما فلا بد لهما من ملئهما ، فتكون تلك هي منطقة الاعتلاج عند تقاطع خط العرض 40-22-22 شمالاً مع خط الطول 20-40-44 شرقًا . ثم بعد اعتلاجهما فإنهما يعبران بين جبلين اسم كل منهما أبو شوشة فيتجهان إلى سرة الركاء ليدعدعاها في دائرة قطرها نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر شبه مستوية ترتفع عن سطح البحر 830 متراً عند تقاطع خط العرض 00-25-22 شمالاً مع خط الطول 30-42-44 شرقًا .
ويساعد على هذه الدعدعة اعتراض سيل وادي الركاء حينما ينحدر نحو هذه السرة ، فكأنما يقف حاجزًا دون تجاوزهما إلى نهاية المنخفض ، فيلتف موج البدي والكلاب ببطء والتواء مما يحقق تماماً معنى الدعدعة . وهذا الاحتمال أكثرت من السؤال عنه عند الإخوة الكرام الكهول والشيوخ في حصاة آل عليّان ورجالا آخرين , وبسطت الخريطة أمامهم غير مرة , فكان هذا الاحتمال مظنة الرضى والموافقة عندهم .

كان لقلة الأمطار في العقود الأخيرة دور في تراكم الرمال في منطقة الاعتلاج المرشحة في الاحتمال الأول
http://www.alrahalat.com/uploads/2011/1541/11300050184.jpg

- الاحتمال الثاني ( وهو الرأي الذي أصبحت أميل إليه ) :
أن يكون الاعتلاج ثم الدعدعة في مكان واحد أو مكانين متجاورين لا يفصل بينهما شيء , فحين ينحدر سيل أعالي وادي الركاء نحو الشرق إلى حيث يخرج من بين الجبال فإن سيل الأريمض يكون منطلقا إليه بحيث يلتقيان في فراغ كبير فيعتلجان ؛ فيغلب أقوى السيلين أضعفَهما بدلالة البيت الأول ( موج أتييهما لمن غلبا ) ثم تأتي الفاء للمباشرة حيث يأخذ الغالبُ المغلوبَ ( أو لنقل يُلزمهما الانحدار العام وهو بمثابة القاضي ) إلى النقطة المنخفضة وهي التي لا حد لها بدقة إلا أنها تزداد انخفاضا باتجاه الشرق . وسأسأل عن إمكانية قوة هذا الرأي أمام الراي السابق بإذن الله فيما بعد .

اتجاهات الأودية والاعتلاج والدعدعة
http://www.alrahalat.com/uploads/2011/1541/11300049830.jpg

إن الموقع النحوي لكل من البدي والكلاب في بيت لبيد يجعل فاعل الملاقاة هو البدي ومفعولها هو الكلاب . وعند تطبيق ذلك على الواقع أقول: إن سيل الكلاب كان يسير باتجاه شمالي شرقي ، فلاقاه سيل البدي من الجهة اليسرى باتجاه جنوبي شرقي ، فسار بعد هذا الاعتلاج معه في مجراه . وكلا الاحتمالين يؤيده .
إذا أخذنا بالاحتمال الأول , فإن الكلاب هو وادي الأريمض الذي ينماز بوجود موارد مائية قديمة هي من الكثرة بمكان ، وبوجود بعض الآثار الطينية والحجرية التي تدل على تقادم عهد السُّكنى في هذا الوادي . أما البدي فسيكون وادي هبيّ الذي انشعب منه وادي الرقرق فانحدر إلى وادي الأريمض وزاد من غزارته انصباب شعبة من الركاء في جانبه الأيسر قبل وصوله إلى الأريمض . أما إذا أخذنا بالاحتمال الثاني فإن الأريمض هو البدي بسبب كثرة الآبار فيه وأكثرها قديم , ويكون أعلى وادي الركاء هو الكُلاب .
وإنني أنتهز فرصة هذه الكتابة لقراء هذا المنتدى الكريم أن يشاركوني الرأي عندما يزورون تلك المنطقة مشكورين .

جانب مما بين الأرمضين
http://www.alrahalat.com/uploads/2011/1541/11300050518.jpg

وقبل أن نغادر هذا المعتلج بقي أن نشير إلى قول لبيد :


فكلُّ وادٍ هَدّتْ حوالِبُهُ * يَقْذِفُ خُضرَْ الدُّباءِ والخُشُبَا

إن بلاداً عريضة كبلاد بني عامر لا بدَّ أن يكون لديها إنتاج زراعي محلي ، وخصوصًا تلك المحاصيل التي يصعب الإتيان بها في ذلك العصر من مزارع بعيدة ، وما يمكن أن يكون موقع إنتاج زراعي في قرون غبرت قد تتوقف فيه الزراعة قرونًا أخرى لأسباب طبيعية أو بشرية . واختار لبيد القرع والأخشاب لإمكانية رؤية هذين النوعين من بُعدٍ إذا ما علمنا أن لبيدًا يرسم في شعره لوحة فنية محسوسة بين النظر والسماع .
ولكننا في رحلة البحث عن أبيات لبيد لم نغادر المنطقة , فلعلنا نتحدث عن بعض ما حولنا هناك ...
** معدن خزبة :
يصب في أعالي وادي هبي من جهته الجنوبية رافد كبير يسمى وادي أم حثول ، وبين مجرى هذين الواديين منطقتان تعدينيتان ، تقع الجنوبية منهما في هضاب أم حديد ، والشمالية غرب مجرى وادي هبيّ فيما بينه وبين جبل أحيمر ، وبقربها آبار كثيرة مالحة تسمى الهميجة وتقع قرب خط العرض 00-25-22 شمالاً وخط الطول 00-22-44 شرقًا . وينطبق وصف الموقع على ما ذكره علماء البلدان حول معدن خزبة استنادًا إلى ما يلي :
1- خزبة معدن لبني عبادة من عُقيل .
2- من اليمامة على ثماني ليالٍ أو عشر .
3- بين عمايتين والعقيق ، وبها أمير ومنبر ، ويقال فيه : الخزبات .
4- خزب جبل أسود قريب من خزبة .
5- خزيبة اسم معدن .
قال لغدة الأصفهاني , رحمه الله : ( وفيها مياه ملحة ، وكانت جبالها إنما هي فضة ، وكان الناس يعيشون فيها ، فلما كثر بها أهل اليمامة وبغوا فيها وسفكوا فيها الدماء مسخت معادنها التي كان فيها النَّيْل الكثير ... والنَّيْل هو الفضة ) .
وقد حدَّد الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - في تعليقه على كتاب الجوهرتين للهمداني أربعة مواضع كلها بعيدة عن هذا الموقع .
وأقول ، ولم أشأ أن أطيل الأدلة والاستدلالات : إن أوصاف المتقدمين لمعدن خزبة وخزيبة وما قيل من أنها الخزبات لتدلُّ على أنها تلك التي في أعالي وادي هبيّ . وتبيِّن خريطة المعادن في المملكة أن إنتاج تينك المنطقتين فضة ورصاص وزنك . وأميل إلى أن جبل أم حثول هو جبل خزب إذا ما علمنا أنه أكبر جبل أسود قرب الموقعين .
** الأعراض :
العِرض في اللغة : كل وادٍ فيه قرى ومياه أو نخيل . وقال ياقوت , رحمه الله : الأعراض قرى بين الحجاز واليمن والسراة .
ولقد ذهب بعض الباحثين إلى القول : إنها عرض شمام أو عرض اليمامة . وهذان العرضان لا ينطبق عليهما الوصف ، فضلًا عن كونهما في غير بلاد بني عامر ، فالأول في بلاد باهلة بن أعصر إخوة غني الذين كانوا سبباً مباشراً في نفي بني جعفر ، فلن يدعو لهم لبيد بالسقيا , والثاني في بلاد حنيفة وتميم .
والأعراض في شعر لبيد هي أعراض قومه العامريين من بني كلاب وبني هلال ، فمناطقهم ذات أشجار كثيرة وكثيفة ومواطن استقرار بشري وتقع إلى الخلف من معتلج الركاء .
يقول امرؤ القيس :

كأثلٍ منَ الأعراضِ منْ دونِ بيشةٍ * ودونَ الغُمَيْرِ عامداتٍ لغَضْوَرَا

ويقول النابغة الجعدي رضي الله عنه :


فَذَرْ ذا ولكنْ هل ترَى ضوءَ بارقٍ * يضيءُ منَ الأعراضِ أثلًا وعَرْعَرَا
يبيتُ على تثلـــــيثَ أيمنُ صوبِهِ * وأيســــرُهُ يعلو الكَراءَ فكركَرَا

ويقول عبد الله بن الدمينة الخثعمي رحمه الله ، وهو من أهل تلك الناحية :


فيا حبَّذا الأعراضُ طابَ مقيلُها * إذا مسَّها قَطْرٌ وهبّتْ جَنوبُها

ولبيد بهذا يؤمل أن تصيب أطرف هذا المطر أعراض قومه لتسقي البلاد الممحلة فتنبت أحرار البقول وألوان الزهر في بلاد تحلها حبيبته أسماء لترعاه ويرعاه قومها ذوو المجد والحسب .
أرجو أن أكون قد أفدتُ القرَّاء بجِلاء متون النصوص , وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد .
* بعض المراجع :
- ديوان لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه .
- عالية نجد لسعد بن عبد الله بن جنيدل رحمه الله .
- نظرات في معاجم البلدان لعبد الله بن محمد الشايع .
- كتاب الجوهرتين لابن الحائك الهمداني وتعليقات حمد الجاسر رحمه الله عليها .
- بلاد العرب للغدة الأصفهاني رحمه الله .
- معجم البلدان لياقوت الحموي رحمه الله .
- كتاب الطريق للقاضي وكيع .
- المُزهر للسيوطي .
- خريطة مواقع المعادن في المملكة العربية السعودية ، وزارة البترول والثروة المعدنية .
- خريطة حصاة قحطان وجزئياتها التفصيلية ، إدارة المساحة الجوية بوزارة البترول .

* هذا الموضوع نشر في وراق الجزيرة في عددها ذي الرقم 12036 بتاريخ 7 / 8 / 1426 هـ بعنوان ( رد الاعتبار لقصيدة لبيد ) , وهنا زيد فيه

سعد بن علي بن شعيلان الماضي
الدوادمي- الشعراء

اعتذار : لم تكن الصور مهيأة لتضمينها في هذا الموضوع , وأعتذر عن قلتها وعدم تغطية المواضع الأخرى ..

محمد الخيال
14/03/2011, 04:19 AM
ماأجمل الحديث عن الأمطار والسيول والوديان وريح الجنوب وريح الشمال
وقد بللت الرمال
في لغة شعرية
رسمتها انامل شاعر مرهف
استمتعت ايما استمتاع بحديثك عن ديار
شاعرنا لبيد بن ربيعة
وتعقيباتك البلدانية واللغوية.
بارك الله فيك ابا علي على هذه الإفادة.

عصا الترحال
14/03/2011, 06:12 AM
أباعلي
قرأت هذا البحث وأعجبني طرحك الرائع فيه
لتحقيق الاعتلاج والدعدعة المحيرة للبلدانيين
وسيبقيان مجال سجال بينهم
وإنه لمن محاسن الصدف أني أقرأ البارحة
كلام الأستاذ عبدالله الشايع في تحقيق يوم الكلاب الثاني
بارك الله فيك
وفي انتظار تقرير جميل آخر

محمد الشاوي
14/03/2011, 06:45 AM
بحث جميل من بلداني متمكن

بأسلوب رائع

وهكذا يكون الطرح وإلا فلا .

أنت هنا يا أبا على لم تأخذ برواية :

فدعدعا سرة الرشاء كما == دعدع ساقي الأعاجم الغربا

سيما أنه ذكر عماية وصاحة وهي في نواحي الركاء لا الرشاء

سأعود للقراءة والاستمتاع بهذا الموضوع مرات عديدة

وتستحق التقييم الأعلى أستاذنا الكريم .

عليم العطش
14/03/2011, 12:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محجوز محجوز
لين اصل البيت
جعل من شجعك وحمسك للعافيه والسلامه:D:good2:
لاهنت

القنـاص2008
14/03/2011, 12:53 PM
ماشاءالله تقرير ممتاز ومتعوب علية ورحلة موفقة

بيض الله وجهك وننتظر جديدك

تحياتي

أخوك

BSSAM888
ALGANAS2008

- طخ طيخ -
14/03/2011, 05:11 PM
ماشاء الله تبارك الله
الله يعافيك استاذي سعد على هذا الموضوع
الذي يعتبر مرجعا بلدانيا ولغويا شاملا
واجدت ايما اجادة في تبيين الاعتلاج وطريقته
نفع الله بعلمك وانار طريقك ووفقك لكل خير
ولا هنت يا بعدي
لك تحياتي

عليم العطش
14/03/2011, 11:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محجوز محجوز
لين اصل البيت
جعل من شجعك وحمسك للعافيه والسلامه:D:good2:
لاهنت
الله يبارك فيك يابوعلي لقداجليت غموض الاعتلاج والدعدعه في قصيدة لبيد بن ربيعه
الذي وصف المشهد كانه واقف امامه وبدقة متناهيه .
ولكن ياليت من يفيدنا ويفسر لنا قول لبيد(كما دعدع ساقي الاعاجم الغربا)
ماهو المقصود بالغربا ؟
لاعدمتك يابو علي
دمتم بود

تميم التميمي
15/03/2011, 07:32 AM
الله يبارك فيك يابوعلي لقداجليت غموض الاعتلاج والدعدعه في قصيدة لبيد بن ربيعه
الذي وصف المشهد كانه واقف امامه وبدقة متناهيه .
ولكن ياليت من يفيدنا ويفسر لنا قول لبيد(كما دعدع ساقي الاعاجم الغربا)
ماهو المقصود بالغربا ؟
لاعدمتك يابو علي
دمتم بود


الشكر لسعد على بحثه الجميل والشكر لك يا عليم العطش على تلك المتابعة الجميلة.
أما قولك ماهو المقصود با (الغربا)؟
فمن سعد نستأذن ونقول وحسب ديوان لبيد بن ربيعة:
الغرب : القدح والغرب:الفضة وهو يعني هنا الكأس منها.
لنا السعادة والفرح إذ هنا الجغرافيا والأدب وقد تزاوجت وبدت كنيرين في كبد السماء فبارك الله بمن ساهم بهذا الجمال الباهر .
لكما التحية والتقدير.

الدرع العربي
19/03/2011, 09:34 AM
ماأجمل الحديث عن الأمطار والسيول والوديان وريح الجنوب وريح الشمال



وقد بللت الرمال
في لغة شعرية
رسمتها انامل شاعر مرهف
استمتعت ايما استمتاع بحديثك عن ديار
شاعرنا لبيد بن ربيعة
وتعقيباتك البلدانية واللغوية.


بارك الله فيك ابا علي على هذه الإفادة.


بارك الله فيك أبا عبد الله
كم زدتني فرحا لا بالثناء على هذا الموضوع بل بأنك قلت : شاعرنا لبيد بن ربيعة ..
يقول الشافعي رحمه الله :
ولولا الشعر بالعلماء يزري * لكنت اليوم أشعر من لبيد
وهذه شهادة لشاعريته من ثقة
بينما نفى عنه فحولة الشعر الأصمعي في كتابه " فحولة الشعراء " وقال إن شعره ضعيف !
فمن نصدق منهما ؟ !
أصبحت تعليقاتك إضاءات يستدل بها فلا تحرمنا منها .

ثامر راشد
19/03/2011, 03:23 PM
شكرا لك استاذنا الفاضل لقد استمتعنا في قراءة ماكتبت ولي عودة ان شاء الله
في بعض الأسئلة

ثامر راشد
19/03/2011, 10:34 PM
استاذنا الفاضل , سعد الماضي



-

-



لدي بعض الأسئلة عن بعض المواقع التي ورد ذكرها في الأبيات الأتية

سوف أوردها بعد النصوص الشعرية , وارجو الأجابة عليها مشكور ,



-

-







ابيات لبيد ابن ربيعة





-

-







فجادَ رَهْوًا إلى مداخلَ = فالصُّحْرةِ أمستْ نعاجُهُ عُصَبَا
فحدَّرَ العُصْمَ منْ عَمايةَ = للسَّهْـلِ وقَضَّى بِصاحةَ الْأَرَبَا
فالماءُ يجلو مُتُونَهُنَّ كما = يجلو التّلاميذُ لؤْلؤًا قَشِبَا
لاقَى البَدِيُّ الكُلابَ فاعتلجَا = مَوْجُ أَتِيَّيْهِما لِمَنْ غَلَبَا
فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ كما = دَعْدَعَ ساقي الأعاجِمِ الْغَرَبَا



-

-







وقال زهير ابن أبي سلمى





-

-





لمن طللٌ كالوحي عافٍ منازلهُ= عفا الرسُّ منه فالرّسيس فعاقلُهُ
فرقدٌ فصارات فأكناف منعج = فشرقيّ سلمى حوضه فأجاولُهُ
فواد البديّ فالطويّ فثادقٌ = فوادي القنان جزعهُ فأفاكلُهُ
وغيثٍ من الوسميّ حوٍّ تلاعهُ = أجابت روابيه النجا وهواطلُهُ

-

-







كما قال ابن مقبل





-

-



تأمَّلْ خَلِيليَ هلْ ترى ضوءَ بارقٍ = يَمَانٍ،مَرَتْهُ رِيحُ نَجْدٍ فَفَتَّرَا

مَرَتْهُ الصَّبا بالغَوْرِ غَورِ تِهامة = فلمَّا وَنَتْ عنهُ بشَعْفَيْنِ أمطرا
يَمَانِيَة ٌ تَمْرِي الرَّبَابَ كَأَنَّهُ = رِئالُ نَعامٍ بَيضُهُ قدْ تكَسَّرا

وطَبَّقَ لَوْذانَ القبائلِ بعدَما = سقى الجِزْعُ مِنْ لوذانَ صَفواً وأكْدَرا

فَأَمْسَى يَحُطُّ المُعْصِمَاتِ حَبِيُّهُ = وأصبحَ زَيَّافَ الغمامة ِ أقْمرا

كَأَنَّ بِهِ بَيْنَ الطَّرَاة ِ ورَهْوَة = ونَاصِفَة ِ الضَّبْعَيْنِ غَاباً مَسَعَّرَا

فغادَرَ مَلْحوباً تُمَشِّي ضِبَابُهُ = عَبَاهيلَ، لَمْ يَتْرُكْ لَهَاالمَاءُ مَحْجَرا
أَقَامَ بِشُطَّانِ الرِّكَاءِ ورَاكِسٍ = إِذَا غَرِقَ ابْنُ المَاءِ في الوَبْلِ بَرْبَرَا



-

-







كما ذكر العبودي الطراة وقال هي مايسمى اليوم الطراق , وهي منابت واقعة بين الشرفة

والقوارة في الشمال الغربي من منطقة القصيم , وستشهد في ابيات ابن مقبل السابقة

ولكن اختلف البيت الذي أورده كاشاهد عنه في ديوان الشاعر ابن مقبل ,





-

-





بيت ابن مقبل في ديوانه



-

-

كَأَنَّ بِهِ بَيْنَ الطَّرَاة ِ ورَهْوَة = ونَاصِفَة ِ الضَّبْعَيْنِ غَاباً مَسَعَّرَا

-

-







بيت ابن مقبل عند العبودي





-

-





كَأَنَّ بِهِ بَيْنَ الطَّرَاة ِ وصارة = ورابية السكران غَاباً مَسَعَّرَا





-

-











هل ( رهواً ) عند لبيد , هو ( رهوة ) عند ابن مقبل



وهل ( البدي ) عند لبيد هو ( البدي ) عند زُهير

وهل وادي الكلاب وادي واحد أم عدة أودية

حيث اختلف المؤرخين حوله , قال ابن جنيدل ان وادي الكلاب هو وادي الشعراء ,

وقال عبد الله الشايع هو وادي الخنقة في العرض , وفيه من يرى غير ذالك ,



وهل ( الأعراض ) التي ورد ذكرها في شعر لبيد موجودة اليوم وتعرف في هذا الأسم



شكرا لك استاذي الفاضل ,,,

الدرع العربي
20/03/2011, 12:02 AM
أباعلي

قرأت هذا البحث وأعجبني طرحك الرائع فيه
لتحقيق الاعتلاج والدعدعة المحيرة للبلدانيين
وسيبقيان مجال سجال بينهم
وإنه لمن محاسن الصدف أني أقرأ البارحة
كلام الأستاذ عبدالله الشايع في تحقيق يوم الكلاب الثاني
بارك الله فيك
وفي انتظار تقرير جميل آخر



بهمتكم وأمثالكم ينتهي السجال بين البلدانيين حول هذا الموضوع بالوصول إلى نتيجة صحيحة .
بارك الله فيك

الدرع العربي
20/03/2011, 12:07 AM
بحث جميل من بلداني متمكن



بأسلوب رائع


وهكذا يكون الطرح وإلا فلا .


أنت هنا يا أبا على لم تأخذ برواية :


فدعدعا سرة الرشاء كما == دعدع ساقي الأعاجم الغربا


سيما أنه ذكر عماية وصاحة وهي في نواحي الركاء لا الرشاء


سأعود للقراءة والاستمتاع بهذا الموضوع مرات عديدة


وتستحق التقييم الأعلى أستاذنا الكريم .


ولماذا آخذ برواية الرشاء واسمه التسرير فلا مجال لهذا التخرص
تعلمت أن الحماس لفكرة ما وحرف مسار النصوص لتصديقها ليس منهجا سليما لأني كثيرا ما تحمست وأخطأت
شكر الله لك في جميع ما كتبت وبارك الله فيك

عرب الشمري
20/03/2011, 12:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...موضوع دسم وممتع وشيق ..استمتعنا به واستفدنا منه.وبحث وتتبع يدل على علم جم وخبرة ليست مستغرب من باحث كبير بوزن استاذنا سعد غفر الله له ولنا وللمسلمين اجمعين ..شكرا لك

الدرع العربي
20/03/2011, 12:08 AM
ماشاءالله تقرير ممتاز ومتعوب علية ورحلة موفقة



بيض الله وجهك وننتظر جديدك


تحياتي


أخوك


BSSAM888


ALGANAS2008


بارك الله فيك وجزاك خيرا على حسن الثقة

شداد الركايب
20/03/2011, 08:35 PM
بارك الله فيك اخوي

الدرع العربي
20/03/2011, 08:38 PM
ماشاء الله تبارك الله

الله يعافيك استاذي سعد على هذا الموضوع
الذي يعتبر مرجعا بلدانيا ولغويا شاملا
واجدت ايما اجادة في تبيين الاعتلاج وطريقته
نفع الله بعلمك وانار طريقك ووفقك لكل خير
ولا هنت يا بعدي

لك تحياتي


تابعت كتاباتك وتابعت تعليقاتك على بعض المواضيع فازددت بما تقول إعجابا
بارك الله فيك

الدرع العربي
20/03/2011, 08:41 PM
الله يبارك فيك يابوعلي لقداجليت غموض الاعتلاج والدعدعه في قصيدة لبيد بن ربيعه
الذي وصف المشهد كانه واقف امامه وبدقة متناهيه .
ولكن ياليت من يفيدنا ويفسر لنا قول لبيد(كما دعدع ساقي الاعاجم الغربا)
ماهو المقصود بالغربا ؟
لاعدمتك يابو علي
دمتم بود

ماذا أقول يا عمدة الرحالة والمستكشفين
لقد أجاب عني الأخ تميم التميمي باختصار
فإن وجدت في مكتبتي شيئا يزيد الوضوح سجلته
بارك الله فيك

الدرع العربي
20/03/2011, 08:44 PM
الشكر لسعد على بحثه الجميل والشكر لك يا عليم العطش على تلك المتابعة الجميلة.

أما قولك ماهو المقصود با (الغربا)؟
فمن سعد نستأذن ونقول وحسب ديوان لبيد بن ربيعة:
الغرب : القدح والغرب:الفضة وهو يعني هنا الكأس منها.
لنا السعادة والفرح إذ هنا الجغرافيا والأدب وقد تزاوجت وبدت كنيرين في كبد السماء فبارك الله بمن ساهم بهذا الجمال الباهر .

لكما التحية والتقدير.


لا أستطيع أن أكافئك عن تحيتك وثنائك ولكن حسبي رد التحية بمثلها أما الثناء فأسلوبك يثني عليك أكبر من ثنائي
في رعاية الله

الدرع العربي
20/03/2011, 10:50 PM
هل ( رهواً ) عند لبيد , هو ( رهوة ) عند ابن مقبل




وهل ( البدي ) عند لبيد هو ( البدي ) عند زُهير



وهل وادي الكلاب وادي واحد أم عدة أودية



حيث اختلف المؤرخين حوله , قال ابن جنيدل ان وادي الكلاب هو وادي الشعراء ,



وقال عبد الله الشايع هو وادي الخنقة في العرض , وفيه من يرى غير ذالك ,




وهل ( الأعراض ) التي ورد ذكرها في شعر لبيد موجودة اليوم وتعرف في هذا الأسم






البدي أخي الكريم هو كل واد تكثر فيه الآبار التي كان حفرها ابتداء اي مثل ما نقول البدايع اي الآبار المبدوعة .
وهذا يحتم وجود أكثر من بدي
فأما بدي لبيد فهو في جنوب العالية وأما البدي عند زهير فلا شك أنه في جهات العالية الشمالية جهات رقد وصارة والرس ولا يمكن العثور عليه إلا بعد تحقيق ما حوله ثم التوصل إليه بالقرائن ولا أدري إن كان الشيخ العبودي قد حققه أم لا ..
أما رهوا ورهوة فمختلفان
رهو : يقول بعض شراح ديوان لبيد إنه موضع وقيل هو صفة للمطر الكثير أي بلغتنا الدارجة الراهي ولكن سياقه في القصيدة يدل على أنه موضع والفاء بين المواضع في البيت تدل على قربه من الصُّحرة ( الصُّخرة الآن ) ولذا رجحت أنه دهو بالمقارنة مع القصيدة الأخرى والتي لا تختلف عن مضمون هذه القصيدة .
أما الرهوة فهي مصطلح للشامخات ذات الجوانب المنحدرة من الجبال يظهر بين تهامة وعسير وأطراف تثليث ونجران .. وتميم بن مقبل رجل ظهر في عصر الراشدين وبداية الأموي فهو في دولة آمنة يتنقل في جزيرة العرب ويصف كثيرا من مواضعها .
ولذا فـ " رهوا " ليس " رهوة "
أما ما ذكره العبودي باقتران صارة مع بعض المواضع فلا أظنه إلا تحريفا للأسماء نشأ من توافق الوزن فكل المواضع بعيدة عن صارة المعروفة وإن ثبتت صارة - ربما - فستكون غير صارتنا وستكون جنوبية , وليس لها علاقة برقد القصيم . وهذا يحتاج إلى بحث عميق وطويل .
أما الركاء عند ابن مقبل فإن استقرائي المبدئي يجعلني أقول إنه ركاء لبيد هو إياه .
أما الكلاب فلا أشك لحظة في تكرار مسمياته فهو لفظ متعدد الأوصاف وربما كان لبعض القبائل دورها في نقل الأسماء إلى أماكن جديدة يحلونها , والكلاب عند الهجري هو وادي الشعراء دون أدنى شك وهو عند ياقوت وادي الشعراء ولكن دخل عليه أوصاف أجزم بأن المعني بها كُلاب غيره , وأرجو أن أوفق لمعرفة الكلاب الذي أعلاه مما يلي اليمن وأسفله مما يلي العراق .
أما الأعراض فلست متأكدا من بقاء اسمها حتى اليوم ولكن مكانها قد وصفه الهجري في جهات بيشة ورنية كأننا نراه أمامنا .
آمل أن أكون قد وفقت في هذه المداخلة أو الرد .. مع العلم أن ردي كان من ذاكرتي دون الرجوع إلى المراجع , ولكن الإيضاح الأخوي قد لا يحتاج إلى ذلك الآن ..
لكن فيما إذا كانت هناك تساؤلات سأجمعها وأحاول الإجابة عليها في موضوع مستقل أو ألحقها بهذا , وسأستفيد كثيرا من هذه النقاشات فهي التي تسد الخلل وتلهم الحجة وتضيء الطريق
في رعاية الله .

عجاج السناف
20/03/2011, 10:54 PM
وعليكم السلام ورحمة الله

بارك الله فيك وجمل حالك

تقبل مروري

عبد الله الفايز
20/03/2011, 11:11 PM
ماأجملها من سياحة
شكر الله لك ياأستاذنا الكبير على هذه السياحة الرائعة مع شاعر الطبيعة الأول في الجاهلية

فقط أتسآءل : ماذا لو عولجت كل الأخبار والأشعار التي يرد فيها مواضع من بلادنا بهذا الشكل ؟
أمنية ليتها تتحقق

ثامر راشد
21/03/2011, 08:14 AM
البدي أخي الكريم هو كل واد تكثر فيه الآبار التي كان حفرها ابتداء اي مثل ما نقول البدايع اي الآبار المبدوعة .
وهذا يحتم وجود أكثر من بدي
فأما بدي لبيد فهو في جنوب العالية وأما البدي عند زهير فلا شك أنه في جهات العالية الشمالية جهات رقد وصارة والرس ولا يمكن العثور عليه إلا بعد تحقيق ما حوله ثم التوصل إليه بالقرائن ولا أدري إن كان الشيخ العبودي قد حققه أم لا ..
أما رهوا ورهوة فمختلفان
رهو : يقول بعض شراح ديوان لبيد إنه موضع وقيل هو صفة للمطر الكثير أي بلغتنا الدارجة الراهي ولكن سياقه في القصيدة يدل على أنه موضع والفاء بين المواضع في البيت تدل على قربه من الصُّحرة ( الصُّخرة الآن ) ولذا رجحت أنه دهو بالمقارنة مع القصيدة الأخرى والتي لا تختلف عن مضمون هذه القصيدة .
أما الرهوة فهي مصطلح للشامخات ذات الجوانب المنحدرة من الجبال يظهر بين تهامة وعسير وأطراف تثليث ونجران .. وتميم بن مقبل رجل ظهر في عصر الراشدين وبداية الأموي فهو في دولة آمنة يتنقل في جزيرة العرب ويصف كثيرا من مواضعها .
ولذا فـ " رهوا " ليس " رهوة "
أما ما ذكره العبودي باقتران صارة مع بعض المواضع فلا أظنه إلا تحريفا للأسماء نشأ من توافق الوزن فكل المواضع بعيدة عن صارة المعروفة وإن ثبتت صارة - ربما - فستكون غير صارتنا وستكون جنوبية , وليس لها علاقة برقد القصيم . وهذا يحتاج إلى بحث عميق وطويل .
أما الركاء عند ابن مقبل فإن استقرائي المبدئي يجعلني أقول إنه ركاء لبيد هو إياه .
أما الكلاب فلا أشك لحظة في تكرار مسمياته فهو لفظ متعدد الأوصاف وربما كان لبعض القبائل دورها في نقل الأسماء إلى أماكن جديدة يحلونها , والكلاب عند الهجري هو وادي الشعراء دون أدنى شك وهو عند ياقوت وادي الشعراء ولكن دخل عليه أوصاف أجزم بأن المعني بها كُلاب غيره , وأرجو أن أوفق لمعرفة الكلاب الذي أعلاه مما يلي اليمن وأسفله مما يلي العراق .
أما الأعراض فلست متأكدا من بقاء اسمها حتى اليوم ولكن مكانها قد وصفه الهجري في جهات بيشة ورنية كأننا نراه أمامنا .
آمل أن أكون قد وفقت في هذه المداخلة أو الرد .. مع العلم أن ردي كان من ذاكرتي دون الرجوع إلى المراجع , ولكن الإيضاح الأخوي قد لا يحتاج إلى ذلك الآن ..
لكن فيما إذا كانت هناك تساؤلات سأجمعها وأحاول الإجابة عليها في موضوع مستقل أو ألحقها بهذا , وسأستفيد كثيرا من هذه النقاشات فهي التي تسد الخلل وتلهم الحجة وتضيء الطريق
في رعاية الله .





اشكرك استاذنا الفاضل لقد استمتعت في هذا الشرح الوافي
عن تلك المواضع التي ورد ذكرها في النصوص القديمة بارك الله فيك
وأضم صوتي لصوت الأخ الذي طلب لو يكون فيه قسم خاص في شرح النصوص
القديمة وحصر مافيها من مواضع ويدور النقاش حولها لنستفيد من خبرات
أساتذتنا الأفاضل ,, شكرا جزيل

الدرع العربي
21/03/2011, 01:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...موضوع دسم وممتع وشيق ..استمتعنا به واستفدنا منه.وبحث وتتبع يدل على علم جم وخبرة ليست مستغرب من باحث كبير بوزن استاذنا سعد غفر الله له ولنا وللمسلمين اجمعين ..شكرا لك

آمين
إخواني وأنت من بينهم يثنون عليّ فجزاهم الله خيرا
يثنون عليّ لأن الموضوع نفسه جميل
ولكني أعرف بنفسي منهم فما أنا إلا عُود من عرض حزمة
وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل العلم الجم
اختلاف هذا الموضوع أنه ليس عرضا فقط ولكن فيه شيئا من التأمل
ثقتك من منابع اعتزازي الجمة

الدرع العربي
21/03/2011, 01:15 PM
بارك الله فيك اخوي

وبارك الله فيك
أسعدني مرورك وتعليقك
في رعاية الله

الدرع العربي
21/03/2011, 01:17 PM
وعليكم السلام ورحمة الله



بارك الله فيك وجمل حالك



تقبل مروري


وجمل الله حالك كذلك
أسعدني مرورك ودعاؤك
فبارك الله فيك

الدرع العربي
21/03/2011, 01:32 PM
ماأجملها من سياحة
شكر الله لك ياأستاذنا الكبير على هذه السياحة الرائعة مع شاعر الطبيعة الأول في الجاهلية

فقط أتسآءل : ماذا لو عولجت كل الأخبار والأشعار التي يرد فيها مواضع من بلادنا بهذا الشكل ؟
أمنية ليتها تتحقق

إذا كانت هناك رغبة في معالجة النصوص فلا بد مما يلي :
1- تحديد مواضع وردت في الشعر تم فيها رسم لوحة فنية من حيث تقارب المواضع كمعلقة امرئ القيس أو تتابعها مثل قصيدة لبيد أو كونها تحدد صفة ما مثل ما جاء في صفة السحاب في آخر معلقة امرئ القيس .
2- أن تكون المواضع المطلوب زيارتها في اتجاه واحد , فمثلا إذا كانت في حدود شمال منطقة المدينة المنورة أو غرب منطقة حائل على سبيل المثال .
3- اجتماع الأعضاء المهتمين بذلك ولنفترض أنهم 50 مثلا وفي ذلك الاجتماع يتم اختيار أعضاء الرحلة بعدد معقول ما بين 5-8
4- يتم تدارس الأفكار قبل الانطلاق وفي الميدان بعد ذلك مع وجود رئيس فريق بالتناوب بين كل رحلة وأخرى ووجود منسق وتسجيل نتائج العصف الذهني .
5 - الخروج بالنتيجة أو بالنتيجة المبدئية والتوصيات بإعادة الزيارة لبعض أعضاء الفريق إن لزم الأمر .
6- عندما يستطيع الفريق إخراج مادة جيدة ومفيدة فيلزم اتخاذ اللازم لطباعتها .
7- وغير ذلك مما لا يحضرني قوله الآن ..
شكر الله لك تعقيبك واقتراحك
في رعاية الله

ابوعمرالفاروق
22/03/2011, 12:26 AM
ماأجملها من سياحة
شكر الله لك ياأستاذنا الكبير على هذه السياحة الرائعة مع شاعر الطبيعة الأول في الجاهلية

فقط أتسآءل : ماذا لو عولجت كل الأخبار والأشعار التي يرد فيها مواضع من بلادنا بهذا الشكل ؟
أمنية ليتها تتحقق


إذا كانت هناك رغبة في معالجة النصوص فلا بد مما يلي :
1- تحديد مواضع وردت في الشعر تم فيها رسم لوحة فنية من حيث تقارب المواضع كمعلقة امرئ القيس أو تتابعها مثل قصيدة لبيد أو كونها تحدد صفة ما مثل ما جاء في صفة السحاب في آخر معلقة امرئ القيس .
2- أن تكون المواضع المطلوب زيارتها في اتجاه واحد , فمثلا إذا كانت في حدود شمال منطقة المدينة المنورة أو غرب منطقة حائل على سبيل المثال .
3- اجتماع الأعضاء المهتمين بذلك ولنفترض أنهم 50 مثلا وفي ذلك الاجتماع يتم اختيار أعضاء الرحلة بعدد معقول ما بين 5-8
4- يتم تدارس الأفكار قبل الانطلاق وفي الميدان بعد ذلك مع وجود رئيس فريق بالتناوب بين كل رحلة وأخرى ووجود منسق وتسجيل نتائج العصف الذهني .
5 - الخروج بالنتيجة أو بالنتيجة المبدئية والتوصيات بإعادة الزيارة لبعض أعضاء الفريق إن لزم الأمر .
6- عندما يستطيع الفريق إخراج مادة جيدة ومفيدة فيلزم اتخاذ اللازم لطباعتها .
7- وغير ذلك مما لا يحضرني قوله الآن ..
شكر الله لك تعقيبك واقتراحك
في رعاية الله
رضي الله عن لبيد
شيخنا أبا علي وفقك الله وأطال عمرك على خير نفع الله بك كنت من أوائل من اطلع على صيدك هذا وتصاغرت نفسي فلا بضاعة عندي ولم أشارك مع مروري المستمر ومراجعة الموضوع مرارا
ولكن هيأ الله من يكتب ما يعتلج في نفسي وهو الأخ عبد الله الفايز فله الشكر
وهيأ الله منك جوابا على تساؤله يروق لي
لذا تجاسرت بعد تساؤله وجوابك وأضيف هيأ الله لك وللإخوة هنا في مكشات من البلدانيين من المسؤولين من يرى افتقار أهل الحاجة إليكم فيعرفون قدركم وحقكم ويزودونكم بلوازم الرحلات العلمية هذه من سيارات بل وطائرات (لا نطلب جامبو بل طائرات مثل طائرات الحماية الفطرية للزوم التنقل السريع والإكتشاف البديع )ومعدات ومكافآت مجزية فأنتم أحق من كثير وتعرف أنت والإخوة قصدي
جزاك ربي خيرا ومن معك من الإخوة جميعا وحقق ما ترومون من الخير مقاصدكم

الدرع العربي
22/03/2011, 08:19 PM
رضي الله عن لبيد
شيخنا أبا علي وفقك الله وأطال عمرك على خير نفع الله بك كنت من أوائل من اطلع على صيدك هذا وتصاغرت نفسي فلا بضاعة عندي ولم أشارك مع مروري المستمر ومراجعة الموضوع مرارا
ولكن هيأ الله من يكتب ما يعتلج في نفسي وهو الأخ عبد الله الفايز فله الشكر
وهيأ الله منك جوابا على تساؤله يروق لي
لذا تجاسرت بعد تساؤله وجوابك وأضيف هيأ الله لك وللإخوة هنا في مكشات من البلدانيين من المسؤولين من يرى افتقار أهل الحاجة إليكم فيعرفون قدركم وحقكم ويزودونكم بلوازم الرحلات العلمية هذه من سيارات بل وطائرات (لا نطلب جامبو بل طائرات مثل طائرات الحماية الفطرية للزوم التنقل السريع والإكتشاف البديع )ومعدات ومكافآت مجزية فأنتم أحق من كثير وتعرف أنت والإخوة قصدي
جزاك ربي خيرا ومن معك من الإخوة جميعا وحقق ما ترومون من الخير مقاصدكم

وأنا مثلك أجلت الرد ليتسنى لي إنزالك في منزلتك الحقيقية ولكن الوقت والتعبير خذلاني فكتبت هذا السطر مشفوعا بحسن الاعتذار ..
في رعاية الله

الدرع العربي
26/03/2011, 07:10 PM
عاتبني بعض الإخوة على الاختصار في تعاملي مع حادثة انتقال بني جعفر من بلادهم إلى بلاد بني الحارث بن كعب , فعزمت على نقل هذه المعلومة من أقرب مرجع , ولكني رأيت مقالة لشيخنا حمد الجاسر رحمه الله , نشرت في العدد الخامس من السنة السابعة من مجلة " العرب " الصادر في ذي القعدة من سنة 1392 هـ . تحت عنوان ( تحديد منازل القبائل القديمة على ضوء أشعارها ) , فوجدت فيه المعلومة المطلوبة وتصحيحا لاتجاه بني جعفر حين غادروا ديار بني الحارث .. والحديث طويل ولكني سأقتص منه ما يفيد المناسبة :
أما بنو جعفر بن كلاب بن ربيعة أسرة لبيد وقومه فكانت بلادهم متصلة ببلاد قومهم بني عامر , وكانوا مع إخوتهم بني الضباب ( واسمه معاوية ) , الأم واحدة والمحلة واحدة والمرعى واحد . حتى حدثت الفرقة بينهم يوم هراميت , فانتقل الضباب إلى ناحية وبنو جعفر إلى ناحية أخرى , وافترقوا بعد الألفة . وتتابعت بينهم الحروب والوقعات , ولكن الهزائم كانت تلحق ببني جعفر , فهزموا في يوم طخفة وعرجة والهضيبات والريان , وقتلوا رجلا من إخوتهم بني أبي بكر ابن كلاب , وكانت قبيلة غني قد قتلت رجلا من بني جعفر , وكانت غني مجاورة لبني أبي بكر , فأراد رئيس بني عامر الإصلاح بين القبيلتين بني جعفر وبني أبي بكر , وهو جوّاب واسمه مالك بن كعب من بني أبي بكر , فقال لهم : قد أصابت غني منكم دمًا , وأصبتم منا دمًا , فبوئوا أحد القتيلين بالآخر ! فأبت بنو جعفر , وقامت الحرب بينها وبين إخوتها بني أبي بكر , فخُذل الجعفريون , فنزحوا من بلادهم , فجاوروا بني الحارث بن كعب . وبلاد هؤلاء تقع في الطرف الجنوبي الشرقي من بلاد بني عقيل وجعدة وخويلد , وكلها بطون من بني عامر , ولكنهم لقوا من حيف بني الحارث وظلمهم ما فضلوا معه نار أقاربهم على جنة هؤلاء , فقد حاول الحارثيون مصاهرتهم بدون رضاهم , ومحالفتهم فهربوا عائدين حتى نزلوا بأرض بني قشير .
ثم اضطروا للخضوع لحكم جواب , فقصدوا بني أبي بكر , ونزلوا على جواب ورضوا بحكمه , فحكم عليهم . فذلك قول لبيد :

أبني كلاب كيف تنفى جعفرٌ * وبنو ضبينة حاضرو الأجبابِ
قتلوا ابن عروة ثم لطّوا دونه * حتى نحاكمـــهم إلى جوابِ
الأجباب منازل لبني جعفر نفيت عنها , وأقامت بها غني , وذلك حينما رفضوا حكم جواب فنفاهم إلى بني الحارث , كذا قال صاحب النقائض , ولو كان رحيلهم إلى بلاد بني الحارث نفيًا لهم بحكم جواب لما احتاجوا إلى الرجوع إليه مرة أخرى لطلب حكمه . وهو وإن سوى القضية أخيرا بالعفو عن قتيل قومه بني بكر , ودفع دية قتيل غني من ماله ..
ثم يرى الشيخ حمد أن لبيدا قال الشعر ليستلين قلوب قومه لئلا يشتطوا عليهم في الحكم , وأن غنيًّا حلت الأجباب في غيابهم ..
أعقب على قول الشيخ حمد باستدراك واحد هو أن بلاد بني الحارث بن كعب تمتد على طول التخوم الجنوبية لبني عُقيل وجعدة , وربما كانوا إلى الجنوب الشرقي من ديار خويلد كما يرى هو باستدلالي بمواضع أشعارهم .
وأستدرك على ما ذكرتُه في صلب الموضوع من أنهم سيسيرون بخط مستقيم نحو ديار قومهم , فإذا كان ما ذكره الشيخ حمد نقلا عن صاحب النقائض " أبي عبيدة ابن المثنى " ثابتا في المصادر الأخرى فإن معنى ذلك أن بني جعفر قد اخترقوا الأرض التي ذكرها في قصيدته , أو على الأقل مروا بين مناجل والصحرة , لأن بلاد بني قشير تحتل الريب " الرين " وعنان وتقع بلاد بني جعدة إلى الشرق من مناجل والصحرة .
أرجو أن يكون تعقيبي هذا مفيدا للمتسائلين , والله ولي التوفيق .

الدكتور الاول
27/03/2011, 08:51 AM
جزاك الله خير الدنيا وثواب الآخرة

الدرع العربي
27/03/2011, 11:05 PM
جزاك الله خير الدنيا وثواب الآخرة

وإياك بمنّه وكرمه ووالدِنا وإخواننا المسلمين

واحد من نجد
28/03/2011, 12:32 AM
تسلم والله يعطيك عافيه ...

الدرع العربي
31/03/2011, 09:57 AM
تسلم والله يعطيك عافيه ...

الله يعافيك ويسلمك

واسط نجد
31/03/2011, 11:22 PM
موضوع جميل جداً
جذبني وإن كانت اهتماماتي قليلة بالبلدانيات .
الشكر لله ثم لك أيها ( الدرع العربي ).

عبدالله الجري
01/04/2011, 12:26 AM
لايسع منهُ مثلي الا القراءة ومن ثم الدعاء


فجزاك الله خيراً


استمتعت كثيراً في سطور جغرافية الشعر لديك


اتمنى لك التوفيق والسداد


،،،


أبوصالح

عبد الله المنصور
21/04/2011, 11:06 PM
.

فرغ الأستاذ سعد من موضوعه هذا في 7 / 8 / 1426 هـ ثم ألقاه إلى جريدة الجزيرة متحملًا تبعاتِه ، عارضًا عقلَه على عقول الآخرين ، مستهدفًا لكلامهم ، وما ذلك إلا ثقة منه برأيه الذي استوى له ، فقامت الجزيرة محسنةً في فعلها فنشرته على صحيفتها ، فرأى القراء يومئذ نمطًا من الكتابة جديدًا ورجلًا قد أسس بحثه على ركنين لا يتم بحثٌ إلا عليهما وهما الاستقصاء ، والاجتهاد ، ووجد القراء في الكاتب إلى جنب تلك اللغة السليمة حُجّةً تختلس الفرص ، وتدبّ إلى رأي الخصم الذي يعارضها فتزعزعه من أوهن نواحيه ، فكان صنيعه في ذلك خليقًا باسم التجديد مستوجبًا ثناء القراء على تفواتهم .

وقد مضى على فراغ الأستاذ سعد من مقاله هذا نحو من ستة أعوام وهو حيث هو من الجدّة والقوّة فأحبّ أن يعيد نشره إبقاءً على جهده الذي أنفقه فيه ، وحرصًا منه على انتفاع القراء بما كتب فوضعه ههنا وقد أحسن أيضًا في ذلك .

إلا أنّ وقوفي على مقاله كان من حيثُ لم يحتسب أخونا سعدٌ وقوفي عليه وكذلك شأن كلّ ما ينتفع الناس به تردهم إليه الحاجة بعد الحاجة ، وإنّما هجمتُ عليه وأنا أبحث قبل سنتين في الشبكة عن إجابة لسؤالٍ كان يساورني ، وكأنّ همي وهمّ سعدٍ كان واحدًا ، وكأنّ القضية التي شغلت ذهني من نوع القضية شغلت غيري وعرفتُ يومئذ رأيه في ( البدي ) (والكلاب ) الذي جرى فيه يوم من أيام العرب ، ثم لم تمنعي قراءته تلك من قراءته ثانية ، وفي كلّ مرّة يتجدّد لي شيء ، وهو في ذلك كلّه يقرّرُ أمرًا واحدًا استقرّ رأيه عليه ، وهو أنّ ( الأريمض ) إما أن يكون هو ( الكلاب ) على الاحتمال الأول الذي ذكره وإما أن يكون ( البديّ ) على الاحتمال الثاني . هذا هو رأي الأستاذ سعد كيفما أدرتَ كلامه ، وقد تبيّن لي خطأ هذا الرأي أو هكذا بدا لي وذلك لسبب واحدٍ فقط ولا شيء غيره وهو النصّ الذي نقله لنا الأستاذ نفسه عن السيوطي وهو قوله : الأرمضان : واديان . وهذا يعني أنّ ( الأرمض ) و( الأريمض ) وإن شئتَ فقل : الأرمض الشمالي ، والأرمض الجنوبي كانا - قديمًا - معروفين بهذا الاسم ولم يكن اسمهما طارئًا . وهذا يعني أنّهما شيء غير ( البدي ) ( والكلاب )، وكأنّ هذا الاعتراض الذي قلتُه ألمّ بسعدٍ فلم ينشط له وظنّ أنّه يذهب بجهده كلّه فقال : وهذا الوادي - يعني الأريمض الذي رشح أن يكون هو البديّ أو الكُلاب - أرى أنه تعدَّى إليه اسم الأرمض من أخيه الأرمض الجنوبي ؛ فقد نقل السيوطي عن ابن السكيت أن الأرمضين واديان ، وذكرهما بعد صاحتين .

فكأنّه يرى أنّ ( الأرمض ) تعدّى إلى ( البديّ ) أو ( الكلاب ) من ( الأرمض الجنوبي ) ، ولكنّه سرعان ما نقض هذا الرأي بقوله : إنّ السيوطي نقل عن ابن السكيت أنّ الأرمضين واديان . وهذا يعني أنّ الأرمض الشمالي باقٍ باسمه ، ولم يغلب على ( البدي ) أو ( الكلاب ) كما في الاحتمالين اللذين ذكرهما الأستاذ سعد ، ويؤيّد ذلك أيضًا أنهم قالوا : البدِيّان ، للبديّ والكُلاب ، وهذا يدفع أن يكون الأرمض كان يسمّى يومًا من الأيام بـ( البدي ) أو ( الكلاب ) ، وقد ذكّرني أخي سعد بقوله : وهذا الوادي أرى أنه تعدَّى إليه اسم الأرمض من أخيه الأرمض الجنوبي . قصّة أبي دلف العجلي حين مدحه بكر بن النطّاح بقصيدة فأثابه عليها عشرة آلاف درهم ، فاشترى بها ضيعة بالأبلّة ، ثم جاء بعد قليل وأنشده :


بك ابتعت في نهر الأبلّة ضيعة ** عليها قصير بالرخام مشيّد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها ** وعندك مالٌ للهبات عتيــــد

فقال أبو دُلف : وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى ؟ فقال عشرة آلاف درهم ، فأمر أن يدفع ذلك إليه ، فلمّا قبضها ، قال له أبو دلف : اسمع مني يا بكر ، إلى جنب كلّ ضيعة ضيعةٌ أخرى ألى الصين ، وإلى ما لا نهاية له ، فإياك أن تجيئني غدًا وتقول : إلى جنب هذه الضيعة ضيعةٌ أخرى ، فإنّ هذا شيء لا ينقضي .
ولعلّ سعدًا خاف ألا تنتهي به الأودية ويجرّ بعضها بعضًا فقال : أرى . ولم يجزم بذلك !

.

فاهمهم
23/04/2011, 05:09 PM
الله يعطيك العافيه

محمد الشاوي
23/04/2011, 05:21 PM
.

وقد ذكّرني أخي سعد بقوله : وهذا الوادي أرى أنه تعدَّى إليه اسم الأرمض من أخيه الأرمض الجنوبي . قصّة أبي دلف العجلي حين مدحه بكر بن النطّاح بقصيدة فأثابه عليها عشرة آلاف درهم ، فاشترى بها ضيعة بالأبلّة ، ثم جاء بعد قليل وأنشده :


بك ابتعت في نهر الأبلّة ضيعة ** عليها قصير بالرخام مشيّد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها ** وعندك مالٌ للهبات عتيــــد

فقال أبو دُلف : وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى ؟ فقال عشرة آلاف درهم ، فأمر أن يدفع ذلك إليه ، فلمّا قبضها ، قال له أبو دلف : اسمع مني يا بكر ، إلى جنب كلّ ضيعة ضيعةٌ أخرى ألى الصين ، وإلى ما لا نهاية له ، فإياك أن تجيئني غدًا وتقول : إلى جنب هذه الضيعة ضيعةٌ أخرى ، فإنّ هذا شيء لا ينقضي .
ولعلّ سعدًا خاف ألا تنتهي به الأودية ويجرّ بعضها بعضًا فقال : أرى . ولم يجزم بذلك !

.


لقد نصبت نفسك غرضاً لشاعر :p

( أبو علي تكفا نبي الرد بقصيدة )

الدرع العربي
24/04/2011, 06:33 AM
موضوع جميل جداً
جذبني وإن كانت اهتماماتي قليلة بالبلدانيات .
الشكر لله ثم لك أيها ( الدرع العربي ).

بارك الله فيك

الدرع العربي
24/04/2011, 06:35 AM
لايسع منهُ مثلي الا القراءة ومن ثم الدعاء



فجزاك الله خيراً


استمتعت كثيراً في سطور جغرافية الشعر لديك


اتمنى لك التوفيق والسداد


،،،



أبوصالح


وبالخير يجزيك الله وفي حياتك يبارك فيك

الدكتور الاول
24/04/2011, 09:41 AM
اغنيتنا أغناك الله في الدنيا والآخره

الدرع العربي
24/04/2011, 09:57 AM
.

فرغ الأستاذ سعد من موضوعه هذا في 7 / 8 / 1426 هـ ثم ألقاه إلى جريدة الجزيرة متحملًا تبعاتِه ، عارضًا عقلَه على عقول الآخرين ، مستهدفًا لكلامهم ، وما ذلك إلا ثقة منه برأيه الذي استوى له ، فقامت الجزيرة محسنةً في فعلها فنشرته على صحيفتها ، فرأى القراء يومئذ نمطًا من الكتابة جديدًا ورجلًا قد أسس بحثه على ركنين لا يتم بحثٌ إلا عليهما وهما الاستقصاء ، والاجتهاد ، ووجد القراء في الكاتب إلى جنب تلك اللغة السليمة حُجّةً تختلس الفرص ، وتدبّ إلى رأي الخصم الذي يعارضها فتزعزعه من أوهن نواحيه ، فكان صنيعه في ذلك خليقًا باسم التجديد مستوجبًا ثناء القراء على تفواتهم .

وقد مضى على فراغ الأستاذ سعد من مقاله هذا نحو من ستة أعوام وهو حيث هو من الجدّة والقوّة فأحبّ أن يعيد نشره إبقاءً على جهده الذي أنفقه فيه ، وحرصًا منه على انتفاع القراء بما كتب فوضعه ههنا وقد أحسن أيضًا في ذلك .

إلا أنّ وقوفي على مقاله كان من حيثُ لم يحتسب أخونا سعدٌ وقوفي عليه وكذلك شأن كلّ ما ينتفع الناس به تردهم إليه الحاجة بعد الحاجة ، وإنّما هجمتُ عليه وأنا أبحث قبل سنتين في الشبكة عن إجابة لسؤالٍ كان يساورني ، وكأنّ همي وهمّ سعدٍ كان واحدًا ، وكأنّ القضية التي شغلت ذهني من نوع القضية شغلت غيري وعرفتُ يومئذ رأيه في ( البدي ) (والكلاب ) الذي جرى فيه يوم من أيام العرب ، ثم لم تمنعي قراءته تلك من قراءته ثانية ، وفي كلّ مرّة يتجدّد لي شيء ، وهو في ذلك كلّه يقرّرُ أمرًا واحدًا استقرّ رأيه عليه ، وهو أنّ ( الأريمض ) إما أن يكون هو ( الكلاب ) على الاحتمال الأول الذي ذكره وإما أن يكون ( البديّ ) على الاحتمال الثاني . هذا هو رأي الأستاذ سعد كيفما أدرتَ كلامه ، وقد تبيّن لي خطأ هذا الرأي أو هكذا بدا لي وذلك لسبب واحدٍ فقط ولا شيء غيره وهو النصّ الذي نقله لنا الأستاذ نفسه عن السيوطي وهو قوله : الأرمضان : واديان . وهذا يعني أنّ ( الأرمض ) و( الأريمض ) وإن شئتَ فقل : الأرمض الشمالي ، والأرمض الجنوبي كانا - قديمًا - معروفين بهذا الاسم ولم يكن اسمهما طارئًا . وهذا يعني أنّهما شيء غير ( البدي ) ( والكلاب )، وكأنّ هذا الاعتراض الذي قلتُه ألمّ بسعدٍ فلم ينشط له وظنّ أنّه يذهب بجهده كلّه فقال : وهذا الوادي - يعني الأريمض الذي رشح أن يكون هو البديّ أو الكُلاب - أرى أنه تعدَّى إليه اسم الأرمض من أخيه الأرمض الجنوبي ؛ فقد نقل السيوطي عن ابن السكيت أن الأرمضين واديان ، وذكرهما بعد صاحتين .

فكأنّه يرى أنّ ( الأرمض ) تعدّى إلى ( البديّ ) أو ( الكلاب ) من ( الأرمض الجنوبي ) ، ولكنّه سرعان ما نقض هذا الرأي بقوله : إنّ السيوطي نقل عن ابن السكيت أنّ الأرمضين واديان . وهذا يعني أنّ الأرمض الشمالي باقٍ باسمه ، ولم يغلب على ( البدي ) أو ( الكلاب ) كما في الاحتمالين اللذين ذكرهما الأستاذ سعد ، ويؤيّد ذلك أيضًا أنهم قالوا : البدِيّان ، للبديّ والكُلاب ، وهذا يدفع أن يكون الأرمض كان يسمّى يومًا من الأيام بـ( البدي ) أو ( الكلاب ) ، وقد ذكّرني أخي سعد بقوله : وهذا الوادي أرى أنه تعدَّى إليه اسم الأرمض من أخيه الأرمض الجنوبي . قصّة أبي دلف العجلي حين مدحه بكر بن النطّاح بقصيدة فأثابه عليها عشرة آلاف درهم ، فاشترى بها ضيعة بالأبلّة ، ثم جاء بعد قليل وأنشده :


بك ابتعت في نهر الأبلّة ضيعة ** عليها قصير بالرخام مشيّد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها ** وعندك مالٌ للهبات عتيــــد

فقال أبو دُلف : وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى ؟ فقال عشرة آلاف درهم ، فأمر أن يدفع ذلك إليه ، فلمّا قبضها ، قال له أبو دلف : اسمع مني يا بكر ، إلى جنب كلّ ضيعة ضيعةٌ أخرى ألى الصين ، وإلى ما لا نهاية له ، فإياك أن تجيئني غدًا وتقول : إلى جنب هذه الضيعة ضيعةٌ أخرى ، فإنّ هذا شيء لا ينقضي .
ولعلّ سعدًا خاف ألا تنتهي به الأودية ويجرّ بعضها بعضًا فقال : أرى . ولم يجزم بذلك !

.

حين رأيت هذا الجيش الطويل من السطور , امتشقت حسامي لأمزق صفوفها , ولكني رأيتها تصطف في تظاهرة تأييد لم أعهد في حياتي جيشا أيدني بعددها وعدتها !
لقد كنت ممن أفاده عبد الله المنصور وما يزال يفيده لغويا وفكريا , وأما حين اقتحم غمار البلدان فلا بد من المجادلة بإحسان ..
أما من حيث عدم جزمي بالبدي والكلاب وأيهما هذا من ذاك , فهو لكي لا أقطع خط الرجعة على نفسي حين أمعن البحث في تلك الناحية بإذن الله والذي سوف يكون من نتيجته الثقة بأن هذا كُلاب وهذا بدي , وقد تركت للإخوة القراء ممن يرتادون تلك الناحية فرصة مساعدتي ومشاركتي الرأي , وحين تقرأ كلامي عن معدن خزبة ستعرف لماذا مِلت إلى ترشيح أحدهما دون الآخر ..
أما بالنسبة للأرمضين واللذين ذكرهما ابن السكيت , فقد لفتَّ أخي عبدَ الله نظري إلى انقطاع في الصلة , وهذا مما يجعلني أراك معلما وإن سبقتك إلى الخروج على هذه الدنيا , ولكن لا مانع من إيضاح ذلك أدناه ؛
ابن السكيت رحمه الله رجل لا ينسى حين يُذكر الرجال , وهو من هو في علمه ومقامه , وهو من أعيان القرن الثالث الهجري , فلا بد إذَنْ من قِدم تسمية الأرمض , وهذا ينطبق على الأرمض الجنوبي , والذي يسميه الدواسر الأرمض بينما يسمون جاره الأريمض , ويبدو لي أن التسمية جاءت من تغليب أحدهما على الآخر لتجاورهما وإن كان للآخر اسم يخصه , تماما كما قالوا " عمايتان " يقصدون عماية القصيا ( في بعض لغات العرب ) أو القصوى ( حصاة آل عليّان ) وعماية الدنيا ( حصاة ابن حويل ) وما زال الاسم يشملهما الآن إذ تعرفان بحصاتي قحطان .. بينما في حقيقة الأمر أن الحصاة الشمالية لا تسمى عماية بل هي الشامة العنقاء , وقد بقي من اسمها الشويمة .وهاهم يقولون : يسومان ليسوم وقرقد , ويقولون : التينان للتين وجبيل آخر بجانبه ضل عني اسمه , وها أنت ترى اليوم النباج وثيتل كبف تحول اسماهما إلى قريتين العليا والسفلى , أو أن ذلك عند العرب مثل قولهم : العُمران لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما , والقمران للشمس والقمر , والقريتان مكة والطائف .
وأزيدك من الشعر بيتا ! هل تستطيع أن تقول إن الماء أسود ؟ وهم يقولون الأسودان التمر والماء ! إنما هو اصطلاح درج عليه العرب وما درج عليه الأقدمون درج عليه المحْدثون .
إلى هنا انتهيت فإن رأيتَ نقصا تستطيع سد خلله فلك ذاك .
في رعاية الله

المقنع666
24/04/2011, 10:45 AM
اشكرك استاذنا الفاضل لقد استمتعت في هذا الشرح الوافي

عن تلك المواضع التي ورد ذكرها في النصوص القديمة بارك الله فيك
وأضم صوتي لصوت الأخ الذي طلب لو يكون فيه قسم خاص في شرح النصوص
القديمة وحصر مافيها من مواضع ويدور النقاش حولها لنستفيد من خبرات

أساتذتنا الأفاضل ,, شكرا جزيل



استاذنا المبدع اضم صوتي مع صوت الزملاء ان يتم فتح قسم لشرح نصوص اجدادنا واصحاب رسول الله ومن اتو قبله عليه الصلاه والسلام ومن اتو بعده عليه افضل الصلاة والسلام لتعم الفائده والمعرفة حيث ان هناك من هم في امس الحاجة مثلي للقرءه ومعرفة حياة واشعار المبدعين من القرون الاولي فارجوا ان يتم استحداث هذا القسم المهم.

ولكم تحياتي وتقديري،،،،،

شهادتي فيك مجروحه استاذنا الفاضل

الدرع العربي
24/04/2011, 01:02 PM
الله يعطيك العافيه

وكذلك أنت , الله يعافيك ويجزيك بالخير

الدرع العربي
24/04/2011, 01:05 PM
لقد نصبت نفسك غرضاً لشاعر :p



( أبو علي تكفا نبي الرد بقصيدة )


أرى ألفَ طودٍ دونَه حينَ يحتمي * وألفَ شهابٍ حينما يتوكلُ

الدرع العربي
24/04/2011, 01:07 PM
اغنيتنا أغناك الله في الدنيا والآخره


إن يكن ذلك فهو على طريقة " يجود علينا الخيرون بمالهم "
جزاك الله خيرا في الدارين

عليم العطش
25/04/2011, 08:33 AM
لله درك يابو علي انت و صاحبك المنصور فقد اثريتم الموضوع ايما اثراء.
هذه مواضيع تشبع نهم المولع بالبلدانيات.
دمتم بود

النجم السراي
25/04/2011, 12:43 PM
الله يعطيك العافية

عبد الله المنصور
25/04/2011, 03:53 PM
أشكر للأستاذ سعد توضيح رأيه لنا ، وقد أطراني بشيء كنتُ أحبُّ لو أنّه أخّره ، ولكنّ هذا أمر يدل على أنّه جمّ التواضع .
وقد قال في رده :

ويبدو لي أن التسمية جاءت من تغليب أحدهما على الآخر لتجاورهما وإن كان للآخر اسم يخصه , تماما كما قالوا " عمايتان "

وهذا كلام أفهم منه أنّه لا يوجد على الحقيقة إلا وادٍ واحد يسمّى الأرمض ووادٍ آخر يسمّى البدِيّ إلا أنّهم غلّبوا أحدهما على الآخر وهو الأرمض فقالوا : الأرمضان وهذا قولٌ يخالفه الواقع لأنّ الأرمض وادٍ لا يزال معروفًا وكذلك الأريمض ، وإذا عرفنا ذلك علمنا أنه ليس من باب عمايتين ولا العمرين عند تغليبهم عمر على أبي بكر ولا أيضًا من باب الضمرين حين غلّبوا الضُّمْرَ على الضائِنِ ولا ما أشبههما وإنما هو من نحو تغليبهم النائع على النويع فقالوا : النائعان . وكذلك مما يمنع من إرادتهم ذلك ما ذكرته فيما سبق من قولهم لوادي البديّ والكلاب : البدِيّان .
وليس عندي أكثر من ذلك ، وهو الأشبه بكلام العرب ، وهو أبعدهما من التكلّف لأنّا لوقلنا إنّ البدي ربما غلب عليه اسمٌ آخر فسمي الأرمض وربما غلب هو على غيره فقيل له وللكلاب : البديّان كان هذا شيء غريب لا يعرف له نظيرٌ في كلام العرب ولا مذهبهم في التغليب ، كما أنّ قولنا إنّ الأرمض اسمٌ قد غلب على البديّ يحتاج إلى دليلٍ آخر وهو ما لا نعلمه . والله تعالى أعلم .

goldenrife
25/04/2011, 04:09 PM
يعطيك العافية

عبد الله المنصور
25/04/2011, 07:16 PM
قلتُ :


كان هذا شيء غريب

أعني تنازع اسمين لشيء واحد فأخطأت ، ويصحح .

محمد الخيال
19/05/2011, 08:36 PM
[QUOTE=محمد الشاوي;6379894]
بحث جميل من بلداني متمكن
بأسلوب رائع

وهكذا يكون الطرح وإلا فلا .
أنت هنا يا أبا على لم تأخذ برواية :
فدعدعا سرة الرشاء كما == دعدع ساقي الأعاجم الغربا
سيما أنه ذكر عماية وصاحة وهي في نواحي الركاء لا الرشاء.

[/ QUOTE


ابشر بما يسرك ابا علي
حيث ان لي عودة للموضوع

عن قريب ان شاء الله

:good2:

الحصان 1
19/05/2011, 10:14 PM
ماشاءالله تقرير ممتاز ومتعوب علية
بيض الله وجهك

abdulaziz_1414
20/05/2011, 10:23 AM
مشكووووووور