المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزال راع الجوف



سرحاني الجوف
14/03/2011, 01:54 AM
http://bnikhaled.com/mlffat/files/490.gif


تخرج علينا حقائق التاريخ بأن جزيرة العرب هي مهد الموجات البشرية التي عمرت عالمنا الذي نعرفه الآن ،ومنها اضاء الحق


بنوره عقول البشر جميعا ، فلا غرور )(الجوف) اذا قلنا ان هذه المنطقة كانت الأرض الخصبة التي انبتت رجالا نحكي عنهم الأن ، وكأننا


نحكي قصصا أسطورية .



لقد مرت هذه البلاد بسنين من الفقر فكان يخرج بعض من رجالها للبحث عن الرزق ، وكان من هؤلاء الرجال رجل يدعى


حجاج بن فيصل السّـهيان من الضويحي من بني خالد ، وكان حجاج شابا يافعا @-@@-@@-@ا في صلابة وجمود الصحراء ، اخذ حجاج


يسعى وراء الرزق ، حيث خرج من بلاد الجوف حتى وصل به المقام الى الأزرق من بلاد الأردن ، ولكن القدر لم يسعفه


لتحقيق امانيه التي ذهب من اجلها حيث اصابته الحمى ، فلم يستطيع العمل واشتد عليه المرض حتى اقعده عن السّير ، واصبح


حجاج في سجن لا يرحم صاحبه وهو سجن المرض و اثناء ذلك الوقت وحجاج يعاني من شدة المرض ، ظهر بصيص من


النور و الامل ، و اذا ببطل هذه القصّة تسوقـه الاقدار الى حجاج الفيصل .


وهذا البطل نشأ و ترعرع في صحاري بلاد الجوف و لفحته شمسها الحارقة ، وصقلته رياحها بخلق العربـي الاصيل .


بطلنا هو نزّال بن قاضب البيالي السرحاني ، من قبيلة السرحان من بلاد الجوف ..ظـهر على حجـاج وكأنه نور أضاء أمـل


حجاج بعد ظلمة طويلة ، فسلم عليه وواساه و طلب له من الله الشفاء ، ثم سأله قـائلا : هل استطيع مساعدتك ؟


قال حجاج : نعم أنا أريد بلاد الجوف ، هذا اذا كان باستطاعتك . فما كان من نزال الا ان قـال لـه : تـهيأ للمسير الى بلادنـا


(الجوف ) . وهو واثق من نفسه حيث يمتلك العزيمة و الارادة القـوية ، رغم المسافة الشاسعة ، والحرارة الشديدة ، اذ أن بينه


و بين مـا يريد ، صحراء لا يرى فيها الا السراب ، وحرارة الشمس .


وفي اليوم التالي ما أن انبلج النور الا ونزال واقف على مقربة من حجاج ، و قال له :توكل على الله ، فقال حجاج باستغراب


والمرض ينهش في احشائه : أين الراحله ؟ .


فقال نزال وهو واثق من نفسه : على هذا الكتف ! فحمله نزال ثم اتجه به الى الجوف و كان يمشي به راجلا متوكلا على الله


( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) . متحديا عوامل الطبيعة حيث الصحراء والحرارة والظمأ . وقد حمله نزال في هذه


الرحلة من الأزرق من بلاد الأردن حتى أنزله للاستراحة في (العمري ) ، ثم واصل مسيره ولم ينزله في المرة الثانية


للاستراحة سوى في (الحديثة ) ، ثم حمله ومشى به للمرة الثالثة حتى وصل به بلاد القريات عند مقر الحكومة حيث كان


الأمير في ذلك الوقت : ( عبد العزيز بن أحمد السد يري )، فأكرمهما وأعطاهما بعض المال ، زمن حسن الحظ كانت هناك


سيارة حكومية متجهة إلي بلاد الجوف ، حيث ركبا فيها لتكمل بهما المشوار ، إلا أنها وصلت هجرة ( العيساوية ) فتعطلت


وكأن القدر يريد أن يظهر معدن هذا الرجل ، وأركب حجاج مرة أخرى على ظهره ، حتى وصلا إلي هجرة الأضارع ،


فصادفهما أحد رعاة الإبل ، فاستأجر نزال ذلولاً ، وأركب حجاج حيث كان يحتضنه طوال هذه المسافة ، وكان حجاج مع شدة


المرض يتقيأ على كتف نزال هذا الرجل الشهم الذي تزداد عزيمته كل ماطال به الوقت ، وكان عندما يشاهد حجاج متضايقاً


يجعل الذلول تقصر الخطى حتى وصلا دومة الجندل .


وجدير بنا القول هنا أن صاحب الذلول التي استأجرها نزال البيالي ليحمل حجاج عليها من الأضارع إلي دومة الجندل ، عندما


علم بأن نزال قد استأجرها منه لعمل إنساني حمد الله بأن نزال لم يعرفه ، فأخذ ذلوله ، ولم يرض بأخذ الأجرة . وهناك أخذ


نزال البيالي من ركائب الحكومة ، إذ أعطوه ذلولاً على أن يسلمها بعد إنجاز مهمته إلي المسؤول عن ركائب الحكومة في


سكاكا ، حيث أركب حجاج حتى أوصله إلي مناخة السهيان ، وقال له : بماذا ستجزيني ياحجاج ؟ فقال له حجاج : هذه مالها


جزاء إلا من الله ، ولو أعطيتك كل ما أملك ، فقال نزال : أريد أن يذكر الناس هذه القصة عندما تعد القصص الطيبة فقط .


وهذا احد الشعراء يشير الى هذا الموقف البطولي الشهم من قبل الشيخ / نزال بن قاضب البيالي السرحاني أحد وجهاء قبيلة


السرحان بالجوف حيث يثني على مناقبه الحسنه


حيث يقول :





ترحم وتغفر ذنب ذيب الذيابه ابو كّريم طيب العلم نـزال





إلى أن يقول :






وخويه اللي طاح شالـه وجابـه خمسة عشر يوم على المتن منشال
لزم عليـه وركبـه واعتنـى بـهب القيظ الاشهب ماشي باشهب اللال
جابه مـن الاردن تحمـل عذابـه عادات من عادات شيـال الاثقـال
الله يغفـر زلتـه عـن حسـابـه آمين وصلى الله على خير مرسال




ودور الشعر هو توثيق مثل هذه المواقف العظيمة حيث تفاعل الشاعر مرزوق فريح الهزيمي بهذه القصيدة :






يالله ياراكـز عـوالـي جبـالـه الخالق اللـي يـم بيتـه يحجـون
ياجأيب وبل المطـر مـن خيالـه ياناصر موسى على قوم فرعـون
يوم البيالي شـال حملـه لحالـه من دون هيـم والذيابـه يعـوون
حمل خويه فـوق متنـه وشالـه من ديرة المفرق تمشى على الهون
الجوف مره يوم هب الهـوى لـه جاب السكاكي كل ربعه يشوفـون




وفي واحدة من أجمل القصائد تفاعل الشاعر " حسن سمير المخلفي الحربي " مع هذه القصة العظيمة فأنشد وقال :





البارحة ليلـي قضيتـه نشايـدأردد الألحان بالصـدر ترديـد
لو أن ماني في هل العرف رايدرسمت للمعنى سهوم البواريـد




إلى أن يقول :






وصل من أهل المجد وأهل العوايد إزحول الرجال اللي تضد الضواديد
من لابة تاطـا علـى كـل كايـد وقت اللقاء شجعان ماهـم رعاديـد
ورث لهم سرحان كسب المجايـد جـدن مـورث منهجـه للاحافيـد
من وادي السرحان معطـا شهايـد يشهد لها الوادي وذيـك التخاديـد
ماضي عريق وحاضر بـه سدايـد مسـدده فاتـورة المجـد تسـديـد
ونـزال زود بالرصيـد الرصايـدسوالـف مـا تنمحـي بالتجاحيـد
جـدد علـوم دارسـات بـوايـدفعل عنه تقصـر رجـال صناديـد
مثل البليهي ثـار والحمـل زايـدينقل خويه فوق متنـه مـع الريـد
من حد الأزرق ماوضع له وسايـدشاله بحـر القيـض كنـه بتبريـد
ياجعـل متنـه ماتجيهـا الوقايـداللي خويـه ماازعجـه بالتراديـد
فعل البيالـي مـن علـوم شرايـدما هي علـوم بالمجالـس هرابيـد
يشكـر عليهـا والليالـي جدايـدتنشر له البيضا بـروس الشواهيـد
والمدح لاهل الجوف مسند سنايـديستاهلونـه واكـد المـدح تاكيـد
الحيل تحصد مثل يـوم الحصايـدعلى الصوانـي ردم كنهـا الحيـد
والضيف يقلط فرد ماهـو محايـدولا يزعجونه في كثيـر التناشيـد
مـن بعـد فنجـال مقنـد قنـايـدعلى قدوع الجوف من شمخ الغيـد
بهاك المجالـس ماتجيـك اللهايـدتزهى بها الرسلان هي والبغاديـد
دار تردها الخـور يـوم الورايـديوم انها في وقت شـح المواريـد
وصلوا على اللي لامة الغر قأيـدمحمد اللي وحـد الديـن توحيـد



ss سرحاني الجوف

Al3rands
14/03/2011, 01:41 PM
الله اكبر الله اكبر كفيت ووفيت

سداح الشهراني
21/03/2011, 09:14 PM
الله واكبر علييييييييك يالسرحاني

وحيد الليل404
21/03/2011, 09:37 PM
يعطيك العافية على القصة