المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة و الأحدب



ABU MANSOUR
19/05/2011, 02:34 PM
( من الأدب المترجم)






يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..




كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”، بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟”




في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت ” سوف أتخلص من هذا الأحدب!” ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”.. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.



كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته”




بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!!




لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!




لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”



..



..



..



المغزى من القصة:





افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها، لأنه في يوم من الأيام وحتى لو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في العالم الأخر سوف يتم مجازاتك عن أفعالك الجيدة التي قمت بها في هذا العالم.





--



( وأعلم أنك لن تخلو من عين الله.. فأنظر كيف تكون )


(يا داود ! لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم، ورفقي بهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لماتوا شوقا إلي وتقطعت أوصالهم من محبتي).

قوافي ( أم نهار )
19/05/2011, 02:57 PM
حياك اخي الكريم
لاشك ان عمل الخير يجازا به فاعله
والمثل يقول اعمل الخير وارمه فالبحر
مشكور اخوي على القصه لان ايضا فيها تنبيه وهو ان ليس من المعقول ان تتخلص من كل مايضايقك بعمل فيه شر والحمد لله ان الضمائر مازالت موجوده ولاذبحت الناس بعضها..
تحياتي
..قوافي..

أبوعبدالرحمن0
19/05/2011, 07:27 PM
ما شاء الله
مبدع يا أبو منصـــور
وقصــة رائعــة جداً
أشكرك لاهتمامــك بالفائــدة للقــرَّاء
لك التحيـة

انسانه؟
19/05/2011, 07:49 PM
سبحان الله
اعمل الخيرتلقاه ,,
قصه رائعه وسبحان من صحى ضميرها ,,.
هذي دعوه للتفكر في الأعمال ونتذكردائما
قول الله تعالى : (المال والبنون زينة الحياة الدنياوالباقيات الصالحات خيرعندربك ثواباوخيرأملا)
بارك الله فيك ويعطيك الف عافيه ,,.

S3llo
19/05/2011, 08:08 PM
شكرن لك على هذه القصه الجميله بارك الله فيك:hot:

وردة النفل
19/05/2011, 11:55 PM
قصه جميله
جزاك الله كل خير

Al3rands
20/05/2011, 01:14 PM
قصه فيها العبر عافاك الله وبارك فيك

محمد الظاهري
20/05/2011, 10:05 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
ما اجمل قصتك
لها نكهه خااااااصه
وما اجمل ان تبذل لعمل الخير
واكثر الناس في وقتنا
يعتقد ان عمل الخير بامال وليس في الايادي طبعأ
فأن عمل الخير له ابواب كثيره كثيره
لا تتوقف على اي شخص مهما كانت ظروفه
وما اجمل رد اختي انسانه
في ردها
هاذي الايه الكريمه
قول الله تعالى : (المال والبنون زينة الحياة الدنياوالباقيات الصالحات خيرعندربك ثواباوخيرأملا)
وتحياااااتي لك
اخوك
محمد الظاهري

talak511
20/05/2011, 11:31 PM
جزاك الله كل خير

ابن حلاسه
21/05/2011, 08:03 AM
بارك الله فييييك اخي الكريم قصه رائعه ومشووقه

دمت بخير