ااب
21/05/2011, 08:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يصادفنا أحياناً حين نقرأ في كتب أهل الأنواء وصفهم للنجوم بالشامية أو اليمانية، ويعنون بالشامية الشمالية، واليمانية الجنوبية. ومن ذلك قول ابن قتيبة في كتاب الأنواء "النسران، أحدهما الواقع والآخر الطائر، وهما شآميان". وورد هذان الوصفان في أبيات لعمر بن أبي ربيعة يتعجب فيه من تزويج أمرأة اسمها الثريا لرجل اسمه سهيل، يقول:
أيها المنكح الثريا سهيلا=عمرك الله كيف يلتقيانِ
هي شامية إذا ما استقلت=وسهيلٌ إذا استقل يماني
ومن المعروف أن الثريا من النجوم الشامية، وسهيل من النجوم اليمانية.
وهذا الموضوع محاولة لتحديد هذا المفهوم، وذلك حسب قراءة كتب التراث الفلكي.
تصور الأولون أن السماء كرة محيطة بالأرض، ولها قطبان، شمالي وجنوبي. يقول ابن قتيبة: "وللفلك قطبان، قطب في الشمال وقطب في الجنوب ... ومثال القطبين في الفلك ... مثل كرة أنفذت فيها عوداً على نقطتين متقابلتين". وبناءاً على هذا التصور، فإنه يجوز لنا أن نستنتج أنهم قسموا هذه الكرة نصفين، شمالي وجنوبي يفصل بينهما خط استواء سماوي شبيه بخط الاستواء الأرضي الذي يفصل شمالي الأرض عن جنوبها. ولكن تقسيمهم للنجوم كشامية ويمانية كان على طريقتين:
الأولى، بحسب موقعها من شريط فلك البروج الذي تمر به الشمس
من ذلك تقسيم أبي الحسين عبدالرحمن بن عمر الرازي المشهور بالصوفي الكرة السماوية إلى قسمين شمالي وجنوبي، ويفصل بينهما بفلك البروج، وفلك البروج هو الشريط الذي تمر به الشمس ظاهرياً في مسارها السنوي، وعلى هذا المفهوم تكون جميع النجوم الأقرب للقطب من مسار الشمس هي من النجوم الشامية، والأبعد منه تكون من النجوم اليمانية. وقد رتب كتابه على هذا الترتيب فبدأ بصور الكواكب شمالي فلك البروج، ثم بالبروج، ثم بالصور الجنوبية.
الثانية، خاصة بالمنازل والبروج، بحسب موقعها من خط الاستواء السماوي
تكون المنزلة أو البرج شامياً إذا كان أقرب للقطب الشمالي من خط الاستواء، ويكون يمانياً إذا كان أبعد عن القطب الشمالي من خط الاستواء. وحين يتكلم ابن قتيبة عن المنازل يقول: "وهم يعدون أربعة عشر من هذه المنازل شامية، وأربعة عشر يمانية. فأول الشامية الشرطان، وآخرها السماك الأعزل. وأول اليمانية الغفر، وآخرها الرشاء."
وفي اللقطات التالية من ستيللاريوم، يتضح هذا المفهوم:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn02.jpg
النجوم الواقعة داخل دائرة الخط الكسوفي هي النجوم الشامية لأنها أقرب إلى القطب الشمالي من الشمس.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn03.jpg
المنازل والبروج الواقعة داخل دائرة خط الاستواء هي المنازل والبروج الشامية، مثل الحمل والثور والجوزاء والسرطان
وإذا كان النجم من النجوم الشامية، فإن مكثه فوق الأفق يكون أطول من مكث الشمس، وذلك في الوقت الذي يكونان فيه على نفس خط الطول، فهو يطلع قبل طلوع الشمس ويرى في الفجر، ويغيب بعد غياب الشمس ويرى عشاءاً. انظر إلى نجم مرفق الثريا وموقعه وقت طلوع الشمس ووقت الغروب. الشمس ومرفق الثريا هنا على خط طول بين خط طول الساعة الثالثة وخط طول الساعة الرابعة. للتقريب السعودية مثلا على خط طول الساعة الثالثة (الفرق عن خط التوقيت العالمي - جرينتش) وأما خط التوقيت السماوي صفر فهو الذي يمر بنقطتي التقاء الخط الكسوفي (مسار الشمس) مع الخط الاستوائي، وهاتان النقطتان هما وقت الاعتدال الربيعي والاعتدال الخريفي.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn04.jpg
مرفق الثريا طلوعه قبل الشمس
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn05.jpg
وهنا مرفق الثريا سيغيب بعد الشمس في نفس اليوم
والنجوم اليمانية على العكس من ذلك، فمكث الشمس فوق الأفق أطول من مكثها.
وفي اللقطة التالية، انظر إلى دوائر خطوط العرض، بالنسبة للرياض مثلاً، كل النجوم التي تقع ضمن دائرة العرض 70 درجة تكون أبدية الظهور، فهي لا تغيب أبداً، كحال الفرقدين.
والنجوم بين دائرتي 70 و60 درجة لا يزيد مكثها تحت الأفق عن خمس ساعات، وبين 60 و 50 لا يزيد عن 8 ساعات تقريباً.
وتستطيع معرفة مدة بقاء نجم تحت الأفق بمعرفة عدد أقواس دائرته تحت الأفق، والمقصود بالقوس مابين خطي الطول. مثلاً نجم قريب من دائرة خط العرض 30، نجد عدد الأقواس 9 وكسور، فيكون بقاءه قريب من التسع ساعات.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn01.jpg
الأرقام باللون البني هي خطوط الطول وباللون الأزرق هي دوائر العرض
وانظر إلى سهيل من النجوم اليمانية، فهو لا يمكث فوق الأفق أكثر من سبع ساعات تقريباً.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn06.jpg
عدد الأقواس 6 وجزئين من قوسين على الجانبين، فتكون مدة بقاء سهيل فوق الأفق حوالي 7 ساعات
والمعذرة للقصور في التوضيح.
يصادفنا أحياناً حين نقرأ في كتب أهل الأنواء وصفهم للنجوم بالشامية أو اليمانية، ويعنون بالشامية الشمالية، واليمانية الجنوبية. ومن ذلك قول ابن قتيبة في كتاب الأنواء "النسران، أحدهما الواقع والآخر الطائر، وهما شآميان". وورد هذان الوصفان في أبيات لعمر بن أبي ربيعة يتعجب فيه من تزويج أمرأة اسمها الثريا لرجل اسمه سهيل، يقول:
أيها المنكح الثريا سهيلا=عمرك الله كيف يلتقيانِ
هي شامية إذا ما استقلت=وسهيلٌ إذا استقل يماني
ومن المعروف أن الثريا من النجوم الشامية، وسهيل من النجوم اليمانية.
وهذا الموضوع محاولة لتحديد هذا المفهوم، وذلك حسب قراءة كتب التراث الفلكي.
تصور الأولون أن السماء كرة محيطة بالأرض، ولها قطبان، شمالي وجنوبي. يقول ابن قتيبة: "وللفلك قطبان، قطب في الشمال وقطب في الجنوب ... ومثال القطبين في الفلك ... مثل كرة أنفذت فيها عوداً على نقطتين متقابلتين". وبناءاً على هذا التصور، فإنه يجوز لنا أن نستنتج أنهم قسموا هذه الكرة نصفين، شمالي وجنوبي يفصل بينهما خط استواء سماوي شبيه بخط الاستواء الأرضي الذي يفصل شمالي الأرض عن جنوبها. ولكن تقسيمهم للنجوم كشامية ويمانية كان على طريقتين:
الأولى، بحسب موقعها من شريط فلك البروج الذي تمر به الشمس
من ذلك تقسيم أبي الحسين عبدالرحمن بن عمر الرازي المشهور بالصوفي الكرة السماوية إلى قسمين شمالي وجنوبي، ويفصل بينهما بفلك البروج، وفلك البروج هو الشريط الذي تمر به الشمس ظاهرياً في مسارها السنوي، وعلى هذا المفهوم تكون جميع النجوم الأقرب للقطب من مسار الشمس هي من النجوم الشامية، والأبعد منه تكون من النجوم اليمانية. وقد رتب كتابه على هذا الترتيب فبدأ بصور الكواكب شمالي فلك البروج، ثم بالبروج، ثم بالصور الجنوبية.
الثانية، خاصة بالمنازل والبروج، بحسب موقعها من خط الاستواء السماوي
تكون المنزلة أو البرج شامياً إذا كان أقرب للقطب الشمالي من خط الاستواء، ويكون يمانياً إذا كان أبعد عن القطب الشمالي من خط الاستواء. وحين يتكلم ابن قتيبة عن المنازل يقول: "وهم يعدون أربعة عشر من هذه المنازل شامية، وأربعة عشر يمانية. فأول الشامية الشرطان، وآخرها السماك الأعزل. وأول اليمانية الغفر، وآخرها الرشاء."
وفي اللقطات التالية من ستيللاريوم، يتضح هذا المفهوم:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn02.jpg
النجوم الواقعة داخل دائرة الخط الكسوفي هي النجوم الشامية لأنها أقرب إلى القطب الشمالي من الشمس.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn03.jpg
المنازل والبروج الواقعة داخل دائرة خط الاستواء هي المنازل والبروج الشامية، مثل الحمل والثور والجوزاء والسرطان
وإذا كان النجم من النجوم الشامية، فإن مكثه فوق الأفق يكون أطول من مكث الشمس، وذلك في الوقت الذي يكونان فيه على نفس خط الطول، فهو يطلع قبل طلوع الشمس ويرى في الفجر، ويغيب بعد غياب الشمس ويرى عشاءاً. انظر إلى نجم مرفق الثريا وموقعه وقت طلوع الشمس ووقت الغروب. الشمس ومرفق الثريا هنا على خط طول بين خط طول الساعة الثالثة وخط طول الساعة الرابعة. للتقريب السعودية مثلا على خط طول الساعة الثالثة (الفرق عن خط التوقيت العالمي - جرينتش) وأما خط التوقيت السماوي صفر فهو الذي يمر بنقطتي التقاء الخط الكسوفي (مسار الشمس) مع الخط الاستوائي، وهاتان النقطتان هما وقت الاعتدال الربيعي والاعتدال الخريفي.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn04.jpg
مرفق الثريا طلوعه قبل الشمس
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn05.jpg
وهنا مرفق الثريا سيغيب بعد الشمس في نفس اليوم
والنجوم اليمانية على العكس من ذلك، فمكث الشمس فوق الأفق أطول من مكثها.
وفي اللقطة التالية، انظر إلى دوائر خطوط العرض، بالنسبة للرياض مثلاً، كل النجوم التي تقع ضمن دائرة العرض 70 درجة تكون أبدية الظهور، فهي لا تغيب أبداً، كحال الفرقدين.
والنجوم بين دائرتي 70 و60 درجة لا يزيد مكثها تحت الأفق عن خمس ساعات، وبين 60 و 50 لا يزيد عن 8 ساعات تقريباً.
وتستطيع معرفة مدة بقاء نجم تحت الأفق بمعرفة عدد أقواس دائرته تحت الأفق، والمقصود بالقوس مابين خطي الطول. مثلاً نجم قريب من دائرة خط العرض 30، نجد عدد الأقواس 9 وكسور، فيكون بقاءه قريب من التسع ساعات.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn01.jpg
الأرقام باللون البني هي خطوط الطول وباللون الأزرق هي دوائر العرض
وانظر إلى سهيل من النجوم اليمانية، فهو لا يمكث فوق الأفق أكثر من سبع ساعات تقريباً.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images215/mk7708_sn06.jpg
عدد الأقواس 6 وجزئين من قوسين على الجانبين، فتكون مدة بقاء سهيل فوق الأفق حوالي 7 ساعات
والمعذرة للقصور في التوضيح.