المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس



ABU MANSOUR
31/05/2011, 01:26 PM
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن



الخطاب رضي الله عنه وكان في



المجلس وهما يقودان رجلاً من



البادية فأوقفوه أمامه



‏قال عمر: ما هذا



‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا




‏قال: أقتلت أباهم ؟



‏قال: نعم قتلته !



‏قال : كيف قتلتَه ؟



‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته



، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً



، وقع على رأسه فمات...



‏قال عمر : القصاص .... الإعدام



‏.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا



يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن



أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة



شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟



‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا



يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا



‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا



يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،



ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ...




‏قال الرجل : يا أمير



المؤمنين : أسألك بالذي قامت به



السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة



، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في



البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك



‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،



والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا





قال عمر : من يكفلك



أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟





‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا



يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا



داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،



فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست



على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،



ولا على ناقة ، إنها كفالة على



الرقبة أن تُقطع بالسيف ..




‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع



الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن



أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت



الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه



‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل



هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً



هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،



فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه




‏ ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟




‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد



أن يُقتل يا أمير المؤمنين...



‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!




‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته



وزهده ، وصدقه ،وقال:



‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله



‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!





‏قال: أتعرفه ؟




‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟





‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،



فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله





‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه



لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!




‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...




‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث



ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع



‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم



بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .....





‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر



الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،



وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :



الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،



واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر



‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟



قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!




‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،



وكأنها تمر سريعة على غير عادتها



، وسكت‏الصحابة واجمين ،



عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.




‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر



، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد



‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،



لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب



بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في



الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا



تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس



دون أناس ، وفي مكان دون مكان...



‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا



بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏معه





‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو



بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!





‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله



ما عليَّ منك ولكن عليَّ من



الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا



يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي



كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في



البادية ،وجئتُ لأُقتل..



وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء



بالعهد من الناس



فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟




فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس





‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟




‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه



يا أمير المؤمنين لصدقه..



وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب



العفو من الناس !



‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....





‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان



على عفوكما ،



وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ



‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته



، وجزاك الله خيراً أيها الرجل



‏لصدقك ووفائك ...



‏وجزاك الله خيراً يا أمير



المؤمنين لعدلك و رحمتك....



‏قال أحد المحدثين :



والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت



سعادة الإيمان ‏والإسلام



في أكفان عمر!!.






فانشروه ..




خشية أن يقال ذهبت محبة نشر الخير من الناس ..!!

مكشاتي111
31/05/2011, 01:34 PM
سبحان الله

لااله الا الله . الصراحة قصة مؤثرة

الله يجزاك الف خير على النقل

فهد الهلالي
31/05/2011, 01:42 PM
هلابك يااخي الغالي ‏ABU MANSOUR (http://www.mekshat.com/vb/member.php?u=179834) والله يعطيك العافيه على هذا النقل المميز
اختيارك للقصه كان موفق
وتستاهل النجوم على هذا الاختيار
تحياتي

سليمان الربيعان
31/05/2011, 01:45 PM
الله يرحم عمر بن الخطاب كان امام عادلاً اللهم احشرنا مع الصادقين الشهداء الاوفياء
مشكور على السالفه ذكرتنا بزمن الصحبة الكرام
تقبل مروري..

أبوعبدالرحمن0
31/05/2011, 01:46 PM
بارك الله فيك أبا منصور

وأشكرك على النقل الرائع

وإلى الأمام

أميرالعشاق
31/05/2011, 01:54 PM
..........خشيت ان يقال /ذهب الوفاء بين الناس................

..........خشيت ان يقال /ذهب الخير بين الناس................

..........خشيت ان يقال /ذهب العفو بين الناس................
.................
معاني عظيمة..وقصة رائعة من تاريخنا الاسلامي العظيم...
هل ما زالت هذه الاخلاق الحميده موجوده...أم ذهبت؟؟؟
..................
(((الخير في أمتي إلى قيام الساعة)))
..................
قد لا نكون مثل السلف الصالح...
ولا التابعين الأجلاء...
ولا كبار الدعاة والمصلحين..
.................
ولكن ....مازال الخير موجود....وغالب على الشر بإذن الله
..............
وفقك الله اخي /أبو منصور..
سرد جميل..ونقل موفق...
جزاك الله خير

ابوفهيدان
31/05/2011, 01:59 PM
قصة اكبر من ان تقاال
قصة يجب ان تنقش بماء الذهب
رحمك الله ياعمر الفارووق
قصص من يتعض بها في هذا الزمن
وجزاك الله خيرا ياصاحب الموضوع

شلة قنوص
31/05/2011, 03:05 PM
جزاك الله خير على القصه فعلا رائعه من روائع الاسلام

انسانه؟
31/05/2011, 03:14 PM
قصه مؤثره
نسأل الله ان نكون ممن يتعض
ونكون من أتباعهم رضوان الله عليهم ,,.
بارك الله فيك ويعطيك الف عافيه .,

قوافي ( أم نهار )
31/05/2011, 06:34 PM
بارك الله فيك

خوي مخباته
31/05/2011, 07:45 PM
مشكووووووووووووور على القصه


والله كلمة حق انها مؤثره وتهز المشاعر


فيها من ..... الادب ... والشجاعه ..... والحكمه ..... والامانه...... والوفاء..... والعدل ..... والانصاف


في الحقيقه يصعب ....التعبير ....


والله ان العين تدمع .... والقلب يحزن مع قراءت القصه


انا من عندي تستاهل عشر انجوم


ولا تحرمنا من جديدك ................. نحن بالانتظار


وانا اقراء القصه تمنيت ان كل عربي مسلم يقرؤها

رفيق الدرب2
06/06/2011, 11:34 PM
مشكور على سرد القصه اللتي تحيي روح الايمان والعدل والوفاء

ابا الأفلح
08/06/2011, 03:22 PM
اشكرك اخي
قصه مؤثرة جدااا

جنان المطيري
08/06/2011, 03:37 PM
معاااني عظيييمه بالقصه

والعبر فيها كثييره


جزاك الله خير اخوي

اورنس الشرق
11/06/2011, 05:46 AM
الله يجزاك الف خير قصه معبره

وعمر رضي الله عنه هو الفاروق

الكايف 1
11/06/2011, 08:33 AM
http://sub3.rofof.com/img4/09cuqkb17.gif
بارك الله فيك يابومنصور
قصة مليئه بالمواعظ والحكمه والرحمه والالفه والعفو
الله يعفي عنك بالدنيا والاخره والمسلمين اجمعين

والسلام عليكم

الليث الذهبي
11/06/2011, 08:55 AM
القصه فوق اني اعلق عليها
لكن ياليتك كتبت مرجعها