ااب
02/06/2011, 01:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع هدية للأخوين العزيزين أبي غند ورياض بن فهد بمناسبة حصولهما على وسام التميز.
أكتب هذا الموضوع، وهو موضوع أدبي عن النجوم والشعر، وبضاعتي في الأدب مزجاة، وإن وجدتم ما أقول ركيكاً فسينهض به ما تجدون من جميل أبيات القصيد لشعراء فحول ومجيدين.
ليس من منظر يتكرر ويأسر كمنظر السماء المرصعة بالنجوم. والليالي الصافية الكثيرة جعلت النجوم لأهل الصحراء أصحاباً يطرقون ليلاً، ويُعرَفون كلٌ بشكله ورفاقه وجهته. ولعل منظرها الخلاب للعيون، السلاب للألباب، قد ألهم الشعراء فوظفوها في جميع أغراض شعرهم من فخر ومدح وغزل ووصف. ولو لم يفعلوا لعجبنا أشد العجب، وهاقد أتت قصائدهم ببيان كالسحر تقع على المسامع فتكون كما قال صفي الدين الحلي:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm01.jpg
وهذا من السحر الحلال والخمر المباح، كما قال ابن الجياب الغرناطي بعدما طرب من قصيدة للسان الدين بن الخطيب:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm02.jpg
ولا أدري من أين أبدا حين أتكلم عن الشعر والسماء والنجوم، ولا كيف أنتهي، ولذلك سأترك الكلام على السجية وربما كان هذا ادعى لطرد السأم وأقرب لرفع الكلفة، وأعذب في التلقي. واستميحكم العذر إن كنت قد أطلت، وليس لي عذر أن كنت أخللت أو أسأمت، وإن لم يرق لكم هذا الموضوع فإنما هي ضغطة زر، أو نقرة فأر، وينتهي الأمر، ويختفي هذا الموضوع عن أنظاركم وتعودوا إلى ما يسعدكم.
وسوف أصطفي في هذا الموضوع نزراً من غزير وابدأ بما يحلو للسامعين، يقول وضّاح اليمن:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm03.jpg
ولن أشرح مايقول الشاعر حتى لا أفسد على القاريء جمال شعر الشاعر، ولكنه يقول لأثيلة دعينا ماكان الاتجاه شمالاً نحو بنات نعش، وصبحينا إذا اتجهت ركائبنا جنوباً باتجاه سهيل.
وأما الساعاتي، فهو يمدح الشريف بن عون في قصيدة محبوكة ويصف فيها النجوم والكواكب مستعيراً اسماءها ليرسم صوراً تحلّق بك في خيال جميل. انظر إلى استخدامه لأسماء المجرة والدلو والمريخ والثريا والجوزاء والجبهة والذراع والطرف والفرقدين والسماك والبلدة والمشتري والميزان والسنبلة والثور والليث والقوس وهي كلها أسماء للنجوم، ثم كيف انتقل للمدح بعد هذا الوصف.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm04.jpg
ثم بعد ذلك نعرِّج على الفخر، حيث يصف الشاعر الجاهلي الأسفع الأرحبي لمعان السيوف كلمعان النجوم الساطعة في المجرة، وياله من تشبيه!
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm05.jpg
ويستعير أبو تمام النجوم الشمالية التي يهتدى بها ليمدح حجوة بن محمد الأزدي وأخاه قرماً، فيشبههما بالجدي والفرقد، كونهما معلماً للهدى فيقول:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm06.jpg
والنجوم هي رفيق الحزين في ليله الطويل، فهذا عروة بن أذينة يتقلب على جمر من الحزن ويطالع المجرّة والنجوم قائلاً:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm07.jpg
ويقول كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، قارناً بين حزنه ومراقبته لبنات نعش والسماك:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm08.jpg
وأما محمود سامي البارودي فله هذه القصيدة الحزينة الجياشة، وفيها من البيان الساحر مافيها:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm09.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm10.jpg
ومن الليل الطويل الحزين ننتقل إلى تشبيه العرب للصحبة الدائمة بتلازم الفرقدين. يقول الشاعر:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm11.jpg
وقال لبيد بن ربيعة:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm12.jpg
وفي الوصف يستعير الشعراء النجوم ليرسموا الصور الجميلة والغريبة والعجيبة. يقول العسكري:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm13.jpg
ومن جميل التشبيه، أبيات لابن نباتة السعدي يشبه فيها السها بالنسبة لبنات نعش كالقرط في الأذن وذلك لالتصاقها بها وخفوتها وصغرها بالنسبة إليها، وانظر إلى صورة البدر والثريا في البيت الأخير، ما أحسنها!:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm14.jpg
كما أن دوران النجوم وخاصة القريبة من القطب مثل بنات نعش حول نجم الجدي، أثار مخيلة الشعراء، فيقول ابراهيم بن هرمة:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm15.jpg
والجآذر هي صغار البقر، وهنا أيضاً يصف ابن هرمة دوام صحبة الفرقدين.
ويقول القاضي التنوخي:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm16.jpg
أظن أني قد أطلت ولكن اختم بهذه الأبيات لابن نباتة السعدي يخاطب راحلته يحثها بالتوجه نحو الشمال الغربي ويأمرها أن تستدل بنجم ردف الفوارس حين شروقه وصادرة النعائم حين غروبها وتلزم في الاستدلال نجوم الشمال المشهورة وتترك نجوم الأفق الساطعة (حسب فهمي واستنتاجي). يقول ابن نباتة:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm17.jpg
هذا الموضوع هدية للأخوين العزيزين أبي غند ورياض بن فهد بمناسبة حصولهما على وسام التميز.
أكتب هذا الموضوع، وهو موضوع أدبي عن النجوم والشعر، وبضاعتي في الأدب مزجاة، وإن وجدتم ما أقول ركيكاً فسينهض به ما تجدون من جميل أبيات القصيد لشعراء فحول ومجيدين.
ليس من منظر يتكرر ويأسر كمنظر السماء المرصعة بالنجوم. والليالي الصافية الكثيرة جعلت النجوم لأهل الصحراء أصحاباً يطرقون ليلاً، ويُعرَفون كلٌ بشكله ورفاقه وجهته. ولعل منظرها الخلاب للعيون، السلاب للألباب، قد ألهم الشعراء فوظفوها في جميع أغراض شعرهم من فخر ومدح وغزل ووصف. ولو لم يفعلوا لعجبنا أشد العجب، وهاقد أتت قصائدهم ببيان كالسحر تقع على المسامع فتكون كما قال صفي الدين الحلي:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm01.jpg
وهذا من السحر الحلال والخمر المباح، كما قال ابن الجياب الغرناطي بعدما طرب من قصيدة للسان الدين بن الخطيب:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm02.jpg
ولا أدري من أين أبدا حين أتكلم عن الشعر والسماء والنجوم، ولا كيف أنتهي، ولذلك سأترك الكلام على السجية وربما كان هذا ادعى لطرد السأم وأقرب لرفع الكلفة، وأعذب في التلقي. واستميحكم العذر إن كنت قد أطلت، وليس لي عذر أن كنت أخللت أو أسأمت، وإن لم يرق لكم هذا الموضوع فإنما هي ضغطة زر، أو نقرة فأر، وينتهي الأمر، ويختفي هذا الموضوع عن أنظاركم وتعودوا إلى ما يسعدكم.
وسوف أصطفي في هذا الموضوع نزراً من غزير وابدأ بما يحلو للسامعين، يقول وضّاح اليمن:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm03.jpg
ولن أشرح مايقول الشاعر حتى لا أفسد على القاريء جمال شعر الشاعر، ولكنه يقول لأثيلة دعينا ماكان الاتجاه شمالاً نحو بنات نعش، وصبحينا إذا اتجهت ركائبنا جنوباً باتجاه سهيل.
وأما الساعاتي، فهو يمدح الشريف بن عون في قصيدة محبوكة ويصف فيها النجوم والكواكب مستعيراً اسماءها ليرسم صوراً تحلّق بك في خيال جميل. انظر إلى استخدامه لأسماء المجرة والدلو والمريخ والثريا والجوزاء والجبهة والذراع والطرف والفرقدين والسماك والبلدة والمشتري والميزان والسنبلة والثور والليث والقوس وهي كلها أسماء للنجوم، ثم كيف انتقل للمدح بعد هذا الوصف.
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm04.jpg
ثم بعد ذلك نعرِّج على الفخر، حيث يصف الشاعر الجاهلي الأسفع الأرحبي لمعان السيوف كلمعان النجوم الساطعة في المجرة، وياله من تشبيه!
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm05.jpg
ويستعير أبو تمام النجوم الشمالية التي يهتدى بها ليمدح حجوة بن محمد الأزدي وأخاه قرماً، فيشبههما بالجدي والفرقد، كونهما معلماً للهدى فيقول:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm06.jpg
والنجوم هي رفيق الحزين في ليله الطويل، فهذا عروة بن أذينة يتقلب على جمر من الحزن ويطالع المجرّة والنجوم قائلاً:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm07.jpg
ويقول كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، قارناً بين حزنه ومراقبته لبنات نعش والسماك:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm08.jpg
وأما محمود سامي البارودي فله هذه القصيدة الحزينة الجياشة، وفيها من البيان الساحر مافيها:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm09.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm10.jpg
ومن الليل الطويل الحزين ننتقل إلى تشبيه العرب للصحبة الدائمة بتلازم الفرقدين. يقول الشاعر:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm11.jpg
وقال لبيد بن ربيعة:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm12.jpg
وفي الوصف يستعير الشعراء النجوم ليرسموا الصور الجميلة والغريبة والعجيبة. يقول العسكري:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm13.jpg
ومن جميل التشبيه، أبيات لابن نباتة السعدي يشبه فيها السها بالنسبة لبنات نعش كالقرط في الأذن وذلك لالتصاقها بها وخفوتها وصغرها بالنسبة إليها، وانظر إلى صورة البدر والثريا في البيت الأخير، ما أحسنها!:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm14.jpg
كما أن دوران النجوم وخاصة القريبة من القطب مثل بنات نعش حول نجم الجدي، أثار مخيلة الشعراء، فيقول ابراهيم بن هرمة:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm15.jpg
والجآذر هي صغار البقر، وهنا أيضاً يصف ابن هرمة دوام صحبة الفرقدين.
ويقول القاضي التنوخي:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm16.jpg
أظن أني قد أطلت ولكن اختم بهذه الأبيات لابن نباتة السعدي يخاطب راحلته يحثها بالتوجه نحو الشمال الغربي ويأمرها أن تستدل بنجم ردف الفوارس حين شروقه وصادرة النعائم حين غروبها وتلزم في الاستدلال نجوم الشمال المشهورة وتترك نجوم الأفق الساطعة (حسب فهمي واستنتاجي). يقول ابن نباتة:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images217/mk7708_pm17.jpg