ساهر1911
26/06/2011, 08:51 AM
هذه ألقصه حقيقيه لا اعرف كيف ارويها لكم ،
فلم اعتاد على كتابة القصص وسرد الروايات ،
وترددت كثيرا في كتابتها وبعد تردد طويل
قررت ألكتابه ، هذه ألقصه لصديق عزيز على
قلبي أكثركم يعرفه والبعض سمع عنه ، ولا
اعلم أن كان صديقي راضي عن روايتي لقصته
أو لا ولاكن من حبي لهذا الإنسان سأروي
قصته وأملي من الله أن ماتخوني الذاكرة في
بعض تفاصيلها .
كان هناك طفل يعيش في حضن والدته التي
كانت تراه الدنيا وما عليها والتي كانت تتمنى
من الله أن ترزق بطفل أخر كي يونس حياة
أخيه الذي كان يعيش أشبه بيتيم بحكم أن
والده كان مغترب يعيش في دوله عربيه
مجاوره وكان له زوجه وأولاد يعيشون معه ،
وكانت أم الطفل الزوجة الثانية والتي يسافر
لها في كل عام شهر واحد أو اقل ، عاش هذا
الطفل طفولة بريئة لا يعلم شي في هذه
الدنيا غير أن كل من حوله إخوته وكان حبه
للناس سبب حبهم له ، المهم عند بلوغ هذا
الطفل سن الثامنة انتقل مع والدته للدولة التي
يعيش والده فيها ،فكانت الفرحة لا تتسع
صدره الصغير لأنه سيعيش مع والده وإخوانه
الذين لم يراهم طيلة حياته ، وعند الوصول
استقبلهم والده وأخذهم للمنزل الذي استأجره
والمجاور لمنزله ودكانه الذي كان مصدر رزقه
بعد الله عز وجل ، المهم دارت الأيام و السنين
وكبر هذا الطفل وأصبح شاب يبلغ من العمر
تسعه عشر عاما وحياته أصبحت مسئوليات
وذلك لأنه الابن الأكبر فإخوانه الذكور من أبيه
كانوا اصغر منه ، فتعود والده أن يوكل له
مهام العمل بجانب الدراسة التي بدأها متأخر
فكان روتين حياته دراسة وعمل فلم يستطع
أن يكون صداقه خارج المدرسة بحكم انشغاله
بالعمل ، فكنت أنا وبعض الزملاء في نفس
الحي نسرق من وقته ونزوره في مكان عمله
وقت غياب والده وفي بعض الأحيان كنت أنا
أزوره في المنزل بعد عودته من المدرسة في
عدم وجود والده ولو طب والده فجئه يدخلني
صديقي البلكونه خوفا من والده لأنه كان
يمنعه من الأصدقاء والخروج خوفا عليه من
رفقاء السواء ، وكان صديقي يشعر بالضيق
والحرج من معاملة والده ويتجنب التحدث معه
في هذا الموضوع كي لا يسكب غضبه على
والدته المسكينة ، فكنا نلتقي يوم الأربعاء ليلا
بعد انتهائه من عمله ونتجمع مع الأصدقاء
وأعيده لمنزله قبل طلوع الفجر بقليل كي
يذهب صباحا العمل بدكان والده ، وكانت أمه
المسكينة تستر عليه خوفا من عقاب والده له
وعلى هذا الحال ومرت الأيام ، لدرجة أن
والده ومن كثر ما يراني مع ابنه فقد الأمل بان
يفرق بيننا ، وفي يوم والله كأنه اليوم سمعت
رنت التلفون المتكررة كانت الساعة تقريبا
الثالثة قبل العصر وبعد جهدا جهيد قمت
ورفعت السماعة لان جنابي كانت سهران
ومواصل ، ولاني وقتها لي سنه عاطل عن
العمل والدراسة ، وإذا المتصل أم صديقي
تخبرني بان صديقي تعرض لأصابه في رأسه
اثر سقوطه من على جدار عالي ، فكانت ردت
فعلى حينها أنني وضعت يدي على السماعة
وجلست اضحك من قلبي على صديقي وبعدها
تمالكت نفسي وتكلمت معها وطلبت منى
الذهاب للمستشفي كي أطمئنها عليه لان والده
لم يتصل عليها ليطمئنها ، أخذت اسم
المستشفى وتوجهت فورا كي أرى صديقي
واضحك عليه شوي على الحركة إلي سواها
واخذ منه قصة الطيحه من على الجدار وكنت
متخيل الشاش فوق رأسه ، وعند وصولي
للمتشفى وبعد جهدا جهيد تحصلت على والد
صديقي يقف أمام باب غرفة العناية المركزة
وقتها أحسست أن الموضوع كبير ولا يحتمل
المزاح فقلت لوالد صديقي ماذا حدث لصديقي
فلان ، فأجابني وهو غاضب وقال لي يعني
أنت لا تعلم الم تكن معه ، فقلت لا أين ، قال
وهو غاضب الولد يمكن يموت من ألضربه ،
ليش يا أبو فلان تقول كذا قوول خير الموضوع
سهل وبسيط إن شاء الله خير ، وجلسنا إلا
وقت أذان العشاء ونحن ننتظر الدكتور كي
يطمئننا عن حالة صديقي المصاب وبعد
الساعة التاسعة اخبر الطبيب والد صديقي بان
الحالة شبه مستقره ويحتاج لملاحظه 48 ساعة
والسبب أن الاصابه كانت بالعمود الفقري الذي
تضررت به ثلاثة فقرات أضافه إلا الرئة التي
إمتلات ماء ، فعلمنا بعدها أن صديقي تعرض
لأصابه مضاعفه في عموده الفقري اثر
سقوطه بحمام سباحه ولم يكن احد من الشلة
الموجودين يعلم بإصابته مما تسبب بدخول
كميه كبيره من الماء برئته وتوقف التنفس
الذي تجاوز الأربع دقائق ، طلب والد صديقي
الدخول للاطمئنان على ابنه فوافق الطبيب
بشرط أن لا تتجاوز الزيارة الدقيقتان ودخل
والد صديقي وعندها تبعته ببطى شديد كي لا
يراني احد ويمنعني من الدخول وفعلا نجحت
المحاولة وتمكنت من الدخول فكانت رائحة
ألغرفه غريبة من كثرة أجهزة التنفس وصوت
طنين الاجهزه والمضيئة باللون الأخضر
والمراتب البيضاء التي كانت تميز بوضوح كل
ما يقع عليها فوقعت عيني على صوره مخيفه
وحزينة في نفس الوقت ، رأيت جسم مرتخي
كأنه جسم ميت وراس تم حلق جوانبه ووضع
جهاز أشبه بطوق مصنوع من المعدن الصلب
له أطراف دائرية تضغط وتطبق على جانبي
ألراس بمسمار قلويز معلق بها حبل حديدي
يخرج من منتصف الطوق من الجهة الخلفية
للرأس ومتوجه لأسفل السرير ومعلق بآخره
الحبل أقراص حديديه وكأنه جهاز حمل الإثقال
، وبحلقه فتحه تم إدخال من خلالها قطعه
بلاستيكيه تساعد على عملية التنفس ومن
خلالها أيضاء يتم شفط الأوساخ أعزكم الله
لتسهيل عملية التنفس وبجنبه الأيمن تم إدخال
لي بلاستيكي موصول بجهاز تنظيف الرئة ولون
عينه أشبه بدم متخثر ، يا الله ما هذا ما كل هذا
الله هما اشفي مرضانا ، فقلت سأزور صديقي
وأغادر فورا هذه الغرف المرعبة ولاكن أين
صديقي ، ليس هذا الطفل ابن العامين وليس
بهذا الشيب الطاعن في السن لا لا لا لا لا لا لا
لا لا
كيف لي لم انتبه هل من رايته في الأول هو لا
لا لا ارفض أن اقبلها ، بل نعم
كيف لا وهو بالفعل فهو من ضحكت عليه
عندما سمعت بأنه سقط على رأسه أهل هذه
السقطة التي كنت اضحك عليها ، وهل تستحق
السخرية والضحك ، أم انه الموت بعينه ، أم
أنني احلم ورنت التلفون ستقوضني من حلمي
بعد قليل كي أجيب على صديقي العزيز الذي
سيطلبني لكي نتواعد ونخرج سويا ، ما كل هذا
الألم ما كل هذا اهو ميت يحاولون إنعاشه لم
استطع أن أفسر ما رأت عيني رحت أفكر ماذا
أقول لوالدة صديقي ، ابنك طيب وبخير أم
أقول لها لم أجده بالمستشفي ، يا الله
أتعلمون أن هذا الإحساس عاد لي أثناء
كتابتي هذه ألقصه مع أن الحادثة مر عليها ما
يقارب عشرون سنه تقريبا ، حينها بدأت أدرك
أين أنا نعم إنهاء غرفة العناية المركزة مرة
تلك الدقائق وكأنها أعوام وسنون رأيت فيها
الماضي والحاضر والمستقبل ، وكان الزمن
توقف بي أمام صديقي وأنا أقف عند قدميه
وهو لا يتحرك وأنا أنضر في عينه المفتوحة
وكأنها تقول لي ارايت أين انتهاء بي الطريق ،
احذر فلا تغتر بصحتك وعافيتك واحمد الله
عليها ، ولم أفق من غيبوبتي المؤلمة إلا وبيد
تمتد وتمسك بيدي وتسحبني لخارج ألغرفه ،،،،
لم تحملني قدمأي جلست على أول كرسي
وقعت عيني عليه عند خروجي ،، وكأنني
صعدت قمت جبل وجلست لأستريح ، وعندها
دعوة الله أن يبعد عني هذا الكابوس المؤلم
فانا اكرهه وقلبي لا يحتمل هذا الكم الهائل
من الألم والصدمة ، وعندها استسلمت
وخطرت ببالي فكرة غريبة فكرة أن أغادر
المتشفى واهرب من صديقي ونسيانه للأبد كي
لا أراه بهذه ألصوره المؤلمة مره أخرى ،
واعتبر انه في حكم الميت ، ا واني لم أتعرف
عليه في يوم من الأيام ، لان عقلي يرفض
تقبله بهذه ألصوره مع الكم الهائل من الألم ،
اهو ذا صديقي الذي كنا نجلس سويا بالأمس ،
كيف ومتى وقع هذا ومن السبب ، أسئلة كثيرة
لا أجد لها جوابا .
ففي لحضه أقول لنفسي ، مسكين يمكن الله
ابتلاه بسبب ضربه للشخص الفلاني ، ومره
أخره أقول يمكن بسبب انه قبل أمس تعرف
على فلأنه بالتلفون ، ومره أقول بسبب عصيانه
لوالده وهروبه من المدرسة مع رفقا السواء ،
ومره أقول يمكن ربنا يبي يرحمه من تشدد
والده الزائد ، ومره أقول يمكن ، تطهير
ذنوب ...... ومره ..... ومره ......الخ الخ الخ
المهم في الأخير وغصبن عني وما هو بكيفي
تقبلت الموضوع وخرجت من المستشفى
ورحت للبيت وما جاتني الجراءة أن اتصل على
والدة صديقي وقلت والده أكيد بيقوم بالواجب
لاني ماااني بقد هذي المسئولية عاااااادي
يتقولوا نذل ماااااااشي نذل نذل بس من جد
ما قدرت افتح فمي مع أي احد بالي شفته لين
الصبح بسبب الذهول ورهبت ما رأيت ،،،،،
وفي اليوم الثاني صحيت من النوم وانا ميقن ا
نالي صار امس حقيقي ماهو حلم خرجت من
البيت ورحت للمستشفى لزيارة صديقي وأنا
حاس انه الفجعه إلى جاتني أمس بتتلاشه لأنه
الطيحه كانت طازجة وقتها ، وانه باليوم الثاني
بتخف شوي من أثارها وان ألصوره إلي شفتها
بالأمس ما حشوفها اليوم ، وكنت متفائل زيادة
، لدرجة إني طلبت مقابلة الاستشاري المتابع
لحالت صديقيي عشان اعرف منه ايش الحالة
وادخل اطمئن صديقي ،
المهم جلست ما يقارب الساعتين مرزوع قدام
باب عمنا الاستشاري عشان اخذ التقرير المفيد
عن حالة صديقي ، ولما وصل الاستشاري
طلبت منه يعطيني من وقته الثمين دقائق ، ما
شاء الله ما قصر استقبلني وقال أتفضل ايش
عندك وعلى طول دخلت في الموضوع وسألته
عن حالة صديقي ، ورد على سؤالي بسؤال
وقال أنت ايش تقرب له وأنا على طول رديت
قلت له صديق قال معليش ما اقدر أعطيك أي
معلومة والد صديقك عارف الحالة تقدر تروح
تسأله وبعد ترجي واستعطاف نطق أخيرا
الاستشاري وقال هذي الحالة شلل .... رديت
عليه شلل كيف شلل طيب سوي له عمليه أي
شي أبوه يسفره الخارج شلل مين يقول شلل
انتم على طول أي حاله تجيكم تشخصوا الحالة
شلل ........ وخرجت من عند الاستشاري وأنا
معمي جلست أشكل وربي أتمنيت يكون معي
سيارة ملغمه طبلونها ألف عشان امسك خط
ولا أوقف غير في زحل وألا عطارد ..
وبعد اخذ نفس عميت ومن داخل سيارتي
التعبانه والي طبلونها ما يتعداى الثمانين ولمبة
بنزينها دايم ما تنطفي ، وبعد أن أطفئت ثالث
سيجاره والتي أخذتها من باكيت صديقي الذي
كان يخبئه بدرج سيارتي كي لا يراه والده ،
قررت الدخول لصديقي لأطمئن على صحته ،
وبالفعل دخلت المستشفى وطرقت جرس
مشرف غرفة العناية المركزة لكي يسمح لي
بالدخول فسالني عن اسم المريض فقلت له
فلان فقال انتصر قليلا لان عنده زائرين وعند
خروجهم او خروج احدهم سوف اسمح لك
بالدخول ....... يتبع قريبا ان شاء الله
انتضروني
فلم اعتاد على كتابة القصص وسرد الروايات ،
وترددت كثيرا في كتابتها وبعد تردد طويل
قررت ألكتابه ، هذه ألقصه لصديق عزيز على
قلبي أكثركم يعرفه والبعض سمع عنه ، ولا
اعلم أن كان صديقي راضي عن روايتي لقصته
أو لا ولاكن من حبي لهذا الإنسان سأروي
قصته وأملي من الله أن ماتخوني الذاكرة في
بعض تفاصيلها .
كان هناك طفل يعيش في حضن والدته التي
كانت تراه الدنيا وما عليها والتي كانت تتمنى
من الله أن ترزق بطفل أخر كي يونس حياة
أخيه الذي كان يعيش أشبه بيتيم بحكم أن
والده كان مغترب يعيش في دوله عربيه
مجاوره وكان له زوجه وأولاد يعيشون معه ،
وكانت أم الطفل الزوجة الثانية والتي يسافر
لها في كل عام شهر واحد أو اقل ، عاش هذا
الطفل طفولة بريئة لا يعلم شي في هذه
الدنيا غير أن كل من حوله إخوته وكان حبه
للناس سبب حبهم له ، المهم عند بلوغ هذا
الطفل سن الثامنة انتقل مع والدته للدولة التي
يعيش والده فيها ،فكانت الفرحة لا تتسع
صدره الصغير لأنه سيعيش مع والده وإخوانه
الذين لم يراهم طيلة حياته ، وعند الوصول
استقبلهم والده وأخذهم للمنزل الذي استأجره
والمجاور لمنزله ودكانه الذي كان مصدر رزقه
بعد الله عز وجل ، المهم دارت الأيام و السنين
وكبر هذا الطفل وأصبح شاب يبلغ من العمر
تسعه عشر عاما وحياته أصبحت مسئوليات
وذلك لأنه الابن الأكبر فإخوانه الذكور من أبيه
كانوا اصغر منه ، فتعود والده أن يوكل له
مهام العمل بجانب الدراسة التي بدأها متأخر
فكان روتين حياته دراسة وعمل فلم يستطع
أن يكون صداقه خارج المدرسة بحكم انشغاله
بالعمل ، فكنت أنا وبعض الزملاء في نفس
الحي نسرق من وقته ونزوره في مكان عمله
وقت غياب والده وفي بعض الأحيان كنت أنا
أزوره في المنزل بعد عودته من المدرسة في
عدم وجود والده ولو طب والده فجئه يدخلني
صديقي البلكونه خوفا من والده لأنه كان
يمنعه من الأصدقاء والخروج خوفا عليه من
رفقاء السواء ، وكان صديقي يشعر بالضيق
والحرج من معاملة والده ويتجنب التحدث معه
في هذا الموضوع كي لا يسكب غضبه على
والدته المسكينة ، فكنا نلتقي يوم الأربعاء ليلا
بعد انتهائه من عمله ونتجمع مع الأصدقاء
وأعيده لمنزله قبل طلوع الفجر بقليل كي
يذهب صباحا العمل بدكان والده ، وكانت أمه
المسكينة تستر عليه خوفا من عقاب والده له
وعلى هذا الحال ومرت الأيام ، لدرجة أن
والده ومن كثر ما يراني مع ابنه فقد الأمل بان
يفرق بيننا ، وفي يوم والله كأنه اليوم سمعت
رنت التلفون المتكررة كانت الساعة تقريبا
الثالثة قبل العصر وبعد جهدا جهيد قمت
ورفعت السماعة لان جنابي كانت سهران
ومواصل ، ولاني وقتها لي سنه عاطل عن
العمل والدراسة ، وإذا المتصل أم صديقي
تخبرني بان صديقي تعرض لأصابه في رأسه
اثر سقوطه من على جدار عالي ، فكانت ردت
فعلى حينها أنني وضعت يدي على السماعة
وجلست اضحك من قلبي على صديقي وبعدها
تمالكت نفسي وتكلمت معها وطلبت منى
الذهاب للمستشفي كي أطمئنها عليه لان والده
لم يتصل عليها ليطمئنها ، أخذت اسم
المستشفى وتوجهت فورا كي أرى صديقي
واضحك عليه شوي على الحركة إلي سواها
واخذ منه قصة الطيحه من على الجدار وكنت
متخيل الشاش فوق رأسه ، وعند وصولي
للمتشفى وبعد جهدا جهيد تحصلت على والد
صديقي يقف أمام باب غرفة العناية المركزة
وقتها أحسست أن الموضوع كبير ولا يحتمل
المزاح فقلت لوالد صديقي ماذا حدث لصديقي
فلان ، فأجابني وهو غاضب وقال لي يعني
أنت لا تعلم الم تكن معه ، فقلت لا أين ، قال
وهو غاضب الولد يمكن يموت من ألضربه ،
ليش يا أبو فلان تقول كذا قوول خير الموضوع
سهل وبسيط إن شاء الله خير ، وجلسنا إلا
وقت أذان العشاء ونحن ننتظر الدكتور كي
يطمئننا عن حالة صديقي المصاب وبعد
الساعة التاسعة اخبر الطبيب والد صديقي بان
الحالة شبه مستقره ويحتاج لملاحظه 48 ساعة
والسبب أن الاصابه كانت بالعمود الفقري الذي
تضررت به ثلاثة فقرات أضافه إلا الرئة التي
إمتلات ماء ، فعلمنا بعدها أن صديقي تعرض
لأصابه مضاعفه في عموده الفقري اثر
سقوطه بحمام سباحه ولم يكن احد من الشلة
الموجودين يعلم بإصابته مما تسبب بدخول
كميه كبيره من الماء برئته وتوقف التنفس
الذي تجاوز الأربع دقائق ، طلب والد صديقي
الدخول للاطمئنان على ابنه فوافق الطبيب
بشرط أن لا تتجاوز الزيارة الدقيقتان ودخل
والد صديقي وعندها تبعته ببطى شديد كي لا
يراني احد ويمنعني من الدخول وفعلا نجحت
المحاولة وتمكنت من الدخول فكانت رائحة
ألغرفه غريبة من كثرة أجهزة التنفس وصوت
طنين الاجهزه والمضيئة باللون الأخضر
والمراتب البيضاء التي كانت تميز بوضوح كل
ما يقع عليها فوقعت عيني على صوره مخيفه
وحزينة في نفس الوقت ، رأيت جسم مرتخي
كأنه جسم ميت وراس تم حلق جوانبه ووضع
جهاز أشبه بطوق مصنوع من المعدن الصلب
له أطراف دائرية تضغط وتطبق على جانبي
ألراس بمسمار قلويز معلق بها حبل حديدي
يخرج من منتصف الطوق من الجهة الخلفية
للرأس ومتوجه لأسفل السرير ومعلق بآخره
الحبل أقراص حديديه وكأنه جهاز حمل الإثقال
، وبحلقه فتحه تم إدخال من خلالها قطعه
بلاستيكيه تساعد على عملية التنفس ومن
خلالها أيضاء يتم شفط الأوساخ أعزكم الله
لتسهيل عملية التنفس وبجنبه الأيمن تم إدخال
لي بلاستيكي موصول بجهاز تنظيف الرئة ولون
عينه أشبه بدم متخثر ، يا الله ما هذا ما كل هذا
الله هما اشفي مرضانا ، فقلت سأزور صديقي
وأغادر فورا هذه الغرف المرعبة ولاكن أين
صديقي ، ليس هذا الطفل ابن العامين وليس
بهذا الشيب الطاعن في السن لا لا لا لا لا لا لا
لا لا
كيف لي لم انتبه هل من رايته في الأول هو لا
لا لا ارفض أن اقبلها ، بل نعم
كيف لا وهو بالفعل فهو من ضحكت عليه
عندما سمعت بأنه سقط على رأسه أهل هذه
السقطة التي كنت اضحك عليها ، وهل تستحق
السخرية والضحك ، أم انه الموت بعينه ، أم
أنني احلم ورنت التلفون ستقوضني من حلمي
بعد قليل كي أجيب على صديقي العزيز الذي
سيطلبني لكي نتواعد ونخرج سويا ، ما كل هذا
الألم ما كل هذا اهو ميت يحاولون إنعاشه لم
استطع أن أفسر ما رأت عيني رحت أفكر ماذا
أقول لوالدة صديقي ، ابنك طيب وبخير أم
أقول لها لم أجده بالمستشفي ، يا الله
أتعلمون أن هذا الإحساس عاد لي أثناء
كتابتي هذه ألقصه مع أن الحادثة مر عليها ما
يقارب عشرون سنه تقريبا ، حينها بدأت أدرك
أين أنا نعم إنهاء غرفة العناية المركزة مرة
تلك الدقائق وكأنها أعوام وسنون رأيت فيها
الماضي والحاضر والمستقبل ، وكان الزمن
توقف بي أمام صديقي وأنا أقف عند قدميه
وهو لا يتحرك وأنا أنضر في عينه المفتوحة
وكأنها تقول لي ارايت أين انتهاء بي الطريق ،
احذر فلا تغتر بصحتك وعافيتك واحمد الله
عليها ، ولم أفق من غيبوبتي المؤلمة إلا وبيد
تمتد وتمسك بيدي وتسحبني لخارج ألغرفه ،،،،
لم تحملني قدمأي جلست على أول كرسي
وقعت عيني عليه عند خروجي ،، وكأنني
صعدت قمت جبل وجلست لأستريح ، وعندها
دعوة الله أن يبعد عني هذا الكابوس المؤلم
فانا اكرهه وقلبي لا يحتمل هذا الكم الهائل
من الألم والصدمة ، وعندها استسلمت
وخطرت ببالي فكرة غريبة فكرة أن أغادر
المتشفى واهرب من صديقي ونسيانه للأبد كي
لا أراه بهذه ألصوره المؤلمة مره أخرى ،
واعتبر انه في حكم الميت ، ا واني لم أتعرف
عليه في يوم من الأيام ، لان عقلي يرفض
تقبله بهذه ألصوره مع الكم الهائل من الألم ،
اهو ذا صديقي الذي كنا نجلس سويا بالأمس ،
كيف ومتى وقع هذا ومن السبب ، أسئلة كثيرة
لا أجد لها جوابا .
ففي لحضه أقول لنفسي ، مسكين يمكن الله
ابتلاه بسبب ضربه للشخص الفلاني ، ومره
أخره أقول يمكن بسبب انه قبل أمس تعرف
على فلأنه بالتلفون ، ومره أقول بسبب عصيانه
لوالده وهروبه من المدرسة مع رفقا السواء ،
ومره أقول يمكن ربنا يبي يرحمه من تشدد
والده الزائد ، ومره أقول يمكن ، تطهير
ذنوب ...... ومره ..... ومره ......الخ الخ الخ
المهم في الأخير وغصبن عني وما هو بكيفي
تقبلت الموضوع وخرجت من المستشفى
ورحت للبيت وما جاتني الجراءة أن اتصل على
والدة صديقي وقلت والده أكيد بيقوم بالواجب
لاني ماااني بقد هذي المسئولية عاااااادي
يتقولوا نذل ماااااااشي نذل نذل بس من جد
ما قدرت افتح فمي مع أي احد بالي شفته لين
الصبح بسبب الذهول ورهبت ما رأيت ،،،،،
وفي اليوم الثاني صحيت من النوم وانا ميقن ا
نالي صار امس حقيقي ماهو حلم خرجت من
البيت ورحت للمستشفى لزيارة صديقي وأنا
حاس انه الفجعه إلى جاتني أمس بتتلاشه لأنه
الطيحه كانت طازجة وقتها ، وانه باليوم الثاني
بتخف شوي من أثارها وان ألصوره إلي شفتها
بالأمس ما حشوفها اليوم ، وكنت متفائل زيادة
، لدرجة إني طلبت مقابلة الاستشاري المتابع
لحالت صديقيي عشان اعرف منه ايش الحالة
وادخل اطمئن صديقي ،
المهم جلست ما يقارب الساعتين مرزوع قدام
باب عمنا الاستشاري عشان اخذ التقرير المفيد
عن حالة صديقي ، ولما وصل الاستشاري
طلبت منه يعطيني من وقته الثمين دقائق ، ما
شاء الله ما قصر استقبلني وقال أتفضل ايش
عندك وعلى طول دخلت في الموضوع وسألته
عن حالة صديقي ، ورد على سؤالي بسؤال
وقال أنت ايش تقرب له وأنا على طول رديت
قلت له صديق قال معليش ما اقدر أعطيك أي
معلومة والد صديقك عارف الحالة تقدر تروح
تسأله وبعد ترجي واستعطاف نطق أخيرا
الاستشاري وقال هذي الحالة شلل .... رديت
عليه شلل كيف شلل طيب سوي له عمليه أي
شي أبوه يسفره الخارج شلل مين يقول شلل
انتم على طول أي حاله تجيكم تشخصوا الحالة
شلل ........ وخرجت من عند الاستشاري وأنا
معمي جلست أشكل وربي أتمنيت يكون معي
سيارة ملغمه طبلونها ألف عشان امسك خط
ولا أوقف غير في زحل وألا عطارد ..
وبعد اخذ نفس عميت ومن داخل سيارتي
التعبانه والي طبلونها ما يتعداى الثمانين ولمبة
بنزينها دايم ما تنطفي ، وبعد أن أطفئت ثالث
سيجاره والتي أخذتها من باكيت صديقي الذي
كان يخبئه بدرج سيارتي كي لا يراه والده ،
قررت الدخول لصديقي لأطمئن على صحته ،
وبالفعل دخلت المستشفى وطرقت جرس
مشرف غرفة العناية المركزة لكي يسمح لي
بالدخول فسالني عن اسم المريض فقلت له
فلان فقال انتصر قليلا لان عنده زائرين وعند
خروجهم او خروج احدهم سوف اسمح لك
بالدخول ....... يتبع قريبا ان شاء الله
انتضروني