ابن هويشل
01/07/2011, 03:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
طاب مسائكم إخواني الكرام في منتديات مكشات وأهلا وسهلا بكم
قرأت في ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة
في المجلد الثالث الطبعة الخامسة في الحلقة الثالثة والسبعين
{رحلة الحجاز(4)في الطريق إلى تبوك}
الصفحة الثانية والسبعين ما نصه
(لقد وصفت مسيرنا بعد عودتنا لأخ من إخواننا هو الأستاذ ياسين الحموي
الذي صار - من بعد - مدير الكلية الشرعية
فرسم هذه الخريطة (1) ، رسمها بناء على وصفي الطريق بعدما رجعت.
ولم أكن أعرف حين كنا نمشي أين نحن من الأرض.
كل الذي عرفته أننا تركنا ((وادي السرحان))العظيم
عن شمائلنا وسرنا إلى الجنوب ، جنوب بشرق ، حتى لاحت لنا على اليمين
جبال عالية فقصدناها ، حتى إذا اقتربنا منها سرنا بحذائها
على أرض ما رأيت أعجب منها ، فهي أرض سوية متسعة فيها حجارة سود
مرصوفة رصفا ، كأنها أرض ميدان واسع في مدينة كبيرة فرشت ومهدت تمهيدا.
مشينا في طرفها تسعين كيلا حددها عداد السيارة ، قال الدليل : إن اسم هذه
الأرض ((بسيطة)) بصيغة التصغير ، حتى وجدنا ثغرة ( شعبا كبيرا مثل الوادي)
فدخلنا هذه الثغرة ، فإذا نحن في واد موحش
ما رأيت (وقد قطعت بعد ذلك ما بين سورابايا في آخر جاوة وفولندام في شمال هولاندة)
ما رأيت مكانا أوحش منه!
كنا فيه وحدنا لا إنسي ولا جني ، ما رأينا فيه مخلوقا حيا ، حتى أمسا المساء
فبتنا فيه ليلة الله وحده يعلم كيف كانت ، ولم يدرك الدليل-على حذقه-أننا ضالون
حتى أصبحنا غداة الغد.
أكون أكذب الناس إن قلت لكم
إنني لم أخف.
لقد خفت وخاف كل من كان معي ، خالط قلوبنا الرعب من أن تكون نهايتنا ميتة
في قفر ما فيه أحد يغسلنا ويصلي علينا ويواري أجسادنا التراب،.......
إلى أن قال رحمه الله : وكان الدليل حركة دائمة دائبة ، لا يهدأ ولا يسكن ، يصعد ذروة جبل وينظر ، ثم يهبط ويصعد أخرى ، فلا يرى شيئا
فيعود محتارا متألما. حتى نزل مرة ، وكان ذلك مساء اليوم الثاني لدخولنا هذا الوادي الذي سميته
(( وادي الموت))
فلمح على البعد جبلا ، فهلل وكبر وقال : أبشروا فقد وصلنا ، هذا شرورى.ا.هـ
هذا ما ذكره الشيخ رحمه الله في مذكراته
فلعل الله أن ييسر من يتحفنا بصور هذا الوادي الموحش وإحداثيته وبعض المعلومات عنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم
ابن هويشل
(1) الخريطة موجودة في صفحة 73
طاب مسائكم إخواني الكرام في منتديات مكشات وأهلا وسهلا بكم
قرأت في ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة
في المجلد الثالث الطبعة الخامسة في الحلقة الثالثة والسبعين
{رحلة الحجاز(4)في الطريق إلى تبوك}
الصفحة الثانية والسبعين ما نصه
(لقد وصفت مسيرنا بعد عودتنا لأخ من إخواننا هو الأستاذ ياسين الحموي
الذي صار - من بعد - مدير الكلية الشرعية
فرسم هذه الخريطة (1) ، رسمها بناء على وصفي الطريق بعدما رجعت.
ولم أكن أعرف حين كنا نمشي أين نحن من الأرض.
كل الذي عرفته أننا تركنا ((وادي السرحان))العظيم
عن شمائلنا وسرنا إلى الجنوب ، جنوب بشرق ، حتى لاحت لنا على اليمين
جبال عالية فقصدناها ، حتى إذا اقتربنا منها سرنا بحذائها
على أرض ما رأيت أعجب منها ، فهي أرض سوية متسعة فيها حجارة سود
مرصوفة رصفا ، كأنها أرض ميدان واسع في مدينة كبيرة فرشت ومهدت تمهيدا.
مشينا في طرفها تسعين كيلا حددها عداد السيارة ، قال الدليل : إن اسم هذه
الأرض ((بسيطة)) بصيغة التصغير ، حتى وجدنا ثغرة ( شعبا كبيرا مثل الوادي)
فدخلنا هذه الثغرة ، فإذا نحن في واد موحش
ما رأيت (وقد قطعت بعد ذلك ما بين سورابايا في آخر جاوة وفولندام في شمال هولاندة)
ما رأيت مكانا أوحش منه!
كنا فيه وحدنا لا إنسي ولا جني ، ما رأينا فيه مخلوقا حيا ، حتى أمسا المساء
فبتنا فيه ليلة الله وحده يعلم كيف كانت ، ولم يدرك الدليل-على حذقه-أننا ضالون
حتى أصبحنا غداة الغد.
أكون أكذب الناس إن قلت لكم
إنني لم أخف.
لقد خفت وخاف كل من كان معي ، خالط قلوبنا الرعب من أن تكون نهايتنا ميتة
في قفر ما فيه أحد يغسلنا ويصلي علينا ويواري أجسادنا التراب،.......
إلى أن قال رحمه الله : وكان الدليل حركة دائمة دائبة ، لا يهدأ ولا يسكن ، يصعد ذروة جبل وينظر ، ثم يهبط ويصعد أخرى ، فلا يرى شيئا
فيعود محتارا متألما. حتى نزل مرة ، وكان ذلك مساء اليوم الثاني لدخولنا هذا الوادي الذي سميته
(( وادي الموت))
فلمح على البعد جبلا ، فهلل وكبر وقال : أبشروا فقد وصلنا ، هذا شرورى.ا.هـ
هذا ما ذكره الشيخ رحمه الله في مذكراته
فلعل الله أن ييسر من يتحفنا بصور هذا الوادي الموحش وإحداثيته وبعض المعلومات عنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم
ابن هويشل
(1) الخريطة موجودة في صفحة 73