صاحب الجردي
14/07/2011, 05:39 PM
تقول روحي: إياك (نفســـي)!***(واللهِ) غيرُك يحب (نفســــــك)!
ترميها عصراً و تقول (هيّا)***و عند الغروب تروح شمسك!
لا ترتجيني..فالعمــر (مَــرّة)*** الروح (مفرد) و الطيف همسك!
هناك (حِبٌ)..يحـــب وصـــلك***و هناك (مــــاء) يريق دمـــــك!
من منا لا يتمنى أن يستجم في مكان كهذا:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images221/mk53894_beach.jpg
أو يستمتع بعالم أبدعه الله عز و جل كهذا:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images221/mk53894_reef.jpg
أو ينال لقمة (هنية) في غداء مع أحبائه تكون من صيده، كهذه:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images221/mk53894_eat.jpg
قصة رقم (1)
سليمان: يا ابن الحلال و الله مو صاير لنا الا ما الله كاتبه، خل عنك الخرابيط هذي بس....
وليد: طيب أوكي، بس الاحتياطات لا بد منها و الظاهر مادام الجو مو مره ممتاز و الجي بي اس خربان، خلاص خلها مره ثانية...
سليمان: ما عليك الجو بيتعدل بعد ما نمسك الخط و الجي بي اس هنا (في المخ) ماعليك أنت بس! جيب اللعف و الثلج و موعدنا عند البوت!
وليد: الى تشوفه يا أبو سليم و لكن عط أم سليمان خبر عساها تدعي لنا بإثنين و لا ثلاثة من الحمر نسدحها...
سليمان: عندها خبر و زي العادة تقول مالك و مال البحر، مايعرفون انه البحر اسلم من مسك الخط بالسيارة الايام هذي..يالله بس لا تتاخر..
( يغوص سليمان و معه وليد، و يخرجان من الغوصة و لكن لا يجدان القارب! الهواء شديد جدا، و لا أي نوع من الادوات معهم غير (الحوت) الي في الهوك!! و (الإسطوانة) على الظهر!!)
قصة رقم (2)
عمر: أحمد، أحمد، شفت المكان هذاك الي فيه صخور و حولينه عميق؟ أنا متأكد أنه مليان سمك!!!
أحمد: طيب حلو...بس هذا مالو طريق، كيف تبغى تروحولوا ياحلو؟
عمر: و لا شي، تعدي الكسارة الصغيرة و تسبح شويه، حتى شكلو تقدر توقف هناك، بعدين توصل للمكان السري الجديد! أنت خلي معاك الجالون الاسود و كيس الطُعم، و انا بأخذ السنانير و الفلين الصغيرة، بس أنتبه لا تطيح الاغراض!
أحمد: طيب، الي تقوله، بس لاحظ أنه المغرب ما بقي له شي كثير، تكفى لا تظلّم علينا و احنا في نص البحر...
(بدون سابق إنذار و بعد رحلة متعبة للوصول إلى المكان السري، تزيد قوة الرياح، موج و يصبح البحر غزير مع تيارات متنوعة! يصعب الوقوف للصيد و تصعب العودة كذلك، و الشمس في غروب سريع!!)
***
أحي جميع الإخوة في البداية، و أتمنى أن تكونوا بصحة و عافية و أموركم على أحسن مايكون، و أن تلحقوا مما بقي من الصيف (بحراً) يبرد عليكم الحرارة و يزيل الهموم، و ينشط الهمم، و يفيد العقل و يثري الروح و الوقت.
اليوم سأذكر لكم مجموعة من :fالمحاذير:f التي تخص كل من يرتاد البحر للصيد و التنزه، سواء كان غواص، صياد أو متنزه. و هذه الأمور تزداد في الأهمية كل ما إزداد خروجنا للبحر، و لا تزال أيضا بأهمية عظمى حتى لو خرجنا مرة واحدة في السنة.
الوعي و الحمدلله موجود بين أكثر المكشاتيين، و من ذلك توخي الحذر و الحرص على النفس و الصحة و المال لمن يخوض غمار بحرنا الجميل بأي طريقة كانت. و لكن أنا وددت جمع بعض الأمور في موضوع إرشادي تذكيري لتكون مرجع للجميع، أتمنى أن يقرأ و يطلع عليها الشباب خصوصا و المبتدئين في عالم البحر. و هذه الإرشادات حتما صالحة و مهمة لمن يعتقد أنه خبير في البحر، فالبحر لا خبير و لا كبير به إلا الله عزوجل.
حاولت أن أخرج من صيغة (لا تفعل:director:) و أن أتجنب ذكر متطلبات السلامة المعروفة مباشرة مقابل جعل الموضوع يتحدث عن محاور السلامة الرئيسية في بيئتنا و ليس شروطها، من باب التغيير و محاولة إيصال الفكرة قبل طلب تطبيقها.
لم أذكر من ضمن البنود أدناه أسماك (القرش) أو (دجاجة) البحر أو أي حيوان سام أو مفترس لأن هذه الأحياء في إعتقادي ذات مخاطر محدودة على مرتادي البحر و يزيد خطرها في ظروف معينة يصنعها الشخص نفسه، يستطيع هذا الشخص التقليل أو تفادي مخاطرها بالكامل إذا تنبه للامور الأخرى التى ساذكرها في هذا الموضوع.
قبل أن أبدا، أذكر بأن الإيمان بالله يتجلى في هذه الرياضة حين يعرف الفرد كيفية الربط بين الأسباب و التوكل، و يتعامل مع أصدقائه و مرافقيه بحسن الخلق و الإحترام و حس المسئولية الضروري جدا، ثم يعي أسباب الرزق و يسعى لها، و يطعم غيره مما يرزق، و لا ينسى واجباته الشرعية في عرض البحر من صلاة و ادب و طهارة و سترة و ما إلى ذلك.
بسم الله نبدأ:
1. الجهل- بإختصار: الجاهل عدو نفسه. و البحر عالم بيئي حيوي متكامل لم يتمكن العلم الحديث بكل تراكماته و إستعداداته من الإلمام به بالكامل. التعقيد الموجود في البيئة البحرية و إمكانية ظهور تأثير تداخل العديد من القوى (الرياح و شمس و أحياء متفرقة و غيرها) في ضروف قصيرة نسبيا يجعل البحر ذو خصوصية مميزة في هذه الخطورة. فتقلب الأحوال طبيعي و إختلاف الأماكن على قربها متوقع و الكائنات الحية متعددة و كثيرة جدا. المخاطر هنا تكمن في أن هذه الأوضاع الطبيعية ليست مناسبة للتعامل الإنسان بطريقة مباشرة معها، فيجب عليه أخذ مجموعة من الإحترازات و الإحتياطات التى تمكنه من اخذ الحسبان و الوقاية المستمرة. الحل السهل هنا هو التعرف على ملامح هذه البيئة و التعلم في الجوانب المؤثرة على النشاط البحري المرغوب شرط أساسي للتقليل مخاطرها. فالعلم و اليقين بحقائق الأمور محفز قوي للإحتراز و الإحتياط و الجهل سبب رئيسي في الوقع في الأخطاء المضرة و المؤثرة على فعالية النشاط البحري و المميتة أحيانا.
2. الوحدة - أقصد بالوحدة هنا الإنفراد بنشاط بحري معين في وقت أو مكان معزول عن الأصدقاء أو المرافقين. و هذا يحدث كثيرا في السباحة و الغوص و السنوركل و أحيانا في الإصطياد بالقارب حيث أن الكثير يجد صعوبة في المحافظة على التواصل المستمر خلال وقت النشاط.و هذا أمر معروف المخاطر و منها أن الوجود في هذه البيئة المختلفة يعرض الشخص لمواقف يصعب الخروج منها إلا بمساعدة مرافق أو صديق و قد تصل المخاطر هنا بكل سهولة إلى الوفاة لا قدر الله. الحل: تجنب الوحدة نهائيا و إعتبارها فعل محظور خصوصا حال ممارسة نشاط بحري داخل الماء. و يجب أن نتذكر أن الظروف التى اجبرت كبار البحارة لدينا على إعتياد الوحدة في الصيد تختلف تماما عن الظروف التى يعيشها الان كل من يريد إرتياد البحر، فهم لا يشكلون مرجع أو قدوة في هذا الأمر، و لو كان بيدهم مرافقة أصدقائهم في كل نشاطاتهم البحرية لفعلوا. يدخل ضمن السياق كذلك خطورة البعد عن مواطن الخدمات و المساعدة كالمراكز الأمنية و التواجد البشري، فالدخول وسط البحر في مناطق معزولة قد يكون سبب لورطة كبيرة – لا سمح الله- لا تخرج منها و لو كنت بأربع مرافقين!
3. إختيار الخوي (الصديق) لا داعي هنا للشرح و التفصيل في مسألة حسن إختيار المرافق أو الصديق أو الخوي، فهي (توصية شرعية) و (جودة حياة) و (مخرج وقت الشدة). فقط أشير إلى خصائص المرافق الجيد في البحر بإختصار: عقل وركادة، إهتمام بالصلاة، معرفة بحرية، تفاهم عال المستوى و مرونة و صراحة عند اللزوم. المخاطر هنا على ثلاثة أنواع: نوع قاتل في وقت الضيق و الشدة و هو الصديق الجاهل المتسرع و غير الوفي و العنيد، و نوع يفسد عليك الرحلة بسلوكياته و سطحيته و يفقدها هدف و معنى الإستمتاع و الإستجمام، و نوع يصيبك بالخسائر المادية و العصبية و لا يتعلم و لا يتفهم! و الحل بكل بساطة في حسن الإختيار و مرافقة الأطياب الأخيار و البحث عن من يرتقي بغيره و يفيده، و البعد عن أصحاب السلوكيات و المواقف المخزية و المشينة. كذلك أشير إلى أن الصديق الجيد يساعدك دائما على حسن التصرف مع بقية البنود التى ذكرتها في هذا الموضوع: فهو يشير إليك في أمور البحر و يتناقش بأريحيه و إحترام، و يلجم حماسك الزائد، و يذكر بما ينقص من العدة الضرورية للسلامة، و ليس بما ينقص من (العصيرات) و (البساكيت) فقط!
4. الإجهاد- يحدث الإجهاد كنتيجة مباشرة للضعف اللياقي و تحميل الجسم فوق قدراته، و يزيد إحتمال حصوله عند الخروج للبحر بدون أخذ النوم الكافي. الشمس و الحرارة في بحرنا عامل رئيسي محفز للإجهاد إضافة الى عدم الإتزان في توزيع القيام بالأنشطة البحرية و ساعات الراحة خلال اليوم. مخاطرة تتمثل في أن تزايد الإجهاد و الإنهاك قد يسبب متاعب مرضية لأيام عديدة إضافة الى أن الشخص المجهد جدا لا يستمتع بما يقوم به من نشاط و أكبر مخاطر الإجهاد تقع في أن الشخص المجهد دائما في وضعية غير مناسبة لإتخاذ قرار سليم أو القيام بما يجب خصوصا في المواقف الحرجة. الحل: التأكد من التجهيز المناسب لكل رحلة من النواحي النفسية و العضوية و أخذ النوم الكافي قبل الخروج للبحر و تخطيط أنشطه الرحلة بعناية ( و من ذلك التمارين الرياضية التحضيرية لنشاطك البحري) و توزيع ساعات للراحة بين ساعات النشاط و إعتبار للوقت و الطاقة المتوفرة بحدود لكل منا.
5. الحماس الزائد- لا شك أن التوازن و التوسط في كل الامور هو أفضل الطرق دائما، و أقصد بالحماس الزائد هنا الحالة التى يصل فيها الشخص إلى مظنة خاطئة بالشجاعة أو التحدي أو (المرجلة) أو المقارنات الغير مجدية أو غير ذلك و نسيان مسلمات و حدود أخرى. المخاطرة: يعرض الحماس الزائد الشخص إلى نسيان الكثير من الامور المهمة و الضرورية، فيرمي بنفسه إلى مكان أصعب من قدراته، أو يجهد نفسه و يعرضها للخطر من أجل الإستعراض، أو يهتم بجهاز أو آله جديدة و ينسى التأكد من الادوات الضرورية المعتاد على إستخدامها. بما أن التعامل مع بيئة البحر لا يتحمل هذا (النسيان) و (التجاهل) الناتج عن الحماس الزائد فإن الحل و لا شك هو التعقل و التعامل مع الامور بهدوء و تخطيط و رزانة. و يجب الحرص الشديد على عدم خلط الجد بالهزل، فالكثير من مصائب البحر تأتي من اللعب و المزاح (الزائد) و ما شابه ذلك.
6. الشمس- أحد العناصر الطبيعية المؤثرة في بحرنا، فهي التى بقدرة الله عز و جل تدخل مظاهر الحياة و تحافظ عليها تحت سطح الماء. خطرها يكون بالتعرض المباشر لها لساعات طويلة مما قدد يسبب الجفاف، ضربة شمس، الإجهاد و لا يخفى أيضا تأثيرها على الجلد و (اللون) علما بأنه مثبت علميا بأن التعرض لها يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الجلد كفانا الله و إياكم. الحل: تجنب التعرض لها إما بعدم الخروج تحت الشمس أو لبس ما يناسب و يقاوم أشعتها الحارقة. و للعلم، السباحة و تأثيرها المبرد على الجسم لا يقلل من الأثر السئ لأشعة الشمس الضارة. قلل من التعرض لها و لا تنسى أيضا شرب السوائل بإستمرار خلال ساعات النهار.
7. المد- ظاهرة طبيعية جدا تتأثر بالجاذبية القمرية و الجاذبية الشمسية و تفاعل ذلك مع جاذبية الأرض و الرياح و تغيير الفصول. مخاطره تكون بالتيارات الشديدة جدا التى تعيق التحكم في الحركة تحت الماء و هذه قد تسبب الإجهاد أو ضياع الإتجاه و طريق الخروج، أو الدوامات القاتلة و التي تسبب الصدمات المميتة باللشعاب المرجانية أو الغرق لا قدر الله. الحل: تجنب أماكن المد و الحذر منها و تجنب نزول البحر مع المبتدئين و الصغار في الأماكن الغير معروفة و الأجواء الغير مناسبة.
8. الرياح- أحد القوى الربانية الجميلة التى تكمل عملية التناغم البيئي الموجودة في البحر. الرياح من وجهه نظر البحار على نوعين: نوع يجب التعامل معه و أخذه في الإعتبار عند كل الاحوال و نوع آخر يجب الهروب منه! النوع الأول أقصد به تلك الرياح الإعتيادية المتنوعة و التى يكون عادة لها سمات محددة في كل منطقة و فصل و هذه لها أهمية شديدة جدا حيث أنها تؤثر بشكل مباشر على طريقة الصيد و مكانه و من مخاطرها أنها قد تغيير إتجاه القارب على سطح الماء عند تركه أو تساعد المد و التيارات على الزيادة المفاجئة أو تجعل خيوط الصيد تتجه بإتجاه لا يناسب الصيد. و يجب على كل مرتاد للبحر معرفة أساسياتها و أوقات و خصائصا و أسباب تحولها. على سبيل المثال يختلف في البحر الاحمر تناوب الريح الجنوبية (الأزيب) و الشمالية في مواسم معينة حسب المكان (شمال الجزيرة أو جنوبها) و يستطيع البحار معرفة أوقات الخطر و التنبيه و التحولات المتوقعه بمعرفته و حذره من هذه الرياح. النوع الثاني (الذي يجب الهروب منه) هو الرياح الشديدة التى لا تتحمل المعدات و القوارب تأثيرها الشديد على سطح البحر و يجب على البحار هنا أن يعرف الحد الفاصل بين النوع الأول و الثاني. أي لا يضع نفسه في مواجهه النوع الثاني الخطير جدا جدا و هو يعتقد أنه يستطيع التعامل معه. عموما، الريح الشديدة دائما تكون في وقت تغيير الفصول، و يسبقها إضطرابات جوية و أحيانا تغييرات مناخية مميزة و ترافق في أغلب الأحوال الحالات الجوية التى يدرسها خبراء مكشات في خيمة الأحوال الجوية. و حتى مواقع توقع الطقس الإلكترونية و التلفزيونية تشير بطريقة أو أخرى عن مؤشرات الاجواء الغير مناسبة. و المطلوب من البحار هنا الصبر و عدم الخروج في البحر إلا بعد جلاء الحالة تماماً و أن يتأكد دائما أن البحر (لاحق عليه)! و الإعتبار لتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية و الجهات الأمنية و إضافة هامش تحذيري إحتياطي شخصي إلى ذلك.
9. العدة(الأدوات) هذا باب ذو فروع لا تنتهي، فيها المهم و المفيد و المبتكر، حتى المتعة البحرية قد تتحول من متعة النشاط الى متعة إستخدام العدة و الأدوات! أما فيما يخص أهميته لتفادي المخاطر، فيمكن تقسيم العدد إلى ثلاثة أقسام: عدد تنقل (مثلا: مكائن، إسطوانة، زعانف، سيارة)، و عدد النشاط (مثلا سنانير و خيوط ، مسدس بحري)، و عدد السلامة (أنظمة طوارئ، أجهزة نداء، أدوات سلامة، أدوات الإستجابة الأولية، أطقم المحافظة على الحياة). و للأسف أغلب الهواة يهتموا بفعالية التنقل و النشاط. فهم يتجاهلون عدد الطوارئ و يتجاهلون حتى مواصفات السلامة في عدد التنقل و النشاط و يهتموا فقط بكيفية الإنتقال و عدة الصيد. و المسألة مهمة لدرجة أن من يتعطل في وسط البحر مثلا بسبب عدم قيامه بالصيانة الدورية لمحرك القارب يتحمل مسئولية ما يحصل لمرافقيه شرعيا و قانونيا. و إفتقارنا لإستخدام أنظمة السلامة مشكلة تتحمل الجهات المسئولة كذلك جزءا منها (بعدم التوعية و الإرشاد الكافي) و لكن هذا لا يعني تعريض سلامتنا للخطر (لأنها غلطتهم)! المخاطر هنا تتنوع بشدة بين الإصابات و التلوث و الوفاة و الغرق و غيرها من المصائب كفانا الله و إياكم. الحل يكمن في إدراك جميع مرتادي البحر (قوارب أو شواطئ) لأهمية تحضيرات السلامة الشخصية و أنواعها و مدى مناسبتها لطبيعة النشاط الذي نمارسه. و لا مانع من تجربة كل أداة تجربة فعلية للتأكد من صلاحيتها سواء قارب نجاة أو طوق و سترة نجاة و محرك إحتياطي و (أوكتوبس) و جهاز ملاحة و تغطية إرسال الجوال و (بطاريته) في مناطق الصيد إضافة إلى مراجعة و ضع هذا النوع من الأدوات بصفة دورية مستمرة. و الجزء الأخر من الحل يكمن في الإهتمام و التعرف إلى مواصفات السلامة في بقية الأدوات (التنقل و النشاط) فبندق الصيد مثلا قد يكون خطير على الغواص في حال إهتراء المطاط أو الأدوات المعدنية قد تكون مصدر تلوث صحي و أثقال الصيد مسرطنة يجب عدم إقترابها من الفم و محاولة (عضها) أو كسرها.
10. التفكير: هذا الجزء بسيط و بديهي، و لكن وضعته بطريقة مستقلة لزيادة توضيح بعض الامور: يجب الأخذ بالأسباب دائما و الحذر من الوقوع في مصيدة التواكل بنية التوكل. مرتاد البحر الهاوي يريد الإستمتاع، فإذا شعر بغير ذلك فالأمر يحتاج للتعديل المباشر و المراجعة. محاولة وزن الامور و التوسط و عد تجاوز الحدود و القدرات، فالجميع يتمنى الإستمتاع و العودة الى بيته (سالم) (غانم) يمارس حياته الطبيعية بدون إنعكاسات و عواقب. و للإستزادة في موضوع التفكير تستطيع العودة لموضوعي (متناقضات التفكير لدى الصياد الأصيل) (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=378374).
بإختصار:
إحذر من الجهل بأساسيات البحر و الطبيعة و إعرف كل ماتحتاج من فن و تقنية و إحتياط تزيد إستمتاعك بالبحر و تقلل مخاطره عليك!
الإنسان دائما يطور نفسه فأبحث عن الفنان و العارف و الخبير و المعلم و العاقل، استفد منه و استغل وجودك معه في البحر.
تجنب (إثنان) في فريقك البحري: الأعضاء السلبيين و بناء فريق من شخص واحد فقط!
دائما خلي عندك نَفَس للحظات الأخيرة و الحاسمة إلى أن تصل منزلك! و تعلم القيام بالحماس (المنضبط) و أترك الخروج عن الحدود و اترك عنك: (مقلبة) الذات!
الشمس و المد و الرياح: نعمة، تعرف إلى كيفية إستغلالها حتى لا تصبح نقمة عليك!
أغراضك: فهمها، وترتيبها و تجهيزها و الإعتناء بها سبب للحفاظ على حياتك و متعتك!
إستبق الحدث بتفكيرك و تذكر أن يكون لديك: خطة و خطة بديلة و خطة طوارئ و خطة سريعة للعودة!
و في الأخير لا تنسى: أن هناك من يحبك، و هناك من يحتاجك، و هناك من يفتقدك إذا ذهبت الى البحر، فكيف إذا لم ترجع!
أعتذر عن طول الموضوع (كالعادة) متمنياً أن يحمل لك مايفيد!
مرة أخره، أتمنى لكم جميعا رحلات...و لا أحلى!
و فق الله الجميع لما يحبه و يرضاه...
تحياتي،
صاحب الجردي..
ترميها عصراً و تقول (هيّا)***و عند الغروب تروح شمسك!
لا ترتجيني..فالعمــر (مَــرّة)*** الروح (مفرد) و الطيف همسك!
هناك (حِبٌ)..يحـــب وصـــلك***و هناك (مــــاء) يريق دمـــــك!
من منا لا يتمنى أن يستجم في مكان كهذا:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images221/mk53894_beach.jpg
أو يستمتع بعالم أبدعه الله عز و جل كهذا:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images221/mk53894_reef.jpg
أو ينال لقمة (هنية) في غداء مع أحبائه تكون من صيده، كهذه:
http://www.mekshat.com/pix/upload05/images221/mk53894_eat.jpg
قصة رقم (1)
سليمان: يا ابن الحلال و الله مو صاير لنا الا ما الله كاتبه، خل عنك الخرابيط هذي بس....
وليد: طيب أوكي، بس الاحتياطات لا بد منها و الظاهر مادام الجو مو مره ممتاز و الجي بي اس خربان، خلاص خلها مره ثانية...
سليمان: ما عليك الجو بيتعدل بعد ما نمسك الخط و الجي بي اس هنا (في المخ) ماعليك أنت بس! جيب اللعف و الثلج و موعدنا عند البوت!
وليد: الى تشوفه يا أبو سليم و لكن عط أم سليمان خبر عساها تدعي لنا بإثنين و لا ثلاثة من الحمر نسدحها...
سليمان: عندها خبر و زي العادة تقول مالك و مال البحر، مايعرفون انه البحر اسلم من مسك الخط بالسيارة الايام هذي..يالله بس لا تتاخر..
( يغوص سليمان و معه وليد، و يخرجان من الغوصة و لكن لا يجدان القارب! الهواء شديد جدا، و لا أي نوع من الادوات معهم غير (الحوت) الي في الهوك!! و (الإسطوانة) على الظهر!!)
قصة رقم (2)
عمر: أحمد، أحمد، شفت المكان هذاك الي فيه صخور و حولينه عميق؟ أنا متأكد أنه مليان سمك!!!
أحمد: طيب حلو...بس هذا مالو طريق، كيف تبغى تروحولوا ياحلو؟
عمر: و لا شي، تعدي الكسارة الصغيرة و تسبح شويه، حتى شكلو تقدر توقف هناك، بعدين توصل للمكان السري الجديد! أنت خلي معاك الجالون الاسود و كيس الطُعم، و انا بأخذ السنانير و الفلين الصغيرة، بس أنتبه لا تطيح الاغراض!
أحمد: طيب، الي تقوله، بس لاحظ أنه المغرب ما بقي له شي كثير، تكفى لا تظلّم علينا و احنا في نص البحر...
(بدون سابق إنذار و بعد رحلة متعبة للوصول إلى المكان السري، تزيد قوة الرياح، موج و يصبح البحر غزير مع تيارات متنوعة! يصعب الوقوف للصيد و تصعب العودة كذلك، و الشمس في غروب سريع!!)
***
أحي جميع الإخوة في البداية، و أتمنى أن تكونوا بصحة و عافية و أموركم على أحسن مايكون، و أن تلحقوا مما بقي من الصيف (بحراً) يبرد عليكم الحرارة و يزيل الهموم، و ينشط الهمم، و يفيد العقل و يثري الروح و الوقت.
اليوم سأذكر لكم مجموعة من :fالمحاذير:f التي تخص كل من يرتاد البحر للصيد و التنزه، سواء كان غواص، صياد أو متنزه. و هذه الأمور تزداد في الأهمية كل ما إزداد خروجنا للبحر، و لا تزال أيضا بأهمية عظمى حتى لو خرجنا مرة واحدة في السنة.
الوعي و الحمدلله موجود بين أكثر المكشاتيين، و من ذلك توخي الحذر و الحرص على النفس و الصحة و المال لمن يخوض غمار بحرنا الجميل بأي طريقة كانت. و لكن أنا وددت جمع بعض الأمور في موضوع إرشادي تذكيري لتكون مرجع للجميع، أتمنى أن يقرأ و يطلع عليها الشباب خصوصا و المبتدئين في عالم البحر. و هذه الإرشادات حتما صالحة و مهمة لمن يعتقد أنه خبير في البحر، فالبحر لا خبير و لا كبير به إلا الله عزوجل.
حاولت أن أخرج من صيغة (لا تفعل:director:) و أن أتجنب ذكر متطلبات السلامة المعروفة مباشرة مقابل جعل الموضوع يتحدث عن محاور السلامة الرئيسية في بيئتنا و ليس شروطها، من باب التغيير و محاولة إيصال الفكرة قبل طلب تطبيقها.
لم أذكر من ضمن البنود أدناه أسماك (القرش) أو (دجاجة) البحر أو أي حيوان سام أو مفترس لأن هذه الأحياء في إعتقادي ذات مخاطر محدودة على مرتادي البحر و يزيد خطرها في ظروف معينة يصنعها الشخص نفسه، يستطيع هذا الشخص التقليل أو تفادي مخاطرها بالكامل إذا تنبه للامور الأخرى التى ساذكرها في هذا الموضوع.
قبل أن أبدا، أذكر بأن الإيمان بالله يتجلى في هذه الرياضة حين يعرف الفرد كيفية الربط بين الأسباب و التوكل، و يتعامل مع أصدقائه و مرافقيه بحسن الخلق و الإحترام و حس المسئولية الضروري جدا، ثم يعي أسباب الرزق و يسعى لها، و يطعم غيره مما يرزق، و لا ينسى واجباته الشرعية في عرض البحر من صلاة و ادب و طهارة و سترة و ما إلى ذلك.
بسم الله نبدأ:
1. الجهل- بإختصار: الجاهل عدو نفسه. و البحر عالم بيئي حيوي متكامل لم يتمكن العلم الحديث بكل تراكماته و إستعداداته من الإلمام به بالكامل. التعقيد الموجود في البيئة البحرية و إمكانية ظهور تأثير تداخل العديد من القوى (الرياح و شمس و أحياء متفرقة و غيرها) في ضروف قصيرة نسبيا يجعل البحر ذو خصوصية مميزة في هذه الخطورة. فتقلب الأحوال طبيعي و إختلاف الأماكن على قربها متوقع و الكائنات الحية متعددة و كثيرة جدا. المخاطر هنا تكمن في أن هذه الأوضاع الطبيعية ليست مناسبة للتعامل الإنسان بطريقة مباشرة معها، فيجب عليه أخذ مجموعة من الإحترازات و الإحتياطات التى تمكنه من اخذ الحسبان و الوقاية المستمرة. الحل السهل هنا هو التعرف على ملامح هذه البيئة و التعلم في الجوانب المؤثرة على النشاط البحري المرغوب شرط أساسي للتقليل مخاطرها. فالعلم و اليقين بحقائق الأمور محفز قوي للإحتراز و الإحتياط و الجهل سبب رئيسي في الوقع في الأخطاء المضرة و المؤثرة على فعالية النشاط البحري و المميتة أحيانا.
2. الوحدة - أقصد بالوحدة هنا الإنفراد بنشاط بحري معين في وقت أو مكان معزول عن الأصدقاء أو المرافقين. و هذا يحدث كثيرا في السباحة و الغوص و السنوركل و أحيانا في الإصطياد بالقارب حيث أن الكثير يجد صعوبة في المحافظة على التواصل المستمر خلال وقت النشاط.و هذا أمر معروف المخاطر و منها أن الوجود في هذه البيئة المختلفة يعرض الشخص لمواقف يصعب الخروج منها إلا بمساعدة مرافق أو صديق و قد تصل المخاطر هنا بكل سهولة إلى الوفاة لا قدر الله. الحل: تجنب الوحدة نهائيا و إعتبارها فعل محظور خصوصا حال ممارسة نشاط بحري داخل الماء. و يجب أن نتذكر أن الظروف التى اجبرت كبار البحارة لدينا على إعتياد الوحدة في الصيد تختلف تماما عن الظروف التى يعيشها الان كل من يريد إرتياد البحر، فهم لا يشكلون مرجع أو قدوة في هذا الأمر، و لو كان بيدهم مرافقة أصدقائهم في كل نشاطاتهم البحرية لفعلوا. يدخل ضمن السياق كذلك خطورة البعد عن مواطن الخدمات و المساعدة كالمراكز الأمنية و التواجد البشري، فالدخول وسط البحر في مناطق معزولة قد يكون سبب لورطة كبيرة – لا سمح الله- لا تخرج منها و لو كنت بأربع مرافقين!
3. إختيار الخوي (الصديق) لا داعي هنا للشرح و التفصيل في مسألة حسن إختيار المرافق أو الصديق أو الخوي، فهي (توصية شرعية) و (جودة حياة) و (مخرج وقت الشدة). فقط أشير إلى خصائص المرافق الجيد في البحر بإختصار: عقل وركادة، إهتمام بالصلاة، معرفة بحرية، تفاهم عال المستوى و مرونة و صراحة عند اللزوم. المخاطر هنا على ثلاثة أنواع: نوع قاتل في وقت الضيق و الشدة و هو الصديق الجاهل المتسرع و غير الوفي و العنيد، و نوع يفسد عليك الرحلة بسلوكياته و سطحيته و يفقدها هدف و معنى الإستمتاع و الإستجمام، و نوع يصيبك بالخسائر المادية و العصبية و لا يتعلم و لا يتفهم! و الحل بكل بساطة في حسن الإختيار و مرافقة الأطياب الأخيار و البحث عن من يرتقي بغيره و يفيده، و البعد عن أصحاب السلوكيات و المواقف المخزية و المشينة. كذلك أشير إلى أن الصديق الجيد يساعدك دائما على حسن التصرف مع بقية البنود التى ذكرتها في هذا الموضوع: فهو يشير إليك في أمور البحر و يتناقش بأريحيه و إحترام، و يلجم حماسك الزائد، و يذكر بما ينقص من العدة الضرورية للسلامة، و ليس بما ينقص من (العصيرات) و (البساكيت) فقط!
4. الإجهاد- يحدث الإجهاد كنتيجة مباشرة للضعف اللياقي و تحميل الجسم فوق قدراته، و يزيد إحتمال حصوله عند الخروج للبحر بدون أخذ النوم الكافي. الشمس و الحرارة في بحرنا عامل رئيسي محفز للإجهاد إضافة الى عدم الإتزان في توزيع القيام بالأنشطة البحرية و ساعات الراحة خلال اليوم. مخاطرة تتمثل في أن تزايد الإجهاد و الإنهاك قد يسبب متاعب مرضية لأيام عديدة إضافة الى أن الشخص المجهد جدا لا يستمتع بما يقوم به من نشاط و أكبر مخاطر الإجهاد تقع في أن الشخص المجهد دائما في وضعية غير مناسبة لإتخاذ قرار سليم أو القيام بما يجب خصوصا في المواقف الحرجة. الحل: التأكد من التجهيز المناسب لكل رحلة من النواحي النفسية و العضوية و أخذ النوم الكافي قبل الخروج للبحر و تخطيط أنشطه الرحلة بعناية ( و من ذلك التمارين الرياضية التحضيرية لنشاطك البحري) و توزيع ساعات للراحة بين ساعات النشاط و إعتبار للوقت و الطاقة المتوفرة بحدود لكل منا.
5. الحماس الزائد- لا شك أن التوازن و التوسط في كل الامور هو أفضل الطرق دائما، و أقصد بالحماس الزائد هنا الحالة التى يصل فيها الشخص إلى مظنة خاطئة بالشجاعة أو التحدي أو (المرجلة) أو المقارنات الغير مجدية أو غير ذلك و نسيان مسلمات و حدود أخرى. المخاطرة: يعرض الحماس الزائد الشخص إلى نسيان الكثير من الامور المهمة و الضرورية، فيرمي بنفسه إلى مكان أصعب من قدراته، أو يجهد نفسه و يعرضها للخطر من أجل الإستعراض، أو يهتم بجهاز أو آله جديدة و ينسى التأكد من الادوات الضرورية المعتاد على إستخدامها. بما أن التعامل مع بيئة البحر لا يتحمل هذا (النسيان) و (التجاهل) الناتج عن الحماس الزائد فإن الحل و لا شك هو التعقل و التعامل مع الامور بهدوء و تخطيط و رزانة. و يجب الحرص الشديد على عدم خلط الجد بالهزل، فالكثير من مصائب البحر تأتي من اللعب و المزاح (الزائد) و ما شابه ذلك.
6. الشمس- أحد العناصر الطبيعية المؤثرة في بحرنا، فهي التى بقدرة الله عز و جل تدخل مظاهر الحياة و تحافظ عليها تحت سطح الماء. خطرها يكون بالتعرض المباشر لها لساعات طويلة مما قدد يسبب الجفاف، ضربة شمس، الإجهاد و لا يخفى أيضا تأثيرها على الجلد و (اللون) علما بأنه مثبت علميا بأن التعرض لها يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الجلد كفانا الله و إياكم. الحل: تجنب التعرض لها إما بعدم الخروج تحت الشمس أو لبس ما يناسب و يقاوم أشعتها الحارقة. و للعلم، السباحة و تأثيرها المبرد على الجسم لا يقلل من الأثر السئ لأشعة الشمس الضارة. قلل من التعرض لها و لا تنسى أيضا شرب السوائل بإستمرار خلال ساعات النهار.
7. المد- ظاهرة طبيعية جدا تتأثر بالجاذبية القمرية و الجاذبية الشمسية و تفاعل ذلك مع جاذبية الأرض و الرياح و تغيير الفصول. مخاطره تكون بالتيارات الشديدة جدا التى تعيق التحكم في الحركة تحت الماء و هذه قد تسبب الإجهاد أو ضياع الإتجاه و طريق الخروج، أو الدوامات القاتلة و التي تسبب الصدمات المميتة باللشعاب المرجانية أو الغرق لا قدر الله. الحل: تجنب أماكن المد و الحذر منها و تجنب نزول البحر مع المبتدئين و الصغار في الأماكن الغير معروفة و الأجواء الغير مناسبة.
8. الرياح- أحد القوى الربانية الجميلة التى تكمل عملية التناغم البيئي الموجودة في البحر. الرياح من وجهه نظر البحار على نوعين: نوع يجب التعامل معه و أخذه في الإعتبار عند كل الاحوال و نوع آخر يجب الهروب منه! النوع الأول أقصد به تلك الرياح الإعتيادية المتنوعة و التى يكون عادة لها سمات محددة في كل منطقة و فصل و هذه لها أهمية شديدة جدا حيث أنها تؤثر بشكل مباشر على طريقة الصيد و مكانه و من مخاطرها أنها قد تغيير إتجاه القارب على سطح الماء عند تركه أو تساعد المد و التيارات على الزيادة المفاجئة أو تجعل خيوط الصيد تتجه بإتجاه لا يناسب الصيد. و يجب على كل مرتاد للبحر معرفة أساسياتها و أوقات و خصائصا و أسباب تحولها. على سبيل المثال يختلف في البحر الاحمر تناوب الريح الجنوبية (الأزيب) و الشمالية في مواسم معينة حسب المكان (شمال الجزيرة أو جنوبها) و يستطيع البحار معرفة أوقات الخطر و التنبيه و التحولات المتوقعه بمعرفته و حذره من هذه الرياح. النوع الثاني (الذي يجب الهروب منه) هو الرياح الشديدة التى لا تتحمل المعدات و القوارب تأثيرها الشديد على سطح البحر و يجب على البحار هنا أن يعرف الحد الفاصل بين النوع الأول و الثاني. أي لا يضع نفسه في مواجهه النوع الثاني الخطير جدا جدا و هو يعتقد أنه يستطيع التعامل معه. عموما، الريح الشديدة دائما تكون في وقت تغيير الفصول، و يسبقها إضطرابات جوية و أحيانا تغييرات مناخية مميزة و ترافق في أغلب الأحوال الحالات الجوية التى يدرسها خبراء مكشات في خيمة الأحوال الجوية. و حتى مواقع توقع الطقس الإلكترونية و التلفزيونية تشير بطريقة أو أخرى عن مؤشرات الاجواء الغير مناسبة. و المطلوب من البحار هنا الصبر و عدم الخروج في البحر إلا بعد جلاء الحالة تماماً و أن يتأكد دائما أن البحر (لاحق عليه)! و الإعتبار لتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية و الجهات الأمنية و إضافة هامش تحذيري إحتياطي شخصي إلى ذلك.
9. العدة(الأدوات) هذا باب ذو فروع لا تنتهي، فيها المهم و المفيد و المبتكر، حتى المتعة البحرية قد تتحول من متعة النشاط الى متعة إستخدام العدة و الأدوات! أما فيما يخص أهميته لتفادي المخاطر، فيمكن تقسيم العدد إلى ثلاثة أقسام: عدد تنقل (مثلا: مكائن، إسطوانة، زعانف، سيارة)، و عدد النشاط (مثلا سنانير و خيوط ، مسدس بحري)، و عدد السلامة (أنظمة طوارئ، أجهزة نداء، أدوات سلامة، أدوات الإستجابة الأولية، أطقم المحافظة على الحياة). و للأسف أغلب الهواة يهتموا بفعالية التنقل و النشاط. فهم يتجاهلون عدد الطوارئ و يتجاهلون حتى مواصفات السلامة في عدد التنقل و النشاط و يهتموا فقط بكيفية الإنتقال و عدة الصيد. و المسألة مهمة لدرجة أن من يتعطل في وسط البحر مثلا بسبب عدم قيامه بالصيانة الدورية لمحرك القارب يتحمل مسئولية ما يحصل لمرافقيه شرعيا و قانونيا. و إفتقارنا لإستخدام أنظمة السلامة مشكلة تتحمل الجهات المسئولة كذلك جزءا منها (بعدم التوعية و الإرشاد الكافي) و لكن هذا لا يعني تعريض سلامتنا للخطر (لأنها غلطتهم)! المخاطر هنا تتنوع بشدة بين الإصابات و التلوث و الوفاة و الغرق و غيرها من المصائب كفانا الله و إياكم. الحل يكمن في إدراك جميع مرتادي البحر (قوارب أو شواطئ) لأهمية تحضيرات السلامة الشخصية و أنواعها و مدى مناسبتها لطبيعة النشاط الذي نمارسه. و لا مانع من تجربة كل أداة تجربة فعلية للتأكد من صلاحيتها سواء قارب نجاة أو طوق و سترة نجاة و محرك إحتياطي و (أوكتوبس) و جهاز ملاحة و تغطية إرسال الجوال و (بطاريته) في مناطق الصيد إضافة إلى مراجعة و ضع هذا النوع من الأدوات بصفة دورية مستمرة. و الجزء الأخر من الحل يكمن في الإهتمام و التعرف إلى مواصفات السلامة في بقية الأدوات (التنقل و النشاط) فبندق الصيد مثلا قد يكون خطير على الغواص في حال إهتراء المطاط أو الأدوات المعدنية قد تكون مصدر تلوث صحي و أثقال الصيد مسرطنة يجب عدم إقترابها من الفم و محاولة (عضها) أو كسرها.
10. التفكير: هذا الجزء بسيط و بديهي، و لكن وضعته بطريقة مستقلة لزيادة توضيح بعض الامور: يجب الأخذ بالأسباب دائما و الحذر من الوقوع في مصيدة التواكل بنية التوكل. مرتاد البحر الهاوي يريد الإستمتاع، فإذا شعر بغير ذلك فالأمر يحتاج للتعديل المباشر و المراجعة. محاولة وزن الامور و التوسط و عد تجاوز الحدود و القدرات، فالجميع يتمنى الإستمتاع و العودة الى بيته (سالم) (غانم) يمارس حياته الطبيعية بدون إنعكاسات و عواقب. و للإستزادة في موضوع التفكير تستطيع العودة لموضوعي (متناقضات التفكير لدى الصياد الأصيل) (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=378374).
بإختصار:
إحذر من الجهل بأساسيات البحر و الطبيعة و إعرف كل ماتحتاج من فن و تقنية و إحتياط تزيد إستمتاعك بالبحر و تقلل مخاطره عليك!
الإنسان دائما يطور نفسه فأبحث عن الفنان و العارف و الخبير و المعلم و العاقل، استفد منه و استغل وجودك معه في البحر.
تجنب (إثنان) في فريقك البحري: الأعضاء السلبيين و بناء فريق من شخص واحد فقط!
دائما خلي عندك نَفَس للحظات الأخيرة و الحاسمة إلى أن تصل منزلك! و تعلم القيام بالحماس (المنضبط) و أترك الخروج عن الحدود و اترك عنك: (مقلبة) الذات!
الشمس و المد و الرياح: نعمة، تعرف إلى كيفية إستغلالها حتى لا تصبح نقمة عليك!
أغراضك: فهمها، وترتيبها و تجهيزها و الإعتناء بها سبب للحفاظ على حياتك و متعتك!
إستبق الحدث بتفكيرك و تذكر أن يكون لديك: خطة و خطة بديلة و خطة طوارئ و خطة سريعة للعودة!
و في الأخير لا تنسى: أن هناك من يحبك، و هناك من يحتاجك، و هناك من يفتقدك إذا ذهبت الى البحر، فكيف إذا لم ترجع!
أعتذر عن طول الموضوع (كالعادة) متمنياً أن يحمل لك مايفيد!
مرة أخره، أتمنى لكم جميعا رحلات...و لا أحلى!
و فق الله الجميع لما يحبه و يرضاه...
تحياتي،
صاحب الجردي..