أبوعبدالرحمن0
12/08/2011, 02:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيـــا الله الأحـبــاب جميعـاً
يروى أن المنصور أهدر دم رجلٍ كان يسعى في فساد دولته مع الخوارج من أهل الكوفة
وجعـل لمن دل عليه وجاء به مئة ألف درهم
ثم إنه ظهر ببغداد، فبينما هو يمشي مختفياً في بعض نواحيهـا إذ رآه رجل من أهل الكوفة
فعرفه، فأخـذ بمجاميع ثوبه وقال : بُغية أمير المؤمنين
فبينما الرجل الملحوق على تلك الحالة إذ سمع وقع حوافر الخيل
فالتفتَ فإذا معـن بن زائـدة، فقال يا أبا الوليد، أجرني أجارك الله!
فوقف معـنٌ وقال للرجـل المتعلق به : ما شأنك ؟
قال : بغية أمير المؤمنين الذي أهـدر دمه، وجعل لمن دلّ عليه وأتى به مئة ألف درهم
فقال معـن : دَعْـه يا غلام، انزل عن دابتك واحمل الرجل عليهـا
فصـاح الرجـل بالناس وقال :
أيُحـال بيني وبين من طلبه أمير المؤمنين ؟!
فقال له معـن : اذهب وأخبره أنه عندي
فانطلق إلى باب المنصور فأخبره، فأمر المنصور بإحضار معـن
فلما أتى رسول المنصور إلى معـن دعـا أهل بيته ومواليه
وقال : أعزم عليكم، لا يصل إلى هذا الرجل مكروه وفيكم عين تطرف
ثم سار إلى المنصور فدخل عليه وسلّم فلم يرد عليه
وقال : يا معـن أتتجـرأُ عليّ ؟
قال : نعـم يا أمير المؤمنين !
قال : ونعـم أيضا، واشتـد غضبـه
فقال معـن : يا أمير المؤمنين مضت أيام كثيرة قد عرفتم فيها حسن بلائي في خدمتكم
فما رأيتموني أهلاً أن يهرب إليّ رجـلٌ واحـد استجار بي
بين الناس وتوسّم أني عند أمير المؤمنين من عبيده ؟
وكذلك أنا، فأمر بما شئت ها أنا بين يديك
فأطرق المنصور ساعة ثم رفع رأسه وقد سكن غضبه، وقال :
قـد أجرنا من أجرت يا معـن
قال معـن : فإن رأى أمير المؤمنين أن يجمع بين الأجرين :
فيأمر له بصدقة فيكون قـد أحيـاه وأغنـاه
قال : قـد أمرنا له بخمسين ألف درهم
قال معـن : يا أمير المؤمنين إن صـلات الخلفاء على قـدر خيانات الرعية
وإن ذنب الرجل عظيم، فأجزل له الصلـة
قال : قد أمرنا له بمئة ألف درهم
قال معـن : فعجّلهـا يا أمير المؤمنين، فإن خير البر تعجيله
فانصرف معـن بالمال إلى الرجل، وقال له :
خُـذ صلتك والحـق بأهلك
وإياك ومخالفـة الخلفـاء في أمورهـم
انتهت
أرجــو أن تنال استحسان الجميع
حيـــا الله الأحـبــاب جميعـاً
يروى أن المنصور أهدر دم رجلٍ كان يسعى في فساد دولته مع الخوارج من أهل الكوفة
وجعـل لمن دل عليه وجاء به مئة ألف درهم
ثم إنه ظهر ببغداد، فبينما هو يمشي مختفياً في بعض نواحيهـا إذ رآه رجل من أهل الكوفة
فعرفه، فأخـذ بمجاميع ثوبه وقال : بُغية أمير المؤمنين
فبينما الرجل الملحوق على تلك الحالة إذ سمع وقع حوافر الخيل
فالتفتَ فإذا معـن بن زائـدة، فقال يا أبا الوليد، أجرني أجارك الله!
فوقف معـنٌ وقال للرجـل المتعلق به : ما شأنك ؟
قال : بغية أمير المؤمنين الذي أهـدر دمه، وجعل لمن دلّ عليه وأتى به مئة ألف درهم
فقال معـن : دَعْـه يا غلام، انزل عن دابتك واحمل الرجل عليهـا
فصـاح الرجـل بالناس وقال :
أيُحـال بيني وبين من طلبه أمير المؤمنين ؟!
فقال له معـن : اذهب وأخبره أنه عندي
فانطلق إلى باب المنصور فأخبره، فأمر المنصور بإحضار معـن
فلما أتى رسول المنصور إلى معـن دعـا أهل بيته ومواليه
وقال : أعزم عليكم، لا يصل إلى هذا الرجل مكروه وفيكم عين تطرف
ثم سار إلى المنصور فدخل عليه وسلّم فلم يرد عليه
وقال : يا معـن أتتجـرأُ عليّ ؟
قال : نعـم يا أمير المؤمنين !
قال : ونعـم أيضا، واشتـد غضبـه
فقال معـن : يا أمير المؤمنين مضت أيام كثيرة قد عرفتم فيها حسن بلائي في خدمتكم
فما رأيتموني أهلاً أن يهرب إليّ رجـلٌ واحـد استجار بي
بين الناس وتوسّم أني عند أمير المؤمنين من عبيده ؟
وكذلك أنا، فأمر بما شئت ها أنا بين يديك
فأطرق المنصور ساعة ثم رفع رأسه وقد سكن غضبه، وقال :
قـد أجرنا من أجرت يا معـن
قال معـن : فإن رأى أمير المؤمنين أن يجمع بين الأجرين :
فيأمر له بصدقة فيكون قـد أحيـاه وأغنـاه
قال : قـد أمرنا له بخمسين ألف درهم
قال معـن : يا أمير المؤمنين إن صـلات الخلفاء على قـدر خيانات الرعية
وإن ذنب الرجل عظيم، فأجزل له الصلـة
قال : قد أمرنا له بمئة ألف درهم
قال معـن : فعجّلهـا يا أمير المؤمنين، فإن خير البر تعجيله
فانصرف معـن بالمال إلى الرجل، وقال له :
خُـذ صلتك والحـق بأهلك
وإياك ومخالفـة الخلفـاء في أمورهـم
انتهت
أرجــو أن تنال استحسان الجميع