محب البر
25/01/2006, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصن الجُحْفًة
أو
ما بقي من مدينة عباسية مندثرة
N 22 44 20
E 39 08 18
هذا الموضوع تجديد لموضوع طرحته في الصيف الماضي بإسم ( حصن علياء) ولم أكن مقتنع بمادته العلمية ، ومن أمتع الأمور بجدة هو زيارة المكتبات وصدف أثناء زيارتي لإحدها أن وجدت كتاب قيماً بعنوان " إمارة رابغ - دراسة جغرافية ميدانية 1404 هـ الموافق 1984 م "من إعداد قسم الجغرافيا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، وهو من ضمن مشروع لدراسة جغرافية ميدانية ، تغطي منطقة مكة المكرمة ، كمرحلة أولى ، ثم تتجاوزها لدراسة الإقليم الغربي من المملكة ، وبدأت الخطة بدراسة إمارة رابغ ، دراسة إقليمية شاملة
ولا أدري هل إستمر قسم الجغرافيا في إصدار هذه السلسلة أم لا ، حيث لم أجد لها ذكر في إصدارات دار النشر التابعة للجامعه ، عموماً لنبقى في موضوعنا الأساس الذي تم إقتباس جزء كبير منه من هذا الكتاب وكذلك من مصادر أخرى
وسميت بالجحفة لأن السيول إجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام ، كما أورد ذلك ياقوت
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya1.jpg
وتقع المدينة القديمة للجحفة على الضفة اليسرى لوادي الغائضة ، شرق مدينة رابغ ، وبالتحديد شمال ميقات الجحفة بحوالي 5 كم على مرتفع صخري من الأرض ويحيط بها وادي الحلق من الجهة الشرقية والشمالية ومن الجهة الغربية تقع كسرات مصنع إسمنت رابغ
والمتبقي من المدينة هو بقايا قلعة متهدمة يطلق عليها قصر علياء ، حيث يورد د. ناصر الحارثي في المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة ص 142 أن " قصر علياء سمي بذلك خطأ لأن أهل البادية ينسبون كل بناء إلى أبي زيد الهلالي وزوجته علياء ... الذي يرجع طرازه المعماري للعصر العباسي لا يزال مغطى بالرمال ويحتاج إلى تنقيب وترميم ودراسة ، حيث تتناثر حول الموقع الكثير من كسر الفخار والخزف والزجاج "
http://www.athagafy.com/images/montada/JahfahMap-2.jpg
يتضح العمران القديم للجحفة من خلال النصوص التاريخية التي وردت فيما كتبه الجغرافيون القدمى ، فأشار إلى عمارتها قديماً إبن خلدون ، فقال : كانت عامرة في عهد المأمون ، أي في نهاية القرن الثاني ومستهل القرن الثالث الهجري ، وأشار الإمام الحربي في النصف الثاني من القرن الثالث فقال : بالجحفة بركة ماء وعلى جانبها حوض وأبار كثيرة ، وعين في بطن الوادي ، عليها حصن وبابان ، والمنازل في السوق داخل الحصن
وقال عنها الحميري في الروض المطار : الجحفة بالحجاز ، قرية جامعة ، لها منبر ، وهي منزل عامر ، أهِل في خلقة
وأقول كانت زيارتي الأولى للقصر (وهو الأثر الوحيد الباقي )من سنوات بعيده ، وزرته في الصيف قبل الماضي بغرض تصويره وكذلك الصيف الماضي بصحبة الجراحي وصحبة الكرام ، ومن مشاهداتي لاحظت تتناثر الرجوم في عدة مواضع بالمنطقة حول القصر أو في الوادي شرقاً وكذلك شاهدت أساسات جدران من الجهة الغربية للقصر ، مغطى أغلبها بالرمل ، وفي الكتاب المذكور يقول المؤلف: أثار المدينة ، تمتد إلى غربي حصن الجحفة ، وإلى الشمال الغربي ، وتظهر واضحة وتتناثر تحت الأتربة، لمسافة تقرب من كيلين ، كما تظهر مقسمة الى شوارع وتظهر بها مناخات ابل ، وتشف الأثار عن عمران قديم منتظم الملامح
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya12.jpg
صورة ملتقطة عام 1403 هجرية ممسوحة من الكتاب المذكور ، وأدناه بنفس الإتجاة تقريباً صورة إلتقطتها عام 1426 هجرية
لاحظ كيف غطى الرمل أساسات المدينة ولو أستمر تغطية الرمل بنفس المعدل لن نرى هذه الأثار في المنطقة
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya14.jpg
وصورة أخرى لبيان المتبقي من المباني
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya13.jpg
وقد تمكن احد المواطنين من الحصول على قطعة من العملة الذهبية بين أثار الجحفة ، عبارة عن دينار أغلبي ضرب في عهد دولة بني الأغلب في تونس
http://www.athagafy.com/images/montada/umlah-1.jpg
http://www.athagafy.com/images/montada/umlah-2.jpg
والحصن أو المبنى الوحيد الباقي يشبه الحصن ، وهو بناء مربع يبلغ إرتفاعه 8 أمتار ، وطول كل ضلع من أضلاعه 33 متر اً ، وسماكه جدارانه متران ، ومزود بأبراج خارجية ، وتم إستخدام البازلت الأسود لبناء الحصن
وإستمرت المدينة في كمحطة هامة في طريق الحجاج حتى إندثارها الذي أشار له ياقوت في معجمه حيث قال إنها إندثرت في زمنه ، وتوفي ياقوت في سنه 616 هـ
وهذا منظر من جهة الجنوبية للقصر يبين الشكل العام له ، حيث أن الجهة الغربية متهدمة بالكامل أما الجهة الجنوبية والشمالية فمتهدم أجزاء منها أما الشرقية فهي بحالة جيدة عادا الجزء العلوي منها
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya11.jpg
وعند بلوغ القصر وجدنا هذه البراميل المدفونه والتي جعلت على شكل درج تسهل الدخول للقصر
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya2.jpg
وصورة تبين مسجد حديث الإنشاء في الجهة الغربية خارج القصر
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralyam.jpg
الصور أعلاه لم يكن لها ذكر في الكتاب حيث إنها بنيت بعد عام 1404 هجرية
والقلعة أو الحصن من المناطق المهة التي يزورها الغربيون في رحلاتهم لذا قد يكونون هم من بنى الدرج أو غيرهم من الكشاته
للموضوع بقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصن الجُحْفًة
أو
ما بقي من مدينة عباسية مندثرة
N 22 44 20
E 39 08 18
هذا الموضوع تجديد لموضوع طرحته في الصيف الماضي بإسم ( حصن علياء) ولم أكن مقتنع بمادته العلمية ، ومن أمتع الأمور بجدة هو زيارة المكتبات وصدف أثناء زيارتي لإحدها أن وجدت كتاب قيماً بعنوان " إمارة رابغ - دراسة جغرافية ميدانية 1404 هـ الموافق 1984 م "من إعداد قسم الجغرافيا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، وهو من ضمن مشروع لدراسة جغرافية ميدانية ، تغطي منطقة مكة المكرمة ، كمرحلة أولى ، ثم تتجاوزها لدراسة الإقليم الغربي من المملكة ، وبدأت الخطة بدراسة إمارة رابغ ، دراسة إقليمية شاملة
ولا أدري هل إستمر قسم الجغرافيا في إصدار هذه السلسلة أم لا ، حيث لم أجد لها ذكر في إصدارات دار النشر التابعة للجامعه ، عموماً لنبقى في موضوعنا الأساس الذي تم إقتباس جزء كبير منه من هذا الكتاب وكذلك من مصادر أخرى
وسميت بالجحفة لأن السيول إجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام ، كما أورد ذلك ياقوت
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya1.jpg
وتقع المدينة القديمة للجحفة على الضفة اليسرى لوادي الغائضة ، شرق مدينة رابغ ، وبالتحديد شمال ميقات الجحفة بحوالي 5 كم على مرتفع صخري من الأرض ويحيط بها وادي الحلق من الجهة الشرقية والشمالية ومن الجهة الغربية تقع كسرات مصنع إسمنت رابغ
والمتبقي من المدينة هو بقايا قلعة متهدمة يطلق عليها قصر علياء ، حيث يورد د. ناصر الحارثي في المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة ص 142 أن " قصر علياء سمي بذلك خطأ لأن أهل البادية ينسبون كل بناء إلى أبي زيد الهلالي وزوجته علياء ... الذي يرجع طرازه المعماري للعصر العباسي لا يزال مغطى بالرمال ويحتاج إلى تنقيب وترميم ودراسة ، حيث تتناثر حول الموقع الكثير من كسر الفخار والخزف والزجاج "
http://www.athagafy.com/images/montada/JahfahMap-2.jpg
يتضح العمران القديم للجحفة من خلال النصوص التاريخية التي وردت فيما كتبه الجغرافيون القدمى ، فأشار إلى عمارتها قديماً إبن خلدون ، فقال : كانت عامرة في عهد المأمون ، أي في نهاية القرن الثاني ومستهل القرن الثالث الهجري ، وأشار الإمام الحربي في النصف الثاني من القرن الثالث فقال : بالجحفة بركة ماء وعلى جانبها حوض وأبار كثيرة ، وعين في بطن الوادي ، عليها حصن وبابان ، والمنازل في السوق داخل الحصن
وقال عنها الحميري في الروض المطار : الجحفة بالحجاز ، قرية جامعة ، لها منبر ، وهي منزل عامر ، أهِل في خلقة
وأقول كانت زيارتي الأولى للقصر (وهو الأثر الوحيد الباقي )من سنوات بعيده ، وزرته في الصيف قبل الماضي بغرض تصويره وكذلك الصيف الماضي بصحبة الجراحي وصحبة الكرام ، ومن مشاهداتي لاحظت تتناثر الرجوم في عدة مواضع بالمنطقة حول القصر أو في الوادي شرقاً وكذلك شاهدت أساسات جدران من الجهة الغربية للقصر ، مغطى أغلبها بالرمل ، وفي الكتاب المذكور يقول المؤلف: أثار المدينة ، تمتد إلى غربي حصن الجحفة ، وإلى الشمال الغربي ، وتظهر واضحة وتتناثر تحت الأتربة، لمسافة تقرب من كيلين ، كما تظهر مقسمة الى شوارع وتظهر بها مناخات ابل ، وتشف الأثار عن عمران قديم منتظم الملامح
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya12.jpg
صورة ملتقطة عام 1403 هجرية ممسوحة من الكتاب المذكور ، وأدناه بنفس الإتجاة تقريباً صورة إلتقطتها عام 1426 هجرية
لاحظ كيف غطى الرمل أساسات المدينة ولو أستمر تغطية الرمل بنفس المعدل لن نرى هذه الأثار في المنطقة
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya14.jpg
وصورة أخرى لبيان المتبقي من المباني
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya13.jpg
وقد تمكن احد المواطنين من الحصول على قطعة من العملة الذهبية بين أثار الجحفة ، عبارة عن دينار أغلبي ضرب في عهد دولة بني الأغلب في تونس
http://www.athagafy.com/images/montada/umlah-1.jpg
http://www.athagafy.com/images/montada/umlah-2.jpg
والحصن أو المبنى الوحيد الباقي يشبه الحصن ، وهو بناء مربع يبلغ إرتفاعه 8 أمتار ، وطول كل ضلع من أضلاعه 33 متر اً ، وسماكه جدارانه متران ، ومزود بأبراج خارجية ، وتم إستخدام البازلت الأسود لبناء الحصن
وإستمرت المدينة في كمحطة هامة في طريق الحجاج حتى إندثارها الذي أشار له ياقوت في معجمه حيث قال إنها إندثرت في زمنه ، وتوفي ياقوت في سنه 616 هـ
وهذا منظر من جهة الجنوبية للقصر يبين الشكل العام له ، حيث أن الجهة الغربية متهدمة بالكامل أما الجهة الجنوبية والشمالية فمتهدم أجزاء منها أما الشرقية فهي بحالة جيدة عادا الجزء العلوي منها
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya11.jpg
وعند بلوغ القصر وجدنا هذه البراميل المدفونه والتي جعلت على شكل درج تسهل الدخول للقصر
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralya2.jpg
وصورة تبين مسجد حديث الإنشاء في الجهة الغربية خارج القصر
http://www.athagafy.com/images/montada/qasralyam.jpg
الصور أعلاه لم يكن لها ذكر في الكتاب حيث إنها بنيت بعد عام 1404 هجرية
والقلعة أو الحصن من المناطق المهة التي يزورها الغربيون في رحلاتهم لذا قد يكونون هم من بنى الدرج أو غيرهم من الكشاته
للموضوع بقيه