White_Shark
20/09/2011, 02:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن لاقي الجزء الأول والجزء الثاني استحسان وتفاعل الأخوة الأعضاء في خيمة الصيد البحري مع القصص المرعبة التي حدثت لنا بتفاصيلها عبر هذين الرابطين :
الجزء الأول :
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=284541
الجزء الثاني :
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=288960
أحب أن أهدي لأعضاء خيمة الصيد البحري وبالأخص مشرفنا الفاضل الرحموني هذا الجزء الثالث والتي تعتبر بالنسبة لنا من الأحداث التي لاتنسى والمخيفة .
أحداث هذه القصة تعود قبل 6 سنوات في بداية الشتاء في جزيرة أبو علي , ولا يخفى على بعضكم طريقة صيدنا هي بلباس البدلة الواقية ضد الماء والسير لمسافة كيلو ونصف داخل البحر إما مع نصف الجزر والتقدم مع الماء وهو ينحسر أو الدخول أثناء الجزر وانتظار المد والعودة معه .. وموقعنا هذا بالذات قد غرق فيه أشخاص كثر لأنهم أضاعوا طريق العودة لأنه صعب ويحتاج إلى خبرة كافية .
قررنا أنا وأربعة من الزملاء الدخول لمسافة كيلو ونصف في الساعة الثالثة عصراً أثناء الجزر إلى آخر البطح وهو يعتبر الأرفع وانتظار المد الذي كان سيبدأ الساعة الرابعة عصراً , ووصلنا للموقع بعد نصف ساعة سيراً على الأقدام بعدتنا وكانت عبارة عن " طشت " مربوط بحبل وأسياخ لتعليق البكرات والطعم وأخياش لوضع السمك , وانتظرنا المد حتى بدأ وكان الصيد في بدايته شعوم ثم بدأت تكبر , ثم غطى البحر كل " البطح " ووصل مستوى البحر للركبة وكانت آخر قطعة من الرمل لم تتغطى وكان أحد الزملاء يقف فوقها ورأيناه وهو يصارع سمكة وما أن أخرجها حتى ظهرت لنا بأنها " سبيطي " 4 كيلو .. ووقفنا ثم ضرب على زميلنا سبيطي آخر ولكنه فلت عندما اقترب , وتوجهنا جميعنا لزميلنا واصطدت أنا سبيطي 5 كيلو , واصطاد زميل آخر سبيطي 3.5 كيلو , ثم اصطدت أنا سبيطي وعلق الخيط في حجرة وانقطع .. ثم صاد زميل آخر سبيطي كبير وفلت .
اشغلتنا السبيطية عن المد ونسينا أنفسنا حتى غابت الشمس وحل الليل وارتفع الماء ووصل للفخذ .. ثم انقطع الصيد بعد إنتشار السمك .. وعرفنا بأنه لن نستطيع أن نعود للسيارات حتى يبدأ الجزر .. لأن المنطقة في طريقة العودة منخفضة والبحر فيها أغزر وقد يصل للرقبة ولاتستطيع تحديد طريقك في الليل مثل النهار .. وربما مع شدة التيار سيسحبنا .. فقررنا عدم المجازفة بالعودة والبقاء على ارفع منطقة وكانت الساعة الثامنة مساءاً .. ومتبقى ساعتين للمد .. وبدأ الماء يرتفع ويرتفع ويرتفع حتى وصل بالنسبة لي للسرّة .. وزميل معنا قصير القامة وصله للصدر .. ثم بقينا متجمعين على شكل دائرة في وسط البحر ووسط الظلام ولايوجد شيء حولنا إلا البحر .. وكانت لدينا أنوار تعلق على الرأس ولكننا نعلم بأن اشعالها يسبب لنا خطورة من " الحواقيل " .. وحاولنا أن نقضي الوقت بالحديث عن قصص سابقة .. ونحن نسمع أصوات أسماك كبيرة تضرب بالقرب منا ولانعلم ماهي ..!! وأخفينا خوفنا .. وكل واحد فينا يقرأ الأذكار وآية الكرسي في قلبه .. وبينما نحن كذلك حتى قفز زميل لنا من شيء ضربه في رجله ثم قفز الزميل الذي بجانبه ثم قفزت أنا من نفس الشيء .. وكانت الضربه في كعب القدم قوية حتى اهتز جسمي منها .. ولم نكن ندرك ماهو هذا الشيء ..؟؟ ولكن تحليلنا له بأنه " هريري " , بحكم أن الضربة سريعة وسفليه وهذا يعني بأن السمكة كبيرة وضربتنا نحن الثلاثة وهي عابرة في طريقها بالخطأ .. ثم حان وقت الجزر في الساعة العاشرة مساءاً ولكن مستوى بقى ثابتاً ولم يتغير إتجاه التيار .. وبقينا واقفين لساعة إضافية .. وبعدها بدأ الجزر وبدأ يتغير إتجاه التيار لأن " الطشوت " التي كانت طافية معنا تشير إلى إتجاه التيار .. وتعبنا من كثرة الوقوف والهواء كان بارد والماء دافيء بعض الشيء .. واستمر الجزر حتى وصل إلى مستوى الحزام .. ولكن لازالت المنطقة عميقة في طريق العودة .. فقرر أحد الزملاء الجلوس في الماء من شدة التعب ولكن جسمه سيبرد عند الوقوف بسبب الهواء البارد .. وفي الساعة الثانية عشرة منتصف الليل قررنا التوكل على الله والعودة وإن صادفنا منطقة عميقة فسنتوقف عندها حتى تنخفض .. ومشينا على شكل طابور على أن الأطول يمشي في الأمام إلى الأقصر في الخلف .. حتى وصلنا منطقة عميقة وصلنا مستوى البحر للصدر وزميلنا القصير للرقبة .. وأدركنا بأننا نحينا عن الطريق الرملي ثم عدنا للخلف وسلكنا طريق آخر وكان هو طريقنا للعودة .. والحمد لله مشينا ومشينا ومشينا ومستوى الماء ينخفض أكثر وأكثر كلما اقتربنا من الشاطيء .. وما أن وصلنا إلى السيارات حتى رمينا أنفسنا على الجلسة ببدلاتنا وبعد ربع ساعة من الإستراحة والضحك وشرب الشاهي الساخن .. ثم خلعنا البدلات وصليّنا وتعشينا و أدركنا بأننا مجانين فعلاً .. وقد زاد جنوننا " السبيطية " .. وأنسانا حياتنا وأنفسنا .. ولكن الحمد لله رب العالمين الذي أحيانا حتى هذا اليوم لأروي لكم القصة وماعشناه من لحظات خوف ورعب وسط البحر المظلم والأسماك الكبيرة تقفز حولنا .. وأستطيع أن أقول لكم الآن بعد هذه التجربة الحلوة من ناحية الصيد , والمرعبة من ناحية الأجواء المظلمة والتعب بأن لاشيء يساوي عودة الصياد إلى أهله سالماً غانماً معافى .. ونسأل الله أن لايجعلكم في مثل هذا الموقف .
آمل أنكم عشتوا معي هذه اللحظات والأهم من ذلك أن تأخذوا العبرة من هذا الدرس ونسأل الله لنا ولكم العافية .
تقبلوا تحياتي .
بعد أن لاقي الجزء الأول والجزء الثاني استحسان وتفاعل الأخوة الأعضاء في خيمة الصيد البحري مع القصص المرعبة التي حدثت لنا بتفاصيلها عبر هذين الرابطين :
الجزء الأول :
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=284541
الجزء الثاني :
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=288960
أحب أن أهدي لأعضاء خيمة الصيد البحري وبالأخص مشرفنا الفاضل الرحموني هذا الجزء الثالث والتي تعتبر بالنسبة لنا من الأحداث التي لاتنسى والمخيفة .
أحداث هذه القصة تعود قبل 6 سنوات في بداية الشتاء في جزيرة أبو علي , ولا يخفى على بعضكم طريقة صيدنا هي بلباس البدلة الواقية ضد الماء والسير لمسافة كيلو ونصف داخل البحر إما مع نصف الجزر والتقدم مع الماء وهو ينحسر أو الدخول أثناء الجزر وانتظار المد والعودة معه .. وموقعنا هذا بالذات قد غرق فيه أشخاص كثر لأنهم أضاعوا طريق العودة لأنه صعب ويحتاج إلى خبرة كافية .
قررنا أنا وأربعة من الزملاء الدخول لمسافة كيلو ونصف في الساعة الثالثة عصراً أثناء الجزر إلى آخر البطح وهو يعتبر الأرفع وانتظار المد الذي كان سيبدأ الساعة الرابعة عصراً , ووصلنا للموقع بعد نصف ساعة سيراً على الأقدام بعدتنا وكانت عبارة عن " طشت " مربوط بحبل وأسياخ لتعليق البكرات والطعم وأخياش لوضع السمك , وانتظرنا المد حتى بدأ وكان الصيد في بدايته شعوم ثم بدأت تكبر , ثم غطى البحر كل " البطح " ووصل مستوى البحر للركبة وكانت آخر قطعة من الرمل لم تتغطى وكان أحد الزملاء يقف فوقها ورأيناه وهو يصارع سمكة وما أن أخرجها حتى ظهرت لنا بأنها " سبيطي " 4 كيلو .. ووقفنا ثم ضرب على زميلنا سبيطي آخر ولكنه فلت عندما اقترب , وتوجهنا جميعنا لزميلنا واصطدت أنا سبيطي 5 كيلو , واصطاد زميل آخر سبيطي 3.5 كيلو , ثم اصطدت أنا سبيطي وعلق الخيط في حجرة وانقطع .. ثم صاد زميل آخر سبيطي كبير وفلت .
اشغلتنا السبيطية عن المد ونسينا أنفسنا حتى غابت الشمس وحل الليل وارتفع الماء ووصل للفخذ .. ثم انقطع الصيد بعد إنتشار السمك .. وعرفنا بأنه لن نستطيع أن نعود للسيارات حتى يبدأ الجزر .. لأن المنطقة في طريقة العودة منخفضة والبحر فيها أغزر وقد يصل للرقبة ولاتستطيع تحديد طريقك في الليل مثل النهار .. وربما مع شدة التيار سيسحبنا .. فقررنا عدم المجازفة بالعودة والبقاء على ارفع منطقة وكانت الساعة الثامنة مساءاً .. ومتبقى ساعتين للمد .. وبدأ الماء يرتفع ويرتفع ويرتفع حتى وصل بالنسبة لي للسرّة .. وزميل معنا قصير القامة وصله للصدر .. ثم بقينا متجمعين على شكل دائرة في وسط البحر ووسط الظلام ولايوجد شيء حولنا إلا البحر .. وكانت لدينا أنوار تعلق على الرأس ولكننا نعلم بأن اشعالها يسبب لنا خطورة من " الحواقيل " .. وحاولنا أن نقضي الوقت بالحديث عن قصص سابقة .. ونحن نسمع أصوات أسماك كبيرة تضرب بالقرب منا ولانعلم ماهي ..!! وأخفينا خوفنا .. وكل واحد فينا يقرأ الأذكار وآية الكرسي في قلبه .. وبينما نحن كذلك حتى قفز زميل لنا من شيء ضربه في رجله ثم قفز الزميل الذي بجانبه ثم قفزت أنا من نفس الشيء .. وكانت الضربه في كعب القدم قوية حتى اهتز جسمي منها .. ولم نكن ندرك ماهو هذا الشيء ..؟؟ ولكن تحليلنا له بأنه " هريري " , بحكم أن الضربة سريعة وسفليه وهذا يعني بأن السمكة كبيرة وضربتنا نحن الثلاثة وهي عابرة في طريقها بالخطأ .. ثم حان وقت الجزر في الساعة العاشرة مساءاً ولكن مستوى بقى ثابتاً ولم يتغير إتجاه التيار .. وبقينا واقفين لساعة إضافية .. وبعدها بدأ الجزر وبدأ يتغير إتجاه التيار لأن " الطشوت " التي كانت طافية معنا تشير إلى إتجاه التيار .. وتعبنا من كثرة الوقوف والهواء كان بارد والماء دافيء بعض الشيء .. واستمر الجزر حتى وصل إلى مستوى الحزام .. ولكن لازالت المنطقة عميقة في طريق العودة .. فقرر أحد الزملاء الجلوس في الماء من شدة التعب ولكن جسمه سيبرد عند الوقوف بسبب الهواء البارد .. وفي الساعة الثانية عشرة منتصف الليل قررنا التوكل على الله والعودة وإن صادفنا منطقة عميقة فسنتوقف عندها حتى تنخفض .. ومشينا على شكل طابور على أن الأطول يمشي في الأمام إلى الأقصر في الخلف .. حتى وصلنا منطقة عميقة وصلنا مستوى البحر للصدر وزميلنا القصير للرقبة .. وأدركنا بأننا نحينا عن الطريق الرملي ثم عدنا للخلف وسلكنا طريق آخر وكان هو طريقنا للعودة .. والحمد لله مشينا ومشينا ومشينا ومستوى الماء ينخفض أكثر وأكثر كلما اقتربنا من الشاطيء .. وما أن وصلنا إلى السيارات حتى رمينا أنفسنا على الجلسة ببدلاتنا وبعد ربع ساعة من الإستراحة والضحك وشرب الشاهي الساخن .. ثم خلعنا البدلات وصليّنا وتعشينا و أدركنا بأننا مجانين فعلاً .. وقد زاد جنوننا " السبيطية " .. وأنسانا حياتنا وأنفسنا .. ولكن الحمد لله رب العالمين الذي أحيانا حتى هذا اليوم لأروي لكم القصة وماعشناه من لحظات خوف ورعب وسط البحر المظلم والأسماك الكبيرة تقفز حولنا .. وأستطيع أن أقول لكم الآن بعد هذه التجربة الحلوة من ناحية الصيد , والمرعبة من ناحية الأجواء المظلمة والتعب بأن لاشيء يساوي عودة الصياد إلى أهله سالماً غانماً معافى .. ونسأل الله أن لايجعلكم في مثل هذا الموقف .
آمل أنكم عشتوا معي هذه اللحظات والأهم من ذلك أن تأخذوا العبرة من هذا الدرس ونسأل الله لنا ولكم العافية .
تقبلوا تحياتي .