أبو سعد 7
10/05/2012, 11:06 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عطفاً على تحديث يوم امس لمقياس رصد قوّة الرياح و العواصف الشمسية (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=490053)والذي أشار إلى ارتفاع ضئيل بواقع درجة واحدة عن اليوم الذي قبله ، حيث بلغت ( M5 )
للمتابعة الآنية و لتفاصيل أكثر يرجى الضغط هنا (http://spaceweather.com/)
---
الآثار المترتبة عن هذا المستوى من حجم الرياح الشمسية حالياً قد تتمثل بمشيئة الله فقط في ظهور سحب الأرورا ( و تسمى ايضاً : الشفق القطبي أو الفجر القطبي )
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/aa/Polarlicht_2.jpg/640px-Polarlicht_2.jpg
الأضواء القطبية فوق آلاسكا
جولة سريعة على ألأرورا uroura ( الشفق القطبي أو الأضواء القطبية ) :
هذه الكتلة المضيئة ، ذات التموّج والألوان الخلابة ، تظهر بهذه الصورة و الهيئة نتيجة :
- ارتطام الجسيمات الذريّة الشمسية ( التي ترافق الرياح الشمسية ) ارتطامها بغازات الغلاف الغازي المتأيّن ( اينوسفير ) على ارتفاعات تقدر بـ 100 كيلو متر الى عدة مئات الكيلو مترات ، فلما تدخل هذه الجسيمات الذريّة الغلاف المغناطيسي ، وتصطدم بالطبقى العليا للغلاف الجوي حول القطبين المغناطيسيين ( الشمالي والجنوبي ) تنتج عن ذلك بقدرة الله عروض الشفق القطبي .
اذا فهي بذلك :
- ظاهرة ( عادةً ) يتوقع حدوثها عقب العواصف الشمسية الشديدة ( من فئة X ، و بعض الدرجات من الفئة M - والله اعلم -
بهذا يحمي المجال المغناطيسي للأرض - بقدرة الله سبحانه - الكائنات الحية من تلك الجسيمات الخارقة الضارة للحياة .
تظهر الأضواء القطبية في منطقة تمتد عبر حيز يبعد نحو 10 درجات إلى 20 درجة عن القطب المغناطيسي للأرض .
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/9/9a/Aurora_australis_20050911.jpg
صورة التقطتها أحد أقمار ناسا للشفق القطبي في 11 أيلول 2005
حديثاً تقتصر رؤية هذه الظاهرة على المناطق القريبة من القطبين الشمالي و الجنوبي بين خطي عرض ( 50 درجة ) و ( 80 درجة ) شمالاً و جنوباً .
ومن النادر رؤيتها في خطوط عرض اقل من ذلك ( حديثاً شوهدت مرة واحدة ، حيث أدّت عاصفة شمسية عام 1989 عند خط عرض 35 درجة )
في موروثنا الفلكي العربي :
سجّل العرب قديماً هذه الظاهرة دون التعرض الى تفسيرها ، فتناولت العديد من الكتب التاريخية العربية وصفاً لهذه العروض السماوية . وشملت المناطق التي يتواجد فيها العرب ، وهي خطوط عرض 37 درجة ! و هذا أمر غاية في الندرة . بل ان بعض الدراسات الحديثة تستبعده تماماً .
لكن التاريخ له رأي آخر ، فقد أورد بعض العلماء مجموعة من النصوص التي تتحدث عن هذه الظاهرة ، وفيها وصف و ربط واضح بين مظاهر النشاط على الشمس و بين ظهور العروض السماوية بألوان مختلفة .
وللتدليل على هذا الربط نذكر :
1 - اورد ابو حيان في كتابه " المقتبس في أخبار بلاد الأندلس " المؤلف سنة 327 هـ يتحدث عن احداث الفترة بين 21/10/929 م ما يلي : " وفي سلخ هذه السنة وقعت في عين الشمس آية شُنعها لا عهد لمثلها ، و ذلك ان غشيتها كُدرة ظاهرة بادية للعين كسفت جزءاً من ضياءها ، فاطفأت من شعاعها ، فتمادت على حالها هذه سبعة أيام ، الثلاث الآخيرة منها من محرم 328 هـ .. الخ
2 - تزامن ظهور هذه البقع او هذا النشاط المدوّن في تلك الفترة في ذلك الكتاب مع ظهور الشفق القطبي الذي أورده ابن الجوزي و أشار إليه في كتابه " المنتظم من تاريخ الملوك و الأمم " في بغداد سنة 328 هـ حيث قال : " وضمن الحوادث أنه في غرة المحرم ظهر في الجوّ حمرة شديدة من ناحية الشمال و الغرب و ظهرت فيها اعمدة عظيمة كثيرة العدد ."
بعض الباحثين يعتقدون ان عدم اهتمام العرب بدراسة هذه الظاهرة يعود لاعتقادهم انها ظاهرة ارضية ناتجة عن انكسار الضوء الملئ بالبخار او انها نتيجة تكاثف البخار و الدخان ..
يختلف الفيلسوف العربي ابو البركات هبة الله علي بن ملكا البغدادي ( 1152 م ) مع هذا الرأي ، فقد تجاوز هذه المفاهيم من خلال استقراءه للشفق القطبي و ظهوره من خلال رصدين عمليين للشفق قام بهما بنفسه ، و خلص الى القول بوجود مصادر أو قوى كونية مسئولة عن توليد " الأضواء الشمالية " .
و الله تعالى اعلم ،
----
حالة الشفق القطبي ليوم أمس الأربعاء 9 مايو :
http://www.gi.alaska.edu/sites/www.gi.alaska.edu/modules/local/auroraforecast/images/Alaska_3.png
الملاحظ بأن الحالة وفق المعايير المعتمدة لقياس الشفق القطبي تعتبر " معتدلة " حتى يوم أمس الأربعاء ( وفق آخر تحديث )
و لمعرفة المزيد من التوقعات حيال الشفق القطبي يرجى الضغط هنا (http://www.gi.alaska.edu/AuroraForecast)
---------
مراجع هذه المشاركة ( بتصرف ) :
- علم الفلك في التراث العربي و الاسلامي ( أ.د شوقي الدلال 2011 )
- القاموس الفلكي ( أ.د. عبد الأمير مؤمن 2006 )
- ويكبيديا .
عطفاً على تحديث يوم امس لمقياس رصد قوّة الرياح و العواصف الشمسية (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=490053)والذي أشار إلى ارتفاع ضئيل بواقع درجة واحدة عن اليوم الذي قبله ، حيث بلغت ( M5 )
للمتابعة الآنية و لتفاصيل أكثر يرجى الضغط هنا (http://spaceweather.com/)
---
الآثار المترتبة عن هذا المستوى من حجم الرياح الشمسية حالياً قد تتمثل بمشيئة الله فقط في ظهور سحب الأرورا ( و تسمى ايضاً : الشفق القطبي أو الفجر القطبي )
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/aa/Polarlicht_2.jpg/640px-Polarlicht_2.jpg
الأضواء القطبية فوق آلاسكا
جولة سريعة على ألأرورا uroura ( الشفق القطبي أو الأضواء القطبية ) :
هذه الكتلة المضيئة ، ذات التموّج والألوان الخلابة ، تظهر بهذه الصورة و الهيئة نتيجة :
- ارتطام الجسيمات الذريّة الشمسية ( التي ترافق الرياح الشمسية ) ارتطامها بغازات الغلاف الغازي المتأيّن ( اينوسفير ) على ارتفاعات تقدر بـ 100 كيلو متر الى عدة مئات الكيلو مترات ، فلما تدخل هذه الجسيمات الذريّة الغلاف المغناطيسي ، وتصطدم بالطبقى العليا للغلاف الجوي حول القطبين المغناطيسيين ( الشمالي والجنوبي ) تنتج عن ذلك بقدرة الله عروض الشفق القطبي .
اذا فهي بذلك :
- ظاهرة ( عادةً ) يتوقع حدوثها عقب العواصف الشمسية الشديدة ( من فئة X ، و بعض الدرجات من الفئة M - والله اعلم -
بهذا يحمي المجال المغناطيسي للأرض - بقدرة الله سبحانه - الكائنات الحية من تلك الجسيمات الخارقة الضارة للحياة .
تظهر الأضواء القطبية في منطقة تمتد عبر حيز يبعد نحو 10 درجات إلى 20 درجة عن القطب المغناطيسي للأرض .
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/9/9a/Aurora_australis_20050911.jpg
صورة التقطتها أحد أقمار ناسا للشفق القطبي في 11 أيلول 2005
حديثاً تقتصر رؤية هذه الظاهرة على المناطق القريبة من القطبين الشمالي و الجنوبي بين خطي عرض ( 50 درجة ) و ( 80 درجة ) شمالاً و جنوباً .
ومن النادر رؤيتها في خطوط عرض اقل من ذلك ( حديثاً شوهدت مرة واحدة ، حيث أدّت عاصفة شمسية عام 1989 عند خط عرض 35 درجة )
في موروثنا الفلكي العربي :
سجّل العرب قديماً هذه الظاهرة دون التعرض الى تفسيرها ، فتناولت العديد من الكتب التاريخية العربية وصفاً لهذه العروض السماوية . وشملت المناطق التي يتواجد فيها العرب ، وهي خطوط عرض 37 درجة ! و هذا أمر غاية في الندرة . بل ان بعض الدراسات الحديثة تستبعده تماماً .
لكن التاريخ له رأي آخر ، فقد أورد بعض العلماء مجموعة من النصوص التي تتحدث عن هذه الظاهرة ، وفيها وصف و ربط واضح بين مظاهر النشاط على الشمس و بين ظهور العروض السماوية بألوان مختلفة .
وللتدليل على هذا الربط نذكر :
1 - اورد ابو حيان في كتابه " المقتبس في أخبار بلاد الأندلس " المؤلف سنة 327 هـ يتحدث عن احداث الفترة بين 21/10/929 م ما يلي : " وفي سلخ هذه السنة وقعت في عين الشمس آية شُنعها لا عهد لمثلها ، و ذلك ان غشيتها كُدرة ظاهرة بادية للعين كسفت جزءاً من ضياءها ، فاطفأت من شعاعها ، فتمادت على حالها هذه سبعة أيام ، الثلاث الآخيرة منها من محرم 328 هـ .. الخ
2 - تزامن ظهور هذه البقع او هذا النشاط المدوّن في تلك الفترة في ذلك الكتاب مع ظهور الشفق القطبي الذي أورده ابن الجوزي و أشار إليه في كتابه " المنتظم من تاريخ الملوك و الأمم " في بغداد سنة 328 هـ حيث قال : " وضمن الحوادث أنه في غرة المحرم ظهر في الجوّ حمرة شديدة من ناحية الشمال و الغرب و ظهرت فيها اعمدة عظيمة كثيرة العدد ."
بعض الباحثين يعتقدون ان عدم اهتمام العرب بدراسة هذه الظاهرة يعود لاعتقادهم انها ظاهرة ارضية ناتجة عن انكسار الضوء الملئ بالبخار او انها نتيجة تكاثف البخار و الدخان ..
يختلف الفيلسوف العربي ابو البركات هبة الله علي بن ملكا البغدادي ( 1152 م ) مع هذا الرأي ، فقد تجاوز هذه المفاهيم من خلال استقراءه للشفق القطبي و ظهوره من خلال رصدين عمليين للشفق قام بهما بنفسه ، و خلص الى القول بوجود مصادر أو قوى كونية مسئولة عن توليد " الأضواء الشمالية " .
و الله تعالى اعلم ،
----
حالة الشفق القطبي ليوم أمس الأربعاء 9 مايو :
http://www.gi.alaska.edu/sites/www.gi.alaska.edu/modules/local/auroraforecast/images/Alaska_3.png
الملاحظ بأن الحالة وفق المعايير المعتمدة لقياس الشفق القطبي تعتبر " معتدلة " حتى يوم أمس الأربعاء ( وفق آخر تحديث )
و لمعرفة المزيد من التوقعات حيال الشفق القطبي يرجى الضغط هنا (http://www.gi.alaska.edu/AuroraForecast)
---------
مراجع هذه المشاركة ( بتصرف ) :
- علم الفلك في التراث العربي و الاسلامي ( أ.د شوقي الدلال 2011 )
- القاموس الفلكي ( أ.د. عبد الأمير مؤمن 2006 )
- ويكبيديا .