أتصالات لأنشاء أتحاد لهواة اللاسلكي في دول التعاون [الأرشيف]

القناص

18/11/2002, 10:22 PM

http://www.alriyadh.com.sa/Contents/18-11-2002/Mainpage/images/C1.jpg

الأسياح: تحقيق وتصوير - سعود المطيري

الكنود لمن لا يعرفه هو جهاز لاسلكي يحتوي على مئات القنوات التي توفر فرصة التحدث بين شخصين أو أكثر لمسافة تصل إلى مئات الكيلو مترات أحياناً تشكل لدينا ظاهرة خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية وقبل ايام سمحت الجهات المسؤولة باستخدام هذا الجهاز، كان قبل عشرين إلى ثلاثين عاماً يستخدم من قبل سائقي الشاحنات وشركات سيارات الأجرة في اوروبا وأمريكا لتبادل معلومات سلامة الطريق ونقاط الاختناقات المرورية وعوامل الطقس ومكن شركات الليموزين من متابعة سائقيها داخل المدينة، إلا ان هذا الجهاز ما لبث ان تحول إلى اذاعة شبه محلية وتشكل له هواة من مختلف الطبقات وبمختلف الثقافات نافس بل تغلب على اذاعات محلية مشهورة بما يدار فيه من حوارات ومناقشات في العلوم والأدب والثقافة وتبادل المعلومات، وفي مجال الاغاثة والانقاذ، وصار شبيها ب (شات) الانترنت ورغم ان الهواة صاروا يبثون ارساله إلى مئات الكيلو مترات ليصل دولا مجاورة وقارات اخرى عن طريق استقبال القناة ثم معاودة بثها عن طريق جهاز آخر.. وثان وثالث ليصل إلى أبعد مسافة إلا ان الحوارات كانت ترتقي إلى مستوى المتحاورين والمستمعين وتعكس المستوى الفكري والثقافي للاعضاء.
وفي الخليج عرف هذا الجهاز اول ما عرف عن طريق هواة القنص في الصحراء للربط بين اعضاء الرحلة على مدى اليوم، لكنه في السبع أو الثماني سنوات الماضية انتشر انتشاراً خطيراً ووصل إلى أيدي المراهقين وصغار السن الذين مسخوا صورته الحقيقية واساءوا استخدامه بالبذاءة والمساس بأعراض الناس حيث انقسم المستخدمون إلى قسمين:
القسم الاول: وهي الفئة المحتاجة اليه فعلا ووفر لهم خدمة عظيمة هم سكان البوادي والقرى والهجر النائية التي لاتتوفر بها خدمة الاتصالات ومعهم مربو المواشي وهواة القنص والرحلات حيث وفر شبكة اتصالات عامرة في البراري والمحافظات تعمل على مستوى الاربع والعشرين ساعة تقدم العديد من الخدمات العملية والترفيهية هذه الفئة من المستخدمين هم الذين دعوا الجهات المعنية لفسح وترخيص استخدام نوعية معينة من هذه الاجهزة في الآونة الأخيرة لا تتداخل مع شبكات الأجهزة الأمنية.
الفئة الاخرى وهم فئة يسمون انفسهم (عرابجة) الكنود ويعرفهم المستخدمون بهذا الاسم، وهي فئة تعمل بهذا المبدأ وتسيء استخدامه بعبارات تخدش الحياء وتسيء إلى الذوق العام وتكرس بعض المفاهيم الخاطئة وهي وان كانت تصدر من فئات ربما لديها قصور في التربية ومن نماذج غير متعلمة واغلبهم من الشباب الذين يعانون بعض المشاكل ومن العاطلين عن العمل إلا انها فعلا جعلت هناك عزوفا من العقلاء الذين تمنعهم تربيتهم واخلاقهم التي تربوا عليها حتى من مجرد الاستماع إلى بعض هذه القنوات ويتحاشون الدخول اليها الا عند الضرورة.
(الرياض) سبق لها ان حاولت الدخول في بعض الشبكات في حوارات صحفية قصيرة بواسطة الكنود نذكرها بالاسماء الفنية لكل عضو وللمعلومية فان الاسم الفني قد يتكرر في أكثر من شبكة لاعضاء مختلفين. ولكن قبل ذلك نريد تقديم لمحة قصيرة عن بعض الخصائص الفنية لهذا الجهاز حيث انه يوجد لكل مدينة أو محافظة قناة معلومة من ضمن مئات القنوات المتوفرة تسمى القناة العامة يجتمعون من خلالها ويفترض ان ينادي العضو على من يريد ويطلب منه الالتقاء بقناة اخرى فرعية يكون الحوار فيها بين اثنين أو مجموعة من الاصدقاء، لكن الارسال يعتمد على نوعية الأريل - وقوته وارتفاعه خصوصاً الارتفاع وبامكان أي عابث لديه أريل أكثر ارتفاعاً ان يلغي الشبكة ويحتل القناة ويقطع الاتصال بين شخصين لذلك برزت ظاهرة الاريلات الطويلة التي تحتل اسطح المباني في الكثير من الأحياء والمدن الريفية.
نعود إلى المتحاورين حيث كان اللقاء الاول مع أحد الاعضاء ويبدو انه رجل مهذب ومتعلم اسمه الفني (أبا الورد).. والذي قال لاشك ان لهذه الأجهزة منافع كبيرة إذا ما استخدمت بحدود فوائدها حيث يخدمنا في مجالات كثيرة في الرحلات البرية ويربط بيننا في هذه الصحاري ويقضي الكثير من حاجاتنا ونستطيع من خلاله معرفة أخبار الطقس وتناقل أخبار المطر والربيع ونستخدمه في الحوارات الهادفة والمسلية في الشعر والأدب وتوجيه النصح.
ويقول أبا الورد ان الألغاز الشعرية عادة ما تستحوذ على غالبية
المسامرات وجرت العادة ان يعلن من خلال القناة العامة انه في الساعة الفلانية سيكون هناك ملتقى لطرح الالغاز. أو الشعر وهناك العديد من الشعراء المعروفين والمشهورين يدخلون هذه الملتقيات ويستمعون إليها ويشاركون باسمائهم الفنية.
ويقول بأن الأعضاء هم مواطنون قبل كل شيء من تراب هذا الوطن الذين يدينون له بالولاء والمحبة الصادقة والحرص على سمعته وامنه واستقراره ويتسابقون إلى خدمته في اي مجال من المجالات الواسعة لذلك فهم كثيراً ما تعاونوا مع الجهات الامنية في تتبع بعض المطلوبين حتى تم القبض عليهم وهذه إحدى إيجابيات هذا الجهاز الكثيرة لكن المشكلة تكمن في اشخاص يسيئون استخدامه مستغلين بذلك عدم وجود الرقيب والمحاسبة للمخطئين.
وقبل ان ننتقل إلى عضو آخر لفت انتباهنا هذا الكم الهائل من الاسماء والرموز التهكمية والطريفة التي يختارها الأعضاء ويطلقونها على أنفسهم. براطم النملة - دمعة الحاشي - معقد الشوش - القعرة الزاحف - هتلر - الدمار الشامل - كباكا - الناعم - الداشر ومثلها اللغة الخاصة أو العبارات القصيرة التي يختصر بها الكنوديون كلاما طويلا جداً نكتفي نحن بالعبارات التي تأكدنا أنها لا تتجاوز حدود الادب مثل قولهم طف النور - أطلع طقة - ملحط - أطلع للمكتب - ما أقول شيء - تلك هي لمحات بسيطة التقطناها بين النداءات الجادة وقوافي الشعر - ولحن الهجيني - وعبارات الغنج التي يتبادلها المراهقون وصغار السن. التي تركناها إلى عضو كان يقدم وصلة (حداء الإبل) بصوته الشجي اسمه (راعي المغاتير) يقول أنا صاحب ابل أتتبعها في صحراء بعيدة وامضي معها عدة أيام ويربطني مع أسرتي هذا الجهاز وعندما أحتاج إلى توصيل اي خبر عاجل أنادي على أي عضو من أبناء قريتي الذين اعرف رموزهم. ويقومون بتوصيل رسالتي كما انه يساعدنا كثيراً في البحث عن الابل المفقودة والتي نبث تعميما بأوصافها (والوسم) ويتعاون معنا زملاء المهنة من أصحاب الابل الأخرى في توسيع النداء وينتقل بطريقة سريعة قد تصل إلى أقصى الحدود الشمالية والشرقية خلال ساعات وكثيراً ما كان يخدمنا من هذه الناحية خصوصاً وان أهل الأبل متعاونون فيما بينهم ويحترمون ما يبثه هذا الجهاز ويقدرون القيمة الحقيقية له وهم من أكثر المستخدمين الذين يسعون ان تكون استخداماته بحدود فوائده وان لا يخرج عن إطاره الحقيقي لانهم من أكثر المستفيدين منه وأكثر المحتاجين لخدماته الكبيرة ويؤكد انه فعلاً قدم خدمات أخرى في مجال الإنقاذ لاشخاص أشرفوا على الهلاك. ومصابين طلبوا النجدة وهم مدفونون تحت سياراتهم في حوادث انقلاب واشخاص حاصرتهم السيول أو اقتلعت خيامهم العواصف غير الاشخاص الذين تاهوا في الصحراء وادركهم الظمأ والجوع. وهناك قصة أحد الزملاء هاج عليه فحل الأبل وطارده حتى اعتصم بفرع شجرة وطلب من الراعي الهندي ان يبث نداء لمن حوله وخلال ساعات اجتمعوا وطرحوا الجمل الهائج وانقذوا الرجل.
أما صاحب النداء (الحاج متولي) فيقول للاسف ان تداول هذا الجهاز بشكل فوضوي قد افرز جيلا تعرفهم بالعرابجة الكنود وهم جيل محدود الثقافة يعاني بعضهم من قصور في التربية واغلبهم من العاطلين عن العمل الذين يواصلون التحدث على مدى 16- 18ساعة متواصلة في اليوم هؤلاء شوهوا صورة هذا الجهاز وانحرفوا به عن هدفه الحقيقي وقطعوا الفرصة على المستخدم الجاد الذي هو محتاج له بالفعل وتعرضوا لاعراض الناس وشهروا بالآمنين وبهتوا أسرا وعوائل معروفة على مستوى مدنهم ومحافظاتهم. لذلك فإنني وبعد السماح به أدعو ان يكون له ضوابط معينة وان يحصر على المحتاجين له وان يتعاون الجميع سواء من المستخدمين أو جهات الاختصاص في تتبع المسيئين والذين يستخدمونه لغير الغرض المخصص له ويصادر منهم وتتم معاقبتهم أو يحالون إلى القضاء.
ويتفق كل من صاحب النداء - الشعار - والليزر أنه يجب ايقاف ظاهرة الاريلات الطويلة التي تحتل أسطح المباني بارتفاعات تصل إلى 80مترا أحياناً في بعض الاماكن. وان تقوم الجهات الأمنية بكل مدينة أو محافظة بمسح شامل وتتبع مثل هذه الاريلات وان يقتصر الاستخدام على الاريلات العادية وان تكون هناك عقوبة رادعة لكل من يسيء استخدامه سواء الاستخدام العام أو أستعمال الاريلات التي يقصد منها التشويش على المستخدمين واحتلال القنوات العامة وقطع الاتصال بين المحتاجين له وما دام قد سمح بتداول الكنود فإننا نطلب من المسؤولين ان يعطى المواطن العادي فرصة المشاركة في متابعة المطلوبين والمخالفين والتبليغ عنهم ونوسع من المشاركة في تحقيق ما يوفر لهذه البلاد أمنها بالاضافة إلى مجالات الاغاثة والانقاذ والاعمال الإنسانية الأخرى كما يجب علينا ان لا نعطي المستهترين واصحاب العاهات النفسية فرصة اساءة استخدامه وتشويه صورة الشاب السعودي.
حمود بن عبدالله المشاري سبق ان جرى تكريمه هو وزميل له اسمه عبيد الحربي من قبل صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وسلموا مكافأة وخطابات شكر عندما تعاونوا مع الجهات الأمنية في ملاحقة وتتبع وافد قام بإطلاق النار على أحد المواطنين وفر بسيارته عبر مجاهل الصحراء وقامت حينها شبكات الكنود والقنوات التي يديرها المواطنون بإيجاد تغطية كاملة لصحراء تمتد أكثر من 400كيلو متر غاية في الوعورة وكثرة المتاهات والمخابئ حيث قاموا بتداول أوصاف الشخص والسيارة ولم تمض ساعات حتى حدد مكانه رغم كل محاولات التمويه واستبدال الملابس والسيارة والقبض عليه من قبل هؤلاء المواطنين ليسلم إلى الجهات الأمنية وكتبت "الرياض" عن تفاصيل الحادثة في حينها. يقول حمود المشاري أنهم كرروا نفس العمل مع وافد قام بالسرقة والهروب بعد ذلك بأيام إلى ان تم القبض عليه ويؤكد المشاري بأن هذا الجهاز متى ما ضبط بحدود فوائده وجرى تحصينه من العابثين لابد ان يشكل غطاء أمنيا إضافيا يساهم مع جهود الأجهزة الأمنية في تتبع المطلوبين وخلق شبكة أمنية متكاملة من البر إلى البحر يصعب أختراقها أو تجاوزها وتصبح هذه الصحراء الواسعة بجهود أبنائها المخلصين بشجرها واحجارها دروعا أمنية وعيونا ساهرة تجعل المجرم يفكر ألف مرة قبل ان يتوجه إليها ولكن يجب ان يكون هناك بعض جهود التنظيم والضوابط المعينة واقترح ان يكون لكل محافظة أو مدينة (عريف) متعاون ومسجل لدى الجهات المختصة تسند له مهمة إدارة الشبكة وتوجيه المجموعات واصدار البلاغات وتؤخذ أو تعطى المعلومات عن طريقه ويكون هو صاحب معرفة بأسماء ورموز أعضاء الشبكة ومن بينهم أعضاء متعاونون معه في تقييم الاعضاء الاخرين والثقات منهم الذين يعتمد عليهم. ويكون ذلك حصراً على الجرائم والحوادث الكبيرة التي تتطلب سرعة في البحث والمتابعة.
* إلى هنا غادرت "الرياض" شبكة الكنود بينما تدور هناك معارك ضارية في اثير الصحراء بين (معقد الشوش) واعضاء اخرين يحاولون تحرير القناة العامة التي احتلها المذكور منذ ساعات الفجر الأولى لانه يملك "اريل" يتجاوز طوله ال 18متراً.