المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يمكن أن يكون الصيد سببا لانقراض الأحياء البرية فعلا؟



غازي السهل
03/08/2012, 01:18 AM
كثر الكلام مؤخرا عن خطورة الصيد، وتعالت أصوات كثيرة في كثير من الدول مطالبةً بمنعه من حيث المبدأ، وعدم السماح للأفراد بامتلاك أسلحة الصيد مهما كانت. ولكن ما مدى صحة هذه الادعاءات؟

لنقرأ هنا ما كتبه عالم أمريكي مخضرم هو الأستاذ ريشوتي في كتاب له بعنوان: ((الصراع بين الإنسان والحيوان)) (ترجمة: عياد موسى العوامي – ليبيا)؛ حيث يقول في الفصل الرابع الذي عنونه بـ : ((صياد وصيد))، تحت فرع باسم ((مسألة الصيد)) ما يلي:

((لعلَّ المقياس الذي يبيِّن أن الصيد لم يكن عاملًا في انقراض الحيوانات، أن اثنين فقط من اثنين وثلاثين نوعًا من الطيور المنقرضة في أمريكا لم تكن في يوم من الأيام هدفًا من أهداف هواة الصيد.

والحقيقة أنه خلال خمسين سنة من تنظيم الصيد الحديث زاد عدد معظم الحيوانات البرية في الولايات المتحدة. ففي بداية هذا القرن كان عدد الغزلان ذات الذيل الأبيض نصف مليون واليوم يصل عدد أفراد هذا النوع الذي يفضِّله الصيادون أكثر من عشرة ملايين ... وطبقًا لبعض الاحصائيات من المحتمل أكثر من ذلك العدد ... كما أن عدد طيور الدجاج الرومي البرية لم تكن تزيد على مائة ألف مع بداية هذا القرن [يقصد القرن العشرين] واليوم يزيد عددها على المليون وهي تُصاد في أكثر من نصف أمريكا.

إن ما تقصده إدارة الحيوانات البرية هو أن الحيوانات التي زاد عددها بدرجة معينة هي التي يمكن صيدها بواسطة هواة الصيد، وإذا طُبِّق هذا المبدأ فإن رياضة الصيد لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى انقراض أي نوع، إضافة إلى ذلك تُعتَبر رياضة الصيد حامية لأنواع الحيوانات بجميع أنواعها من الأخطار التي يمكن أن تواجهها وأهم هذه الأخطار إتلاف البيئة ... إن رصاص البنادق والمصايد يمكن أن يؤدي إلى خسارة في عدد من أفراد نوع معيَّن، ولكن إذا أُتلِفت البيئة التي تعيش فيها تلك الحيوانات فإنها جميعًا سوف تنقرض، وبتخصيص مساحة من الأرض لمعيشة حيوانات الصيد، ولممارسة هواية الصيد فإن الصيد كهواية يُعتبَر عاملًا من عوامل المحافظة على الحيوانات بجميع أنواعها.

وفي الولايات المتحدة كان الصيادون هم النواة لحركة حماية الأحياء البرية، وعدد كبير من هؤلاء الصيادين وصلوا إلى مراكز هامة في الدولة على رأسهم تيودور روزفلت مؤسِّس حماية الأحياء الحديثة، وجورج جرينِل مؤسِّس جمعية أودوبن، وكذلك جيفورد أول رئيس لإدارة الغابات ... كان هؤلاء جميعًا صيادين.

المسؤولون عن صناعة أدوات الصيد والتي تتمنَّى أن يكون هناك زبائن لمنتجاتها تؤكِّد أنَّ الصيادين ساهموا بنصيب كبير في تقدُّم حركة حماية الأحياء البرية.

كما أنَّ الضرائب التي يدفعونها استُغِلَّت في تخصيص مساحات كبيرة من الأراضي والبحيرات لتصبح مناطق محميَّة تزدهر فيها الحيوانات البرية)). انتهى الاقتباس (ص 132-133 من الكتاب المذكور).


http://a1.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/484429_154721221318523_724076590_n.jpg