عبدالله الدوسري
18/08/2012, 11:53 PM
قبل الدخول إلى هذا الموضوع لا بد أن أذكرك أخي القارئ أن هذا الموضوع لا يتحدث عن دقة الحسابات الفلكية.. فكل من اقترب منها يعلم دقتها ولا أحد ينكر هذا الشيء.
الآن يجب أن نتفق على قاعدة مهمة وهي أن الهواية تختلف عن الحاجة.. وإليك هذا المثال الذي يوضحها، وأرجو أن يكون مقنعا لك:
أغلب آبائنا وأجدادنا المهتمين بزراعة النخيل (إن لم يكن كلهم) يفرقون بين أنواع النخيل بمجرد رؤية (عسيب النخل) ولو على الصورة، فلا يحتاج أن يرى ثمرتها… وهذا نابع من شدة اهتمامهم بها كون النخل إحدى حاجاتهم الضرورية، وبالمقابل قد لا نجد في المتخصصين بالزراعة (قد لا أبالغ إذا قلت: كلهم) لا نجد فيهم من يستطيع تحديد نوع النخلة بمجرد رؤية أغصانها (العسبان)
لاحظ.. بحكم الحاجة الضرورية لهؤلاء للنخل استطاعوا التمييز بمجرد رؤية (عسيب)
وبحكم هواية أولئك يستطيعون التعرف وبدقة على أنواع السكريات في التمر بأنواعها وتحديد كثير السكر من قليله وهكذا..
نفس الكلام ينطبق على علم الفلك
بحكم حاجة العرب القوية للنجوم ومتابعة الأنواء لحاجتهم إليها في تحديد طرقهم ومعرفة اتجاهات سيرهم: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون)، ومعرفة أوقات نزول المطر بإذن الله… (ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي..) بسبب حاجتهم إليها استطاعوا التمييز بين النجوم بكل دقة بدون أي آلات مساعدة ولذلك ورد في القرآن نجم الشعرى، وفي شعر العرب: زحل، ويعرفون الزهرة، وسهيل، والجدي، بل وأغرب من ذلك: تنبيههم أن اجتماع القمر ونجوم الثريا في يوم معين من الشهر بداية تميز في مناخ الجو، والمهتم يعرف ماذا يقصد السابقون عندما يقولون مثلا: قران تاسع برد لاسع فهم يقصدون أنه إذا اجتمع القمر والثريا في يوم تاسع من الشهر القمري يكون بداية البرد الشديد بإذن الله…
ومع كل هذا وذاك، فلم يأمرنا رسول الله بالذهاب إلى من يعرف لسؤاله عن الفلك وإمكان رؤية الهلال هذا اليوم.. بل كان توجيهه واضحًا (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) ومن المعلوم عند الفقهاء أنه: لايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة
وللأسف الشديد عند نقاش بعض المهتمين بالفلك بهذا الكلام.. يكون الجواب: (هذه مجرد مسألة خلافية ككثير من مسائل الخلاف في الفقه) إذا كانت مسألة خلافية فقهية، فلماذا تحشر نفسك فيها؟؟
ملخص الموضوع...
بالرغم من وجود متخصصين في الفلك، وحاجة الناس كلهم إليه في ذلك الوقت... فلم يرشدنا رسول الله إلى أن نسألهم عن: (متى هلّ الهلال؟، وهل سيرى أم لا؟...)
تحياتي لكم
الآن يجب أن نتفق على قاعدة مهمة وهي أن الهواية تختلف عن الحاجة.. وإليك هذا المثال الذي يوضحها، وأرجو أن يكون مقنعا لك:
أغلب آبائنا وأجدادنا المهتمين بزراعة النخيل (إن لم يكن كلهم) يفرقون بين أنواع النخيل بمجرد رؤية (عسيب النخل) ولو على الصورة، فلا يحتاج أن يرى ثمرتها… وهذا نابع من شدة اهتمامهم بها كون النخل إحدى حاجاتهم الضرورية، وبالمقابل قد لا نجد في المتخصصين بالزراعة (قد لا أبالغ إذا قلت: كلهم) لا نجد فيهم من يستطيع تحديد نوع النخلة بمجرد رؤية أغصانها (العسبان)
لاحظ.. بحكم الحاجة الضرورية لهؤلاء للنخل استطاعوا التمييز بمجرد رؤية (عسيب)
وبحكم هواية أولئك يستطيعون التعرف وبدقة على أنواع السكريات في التمر بأنواعها وتحديد كثير السكر من قليله وهكذا..
نفس الكلام ينطبق على علم الفلك
بحكم حاجة العرب القوية للنجوم ومتابعة الأنواء لحاجتهم إليها في تحديد طرقهم ومعرفة اتجاهات سيرهم: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون)، ومعرفة أوقات نزول المطر بإذن الله… (ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي..) بسبب حاجتهم إليها استطاعوا التمييز بين النجوم بكل دقة بدون أي آلات مساعدة ولذلك ورد في القرآن نجم الشعرى، وفي شعر العرب: زحل، ويعرفون الزهرة، وسهيل، والجدي، بل وأغرب من ذلك: تنبيههم أن اجتماع القمر ونجوم الثريا في يوم معين من الشهر بداية تميز في مناخ الجو، والمهتم يعرف ماذا يقصد السابقون عندما يقولون مثلا: قران تاسع برد لاسع فهم يقصدون أنه إذا اجتمع القمر والثريا في يوم تاسع من الشهر القمري يكون بداية البرد الشديد بإذن الله…
ومع كل هذا وذاك، فلم يأمرنا رسول الله بالذهاب إلى من يعرف لسؤاله عن الفلك وإمكان رؤية الهلال هذا اليوم.. بل كان توجيهه واضحًا (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) ومن المعلوم عند الفقهاء أنه: لايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة
وللأسف الشديد عند نقاش بعض المهتمين بالفلك بهذا الكلام.. يكون الجواب: (هذه مجرد مسألة خلافية ككثير من مسائل الخلاف في الفقه) إذا كانت مسألة خلافية فقهية، فلماذا تحشر نفسك فيها؟؟
ملخص الموضوع...
بالرغم من وجود متخصصين في الفلك، وحاجة الناس كلهم إليه في ذلك الوقت... فلم يرشدنا رسول الله إلى أن نسألهم عن: (متى هلّ الهلال؟، وهل سيرى أم لا؟...)
تحياتي لكم