ااب
22/11/2012, 07:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصيدة منقولة بالشكل من كتاب:
"شاعر نجد الكبير محمد العبدالله القاضي 1224 - 1285 هـ ، حياته وشعره وديوانه برواية الراوية عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي 1309- 1402 هـ، إعداد وتحقيق وشرح عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القاضي"
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1352057483201/alqadhi/AlQadhi.jpg?height=320&width=240
القصيدة
سبّك نُجُوم الدَّهْر بالفِكْرِ حاذِقْ=حَوَى واخْتِصَرْ مَضْمُونَها بامْرِ خالِقْ
تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ =كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِقْ
أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَها=في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانقْ
تِرْفَعْ بُهْ عاهات الثِّمار وعُشْبَها=يْغَدِي مِنْ سُمُومَ الحَرِّ مِثْلَ الحَرايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ بَهْ الظِّلِّ بَصْطِهْ=نِهايَة قِصْرَ اللّيلِ عَشْرُ ودِقايقْ
وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها=نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ=تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها =يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ
ويَظْهَرْ ذِرَاعَ اللِّيثْ هُو المِرْزَمْ الذي=كِما مِشْعَلَ السّارِي بْنُورٍ تِشاعَقْ
يْرَفْرِفْ بْنُورٍ كِلِّ مابان واخْتِفَى=كِما عَيْنِ عِمْهُوجٍ غَنُوجٍ لْعاشِقْ
وِيْبينِ لِكْ نَجْمَ الكِلِيبين بَعْدُهْ=هِيَ النَّثْرِه وَصْفَهْ كَالعُيُون الرَّوامِقْ
دِلِيلٍ على ظْهُورَ الكِلِيبين أَمارِهْ=إلى غَرِّبَتْ عَنْه النُّسُور العَتايقْ
رِيحُ وسُمُومْ وقِيلْ يَظْهَرْ بُهْ آفِهْ=لْبَعْضْ الزُّرُوع وبَعْض الاثْمار صافِقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى اللِّيث برْجِهِنْ=يقَفْ ظِلَّها قِدَمْ وتْغُورْ الخَرايقْ
ويَظْهَرْ لِكَ النَّجْمْ اليمانِي وطَرْفُهْ=يقَلِّبْ كَدُرَّةْ خاتَمٍ بيد مايقْ
ينْشَرْ قْماشْ الجَوخْ والصُّوف لايقَعْ=بُهْ الدُّودِ في مَثْنَى مُطاوِيهِ خارِقْ
ومَحْسُوبهْ أَرْبَعْةَ النُّجُوم بْنَجْمِهْ=مَعَ الجَبْهِةَ الزَّبْرِه لَها الصَّرْفْ لاحِقْ
إلى مُضَى مِنْهِنْ ثلاثين لَيلِهْ=تَواسَى نَهارُهْ هُو ولَيله مْطابقْ
وعَشْرٍ ويَبْدا المِزْنِ ينْشِي مْغَرِّبْ=كَمْغَتَّر ذِيدانٍ حَداهِنِّ سايقْ
واثِنْ عَشَرْ باقِي سْهيلٍ وبَعْدِهِنْ=تَظْهَرْ نْجُومَ الوَسْمِ صَرْمَ الحَدايقْ
اثْنَين وخَمْسِينٍ تَرَى نْجُومَهْ أَرْبَعَه=أَوَّلْهِنْ العَوَّا كِما اللاَّم لاهِقْ
وسِماك مع غَفْرٍ كِما القَوسْ وَصْفُهْ=وزُباناه نَجْمَينٍ كَرُمْحٍ مْعانِقْ
تَكْثَرْ عَواصِفْها بَهْ الظَّلَّ سَبْعِهْ=وعَنْ الفَصْد والمِسْهِلْ نَهُونا الحَواذِقْ
بَهْ القَطْع لَلأَشْجار والأَثِلْ والنَّخَلْ=يَصْلَحْ عَنْ القادِحْ مْنَ الدُّود عاتِقْ
ويَطْلَعْ لِكْ إِكْلِيلٍ وقَلْبٍ وشَوْلِهْ=هِيَ المِرْبعانِيّهْ للأوْراق ماحِقْ
تِسْعُ وثلاثِينٍ إلى فات ثِلْثِهِنْ=نِهايَة طُولَ اللّيل بَالقَلبِ فارِقْ
وبْرُوجِهِنْ بَالقَوسِ والجَدِي ينْتِهِي=كِثِيرٍ بَهْ الماطِرْ حَقُوقَ البَوارِقْ
يقَفْ ظِلَّها عَنْ سَبْع الاَقْدام زايدْ=بَهْ البَردِ دَخَّانُهْ مْنَ الجَوف عالقْ
وتَبْدا النّعايمْ تِسْعِ نَجْمات سَبْكَها=تاسِعْهِنْ مِرْتَفْعٍ عَلَيهِنْ وشاعِقْ
وبدَت عُقْبُهْ البَلْدِهْ نِظِيمَين سِتِّهْ=خَلْفَ القِلادِهْ وِان تَحَقَّقْت رامِقْ
نَجْمَين يْسَمَّنَّ السِّماكَين بَعْضُهُمْ=يْسَمُّونِهِنّ الشِّبْط بَالبَرْد غارِقْ
تَرَى برْجِهِنْ بَالَّدلْوِ والظِّلِّ سَبْعِهْ=ومَحْسُوبِهنْ سِتِّه وعِشْرين شارِقْ
بهِنْ يَظْهَر الهدْهدْ والاشْجار كِلَّها=تِغْرَسْ ويَجْرِيَ الما بَالعُود سايقْ
وتَظْهر سُعُوداتْ النُّجُوم الثَّلاثِهْ=وهِنَّ العَقارِبْ عِنْدِ بَعْضَ الخَلايقْ
فَالذَّابحْ نَجْمَينٍ كِما الأَلْفِ وَصْفُهِنْ=بْجَنْبَ العُلُوْ نَجْمٍ شِمالٍ مْلابقْ
وسَعَدْ بُلَعْ نَجْمَين بَالعَرْض وِافْتَخَرْ=الاعْلى على الأَسْفَل بُهْ الكُبْر فارِقْ
وسَعْدَ السُّعُود يشابهَ الذَّابحْ إِنْ بدا=تَرَى نُورِهِنْ نَجْمَ الشِّمالِيِّ شارِقْ
فاَلوَرْد والرُّمَّان والخَوخ يُورِقْ=بَالاُولَى ينَضِّر تين غَضَّ المِطارِقْ
والثّانِيهْ هِي آخِرَ البَرْد مِبْتدا=رِبِيعَهْ مَعْ أَنَوا الصّيف والعِرْقْ عالق
والثَّالِثِهْ يُورِقْ اَلاَشجار كِلَّها=تِزْهِرْ رَياحِيَنَهْ بَهْ البَرْد خافِقْ
عَدالَ الزِّمان بْلَيلَها مَعْ نَهارَها=تَواسَى بْراسْ الحُوتِ فَصْلٍ مْوافِقْ
فَالاسْعِدِهْ تِسْعُ وثلاثِين لَيْلِهْ=اَلُاولَى بْراسَ الدَّلْوِ والحُوت لاحِقْ
ويَطْلَعْ لِكْ نَجَمَ الحَمِيمِين وِاسْمِهِنْ=اَلاخْبيهْ ثُمّ المِقَدّم يْعانِقْ
فَالاخْبِيِهْ وَصْفَهْ كِما رِجْلِ بَطِّهْ=وَصْفَ المِقَدَّمْ كَوْكَبَينٍ شَعايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى الحَمْلِ برْجِهِنْ=فِيه الدَّوا والفَصْدِ والحَجْمِ لايقْ
ويَظْهَرْ لِكَ الفَرْغ المُوَخَّرْ مع الرِّشا=نَجْمَين لِهِن اسْمَ الذِّراعَين عالِقْ
فَرْغَ المُوَخَّر كَالمِقدَّمْ نْجُومُهْ=تَرَى كِلّ فَرْغٍ نَجْمِتَينٍ لَوايقْ
وَصْفَ الرِّشا سَبْكَةْ نْجُومٍ زَواهِرْ=وحادي الْعَشَرْ نُورُهْ عَلَيهِنّ فايقْ
بَآخِر برْجَ الحَمْلِ والثَّور ظِلُّهْ=قِدَمْ وُهُو فَصْلَ الِّربيعَ المُوافِقْ
اِعْدادِهِنْ سِتِّهْ وعِشْرين لَيلِهْ=يْوافِقْ بِهنْ غَرْسَ الشِّجَر والحَدايقْ
ويَظْهَرْ لِكَ الشَّرْطَين كَالأَلْفِ بُهْ مَيْلْ=ثَلاثِ نَجْمَاتٍ حَداهِنّ غامِقْ
ويَظْهَرْ عُقُب هذا البْطَين نْجُومُهْ=ثلاثٍ كَنَقْط الثّا صْغارٍ خَوافِقْ
بَآخِرْ فَصْلَ الصّيف يَصْلَحْ بُهْ الدَّوا=وفَصْدُهْ وحَجْمُهْ هايجَ الدَّم دافِقْ
فالِبْطَين وَالشَّرْطين نَجْمَين ظِلِّهِنْ=قِدَمْ وُهُو سِتِّهْ وعِشْرين فالِقْ
يسِدّ الخَلَلْ مِنْ شاف عَيبٍ وخَتْمهْ=صَلاةٍ على المُخْتار ماناض بارِقْ
شرح القصيدة
في هذا الشرح سيكون التركيز على معرفة النجوم التي ذكرها القاضي رحمه الله والتي يستدل بها على الطالع وتوضيحها بالصور، مع المرور العابر على الفوائد المذكورة المصاحبة لكل طالع وذلك لأن المفكرات الزراعية والعديد من المؤلفات تشرح الظواهر الجويّة والمناسبات الزراعية، ومعرفتي بهذه الأمور ضحلة جداً. وفي كتاب الأستاذ عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القاضي المذكور سابقاً شرح للقصيدة في الفصل المعنون "القاضي الفلكي" في الصفحة 117.
طول الظل وقت الزوال
تطرّق القاضي في القصيدة إلى طول الظل وذكر مقداره فحيناً يكون قدماً واحداً ويزيد في بعض الأوقات إلى أكثر من سبعة أقدام. والمقصود هو طول ظل الشخص القائم وقت زوال الشمس وهو دخول وقت صلاة الظهر، وهذا الظل يكون في اتجاه الشمال تماما في المناطق الواقعة شمال مدار السرطان. والطريقة القديمة هي اعتبار أن طول قامة الإنسان تساوي سبعة أضعاف طول قدمه، فإذا قال أن الظل قدم فمعناه أن أي شاخص عمودي مثل عصا أو جدار سيكون ظله وقت الزوال سبع ارتفاعه. العصا التي طولها 70 سم سيكون ظلها 10 سم.
والظل أقصر مايكون في الصيف حتى يكاد أن ينتعل الشخص ظله وقت الزوال فليس له طول يذكر، وأطول مايكون في الشتاء حين تبتعد الشمس إلى الجنوب فيزيد الظل وقت الزوال على طول الإنسان.
وطول الظل يختلف من مكان إلى آخر، والمقادير التي يذكرها القاضي رحمه الله تنطبق على منطقة القصيم وما قاربها.
قال القاضي رحمه الله:
سبّك نُجُوم الدَّهْر بالفِكْرِ حاذِقْ === حَوَى واخْتِصَرْ مَضْمُونَها بامْرِ خالِقْ
نظم عارف بالأنواء والنجوم عليم بها الطوالع نظماً منسقاً شاملاً اختصر بأمر الله مضامينها وفوائد معرفتها. والطوالع هي منازل الشمس والقمر الثمانية والعشرين، حيث ينزل القمر في المنزلة ثم يتعداها إلى التي بعدها في يوم وليلة بينما تمضي الشمس في كل منزلة حوالي ثلاثة عشر يوماً.
والمنازل الثمانية والعشرون على ترتيب القاضي هي الثريا ، الدبران (التويبع) ، الجوزاء (الهقعة - الهنعة) ، الذراع (المرزم) ، الكليبين (النثرة) ، سهيل (الطرف - الجبهة - الزبرة - الصرفة) ، الوسم (العوّا - السماك - الغفر - الزبانا) ، المربعانية (الإكليل - القلب - الشولة) ، الشبط أو السماكين (النعايم - البلدة) ، العقارب (سعد الذابح - سعد بلع - سعد السعود) ، الحميمين (سعد الأخبية - المقدّم) ، الذراعين (المؤخّر - الرشا) ، الشرطان - البطين.
كتبه خالد بن عبدالله العجاجي في الثامن من محرّم من سنة 1434 للهجرة.
القصيدة منقولة بالشكل من كتاب:
"شاعر نجد الكبير محمد العبدالله القاضي 1224 - 1285 هـ ، حياته وشعره وديوانه برواية الراوية عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي 1309- 1402 هـ، إعداد وتحقيق وشرح عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القاضي"
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1352057483201/alqadhi/AlQadhi.jpg?height=320&width=240
القصيدة
سبّك نُجُوم الدَّهْر بالفِكْرِ حاذِقْ=حَوَى واخْتِصَرْ مَضْمُونَها بامْرِ خالِقْ
تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ =كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِقْ
أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَها=في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانقْ
تِرْفَعْ بُهْ عاهات الثِّمار وعُشْبَها=يْغَدِي مِنْ سُمُومَ الحَرِّ مِثْلَ الحَرايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ بَهْ الظِّلِّ بَصْطِهْ=نِهايَة قِصْرَ اللّيلِ عَشْرُ ودِقايقْ
وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها=نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ=تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها =يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ
ويَظْهَرْ ذِرَاعَ اللِّيثْ هُو المِرْزَمْ الذي=كِما مِشْعَلَ السّارِي بْنُورٍ تِشاعَقْ
يْرَفْرِفْ بْنُورٍ كِلِّ مابان واخْتِفَى=كِما عَيْنِ عِمْهُوجٍ غَنُوجٍ لْعاشِقْ
وِيْبينِ لِكْ نَجْمَ الكِلِيبين بَعْدُهْ=هِيَ النَّثْرِه وَصْفَهْ كَالعُيُون الرَّوامِقْ
دِلِيلٍ على ظْهُورَ الكِلِيبين أَمارِهْ=إلى غَرِّبَتْ عَنْه النُّسُور العَتايقْ
رِيحُ وسُمُومْ وقِيلْ يَظْهَرْ بُهْ آفِهْ=لْبَعْضْ الزُّرُوع وبَعْض الاثْمار صافِقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى اللِّيث برْجِهِنْ=يقَفْ ظِلَّها قِدَمْ وتْغُورْ الخَرايقْ
ويَظْهَرْ لِكَ النَّجْمْ اليمانِي وطَرْفُهْ=يقَلِّبْ كَدُرَّةْ خاتَمٍ بيد مايقْ
ينْشَرْ قْماشْ الجَوخْ والصُّوف لايقَعْ=بُهْ الدُّودِ في مَثْنَى مُطاوِيهِ خارِقْ
ومَحْسُوبهْ أَرْبَعْةَ النُّجُوم بْنَجْمِهْ=مَعَ الجَبْهِةَ الزَّبْرِه لَها الصَّرْفْ لاحِقْ
إلى مُضَى مِنْهِنْ ثلاثين لَيلِهْ=تَواسَى نَهارُهْ هُو ولَيله مْطابقْ
وعَشْرٍ ويَبْدا المِزْنِ ينْشِي مْغَرِّبْ=كَمْغَتَّر ذِيدانٍ حَداهِنِّ سايقْ
واثِنْ عَشَرْ باقِي سْهيلٍ وبَعْدِهِنْ=تَظْهَرْ نْجُومَ الوَسْمِ صَرْمَ الحَدايقْ
اثْنَين وخَمْسِينٍ تَرَى نْجُومَهْ أَرْبَعَه=أَوَّلْهِنْ العَوَّا كِما اللاَّم لاهِقْ
وسِماك مع غَفْرٍ كِما القَوسْ وَصْفُهْ=وزُباناه نَجْمَينٍ كَرُمْحٍ مْعانِقْ
تَكْثَرْ عَواصِفْها بَهْ الظَّلَّ سَبْعِهْ=وعَنْ الفَصْد والمِسْهِلْ نَهُونا الحَواذِقْ
بَهْ القَطْع لَلأَشْجار والأَثِلْ والنَّخَلْ=يَصْلَحْ عَنْ القادِحْ مْنَ الدُّود عاتِقْ
ويَطْلَعْ لِكْ إِكْلِيلٍ وقَلْبٍ وشَوْلِهْ=هِيَ المِرْبعانِيّهْ للأوْراق ماحِقْ
تِسْعُ وثلاثِينٍ إلى فات ثِلْثِهِنْ=نِهايَة طُولَ اللّيل بَالقَلبِ فارِقْ
وبْرُوجِهِنْ بَالقَوسِ والجَدِي ينْتِهِي=كِثِيرٍ بَهْ الماطِرْ حَقُوقَ البَوارِقْ
يقَفْ ظِلَّها عَنْ سَبْع الاَقْدام زايدْ=بَهْ البَردِ دَخَّانُهْ مْنَ الجَوف عالقْ
وتَبْدا النّعايمْ تِسْعِ نَجْمات سَبْكَها=تاسِعْهِنْ مِرْتَفْعٍ عَلَيهِنْ وشاعِقْ
وبدَت عُقْبُهْ البَلْدِهْ نِظِيمَين سِتِّهْ=خَلْفَ القِلادِهْ وِان تَحَقَّقْت رامِقْ
نَجْمَين يْسَمَّنَّ السِّماكَين بَعْضُهُمْ=يْسَمُّونِهِنّ الشِّبْط بَالبَرْد غارِقْ
تَرَى برْجِهِنْ بَالَّدلْوِ والظِّلِّ سَبْعِهْ=ومَحْسُوبِهنْ سِتِّه وعِشْرين شارِقْ
بهِنْ يَظْهَر الهدْهدْ والاشْجار كِلَّها=تِغْرَسْ ويَجْرِيَ الما بَالعُود سايقْ
وتَظْهر سُعُوداتْ النُّجُوم الثَّلاثِهْ=وهِنَّ العَقارِبْ عِنْدِ بَعْضَ الخَلايقْ
فَالذَّابحْ نَجْمَينٍ كِما الأَلْفِ وَصْفُهِنْ=بْجَنْبَ العُلُوْ نَجْمٍ شِمالٍ مْلابقْ
وسَعَدْ بُلَعْ نَجْمَين بَالعَرْض وِافْتَخَرْ=الاعْلى على الأَسْفَل بُهْ الكُبْر فارِقْ
وسَعْدَ السُّعُود يشابهَ الذَّابحْ إِنْ بدا=تَرَى نُورِهِنْ نَجْمَ الشِّمالِيِّ شارِقْ
فاَلوَرْد والرُّمَّان والخَوخ يُورِقْ=بَالاُولَى ينَضِّر تين غَضَّ المِطارِقْ
والثّانِيهْ هِي آخِرَ البَرْد مِبْتدا=رِبِيعَهْ مَعْ أَنَوا الصّيف والعِرْقْ عالق
والثَّالِثِهْ يُورِقْ اَلاَشجار كِلَّها=تِزْهِرْ رَياحِيَنَهْ بَهْ البَرْد خافِقْ
عَدالَ الزِّمان بْلَيلَها مَعْ نَهارَها=تَواسَى بْراسْ الحُوتِ فَصْلٍ مْوافِقْ
فَالاسْعِدِهْ تِسْعُ وثلاثِين لَيْلِهْ=اَلُاولَى بْراسَ الدَّلْوِ والحُوت لاحِقْ
ويَطْلَعْ لِكْ نَجَمَ الحَمِيمِين وِاسْمِهِنْ=اَلاخْبيهْ ثُمّ المِقَدّم يْعانِقْ
فَالاخْبِيِهْ وَصْفَهْ كِما رِجْلِ بَطِّهْ=وَصْفَ المِقَدَّمْ كَوْكَبَينٍ شَعايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى الحَمْلِ برْجِهِنْ=فِيه الدَّوا والفَصْدِ والحَجْمِ لايقْ
ويَظْهَرْ لِكَ الفَرْغ المُوَخَّرْ مع الرِّشا=نَجْمَين لِهِن اسْمَ الذِّراعَين عالِقْ
فَرْغَ المُوَخَّر كَالمِقدَّمْ نْجُومُهْ=تَرَى كِلّ فَرْغٍ نَجْمِتَينٍ لَوايقْ
وَصْفَ الرِّشا سَبْكَةْ نْجُومٍ زَواهِرْ=وحادي الْعَشَرْ نُورُهْ عَلَيهِنّ فايقْ
بَآخِر برْجَ الحَمْلِ والثَّور ظِلُّهْ=قِدَمْ وُهُو فَصْلَ الِّربيعَ المُوافِقْ
اِعْدادِهِنْ سِتِّهْ وعِشْرين لَيلِهْ=يْوافِقْ بِهنْ غَرْسَ الشِّجَر والحَدايقْ
ويَظْهَرْ لِكَ الشَّرْطَين كَالأَلْفِ بُهْ مَيْلْ=ثَلاثِ نَجْمَاتٍ حَداهِنّ غامِقْ
ويَظْهَرْ عُقُب هذا البْطَين نْجُومُهْ=ثلاثٍ كَنَقْط الثّا صْغارٍ خَوافِقْ
بَآخِرْ فَصْلَ الصّيف يَصْلَحْ بُهْ الدَّوا=وفَصْدُهْ وحَجْمُهْ هايجَ الدَّم دافِقْ
فالِبْطَين وَالشَّرْطين نَجْمَين ظِلِّهِنْ=قِدَمْ وُهُو سِتِّهْ وعِشْرين فالِقْ
يسِدّ الخَلَلْ مِنْ شاف عَيبٍ وخَتْمهْ=صَلاةٍ على المُخْتار ماناض بارِقْ
شرح القصيدة
في هذا الشرح سيكون التركيز على معرفة النجوم التي ذكرها القاضي رحمه الله والتي يستدل بها على الطالع وتوضيحها بالصور، مع المرور العابر على الفوائد المذكورة المصاحبة لكل طالع وذلك لأن المفكرات الزراعية والعديد من المؤلفات تشرح الظواهر الجويّة والمناسبات الزراعية، ومعرفتي بهذه الأمور ضحلة جداً. وفي كتاب الأستاذ عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القاضي المذكور سابقاً شرح للقصيدة في الفصل المعنون "القاضي الفلكي" في الصفحة 117.
طول الظل وقت الزوال
تطرّق القاضي في القصيدة إلى طول الظل وذكر مقداره فحيناً يكون قدماً واحداً ويزيد في بعض الأوقات إلى أكثر من سبعة أقدام. والمقصود هو طول ظل الشخص القائم وقت زوال الشمس وهو دخول وقت صلاة الظهر، وهذا الظل يكون في اتجاه الشمال تماما في المناطق الواقعة شمال مدار السرطان. والطريقة القديمة هي اعتبار أن طول قامة الإنسان تساوي سبعة أضعاف طول قدمه، فإذا قال أن الظل قدم فمعناه أن أي شاخص عمودي مثل عصا أو جدار سيكون ظله وقت الزوال سبع ارتفاعه. العصا التي طولها 70 سم سيكون ظلها 10 سم.
والظل أقصر مايكون في الصيف حتى يكاد أن ينتعل الشخص ظله وقت الزوال فليس له طول يذكر، وأطول مايكون في الشتاء حين تبتعد الشمس إلى الجنوب فيزيد الظل وقت الزوال على طول الإنسان.
وطول الظل يختلف من مكان إلى آخر، والمقادير التي يذكرها القاضي رحمه الله تنطبق على منطقة القصيم وما قاربها.
قال القاضي رحمه الله:
سبّك نُجُوم الدَّهْر بالفِكْرِ حاذِقْ === حَوَى واخْتِصَرْ مَضْمُونَها بامْرِ خالِقْ
نظم عارف بالأنواء والنجوم عليم بها الطوالع نظماً منسقاً شاملاً اختصر بأمر الله مضامينها وفوائد معرفتها. والطوالع هي منازل الشمس والقمر الثمانية والعشرين، حيث ينزل القمر في المنزلة ثم يتعداها إلى التي بعدها في يوم وليلة بينما تمضي الشمس في كل منزلة حوالي ثلاثة عشر يوماً.
والمنازل الثمانية والعشرون على ترتيب القاضي هي الثريا ، الدبران (التويبع) ، الجوزاء (الهقعة - الهنعة) ، الذراع (المرزم) ، الكليبين (النثرة) ، سهيل (الطرف - الجبهة - الزبرة - الصرفة) ، الوسم (العوّا - السماك - الغفر - الزبانا) ، المربعانية (الإكليل - القلب - الشولة) ، الشبط أو السماكين (النعايم - البلدة) ، العقارب (سعد الذابح - سعد بلع - سعد السعود) ، الحميمين (سعد الأخبية - المقدّم) ، الذراعين (المؤخّر - الرشا) ، الشرطان - البطين.
كتبه خالد بن عبدالله العجاجي في الثامن من محرّم من سنة 1434 للهجرة.