ااب
24/11/2012, 12:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه هي الحلقة الثالثة من شرح قصيدة القاضي في الأنواء والنجوم وهي في شرح الجوزا وطالعيها الهقعة والهنعة.
الجوزا (الهقعة والهنعة)
وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها *** نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ *** تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها *** يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ
وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها *** نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
وبعدها تطلع الجوزا وهي تشبه شلفا شمالها نظيم من الدراري، والشلفا يقول عنها سعد بن عبدالله الجنيدل في معجم التراث (السلاح): "واسم شلفا يشمل كل أنواع الرماح، ذات السنان المصفّح، سواءً كان ذا رأس واحد أو ذا رأسين أو ذا ثلاثة رؤوس".
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1353702565264/alqadhi/shalfa_3_head.jpg
صورة شلفا (رمح) بثلاثة رؤوس من معجم التراث (السلاح) للشيخ سعد بن عبدالله الجنيدل
ويذكر محمد بن ناصر العبودي في معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة أنها تطلق على الرمح القصير والحربة والخنجر، وفي معجم الأنواء والفصول قال العبودي: في شرح هذا البيت:
إي بعد طلوع التويبع، والتويبع مدته ثلاثة عشر يوماً، تطلع الجوزا، وهذا معنى قوله عقبٍ بتنوين الباء أي بعد ذلك، ووصف الجوزاء بأنها كشلفا، والشلفا هي الخنجر البيضاء المنحنية قليلا، وأنه يقع إلى الشمال منها نظيم، أي نجوم كالمنظومة وهويتلألأ كالدراري - جمع درّة من البحر - ولواهق جمع لاهقة، وهي البيضاء المتألقة أي شديدة البياض.
http://farm3.static.flickr.com/2382/2108294819_50147ea727_z.jpg
صورة وصفها صاحبها بأنها شلفا لأحد شيوخ الأسرة الحاكمة الكويتية، انظر http://www.mazadq8.com/vb/showthread.php?t=351133
وقال القاضي "شمالها نظيم تلالي" وأقرب مايكون للنظيم هي الثلاثة نجوم اللامعة المصطفة في وسط الجوزاء، وهي تسمّى عند العرب النظام والنظم، والمعنى أن الجوزاء تشبه شلفا إلى شمالها نظم من الدر يتلألأ، وكأنه يقصد أن نجمي منكب الجوزاء والناجذ هما الشلفا ونجوم النظم عن شمالهما كالدراري اللامعة. مثل الصورة التالية:
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1353279027262/alqadhi/03_04_Haqaa.jpg
الجوزا والهقعة والهنعة كما تظهر في الأفق الشرقي فجراً بعد دخولها بأيام.
أو أن القاضي يقول أن الجوزا نجوم لامعة كالدراري تشبه الشلفا وشمالها نظيم من النجوم، ويمكن أن يكون النظيم هنا هو نجوم قوس الجوزاء وهي ثمانية نجوم على شكل قوس إلى جهة الشمال من الجوزاء. مثل الصورة التالية:
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1353701966229/alqadhi/05_Jawza_02.jpg
وفي حساب الخلاوي وهو مماثل لما عند القاضي يقول عن طلوع الجوزا:
والى مضى سته وعشرين ليله *** تبيّن نجمٍ كالوهيد المنثّرا
يعني بعد مضي ستة وعشرين يوماً من الثريا تطلع الجوزا، ولم يذكرها باسمها ولكن وصفها بأنها كالوهيد المنثّر والوهيد هو المتاع المنتثر حول بيت الشعر مثل الحوض والقدح والدلو وغيره، وربما كان هذا التشبيه بسبب لمعان نجوم الجوزاء وتناثرها في بقعة من السماء.
ثم قال القاضي رحمه الله:
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ *** تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ
تبرا لها الهقعة، أي تسير بمحاذاتها الهقعة، والهقعة ثلاثة نجوم خفيّة على شكل مثلث في رأس الجوزاء، ومعنى بالهنعة انتهت أن فصل الجوزا يبدأ بالهقعة وينتهي بنهاية الهنعة. وأما الهنعة فهي نجمان من ضمن ثمانية نجوم على شكل قوس باتجاه الشمال من الجوزاء. وفي الجوزاء يهب السموم ويكون الظل سايق أي يبدأ في الزيادة والظهور وذلك أنه في وقت التويبع السابق للجوزا يثبت طول الظل ويكون شبه منعدم في أيامه التي توافق الانقلاب الصيفي.
وفي حر الجوزا ولهيب سمومها، ذِكرٌ كثير في الشعر العربي الفصيح القديم والشعر الشعبي. قال النابغة الشيباني:
وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدُ الحَصى *** تَكادُ عِضاهُ البيدِ مِنهُ تَحَـــــرَّقُ
لَهُ نِيرَتا حَرٍّ سَمومٌ وَشَمسُــــــــــهُ *** صِلابُ الصَفا مِن حَرِّها تَتَشَقَّقُ
وقال جرير:
وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدِ الحَصى *** تَكادُ صَياصي العَينِ مِنهُ تَصَيَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُهُ *** أَشَدُّ أَذىً مِن شَمسِهِ حينَ تَصمَحُ
وقال لشريف بركات بنفس المعنى:
بيوم من الجوزا مستوقد الحصا *** تلوذ باعضاد المطايا جخادبه
وقال الخلاوي يذكر سموم الجوزا:
كفرق القطا صفر الحلاقيم ساقها *** سموم من الجوزا كحامي الوقايد
وقال:
وتطلع لك الجوزا وهي حنّة الجمل *** وتاتي هبايب والسموم لهيب
وقال أيضأ يذكر تلوّن البسر وقت بوارح الجوزا:
وبوارح الجوزا ربت فيه بسرها *** وتخالف الالوان بين الجرايد
ثم قال القاضي رحمه الله:
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها *** يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ
وأيام الجوزا ستة وعشرون يوماً، للهقعة ثلاثة عشر ومثلها للهنعة، وتبدأ الهقعة في 12 من السرطان الموافق 3 يولية، وتبدأ الهنعة في 25 من السرطان الموافق 16 يولية، وفي فصل الجوزا تكون الأطعمة الحلوة والحامضة مناسبة.
كتبه خالد بن عبدالله العجاجي في العاشر من محرّم من عام 1434 للهجرة
هذه هي الحلقة الثالثة من شرح قصيدة القاضي في الأنواء والنجوم وهي في شرح الجوزا وطالعيها الهقعة والهنعة.
الجوزا (الهقعة والهنعة)
وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها *** نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ *** تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها *** يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ
وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها *** نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
وبعدها تطلع الجوزا وهي تشبه شلفا شمالها نظيم من الدراري، والشلفا يقول عنها سعد بن عبدالله الجنيدل في معجم التراث (السلاح): "واسم شلفا يشمل كل أنواع الرماح، ذات السنان المصفّح، سواءً كان ذا رأس واحد أو ذا رأسين أو ذا ثلاثة رؤوس".
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1353702565264/alqadhi/shalfa_3_head.jpg
صورة شلفا (رمح) بثلاثة رؤوس من معجم التراث (السلاح) للشيخ سعد بن عبدالله الجنيدل
ويذكر محمد بن ناصر العبودي في معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة أنها تطلق على الرمح القصير والحربة والخنجر، وفي معجم الأنواء والفصول قال العبودي: في شرح هذا البيت:
إي بعد طلوع التويبع، والتويبع مدته ثلاثة عشر يوماً، تطلع الجوزا، وهذا معنى قوله عقبٍ بتنوين الباء أي بعد ذلك، ووصف الجوزاء بأنها كشلفا، والشلفا هي الخنجر البيضاء المنحنية قليلا، وأنه يقع إلى الشمال منها نظيم، أي نجوم كالمنظومة وهويتلألأ كالدراري - جمع درّة من البحر - ولواهق جمع لاهقة، وهي البيضاء المتألقة أي شديدة البياض.
http://farm3.static.flickr.com/2382/2108294819_50147ea727_z.jpg
صورة وصفها صاحبها بأنها شلفا لأحد شيوخ الأسرة الحاكمة الكويتية، انظر http://www.mazadq8.com/vb/showthread.php?t=351133
وقال القاضي "شمالها نظيم تلالي" وأقرب مايكون للنظيم هي الثلاثة نجوم اللامعة المصطفة في وسط الجوزاء، وهي تسمّى عند العرب النظام والنظم، والمعنى أن الجوزاء تشبه شلفا إلى شمالها نظم من الدر يتلألأ، وكأنه يقصد أن نجمي منكب الجوزاء والناجذ هما الشلفا ونجوم النظم عن شمالهما كالدراري اللامعة. مثل الصورة التالية:
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1353279027262/alqadhi/03_04_Haqaa.jpg
الجوزا والهقعة والهنعة كما تظهر في الأفق الشرقي فجراً بعد دخولها بأيام.
أو أن القاضي يقول أن الجوزا نجوم لامعة كالدراري تشبه الشلفا وشمالها نظيم من النجوم، ويمكن أن يكون النظيم هنا هو نجوم قوس الجوزاء وهي ثمانية نجوم على شكل قوس إلى جهة الشمال من الجوزاء. مثل الصورة التالية:
https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1353701966229/alqadhi/05_Jawza_02.jpg
وفي حساب الخلاوي وهو مماثل لما عند القاضي يقول عن طلوع الجوزا:
والى مضى سته وعشرين ليله *** تبيّن نجمٍ كالوهيد المنثّرا
يعني بعد مضي ستة وعشرين يوماً من الثريا تطلع الجوزا، ولم يذكرها باسمها ولكن وصفها بأنها كالوهيد المنثّر والوهيد هو المتاع المنتثر حول بيت الشعر مثل الحوض والقدح والدلو وغيره، وربما كان هذا التشبيه بسبب لمعان نجوم الجوزاء وتناثرها في بقعة من السماء.
ثم قال القاضي رحمه الله:
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ *** تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ
تبرا لها الهقعة، أي تسير بمحاذاتها الهقعة، والهقعة ثلاثة نجوم خفيّة على شكل مثلث في رأس الجوزاء، ومعنى بالهنعة انتهت أن فصل الجوزا يبدأ بالهقعة وينتهي بنهاية الهنعة. وأما الهنعة فهي نجمان من ضمن ثمانية نجوم على شكل قوس باتجاه الشمال من الجوزاء. وفي الجوزاء يهب السموم ويكون الظل سايق أي يبدأ في الزيادة والظهور وذلك أنه في وقت التويبع السابق للجوزا يثبت طول الظل ويكون شبه منعدم في أيامه التي توافق الانقلاب الصيفي.
وفي حر الجوزا ولهيب سمومها، ذِكرٌ كثير في الشعر العربي الفصيح القديم والشعر الشعبي. قال النابغة الشيباني:
وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدُ الحَصى *** تَكادُ عِضاهُ البيدِ مِنهُ تَحَـــــرَّقُ
لَهُ نِيرَتا حَرٍّ سَمومٌ وَشَمسُــــــــــهُ *** صِلابُ الصَفا مِن حَرِّها تَتَشَقَّقُ
وقال جرير:
وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدِ الحَصى *** تَكادُ صَياصي العَينِ مِنهُ تَصَيَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُهُ *** أَشَدُّ أَذىً مِن شَمسِهِ حينَ تَصمَحُ
وقال لشريف بركات بنفس المعنى:
بيوم من الجوزا مستوقد الحصا *** تلوذ باعضاد المطايا جخادبه
وقال الخلاوي يذكر سموم الجوزا:
كفرق القطا صفر الحلاقيم ساقها *** سموم من الجوزا كحامي الوقايد
وقال:
وتطلع لك الجوزا وهي حنّة الجمل *** وتاتي هبايب والسموم لهيب
وقال أيضأ يذكر تلوّن البسر وقت بوارح الجوزا:
وبوارح الجوزا ربت فيه بسرها *** وتخالف الالوان بين الجرايد
ثم قال القاضي رحمه الله:
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها *** يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ
وأيام الجوزا ستة وعشرون يوماً، للهقعة ثلاثة عشر ومثلها للهنعة، وتبدأ الهقعة في 12 من السرطان الموافق 3 يولية، وتبدأ الهنعة في 25 من السرطان الموافق 16 يولية، وفي فصل الجوزا تكون الأطعمة الحلوة والحامضة مناسبة.
كتبه خالد بن عبدالله العجاجي في العاشر من محرّم من عام 1434 للهجرة