المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 08- شرح قصيدة محمّد العبدالله القاضي رحمه الله في الأنواء والنجوم - الشبط



ااب
07/12/2012, 08:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه هي الحلقة الثامنة من شرح قصيدة القاضي في الأنواء والنجوم وهي عن الشبط.

الشبط (النعايم والبلدة)

وتَبْدا النّعايمْ تِسْعِ نَجْمات سَبْكَهــا *** تاسِعْهِــنْ مِرْتَفْعٍ عَلَيهِــنْ وشاعِــــقْ

وبدَت عُقْبُهْ البَلْدِهْ نِظِيمَين سِتِّـــــهْ *** خَلْفَ القِــلادِهْ وِان تَحَقَّقْت رامِـــقْ

نَجْمَين يْسَمَّنَّ السِّماكَين بَعْضُهُـــمْ *** يْسَمُّونِهِــنّ الشِّبْــط بَالبَرْد غـــــارِقْ

تَرَى برْجِهِنْ بَالَّدلْوِ والظِّلِّ سَبْعِهْ *** ومَحْسُوبِهنْ سِتِّه وعِشْــرين شــارِقْ

بهِنْ يَظْهَر الهدْهدْ والاشْجار كِلَّهـا *** تِغْرَسْ ويَجْرِيَ الما بَالعُود ســـايقْ

وتظهر بنهاية المربعانية وبداية الشبط نجوم النعايم، وهي تسعة نجوم أربعة منها على شكل تربيع وهي النعايم الواردة وأربعة أخرى تشبهها وهي النعايم الصادرة ويعلوهن نجم تاسع مرتفع عليهن وشاعق، وشاعق يعني لامع كما قال القاضي في قصيدة له أخرى:
برقٍ شعق نوره سرى يجهر الخلق *** اسفر وضاح ولاح من بين الآفاق

ثم وصف القاضي طالع البلدة قائلاً:

وبدَت عُقْبُهْ البَلْدِهْ نِظِيمَين سِتِّـــــهْ *** خَلْفَ القِــلادِهْ وِان تَحَقَّقْت رامِـــقْ

وتظهر البلدة بعد النعايم، والبلدة قطعة من السماء خالية من النجوم اللامعة تحت نظيم من النجوم مقوّس تسميه العرب القلادة ويسمى أيضاً أدحي النعام أي المكان الذي يضع فيه النعام بيضه. والقلادة ستة نجوم، من مجموعتين كل مجموعة ثلاثة نجوم، ولعل هذا ماقصده القاضي بقوله نظيمين ستة، أي نظيمين من ستة نجوم كل نظيم فيه ثلاثة. وإذا تحققت من القلادة فانظر البلدة تحتها.

نَجْمَين يْسَمَّنَّ السِّماكَين بَعْضُهُـــمْ *** يْسَمُّونِهِــنّ الشِّبْــط بَالبَرْد غـــــارِقْ

والنعايم والبلدة تسمّى السماكين وتسمّى أيضا الشبط ووقتها في شدة البرد، وتسمية السماكين وردت عند الشيخ صالح بن محمد الشثري المتوفى سنة 1309 هـ رحمه الله في كتابه "جدول في علم الحرث على حساب الشثور" ولكنها عنده توافق القلب والشولة، من نجوم المربعانية. ويقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم الأنواء والفصول: "السماك من الأنواء وهو في آخر فصل الربيع وهما سماكان الأول والثاني وبعدهما القيظ"، وقول الشيخ العبودي يوافق الأزهري (توفي رحمه الله سنة 370 للهجرة) في تهذيب اللغة حيث جعل السماكين في آخر الربيع، قال: أول المطر الوسمي ، وأنواؤه العرقوتان المؤخرتان . قال أبو منصور [الأزهري] : هما الفرغ المؤخر ثم الشرط ثم الثريا ثم الشتوي ، وأنواؤه الجوزاء ، ثم الذراعان ، ونثرتهما ، ثم الجبهة ، وهي آخر الشتوي وأول الدفئي والصيفي ، ثم الصيفي وأنواؤه السماكان الأول الأعزل ، والآخر الرقيب ، وما بين السماكين صيف ، وهو نحو من أربعين يوما ، ثم الحميم ، وهو نحو من عشرين ليلة. انتهى كلام الأزهري والملاحظ أن السماكين عنده قبل الحميم . أما القاضي فالسماكين عنده هما الشبط في اشتداد البرد. وعند الخلاوي نو السماك أو السماكين يكون قبل العقارب والحميم حسب فهمي من الأبيات التالية وهذا قريب من قول القاضي،فإذا انتهت الشبط ولم ينزل من الغيث مايملأ الغدران فإنّه يكون مضى من الوقت من نزول الغيث العام الماضي القيظ ثم سهيل ثم الوسمي ثم المربعانية ثم السماكين الذين هما الشبط ، وهذا وقت طويل وشديد من دون غيث، ولذلك يدعو الخلاوي بأن ينزل الله في العقارب أو الحميم من المزون غيثاً يفرح به الفلاح والراعي. يقول الخلاوي:

إذا ظهر نو السماك ولا نشــا *** من المزن مايملا دعوب المسايــــــل
قد خلّت الخور المتالي عيالهـا *** وطلقت أولاد السلوب الحلايــــــــــل
وغدا منادي الليل ماينوحي له *** وغدوا فتخ الاكاسبين النفايــــــــــــل
فيالله بتالي العقربيات سيلـــــه *** يفرح بها راعي السواني الهزايـــــل
حميم أو تالي حيا عقربيـــــــة *** صدوق الحيا يحيي العصور الأوايل

والشيخ العبودي ذكر البيت الأول بهذه الصيغة:
والى فات من نو السماكين ماجرى *** من الغيث مايروي دعوب المسايل

وهذا الاختلاف في السماكين لايعني أن البعض مصيب والآخرين مخطئون ولكن هي اصطلاحات اصطلح عليها أهل البلاد المختلفة.

ثم قال القاضي:

تَرَى برْجِهِنْ بَالَّدلْوِ والظِّلِّ سَبْعِهْ *** ومَحْسُوبِهنْ سِتِّه وعِشْــرين شــارِقْ

والسماكان أو الشبط ستة وعشرين شارق أي ستة وعشرون يوما، عبّر القاضي عن اليوم بالشروق، ثلاثة عشر يوماً للنعايم ومثلها للبلدة ومعظم أيامها في برج الدلو، حيث يكون طلوع النعايم فجراً في 25 الجدي الموافق 15 يناير، وطلوع البلدة في 8 الدلو الموافق 28 يناير. وببداية الشبط في 25 الجدي ونهايتها في 20 الدلو يكون لها 6 أيام في الجدي و20 يوماً في الدلو. وأمّا طول الظل في الشبط فيبلغ سبعة اقدام.

بهِنْ يَظْهَر الهدْهدْ والاشْجار كِلَّهـا *** تِغْرَسْ ويَجْرِيَ الما بَالعُود ســـايقْ

ومن مظاهر الشبط مجيء الهدهد وصلاح غرس جميع الأشجار وبداية جريان الماء في أغصان الشجر. وآخر ثلاثة أيام من البلدة مع أول ثلاثة أيام من سعد الذابح هي الست الصالحة للزراعة.

https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1353324993353/alqadhi/20_21_Shibt.jpg
النعايم والبلدة بعد مضي أيام على طلوع البلدة

كتبه خالد بن عبدالله العجاجي في الثالث والعشرين من محرم من عام 1434 للهجرة.

علي الشهري
07/12/2012, 11:19 PM
بارك الله في جهدك ونفع بعلمك
وجعلك مباركاً أينما كنت

ثعل البرد
08/12/2012, 12:09 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


بالغ الشكر لك أستاذنا الفاضل والمعطاء


خالد العجاجي


على هذه الحلقة التي لا تقل روعة وتميزا عن الحلقات السابقة


الله يجزاك كل خير

صوت الحق
08/12/2012, 09:58 PM
ماشاء الله

شرح ممتع وواضح نابع من علم ومعرفة يصاحبهما اهتمام وجود عطاء

عاجزين عن الشكر على جهودك الكبيرة أخي الغالي

وفقك الله وبارك فيك وحفظك ورعاك

انورالحربي
08/12/2012, 11:22 PM
شكرا جزيلا على الشرح الوافي والرائع
وبارك الله فيك ووفقك وحفظك من كل مكروه


مواضيعك ذات جوده عاليه
وتقبل تحياتي وسلامي

ااب
09/12/2012, 08:11 PM
بارك الله في جهدك ونفع بعلمك
وجعلك مباركاً أينما كنت

الله يسلمك ويبارك فيك. سعيد دائما بتواجدك ومشاركتك.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


بالغ الشكر لك أستاذنا الفاضل والمعطاء


خالد العجاجي


على هذه الحلقة التي لا تقل روعة وتميزا عن الحلقات السابقة


الله يجزاك كل خير

وجزاك الله كل خير وبارك فيك. مقدر جدا لرعايتك لهذه الخية.



ماشاء الله

شرح ممتع وواضح نابع من علم ومعرفة يصاحبهما اهتمام وجود عطاء

عاجزين عن الشكر على جهودك الكبيرة أخي الغالي

وفقك الله وبارك فيك وحفظك ورعاك

وبارك الله فيك ووفقك. كلماتك الطيبة الجميلة لها أعمق الأثر.



شكرا جزيلا على الشرح الوافي والرائع
وبارك الله فيك ووفقك وحفظك من كل مكروه


مواضيعك ذات جوده عاليه
وتقبل تحياتي وسلامي

ولك وافر التحية والتقدير أخي العزيز. لك جزيل الشكر على المرور الزكي والكلمات الجميلة.

مغامر الديرة
15/12/2012, 12:47 AM
ل
ك جزيل الشكر على هالشرح والايضاح الوافي