المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النيازك.. الأرض في خطر - البيان



ضباب جدة
14/01/2013, 07:29 PM
السلام عليكم

بعد أن قدّم عالم الفلك الفرنسي، جان بيير لوميني، في عام 2005، كتابا عن النيازك وتوصيفاتها وآليات حركتها، يعود من جديد إلى دراسة الموضوع نفسه، لكن من زاوية محددة تتعلّق بـ «خطورتها على الأرض»، إذ يبحث «المخاطر الحقيقية على المعمورة» .
ونقرأ بين الفترة والأخرى أخبارا تروج في وسائل الإعلام عن توقعات ونبوءات، تتعلّق بانطفاء الكوكب الأرضي الذي نعيش عليه. ولكنها تكشّفت كلّها، عن أنها مجرّد أوهام جادت بها خيالات أصحابها. إلا ان هذا لا يمنع واقع أن الأرض تواجه أخطارا في ما يخص مستقبلها ومستقبل الذين يعيشون عليها، وليس أقل هذه المخاطر، سخونة المناخ وتلوّث البيئة واحتمال تفجّر براكين كبرى.
أو ربما نشوب حرب نووية مدمّرة للجميع. يبدأ المؤلف كتابه بالإشارة إلى أن آخر البحوث التي توصّل إليها العلماء، تدل على أن سقوط جسم من علو 10 كيلومترات، يكون كافيا لإثارة كارثة أرضية، بمقدورنا مقارنتها مع تلك التي كانت وراء انقراض الديناصورات، منذ فترة يقدّرها المؤرخون المتخصصون في عمر التحولات الأرضية، ب65 مليون سنة.
وهذا يعني، برأي المؤلف، أنه كان من المنطقي والموضوعي، أن يحبس العالم كلّه أنفاسه في شهر ديسمبر، من عام 2004، عندما اكتشف فريق من العلماء المعنيين بالدراسات الفلكية، نيزك «ابوفيس» الذي يبلغ حجمه ما يعادل حجم ملعب كرة قدم مع مدرجّاته، ويبلغ وزنه حوالي 27 مليون طن، وطوله ثلاثمائة متر .
ويشير المؤلف إلى أن الحسابات التي قام بها الفلكيون، وصلت يومها إلى نتيجة مفادها أن هذا النيزك سيكون في مسار الأرض، ذاته، يوم الجمعة 31 ابريل من عام 2029، لافتا إلى أن النيازك تتكوّن من صخور ضخمة أو من معادن. وهي تدور حول الشمس وتتركز خاصّة، بين مدارات كوكبي المرّيخ وعطارد. وتدل حسابات إمكانية ارتطامه بالكوكب الأرضي، على احتمال أن يحصل ذلك بواحد على 37 احتمالاً.
وإذا حصل ذلك، فإن العلماء يقدّرون الطاقة التي ستنبعث بما يعادل 58000 قنبلة ذرية من مثلات تلك التي ألقاها الأميركيون على هيروشيما في السادس من مايو من عام 1945.أي أن الطاقة المنبعثة ستكون كافية، طبقا لحسابات العلماء أنفسهم، للتدمير الكامل بالنسبة لبلد كفرنسا.
يبين المؤلف، في السياق عينه، أن المعطيات التي استجدت خلال الأسابيع التالية لتقديرات العلماء المنبئة بالكارثة، أظهرت «لحسن الحظ»، أن منظور الارتطام بين الأرض والنيزك «ابوفيس»، لم يعد محتملا حسب الفرضية الأولى. لكن تلك المعطيات كشفت عن أن «ابوفيس» سيعود لـيلامس الأرض، في يوم أحد، خلال عيد الفصح في عام 2036 .
ومن جهة أخرى، يحدد المؤلف القول اعتمادا على دراسات حديثة، أنه تتلقى الأرض، يوميا، كمية 1000 طن من المواد الناجمة عن تفتت النيازك وغيرها، عند اختراقها الغلاف الجوي للأرض. وذلك ابتداءً من حبّات الغبار، وحتى الأحجار التي تزن ما يصل الى 100 كيلو غرام.
ويوضح أن هناك حوالي ثلاثة ملايين نيزك و«كويكب» تجوب في إطار المنظومة الشمسية، ومنها نسبة 90 بالمائة لم تحدد هويتها، الى الوقت الحالي. ويخلص المؤلف إلى نتيجة مفادها، أنه ذات يوم، سيشكل نيزك مثل « ابوفيس»، تهديدا حقيقيا للأرض التي نعيش عليها.
ويرى أن هؤلاء العمالقة الذين يحومون فوق رؤوسنا، ربما يشكلون خطرا حقيقيا مدمّرا للإنسانية،«عاجلا أو آجلا». سوف يتجه نيزك كبير الحجم نحو الأرض. هذا يمكن أن يحدث خلال قرن ولكن يمكن أن يحدث أيضا بعد عشرات ملايين السنين». لكن..ماذا يمكن أن يفعل البشر في مواجهة خطر النيازك؟ما يؤكده المؤلف في إجابته عن هذه النقطة، هو أن الأمر يتعلّق بالزمن المتوافر بين الكشف عن النيزك، والزمن المطلوب لارتطامه المحتمل على الأرض.
أمّا عن خيار «حرف «النيزك المتجه نحو الأرض عن مساره، فيلفت المؤلف إلى أن هناك الكثير من السيناريوهات التكنولوجية ـ الشعرية».
يحاول المؤلف ـ عالم الفلك ذو الشهرة العالمية- أن يشرح بالاعتماد على المعارف التي وصل إليها حتى الوقت الحالي، في مجال علم الفلك والفضاء، أن يشرح ماهية النيازك والمذنبات والكواكب الصغيرة، وآليات تطورها، مركزا على الإجابة عن أسئلة كثيرة، من نوع :هل هناك مخاطر حقيقية لارتطام الأرض بأحد النيازك مع الأرض؟ وما هي النتائج التي سيكون على البشر مواجهتها ذات يوم؟