حفرلوجيا
06/09/2006, 03:01 PM
سلام يا مكشاتيين
في موضوع كتبه اليوم الصحفي سعود المطيري بجريدة الرياض بعنوان (الثعالب تخترق أسوار المقابر في الأسياح وتنبش القبور) (http://www.alriyadh.com/2006/09/06/article184449.html) تناول ما ذكر أنه شكوى من بعض أهالي الاسياح من وصول الثعالب البرية إلى بعض المقابر.:rolleyes:
ولعل طرح الموضوع في مكشات أو تحليله لا يلغي اجتهاد هذا الصحفي ونشاطه الملحوظ في رصد بعض ما يتعلق بالحياة الفطرية والبيئة. بل ان المتابع لتقارير واستطلاعات المطيري لا يملك إلا الاعجاب بموضوعاته التي لا تأخذ للأسف الحيز الملائم في صحيفته (في المتن والاخراج).وربما يكون العتب على سطوة الاعلانات المبالغ فيها في الرياض التي تأتي على حساب المادة الصحفية التحريرية.:j
ما علينا.. نعود لموضوع المطيري الذي أشار في بداية الموضوع إلى ما وصفه بأنه تأكيد بعض الثقات على ان الثعالب البرية حصل ونبشت القبور ووصلت إلى الجثث بعد دخولها للمقبرة المعنية عبر فتحات تحفرها وتسمح لها ولغيرها من الحيوانات بالمرور مثل الكلاب الضالة والقطط البرية!:rolleyes:
الصور المصاحبة للموضوع في الجريدة صغيرة الحجم وغير واضحة ولا تعطي دلالة واضحة على أن الثعالب هي التي أخرجت ما ذكر أنها بقايا بشرية.:no2:
بالتأكيد.. لو كان المطيري رصد بنفسه (بالصور) عملية نبش الثعالب للقبور -مع صعوبة ذلك- لكانت أبلغ في التصديق.. لكنه سند على ما ورد في موضوعه بأنهم (ثقة)(وبعض أهالي الخبرة)الذين-كما قال- شاهدوا عظاماً في المقبرة في اعتقاد أنها لأحد الموتى..
وربما يقف بعضكم عند مقولة (بعض أهالي الخبرة) ويستنتج أنها (ذكاء صحفي) لتمرير تأكيد نبش القبور..:)
وكان الصحفي فيما بدا أنه حالة من (الانصاف المهني الصحفي) قد ذكر أن المقبرة المعنية في بلدة ضيدة والمقابر في الاسياح بشكل عام مرت بحالة سيئة جداً هناك..من حيث عدم العناية بالتسوير وانهيار بعض القبور وغرقها بمياه المجاري وعدم الالتزاام بالجوانب الشرعية في الدفن. بمعنى أن العملية برمتها ربما لا تعدو أن تكون إهمال في إهمال، :mad: وبالتالي تلجأ الثعالب أو غيرها من الحيوانات اللاحمة إلى التعدي على الرفات الظاهرة أو القريبة من سطح الأرض.. وهذا غير مستغرب.
نأتي إلى مسألة نبش القبور التي تلصقها ثقافتنا الشعبية على بعض الحيوانات ومنها الضبعة والذيب وربما الثعالب.. فقد كان يسود في العصور المتأخرة بين سكان الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها أن الحيوانات المفترسة تأكل رفات البشر بعد حفر القبور.. حتى أنه ما زال يطلق على الضبعة في بادية الأردن اسم (أم القبور)..
والحقيقة ان من يتسنى له البحث في المراجع والدراسات العلمية المتعلقة بعلم الحيوان-على ندرة تناولها للمفاهيم الشعبية المتوارثة- ربما خرج بترجيح أن هذه الحيوانات البرية وخاصة الضبعة لا تتردد في أكل رفات البشر في أيام الإغارة والسلب التي تهمل بعدها الجثث أو لا تدفن جيدا بعد الحروب (أو الكونات).
ولذلك فإن مسألة (نبش الحيوانات البرية للقبور) قد تكون من ترسبات وذاكرة الماضي المتوارثة دون تدقيق أو تحقيق وبلا سند حقيقي.
والمحزن حالياً أن هذه الترسبات هي السبب الخفي وراء اعتداء بعض هواة الرحلات البرية على الحيوانات المفترسة حتى في مناطق تواجدها البعيدة ..دون وعي بأبعاد هذا الفعل ونتائجة الخطيرة في سلسلة الحياة الفطرية في المملكة على المدى المتوسط والبعيد.
ولعل بعضكم يذكر الصورة التي التقطها العضو بمكشات (المترو) قبل عامين (في الصمان) بعيداً عن المدن والقرى لثعلب مغلوب على أمره عُلق على شجرة بعد قتله .. وإمعاناً في (البأس المزيف) يضع مرتكب الفعل (فشقة شوزن) في فم الثعلب!:(
أو قد تذكرون العضو (المغترب) الذي عثر على ذئب معلق على لوحة (تربة 10كم) بعد قتله..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk4799_woolf5.jpg
في الأخير سنحترم ثقافتنا الشعبية التي كان الأباء على ضوئها يستخدمون الأشجار (كقنوات فضائية) :) للإعلان والإخبار عندما يعلقون عليها الذئاب التي قتلوها لانها اعتدت على مواشيهم فيرتاح بقية السكان في المكان..
لكن في وقتنا الحاضر: هل بقي حيوانات مفترسة حتى تعتدي على المواشي؟أو البشر أو رفاتهم؟
أراهن على أن البقية القليلة الباقية - خصوصا الثعالب- ليست بحاجة للبشر أو مخلفاتهم بسبب أنها ستشبع من الجراذي التي قد تصبح في بعض المناطق البرية بكثرة النمل أو الحشرات لانها لا تجد العدد الكافي من المفترسات التي بمكن أن تحد من كثرتها.. :no:
وسلامتكم
في موضوع كتبه اليوم الصحفي سعود المطيري بجريدة الرياض بعنوان (الثعالب تخترق أسوار المقابر في الأسياح وتنبش القبور) (http://www.alriyadh.com/2006/09/06/article184449.html) تناول ما ذكر أنه شكوى من بعض أهالي الاسياح من وصول الثعالب البرية إلى بعض المقابر.:rolleyes:
ولعل طرح الموضوع في مكشات أو تحليله لا يلغي اجتهاد هذا الصحفي ونشاطه الملحوظ في رصد بعض ما يتعلق بالحياة الفطرية والبيئة. بل ان المتابع لتقارير واستطلاعات المطيري لا يملك إلا الاعجاب بموضوعاته التي لا تأخذ للأسف الحيز الملائم في صحيفته (في المتن والاخراج).وربما يكون العتب على سطوة الاعلانات المبالغ فيها في الرياض التي تأتي على حساب المادة الصحفية التحريرية.:j
ما علينا.. نعود لموضوع المطيري الذي أشار في بداية الموضوع إلى ما وصفه بأنه تأكيد بعض الثقات على ان الثعالب البرية حصل ونبشت القبور ووصلت إلى الجثث بعد دخولها للمقبرة المعنية عبر فتحات تحفرها وتسمح لها ولغيرها من الحيوانات بالمرور مثل الكلاب الضالة والقطط البرية!:rolleyes:
الصور المصاحبة للموضوع في الجريدة صغيرة الحجم وغير واضحة ولا تعطي دلالة واضحة على أن الثعالب هي التي أخرجت ما ذكر أنها بقايا بشرية.:no2:
بالتأكيد.. لو كان المطيري رصد بنفسه (بالصور) عملية نبش الثعالب للقبور -مع صعوبة ذلك- لكانت أبلغ في التصديق.. لكنه سند على ما ورد في موضوعه بأنهم (ثقة)(وبعض أهالي الخبرة)الذين-كما قال- شاهدوا عظاماً في المقبرة في اعتقاد أنها لأحد الموتى..
وربما يقف بعضكم عند مقولة (بعض أهالي الخبرة) ويستنتج أنها (ذكاء صحفي) لتمرير تأكيد نبش القبور..:)
وكان الصحفي فيما بدا أنه حالة من (الانصاف المهني الصحفي) قد ذكر أن المقبرة المعنية في بلدة ضيدة والمقابر في الاسياح بشكل عام مرت بحالة سيئة جداً هناك..من حيث عدم العناية بالتسوير وانهيار بعض القبور وغرقها بمياه المجاري وعدم الالتزاام بالجوانب الشرعية في الدفن. بمعنى أن العملية برمتها ربما لا تعدو أن تكون إهمال في إهمال، :mad: وبالتالي تلجأ الثعالب أو غيرها من الحيوانات اللاحمة إلى التعدي على الرفات الظاهرة أو القريبة من سطح الأرض.. وهذا غير مستغرب.
نأتي إلى مسألة نبش القبور التي تلصقها ثقافتنا الشعبية على بعض الحيوانات ومنها الضبعة والذيب وربما الثعالب.. فقد كان يسود في العصور المتأخرة بين سكان الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها أن الحيوانات المفترسة تأكل رفات البشر بعد حفر القبور.. حتى أنه ما زال يطلق على الضبعة في بادية الأردن اسم (أم القبور)..
والحقيقة ان من يتسنى له البحث في المراجع والدراسات العلمية المتعلقة بعلم الحيوان-على ندرة تناولها للمفاهيم الشعبية المتوارثة- ربما خرج بترجيح أن هذه الحيوانات البرية وخاصة الضبعة لا تتردد في أكل رفات البشر في أيام الإغارة والسلب التي تهمل بعدها الجثث أو لا تدفن جيدا بعد الحروب (أو الكونات).
ولذلك فإن مسألة (نبش الحيوانات البرية للقبور) قد تكون من ترسبات وذاكرة الماضي المتوارثة دون تدقيق أو تحقيق وبلا سند حقيقي.
والمحزن حالياً أن هذه الترسبات هي السبب الخفي وراء اعتداء بعض هواة الرحلات البرية على الحيوانات المفترسة حتى في مناطق تواجدها البعيدة ..دون وعي بأبعاد هذا الفعل ونتائجة الخطيرة في سلسلة الحياة الفطرية في المملكة على المدى المتوسط والبعيد.
ولعل بعضكم يذكر الصورة التي التقطها العضو بمكشات (المترو) قبل عامين (في الصمان) بعيداً عن المدن والقرى لثعلب مغلوب على أمره عُلق على شجرة بعد قتله .. وإمعاناً في (البأس المزيف) يضع مرتكب الفعل (فشقة شوزن) في فم الثعلب!:(
أو قد تذكرون العضو (المغترب) الذي عثر على ذئب معلق على لوحة (تربة 10كم) بعد قتله..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk4799_woolf5.jpg
في الأخير سنحترم ثقافتنا الشعبية التي كان الأباء على ضوئها يستخدمون الأشجار (كقنوات فضائية) :) للإعلان والإخبار عندما يعلقون عليها الذئاب التي قتلوها لانها اعتدت على مواشيهم فيرتاح بقية السكان في المكان..
لكن في وقتنا الحاضر: هل بقي حيوانات مفترسة حتى تعتدي على المواشي؟أو البشر أو رفاتهم؟
أراهن على أن البقية القليلة الباقية - خصوصا الثعالب- ليست بحاجة للبشر أو مخلفاتهم بسبب أنها ستشبع من الجراذي التي قد تصبح في بعض المناطق البرية بكثرة النمل أو الحشرات لانها لا تجد العدد الكافي من المفترسات التي بمكن أن تحد من كثرتها.. :no:
وسلامتكم