وانت الصادق
02/03/2013, 04:52 PM
الجزء الثاني
حديثي اليوم عن .. شايب اخر .. مختلف .. شخصيته يلفها الغموض والاثاره .. بالرغم من اني لم اعاصره كثيرا فقد خرج من الخدمه في بداية التحاقي بها ..
اول ما شد انتباهي فيه ... اجادته لللغة الانجليزيه كان يتحدثها بطلاقه رغم ضعف تحصيله العلمي ....
كان من اولئك القوم الذين عملوا في ارامكو ... كان ثريا واسع الثراء .. ساحدثكم ــ لاحقا ــ عن قصة له عجيبه , تربطه صلة قرابة عن طريق الرضاعه باناس كبراء .. كبراء جدا.. لا .. لا .. اكبر اكبر مما تتوقع..
يمتهن بعض الاعمال الشاقه .. بكل حيويه وجلد .. كان مراسلا لادارتنا ..
وفي الوقت نفسه لديه تكسي واقفة على اهبة الاستعداد في مواقف البطحاء تنتظر اكتمال نصابها من المسافرين لتنطلق .. ولديه شاحنه زاهبه لاي طلبيه .. فهو ينتظر اتصالا من زملائه في اي لحظه ..
ولذلك لم تطق ابنة عمه البقاء معه فاختارت نار الطلاق على جنة ملايينه ..
كان مظهره عاديا جدا مثل اترابه, ثوب نصف عمر وشماغ يعتمره كيف ما اتفق ..
يرتدي حذاء ملفتا للنظر .. لايمكن لهذا الحذاء ان يتناسب مع اي بدله فما بالك به مع الثوب ..
كأنه حذاء رقص اسباني .. شاهدت شبيها به في فترينة احد محلات البطحاء .. فاستوقفت رفيقي قليلا .. دخلت وسألت عن سعره فكان بحدود الثلاثمئة ريال ..( وهو ثمن باهض جدا بمقاييس ذلك الوقت ) كان الرفيقان طوال الطريق يتغامزان ويتبادلان ابتسامة غريبه .. ضبطت احدهما متلبسا بها .. فبادرني متسائلا :
ــ من جدك معجبتك ذيك الكنادر !
كان كما ذكرت عميلا خاصا لاحد البنوك وقد كافئه بنكه باهدائه سيارة مرسيدس 500( اس أي ال ) قيمتها مئة وثلاون الف ريال لكنه اختار بدلا منها بيجو ذات المراتب الثلاث .. واحالها الى اللون الاصفر الفاقع الذي يسر المسافرين ...
بعد طلاق ابنة عمه تزوج من امرأة من صعيد مصر . . كانت طوال الطريق تبكي
ـــ هو صحيح انتا حتوديني الصحراء ... يامحاااامد ؟
فلم يجبها .. بل ظل صامتا طوال الطريق حتى ادخلها فلته السبعمئة متر في حي الشفاء .. ادخلها من باب البائكه وهو يقول وهذي سياراتنا .. وهذي ثلاجتنا ... وهذيك الارض الفضا ــ بعد ــ لنا .... الخ
اتذكر انه كان يتحدث عن ولد له منها ... وذات يوم وعند استقبال احد المراكز الطبية دخل شاب ابيض جسيم ( عريض المنكعين ضخم القسة ... شلولخ ..)
بعد ان اوقف سيارته ( جيب طوارق ) ... ذكر اسمه لموظف الاستقبال فاذا هو اسم صاحبنا ..
قلت في نفسي اذن هذا هو ابن المصرية .
*******
اما الاخر فهو شخص مختلف
نمط استثنائي يحمل شخصيه ذات بعد فلسفي ..
يكاد يتفق الجميع على بغضه إلا انه لا يأبه .. فهولا يخطىء على احد ولا يمازح زميل وليس لديه نوازع عدوانيه ..
مهاب الطلعة مربوع القامة ..أي نعم ليس بالطويل ... لكن صدره عريض كمصارع ..
كفه غليظه كأنها بيتزا من الحجم الوسط .. فكه صلب وقاسي رغم السكسوكه التي اضفت عليه شيئا من وقار...
يستشعر عن بعد مشاعر الاخرين تجاهه وانتقاصهم لبعض سلوكياته حين يبيح لنفسه اي شي يدخل تحت معنى ( حلال الحكومة ) فيبادر بالتبرير ولكن بلهجة محايدة وواثقة لا تنتظر تاييدك, هو فقط يشرح لك فلسفته ومبدأه ..
فيقول : كل ماتراه فهو لك ايها المواطن فخذ بقدر حاجتك .. انت شريك في هذا الوطن والخير واجد ..
يدخل الاداره كل صباح حاملا معه رغيفين من خبز البر وعلى عجل يسخن الماء ليصنع لنفسه كأس شاي بكيسين ليبتون ... فيغمس ارغفته فيه ويحتسي شايه ثم يفرك يديه ويمسح فمه وشاربه . .
دعاني احد الاصدقاء بمناسبة زواج اخيه .. وفي صالة الزواج توجهت الى المغاسل فتفاجئت حين خروجي بزميلنا وهو مسترخ ٍ على كرسيه كنصف نائم ... يضع قدما على اخرى انحسر عنها الثوب الى منتصف فخذه
ويده قابضة على مسبحه قد تسمرت حباتها بين اصابعه ..
جلست قريبا منه دون ان يشعر بي ... بدا ــ وهو ماخذ راحته ــ كواحد من اهل العرس القريبين .. من لا يعرفه لايشك بانه قريب جدا من العروس او المعرس .. لعله خال او عم .. ولأن الشباب كثيرين فقد كفوه مئونة المباشره ...
تنحنحت وسلمت عليه بصوت هادىء يسمعه اليقظان ولا يزعج النائم .. ...
فتفاجئت به يرد ببرود وتلقائية من يحس ويشعر بكل مايدور حوله .. قلت
ما شاء الله اجل انت قريب لهم ..
ــ انا من الجيران
ـــ جيران العروس والا المعرس ؟
ــ من جيران القصر ؟
ــ كيف ؟
ــ في هذا الحي محل سكني .. واعزم نفسي في كل مناسبة تقام في هذا القصر
لم اعلق وانما اكتفيت بابتسامه ليست ذات معنى . ..
استدرك : الناس يفرحون .. باللي يحضر .. والانعام تكب مرت لحظات.. صمت فيها قليلا .. ثم التفت اليّ نصف التفاته وقال موصيا :
شف وانا اخوك الاكل مافيه حيا .. والسمط الممدوده وراء هذا الباب ما وضعت الا لتؤكل
اذا وافقتني على هذا المبدأ .. فتعلم كيف تؤكل الكتف .. اذا اكلت بصل فاشبع ..
واذا جلست على الصحن فاجلس جلسة رجال .. وكل اكل جمال ..
اذا فُتح هذا الباب, واشار بيده الى باب صالة الطعام ..ونادى المعزب فكن من اول الداخلين ..
ــ طبعا ــ الجميع سيتجهون اولا الى المغاسل ..
خالفهم .. لتصل قبلهم وتختار افضل صحن على روية .. فاذا حددته فاختر افضل مكان بحيث يكون المفطح معترضا امامك بشكل افقي فتكون كل اجزاءه في متناول يدك مع وفرة في الرز ...
ــ طبعا لايزال المدعون في المغاسل ـــ ابدأ بعد ذلك بترتيب مكانك .. هذا صحن سلطة .. قربه منك وذاك طبق قرصان ضعه بجانبه ... وهذا ببسي استبدله بسفن اب .... وهكذا ..
الان اكتمل العدد على الصحن بدأ بعضهم بالاكل ــ تذكر ــ انك لم تغسل يدك .. ويدك جافه واللقمه الاولى مثل الرمح تعتمد على اول ركزه ... خذ اول لقمه ولكن لا تأكلها انما اعبطها حتى تترطب يدك من زيتها ثم دسها تحت حافة الصحن .. بعد ذلك كل اكل مودع ...
قلت : ماشاء الله عليك اثرك منتب بسيط ... قلت ذلك لانه كان لزاما علي ان اقول شيئا .. اي شيء .. ..
غرق بعدها في ملكوت صمته وبدأ ينزلق من كرسيه شيئا قليلا حتى اصبح على حافته .. حتى خلت انه غط في نوم عميق ..
صاح فينا المعزب وهو يفتح باب الصالة على مصراعيه .. اقلطوا الله يحييكم ..
فاذا هو قائم يتلفت .. تحرك الجميع وتحركت معهم .. غصت في الزحام وكذلك صاحبي ..
*********
تلوح لي ذكرى زميل فظ ومزحه ثقيل .. وليت هذا اسوأ مافيه .. الاسوأ ان جام غثاثته لا تنصب الا على رأس زميله الطيب المستضعف ...
كان في احدى المرات ومعه زوجته في حراج بن قاسم .. وفجأة لاح له زول صاحبه ( المستضعف ) .. اقترب منه وقال لزوجته : الزمي الصمت وابتعدي .. حبك شماغه ولفه حول ذقنه ودق اللطمة ثم امسك بصاحبه من قفاه وبدأ يكيل اليه الصفعات .. اطرحه ..اط .. اط .. ـــ والصفعات تتوالى ــ اطرح العبد .. اطرحه .. تعرض لمحارمنا يالخسيس ... ما تهبا ما تعقب ... وطراخ .. طرااخ .. واجتمع الناس عليهم فكان الرحيم منهم يحاول تخليصه من بين ايديهم وغليظهم يسهم بما تجود به نفسه من صفعات وركلات .
في احدى المرات ... كان المستضعف في ضيافة ( خناقه ) في بيته ... وفيما هما كذلك نهض صاحب الدار .. غاب لحظات ثم عاد ووقف على باب المجلس وقد رسم على وجهه ملامح الجد : بعد اذنك يابو سعيد ... فرغ برميل الغاز .. دقايق وارجع ..
اجابه ابو سعيد بارتباك : خذ راحتك ... خذ راحتك ..
لم يغادر صاحبنا الخبيث بيته ... انما انسل الى داخل الدار ولبس عباءة ونقاب .. ثم اطل برأسه .. فانكمش ابو سعيد حرجا وحياء وطأطأ برأسه ... لكن المنقبه تمادت في عبثها فبدأت تلوح له بيديها وتتكلف بعض الحركات
فادار لها ظهره واستقبل الجدار ... فكانت تقذفه مرة بعلبة المناديل ومرة بحذاءه ...ثم دنت منه وبدأت تهمزه في خاصرته .. وهو متسمر كالطفل اذا اغمض عينيه واستسلم حتى لا يكتوي بالشمبو
بعد هدوء دقائق مر ( الخبيث ) بالباب وهو يجرجر اسطوانة الغاز .. ثم عاد بسرعة والشرر يتطاير من عينيه شاهرا الكلاشنكوف بين يديه .. يرغي ويزبد ... صعق ابو سعيد وانعقد لسانه الا من همهمات يهذي بها .. ثم شق طريقه خارج المنزل واخذ يعدو على غير هدى فما افاق الا على بعد عدة كيلومترات عن بيت صاحبه
لمطالعة الجزء الاول على هذا الرابط
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?
t=564606 (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=564606)
حديثي اليوم عن .. شايب اخر .. مختلف .. شخصيته يلفها الغموض والاثاره .. بالرغم من اني لم اعاصره كثيرا فقد خرج من الخدمه في بداية التحاقي بها ..
اول ما شد انتباهي فيه ... اجادته لللغة الانجليزيه كان يتحدثها بطلاقه رغم ضعف تحصيله العلمي ....
كان من اولئك القوم الذين عملوا في ارامكو ... كان ثريا واسع الثراء .. ساحدثكم ــ لاحقا ــ عن قصة له عجيبه , تربطه صلة قرابة عن طريق الرضاعه باناس كبراء .. كبراء جدا.. لا .. لا .. اكبر اكبر مما تتوقع..
يمتهن بعض الاعمال الشاقه .. بكل حيويه وجلد .. كان مراسلا لادارتنا ..
وفي الوقت نفسه لديه تكسي واقفة على اهبة الاستعداد في مواقف البطحاء تنتظر اكتمال نصابها من المسافرين لتنطلق .. ولديه شاحنه زاهبه لاي طلبيه .. فهو ينتظر اتصالا من زملائه في اي لحظه ..
ولذلك لم تطق ابنة عمه البقاء معه فاختارت نار الطلاق على جنة ملايينه ..
كان مظهره عاديا جدا مثل اترابه, ثوب نصف عمر وشماغ يعتمره كيف ما اتفق ..
يرتدي حذاء ملفتا للنظر .. لايمكن لهذا الحذاء ان يتناسب مع اي بدله فما بالك به مع الثوب ..
كأنه حذاء رقص اسباني .. شاهدت شبيها به في فترينة احد محلات البطحاء .. فاستوقفت رفيقي قليلا .. دخلت وسألت عن سعره فكان بحدود الثلاثمئة ريال ..( وهو ثمن باهض جدا بمقاييس ذلك الوقت ) كان الرفيقان طوال الطريق يتغامزان ويتبادلان ابتسامة غريبه .. ضبطت احدهما متلبسا بها .. فبادرني متسائلا :
ــ من جدك معجبتك ذيك الكنادر !
كان كما ذكرت عميلا خاصا لاحد البنوك وقد كافئه بنكه باهدائه سيارة مرسيدس 500( اس أي ال ) قيمتها مئة وثلاون الف ريال لكنه اختار بدلا منها بيجو ذات المراتب الثلاث .. واحالها الى اللون الاصفر الفاقع الذي يسر المسافرين ...
بعد طلاق ابنة عمه تزوج من امرأة من صعيد مصر . . كانت طوال الطريق تبكي
ـــ هو صحيح انتا حتوديني الصحراء ... يامحاااامد ؟
فلم يجبها .. بل ظل صامتا طوال الطريق حتى ادخلها فلته السبعمئة متر في حي الشفاء .. ادخلها من باب البائكه وهو يقول وهذي سياراتنا .. وهذي ثلاجتنا ... وهذيك الارض الفضا ــ بعد ــ لنا .... الخ
اتذكر انه كان يتحدث عن ولد له منها ... وذات يوم وعند استقبال احد المراكز الطبية دخل شاب ابيض جسيم ( عريض المنكعين ضخم القسة ... شلولخ ..)
بعد ان اوقف سيارته ( جيب طوارق ) ... ذكر اسمه لموظف الاستقبال فاذا هو اسم صاحبنا ..
قلت في نفسي اذن هذا هو ابن المصرية .
*******
اما الاخر فهو شخص مختلف
نمط استثنائي يحمل شخصيه ذات بعد فلسفي ..
يكاد يتفق الجميع على بغضه إلا انه لا يأبه .. فهولا يخطىء على احد ولا يمازح زميل وليس لديه نوازع عدوانيه ..
مهاب الطلعة مربوع القامة ..أي نعم ليس بالطويل ... لكن صدره عريض كمصارع ..
كفه غليظه كأنها بيتزا من الحجم الوسط .. فكه صلب وقاسي رغم السكسوكه التي اضفت عليه شيئا من وقار...
يستشعر عن بعد مشاعر الاخرين تجاهه وانتقاصهم لبعض سلوكياته حين يبيح لنفسه اي شي يدخل تحت معنى ( حلال الحكومة ) فيبادر بالتبرير ولكن بلهجة محايدة وواثقة لا تنتظر تاييدك, هو فقط يشرح لك فلسفته ومبدأه ..
فيقول : كل ماتراه فهو لك ايها المواطن فخذ بقدر حاجتك .. انت شريك في هذا الوطن والخير واجد ..
يدخل الاداره كل صباح حاملا معه رغيفين من خبز البر وعلى عجل يسخن الماء ليصنع لنفسه كأس شاي بكيسين ليبتون ... فيغمس ارغفته فيه ويحتسي شايه ثم يفرك يديه ويمسح فمه وشاربه . .
دعاني احد الاصدقاء بمناسبة زواج اخيه .. وفي صالة الزواج توجهت الى المغاسل فتفاجئت حين خروجي بزميلنا وهو مسترخ ٍ على كرسيه كنصف نائم ... يضع قدما على اخرى انحسر عنها الثوب الى منتصف فخذه
ويده قابضة على مسبحه قد تسمرت حباتها بين اصابعه ..
جلست قريبا منه دون ان يشعر بي ... بدا ــ وهو ماخذ راحته ــ كواحد من اهل العرس القريبين .. من لا يعرفه لايشك بانه قريب جدا من العروس او المعرس .. لعله خال او عم .. ولأن الشباب كثيرين فقد كفوه مئونة المباشره ...
تنحنحت وسلمت عليه بصوت هادىء يسمعه اليقظان ولا يزعج النائم .. ...
فتفاجئت به يرد ببرود وتلقائية من يحس ويشعر بكل مايدور حوله .. قلت
ما شاء الله اجل انت قريب لهم ..
ــ انا من الجيران
ـــ جيران العروس والا المعرس ؟
ــ من جيران القصر ؟
ــ كيف ؟
ــ في هذا الحي محل سكني .. واعزم نفسي في كل مناسبة تقام في هذا القصر
لم اعلق وانما اكتفيت بابتسامه ليست ذات معنى . ..
استدرك : الناس يفرحون .. باللي يحضر .. والانعام تكب مرت لحظات.. صمت فيها قليلا .. ثم التفت اليّ نصف التفاته وقال موصيا :
شف وانا اخوك الاكل مافيه حيا .. والسمط الممدوده وراء هذا الباب ما وضعت الا لتؤكل
اذا وافقتني على هذا المبدأ .. فتعلم كيف تؤكل الكتف .. اذا اكلت بصل فاشبع ..
واذا جلست على الصحن فاجلس جلسة رجال .. وكل اكل جمال ..
اذا فُتح هذا الباب, واشار بيده الى باب صالة الطعام ..ونادى المعزب فكن من اول الداخلين ..
ــ طبعا ــ الجميع سيتجهون اولا الى المغاسل ..
خالفهم .. لتصل قبلهم وتختار افضل صحن على روية .. فاذا حددته فاختر افضل مكان بحيث يكون المفطح معترضا امامك بشكل افقي فتكون كل اجزاءه في متناول يدك مع وفرة في الرز ...
ــ طبعا لايزال المدعون في المغاسل ـــ ابدأ بعد ذلك بترتيب مكانك .. هذا صحن سلطة .. قربه منك وذاك طبق قرصان ضعه بجانبه ... وهذا ببسي استبدله بسفن اب .... وهكذا ..
الان اكتمل العدد على الصحن بدأ بعضهم بالاكل ــ تذكر ــ انك لم تغسل يدك .. ويدك جافه واللقمه الاولى مثل الرمح تعتمد على اول ركزه ... خذ اول لقمه ولكن لا تأكلها انما اعبطها حتى تترطب يدك من زيتها ثم دسها تحت حافة الصحن .. بعد ذلك كل اكل مودع ...
قلت : ماشاء الله عليك اثرك منتب بسيط ... قلت ذلك لانه كان لزاما علي ان اقول شيئا .. اي شيء .. ..
غرق بعدها في ملكوت صمته وبدأ ينزلق من كرسيه شيئا قليلا حتى اصبح على حافته .. حتى خلت انه غط في نوم عميق ..
صاح فينا المعزب وهو يفتح باب الصالة على مصراعيه .. اقلطوا الله يحييكم ..
فاذا هو قائم يتلفت .. تحرك الجميع وتحركت معهم .. غصت في الزحام وكذلك صاحبي ..
*********
تلوح لي ذكرى زميل فظ ومزحه ثقيل .. وليت هذا اسوأ مافيه .. الاسوأ ان جام غثاثته لا تنصب الا على رأس زميله الطيب المستضعف ...
كان في احدى المرات ومعه زوجته في حراج بن قاسم .. وفجأة لاح له زول صاحبه ( المستضعف ) .. اقترب منه وقال لزوجته : الزمي الصمت وابتعدي .. حبك شماغه ولفه حول ذقنه ودق اللطمة ثم امسك بصاحبه من قفاه وبدأ يكيل اليه الصفعات .. اطرحه ..اط .. اط .. ـــ والصفعات تتوالى ــ اطرح العبد .. اطرحه .. تعرض لمحارمنا يالخسيس ... ما تهبا ما تعقب ... وطراخ .. طرااخ .. واجتمع الناس عليهم فكان الرحيم منهم يحاول تخليصه من بين ايديهم وغليظهم يسهم بما تجود به نفسه من صفعات وركلات .
في احدى المرات ... كان المستضعف في ضيافة ( خناقه ) في بيته ... وفيما هما كذلك نهض صاحب الدار .. غاب لحظات ثم عاد ووقف على باب المجلس وقد رسم على وجهه ملامح الجد : بعد اذنك يابو سعيد ... فرغ برميل الغاز .. دقايق وارجع ..
اجابه ابو سعيد بارتباك : خذ راحتك ... خذ راحتك ..
لم يغادر صاحبنا الخبيث بيته ... انما انسل الى داخل الدار ولبس عباءة ونقاب .. ثم اطل برأسه .. فانكمش ابو سعيد حرجا وحياء وطأطأ برأسه ... لكن المنقبه تمادت في عبثها فبدأت تلوح له بيديها وتتكلف بعض الحركات
فادار لها ظهره واستقبل الجدار ... فكانت تقذفه مرة بعلبة المناديل ومرة بحذاءه ...ثم دنت منه وبدأت تهمزه في خاصرته .. وهو متسمر كالطفل اذا اغمض عينيه واستسلم حتى لا يكتوي بالشمبو
بعد هدوء دقائق مر ( الخبيث ) بالباب وهو يجرجر اسطوانة الغاز .. ثم عاد بسرعة والشرر يتطاير من عينيه شاهرا الكلاشنكوف بين يديه .. يرغي ويزبد ... صعق ابو سعيد وانعقد لسانه الا من همهمات يهذي بها .. ثم شق طريقه خارج المنزل واخذ يعدو على غير هدى فما افاق الا على بعد عدة كيلومترات عن بيت صاحبه
لمطالعة الجزء الاول على هذا الرابط
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?
t=564606 (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=564606)