وانت الصادق
18/04/2013, 07:45 PM
حجيت احدى السنوات مع بعض الشباب في( حملة رصيف الصالحين )
وفي احدى الضحوات وفي خيمتنا في منى وقفت علينا امرأة باكستانيه ضخمة الجثه مستديرة البطن كانت تلف حول وجهها شالا كانه جلال صلاة تعض طرفه بفمها
وقفت هذه المرأه امامنا ... وهي ترطن بلغة غير مفهومه ..
ظننا للوهلة الاولى انها تريد ماء او طعاما .... قدم لها احدنا الماء فردته بامتعاض واستمرت في رطانتها
... وكالفخور بنفسه لأنه يتحدث لغة اجنبيه قلت لها و انا امد لها بعض النقود :
ــ بلوس ... كويس ..
فردت يدي وفمها لا يزال مسترسلا .. بسيل من الألفاظ المبهمة ...
ادركت انها تائهة ..
فلبست زبيرياتي واشرت اليها أن تتبعني ...
وعند مركز ارشاد التائهين المزدحم والمتلاطم بامواج من البشر من كل جنس ولون ولغة ... انبرى الينا احدهم ( سعودي من اصول باكستانيه ) فتحدث معها بلغتها ... سألها عن بطاقاتها التي يفترض ان تكون معلقة بمعصمها ورقبتها والتي تحمل بياناتها ومعلومات عن مخيمها وحملتهم ومطوفهم ... فاجابته انها في حوزة ( ابونا ( ...
تخيلت ( ابوهم ) ... صوره مطابقها لشيابنا وهم يحتكرون كل الخيوط في ايديهم ... ولا عزاء ــ عندهم ــ للسيدات ..
تخيلته حين أعطيت اوراقها ... جذبها منها وهو يقول .. ( اشوف ..احفظهن لك... لا تضيعينهن ..
نقل لي المترجم انها لا تحمل أي اوراق تدل على مطوفها او مكان مخيمها ... فاذا ارادت ان تبقى عندنا .. سنؤمن لها المأوى والوجبات حتى يأتي من يبحث عنها ...
الا انها ابدت رغبتها في الذهاب الى الحرم فهناك مكان اعتادوا ان يجتمعوا فيه ولا شك انها ستجد احدا منهم هناك
سارت معي ..
ورغم كبر سنها الا انها كما يظهر قوية البنيه
وبمقدورها ان تعبط رجالين بيد واحدة ... ذكرتني بجيل مضى وانقرض من حريمنا الشقرديات ... اللائي كنت اشاهدهن في كشتات البر قديما ... تعصب رأسها وتحمل القدر ابو حلقتين وتنقل برميل الغاز كأنه طفلها الرضيع ..
كُن مثار اعجابي الذي لم اكن اخفيه فيستغله اهلي بانتزاع اعترافاتي عن مواصفات زوجة المستقبل وهم يتندرون ويتغامزون من وراء ظهري .... فاقول اريدها مثل فلانة !
ــ فيقولون وهم يصطنعون الدهشة .. ... فلانة !! ... فلانه اكبر من امك !
ــ طيب بنتها !
ــ يا حدين ... النار ما ترث الا الرماد ..
ومع ذلك فقد كانت ــ الباكستانية العجوز ــ انثى بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ...
فلو قدر لي ان افهم لغتها وهي تراطنني احيانا لما استبعدت انها تقول ... غط رويسك وانا خويلك ... ترى الشمس حويره ...
وقفتْ عند احدى السيارات التي تبيع الثلج .. فبادرتُ وتغلغلتُ في الزحام وانا احمل مطارتها وطلبت من البائع ان يضع فيها شيئا من الثلج ثم مددت له ريالين .... مد يده ليأخذها فزأرت في وجهه كاللبوءه واستردت منه الريالين ووضعتها في جيبي ...
اثناء سيرنا بللت منديلها وتفاجئت بها تعصره فوق راسي تخفيفا من حرارة الشمس ..
ركبنا احد الباصات مع جمع من الحجاج ... واثناء سير الحافله ندت حركة عن الجميع غريبة .. التفتوا جميعا الى جهة معينه بعد ان تحدث بعضهم بصوت مرتفع ... فلاحظت المرأه تطبق كفيها على بعض وتشير بها الى جبينها وتهبط بها عند فمها ثم صدرها ... فاذا بنا قد مررنا بجبل النور اوغار حراء ...
وصلنا الحرم من جهة المسعى فاذا بها تشمر عن ذراعيها ( وتدحدر ) مع جمع من النساء الى دورات المياه تاركتني دون شكر او كلمة وداع ..
فتوجهت انا بدوري الى الحرم .. بعد ذلك رجعت الى خيمتنا في منى بعد العشاء والشباب يتحلقون حول صحن المكرونة مقاس عشرة حمراء كأنها الشفق يخالط رمال النفود الممطورة ...
وهات يا دغ ... الى درجة التلحيس ...
وفي احدى الضحوات وفي خيمتنا في منى وقفت علينا امرأة باكستانيه ضخمة الجثه مستديرة البطن كانت تلف حول وجهها شالا كانه جلال صلاة تعض طرفه بفمها
وقفت هذه المرأه امامنا ... وهي ترطن بلغة غير مفهومه ..
ظننا للوهلة الاولى انها تريد ماء او طعاما .... قدم لها احدنا الماء فردته بامتعاض واستمرت في رطانتها
... وكالفخور بنفسه لأنه يتحدث لغة اجنبيه قلت لها و انا امد لها بعض النقود :
ــ بلوس ... كويس ..
فردت يدي وفمها لا يزال مسترسلا .. بسيل من الألفاظ المبهمة ...
ادركت انها تائهة ..
فلبست زبيرياتي واشرت اليها أن تتبعني ...
وعند مركز ارشاد التائهين المزدحم والمتلاطم بامواج من البشر من كل جنس ولون ولغة ... انبرى الينا احدهم ( سعودي من اصول باكستانيه ) فتحدث معها بلغتها ... سألها عن بطاقاتها التي يفترض ان تكون معلقة بمعصمها ورقبتها والتي تحمل بياناتها ومعلومات عن مخيمها وحملتهم ومطوفهم ... فاجابته انها في حوزة ( ابونا ( ...
تخيلت ( ابوهم ) ... صوره مطابقها لشيابنا وهم يحتكرون كل الخيوط في ايديهم ... ولا عزاء ــ عندهم ــ للسيدات ..
تخيلته حين أعطيت اوراقها ... جذبها منها وهو يقول .. ( اشوف ..احفظهن لك... لا تضيعينهن ..
نقل لي المترجم انها لا تحمل أي اوراق تدل على مطوفها او مكان مخيمها ... فاذا ارادت ان تبقى عندنا .. سنؤمن لها المأوى والوجبات حتى يأتي من يبحث عنها ...
الا انها ابدت رغبتها في الذهاب الى الحرم فهناك مكان اعتادوا ان يجتمعوا فيه ولا شك انها ستجد احدا منهم هناك
سارت معي ..
ورغم كبر سنها الا انها كما يظهر قوية البنيه
وبمقدورها ان تعبط رجالين بيد واحدة ... ذكرتني بجيل مضى وانقرض من حريمنا الشقرديات ... اللائي كنت اشاهدهن في كشتات البر قديما ... تعصب رأسها وتحمل القدر ابو حلقتين وتنقل برميل الغاز كأنه طفلها الرضيع ..
كُن مثار اعجابي الذي لم اكن اخفيه فيستغله اهلي بانتزاع اعترافاتي عن مواصفات زوجة المستقبل وهم يتندرون ويتغامزون من وراء ظهري .... فاقول اريدها مثل فلانة !
ــ فيقولون وهم يصطنعون الدهشة .. ... فلانة !! ... فلانه اكبر من امك !
ــ طيب بنتها !
ــ يا حدين ... النار ما ترث الا الرماد ..
ومع ذلك فقد كانت ــ الباكستانية العجوز ــ انثى بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ...
فلو قدر لي ان افهم لغتها وهي تراطنني احيانا لما استبعدت انها تقول ... غط رويسك وانا خويلك ... ترى الشمس حويره ...
وقفتْ عند احدى السيارات التي تبيع الثلج .. فبادرتُ وتغلغلتُ في الزحام وانا احمل مطارتها وطلبت من البائع ان يضع فيها شيئا من الثلج ثم مددت له ريالين .... مد يده ليأخذها فزأرت في وجهه كاللبوءه واستردت منه الريالين ووضعتها في جيبي ...
اثناء سيرنا بللت منديلها وتفاجئت بها تعصره فوق راسي تخفيفا من حرارة الشمس ..
ركبنا احد الباصات مع جمع من الحجاج ... واثناء سير الحافله ندت حركة عن الجميع غريبة .. التفتوا جميعا الى جهة معينه بعد ان تحدث بعضهم بصوت مرتفع ... فلاحظت المرأه تطبق كفيها على بعض وتشير بها الى جبينها وتهبط بها عند فمها ثم صدرها ... فاذا بنا قد مررنا بجبل النور اوغار حراء ...
وصلنا الحرم من جهة المسعى فاذا بها تشمر عن ذراعيها ( وتدحدر ) مع جمع من النساء الى دورات المياه تاركتني دون شكر او كلمة وداع ..
فتوجهت انا بدوري الى الحرم .. بعد ذلك رجعت الى خيمتنا في منى بعد العشاء والشباب يتحلقون حول صحن المكرونة مقاس عشرة حمراء كأنها الشفق يخالط رمال النفود الممطورة ...
وهات يا دغ ... الى درجة التلحيس ...