المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة إلى ( حصن الروحة ) العنيد في جبال فيفاء



مكشاتي الجبل
18/11/2013, 09:27 AM
تصوير - حسن بن جابر أحمد الفيفي.×-




http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/1-الصورة-الرمزية.jpg



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/2-رسم-الحصن.jpg


•• على مدار ثلاث جولات متفرقة لكامل الفريق، وجولتين تاليتين للزميل حسن بن جابر منفردا ، كلها ترجو الوصول لحصن ( الروحة ) ولم توفق في العثور على الطرق المؤدية إليها.


كل محاولاتنا السابقة ×لم تثمر عن نجاح يذكر ، سوى التقاط الصور عن بعد أما الاقتراب فبات فكرة مؤجلة .


تبدو أطلال الحصن واضحة للعيان من الطريق العام عند نقطة (ذَمْبَرْ) لمن يسلك طريق (قرظة) شرق فيفا، إنها أطلال تصارع توالي الأحقاب، واحتدام السنين، متدثرة نبات الغلف المتسلق، ومستسلمة لألسنة ×البلس البري ×الشرس فاحتلها وضرب حولها سياجا خانقا يزيد من وتيرة عزلتها.


واسم الروحة من المرة الواحدة : الأوبة مساء والعودة من السفر إلى المسكن المعتاد .


خطة الاقتحام!!


•• لقد كان الشغل الشاغل للزميل حسن الفيفي؛ على مدار الأسبوعين الأخيرين، هو العثور على طريق مناسب للوصول إلى الحصن، فوجد في صور قوقل الجوية ما يشبه الحل ، يشفعه إصرار وعزيمة على المضي، وقام بشرح الخطة التي تقتضي الانطلاق سيرا على الأقدام من الحافة الشرقية للمنتزه العام بقرظة هبوطا باتجاه الحصن، وهكذا تم تحديد الوقت المناسب، فكانت نقطة التجمع نيد الضالع عند التاسعة صباحا من نهار السبت 6/ 1 /× 1435هـ .


وبعد تناول الإفطار كنا نتسلم الأدوات المساندة من حسن جابر الذي قام بجلبها خصيصا لهذه الرحلة فكان ساطور ×في عهدة جابر مسعود وآخر في عهدة علي أحمد وكان المقص العملاق في عهدتي، ولم تنقض نصف ساعة حتى غادرنا السيارة بالقرب من حصن الكلة بجبل الحربيين، أما يحيى بن مرعي فقد عاد أدراجه بعد تلقيه المعلومات، التي تقتضي أن يعود إلينا عند الثانية ظهرا ليلتقطنا من نقطة قريبة عند قرية (الحَوْيَةْ) أسفل (ذراع الغبراء) .



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/3-خط-السير.png


لقد قرر صاحب خطة الاقتحام أن يكون سيرنا هبوطا متواصلا ليجمع بين الذهاب والإياب في اتجاه واحد، وهي خطة مناسبة لغالب الفريق حيث كان أصغرنا سنا يناهز الخمسين عاما والهبوط للأسفل رياضة أسهل بكثير من رياضة الصعود والتسلق.


وهكذا بدأنا نهبط ببطء نحمل المعدات والأجهزة وكمية كبيرة من المياه والأخ جابر مسعود لم ينس اصطحاب البسكويت والمرطبات التي زودنا منها بكميات وفيرة.


×


لم نواجه أية صعوبات تذكر فسلكنا الطريق القديم الذي يمتطي سنام نقيل (مَهْيَلْ) المطل على الحصباء من يمينه ومنحدرات الذرو من شماله، كان الجو لطيفا ومقبولا والحرارة لم تتجاوز الثلاثين درجة، مع نسمات عليلة تهب من الجنوب الشرقي، إلا أن ذلك لم يكبح جماح وهج الشمس التي أخذت تجلدنا سياطها بعد حوالي نصف ساعة من الهبوط المتواصل فألجأتنا إلى ظل شجرة سلام متشبثة بكتلة صخرية تعلو (نيد المُدَفْدِفْ) الذي عنّت لنا في شرقه كتلة صخرية مسننة ذات جدران منتصبة وكأنها نصب تذكارية عملاقة من صخر الجرانيت الصلد.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/5-كرس-النصور.png


كان مشهد الصخور مثيرا ومدهشا فلم يسبق أن رأيت ما يشبهه طيلة حياتي.


أما الحصن فقد شاهدناه من عدة نقاط مناسبة لالتقاط الصور لهذا الأثر، إنها لقطات لم يحصل عليها أحد قبلنا حسب علمي، مكثنا حوالي ربع ساعة في الظل نستمع لطرائف وقفشات الأستاذ على بن أحمد التي يسردها دون انقطاع !!، والرجل يبتكر السخرية من اللاشيء، وينتزع الابتسامة من براثن الكدر،


وهو في الجملة ؛ (لا يلقي شفتين)، وما عليك إلا أن تتنقل معه في فضاء رحب من المرح والفكاهة، و(الدَّعْدَعَةْ)، وكأنني لم أعد أجهل كيف اكتسب لقبه عن جدارة واستحقاق؛ فكان (أبو لسان).


×


مضى الوقت سريعا ونسينا أنفسنا في الظل، وقام مصور الرحلة بالتقاط الصور اللازمة لعنكبوت عثر عليها جابر، واستأنفنا الهبوط، بينما كان الحصن يقترب قليلا ونحن نسير ببطء حتى شاهدناه إلى اليمين نتقاسم خطاً أفقياً واحداً، وإذا بنا نثب نحوه وثبا، وتشتت الركب فسار كل منا بمفرده؛ فالأخ علي في المقدمة وأنا أسير على مقربة منه يليني جابر.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/7-العنكبوت.png


بينما حسن في الخلف يسجل انفعالاتنا، ويرصد تفاعلنا، لقد عجزنا أن نلامس جدران الحصن من الشمال، وحال دون ذلك هذا السد المنيع من نبات الزقوم الذي بدى التنين إلى جانبه حيوانا وديعا مهذبا أليفا× ، ينفث اللهب الناعم وفق الأسطورة، وشتان بينهما، وهنا في هذه النقطة من العالم تحديدا قدمت اعتذارا بليغا للتنين المظلوم .


حصن الروحة عن كثب!!


•• عند الساعة الحادية عشرة ××كنا نقف عند الجدار الشرقي لحصن الروحة، وكان أسبقنا إليه علي بن أحمد، الذي أخذ يشق طريقا ضيقا عبر الألسنة المنتصبة للشجرة الملعونة، وكلما سقط منها جذع تقدم صاحبنا بحذر معلنا تبرمه الشديد لهذا الواقع المكفهر الذي جلبته لفيفا هذه الشجرة الخبيثة، كان يتلقى لسعاتها المؤلمة بصبر وثبات وكأنه يخوض نزالا فاصلا مع هذه الآفة لفتح ثغرة في طوق الحصن.


×


جابر اختار أن يستلقي على بعد متر من الجدار تحت ساق شجرة جرداء لا ظل لها ذات أشواك كالرماح وانكب يسكب الماء ويشرب حتى قدّرتُ أنه أتى على نصف الكمية فناديته: حسبك!! أبا أسامة حسبك!!.


×


كان حسن يقترب منا، فبدا شاحبا، منهكا مكدودا، بل لم أره قط مرهقا كهذه اللحظة منذ عرفته.


علي مازال يتقدم ببطء حتى لامس جدار الحصن، وبدأ يتسلق الجدار وأذعنتْ له الشجرة الأخبث في عالم النبات على كوكب الأرض، وأفسحتْ له ليقف على السور مادا بصره داخل الحصن، تقدم خطوة أخرى ووجدت نفسي حينها أقف حيث كان، لكني لم أفكر باللحاق به حيث توغل بضع خطوات، لقد كنت أقف على جدار ضيق تكاد تلتحم بي ألسنة البلس البري وهو يصعد من نقطة تفصلني عنها عدة أمتار للأسفل، لهذا تقدمت خطوة أخرى في نفس مسار علي بن أحمد من أجل التشبث بالجدار الجانبي الذي تغطيه طبقات مضاعفة من نبات الغلف.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/10-الغلف-يغطي-الحصن-640x480.jpg


وما هي إلاخطوة واحدة لم تكتمل حتى نفذ سهم من حذائي السميك شعرت بوخزه الحاد وأنا أهم بنقل قدمي الأخرى، وكان عليّ أن أعالج الأمر في مكان شديد الخطر كهذا؛ فأنت لا تدري من أين سيهاجمك العدو المتربص، ولم يتنازل علي بن أحمد عن تهكمه وسخريته رغم مرارة اللحظة، واكتفيت بتحطيم رأس النصل الذي برز من باطن الحذاء وترك المتبقي منه هناك في مستقره حتى وقت لاحق.


أما في الأسفل فكان مصورنا الرائع حسن ، يطلب مني مساندته على ارتقاء الجدار، صمتُّ لحظة وأنا أفكر في كيفية مساندته فيما يديًّ مشدودتان إلى الجدار، لقد كنت ألتقط الصور بيد واحدة ولهذا جاءت اللقطات مهزوزة ومكررة وسلبية، وظل ينادي بإلحاح طالبا منا أن نتناول كاميرا الفيديو أو يقوم علي بالتقاطها عبر الجوال، فبلغني أنه فعلا صور عدة لقطات بالفيديو لكنه لسبب غير معروف فقد ×استعصت عن التشغيل ، ولم نحصل على لقطات لصور الفيديو من داخل الحصن، فيما تصديتُ لرغبة حسن في أن يقوم بهذه المهمة كالمعتاد .


ظل صامتا بجوار جابر تظهر على ملامحه علامات الاشمئزاز والتوتر، حسن هو أبو عبدالله الوحيد بين أفراد الفريق الذي يبقى هادئا مبتسما في أحلك الأوقات، لا يرفع صوته، ولا ينتهر أحدنا عند الشطط، يتعامل معنا وكأنه يصحبنا لأول مرة، إن أسدى إلينا مشورة صبغها بطريقة المستشير، يعمل بإخلاص وكأنه يدير شركة إنتاج يملكها، وقصارى القول فيه هو أنه: رجل تربوي من طراز رفيع .


×


الالتفاف حول الحصن.


•• لقد حالت الأنقاض وألسنة الشجرة الخبيثة التي تحتل القاع والهواء في كل شبر من المكان دون إجراء القياسات اللازمة للحصن من الداخل ولنترك المهمة لصور قوقل الجوية. عدنا أدراجنا والتحقنا بالأخوين في المدرج الثالث شرقي الحصن حيث الظل لشجرة سلام هي في الأصل مستوطنة للذر الأسود الشرس، وهناك استمتعنا باستراحة امتدت حوالي 45 دقيقة وتناول البعض وجبة خفيفة، واكتشفت أن الماء تناقصت كميته بشكل مخيف!!.


بعد صلاة الظهر دخلنا في نقاش حول تقييم النتائج، وهل حققنا في هذه المهمة بعض أو كل الذي خططنا له؟.


واتفقنا أن مهمتنا فعلا قد تكللت بالنجاح واستطعنا تصحيح مفاهيمنا السابقة حول الكثير من تفاصيل الحصن التي كانت تغيب عنا ×.


ولم يدع الفريق فرصة كهذه تمر دون أن يلتقط صورا متعددة لكتلة الذر التي تحتل شجرتنا المتفضلة بظلها مهما كان غير وارف إلا أنه أسهم في تلطيف الجو الذي بلغت درجة حرارته خمسة وثلاثون درجة مئوية.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/12-النمل.png


أعدنا ترتيب الأمتعة وتقاسم المهام، بعد إجراء المسح المعتاد لكمية حطام الخزف حول الحصن .


انطلقنا في خط شبه أفقي حتى بلغنا غربي الحصن تفصلنا عنه حوالي خمس مدرجات، وباتت أساساته من هذه الجهة تحت سيطرة عدساتنا، وتمكنا من تصحيح خطوط الأبنية سواء ما كان منها مستديرا أو مربعا، والتقطت قطعة محطمة من الجزع الأزرق الشبيه بالكهرمان، وعينات مختلفة من الخزفيات.






http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/13-كسرة-من-حلي-شبيهة-بالكهرمان.png



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/14-عينة-من-الخزفيات-من-موقع-حصن-الروحة.jpg


.التفتيش عن مخرج للمغادرة!!.


•• عندما ظهر لنا صعوبة اجتياز المنطقة الواقعة بين حصن الروحة وصخرة الصيمران العظيمة شرقا ×ووجدنا أنفسنا داخل غابة تطوقنا وتشكل سياجا عصيا على الاقتحام لشجرة البلس الغلباء ذات الأشواك السامة القاتلة ×عندها لم نجد بدا من تغيير خط سيرنا .



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/15-صخرة-مائلة.png


استأنفنا الهبوط غربا بشكل شبه أفقي كي نلتحم بالضفة الشرقية لوادي الحصباء، وكان ذلك أمراً حسنا فقد عثرنا هناك على الظل الوارف ×بواد يخلو مجراه من تلك النبتة العنيدة.


×


وبعد استراحة لدقائق كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهيرة وبدأت الظلال تتشكل وتتسع في جبل (ذمبر) الذي يجب أن نقطعه عرضا حتى نلتحم بالطريق العام في نقطة تتوسط (×ذراع الغبراء) .


المناورة الأصعب للنفاذ!!


•• لقد اختار قائد المجموعة بالتشاور مع بقية الرفاق أن نسلك مجرى السيل صعودا من أجل الالتفاف على غابة الزقوم التي تشكل حاجزا منيعا دون النفاذ للضفة الشمالية للوادي، فعثرنا على أثر النمر العربي الذي سبقنا في اجتياز المكان إنما في اتجاه معاكس ربما مع ساعات الصباح لهذا اليوم، ومن المؤكد أنه في نقطة ما تنخفض عنا قليلا ومن المؤكد أيضا أن هذه الزيارة الصاخبة وما نشرناه من ضجيج عبر أراضيه التي لا يسمح للمتطفلين باقتحامها قد جلبت له الضيق والتبرم لاسيما وقد وضع فيها روثه كدليل تملك وحيازة، إنه يتغذى على قطعان الوبران – (الوبارة) التي تعج بها هذه المحمية الطبيعية التي أسهم البلس في تكوينها كهدية سائغة للنمر العربي. ( هذه المعلومة خالفت الفريق ونشرتها، وقد طلبوا مني إبقاء الأمر سرا فالوشاية بهذا الحيوان الجميل قد تعرض حياته للخطر).



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/16-أثر-النمر1.png


استأنفنا الصعود سالكين مجرى السيل وبعد خمسين مترا انعطفنا يسارا إلا أننا اصطدمنا بجدار كثيف لا يمكن اجتيازه، فعدنا أدراجنا وواصلنا الصعود وفشلنا في المحاولتين التاليتين وكاد علي أن يسقط في الغابة الصخرية، تأخر حسن وجابر وتقدم علي وتبعته حيث بدأ المحاولة الرابعة وقد أشرفنا على أطلال الروحة شرقا وأصبحنا ننظر إليها في نقطة تعلونا قليلا، أخذ علي بن أحمد يجندل ألسنة البلس البري الكريه فاتحا ثغرة ضيقة في ذلك الجدار الملتصق بكتف الجبل.


×


والتحق بنا حسن وجابر، ولقد بذل أبو أحمد جهدا كبيرا وهو يجز الألسنة المتصلة ذات الأشواك الحادة، وتقدم حوالي خمسة أمتار وهنا تسلم المهمة جابر ليواصل شق الطريق الضيق في هذا الكثيب العملاق من الأشواك والتعاريج وكل ألوان العوائق والمصدات، كانت المسافة خمسة عشر مترا استهلكت من الوقت حوالي ساعة كاملة ومن الجهد ما كاد يفقد الفريق قدرته على مواصلة السير، مما دفع قائد الفريق للتخلي عن الماء في مشهد عجيب حقا، فعندما ناله التعب والإجهاد تقدم علي ليأخذ مكانه في مواصلة العمل ثم ناوله وعاء الماء وكان دون الربع، جلس جابر ليرتاح واضعا الماء على الأرض المائلة فانحدر سقوطا واستقر على بعد متر تقريبا فما كان من قائدنا إلا أن أتبعه بوكزة خفيفة ألقته بعيدا عنا في قعر الوادي حيث لن يخلصه أحد، ولم أعلق على هذا التصرف العجيب الذي يشبه قرار إحراق السفن من قبل القائد عقبة!!


نحن الآن بلا ماء ومازال يقف أمامنا سد منيع من الأشواك الحادة× والنهار يوشك على التداعي والرحيل وليس أمامنا من حل إلا مواصلة العمل من أجل النفاذ والخلوص، واستمر رأس الحربة هنا وهو علي بن أحمد في التصدي لجدران السياج والبحث عن الطرق الأقل كلفة من حيث الجهد والوقت وبعد مناورة هي الأشد أعلن عند الثالثة عصرا انتهاء العمل وخلوصنا لبر الأمان، وفي نقطة ما وسط (ذراع ذمبر ) التي غمرتها الظلال بالكامل كنا نجلس على مضض لتزداد الأبر توغلا في أبداننا والكل منهمك في نزع ما علق منها بجسده، وبدا قائدنا كالقنفذ مكتسيا بالإبر الحادة ولاشك أنه كان يشعر بالنصر ولذلك لم يلق بالا ، ثم غافلنا فجأة وأخذ ينزع ملابسه الواحدة تلو الأخرى ويلقيها جانبا في تصرف مريب وكأنه وجدها ترفا يمكن الاستغناء عنه في مثل هذه الظروف الاستثنائية، لقد كانت موبوءة بالإبر التي يستحيل تحمل وقعها فعذرناه، قائدنا هو أبو أسامة الأستاذ جابر بن مسعود العبدلي معلم مادة الحاسب الآلي بمدرسة الخشعة المتوسطة ×صاحب شخصية قيادية متميزة، يتصف بالحنكة والدهاء مع هدوء وحكمة في صبر وأناة، وآفته الوحيدة هي التسليم بصحة استنتاجاته العلمية دون تريث.


قضينا لحظات احتفالية قصيرة كان نجمها علي بن أحمد الذي اقترح علينا نزع الإبر (الدَّاحِشَة) أولا. يقصد المتوغلة !!، واستأنفنا السير في خط أفقي حتى لاحت لنا بعد فترة وجيزة طريق (قرظة) حيث وقف يحيى بن مرعي منتظرا وصولنا، ولم يدع المصور الرائع حسن الفيفي فرصة مروره بجانب شجرة الدوح فالتقط لها صورة مثالية والتحقنا بالعربة التي أقلتنا لنقطة الانطلاق.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/21-شجرة-الدُّوح.jpg


×وصف للحصن .


•• يتكون الحصن من 21 وحدة بناء متعدد الطوابق بين المستدير والمربع والمستطيل، أغلبها يتكون من طابقين، وتقوم على منحدر صخري مائل باتجاه الجنوب قد يصل لـ 20درجة تقريبا× ، وتتخذ شكل المثلث غير المتوازي، بحيث يصل طول الضلع الشرقي حوالي 50 مترا، بينما لا يزيد الضلع الغربي عن 30 مترا ويشكل الضلع الجنوبي حوالي 25 مترا، ويبدو البناء الذي يقف على قمة الصخرة التي تتوسط الحصن هو الأقدم بين كل ما يحيطه، وهو الأفخم دون مواربة ولا يضاهيه بناء آخر من حيث المساحة.


تتميز أحجار البناء في حصن الروحة بجودتها× العالية من حيث التشذيب والصلابة التي تميز الجرانيت عادة، الأمر الذي أسهم في بقاء أجزاء كبيرة من القلعة التي ماتزال متماسكة رغم ما أصابها من الضعف بتقادم الأيام، وبالنظر لحجم الحجارة× المستخدمة في تشييد هذه القرية الضخمة يمكننا القول أنه تم الاستفادة من عدة محاجر متفرقة تقع في الشرق والشمال والغرب، أمكن من خلالها تأمين الكميات اللازمة من أحجار البناء.


ويبقى الطراز المعماري للحصن وهو في مجمله لا يخرج عن النمط الذي يعود لنفس الحقبة الزمنية من القرن التاسع الهجري، ويتضح ذلك بالنظر في مضاعفة الجدار للدور السفلي بحيث يتكون من ثلاث طبقات من البناء اثنتان منها مظفورتان ببعضهما أي (متصلتان ومندمجتان ببعضهما ) والثالثة منفردة تشكل درعا للجدار المظفور، ويعرف هذا النمط بـ (التدريع)، كما تتميز تلك الحقبة بانتشار المشاقر في أبراجها وعموم أبنيتها كسمة ملازمة تعكس الحالة الأمنية المتردية خلالها.


أما الذي يجعل هذا الحصن متميزا بين كافة الحصون التي مازالت أطلالها قائمة في فيفاء هو ذلك الأسلوب الفريد في تصميم النوافذ بحيث تبدو غير متسقة في خط أفقي واحد، لقد مكثنا شرق الحصن نتأمل ما نراه ونضع التكهنات للأسباب التي حملتهم على انتهاج هذا الاسلوب، ففي المربع ذو النافذتين كانت اليمنى تنخفض عن النافذة اليسرى مقدار نصف متر ، وتتخذ شكلا مغايرا بحيث تذكرنا بنوافذ قرية الحرف التي يتوسطها عمود حجري يفصلها إلى قسمين متساويين.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/23-.png


أما الوحدات الزخرفية فلم تعد موجودة إلا في نافذتين يتيمتين ×أمكن التقاطهما، وبسقوط الأبنية الأخرى فقدنا كافة الزخارف التي تأتي في العادة دون ذروة البناء، وفي شأن النافذة ×المطلة على الواجهة الشرقية، نجد أن المرو استخدم كحشوة علوية في المثلثات المتعاكسة واتخذت خطا أفقيا يعلو النافذة بمقدار 20 سم، ويمثل هذا النمط الزخرفي أنماط الحقبة الوسيطة بين القرن الثامن والتاسع الهجري، ويقع الإطار البارز في نقطة تعلو الزخرفة ×حوالي 10 سم، والحال كذلك في النافذة المطلة على الواجهة الغربية ، ×أما الحقبة المتأخرة فإن أحجار المرو تستند على الإطار البارز الذي انخفض بوضوح عن موقعه في هذا النمط الذي نحن بصدده ، وذلك بسبب التخلي عن المثلثات المتعاكسة التي أشرنا إليها .



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/22-الوحدة-الزخرفية-في-النافذة.png




متى بني حصن الروحة؟.


•• لا شك عندي في أن هذا الحصن قد بدئ البناء فيه أوائل القرن الثامن الهجري، على انقاض سابقة وامتد التشييد في أجزائه المختلفة على مراحل متفاوتة، ووفقا لمتطلبات الأجيال المتعاقبة أخذ في الاتساع حتى انتهى إلى شكله الحالي في أواسط القرن العاشر الهجري انطلاقا من عدة قرائن :


أولها: كثافة الخزف الذي ينتشر حول القلعة بحيث يغطي طبقة يصل سمكها لأكثر من مترين عمقا.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/24-الخزف.jpghttp://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/25-الخزف.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/25-الخزف.jpg)


الثانية: النظام الاجتماعي الذي أفرز هذا النمط المعماري شكلا ومضمونا، بحيث تخلو فيفا تماما من أي بناء مماثل له نفس الخصائص.


الثالثة: إجراءات التحصين المتبعة في توزيع الأبنية بحيث شكلت صفا متصلا عبر سلسلة تناهز مئة متر، فظهر التصميم يقترب من بناء القصور الفخمة، ×مع اسلوب التحصين في القلاع المنيعة.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/26-الحصن.png


كل هذه المعطيات وغيرها تجعلنا نجزم بانتمائه لعصر مبكر من تاريخ فيفا.


قالوا عن حصن الروحة.


•• توقفنا في طريقنا لدى الأخ أحمد بن سليمان أحمد الخسافي نسأله عما وصل إليه من أخبار هذا الحصن الأثري فقال : رغم قرب المسافة بين منزلي والحصن إلا أن أخباره غائبة عني تماما ولا أدري إن كان والدي قد سمع عنه شيئا ×، وأعدكم أن أستفسر لكم منه وأبلغكم لاحقا.


التقطنا له صورة مع حفيديه بعد أن زودنا بأسماء الأمكنة المحيطة بالحصن ورافقنا في جولة قصيرة على أبراج ذراع الغبراء.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/27-احمد-سليمان-احمد-الخسافي.jpg


انتقلنا لقرية الحوية حيث التقينا الأخ محمد حسن سلمان الحربي الذي أشار للحصن وقال : تلك قرية أجدادنا من آل الزغافي، وكانت تشتهر بخلايا نحلها الوفيرة لدرجة أن رعاتهم في موسم الربيع× يسوقون المواشي قبل الفجر باتجاه نيد المدفدف حتى لا تتعرض للسعات النحل.


×


وعن الفترة التي انتقل فيها أجداده وهجروا الحصن برحيلهم قال: لا أذكر ذاك التاريخ كما أن والدي رحمه الله أيضا لم يذكر لي أنه كان موجودا زمن انتقالهم، أما عمري الآن فتجاوز الستين عاما ولله الحمد، وفيما يتعلق بأخبارها قال: إنه لا يتجاوز بعض النوادر لبعض المحاولات اليائسة لاقتحام القلعة زمن× الحروب القديمة التي كانت تنشب بين القبيلة وبعض القبائل المجاورة.


×



×


×قلتُ :ليس من المؤكد أن يكون الزغافي هو اسم العلم أو لقبه ، والراجح أن يكون لقب الجد لهذه الأسرة العتيدة ضمن فروع قبيلة الحربيين التليدة .والزغافي : تنطلق من الجذر الثلاثي ( زَغَفَ ) والزّغْفُ : أخذ الماء من المنهل بالوعاء مباشرة دون دلو، ويزْغَفُ السمن: يغترفه من وعاء خشبي كبير يعرف بـ الزلفة، وذلك بواسطة وعاء صغير يحمله بيده ثم يسكبه على مفتوت الذرة المقدمة للضيوف أثناء المناسبات قديما، ويكرر العملية كلما نقصت كمية السمن× في أحد الصحون، وتعرف هذه الوجبة بالمشارع ، فما الذي يمنع أن يكون لقبا جاء من الزغفان للسمن؟.


خلية النحل هل تقتادنا للتاريخ؟.


•• القصة التي تتناقلها الأجيال عن رجل صالح قيل أنه اتخذ من حصن الروحة سكنا له ، تعيدنا إلى فترة انتشار الصوفية في الجبال الواقعة شمال اليمن السياسي في العصر الحاضر، وكان هذا الانتشار للصوفية بدأ خلال القرن السابع وامتد إلى التاسع الهجري، وخلاصة القصة : أن رجلا صالحا عاش قديما في قلعة (امرَوْحَهْ) أنعم الله عليه بمال وفير وكان الحظ والنماء يسير في ركابه حيث سار، فمواشيه لا تعد ولا تحصى لكثرتها، أما خلايا النحل فتربو عن ألف جفن (خلية)× كلها سفْلات أي : كبيرة الحجم.


كان هذا الرجل عابدا متصدقا يصل الرحم ويساعد الفقير، ويعود المريض، والناس تفد إليه من كل مكان وتعود محملة بالعسل والسمن الذي كان يمنحه هدايا دون مقابل.


وبعد حين أصيب بمرض الجذام، فالتزم حصنه يطلب العلاج ويتعبد ويصارع المرض والعزلة، فتحاشى الناس زيارته، وغاب عنه جيرانه وأصدقاءه، وامتنع الناس عن قبول هداياه من السمن والعسل، يلازمه في محنته بناته الأربع،× ويواسينه، ويغدقن عليه برهن .


وفي صبيحة مشمسة صعد يطلب الدفء على شرفة حصنه الروحة، فهاله رؤية النحل في هيجان غريب حيث كانت تغادر خلاياها على أسراب متفرقه وتدور فوق الحصن وظلت على هذا الحال كلما غادرت طائفة التحقت بالمجموع تطوف بالحصن وكأنها تؤدي طقسا وداعيا مغرقا في التراجيديا والألم.


كان ينظر إليها مشفقا متألما أن يكون ذلك لجريرة ارتكبها تغضب الرب.


أخذ يراقبها تئن رفرفتها في السماء ترتفع كسحابة سوداء، إنها ترحل جنوبا نحو المجهول، تابعها تبتعد حتى غابت عن بصره وتلاشت، نادى بناته اللاتي ألجمهن الذهول حيال هذا الحدث الغريب، فساعدنه على النهوض واقتدنه إلى فراشه في عمق القلعة.


بقي صامتا طيلة الوقت وكأنه يحاول إيجاد تفسير منطقي، ومضى النهار إلا أقله، فطلب من بناته أن يتفقدن الخلايا هل بقي شيء من النحل وهل هناك من عسل في أقراص الشمع؟.


لكنهن لم يعثرن على نحلة واحدة، فيما كانت أقراص الشمع جافة تماما.


هز رأسه وطلب إليهن أن يحضرن مزيدا من قرب الماء الذي يجلبنه من بئر دبية المتاخم للحصن.


ثلاثة أيام مضت على رحيل النحل ومازال بصره مشدودا صوب الجنوب. وكانت صبيحة اليوم الرابع مشمسة ذات سماء صافية، واتخذ مكانه المعتاد من شرفة الحصن يراقب السماء، فيما كانت بناته يرمقن تصرفاته بألم وحسرة، كيف فقد هذا الشيخ الجليل صوابه لينتظر عودة حشرة قررت الرحيل بمحض اختيارها!!.


صاح مهللا .. وطلب من بناته افراغ القرب في الكرف والأواني التي تشرب منها النحل ففعلن طاعة لأبيهن وليس عن قناعة بسلامة تصرفاته، صاح مهللا مرة أخرى وطلب منهن مضاعفة الكمية فالنحل لابد أن تكون في منتهى العطش بعد رحلة مضنية.


كان ما يزال بصره معلقا في السماء يراقب غيمة سوداء تطوح بها الرياح شمالا، لم يلتفتن بناته لانفعالات والدهن الذي أشعل كرنفالا من البهجة عند شرفة الحصن ونسي نفسه تحت أشعة الظهيرة الحارقة ولم يستجب لتوسلات بناته أن يرحم نفسه وينحدر للظل.


مضت ساعة والغيمة تدنو حتى بات حفيف أجنحة النحل يلامس مسمعه.


كبر وعلا صوته : سبحان من أوحى للنحل، كانت تدور حول الحصن بصورة أبطأ من تلك التي حدثت لحظة مغادرتها.


أخذ الجميع يبكي لهيبة المشهد غير مصدق ما يرى ، وهبط الرجل سريعا ووقف يراقبها وهي تشرب وتعود لخلاياها بانتظام حتى حل المساء، وفي صبيحة اليوم التالي أمر بناته أن يتفقدن الخلايا فوجدن أقراص الشمع مترعة بالعسل، فطلب منهن أن يجلبن له ثلاثة أقراص، فأخذ يدهن جسمه بالعسل ويشرب منه، ولم تمض أيام حتى شفي تماما من الجذام ، وكان دواء ناجعا ذلك الذي جلبته النحل .


ذكرتُ القصة بما احتوت من الفنتازيا لأقول : إن هذا الرجل الصالح الذي لم يصل إلينا اسمه إما أن يكون من أبناء الزغافي أو من أحفاده الأعلون، والقصة تدور حول النحل والاستشفاء بالعسل بغض النظر عن محتواها الفنتازي الذي لا يمكن إثباته كما لا يستحيل حدوثه، وبما أن القصة تصطبغ بكرامات الأولياء عند الصوفية فلا شك أنها وليدة القرن الثامن إلى منتصف التاسع الهجري، وهي الفترة التي انتشرت خلالها الصوفية في فيفا، والجد الزغافي أحد الأولياء عند صوفية عصره وقد حفلت الأخبار بالكثير من كراماته التي تتناقلها الأجيال، ولهذا أرجح أن يكون بطل قصتنا واحد من أبنائه، والأهم هو أننا من خلال هذا السرد البسيط يمكن تلمس مسار تاريخ الحصن الذي يعود لآل الزغافي من قبيلة الحربيين بفيفا.



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/32-حصن-الروحة-من-زوايا-متعددة.png


الخرائط


حسن بن جابر أحمد الفيفي


المراجعة اللغوية والتدقيق


أحمد بن مسعود الفيفي


الرسومات


محمد بن مسعود الفيفي


اللقطات من داخل الحصن


×علي بن احمد سالم الفيفي


تنسيق الصور


حسن بن جابر الفيفي


فريق الجولة


1- جابر بن مسعود العبدلي – قائد الرحلة .


2- حسن بن جابر أحمد الفيفي – التوثيق بالصوت والصورة.


3- علي بن أحمد سالم العبدلي – تسجيل فوتوغرافي .


4- محمد بن مسعود الفيفي – التدوين.


×


5- يحيى بن مرعي يحيى العبدلي – النقل والمساندة.


×


شكر وتقدير×


** على مدى خمسة أيام تم إنجاز هذا العمل بواسطة الأستاذ / حسن بن جابر احمد الفيفي فله مني شخصيا ومن كافة طاقم العمل خالص الشكر والتقدير .

مكشاتي الجبل
18/11/2013, 09:28 AM
×


صور من رحلة البحث .



http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00560.jpghttp://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00564.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00564.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00566.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00566.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00576.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00576.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00588.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00588.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00589.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00589.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00592.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00592.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00597.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00597.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00841.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC00841.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01124.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01124.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01322.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01322.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01341.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01341.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01342.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01342.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01344.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01344.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01358.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/DSC01358.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/IMG-20131113-WA0004.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/IMG-20131113-WA0004.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/IMG-20131113-WA0011.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/IMG-20131113-WA0011.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/P1000483.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/P1000483.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/P1000486.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/P1000486.jpg)http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/P1000489.jpg (http://www.faifaonline.net/portal/wp-content/uploads/2013/11/P1000489.jpg)

ابوعمرالفاروق
18/11/2013, 08:55 PM
بارك الله فيك أخوي مكشاتي الجبل
وهنا صورة جوية لحصن الروحة

لعلها تكون واضحة

http://im32.gulfup.com/TWzQL.png (http://www.gulfup.com/?ZRXhLA)

محمد الخيال
19/11/2013, 11:39 AM
الله يعطيكم الصحة والعافية
على هذا التعريف الشيق
بحصن الروحه العتيد ونباتاته الشوكية
ولابد من رحلة أخرى مكملة لجلب العسل
لتكملة شواهد التعريف
وتكون خاتمة الرحلة عسل
الله يقويكم

999ابوصالح
24/11/2013, 12:01 AM
ماشاء الله تبارك الله
الله يعطيكم الصحة والعافية
ومشكورين على التقرير المميز التعريفي بحصن الروحة

ذيب الفقارة
24/11/2013, 11:49 AM
تسلم أخي الغالي

مكشاتي الجبل

تعريف بمعلم هام وتوثيق بالصور

نتمنى لك دوام التوفيق

ونطمع منكم بالمزيد

تحياتي

راعي الجيوب 1
24/11/2013, 12:00 PM
ماشاء الله تبارك الله
الله يعطيكم الصحة والعافية
تقرير مميز وصور اجمل
تحياتي

سحاب استوائي
24/11/2013, 12:40 PM
ماشاء الله اخوي جهد كبير جدا الله يوفقكم

مرام مرام
18/12/2013, 03:14 AM
ماشاء الله تبارك الله

الدرع العربي
18/12/2013, 07:41 AM
حين تكون الرحلة إلى مكان غريب وحين تكون قصة المغامرة وفرحة الوصول إلى الهدف مسجلة بمثل هذا النموذج الفريد من التشويق فلا ريب في أن تُلزم المستعجلين مثلي بالقراءة المتأنية.
بارك الله فيكم وفي أعماركم وأموالكم وأبنائكم وكل عزيز لكم
موضوع سيبقى درة تتوسط تاج جلال مكشات

طير الطيور
18/12/2013, 08:53 AM
تقرير مميز ورائع

حفظكم الله ورعاكم

نديم المجره
18/12/2013, 03:54 PM
ماشاء الله تبارك الله