المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشرق والمغرب بين الجمع والتثنية والإفراد في القرآن الكريم



ااب
18/05/2014, 10:26 PM
الفضل في هذا الموضوع يعود للأخ العزيز اللمع (http://www.mekshat.com/vb/member.php?u=306335)حيث تطرق إلى هذا الموضوع هنــــــــــا (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=634084) ، وأحببت أن أتوسع قليلاً في الشرح ولذلك أعددت هذا الموضوع المستقل.





لابن القيم رحمه الله فائدة بديعة في سياق المشرق والمغرب بالإفراد والتثنية والجمع. يقول رحمه الله:
"ومن هذا المعنى مجيء المشرق والمغرب في القرآن تارةً مجموعَيْن، وتارة مثنَّيين، وتارة مفردين؛ لاختصاص كلِّ محلٍّ بما يقتضيه من ذلك، فالأول كقوله تعالى: { فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ } [المعارج: 40] والثاني كقوله تعالى: { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ٱلرحمـٰن: 17 – 18] والثالث كقوله تعالى: { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } [المزمل: 9]، فتأمل هذه الحكمة البالغة في تغاير هذه المواضع في الإفراد والجمع والتثنية بحسب مواردها يطلعك على عظمة القرآن الكريم وجلالته، وأنَّه تنزيل من حكيم حميد.

فحيث جمعت؛ كان المراد بها مشارق الشمس ومغاربها في أيام السنة، وهي متعددة.

وحيث أفردا؛ كان المراد أفقي المشرق والمغرب.
وحيث ثنِّيا؛ كان المراد مشرقي صعودها وهبوطها ومغربيهما، فإنها تبتديء صاعدة حتى تنتهي إلى غاية أوجها وارتفاعها، فهذا مشرق صعودها وارتفاعها، وينشأ منه فصلا الربيع والصيف، ثم ترجع هابطة حتى ترجع إلى غاية حضيضها وانخفاضها، وهذا غاية هبوطها، وينشأ منه فصلا الخريف والشتاء، فجعل مشرق صعودها بجملته مشرقا واحدا ومشرق هبوطها بجملته مشرقا واحدا ويقابلها مغرباها. فهذا وجه اختلاف هذه الألفاظ في الإفراد والتثنية والجمع."


المشارق والمغارب

يقول رحمه الله: "فحيث جمعت؛ كان المراد بها مشارق الشمس ومغاربها في أيام السنة، وهي متعددة."
زاوية شروق الشمس وغروبها تختلف من يوم لآخر خلال السنة. الشمس تطلع من الشرق تماماً وقت الاعتدال الربيعي يوم 20 مارس ثم تتحرك إلى الشمال شيئاً قليلاً كل يوم، وبعد مضي ثلاثة اشهر تكون قد وصلت منتهى بعدها في الشمال الشرقي، ويكون هذا وقت الانقلاب الصيفي. في مدينة الرياض، مثلاً، تشرق الشمس يوم 20 مارس من الشرق تماماً عند زاوية 90 درجة، ثم تتحرك كل يوم شيئاً يسيراً حتى تصل إلى منتهى مطلعها الشمالي يوم 21 يونيو عند الزاوية 64 درجة، يعني بانحراف عن الشرق بمقدار 26 درجة إلى الشمال، ثم تتحرك عائدة إلى الشرق مرة أخرى حتى تصل إلى الشرق تماماً يوم 23 سبتمبر، ثم تكمل تحركها إلى الجنوب حتى تصل منتهى بعدها إلى الجنوب الشرقي في 21 ديسمبر، عند زاوية 116 درجة، بانحراف عن الشرق بمقدار 26 درجة إلى الجنوب. من هذا نعرف أن مشرق الشمس يختلف كل يوم عن سابقه، ولذلك فمشارق الشمس بعدد أيام السنة، ومنهم من يرى أن المشارق بعدد نصف أيام السنة، لأن الشمس تشرق في الاعتدالين من الشرق تماماً، وأن الشمس تشرق من نفس المكان في يومين من أيام السنة؛ وهي الأيام التي يتساوى بعدها عن يومي الانقلابين، مثلاً قبل 21 ديسمبر بعشرة أيام وبعده بعشرة أيام، وهكذا.

والمغارب حالها حال المشارق

https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1400439030589/ibn_alqayyem/IQ_Easts_Many_01.jpg
مشارق الشمس في العشرين من كل شهر، واتجاه حركة المطلع

المشرق والمغرب

يقول رحمه الله: "وحيث أفردا؛ كان المراد أفقي المشرق والمغرب."
يعني أن المقصود هو الأفق الشرقي بكامله حيث تشرق الشمس، والأفق الغربي بكامله حيث تغيب الشمس، وهذا الأفق بالنسبة للشرق يمتد من أقصى مكان تطلع منه الشمس جهة الشمال الشرقي وقت الانقلاب الصيفي حتى أقصى مكان تطلع منه الشمس جهة الجنوب الشرقي وقت الانقلاب الشتوي. في الرياض، مثلاً، يمتد هذا الأفق من 64 درجة حتى 116 درجة.

https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1400439182506/ibn_alqayyem/IQ_East_01.jpg
الأفق الشرقي ويشمل جميع مطالع الشمس من اقصى مطلعها إلى الجنوب الشرقي في الشتاء حتى أقصى مطلعها إلى الشمال الشرقي في الصيف


المشرقين والمغربين

يقول رحمه الله: "وحيث ثنِّيا؛ كان المراد مشرقي صعودها وهبوطها ومغربيهما، فإنها تبتديء صاعدة حتى تنتهي إلى غاية أوجها وارتفاعها، فهذا مشرق صعودها وارتفاعها، وينشأ منه فصلا الربيع والصيف، ثم ترجع هابطة حتى ترجع إلى غاية حضيضها وانخفاضها، وهذا غاية هبوطها، وينشأ منه فصلا الخريف والشتاء، فجعل مشرق صعودها بجملته مشرقا واحدا ومشرق هبوطها بجملته مشرقا واحدا ويقابلها مغرباها."


يتبين صعود الشمس وهبوطها أكثر مايتبين وقت الزوال، والمقصود هو ارتفاع الشمس عن الأفق في هذا الوقت من اليوم الذي هو منتصف النهار ودخول وقت صلاة الظهر. في يوم الانقلاب الشتوي 21 ديسمبر، في منتصف النهار، يكون ارتفاع الشمس عن الأفق أقل مايكون خلال السنة، وهو الذي يقصده ابن القيم رحمه الله في قوله: "غاية حضيضها وانخفاضها". في هذا اليوم من السنة يصل طول الظل وقت الزوال مداه ثم يتناقص بعد ذلك. وبعد 21 ديسمبر يزيد ارتفاع الشمس عن الأفق وقت الزوال كل يوم حتى يصل أقصى ارتفاع يوم الانقلاب الصيفي 21 يونيو، وهو الذي عناه ابن القيم رحمه الله بقوله: " حتى تنتهي إلى غاية أوجها وارتفاعها". بين يومي 20 مارس حتى 23 سبتمبر يكون ارتفاع الشمس أكثر من ارتفاعها وقت الاعتدالين، وخلال هذه الفترة يكون فصلا الربيع والصيف، وهي الفترة التي يكون فيها مشرق الصعود، وهذا المشرق يشمل جميع المشارق من الشرق الحقيقي عند زاوية 90 درجة حتى المشرق الي يحدث وقت الانقلاب الصيفي. وبين يومي 23 سبتمبر إلى آخر السنة وإكمالاً إلى يوم 20 مارس من السنة التي بعدها يكون ارتفاع الشمس عن الأفق أقل من ارتغاعها عند الاعتدالين، وخلال هذه الفترة يكون فصلا الخريف والشتاء، وهي الفترة التي يكون فيها مشرق الهبوط، وهذا المشرق يشمل جميع المشارق من الشرق الحقيقي عند زاوية 90 درجة حتى المشرق الي يحدث وقت الانقلاب الشتوي. مثلاً، في الرياض يكون مشرق الصعود بين 90 إلى 64 درجة ومشرق الهبوط بين 90 إلى 116 درجة، ويكون ارتفاع الشمس وقت الزوال في غاية انخفاضها حوالي 41 درجة، وفي غاية ارتفاعها حوالي 89 درجة

https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1400439393089/ibn_alqayyem/IQ_SunArc_01.jpg
قوس الشمس في الشتاء قصير والنهار قصير وارتفاع الشمس وقت الزوال قليل وعلى العكس من ذلك في الصيف

https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1400439644544/ibn_alqayyem/IQ_Analemma_01.jpg
ارتفاع الشمس وقت الزوال. الأرقام في الصورة حسب الأشهر. في الأشهر 3، 4، 5، 6، 7، 8 ربيع وصيف والشمس صاعدة، وفي 9، 10، 11، 12، 1، 2 خريف وشتاء والشمس هابطة

https://sites.google.com/site/falakiyat/_/rsrc/1400439853844/ibn_alqayyem/IQ_EAST2_01.jpg
المشرقان هما مشرق الصعود من الشرق حتى أقصى مطلع الشمس في الشمال الشرقي، ومشرق الهبوط من الشرق حتى أقصى مطلع الشمس في الجنوب الشرقي

مناسبة الجمع والإفراد والتثنية

وأما وجه اختصاص كل موضع بما وقع فيه؛ فلم أر أحداً تعرض له ولا فتح بابه، وهو بحمد الله بيِّنٌ من السياق، فتأمل وروده مثنَّىً في سورة الرحمن، لما كان مساق السورة مساق المثاني المزدوجات، فذكر أولا نوعي الإيجاد وهما: الخلق والتعليم، ثم ذكر سراجي العالم ومظهري نوره وهما: الشمس والقمر، ثم ذكر نوعي النبات؛ ما قام منه على ساق وما انبسط منه على وجه الأرض وهما: النجم والشجر، ثم ذكر نوعي السماء المرفوعة والأرض الموضوعة، وأخبر أنه رفع هذه ووضع هذه، ووسط بينهما ذكر الميزان، ثم ذكر العدل والظلم في الميزان، فأمر بالعدل ونهى عن الظلم، ثم ذكر نوعي الخارج من الأرض وهما: الحبوب والثمار، ثم ذكر خلق نوعي المكلفين وهما: نوع الإنسان ونوع الجان، ثم ذكر نوعي المشرقين ونوعي المغربين، ثم ذكر بعد ذلك البحرين الملح والعذب.

فتأمل حسن تثنية المشرق والمغرب في هذه السورة وجلالة ورودهما لذلك، وقدِّر موضعهما اللفظ مفرداً ومجموعاً تجد السمع ينبو عنه ويشهد العقل بمنافرته للنظم.

ثم تأمل ورودهما مفردين في سورة المزمل لما تقدمهما ذكر الليل والنهار، فأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بقيام الليل، ثم أخبره أن له في النهار سبحاً طويلاً، فلما تقدم ذكر الليل وما أُمِرَ به فيه، وذِكْر النهار وما يكون منه فيه؛ عقَّبَ ذلك بذكر المشرق والمغرب اللذين هما مظهر الليل والنهار، فكان ورودهما مُفْرَدَين في هذا السياق أحسن من التثنية والجمع؛ لأن ظهور الليل والنهار بهما واحد، فالنهار أبداً يظهر من المشرق، والليل أبداً يظهر من المغرب.

ثم تأمل مجيئهما مجموعَيْن في سورة المعارج في قوله تعالى: { فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ } * { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } [المعارج 40 – 41]، لما كان هذا القسم في سياق سعة ربوبيته وإحاطة قدرته، والمقسم عليه هو: إذهاب هؤلاء والإتيان بخير منهم؛ ذكر المشارق والمغارب لتضمنهما انتقال الشمس التي هي أحد آياته العظيمة الكبيرة، ونقله سبحانه لها وتصريفها كل يوم في مشرق ومغرب، فمن فعل هذا كيف يعجزه أن يبدِّل هؤلاء، وينقل إلى أمكنتهم خيرا منهم؟!

وأيضاً: فإن تأثير مشارق الشمس ومغاربها في اختلاف أحوال النبات والحيوان أمر مشهود، وقد جعل الله – تعالى - ذلك بحكمته سبباً لتبدُّل أجسام النبات وأحوال الحيوانات، وانتقالها من حال إلى غيره، وتبدُّل الحر بالبرد والبرد بالحر، والصيف بالشتاء والشتاء بالصيف، إلى سائر تَبدُّل أحوال الحيوان والنبات والرياح والأمطار والثلوج، وغير ذلك من التبدُّلات والتغيرات الواقعة في العالم بسبب اختلاف مشارق الشمس ومغاربها. كلُّ ذلك تقدير العزيز العليم، فكيف لا يقدر - مع ما يشهدونه من ذلك - على أن يبدِّل خيراً منهم!! وأكد هذا المعنى بقوله تعالى { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } [المعارج 41] فلا يليق بهذا الموضع سوى لفظ الجمع.

ثم تأمل كيف جاءت – أيضاً - في سورة الصافات مجموعةً في قوله تعالى: { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } [ الصافات: 5] لما جاءت مع جملة المربوبات المتعددة، وهي السماوات والأرض وما بينهما؛ كان الأحسن مجيئها مجموعةً لينتظم مع ما تقدَّم من الجمع والتعدد. ثم تأمل كيف اقتصر على المشارق دون المغارب لاقتضاء الحال لذلك، فإن المشارق مظهر الأنوار، وأسباب انتشار الحيوان وحياته وتصرفه ومعاشه وانبساطه، فهو إنشاء مشهود فقدمه بين يدي الرد على منكري البعث. ثم ذكر تعَجُّب نبيِّه من تكذيبهم واستبعادهم البعثَ بعد الموت، ثم قرَّر البعث وحالهم فيه، فكان الاقتصار على ذكر المشارق هاهنا في غاية المناسبة للغرض المطلوب، والله أعلم.

ثعل البرد
18/05/2014, 11:08 PM
موضوع قيم ودرس زاخر ما شاء الله بمعلومات مميزة ومهمة

اسأل الله أن يجزل لك الأجر أستاذنا البارع : خالد العجاجي





:







** جوال مكشات **



"المشرق والمغرب بين الجمع والتثنية والإفراد في القرآن الكريم"
عنوان لموضوع قيم جدا كتبه وأعده الباحث الفلكي والأستاذ القدير : خالد العجاجي
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=637245
جوال مكشات





كما سيتم الاعلان عن الموضوع قريبا إن شاء الله
عبر حساب منتديات مكشات في تويتر





**

مرابع الربيع
18/05/2014, 11:31 PM
موضوع قيم ومعلومات وافيه الله يجعلها في ميزان حسناتك ..جزاك الله خير ..
تحياتي لك

ناصح
19/05/2014, 10:49 AM
فعلا تفصيل رائع يستحق الإشادة

وفوائد وتفسير واضح لدلالات الأيات

اشكرك جدا

تقبل تحيتي

عقل
19/05/2014, 04:12 PM
بارك الله فيك استاذ خالد ونفع بعلمك وجعلة في ميزان حسناتك

ملاحظة


اتمني عليك ان لايتعدى عدد الكلمات في السطر عن 15 كلمة حتى يسهل التكبير والقراءة

عزوز الحجازي
20/05/2014, 01:08 PM
ما شاء الله تبارك الله
الله ينفع بك الناس بعلمك الفلكي

مسافر الشمال
20/05/2014, 02:43 PM
ما شاء الله تبارك الله


شكرا لك استاذنا القدير خالد العجاجي على هذا الموضوع


احسنت , شرح مفصل مبني على الأدلة ومدعم بالصور

اشراف
20/05/2014, 10:48 PM
بارك الله بكما اخي ااب واخي اللمع
موضوع شيق وممتع ونحن بين جنبات
كتاب الله وما جاء فية مما يخص هذة
الخيمة المباركة
ان كانت لي مداخلة فهي لن تخرج عن
حيز ما كتبة الاخوان جزاهم الله خبر
اولا يجب ان نعلم ان كلمة مشرق وهي
مغردة اعم واوسع واشمل من التثنية
او الجمع من حيث اللغة اما سبب ورودها
على اكثر من صيغة نأخذ اولا الافراد سنجد
انه يأتي مع الآيات الدالة على وحدانية الله

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة..
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ...انظر الي اقترانها بواسع عليم وهي مفردة
حيث دلت انهاهي الاشمل من غيرها وانظر الي قولة فثم وجة الله اي انة المالك وحدة لاشريك معة .
ومن الآيات الدالة على اقتران الافراد بوحدانيتة جل جلالة
في سورة الشعراء...حين سأل فرعون .. قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ... الي ان قال لة موسى علية السلام...
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ... وقول اللة جل من قائل في سورة المزمل... رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا...انظر الي قولة لااله الا هو تناسب ذكر المشرق والمغرب مع
ذكر توحيد الالوهية لة وحدة تبارك الله رب العالمين
وعلى وجة العموم فالمقصود هو مشرق الشمس ومغربها في جميع الصيغ مع مراعاة ودقة اختيار الصيغة
في مكانها الصحيح .
اما سبب ورودها بصيغة الجمع ..اذا اخذنا الآيات التي وردت فيها صيغة الجمع فاننا نلاحظ انها تاتي مقرونة
بالارض او بما يتعلق بالارض ففي سورة المعارج بعد ان جاء ذكر الارض تحول الي تذكير الانسان كيف كان خلقة وختم به اي بالخلق ثم ورد قولة ..فلا اقسم برب المشارق..والانسان جزء من هذة الارض
وايظا انظر الي قوله في سورة الاعراف.. وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون...وهي ارض الشام وارض مصرحين اغرق الله فرعون ومن معة .
وفي سورة الصافات قول الحق.. رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ..لاحظ اقتران الجمع مع ورود
الارض في سياق الآيات
ورودت كلمة المشارق دون ذكر المغارب في سورة
الصافات..هي كقولة جل وعلا في سورة الزخرف
حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ... والمقصود في كلا الآيتين المشرق والمغرب .غلب احدهما على الآخر

على هذا يتضح ان المقصود بها ان كل بقعة على
الارض لها مشرق ولها مغرب ومن المعلوم ان الشمس لا تشرق على الارض جملة واحدة ولك ان تقيس مابين
كل مشرق ومغرب على تلك البقع لتتجلى لك عظمة
الخالق
اما من حيث التثنية فهي نعم مجارة لجو سورة الرحمن
وهي التي قد يكون المقصود فيها مشرق الصيف والشتاء
او انة عندما ذكر الشمس والقمر وانهما بحساب دقيق
لكل منهما مشرق يبداء منه وينتهي اليه من جديد
وهي نفس ماجاء عن ذكر الميزان حين امر بالقسط في
الميزان تحول الي الارض وذكر من اصناف النبات ما يوزن
كالفاكه او يكال وهي الحبوب وكلها تدخل في عموم الوزن..
والله تعالى اعلم

شكرا لمن كتب الموضوع ولكل من ساهم كتابة او قراءة

الثرياء
21/05/2014, 05:27 PM
رائع..... وجميل

عزوز الحجازي
23/05/2014, 02:21 PM
بارك الله بكما اخي ااب واخي اللمع
موضوع شيق وممتع ونحن بين جنبات
كتاب الله وما جاء فية مما يخص هذة
الخيمة المباركة
ان كانت لي مداخلة فهي لن تخرج عن
حيز ما كتبة الاخوان جزاهم الله خبر
اولا يجب ان نعلم ان كلمة مشرق وهي
مغردة اعم واوسع واشمل من التثنية
او الجمع من حيث اللغة اما سبب ورودها
على اكثر من صيغة نأخذ اولا الافراد سنجد
انه يأتي مع الآيات الدالة على وحدانية الله

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة..
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ...انظر الي اقترانها بواسع عليم وهي مفردة
حيث دلت انهاهي الاشمل من غيرها وانظر الي قولة فثم وجة الله اي انة المالك وحدة لاشريك معة .
ومن الآيات الدالة على اقتران الافراد بوحدانيتة جل جلالة
في سورة الشعراء...حين سأل فرعون .. قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ... الي ان قال لة موسى علية السلام...
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ... وقول اللة جل من قائل في سورة المزمل... رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا...انظر الي قولة لااله الا هو تناسب ذكر المشرق والمغرب مع
ذكر توحيد الالوهية لة وحدة تبارك الله رب العالمين
وعلى وجة العموم فالمقصود هو مشرق الشمس ومغربها في جميع الصيغ مع مراعاة ودقة اختيار الصيغة
في مكانها الصحيح .
اما سبب ورودها بصيغة الجمع ..اذا اخذنا الآيات التي وردت فيها صيغة الجمع فاننا نلاحظ انها تاتي مقرونة
بالارض او بما يتعلق بالارض ففي سورة المعارج بعد ان جاء ذكر الارض تحول الي تذكير الانسان كيف كان خلقة وختم به اي بالخلق ثم ورد قولة ..فلا اقسم برب المشارق..والانسان جزء من هذة الارض
وايظا انظر الي قوله في سورة الاعراف.. وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون...وهي ارض الشام وارض مصرحين اغرق الله فرعون ومن معة .
وفي سورة الصافات قول الحق.. رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ..لاحظ اقتران الجمع مع ورود
الارض في سياق الآيات
ورودت كلمة المشارق دون ذكر المغارب في سورة
الصافات..هي كقولة جل وعلا في سورة الزخرف
حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ... والمقصود في كلا الآيتين المشرق والمغرب .غلب احدهما على الآخر

على هذا يتضح ان المقصود بها ان كل بقعة على
الارض لها مشرق ولها مغرب ومن المعلوم ان الشمس لا تشرق على الارض جملة واحدة ولك ان تقيس مابين
كل مشرق ومغرب على تلك البقع لتتجلى لك عظمة
الخالق
اما من حيث التثنية فهي نعم مجارة لجو سورة الرحمن
وهي التي قد يكون المقصود فيها مشرق الصيف والشتاء
او انة عندما ذكر الشمس والقمر وانهما بحساب دقيق
لكل منهما مشرق يبداء منه وينتهي اليه من جديد
وهي نفس ماجاء عن ذكر الميزان حين امر بالقسط في
الميزان تحول الي الارض وذكر من اصناف النبات ما يوزن
كالفاكه او يكال وهي الحبوب وكلها تدخل في عموم الوزن..
والله تعالى اعلم

شكرا لمن كتب الموضوع ولكل من ساهم كتابة او قراءة

ما شاء الله عليك
الله ينفع بعلمك
و الله هذه المشاركة افادتني كثيراً

الله ينفع بعلمكم

اس2
23/05/2014, 05:10 PM
شكرا للاستاذ ااب على هذا الموضوع
والشكر ايظا للاخ اشراف على مشاركتة الطيبة ويليت يتكرم ويوضح سبب التثنية اكثرولو مافية كلافة كيف ربط
الارض بالمشارق في سورة المعارج

مسافر1
23/05/2014, 05:14 PM
موضوع قيَم ومفيد
لك كل الشكر أخي أبا عبدالله
والشكر موصول لكل من أثرى الموضوع
وبالأخص الأستاذ : أشرف

نسيم العمر
27/05/2014, 12:20 AM
سبحان الله .......قمه الإبداع فى الخلق .

ااب
27/05/2014, 01:49 AM
بارك الله بكما اخي ااب واخي اللمع
موضوع شيق وممتع ونحن بين جنبات
كتاب الله وما جاء فيه مما يخص هذه
الخيمة المباركة
شكرا لمن كتب الموضوع ولكل من ساهم كتابة او قراءة

الله يسلمك ويسددك ويزيدك علمك وبركة

ااب
27/05/2014, 01:49 AM
شكرا للاستاذ ااب على هذا الموضوع
والشكر ايظا للاخ اشراف على مشاركتة الطيبة ويليت يتكرم ويوضح سبب التثنية اكثرولو مافية كلافة كيف ربط
الارض بالمشارق في سورة المعارج



موضوع قيَم ومفيد
لك كل الشكر أخي أبا عبدالله
والشكر موصول لكل من أثرى الموضوع
وبالأخص الأستاذ : أشرف


سبحان الله .......قمه الإبداع فى الخلق .

الشكر للجميع على اطلاعهم وكلماتهم الطيبة

اشراف
29/05/2014, 12:07 PM
شكرا للاستاذ ااب على هذا الموضوع
والشكر ايظا للاخ اشراف على مشاركتة الطيبة ويليت يتكرم ويوضح سبب التثنية اكثرولو مافية كلافة كيف ربط
الارض بالمشارق في سورة المعارج


اهلابك اخي الكريم
وردت صفة الرب مرتين في قول الله تعالى...رب المشرقين ورب المغربين...من سورة الرحمن ولم
ترد في غير هذا الموضع ولم تأتي مباشرة ..رب المشرقين والمغربين ..اي ان هناك اشارةلوجود فارق في الزمان والمكان بين كل مشرق وآخرمع تكرار كلمة رب وهذا مطابق لمشرق الشمس في الصيف ومشرقها في الشتاء ..اظافة
الي سياق المثاني .. هناك اشارة الي حركة الشمس اليومية والمستمرة الي ماشاء الله في قولة ..والنجم والشجر يسجدان.. وسجود كل شيء هو ظله.يقول الحق تبارك وتعالى في سورة النحل... أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ....وجاء ذكرالمشرقين وهما طرفي المشرق لتشمل حركة الشمس اليومية وانتقالهابحساب متقن من مشرقها في الصيف الي مشرقها في الشتاء ومن يتابع الظل يعي قدرة الخالق وحكمته في بديع صنعه..
اما ما يتعلق بسورة المعارج فليس الامر امر ارتباط
على قدر مايكون تناسب..فخطاب الجمع يتوافق معه الجمع ..هناك ايظاتناسب المفردة مع مفردة اخرى كقوله في اول السورة...من الله ذي المعارج...وانظرالي قوله .فلااقسم برب المشارق .جاء بالمشارق والمغارب للارض
والمعارج للسماء.ومن الناحية اللفظية والسمعية تجد التجانس واضحا بين المشارق والمعارج والمغارب
فلو قرأنا الايات على النحو التالي ستتضح اكثر
يقول الله تعالى... سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ .لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ .مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ .تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
... فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ .عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ... بعد ذلك انظرالي كلمة لقادرون.ومانحن بمسبوقين. المقام مقام تمجيد لذاته تبارك وتعالى .فأيهم الاهم في نظرك صاحب المصنع ام صاحب المصانع ..الجمع افظل فأتى به حين اراد التوسع ..والكلام اطول وكتاب الله كله متناسب ومتكامل .لا يأتيه الباطل من ببن يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد...والله تعالى اعلم..

اسبرين
04/06/2014, 03:36 AM
الله يجزاك خير على المعلومات

اللمع
21/06/2014, 08:01 PM
بارك الله فيك اخي ااب على اشباع هذا الموضوع القيم ونفع الله في علمك وجهدك المبارك ان شاء الله كما اشكر الاخ اشراف على مشاركته القيمة .