المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقش العجيب" دجل أم حقيق



جني نت
27/11/2006, 07:21 PM
"النقش العجيب" دجل أم حقيقة؟







http://www.islamonline.net/arabic/arts/heritage/2006/11/images/pic02.jpg



سبق مجيئه إلى القاهرة الإعلان عن مفاجأة كبرى تعلن عند مشاركته في فعاليات وندوات المؤتمر التاسع للاتحاد العام للأثريين العرب الذي عقد بالقاهرة، من (11- 12 نوفمبر 2006 )، إنه الأستاذ "أحمد عبد الكريم الجوهري" وهو أردني الجنسية، ومقيم بدولة الإمارات، وحاصل على ليسانس الحقوق والشريعة، وهو يهوى الآثار إلى درجة الاحتراف.
وفور بدء المؤتمر أعلن "الجوهري" عن مفاجأة وهي تفسير لنقش "أثري" مجهول الهوية يحوي رسوما زعم أنها لنبي الله "موسى عليه السلام" والمسيح الدجال؛ بالإضافة إلى 8 صور (داخل الصورة نفسها) تحكي الملاحم التي عايشها موسى وقومه. واصفا النقش بأنه أغرب وأعجب قطعة أثرية في العالم!!.
القطعة الأثرية قيل إنها موجودة بالإمارات، وهي الآن من مقتنيات الأمير الشيح محمد بن حمدان آل نهيان، لكن الجوهري لم يفصح -في بادئ الأمر- عن موطنها الأصلي، وكيف وصلت إلى الإمارات، لكنه عاد وصرح بأنه تم العثور عليها بجنوب سوريا.
نقش متعدد التفسيرات
وكان مكتشف النقش الثمودي (وكلمة ثمودي لا تعني أنه ينتمي إلى قوم ثمود، ولكنه نقش متعارف عليه في علم الآثار بأنه نقش يعود لحضارات العرب القديمة التي عاشت في شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام) قد أصدر كتابا خاصا بهذه المناسبة وزعه على وسائل الإعلام والحضور في المؤتمر، ضم عدة فصول بدأها بقراءة صورية وتحليل للنقش.
وأكد في مقدمة الكتاب أنه قدم تفسيرًا دينيا إسلاميا لهذا النقش وهو بمثابة أمانة يرى أن الله عز وجل ما أخرجها في هذا الوقت إلا لأمر يريده، وهو يعني قرب ظهور المسيح الدجال!!.
والنقش عبارة عن قطعة من الحجر البازلت الأسود طولها (45 سم) وعرضها (30سم) وسماكتها، (10سم)، والنقش منقوش بطريقة تخرج جميع الجزئيات فيه ناتئة وواضحة وملموسة، وله إطار جميل ويحوي كتابات سريانية وثمودية وكنعانية.
وتظهر القطعة صورة يزعم مكتشف النقش أنها لنبي الله موسى عليه السلام، وعلى خده أفعى ويشترك معها صورة مقطع جانبي لرأس بقرة، ويظهر في الجانب الآخر المسيح الدجال (كما يفسر ذلك صاحب النقش) وعلى رأسه عقرب، ويشترك معه في الصورة قرد أعور العين اليسرى، ووجه خنزير أعور العين اليسرى أيضا، وصورة مقطع جانبي لرأس تمثال فرعوني يظهر منه ما يشبه اللحية الملكية، وغطاء النمس على الرأس، في اعتقاد أنه فرعون موسى، كما يوضح النقش كرسيا يجلس عليه شيطان ويفسره الجوهري بأنه تعبير عن قصة سليمان عليه السلام عندما غُلب على ملكه وأخذه شيطان لمدة 40 يومًا.
غطاء ديني


http://www.islamonline.net/arabic/arts/heritage/2006/11/images/pic02a.jpg






أحمد عبد الكريم الجوهري مكتشف النقش العجيب



أصبح الجوهري بعد هذه الضجة التي أثيرت حول النقش المزعوم لموسى عليه السلام، موضع اهتمام الصحافة والتلفزيون المصري، الجميع تسابق في الإعلان والحديث عن الكشف ومن قام بفك رموزه، وكأننا أمام مكتشف حجر رشيد، خاصة أن الجوهري استبق مشاركته في المؤتمر بزيارة لمفتي مصر الشيخ "على جمعة" كان الهدف منها الحصول على تأييده بخصوص صحة تفسيره الديني لهذا النقش، إلا أن المفتى أكد بأنه لا علاقة له بالتفسير الديني للنقش.
وفي المؤتمر وقف الأثريون بين مؤيد ومعارض، حول الكيفية التي يشارك بها غير الخبراء والمتخصصين (يقصدون الجوهري) في مؤتمر علمي متخصص في الآثار، وليست المشاركة فقط بل والإعلان عن كشف من المفترض أنه "أثري" بل ويفسر تفسيرا دينيا بعيدا عن التأصيل التاريخي والزمني والأثري الذي يتبع عادة قبل الإعلان عن الكشوف والكنوز الأثرية.
بدأ الجوهري إعلانه عن الكشف بأنه "النقش العجيب" وأنه القطعة الوحيدة في العالم التي تمتاز بهذا الكم الكبير من الصور والمشاهد ذات الدلالات الدينية، وهي بذلك أعجب من لوحة "الموناليزا" الشهيرة التي تعطي وجهين مختلفين في ذات الصورة، على حد قوله.
والسؤال هنا: هل هو أعجب لوحة فنية حقا؟! رغم أن الصور والنقوش الفرعونية تعد أمهر وأعجب بكثير من هذا النقش الثمودي، وتحمل العديد من التفسيرات ذات الدلالات الدينية؟.
العجيب في النقش أنه يحمل متناقضات؛ فهو يضم صورة موسى عليه السلام والمسيح الدجال، كما أن مفسر النقش ربط بين رموز وثنية كالبقرة والثعبان والشيطان.. وجميعها كانت -منتشرة قبل ظهور الإسلام في حضارات العرب- وبين تفسيرها من منظور وفكر ديني كما جاء في الكتب السماوية القرآن الكريم والتوراة والإنجيل.
يعلق الدكتور "علي رضوان" -رئيس اتحاد الأثريين- على مشاركة "الجوهري" في المؤتمر بأن "مؤتمر الأثريين العرب مثله مثل سوق عكاظ نسمح فيه لمن لديه وجهة نظر أو أي معلومات خاصة في مجال الآثار أن يدلي بها، ونحن علينا أن نستمع إليه ونحاوره"، أي إنه لا بد أن تتولى دراسة النقش إحدى الجهات العلمية المعنية بدارسة الآثار حتى يمكن الحكم عليه بكونه أثرًا حقيقيا أم أنه عمل فني حديث.
ورغم أن رضوان اعتبر أن الإعلان عن هذا الكشف يعد مكسبا في حد ذاته، فإن هذا الرأي لا يوافقه فيه آخرون، ويرى هؤلاء أن الجوهري استغل انعقاد المؤتمر لكي يحصل على شهرة إعلامية، ويحدث جدلا واسعا في الأوساط العلمية، وهذا ما حدث.
وأكد الدكتور "عبد الرحيم ريحان" مدير آثار منطقة دهب بجنوب سيناء أن "هذا النقش ما هو إلا لوحة فنية تشكيلية لا نعرف أي شيء عن مكنوناتها الأثرية والحضارية التي تنتمي إليها، وماهية الظروف التي اكتشفت فيها، وفي أي مكان بالتحديد تم العثور عليها، وهل كان معها قطع فنية أخرى، حتى يتم دراستها بشكل علمي وإجراء الدراسات المقارنة".
ورأى ريحان أنه في هذا الوقت وفي تلك المنطقة "جنوب سوريا" كانت هناك دولة الأسباط، وهذه الدولة أو الحضارة لها ما يميزها من مفاهيم ومعتقدات، وهي بعيدة تماما عن التفسير الديني الذي فسر به النقش الثمودي.
وأوضح أنه في مجال علم الآثار لا بد أن يكون هناك مصدر "شخص" عاصر الأحداث التاريخية المعنية ثم يقوم على أثرها بإنتاج عمل فني يعبر عن تلك الأحداث، وفي النقش هناك زعم بأنه يرجع إلى عام 500 قبل الميلاد فكيف يحوي صورة موسى عليه السلام والمسيح الدجال وصفاته كما وردت في الإسلام والمسيحية، وأيضا تضم كرسي سليمان عليه السلام، هذا في الوقت الذي تتباعد فيه القصص والأحداث بل والأزمان التي عاصرت موسى وسليمان عليهما السلام وقصة المسيح الدجال عن بعضها البعض.
وأكد "ريحان" أن تفسير الجوهري بأن السامري "صاحب القصة الشهيرة مع موسى عليه السلام هو المسيح الدجال هو تفسير خاطئ؛ إذ كيف يتم الخلط بين شخصية تاريخية لها وجود حقيقي كشخصية "السامري" والمسيح الدجال الذي يأتي في آخر الزمان؟!.
النقش والسياسة


http://www.islamonline.net/arabic/arts/heritage/2006/11/images/pic02b.jpg




كتاب النقش العجيب


لماذا الخوف من الخارج ومن هم الخارج؟! سؤال تردد كثيرا في مؤتمر الأثريين العرب؛ فمن حيث الإعلان عن الكشف الأثري من خلال اتحاد الأثريين العرب بيّن بعض الأثريين أنه أفضل بكثير من أن يكون الكشف عن النقش تم في الخارج!!.
وهو رأي مال إليه أيضا مفسر النقش "الجوهري" طوال ندوات المؤتمر مطالبا علماء الآثار العرب بضرورة وأهمية أن يكونوا هم أول من يفسر ويحلل ويدرس هذا النقش قبل علماء الخارج!!.
وهنا يطرح تساؤل: هل الخارج يعني به الجهات العلمية المختصة في مجال الآثار في أوروبا وأمريكا، وهل هذا الخارج سوف يزوِّر التاريخ والآثار العربية؟ ولو فرض ذلك فلماذا سيزوِّرون هذا النقش بالذات ويفسرونه تفسيرات مغرضة؟! أو ليس هناك العديد من المنظمات والمعاهد الدولية التي تتسم بالحياد والموضوعية في دراسة وتحليل الآثار كمنظمة اليونسكو مثلا؟!!.
وربما هذه التساؤلات هي ما دفعت الدكتور زاهي حواس "الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر" في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" أن يعلن أن ما طرحه الجوهري في كتابه "النقش العجيب" غير علمي وليس له علاقة بالواقع؛ لأننا لم نجد في مصر نقشًا واحدًا يحوي اسم نبي الله موسى، فكيف نجد هذا النقش في الإمارات العربية؟! كما أن هذا النقش وتفسيراته ليس لها علاقة بالعلم ولا بالآثار.
أما الدكتور "عبد الرحمن الطيب الأنصاري" -نائب رئيس الاتحاد العام للأثريين العرب- فأشار إلى أن هناك العديد من المشكلات والقضايا المهمة التي يجب أن يكون المؤتمر قد ناقشها بدلا من مناقشة هذا النقش ودلالاته الدينية وعلامات الساعة وقرب ظهور المسيح الدجال، وأن علماء الآثار والحضارة يجب أن يهتموا بما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان من سرقات للآثار والتاريخ وهدم وتدمير للآثار والهوية العربية والإسلامية.
ويؤكد الأستاذ الدكتور "محمد بهجت قبيسي" أستاذ الكتابات والآثار بجامعة حلب أن هذا النقش سوف يمر بالعديد من الخطوات العلمية حتى يمكن الحكم عليه من الناحية الأثرية والحضارية، وسوف يكون أولها عرضه على جهاز "كربون 14" الذي يكشف بالأشعة العمر الزمني للقطعة الأثرية، وهل هي أثرية وقديمة فعلا، أم أنها حديثة لا ترقى لكونها أثرًا، وإذا ثبت أنها أثرية فستمر بمراحل دراسة أخرى كدراسة النقوش والكتابات المقارنة وغير ذلك، وإذا ثبت العكس فلن تكون هناك قطعة أثرية أصلا.
وقد دارت نقاشات حول كيفية خروج مثل هذا النقش المفترض أنه أثري من سوريا، كما صرح الجوهري، وما هو خط سير هذه القطعة؟ وكيف وصلت إلى مقتنيها الحالي؟ وإذا كانت القطعة سورية أفليس من حق سوريا المطالبة بها، خاصة أنها نقش عجيب كما قيل عنه؛ وهو ما يفتح المجال حول سرقات الآثار والاتجار فيها، والمطالبة بعودتها إلى مواطنها الأصلية، خاصة أن هناك العديد من الأبحاث التي قدمت في المؤتمر عن سرقات الآثار في الوطن العربي، في السودان ومصر والعراق؟!.

http://www.islamonline.net/arabic/ar...06/11/02.shtml (http://www.islamonline.net/arabic/arts/heritage/2006/11/02.shtml)

__________________

سعود الراشد
27/11/2006, 07:51 PM
السلام عليكم
الاخ جني نت تشكر على هذا الموضوع القيم وارجو ان يكون النقاش في هذا المنتدى حول هذا الموضوع جاد للاستفاده من الاراء ووجهات النظر
اما من وجهة نظري انا فأعتقد ان هذا النقش مجرد لوحة فنيه واني ايدت قول الدكتور عبد الرحيم ريحان حيث قال
هذا النقش ما هو إلا لوحة فنية تشكيلية لا نعرف أي شيء عن مكنوناتها الأثرية والحضارية التي تنتمي إليها، وماهية الظروف التي اكتشفت فيها، وفي أي مكان بالتحديد تم العثور عليها، وهل كان معها قطع فنية أخرى، حتى يتم دراستها بشكل علمي وإجراء الدراسات المقارنة
كذلك والله اعلم ان الطابع الذي يظهر على هذا النقش هو الطابع الفرعوني مما يدل انه بالأصل عملته ايدي مصريه

تحياتي اخي لك

بو عبدالرحمن
01/12/2006, 12:50 AM
يعطيك العافبه على هذه المعلومات الشيقه

مرقاب
04/12/2006, 07:46 AM
مشكور اخوي على الموضوع الشيق وعالم النقوش عجيب ومفيد ويعتبر باب من ابواب فهم التاريخ ودراسة المنطقه وفيه يكتشف كثير من الاسرار وحجر رشيد الذي وجد بمصر كان سبب رئيسي لفهم وفك اللغه الهيروغليفيه المصريه والنقش يعتبر سند مادي لا يستهان به وعلى اهمية النقوش الا انها تواجه لدينا بقلة الاهتمام بل والتدمير .