ااب
06/08/2014, 06:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن الآن في أشد الأيام حرارة، حمانا الله وإياكم وأعاذنا من سموم النار ولهيبها وأدخلنا في رحمته وجنانه، وهذا الموضوع عن الأيام الباردة التي تسمى برد العجوز بالرجوع لبعض مصادر التراث.
في أبيات منسوبة لعدد من الشعراء ذكر ناظمها أسماء أيام برد العجوز السبعة أنقل لكم هذه الأبيات مع الشكر لأخي العزيز أبي عبدالرحمن الذي أفادني بها، مع شرح مبسط لمعانيها وروايات سبب التسمية.
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ *** أَيّامَ شُهلَتِنا مِنَ الشَهرِ
فَإِذا اِنقَضَت أَيّامُها وَمَضَت *** صِنُّ وَصِنَّبرٌ مَعَ الوَبرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخيهِ مُؤتَمِرٍ *** وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطفِئِ الجَمرِ
ذَهبَ الشِتاءُ مُوَلَّياً هَرَباً *** وَأَتَتكَ واقِدَةٌ مِنَ النَجرِ
"كُسِعَ الشتاء بسبعة غبر" يعني ينتهي الشتاء ويذهب بسبعة أيام هي آخره فيها غبرة وظلمة. و "أيام شهلتنا" الشهلة العجوز ويقصد أن هذه الأيام السبعة هي مايسمى برد العجوز.
" فَإِذا اِنقَضَت أَيّامُها وَمَضَت " فإذا مضت هذه الأيام فقد انتهى الشتاء وولّى كما قال " ذَهبَ الشِتاءُ مُوَلَّياً هَرَباً " وبعده يأتيك الحر والعطش. " وَأَتَتكَ واقِدَةٌ مِنَ النَجرِ" الواقدة شدة الحر والنجر شدة العطش ويسمّى شهرا مايو ويونيو شهرا ناجر.
وفي هذا النظم ذكر لكل يوم من أيام برد العجوز السبعة اسماً وهي:
صِن: والصن شدة البرد
صِنَّبْر: والصنبر البارد يقال غداة صنبر أي باردة وصنابر الشتاء شدة برده، وقيل لأنه يترك الأشياء من البرد كالصبرة في الجمود. والصبرة الحجارة.
الوبر: سمّي بذلك لأنه وبر آثار الأشياء أي عفا على آثارها ومحاها وأخفاها. والتوبير من المحو والإخفاء كتوبير الأرنب وهو أن يمشي في الحزون لايوقف على أثره. وقيل من الوبر اي الصوف، الذي يحتاج إليه في البرد.
آمر: يأمر الناس بالحذر منه وقيل آمر كأنه أمر بيوم يستعد فيه للبرد.
مؤتمر: من المؤامرة يعني يأتمر بالناس أي يرى لهم الشر ويؤذيهم وقيل مؤتمر أي ايتمر للذي أمره بذلك فقبله وقوي برده.
معلل: سمي بذلك لأنه يعلل الناس بتخفيف البرد وقيل معلل من العلل وهو شرب بعد شرب كأنه جاء ببرد بعد برد
مطفيء الجمر: سمّي بذلك لأن شدة البرد لاتجعل للجمر ثبات.
روايات سبب تسميته ببرد العجوز:
فمنها
أن عجوزاً دهريةً كاهنةً من العرب كانت تخبر قومها ببردٍ يقع في أواخر الشتاء وأوائل الربيع فيسوء أثره على المواشي، فلم يكترثوا لقولها وجزوا أغنامهم واثقين بإقبال الربيع، فلم يلبثوا إلا مديدةً حتى وقع برد شديد أهلك الزرع والضرع، فقالوا: هذا برد العجوز يعنون العجوز التي كانت تنذر به.
ومنها
أن عجوزاً كانت بالجاهلية ولها سبعة بنين، فسألتهم أن يزوجوها وألحت عليهم، فتآمروا بينهم، وقالوا: إن قتلناها لم نأمن عشيرتها، ولكن نكلفها البروز للهواء سبع ليالٍ، لكل واحد منا ليلة؛ فقالوا لها: إن كنت تزعمين أنك شابة فابرزي للهواء سبع ليالٍ، فإننا نزوجك بعدها؛ فوعدت ذلك، وتعرت تلك الليلة والزمان شتاء كلب، وبرزت للهواء فلما أصبحت قالت:
إيا بني إنني لناكحة *** وإن أبيتم إنني لجامحة
** هان عليكم ما لقيت البارحة **
فقالوا لها: لابد أن تنجزي وعدك في الليالي السبع؛ ففعلت، وماتت في الليلة السابعة.
ومنها
قال أبو سعيد الضرير: سميت أيام العجوز لأن العرب جزت الأصواف والأوبار مؤذنة بالصيف، وقالت عجوز منهم لا أجز حتى تنقضي هذه الأيام فإني لا آمنها، فاشتد البرد لها، وأضر بمن قد جز وسلمت العجوز بما لها.
ومنها
قال أحمد بن يحيى: الصحيح أن العجوز عجلت بجز صوفها لحاجتها إليه وثقتها بالحر، فجاء البرد وماتت غنمها، وكانت سبعة فماتت كل يوم واحدة فمن جعلها سبعة فلهذه العلة، وإلا فبرد العجوز ربما بقي عشرة أيام أو أكثر.
وقت أيام برد العجوز
أيام برد العجوز في العقرب الثانية وذكر المرزوقي عن ابن حنيفة أنها في نوء الصرفة وذكر أنها آخر أربعة أيام من فبراير مع أول ثلاثة أيام من مارس وهذا الوقت يكون يكون في العقرب الثانية ويوافق نوء الصرفة تقريباً ونوء الصرفة هو سقوط الصرفة في الفجر وليس طلوعها الذي يكون في سهيل.
للمزيد انظر هذه المراجع:
الأزمنة والأمكنة للمرزوقي
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب لأبي منصور الثعالبي
شرح أدب الكاتب لابن الجواليقي
نحن الآن في أشد الأيام حرارة، حمانا الله وإياكم وأعاذنا من سموم النار ولهيبها وأدخلنا في رحمته وجنانه، وهذا الموضوع عن الأيام الباردة التي تسمى برد العجوز بالرجوع لبعض مصادر التراث.
في أبيات منسوبة لعدد من الشعراء ذكر ناظمها أسماء أيام برد العجوز السبعة أنقل لكم هذه الأبيات مع الشكر لأخي العزيز أبي عبدالرحمن الذي أفادني بها، مع شرح مبسط لمعانيها وروايات سبب التسمية.
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ *** أَيّامَ شُهلَتِنا مِنَ الشَهرِ
فَإِذا اِنقَضَت أَيّامُها وَمَضَت *** صِنُّ وَصِنَّبرٌ مَعَ الوَبرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخيهِ مُؤتَمِرٍ *** وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطفِئِ الجَمرِ
ذَهبَ الشِتاءُ مُوَلَّياً هَرَباً *** وَأَتَتكَ واقِدَةٌ مِنَ النَجرِ
"كُسِعَ الشتاء بسبعة غبر" يعني ينتهي الشتاء ويذهب بسبعة أيام هي آخره فيها غبرة وظلمة. و "أيام شهلتنا" الشهلة العجوز ويقصد أن هذه الأيام السبعة هي مايسمى برد العجوز.
" فَإِذا اِنقَضَت أَيّامُها وَمَضَت " فإذا مضت هذه الأيام فقد انتهى الشتاء وولّى كما قال " ذَهبَ الشِتاءُ مُوَلَّياً هَرَباً " وبعده يأتيك الحر والعطش. " وَأَتَتكَ واقِدَةٌ مِنَ النَجرِ" الواقدة شدة الحر والنجر شدة العطش ويسمّى شهرا مايو ويونيو شهرا ناجر.
وفي هذا النظم ذكر لكل يوم من أيام برد العجوز السبعة اسماً وهي:
صِن: والصن شدة البرد
صِنَّبْر: والصنبر البارد يقال غداة صنبر أي باردة وصنابر الشتاء شدة برده، وقيل لأنه يترك الأشياء من البرد كالصبرة في الجمود. والصبرة الحجارة.
الوبر: سمّي بذلك لأنه وبر آثار الأشياء أي عفا على آثارها ومحاها وأخفاها. والتوبير من المحو والإخفاء كتوبير الأرنب وهو أن يمشي في الحزون لايوقف على أثره. وقيل من الوبر اي الصوف، الذي يحتاج إليه في البرد.
آمر: يأمر الناس بالحذر منه وقيل آمر كأنه أمر بيوم يستعد فيه للبرد.
مؤتمر: من المؤامرة يعني يأتمر بالناس أي يرى لهم الشر ويؤذيهم وقيل مؤتمر أي ايتمر للذي أمره بذلك فقبله وقوي برده.
معلل: سمي بذلك لأنه يعلل الناس بتخفيف البرد وقيل معلل من العلل وهو شرب بعد شرب كأنه جاء ببرد بعد برد
مطفيء الجمر: سمّي بذلك لأن شدة البرد لاتجعل للجمر ثبات.
روايات سبب تسميته ببرد العجوز:
فمنها
أن عجوزاً دهريةً كاهنةً من العرب كانت تخبر قومها ببردٍ يقع في أواخر الشتاء وأوائل الربيع فيسوء أثره على المواشي، فلم يكترثوا لقولها وجزوا أغنامهم واثقين بإقبال الربيع، فلم يلبثوا إلا مديدةً حتى وقع برد شديد أهلك الزرع والضرع، فقالوا: هذا برد العجوز يعنون العجوز التي كانت تنذر به.
ومنها
أن عجوزاً كانت بالجاهلية ولها سبعة بنين، فسألتهم أن يزوجوها وألحت عليهم، فتآمروا بينهم، وقالوا: إن قتلناها لم نأمن عشيرتها، ولكن نكلفها البروز للهواء سبع ليالٍ، لكل واحد منا ليلة؛ فقالوا لها: إن كنت تزعمين أنك شابة فابرزي للهواء سبع ليالٍ، فإننا نزوجك بعدها؛ فوعدت ذلك، وتعرت تلك الليلة والزمان شتاء كلب، وبرزت للهواء فلما أصبحت قالت:
إيا بني إنني لناكحة *** وإن أبيتم إنني لجامحة
** هان عليكم ما لقيت البارحة **
فقالوا لها: لابد أن تنجزي وعدك في الليالي السبع؛ ففعلت، وماتت في الليلة السابعة.
ومنها
قال أبو سعيد الضرير: سميت أيام العجوز لأن العرب جزت الأصواف والأوبار مؤذنة بالصيف، وقالت عجوز منهم لا أجز حتى تنقضي هذه الأيام فإني لا آمنها، فاشتد البرد لها، وأضر بمن قد جز وسلمت العجوز بما لها.
ومنها
قال أحمد بن يحيى: الصحيح أن العجوز عجلت بجز صوفها لحاجتها إليه وثقتها بالحر، فجاء البرد وماتت غنمها، وكانت سبعة فماتت كل يوم واحدة فمن جعلها سبعة فلهذه العلة، وإلا فبرد العجوز ربما بقي عشرة أيام أو أكثر.
وقت أيام برد العجوز
أيام برد العجوز في العقرب الثانية وذكر المرزوقي عن ابن حنيفة أنها في نوء الصرفة وذكر أنها آخر أربعة أيام من فبراير مع أول ثلاثة أيام من مارس وهذا الوقت يكون يكون في العقرب الثانية ويوافق نوء الصرفة تقريباً ونوء الصرفة هو سقوط الصرفة في الفجر وليس طلوعها الذي يكون في سهيل.
للمزيد انظر هذه المراجع:
الأزمنة والأمكنة للمرزوقي
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب لأبي منصور الثعالبي
شرح أدب الكاتب لابن الجواليقي