زخة مطر
02/12/2006, 12:12 AM
مشروع لاستمطار السحب والقضاء على الجفاف في السعودية
الأمير تركي بن ناصر: هناك علاقة بين غياب المطر وتلوث الجو
جدة: محمد الشمري
أعلن الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة أمس في السعودية، أن بلاده انتهت من تجربة مشروع استمطار السحب بنجاح، وهو ما يعني إطلاق مشروع الاستمطار في مختلف مناطق البلاد خلال ثلاثة أعوام.
وبين الأمير تركي بن ناصر أثناء حديثه مع خبراء متخصصين في هذا المجال أمس، أن التجربة التي نجحت في عسير العام الماضي، كشفت أن أسباب غياب المطر في المناطق الجافة وتراجع كمياته في مناطق أخرى يعود بعضها إلى تلوث الجو الذي يؤثر على تركيب السحب، ما يجعلها بحاجة للتحفيز «كي تمطر».
وقال إنه لا بد أن يعلم الجميع أن هناك علاقة بين التلوث وشح مياه الأمطار، مبينا أن محطة تحلية المياه في الشقيق (جنوبي السعودية) أثرت سلبا في سقوط مياه الأمطار على منطقة عسير.
في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سعد محمد المحلفي مدير عام المركز الوطني للأرصاد والبيئة في السعودية، أن مشروع استمطار السحب يستهدف الحد من مخاطر الجفاف الذي تعاني منه بعض المناطق السعودية، لكنه لن يستخدم لمنع هطول المطر على بعض المدن التي تعاني مشاكل في تصريف مياه الأمطار.
وقال في هذا الخصوص «لن نستخدم المشروع في استمطار السيول قبل وصولها إلى بعض المدن التي تعاني من مشاكل في تصريف مياه الأمطار، بل سنعمل على استمطار السحب فوق السدود والمناطق التي تعاني ضعفا في مخزون المياه الجوفية».
يشار إلى أن روسيا استخدمت الطائرات الاثنين الماضي لرش السحب بمواد كيمياوية لتشتيتها، وهو أسلوب طورته على مدار عقود خلال المناسبات الرسمية المهمة لضمان جو مشمس، لكن السعودية لن تعمد إلى مثل هذا الإجراء حسب ما ذكر المحلفي.
وبين المحلفي أن المشروع سيكلف أكثر من 75 مليون ريال (20 مليون دولار)، وهو مبلغ متواضع قياسا بالنتائج المرجوة من المشروع الذي يحتاج تنفيذه شراء نحو أربع طائرات قيمة الطائرة الواحدة خمسة ملايين دولار وبعض الأجهزة التقنية الأخرى.
وذهب إلى أن تجربة الاستمطار التي تم استعراض نتائجها أمس، كشفت عن وجود أسباب فيزيائية وراء عدم هطول أمطار السحب في بعض المناطق، مشيرا إلى أن محطة تحلية المياه في الشقيق بحاجة إلى تغيير وقودها الذي يؤثر سلبا على المطر.
وأبان أن محطة تحلية المياه في الشقيق وبعض البواخر التي تعبر البحر الأحمر تستخدم زيوتا ثقيلة، فضلا عن الملوثات الأخرى التي تتصاعد في الجو، تؤثر سلبا على إمطار السحب. وزاد أن بعض الملوثات التي تتأثر بها السحب في السعودية ناتجة عن إحراق غابات في أفريقيا.
وشرح تأثير هذه الملوثات على السحب بقوله «إن حبات المطر تحتاج إلى نواة صلبة يتجمع حولها الرذاذ ثم تكبر فتتساقط مطرا، غير أن الملوثات تعمل على إضعاف هذه النواة، فتمنع سقوط المطر».
وأضاف أنه، من هنا تأتي الحاجة إلى تحفيز السحب من خلال رشها بمواد تساعد على عدم تفكك نواة حبة المطر، وذلك من خلال طائرات رش خاصة تحلق في الأجواء وترش مواد تقود بالتالي إلى استمطار السحب فوق أي منطقة مناطق البلاد.
ومن شأن مشروع استمطار السحب الحد من الجفاف وضمان تساقط المطر فوق العديد من المناطق، وبالتالي توفر المناطق الرعوية، تنشيط أعمال السياحة الداخلية خاصة في فصل الربيع، ورفع المخزون من المياه الجوفية الذي تناقص بشكل هائل في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
وكان الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، قد أعلن مخاوفه من تراجع كميات المياه الجوفية، وقال في وقت سابق مخاطبا الدكتور غازي القصيبي وزير الكهرباء والمياه آنذاك إن أكثر ما يخشاه أن يأتي يوم لا يجد فيه الأحفاد الماء الكافي لعيشهم.
الأمير تركي بن ناصر: هناك علاقة بين غياب المطر وتلوث الجو
جدة: محمد الشمري
أعلن الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة أمس في السعودية، أن بلاده انتهت من تجربة مشروع استمطار السحب بنجاح، وهو ما يعني إطلاق مشروع الاستمطار في مختلف مناطق البلاد خلال ثلاثة أعوام.
وبين الأمير تركي بن ناصر أثناء حديثه مع خبراء متخصصين في هذا المجال أمس، أن التجربة التي نجحت في عسير العام الماضي، كشفت أن أسباب غياب المطر في المناطق الجافة وتراجع كمياته في مناطق أخرى يعود بعضها إلى تلوث الجو الذي يؤثر على تركيب السحب، ما يجعلها بحاجة للتحفيز «كي تمطر».
وقال إنه لا بد أن يعلم الجميع أن هناك علاقة بين التلوث وشح مياه الأمطار، مبينا أن محطة تحلية المياه في الشقيق (جنوبي السعودية) أثرت سلبا في سقوط مياه الأمطار على منطقة عسير.
في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سعد محمد المحلفي مدير عام المركز الوطني للأرصاد والبيئة في السعودية، أن مشروع استمطار السحب يستهدف الحد من مخاطر الجفاف الذي تعاني منه بعض المناطق السعودية، لكنه لن يستخدم لمنع هطول المطر على بعض المدن التي تعاني مشاكل في تصريف مياه الأمطار.
وقال في هذا الخصوص «لن نستخدم المشروع في استمطار السيول قبل وصولها إلى بعض المدن التي تعاني من مشاكل في تصريف مياه الأمطار، بل سنعمل على استمطار السحب فوق السدود والمناطق التي تعاني ضعفا في مخزون المياه الجوفية».
يشار إلى أن روسيا استخدمت الطائرات الاثنين الماضي لرش السحب بمواد كيمياوية لتشتيتها، وهو أسلوب طورته على مدار عقود خلال المناسبات الرسمية المهمة لضمان جو مشمس، لكن السعودية لن تعمد إلى مثل هذا الإجراء حسب ما ذكر المحلفي.
وبين المحلفي أن المشروع سيكلف أكثر من 75 مليون ريال (20 مليون دولار)، وهو مبلغ متواضع قياسا بالنتائج المرجوة من المشروع الذي يحتاج تنفيذه شراء نحو أربع طائرات قيمة الطائرة الواحدة خمسة ملايين دولار وبعض الأجهزة التقنية الأخرى.
وذهب إلى أن تجربة الاستمطار التي تم استعراض نتائجها أمس، كشفت عن وجود أسباب فيزيائية وراء عدم هطول أمطار السحب في بعض المناطق، مشيرا إلى أن محطة تحلية المياه في الشقيق بحاجة إلى تغيير وقودها الذي يؤثر سلبا على المطر.
وأبان أن محطة تحلية المياه في الشقيق وبعض البواخر التي تعبر البحر الأحمر تستخدم زيوتا ثقيلة، فضلا عن الملوثات الأخرى التي تتصاعد في الجو، تؤثر سلبا على إمطار السحب. وزاد أن بعض الملوثات التي تتأثر بها السحب في السعودية ناتجة عن إحراق غابات في أفريقيا.
وشرح تأثير هذه الملوثات على السحب بقوله «إن حبات المطر تحتاج إلى نواة صلبة يتجمع حولها الرذاذ ثم تكبر فتتساقط مطرا، غير أن الملوثات تعمل على إضعاف هذه النواة، فتمنع سقوط المطر».
وأضاف أنه، من هنا تأتي الحاجة إلى تحفيز السحب من خلال رشها بمواد تساعد على عدم تفكك نواة حبة المطر، وذلك من خلال طائرات رش خاصة تحلق في الأجواء وترش مواد تقود بالتالي إلى استمطار السحب فوق أي منطقة مناطق البلاد.
ومن شأن مشروع استمطار السحب الحد من الجفاف وضمان تساقط المطر فوق العديد من المناطق، وبالتالي توفر المناطق الرعوية، تنشيط أعمال السياحة الداخلية خاصة في فصل الربيع، ورفع المخزون من المياه الجوفية الذي تناقص بشكل هائل في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
وكان الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، قد أعلن مخاوفه من تراجع كميات المياه الجوفية، وقال في وقت سابق مخاطبا الدكتور غازي القصيبي وزير الكهرباء والمياه آنذاك إن أكثر ما يخشاه أن يأتي يوم لا يجد فيه الأحفاد الماء الكافي لعيشهم.