حزم الجلاميد
31/08/2014, 01:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
في شهر شوال اتفقنا على طلعة في احد الشعبان نتعشى فيها تحت شعاع القمر وكنت ذاك النهار اتابع محادثة على الواتساب بين اثنين من الربع واحد يقول للثاني ابفطركم واكسب اجركم فرد عليه الاخر وقال انا اليوم ما صمت
المهم اني لما طلعت من المسجد مصليا العصر كلمت احد الربع وسألته : متى بتمشي ؟ لانه يسكن في الديرة التي ننوي نكشت باحد شعبانها
قال ان شاء الله المغرب بكون سابقكم في المكان المحدد
قلت اجل مالي قعدة في الرياض وادق سلف واتوكل على الله واوصل قبل المغرب بنصف ساعة
واذا ما في المكان الا انا وراعي الديرة
وين الشباب وين الصوام وين اللي بيفطرون قال والله علمي علمك لا كلمت احد ولا احد كلمني الا على اتفاقنا هاكا اليوم على الطلعة وتزهل ابو فلان بالعزبة واللحمة واغراض الطبخ
قلت خير ان شاء الله وفرشنا بساطنا وتقاسمنا مركى واحدة بيننا وجلسنا صامتين
فلما حان وقت الاذان قلت وانا شوي ويغمى علي من الجوع هاه يابو فلان ولا معك شي لا تمر ولا بسكوت
قال ابد
قلت يا حيل الله وفتحت موية نوفا وتمثلت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " فاذا لم يجد حسى حسوات من ماء " وشربت لي جغمتين وعادت بي الذكرى وانا صغير اول ما سمعت الحديث "فإن لم يجد حسى حسوات من ماء" وتذكرت استغرابي كيف لا يجد !
ما عندهم ثلاجة !
ما عندهم مطبخ !
وتذكرت طفلي اذا طلبني شيئا واعتذرت له بان ما معي فلوس، اصبر لين يطلع الراتب
فيرد علي باستغراب يعلو وجهه المندهش : اسحب من مكينة الصراف
فاسكت سكوت العاجز كيف اشرح له ان مكينة الصراف ليست برادة تفتح بزبوزها وتصب،
العملية وانا ابوك معقدة شوي، اذا كبرت شرحتها لك
ويقطع على هواجيسي صاحبي وهو يكلم الربع يستعجلهم : عجلوا علينا معنا واحد يصلي وهو قاعد من الجوع والانهاك فيأتيه الجواب البارد : والله تونا محركين من الرياض
يا الله يبي لهم ساعة ونصف عشان ياصلون، الظاهر اني بصير مثل اللي مات في رباطه، هذي نتيجة اللي ما ياخذ حسابه
ومثل ما قال ابن سبيل
لا تاخذ الدنيا خراص وهقوات .... يقطعك عن نقل الصميل البرادي
فلما وصلو بعد طول انتظار صاح فيهم صحيبي : الحقونا بحقنة في الوريد او مغذي،
وجا اولهم يركض بسطل من البسر البرحي اللي توه مخروف، الحبة منه ما شاء الله كنها بنقة من كبرها، ويتعذر عن التاخير وعن التوهيقه الغير متعمدة وقال : لما قال لي ابو فلان انه ما صام تراخى حماسي ولا حرصت على التبكير
قلت يا رجااال ما ابطا من جا
ناولني بس السطل فيما تسعون انتم في عشانا وتهذون البصل والطماط
وبديت ادغ والتهم وازدرد في هالبرحي واكل اكل مودع حيث اني تقريبا كملت اربع وعشرين ساعة ما طعمت فيها لقمة
ووالله ان ذاك البسر كان الذ طعام كلته في حياتي على الاطلاق يتخلله جرعات من ماء نصف بارد
بعدها فتحت عيوني وصرت اشوفهم واميزهم بينما قبل كنت اشوفهم اشباح ورددت بيت شعر لاحمد شوقي يصف فيه التمر ويقول
طعام الفقير وحلوى الغني .... وزاد المسافر والمغترب
صدق احمد شوقي عز الله ان التمر مخزون استراتيجي لا يحتاج طبخ ولا تبريد ولا معالجة ولا إعداد ولا تزيده ملح ولا سكر ولا زيت ولا يفسد ولا يخمج ولا يتسمم ولا يلحس
وشجرته تتحمل العطش والظروف المناخية القاسية، والمفروض انه يزرع في كل مكان ويعتنى به في الشوارع والميادين والحدايق بل وحتى في الصحاري والشعبان، ما تدري وش الظروف
ولا تدري متى تحتاجه، وزراعته ليست مكلفة ولا متعبة، ازرع فاذا فاض انتاجه وخفت انه لن يؤكل تصدق به، صدره للدول المسلمة الفقيرة او لمناطق الكوارث والمجاعات وفي اسوأ الاحوال اعتبره علف واطعم به الدبش والمواشي
اكرموا النخلة يا ربعنا
اكرموا عمتنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
في شهر شوال اتفقنا على طلعة في احد الشعبان نتعشى فيها تحت شعاع القمر وكنت ذاك النهار اتابع محادثة على الواتساب بين اثنين من الربع واحد يقول للثاني ابفطركم واكسب اجركم فرد عليه الاخر وقال انا اليوم ما صمت
المهم اني لما طلعت من المسجد مصليا العصر كلمت احد الربع وسألته : متى بتمشي ؟ لانه يسكن في الديرة التي ننوي نكشت باحد شعبانها
قال ان شاء الله المغرب بكون سابقكم في المكان المحدد
قلت اجل مالي قعدة في الرياض وادق سلف واتوكل على الله واوصل قبل المغرب بنصف ساعة
واذا ما في المكان الا انا وراعي الديرة
وين الشباب وين الصوام وين اللي بيفطرون قال والله علمي علمك لا كلمت احد ولا احد كلمني الا على اتفاقنا هاكا اليوم على الطلعة وتزهل ابو فلان بالعزبة واللحمة واغراض الطبخ
قلت خير ان شاء الله وفرشنا بساطنا وتقاسمنا مركى واحدة بيننا وجلسنا صامتين
فلما حان وقت الاذان قلت وانا شوي ويغمى علي من الجوع هاه يابو فلان ولا معك شي لا تمر ولا بسكوت
قال ابد
قلت يا حيل الله وفتحت موية نوفا وتمثلت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " فاذا لم يجد حسى حسوات من ماء " وشربت لي جغمتين وعادت بي الذكرى وانا صغير اول ما سمعت الحديث "فإن لم يجد حسى حسوات من ماء" وتذكرت استغرابي كيف لا يجد !
ما عندهم ثلاجة !
ما عندهم مطبخ !
وتذكرت طفلي اذا طلبني شيئا واعتذرت له بان ما معي فلوس، اصبر لين يطلع الراتب
فيرد علي باستغراب يعلو وجهه المندهش : اسحب من مكينة الصراف
فاسكت سكوت العاجز كيف اشرح له ان مكينة الصراف ليست برادة تفتح بزبوزها وتصب،
العملية وانا ابوك معقدة شوي، اذا كبرت شرحتها لك
ويقطع على هواجيسي صاحبي وهو يكلم الربع يستعجلهم : عجلوا علينا معنا واحد يصلي وهو قاعد من الجوع والانهاك فيأتيه الجواب البارد : والله تونا محركين من الرياض
يا الله يبي لهم ساعة ونصف عشان ياصلون، الظاهر اني بصير مثل اللي مات في رباطه، هذي نتيجة اللي ما ياخذ حسابه
ومثل ما قال ابن سبيل
لا تاخذ الدنيا خراص وهقوات .... يقطعك عن نقل الصميل البرادي
فلما وصلو بعد طول انتظار صاح فيهم صحيبي : الحقونا بحقنة في الوريد او مغذي،
وجا اولهم يركض بسطل من البسر البرحي اللي توه مخروف، الحبة منه ما شاء الله كنها بنقة من كبرها، ويتعذر عن التاخير وعن التوهيقه الغير متعمدة وقال : لما قال لي ابو فلان انه ما صام تراخى حماسي ولا حرصت على التبكير
قلت يا رجااال ما ابطا من جا
ناولني بس السطل فيما تسعون انتم في عشانا وتهذون البصل والطماط
وبديت ادغ والتهم وازدرد في هالبرحي واكل اكل مودع حيث اني تقريبا كملت اربع وعشرين ساعة ما طعمت فيها لقمة
ووالله ان ذاك البسر كان الذ طعام كلته في حياتي على الاطلاق يتخلله جرعات من ماء نصف بارد
بعدها فتحت عيوني وصرت اشوفهم واميزهم بينما قبل كنت اشوفهم اشباح ورددت بيت شعر لاحمد شوقي يصف فيه التمر ويقول
طعام الفقير وحلوى الغني .... وزاد المسافر والمغترب
صدق احمد شوقي عز الله ان التمر مخزون استراتيجي لا يحتاج طبخ ولا تبريد ولا معالجة ولا إعداد ولا تزيده ملح ولا سكر ولا زيت ولا يفسد ولا يخمج ولا يتسمم ولا يلحس
وشجرته تتحمل العطش والظروف المناخية القاسية، والمفروض انه يزرع في كل مكان ويعتنى به في الشوارع والميادين والحدايق بل وحتى في الصحاري والشعبان، ما تدري وش الظروف
ولا تدري متى تحتاجه، وزراعته ليست مكلفة ولا متعبة، ازرع فاذا فاض انتاجه وخفت انه لن يؤكل تصدق به، صدره للدول المسلمة الفقيرة او لمناطق الكوارث والمجاعات وفي اسوأ الاحوال اعتبره علف واطعم به الدبش والمواشي
اكرموا النخلة يا ربعنا
اكرموا عمتنا