قرناس هواء
24/12/2006, 02:14 PM
عائلة السعداوي والصيد بالصقور
14/12/2006
http://www.al-saiyad.com/images/pic/154(1).jpg
تشتهر منطقة البطنان منذ القدم بالصيد.. خاصة الصيد بالصقور والطيور الجارحة.. والتي تعتبر من بين الرياضات أو العادات الجميلة التي تشتهر بها العديد من الأسر والعائلات البطنانية التي تتوارثها عبر الأجيال وتحافظ على ممارستها وتعتز بانتمائها إلى فئة ..الصيادين.. وتحرص على تكريس جزء من حياتها لها.. وتخصيص جانب من معيشتها ووقتها لمتابعة هذه الهواية مهما كلفها الأمر من تضحيات مالية و اجتماعية وغيرهما..
ويتساوى في ذلك كل أصحاب هذه الهواية سواء الصياد البسيط أو الصياد المثقف المتعلم الذي يحمل أعلى الشهادات العلمية..
ومن تلك الأسر.. أسرة الحاج عيسى سعداوي القطعاني والتي كان لنا معها هذا اللقاء حيث التقينا أولا بالشاب الصقار/ محمد عيسى سعداوي وسألناه..
http://www.al-saiyad.com/images/pic/154(2).jpg
- مندوب الصياد: رياضة الصقور هي من بين رياضات عديدة لماذا صيد الصقور
بالذات ؟.. ومتى بدأت في هذه الرياضة..؟
- أولا أرحب بأسرة موقع الصياد نحن سمعنا عن هذا الموقع وسعدنا أن اسم الموقع هو(الصياد) وان صورة صقر تتصدر هذا الموقع.. وبدايتي مع هذه الرياضة ومع صيد الصقور منذ نعومة أظفاري ومنذ أن كان عمري لا يتجاوز الخمس عشرة سنة وأحببت صيد الصقور لان أبي كان صيادا وهو الحاج عيسى السعداوي وكان دائماً يتحدث معنا عن محاسن صيد الصقور وأن أجدادنا القدماء كانوا يصطادون الصقور من أجل لحوم الحباري والأرانب وكان اصطياد الصقور في موسم معين من السنة وبعد الانتهاء من هذا الموسم يطلق سراح هذه الصقور وكان الطير(الصقر) يسد رمق نجع بأكمله بما يصطاده من طائر
( الحباري) أومن الأرانب البرية ولكن في السنوات الأخيرة من القرن الماضي قل وجود طائر الحباري وغيرها وكذلك ندر وجود الصقور وكثر الصيادون وظهرت مسألة بيع هذه الطيور ووصلت أسعارها إلى مبالغ باهظة كبيرة بالنسبة لهؤلاء الصيادين البسطاء، وكذلك دخل على هذه الرياضة أناس ليست لهم علاقة ولا خبرة بها، وذلك من أجل البيع والشراء والسمسرة فقط. بالرغم من ذلك هناك صيادين حقيقيين لازالوا يتمسكون بهذه الهواية في طبرق منهم الحبون وال اسحام وعدد من القبائل الأخرى كالقطعان وغيرهم ووصل الأمر إلى أن هناك عددا من الصيادين باعوا بعض الحلي والممتلكات من اجل اقتناء صقر..
فانا أحببت صيد الصقور وكنت اذهب وأنا صغير مع أبي تعلمت منه هذه الهواية كنت أراقب كل صغيرة وكبيرة يفعلها أثناء خروجه للصيد وإثناء وقوع الصقر في الشرك وأثناء تخليصه وتعلمت كيف أتعامل مع هذا الطائر الحر بطريقة سليمة وصحيحة.. أيضا أخوتي الصغار هم كذلك أحبوا صيد الصقور وهم أيضا تعلموا هذه الهواية..
- مندوب الصياد: نحن نسمع أن هناك مواسم للصيد في بحر الرمال العظيم متى يبدأ هذا الموسم؟
- نعم موسم الرمل يبدأ من شهر 9 ويستمر حتى شهر11 من السنة، فتجد الصيادين يستعدون لهذا الموسم من مؤن ووسيلة نقل ويضطر بعضهم إلى الاستدانة لتوفير لوازم الصيد في هذه الرحلة الطويلة والخطيرة ويترك أهله ويتوجه إلى مكان الصيد في الصحراء الليبية مع حدود مصر والسودان، والصياد عندما يصل إلى مكان الصيد ينسى كل شيء تركه ويركز ذهنه في الصيد، وبعد انقضاء فترة الصيد يرجع إلى أهله إما يحمل طائراً و إما أن تكون الأجواء الجميلة التي قضاها هي حظه من هذه الرحلة..
- مندوب الصياد: بيع الصقور وشرائها انتشر بشكل كبير في الفترة الأخيرة، كيف يتم بيع هذه الصقور هل داخل ليبيا أم خارجها؟
- بصراحة البيع في الداخل أوفي الخارج فهناك أسواق كبيرة في بعض دول الخليج تعرض فيها صقور من إيران ومن مصر ومن ليبيا ومن بعض الدول الآسيوية والأفريقية والأوروبية الأخرى، وعندما يصل الطير الليبي إلى هذه الأسواق تكون له الصدارة دائماً لان الصقور الليبية تمتاز بالقوة والصلابة والقدرة على اقتناص الفريسة الكبيرة مثل طائر(النغاق) و(الإوز).
- مندوب الصياد: حدثنا عن بداية رحلة الصيد؟
- في البداية الصياد عندما أن يستعد لهذه الرحلة وعليه أن يضع أداة الصيد وهي تسمى(اللفافة) وكان الصيادون القدامى يصنعون عيونها من سبيب الحصان وغيرها ألان أصبحت تصنع من خيوط سنارة صيد الأسماك واللفافة نفسها تصنع من خيوط الخرازة ويجدل هذا الخيط ويخصص مكان لأجنحة الطير والرقبة ويربط بها خيط يطلق عليه (المرس) يتراوح طوله من 10 إلى 20 متر ، ويذهب الصياد في رحلته سواء بمحاذاة البحر أو في الرمل أو في الصحراء ، وعندما تكون بسيارتك أو على الإقدام تجد الطير(الصقر) واقفاً على حافة تلال الرمل أو على حجرة أو على سلك كهرباء فتطلق (الحمامة) التي بها (اللفافة) فتطير عاليا وعندما يراها الصقر وخاصة (الفرخ) فيسقط عليها مباشرة. وعندما نمسك بالطير نعمل له قماط لان الطير غالباً ما يكون حاد الطباع عند الإمساك به وحركته القوية قد تؤدي إلى كسر أحدى ريشاته، وعندما تصل به إلى الخيمة ترشه بماء وتضعه على الرمل.
- حدثنا عن موسم صيد الصقور هذا العام؟
- هذا العام الصيد يعتبر أقل من الأعوام الماضية فأخي الأصغر خليل ذهب إلى منطقة الحدود المشتركة مع السودان( دنقلة) مرتين وفي المرة الثانية مكثوا عشرين يوماً في شهر رمضان ولأن الحرارة كانت مرتفعة والأجواء صعبة افطروا يومين في رمضان واستطاع هو من معه أن يمسكوا بأحد الصقور في منطقة (برج الصقور) وجاءوا به وبيع بمبلغ ستة آلاف دينار. أيضا أخي الأخر ناصر السعداوي أصطاد على البحر صقراً وعندما حصل في النقل الذي يحمله طار(الطرشون) نزل به في مكان سحيق على سفح جبل فنزل خلفه دون أن يشعر أو يحسب عواقب ذلك من شدة فرحه وكذلك خوفاً على الصقر من الفرار، وهذا الصقر كان مقاسه 15.50* 15.50 وبعناه بمبلغ 7.500 دينار ليبي ، أما شقيقي الثالث فأمسك بصقر صبيحة يوم عيد الفطر وكان فرحاً باصطياده.
- نود أن نتعرف منك على عادات وتقاليد الصيادين؟
- لكل صاحب مهنة مجموعة من القيم والأخلاقيات التي يستقيها من ظروف مهنته وتعتبر مهنة الصيد مهنة كريمة وهواية أصيلة ترسخ عدة مفاهيم من بينها الشهامة والرجولة والاعتزاز بالنفس، فالصياد يترك خيمته في الصحراء حتى يهتدي إليها عابرو سبيل والصيادين الآخرين ليتزودوا بالماء والمؤن والوقود إذا لزم الأمر، كذلك طبيعة الصيد في الصحراء تحتم على الصياد أن يعتمد في غذائه على المواد الجافة والطعام البدوي الذي يصنعه بيده مثل تجفيف اللحم(القديد) وكذلك طهي الخبز(المجردق) كل هذه العادات الأصيلة يتحلى بها أجدادنا القدامى.
- ما هي احتياجات الصياد في رحلة صيد الصقور؟
- الاحتياجات هي حمام و (لفايف) و (انقولة) وطائر (القشة) لعمل الفكك و حريرة وسيارة طاوية خاصة بالصيد ووقود لازم وخيمة وفأس وحاجيات ولوازم نستعملها تكفي لرحلة الصيد التي قد تستغرق عدة أسابيع.
http://www.al-saiyad.com/images/pic/154(3).jpg
- ما الفرق بين صيد الصقور على ساحل البحر وصيد الصقور في الصحراء؟
- هناك أنواع من الصقور كما تعرف مثل الحصاوي،النداوي، فرخ الشاهين(ابحارية)، القشة ولكن عادة ما تتواجد الشواهين على سواحل البحر أو في الأماكن التي تتواجد بها الأمطار في الصحراء وطريقة الصيد على الساحل تكون بوضع حمامة في (لفافة) وتوضع على سفح جبل أو صخرة على شاطئ البحر ويأتي الصقر أو الشاهين ماراً ليجد تلك الحمامة أو غيرها من الحمائم فتعلق أرجله بعيون(اللفافة) ثم نمسكه، وقد نضطر إلى عمل (نقل) وهو وضع ريش داخل (لفافة) في رجلي طائر مثل(قشة) ونقوم بوضع كمامة على عينيها أو تخييط عينيها ونطلقها فيراها الصقر فيظن أنها تحمل طائراً آخر فينقض على الريش ويحصل هذا الصقر .
أما صيد الصقور في الصحراء فانه لا يوجد أي شيء يعلق به(المرس) الحبل المربوط في (اللفافة) بل توجد رمال ناعمة فقط لذلك نقوم بتدريب طائر (القشة) أو طائر(البريمي) المسمى (فكك) حتى نطلقه عند الحاجة إليه، ونأتي بحمامة نضع عليها (لفافة) وهذه الحمامة نسميها (هددْ) وتكون هذه اللفافة بدون (مرس) وعندما نرى الصقر أو الشاهين نطلق الحمامة وعندما يعلق بها الصقر ويحملها بين رجليه عندها نطلق (القشة أو البريمي (المسمى (فكك) حتى يقتفي تلك الحمامة فيسقط بها وهي عالقة بالصقر ويقوم الصياد بتخليص الصقر والسماح للقشة أو البريمي بالتهام الحمامة حتى لا يفقد المصداقية ويكون أكثر تعاوناً في المرات القادمة.
- هل لطائر البريمي أو القشة سعر مرتفع؟
- سعره يتراوح بين 80 إلى 100 دينار ولكن في موسم صيد الصقور في الرمل سعره يصل إلى 200 دينار أو احدهما وجوده مع الصياد بنسبة 80% وإذا لم يكن معك فور وصولك إلى الرمل تمسك باحدهما لعمل(الفكك).
- هل تتذكر أول طير أمسكت به؟
- نعم أتذكره جيدا فهو كان شاهين، أمسكت به وعمري آنذاك 22 سنة ومكث معنا 7 سنوات كاملة وأتذكر انه جاءنا بعض التجار الخليجيين أرادوا شرائه فرفض والدي وقال معزة هذا الطير عندي هي أكثر من معزة ابني الأصغر كما أتذكر انه ضاع منا لعدة أيام وامسك به احد الصيادين من منطقة القعرة وكان يوم رجوعه يوم عيد بالنسبة لنا وذبحنا شاتين وأقمنا احتفالا برجوع هذا الشاهين، وأيضا أضعناه مرة أخرى وامسكنا به على شاطئ البحر وفرحنا برجوعه كذلك..
- ما هي الأمراض التي تصيب الصقور؟
- هناك عدد كبير من الإمراض أخطرها مرض(الشص) وهو شبيه بمرض السرطان يصيب رقبة الصقر ولكن الخليجيين توصلوا لصنع دواء وهو موجود عندي ومرض (الشص) يطلق عليه في الخليج اسم(إقلاع).
- كيف تعرفون عمر الطير؟
- نحن نعرف عمر الطير من خلال النظر إلى الأرجل و المنقار والريش، فالطير الذي أرجله فيها بياض بسيط يكون عمره أول بين(سنة واحدة) أما الذي أرجله صفراء بالكامل فانه يكون قضى البيت الثاني والثالث، وأيضا الطير يقوم بتغيير ريشه بدءا من الجناح من الداخل تدريجياً وحتى آخر ريشتين اللتين يطلق عليهما اسم (السماميك).
- هل هناك صفات أخرى للصقور؟
- الصقور عندها إحساس عالٍ جداً فإذا ضايقها احد الجالسين تنظر إليه بنظرات حادة مقلقة وعندما تطلقه لاصطياد الحباري ولم يفلح في اقتناصها يحزن ولا يرجع إلى صاحبه مباشرة بل يقف بعيداً وكأنه يستحي منه لعدم مقدرته على اصطيادها وفي كثير من الأحيان لا يواصل مطاردته لها إذا فشل في قنصها بعد فترة وجيزة من طيرانه، وإذا امسك بها على الصياد أن يتركه بأكل منها فم أو فمين..
وللصقر وزن معين إذا زاد أو نقص تصبح عملية اصطياده للطيور محفوفة بالفشل والوزن المعتاد والمناسب يتراوح بين 900 جرام إلى 1200 جرام ، فإذا قل وزنه عن هذا المعدل لا يستطيع اللحاق بالفريسة لضعفه وإذا زاد لا يستطيع لقوته وشعوره بعدم الرغبة للأكل.
- من هم ابرز صيادي الصقور في البطنان؟
- هناك الكثيرين اذكر منهم بوأمهلهل وعيت اسحام و بوزريقة وعزالدين والحاج والعمدة عثمان وإدريس بوبكر ومسعد رجب ومستور ومفتاح المالكي والصالحين بومشهي والشرصات وبورغيدة وحبون امساعد والبردي والقطعان، و صيادو الصقور في البطنان هم من أكثر الصيادين في ليبيا.
وفي ختام هذا اللقاء نشكر آل السعداوي على استقبالهم وحفاوتهم وشرحهم لرياضة الصقور وإعطاء نبذة وافية حول تجاربهم الشخصية في هذا المجال.
14/12/2006
http://www.al-saiyad.com/images/pic/154(1).jpg
تشتهر منطقة البطنان منذ القدم بالصيد.. خاصة الصيد بالصقور والطيور الجارحة.. والتي تعتبر من بين الرياضات أو العادات الجميلة التي تشتهر بها العديد من الأسر والعائلات البطنانية التي تتوارثها عبر الأجيال وتحافظ على ممارستها وتعتز بانتمائها إلى فئة ..الصيادين.. وتحرص على تكريس جزء من حياتها لها.. وتخصيص جانب من معيشتها ووقتها لمتابعة هذه الهواية مهما كلفها الأمر من تضحيات مالية و اجتماعية وغيرهما..
ويتساوى في ذلك كل أصحاب هذه الهواية سواء الصياد البسيط أو الصياد المثقف المتعلم الذي يحمل أعلى الشهادات العلمية..
ومن تلك الأسر.. أسرة الحاج عيسى سعداوي القطعاني والتي كان لنا معها هذا اللقاء حيث التقينا أولا بالشاب الصقار/ محمد عيسى سعداوي وسألناه..
http://www.al-saiyad.com/images/pic/154(2).jpg
- مندوب الصياد: رياضة الصقور هي من بين رياضات عديدة لماذا صيد الصقور
بالذات ؟.. ومتى بدأت في هذه الرياضة..؟
- أولا أرحب بأسرة موقع الصياد نحن سمعنا عن هذا الموقع وسعدنا أن اسم الموقع هو(الصياد) وان صورة صقر تتصدر هذا الموقع.. وبدايتي مع هذه الرياضة ومع صيد الصقور منذ نعومة أظفاري ومنذ أن كان عمري لا يتجاوز الخمس عشرة سنة وأحببت صيد الصقور لان أبي كان صيادا وهو الحاج عيسى السعداوي وكان دائماً يتحدث معنا عن محاسن صيد الصقور وأن أجدادنا القدماء كانوا يصطادون الصقور من أجل لحوم الحباري والأرانب وكان اصطياد الصقور في موسم معين من السنة وبعد الانتهاء من هذا الموسم يطلق سراح هذه الصقور وكان الطير(الصقر) يسد رمق نجع بأكمله بما يصطاده من طائر
( الحباري) أومن الأرانب البرية ولكن في السنوات الأخيرة من القرن الماضي قل وجود طائر الحباري وغيرها وكذلك ندر وجود الصقور وكثر الصيادون وظهرت مسألة بيع هذه الطيور ووصلت أسعارها إلى مبالغ باهظة كبيرة بالنسبة لهؤلاء الصيادين البسطاء، وكذلك دخل على هذه الرياضة أناس ليست لهم علاقة ولا خبرة بها، وذلك من أجل البيع والشراء والسمسرة فقط. بالرغم من ذلك هناك صيادين حقيقيين لازالوا يتمسكون بهذه الهواية في طبرق منهم الحبون وال اسحام وعدد من القبائل الأخرى كالقطعان وغيرهم ووصل الأمر إلى أن هناك عددا من الصيادين باعوا بعض الحلي والممتلكات من اجل اقتناء صقر..
فانا أحببت صيد الصقور وكنت اذهب وأنا صغير مع أبي تعلمت منه هذه الهواية كنت أراقب كل صغيرة وكبيرة يفعلها أثناء خروجه للصيد وإثناء وقوع الصقر في الشرك وأثناء تخليصه وتعلمت كيف أتعامل مع هذا الطائر الحر بطريقة سليمة وصحيحة.. أيضا أخوتي الصغار هم كذلك أحبوا صيد الصقور وهم أيضا تعلموا هذه الهواية..
- مندوب الصياد: نحن نسمع أن هناك مواسم للصيد في بحر الرمال العظيم متى يبدأ هذا الموسم؟
- نعم موسم الرمل يبدأ من شهر 9 ويستمر حتى شهر11 من السنة، فتجد الصيادين يستعدون لهذا الموسم من مؤن ووسيلة نقل ويضطر بعضهم إلى الاستدانة لتوفير لوازم الصيد في هذه الرحلة الطويلة والخطيرة ويترك أهله ويتوجه إلى مكان الصيد في الصحراء الليبية مع حدود مصر والسودان، والصياد عندما يصل إلى مكان الصيد ينسى كل شيء تركه ويركز ذهنه في الصيد، وبعد انقضاء فترة الصيد يرجع إلى أهله إما يحمل طائراً و إما أن تكون الأجواء الجميلة التي قضاها هي حظه من هذه الرحلة..
- مندوب الصياد: بيع الصقور وشرائها انتشر بشكل كبير في الفترة الأخيرة، كيف يتم بيع هذه الصقور هل داخل ليبيا أم خارجها؟
- بصراحة البيع في الداخل أوفي الخارج فهناك أسواق كبيرة في بعض دول الخليج تعرض فيها صقور من إيران ومن مصر ومن ليبيا ومن بعض الدول الآسيوية والأفريقية والأوروبية الأخرى، وعندما يصل الطير الليبي إلى هذه الأسواق تكون له الصدارة دائماً لان الصقور الليبية تمتاز بالقوة والصلابة والقدرة على اقتناص الفريسة الكبيرة مثل طائر(النغاق) و(الإوز).
- مندوب الصياد: حدثنا عن بداية رحلة الصيد؟
- في البداية الصياد عندما أن يستعد لهذه الرحلة وعليه أن يضع أداة الصيد وهي تسمى(اللفافة) وكان الصيادون القدامى يصنعون عيونها من سبيب الحصان وغيرها ألان أصبحت تصنع من خيوط سنارة صيد الأسماك واللفافة نفسها تصنع من خيوط الخرازة ويجدل هذا الخيط ويخصص مكان لأجنحة الطير والرقبة ويربط بها خيط يطلق عليه (المرس) يتراوح طوله من 10 إلى 20 متر ، ويذهب الصياد في رحلته سواء بمحاذاة البحر أو في الرمل أو في الصحراء ، وعندما تكون بسيارتك أو على الإقدام تجد الطير(الصقر) واقفاً على حافة تلال الرمل أو على حجرة أو على سلك كهرباء فتطلق (الحمامة) التي بها (اللفافة) فتطير عاليا وعندما يراها الصقر وخاصة (الفرخ) فيسقط عليها مباشرة. وعندما نمسك بالطير نعمل له قماط لان الطير غالباً ما يكون حاد الطباع عند الإمساك به وحركته القوية قد تؤدي إلى كسر أحدى ريشاته، وعندما تصل به إلى الخيمة ترشه بماء وتضعه على الرمل.
- حدثنا عن موسم صيد الصقور هذا العام؟
- هذا العام الصيد يعتبر أقل من الأعوام الماضية فأخي الأصغر خليل ذهب إلى منطقة الحدود المشتركة مع السودان( دنقلة) مرتين وفي المرة الثانية مكثوا عشرين يوماً في شهر رمضان ولأن الحرارة كانت مرتفعة والأجواء صعبة افطروا يومين في رمضان واستطاع هو من معه أن يمسكوا بأحد الصقور في منطقة (برج الصقور) وجاءوا به وبيع بمبلغ ستة آلاف دينار. أيضا أخي الأخر ناصر السعداوي أصطاد على البحر صقراً وعندما حصل في النقل الذي يحمله طار(الطرشون) نزل به في مكان سحيق على سفح جبل فنزل خلفه دون أن يشعر أو يحسب عواقب ذلك من شدة فرحه وكذلك خوفاً على الصقر من الفرار، وهذا الصقر كان مقاسه 15.50* 15.50 وبعناه بمبلغ 7.500 دينار ليبي ، أما شقيقي الثالث فأمسك بصقر صبيحة يوم عيد الفطر وكان فرحاً باصطياده.
- نود أن نتعرف منك على عادات وتقاليد الصيادين؟
- لكل صاحب مهنة مجموعة من القيم والأخلاقيات التي يستقيها من ظروف مهنته وتعتبر مهنة الصيد مهنة كريمة وهواية أصيلة ترسخ عدة مفاهيم من بينها الشهامة والرجولة والاعتزاز بالنفس، فالصياد يترك خيمته في الصحراء حتى يهتدي إليها عابرو سبيل والصيادين الآخرين ليتزودوا بالماء والمؤن والوقود إذا لزم الأمر، كذلك طبيعة الصيد في الصحراء تحتم على الصياد أن يعتمد في غذائه على المواد الجافة والطعام البدوي الذي يصنعه بيده مثل تجفيف اللحم(القديد) وكذلك طهي الخبز(المجردق) كل هذه العادات الأصيلة يتحلى بها أجدادنا القدامى.
- ما هي احتياجات الصياد في رحلة صيد الصقور؟
- الاحتياجات هي حمام و (لفايف) و (انقولة) وطائر (القشة) لعمل الفكك و حريرة وسيارة طاوية خاصة بالصيد ووقود لازم وخيمة وفأس وحاجيات ولوازم نستعملها تكفي لرحلة الصيد التي قد تستغرق عدة أسابيع.
http://www.al-saiyad.com/images/pic/154(3).jpg
- ما الفرق بين صيد الصقور على ساحل البحر وصيد الصقور في الصحراء؟
- هناك أنواع من الصقور كما تعرف مثل الحصاوي،النداوي، فرخ الشاهين(ابحارية)، القشة ولكن عادة ما تتواجد الشواهين على سواحل البحر أو في الأماكن التي تتواجد بها الأمطار في الصحراء وطريقة الصيد على الساحل تكون بوضع حمامة في (لفافة) وتوضع على سفح جبل أو صخرة على شاطئ البحر ويأتي الصقر أو الشاهين ماراً ليجد تلك الحمامة أو غيرها من الحمائم فتعلق أرجله بعيون(اللفافة) ثم نمسكه، وقد نضطر إلى عمل (نقل) وهو وضع ريش داخل (لفافة) في رجلي طائر مثل(قشة) ونقوم بوضع كمامة على عينيها أو تخييط عينيها ونطلقها فيراها الصقر فيظن أنها تحمل طائراً آخر فينقض على الريش ويحصل هذا الصقر .
أما صيد الصقور في الصحراء فانه لا يوجد أي شيء يعلق به(المرس) الحبل المربوط في (اللفافة) بل توجد رمال ناعمة فقط لذلك نقوم بتدريب طائر (القشة) أو طائر(البريمي) المسمى (فكك) حتى نطلقه عند الحاجة إليه، ونأتي بحمامة نضع عليها (لفافة) وهذه الحمامة نسميها (هددْ) وتكون هذه اللفافة بدون (مرس) وعندما نرى الصقر أو الشاهين نطلق الحمامة وعندما يعلق بها الصقر ويحملها بين رجليه عندها نطلق (القشة أو البريمي (المسمى (فكك) حتى يقتفي تلك الحمامة فيسقط بها وهي عالقة بالصقر ويقوم الصياد بتخليص الصقر والسماح للقشة أو البريمي بالتهام الحمامة حتى لا يفقد المصداقية ويكون أكثر تعاوناً في المرات القادمة.
- هل لطائر البريمي أو القشة سعر مرتفع؟
- سعره يتراوح بين 80 إلى 100 دينار ولكن في موسم صيد الصقور في الرمل سعره يصل إلى 200 دينار أو احدهما وجوده مع الصياد بنسبة 80% وإذا لم يكن معك فور وصولك إلى الرمل تمسك باحدهما لعمل(الفكك).
- هل تتذكر أول طير أمسكت به؟
- نعم أتذكره جيدا فهو كان شاهين، أمسكت به وعمري آنذاك 22 سنة ومكث معنا 7 سنوات كاملة وأتذكر انه جاءنا بعض التجار الخليجيين أرادوا شرائه فرفض والدي وقال معزة هذا الطير عندي هي أكثر من معزة ابني الأصغر كما أتذكر انه ضاع منا لعدة أيام وامسك به احد الصيادين من منطقة القعرة وكان يوم رجوعه يوم عيد بالنسبة لنا وذبحنا شاتين وأقمنا احتفالا برجوع هذا الشاهين، وأيضا أضعناه مرة أخرى وامسكنا به على شاطئ البحر وفرحنا برجوعه كذلك..
- ما هي الأمراض التي تصيب الصقور؟
- هناك عدد كبير من الإمراض أخطرها مرض(الشص) وهو شبيه بمرض السرطان يصيب رقبة الصقر ولكن الخليجيين توصلوا لصنع دواء وهو موجود عندي ومرض (الشص) يطلق عليه في الخليج اسم(إقلاع).
- كيف تعرفون عمر الطير؟
- نحن نعرف عمر الطير من خلال النظر إلى الأرجل و المنقار والريش، فالطير الذي أرجله فيها بياض بسيط يكون عمره أول بين(سنة واحدة) أما الذي أرجله صفراء بالكامل فانه يكون قضى البيت الثاني والثالث، وأيضا الطير يقوم بتغيير ريشه بدءا من الجناح من الداخل تدريجياً وحتى آخر ريشتين اللتين يطلق عليهما اسم (السماميك).
- هل هناك صفات أخرى للصقور؟
- الصقور عندها إحساس عالٍ جداً فإذا ضايقها احد الجالسين تنظر إليه بنظرات حادة مقلقة وعندما تطلقه لاصطياد الحباري ولم يفلح في اقتناصها يحزن ولا يرجع إلى صاحبه مباشرة بل يقف بعيداً وكأنه يستحي منه لعدم مقدرته على اصطيادها وفي كثير من الأحيان لا يواصل مطاردته لها إذا فشل في قنصها بعد فترة وجيزة من طيرانه، وإذا امسك بها على الصياد أن يتركه بأكل منها فم أو فمين..
وللصقر وزن معين إذا زاد أو نقص تصبح عملية اصطياده للطيور محفوفة بالفشل والوزن المعتاد والمناسب يتراوح بين 900 جرام إلى 1200 جرام ، فإذا قل وزنه عن هذا المعدل لا يستطيع اللحاق بالفريسة لضعفه وإذا زاد لا يستطيع لقوته وشعوره بعدم الرغبة للأكل.
- من هم ابرز صيادي الصقور في البطنان؟
- هناك الكثيرين اذكر منهم بوأمهلهل وعيت اسحام و بوزريقة وعزالدين والحاج والعمدة عثمان وإدريس بوبكر ومسعد رجب ومستور ومفتاح المالكي والصالحين بومشهي والشرصات وبورغيدة وحبون امساعد والبردي والقطعان، و صيادو الصقور في البطنان هم من أكثر الصيادين في ليبيا.
وفي ختام هذا اللقاء نشكر آل السعداوي على استقبالهم وحفاوتهم وشرحهم لرياضة الصقور وإعطاء نبذة وافية حول تجاربهم الشخصية في هذا المجال.