ابو سمر
14/01/2007, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
من المؤكد أن الكثيرين منكم عرفوا هذه العين منذ صباهم ، لكن قد يكون هناك من لم يسمع بها و لم يتمتع يوما ما بالسباحة فيها ، ولم يفجعه سواد مياهها حتى عند تعامد أشعة الشمس عليها .. وللسباحة في العيون نكهة خاصة جدا لا يعرفها إلا محبي السباحة ، خاصة مياهها القليلة الكثافة والتي تحمل السباح وتقلل من مجهوده البدني ..
عرفت هذه العين في صباي بحدود عام 1404هـ تقريبا ، إذ توجهت إليها من الرياض برفقة خالي والصديق الذي يرافقني دائما أبو عبدالله ، كان ذلك في بدايات اهتمام الناس باللاند كروزر الذي لم يكن من السيارات المفضلة آنذاك ، كان يوما جميلا مازال عالقا في ذاكرتي حتى اليوم لحدثين .
الأول : أنني سبحت فيها لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة وبمفردي حيث أصل لمنتصفها تقريبا ، وبعد ابتعادي يفزعني لون السواد فأهرب مسرعا لشاطئها الغربي ، وما هي إلا لحظات أشارك خالي وأبو عبدالله المستظلين بشجرة صغيرة ، حتى أعود مرة أخرى و أركز نظري للسماء خوفا من السواد اللي تحت ، ولم أعلم بتأثير الشمس على البشرة والأكتاف والرقبة خاصة ، إلا بعد أن عدنا للبيت بدأت أحس بحرقة شديدة بالكتفين والرقبة ، لعدة أيام حتى بدأ جلدي يتقشر وينسلخ على شكل قشور ، وتكرر هذه الأمر مرة ثانية في شاطىء هاف مون بالدمام ، لكن الثانية كنت أسخر من أحد الأصدقاء الذي يشبه الممثل نجاح الموجي ، كان معه كريم ترطيب للبشرة ، وكنت و أحد الأصدقاء نسخر منه ومن نعومته ، لأن الشكل ( الله يذكره بالخير ) لا يتناسب والكريمات والنعومة ، الكريمات تصلح لواحد نويعم ورقيق ، لكن الله عاقبنا بأن تسلخ جلدي من الملح والشمس الحارقة ، و تحولنا من ضاحكين إلى مضحوك عليهما ، جزاء سخريتنا به ..
والحدث الثاني : أننا نسينا البصل ، ولم يتذكر الخال ذلك إلا بعد وصولنا ، أنا نسيت نفسي عندما رأيت العين ، يالله لحقت ألبس سروال السباحة من السرعة ، و بعد الغداء تذكرت شتائم خالي عطاهم وغطاهم ما شيكوا العزبة ( هواش وزعل و على بصل ) ، وبعد الأكل تذكرت : لقيتوا البصل ؟ قالوا إحمد ربك وخلاص ، قلت : الهواش والزعل وشو عليه طيب ؟ قال لا تسأل عن أشياء انتهت خلاص ، قلت : غريبة ، قال : خلاص لا تلجنا ، تشوف الشجرة ذيك ؟ شف تحتها كومة بصل كابينه كشاته قبلنا ونقيت منه كم حبه وربنا لك الحمد ، ولو قلنا لك أكيد تبي تكره الغداء ( هم صادقين ذيك السنين كانت نفسي شينة ، والآن لا ولله الحمد ) .. عاد هالإثنين لهم قصة شفتها بعيوني ، يوم أكلوا لحمة زرقاء من الدود بالصمان لها يومين ناسينها بكرتون بصندوق الوانيت ، وكملوا عليها ضب ، هم أكلوا اللحمة المدودة كأنهم يأكلون خبز تميس و ويالله ألقى بسكوت أقرضه مع الشاهي ..
في يوم الخميس الفائت الموافق 21/12/1427هـ زرت جبل التوباد ، وتذكرت أن نزور تلك العين الجميلة التي زرتها عدة مرات لأراها بعد أن جفت مياهها نتيجة للتوسع غير العقلاني في الزراعة مما أدى إلى نضوبها تماما ونزول مستوى المياه في الآبار الجوفية في تلك المنطقة خاصة وفي معظم مناطق المملكة عامة، هذه المنطقة التي كانت المياه تسيح على السطح في بعض جهاتها وسميت بعض المدن بالسيح لهذا السبب ، أمر مخيف ومحزن أن يجهل المهتمون في التخطيط خطورة الوضع المائي في بلادنا لأنه من الصعب تعويض ذلك ولو بعد مئات السنين نظرا لشح الأمطار وندرتها خاصة في تلك المنطقة حيث لم تهطل عليها أمطارا غزيرة لهذا العام أو في الأعوام الماضية ..
** الصور التالية تكرر عرضها في عدد من المنتديات ومنها مكشات ، ووضعتها هنا للمقارنة لمن لا يعرف العين من قبل ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_1.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_2.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_3.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_4.jpg
في هذا المكان بالضبط كان جلوسنا عند زياتها لأول مرة عام 1404هـ ولم يبق من تلك الأشجار سوى الأغصان الجافة ، وتشققات التربة الجيرية ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_61.jpg
مثلها مثل أي عين الموجودة في المملكة ، فقد تردد مقولة أن عيون الأفلاج وعيون الخرج وعيون الأحساء متصلة بأنفاق تحت الأرض ( حسب قول المريكاني ) وكان البعض يصدق ذلك ، حيث يقول البعض إنه طاح في عين الخرج سيارة ويلز و طلعت عليهم بالأحساء ، وهذا طبعا لا يصدقه عقل ، وبالواقع أنه لو طاح جيب يمكن ما يوصل مشتل الخرج ..
و في الحقيقة أن الطبقات الحاملة للمياه في القشرة الأرضية تحمل المياه بمستوى مواز لسطح الأرض تقريبا ، لأن سطح الأرض بحدود المائة والخمسين مترا فوق سطح البحر في الأحساء، بينما يتجاوز الأربعمائة والستين مترا في الخرج ، وأكثر من الخمسمائة والثلاثين مترا في الأفلاج ، فلو كانت متصلة بأنفاق كما كان يشاع لما فاضت مياه عيون الخرج ، ومياه عيون الأفلاج على السطح قديما ، و لإنجذبت لفوق مستوى سطح الأرض في الأحساء .. مثلها مثل لو كان لديك ثلاثة أوعية متصلة ، لكنها غير متساوية الإرتفاع ، سنجد أن الماء ينجذب للوعاء الأسفل حسب قانون الجاذبية المعروف ..
الصورة التالية من الجهة الغربية وباتجاه الجهة الشرقية من العين ويظهر تحت السهم مبنى يتجاوز ارتفاعه الدورين ، يبدو صغيرا نظرا لبعد المسافة ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_46.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_49.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_53.jpg
يتبع بقية الصور ..
من المؤكد أن الكثيرين منكم عرفوا هذه العين منذ صباهم ، لكن قد يكون هناك من لم يسمع بها و لم يتمتع يوما ما بالسباحة فيها ، ولم يفجعه سواد مياهها حتى عند تعامد أشعة الشمس عليها .. وللسباحة في العيون نكهة خاصة جدا لا يعرفها إلا محبي السباحة ، خاصة مياهها القليلة الكثافة والتي تحمل السباح وتقلل من مجهوده البدني ..
عرفت هذه العين في صباي بحدود عام 1404هـ تقريبا ، إذ توجهت إليها من الرياض برفقة خالي والصديق الذي يرافقني دائما أبو عبدالله ، كان ذلك في بدايات اهتمام الناس باللاند كروزر الذي لم يكن من السيارات المفضلة آنذاك ، كان يوما جميلا مازال عالقا في ذاكرتي حتى اليوم لحدثين .
الأول : أنني سبحت فيها لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة وبمفردي حيث أصل لمنتصفها تقريبا ، وبعد ابتعادي يفزعني لون السواد فأهرب مسرعا لشاطئها الغربي ، وما هي إلا لحظات أشارك خالي وأبو عبدالله المستظلين بشجرة صغيرة ، حتى أعود مرة أخرى و أركز نظري للسماء خوفا من السواد اللي تحت ، ولم أعلم بتأثير الشمس على البشرة والأكتاف والرقبة خاصة ، إلا بعد أن عدنا للبيت بدأت أحس بحرقة شديدة بالكتفين والرقبة ، لعدة أيام حتى بدأ جلدي يتقشر وينسلخ على شكل قشور ، وتكرر هذه الأمر مرة ثانية في شاطىء هاف مون بالدمام ، لكن الثانية كنت أسخر من أحد الأصدقاء الذي يشبه الممثل نجاح الموجي ، كان معه كريم ترطيب للبشرة ، وكنت و أحد الأصدقاء نسخر منه ومن نعومته ، لأن الشكل ( الله يذكره بالخير ) لا يتناسب والكريمات والنعومة ، الكريمات تصلح لواحد نويعم ورقيق ، لكن الله عاقبنا بأن تسلخ جلدي من الملح والشمس الحارقة ، و تحولنا من ضاحكين إلى مضحوك عليهما ، جزاء سخريتنا به ..
والحدث الثاني : أننا نسينا البصل ، ولم يتذكر الخال ذلك إلا بعد وصولنا ، أنا نسيت نفسي عندما رأيت العين ، يالله لحقت ألبس سروال السباحة من السرعة ، و بعد الغداء تذكرت شتائم خالي عطاهم وغطاهم ما شيكوا العزبة ( هواش وزعل و على بصل ) ، وبعد الأكل تذكرت : لقيتوا البصل ؟ قالوا إحمد ربك وخلاص ، قلت : الهواش والزعل وشو عليه طيب ؟ قال لا تسأل عن أشياء انتهت خلاص ، قلت : غريبة ، قال : خلاص لا تلجنا ، تشوف الشجرة ذيك ؟ شف تحتها كومة بصل كابينه كشاته قبلنا ونقيت منه كم حبه وربنا لك الحمد ، ولو قلنا لك أكيد تبي تكره الغداء ( هم صادقين ذيك السنين كانت نفسي شينة ، والآن لا ولله الحمد ) .. عاد هالإثنين لهم قصة شفتها بعيوني ، يوم أكلوا لحمة زرقاء من الدود بالصمان لها يومين ناسينها بكرتون بصندوق الوانيت ، وكملوا عليها ضب ، هم أكلوا اللحمة المدودة كأنهم يأكلون خبز تميس و ويالله ألقى بسكوت أقرضه مع الشاهي ..
في يوم الخميس الفائت الموافق 21/12/1427هـ زرت جبل التوباد ، وتذكرت أن نزور تلك العين الجميلة التي زرتها عدة مرات لأراها بعد أن جفت مياهها نتيجة للتوسع غير العقلاني في الزراعة مما أدى إلى نضوبها تماما ونزول مستوى المياه في الآبار الجوفية في تلك المنطقة خاصة وفي معظم مناطق المملكة عامة، هذه المنطقة التي كانت المياه تسيح على السطح في بعض جهاتها وسميت بعض المدن بالسيح لهذا السبب ، أمر مخيف ومحزن أن يجهل المهتمون في التخطيط خطورة الوضع المائي في بلادنا لأنه من الصعب تعويض ذلك ولو بعد مئات السنين نظرا لشح الأمطار وندرتها خاصة في تلك المنطقة حيث لم تهطل عليها أمطارا غزيرة لهذا العام أو في الأعوام الماضية ..
** الصور التالية تكرر عرضها في عدد من المنتديات ومنها مكشات ، ووضعتها هنا للمقارنة لمن لا يعرف العين من قبل ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_1.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_2.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_3.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_4.jpg
في هذا المكان بالضبط كان جلوسنا عند زياتها لأول مرة عام 1404هـ ولم يبق من تلك الأشجار سوى الأغصان الجافة ، وتشققات التربة الجيرية ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_61.jpg
مثلها مثل أي عين الموجودة في المملكة ، فقد تردد مقولة أن عيون الأفلاج وعيون الخرج وعيون الأحساء متصلة بأنفاق تحت الأرض ( حسب قول المريكاني ) وكان البعض يصدق ذلك ، حيث يقول البعض إنه طاح في عين الخرج سيارة ويلز و طلعت عليهم بالأحساء ، وهذا طبعا لا يصدقه عقل ، وبالواقع أنه لو طاح جيب يمكن ما يوصل مشتل الخرج ..
و في الحقيقة أن الطبقات الحاملة للمياه في القشرة الأرضية تحمل المياه بمستوى مواز لسطح الأرض تقريبا ، لأن سطح الأرض بحدود المائة والخمسين مترا فوق سطح البحر في الأحساء، بينما يتجاوز الأربعمائة والستين مترا في الخرج ، وأكثر من الخمسمائة والثلاثين مترا في الأفلاج ، فلو كانت متصلة بأنفاق كما كان يشاع لما فاضت مياه عيون الخرج ، ومياه عيون الأفلاج على السطح قديما ، و لإنجذبت لفوق مستوى سطح الأرض في الأحساء .. مثلها مثل لو كان لديك ثلاثة أوعية متصلة ، لكنها غير متساوية الإرتفاع ، سنجد أن الماء ينجذب للوعاء الأسفل حسب قانون الجاذبية المعروف ..
الصورة التالية من الجهة الغربية وباتجاه الجهة الشرقية من العين ويظهر تحت السهم مبنى يتجاوز ارتفاعه الدورين ، يبدو صغيرا نظرا لبعد المسافة ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_46.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_49.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images25/mk7079_53.jpg
يتبع بقية الصور ..