المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاهد على العصر



احمدالدمام
02/12/2015, 10:06 AM
هذه قصة للعم إبراهيم بن عبدان حفظه الله قصها علينا فخطب بها د.عبدالله بلقاسم وأبدع في ذلك.




قصة إبراهيم بن عبدان البكري الشهري من قرية الجهوة بقبيلة بني بكر زمان الجوع قبل 75عام في النماص كما ذكرها الشيخ د. عبدالله بن بلقاسم في خطبة
: الجمعة 16-06-1434 هـ




يقول الله تعالى:
فاقصص الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
إنه قصة حقيقة وقعت فصولها هنا في الأرض التي تعيشون فيها
حين ضرب القحط والمرض والوباء هذه الديار
يحكيها شاهد على العصر، يعيش بيننا، شهد فصولها بنفسه، وعاش آلامها بذاته، يقصها علينا رجل صالح من أسرة كريمة، من أهل المحاضرات ومجالس الذكر، والصدق والصلاح
أعرفه شخصيا وأحسبه من الصادقين الصالحين ولا أزكي على الله أحد
إنه ليست قصته وحده إنها قصتنا قصة آبائنا قصة مجتمعنا قصة عشرات الأسر قبل خمسة وسبعين عاما
سأحكيها لكم على لسانه
لنأخذ منها عبرا ، زادا من التاريخ لمستقبلنا


يقول كنت طفلا صغيرا حين نشب خلاف بين أمي وأبي غادرت معه أمي بيتنا مصطحبة معها أخوي الصغيرين، وتركتني باعتبار أكبر منهما مع والدي
وتزوج أبي زوجة أخرى وأنجب منها طفلتين
وفي نحو سنة 1357 أجدبت ديارنا، وشحت أرضنا، وانتشر الجوع والفاقة، وضاقت الأرض بما رحبت على أهلها، حتى أكلوا أوراق الشجر وجلود الحيوانات، حتى كان الرجل يبيع أرضه التي كانت أغلى من روحه من أجل وجبة عشاء يمنح بها نفسه وأهله فرصة أخرى قصيرة للحياة
حينها شعر والدي بأنه يمثل عبئا على والده جدي وأنه لن يتمكن من الوفاء بحاجته وحاجة أطفاله، قرر الرحيل بنا، وخرجنا
حتى وصلنا إلى الشعف ،
إنه يتحدث عن شعف النماص عن عنواين تعرفونها أيها الأخوة
فالتفت إلي والدي وطلب مني الرجوع لأبقى مع جدي وجدتي، فاستجبت له، ورحل ثم التفت يقول لي قبل الوداع: لعلنا لا نلتقى بعد هذه اللقاء أبدا يابني
إنه رحلة إلى المجهول، سفر بلا وجهة ولا هدف سوى البحث عن لقمة تسد رمق الطفلتين وأمهما
وعدت مع جدي، وازدات الأمور سوءا، والجوع يخيم على المكان والزمان، والناس تفر بحثا من البلد، ولم يبق إلا كبار السن وبعض الصغار،
وحين خاف جدي علي أن أموت جوعا، أشار علي أن ألحق بأمي وأخوي الصغيرين عند أهلها
فذهبت امشى وأنا في حدود الثانية عشرة إلى أمي على بعد ثلاثين كيلا من إلى الشمال من النماص،وبقيت أمشى من الصباح حتى جاء المساء ووصلت إليها ففرحت بي فرحا عظيما واستقبلتني ، ورأيتها تبيع الحطب من أجل أن تسد رمق أخوي الصغيرين، فأضفت إليها عبئا جديدا، ولم يمر وقت طويل حتى شعرت بأنها عاجزة عن إطعامنا، وخافت أن يقتلنا الجوع، فقالت انزل يا بني إلى تهامة لعلك تجد والدك أو تجد شيئا تأكله وأرسلت معي أخي الذي يصغرني، وتركت أصغرنا معها، وصحبنا ابن خالتي الصغير أيضا ونزلنا إلى تهامة أقود رحلة الأطفال البؤساء هذه حيث كنت أكبرهم، إلى تهامة حيث تنتشر الملاريا والوباء والناس يموتون فرادى وجماعات من فتك المرض، ولكن لا خيار لنا، الموت جوعا أو وباء إنه خيارات متقاربة، لابد من الركض إلى النهاية، مضينا حيث لا نعرف طريقا ولا وجهة،نقترب في المساء من البيوت لنؤنس وحشتنا، ونأكل
ما نجد في الطريق من الشجر
حتى وصلنا سوق الاثنين في المجاردة اليوم
والناس يتبايعون الحبوب والتمر والزبيب، فنستبق إلى حبة سقطت هنا أو هناك، والناس لا يكترثون بمنظر الأطفال الجياع يبحثون عن الحبوب كالطير وذلك لان الفاقة تضرب الجميع والجوعى كثيرون
تفرقنا في السوق فلما جاء المساء لم أجد اخي ولاابن خالتي
بحثت عنهما طول الليل فلم أجد أخي الصغير وعمره ثمان سنوات إلا في الصباح فضربته بعنف لشدة خوفي عليه وألمي من فراقه ليلة كاملة، ثم ندمت ندما شديدا على ضربي إياه وهو الصغير الشريد الجائع، فكنت احتضنه طوال الليل وأبكي ندما ورحمة به، ولم أجد ابن خالتي إلا في اليوم الثالث وجدته قد مات جوعا أو مرضا
حينها قررت العودة إلى أمي في الحجاز وقد خسرنا في الرحلة ابن خالتي وصعدت بأخي الصغير إلى أمي وأعلمتها بوفاة صاحبنا، فحزنوا إن كان بقي في قلوبهم حزن حينها، وبكوا إن بقيت لهم عيون يبكون بها
وما إن وصلت حتى ارتفعت حرارة أخي الذي كان رفيقي في الرحلة لقد أصابته الملاريا هو الآخر، وظلت أمي وأنا نسهر معه طوال الليل، وكنت أضمه إلى صدري وأبكي، وحين بزغ الفجر أرادت أمي أن تذهب لتأتي بقربة ماء فناداها أخي المحموم بصوت خافت لا تذهبي إنني سأموت الآن قبل أن تعودي بالقربة، وبالفعل مات شعرت أن أمي المسكينة لم يعد في قدرتها القيام بإطعامي مع أخي، ، فعدت إلى جدي في النماص لعل الأوضاع قد تحسنت، فإذا هي قد ازدات سوءا والجوع قد كلح بوجهه في كل الزوايا فاقترح علي جدي أن أنزل من جديد إلى تهامة إلى والدي في القرية الفلانية
فذهبت أمشى أربعة أيام في طريق المجهول، اقترب من المزارع آكل منها وأمضي، وفي ذات مرة اقتربت من بستان أقتات ما أستطيع منه، فإذا بي أرى أبي فاحتضنني وبكيت بحرقة، وأعلمته بوفاة أخي، وأخبرني بوفاة زوجته ، وجعل يخفض من حزني ويقول سوف أعود فآخذ أمك وأخوك ونعود إلى النماص ويلتئم شملنا من جديد
فاجتاحني فرح أنساني كل أحزاني وبشرت أختي الصغيرتين وضممتها إلي وحدثتهما عن أحلامي وعودة أمي وكانوا في حجرة صغيرة تحت صخرة في وادي تهامة، وقلت سأذهب أجتني لكم النبق وحين عدت بعد المغرب، إذا أبي ينتفض من الحرارة فجعلت أرش عليه الماء وأضع النبق في فمه لعله يأكل لكن الأجل كان أسرع ومات أبي وحبات النبق في فمه لم يتمكن من بلعها، ومات الفرحة بسرعة وجاء الناس حولنا حين سمعوا صراخي مع الصغيرتين فدفنوا أبي، ثم ذهبوا وتركونا في الغار وحدنا أنا مع أختي إحداهما في الثانية من عمرها والثانية في الربعة، وانضمت أجسادنا واجتمعت علينا الأحزان، وتجاوبنا الدموع تلك الليلة الموحشة، لنستيقظ في الصباح على موت أختي ذات الأربع سنوات ولحاقها بأبي
فدفنتها بجوار قبره ورحلت بالطفلة ذات العامين أسير في حر الشمس حتى وصلت إلى قرية في خاط، حينها رأتني عجوز ورأت اختي على ظهري تصهرها الشمس قالت ياولدي اترك هذه الضعيفة مع قد قتلتها الشمس، واذهب لعلها تتعافى ثم تعود إليها أو تموت فتستريح فتركتها، وذهبت إلى جدي في النماص وأعلمت بوفاة ولده وزوجته وأختي الصغيرة فبكاه بحرقة وظل يبكيه طويلا حتى فقد بصره، ، ثم عدت بعد أيام ألتمس أختى عند العجوز فأخبرتني أنها ماتت بسرعة بمجرد فراقي لها
واستمر الجوع فترة ثم فرجها الله سبحانه ونزلت الثلوج على البلد وأغاث الله الخلق وكشف ما بهم



هذا ليس فصلا من رواية البؤساء ولا مقطعا من فيلم في الخيال، إنه قصة إنسان هذه الأرض قبل سبعة عقود فقط، قصة بقايا الآلام في وجوه الأحبة الذين ترونهم هنا في الثمانين والتسعين من أعمارهم
اقرؤوا تلك القصص في وجوههم، دعوهم يحدثونكم عن ندوب التاريخ في وجوههم وأكفهم وقلوبهم
حدثوا أطفالكم عن معني المأساة والألم والأحزان والفاقة
كافحوا أيها الأحبة من أجل الحفاظ على النعم بالعبادة والطاعة وترك المعاصي
والتعاون على البر والتقوى
أكثروا من الدعاء والتواضع، ودعوا الإسراف والكبر
فإن الأيام دول
تراحموا وارحموا الضعفاء والبائسين والمساكين


عيشوا آلام إخوانكم في سورياوفي كل مكان
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجائة نقمتك وجميع سخطك

قوافي ( أم نهار )
02/12/2015, 11:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقف تقديراً واحتراماً لكل حرف سطْرا هُنا
قلة حيله وفقر ومرض،، حوصِرتْ ببرواز الالم
حقيقةً أحتار القلم ماذا يكتب أو يخُطْ وأعجز عن التعليق
رفع الله الظلم عن كل مظلوم وأدحظ كل ظالم ونصر الله أخواننا في سوريا وكل مسلم في بقاع الارض
أشكرك أخي احمد على القصه
تحياتي وتقديري واحترامي

احمدالدمام
02/12/2015, 06:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقف تقديراً واحتراماً لكل حرف سطْرا هُنا
قلة حيله وفقر ومرض،، حوصِرتْ ببرواز الالم
حقيقةً أحتار القلم ماذا يكتب أو يخُطْ وأعجز عن التعليق
رفع الله الظلم عن كل مظلوم وأدحظ كل ظالم ونصر الله أخواننا في سوريا وكل مسلم في بقاع الارض
أشكرك أخي احمد على القصه
تحياتي وتقديري واحترامي




عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


اشكرك مشرفتنا الدائمة على مرورك العطر وعلى كلماتك المحفزة وانتهز الفرصة لتقديم مشاركتي الشعرية بعيداً عن خيمة القصائد المكشاتيه وهي اهداء لابنتي بمناسبة زواجها وفقها الله وسدد على طريق الخير خطاها


واليكم الأهداء


يا فكر لا تبخل علي بقصيدة
وحبال بوحك حركه في محاكاك
انشد لنا من معطياتك نشيدة
وارخ الخيال وغرد بروض مغناك
في لحظة حانت علينا سعيدة
يا راوية ماأجمل بشاشة محياك
ياأم الصفات الشاملة والفريدة
تسلم يمين اللي على الطيب رباك
عسى السعد فالك سنين عديدة
ياشمعة ضوت مجرات الأفلاك
ويوفقك ربي بخطوة جديدة
ويسددك في كل درب ً ويا قاك
عقل وثقل وإخلاص ودين وعقيدة
وأخلاق وعفة من محاسن مزاياك
هشام راشد فكر وأنتي رشيدة
وأنتم سوى جملة أحاسيس وإدراك
ترجم لك الخاطر ترانيم عيده
وجاد القلم من محبره يوم غناك
لحن تردده النفوس وتعيده
واللي بوسط القلب ما أظن يخفاك
شعر أحمدالمكتوم

قوافي ( أم نهار )
02/12/2015, 07:22 PM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله
الف الف مبروك يا ابو العروسه الله يوفقها ويسعدها يارب
الحقيقه هذا اليوم اللذي ننتظره يوم ان نزف ابنائنا وبناتنا
داعين وراجين من الله توفيقهم ومباركين خطواتهم
الله لا يحرم كل والد ووالده من رؤية هذا اليوم الجميل
والف الف مبروك لعروستنا حفظها الله
تحياتي وتقديري واحترامي لشخصك الكريم

بيترالسروات
03/12/2015, 08:11 AM
قصة تحكي معاناة حقيقية تاثرت بها كثيرا

بالفعل قد يعتقد البعض انها من نسج الخيال ولكن سمعنا احداث وقصص مر بها اجدادنا مشابهه

شكرا على الطرح الرائع ..

احمدالدمام
04/12/2015, 12:30 PM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله
الف الف مبروك يا ابو العروسه الله يوفقها ويسعدها يارب
الحقيقه هذا اليوم اللذي ننتظره يوم ان نزف ابنائنا وبناتنا
داعين وراجين من الله توفيقهم ومباركين خطواتهم
الله لا يحرم كل والد ووالده من رؤية هذا اليوم الجميل
والف الف مبروك لعروستنا حفظها الله
تحياتي وتقديري واحترامي لشخصك الكريم

الله يبارك فيك وبإعمالك الصالحة ويصلح لنا ولكم النية والذرية
ويبارك لهما وعليهما ويجمع بينهما في خير
وجزاك الله على دعواتك وعقبال جميع ابنائنا وبناتنا

احمدالدمام
04/12/2015, 12:33 PM
اخوي بيتر السروات
الروعة هي مرورك على مشاركتي

مريقب العيفار
05/12/2015, 12:51 AM
جتني القصة هذي بالواتس

وارسلتها لقروب عندي

وقلت اقروها علشان تعرفون نعمة الله علينا

فيهناس بكت من قصص اقل اسى من هذي

اللهم لك الحمد بكل نعمة انعمت بها علينا

الحربي حاتم
05/12/2015, 11:55 PM
لاحول ولا قوة إلا بالله
الله يرحم موتى المسلمين

Al3rands
07/12/2015, 01:07 PM
الحمد لله على نعمه قصه يجب على قارئها التفكر والاعتبار لانها لم تكن ايام الانسان الحجري بل في بلدنا و70 سنه ليست عنا ببعيد

رجل الطوف
07/12/2015, 08:10 PM
على البركة زواج البنية أخوي أحمد ..
والقصة مؤثرة للغاية وتحكي معاناة الناس في هذه البلاد قبل عشرات ا لسنين حتى الشياب اللذين مروا بتجارب معاناة وفقر في شبابهم يكادون لا يستوعبون النقلة الحضارية التي مررنا بها ..
ودوما أقرأ وأسمع مثل هذه الحكايات التي تحاكي الاساطير وتؤثر بي وتشجيني .. لكن أحب التنبيه إلى أننا لسنا بدعا من البشرية والمعاناة لا تختصنا وحدنا بل هي سيرة الإنسان وقدره في كل أنحاء هذا الكوكب حتى الأمم المتطورة والشعوب الناهضة حاليا أخذو اقسطهم من رحلة التطور والمعاناة ومروا بتجارب مشابهة .. لذا آمل ألا ننظر لحياتنا السابقة نطرة رومانسية وخاطئة فالجميع ذاق المرارة والجميع عاشوا سنوات التخلف والفقر وافقر التقنية وما نحن إلا جزء صغير من الجميع .

راجي الكريم
15/12/2015, 11:13 AM
قصة مؤثرة تحكي واقع الجزيرة بشكل عام
المصيبة ان من يتكبرون ويبطرون هم ابناء أو احفاد على الأكثر ذاك الجيل ...
اللهم ارزقنا شكر نعمتك واحفظها من الزوال ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

سحاب نجد راعي شقراء
22/02/2016, 04:15 PM
والله العظيم ابكيتني

رجعتني لايام كنا نحرس النخيل وهو في وقت غير مثمر بس نخاف يشحمون النخله
يعني ياكلون من الجوع قلب النخل يسمونه شحم
ومن الجوع كان الرجال يربطون حصاه على المعده لتظغط عليها ويخف الجوع شوي

ومن شده الجوع اكلو البشر وهذي حاصله في القرائن عند شقراء
مر اثنين طرقيه واحد هو وولده ولقو واحد ووالده يشتغلون في مزرعه برا الديره شوي متشطره عن الديره ويقالهم الشيحه من اهل القراين وخذوهم الطرقيه لغار مهوب بعيد طبعن بالغصب
وذبحو الولد وكلوه وبوه صلخو مواطي رجليه علشان مايقدر ينحاش
ولا خلصو من الولد بدو باالابو الي هو ابن شيحه
وفقدوهم اهل القراين وطلعو يدورونهم ويقصون الجره الين لقوهم بالغار وذبحوهم وشالو ابن شيحه وودوه لبيته وعالوجوه

الله وكبر وبس
لله الحمد من قبل ومن بعد
نحمدالله على نعمه التي لا تعد ولا تحصا