المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اثار مدينة فيد التاريخية



خراش
23/01/2007, 03:46 AM
السلام عليكم
هذي اول مشاركة لي امل ان يستفيد منها الجميع
الموقع
تقع مدينة فيد إلي الشرق من مدينة حائل وتبعد عنها 100كم تقريباً

على طريق حائل - القصيم السريع باتجاه الغرب وتبعد عنة 3 كم

وتقع بقرب الدرجة 30-42 طولاً، و 10-27 عرضاً شمالياً تقريباً

قال السكوني : " كان فيد فلاة في الأرض بين أسد وطيئ في الجاهلية، فلما قدم زيد الخيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه فيد . كذلك روى هشام بن الكلبي، عن أبي مخنف في حديث فيه طول ، قال : وأول من حفر حفراً في افسلام أبو الديلم مولى يزيد بن عمر بن هبيرة، فاحتفر العين التي هي اليوم قائمة وأساحها ، وغرس عليها، فكانت بيده حتى قام بنو العباس فقبضوها من يده" .

وهذه الرواية مشكوك فيها؛ حيث إن شعر زهير المذكور آنفاً هو قبل الإسلام، ذكر أن فيها عيناً ، أو شرب ، وذلك قوله:

ثم أستمروا وقالوا : إن مشربكم ماء بشرقي سلمى فيد أو ركك

وفيد بشرقي سلمى كما ذكر زهير ، وسلمى : أحد جبلي طيئ ، ولذلك أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً فيداً لأنها بأرضه ، وأول أ‘جبله على ظهر طريق الكوفة بين الجفر، وفيد جبيل عنيزة ، وهو في شق بني سعد ابن ثعلبة، من بني أسد بن خزيمة ، وإلى جنبه ماءة يقال له الكهفة، وماءة يقال لها البعوضة، وبين فيد والجبيل ستة عشر ميلاً...".

- وقال اليعقوبي : " وهي في سفح جبل طيئ المعروف بسلمى".

- وقال ياقوت الحموي: " فيد : .. قريب من أجا وسلمى جبلي طيئ".

وقال ياقوت الحموي أيضاً ، وربطها بطريق الحج : " فيد منزل بطريق مكة".

- وقال الهمداني : " فيد : على طريق العراق إلى مكة" .

- وقال ابن خرداذبة: " فيد : وهي نصف الطريق" أي بين الكوفة ومكة.

- وقال الإدريسي : " فيد : من بلاد البادية، وهي في منتصف الطريق ما بين بغداد ومكة".

- ( تبعد عن مكة 687كم وعن بغداد 709 كم تقريباً ) تم قياس المسافة من برنامج googelearth

- وقال الحميري : " فيد : مدينة في نصف الطريق بين مكة وبغداد ، وأهلها طيئ ، وهي من أصل جبلهم المعروف بسلمى" .

- وقال قدامة بن جعفر ، وابن رسته اللذان ذكرا أنها منزل مهم من منازل الحجاج القادمين من العراق إلى الأماكن المقدسة.

- وقال ابن الجوزي: ذكر أن فيداً ضمن أربعة منازل مهمة يمر بها الحجاج العراقيون أثناء رحلتهم للحجاز عبر الطريق الكوفي خلال القرن السادس الهجري.

يمكن الوصول اليها من عن طريق حائل – القصيم السريع أو عن طرق محافطة الشنان – الساقية – فيد

































فيد قبل الإسلام




قال حمد الجاسر في المعجم الجغرافي مبيناً قدم (فيد) في التاريخ : "(فيد)- بفتح الفاء، وإسكان الياء المثناة التحتية ، والدال المهملة – من أقدم القرى وأشهرها ، ولقدمها تمحل ابن الكلبي والزجاجي أنها سميت بفائد ، أو (فيد) بن حام من بني عمليق".

" وكانت فيد من بلاد بني نبهان من طيء ومعهم أخلاط غيرهم في القرية ، ولكونها في بلاد بني نبهان أقطعها الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخيل النبهاني، وكتب له كتاباً بذلك ، وقال له : (قد أقطعتك فيداً ، وما حازت) ، وورد في(تاريخ الطبري): "وأقطعه فيداً وأرضين معه" ، وبقي بنو نبهان هم أهلها إلى القرن الخامس الهجري ، وقد يمتد زمنهم إلى ما بعد هذا ، ولكن لا تسعفنا النصوص التي اطلعنا عليها".

ويستدل من كلام الجاسر أن فيداً كانت قرية لها وجود ، وليس فلاة من الأرض، ويتأكد من كلام البكري : "أقطع النبي صلى الله عليه وسلم زيداً فيد لأنها كانت بأرضه".

وإذا فالإقطاع وقع على قرية، أو ماء، أو منهل في أرض زيد الخيل، والأرجح أنها قرية عامرة بالسكان ، وأنها من أقدم القرى الموجودة في بلاد العرب، ومن أوضح الأدلة على ذلك أن الأقدمين يحاولون نسبتها إلى الأمم الباعئدة كالعماليق وعاد، على ما في خبر طويل أورده صاحب كتاب (المناسك) عن اسماء العوجاء والغميم والمضل وفدك وفائد والحدثان وأجأ وسلمى، كما أورد غيره يثرب والربذة، وغيرهما من أسماء القرى التي كثيراً ما يحاول المتقدمون نسبتها إلى أمم قديمة لقدمها؛ حيث لا يجدون تعليلاً لأسماء تلك القرى أو الأمكنة.

وقد اثبت علماء الآثار في عصرنا الحاضر أـن (فيداً) يعود تاريخ إلى ما قبل الإسلام ، فقد جاء في كتاب (مقدمة عن آثار المملكة) ما نصه : " فيد تقع على بعد 120 كم جنوب شرقي حائل ، وبها ما يسمى خرائب قصر خراش، الذي يعتقد أن يكون موقع مدينة قديمة ، تعود إلى ما قبل الإسلام.".

مرقاب
23/01/2007, 04:01 AM
اخوي خراش اشكرك على الموضوع والى المزيد .......وماقصرت.

خراش
23/01/2007, 04:17 AM
شكراً
للموضوع بقية مع الصور وتفاصيل المواقع الاثرية وتقارير التنقيبات

مسافر1
23/01/2007, 05:47 AM
تشكر أخي خراش ..
ونحن يشوق للتعاريف التصويرية ..

بارود برنو
23/01/2007, 08:48 AM
مشكور على المعلومات الاثريه

خراش
23/01/2007, 11:12 AM
شكراً للجميع
احب اني اكمل موضوعي عن مدينة فيد التاريخية


فيد بعد الإسلام

- قال الحميري (المتوفي سنة 300هـ):

فيد : مدينة في نصف الطريق بين مكة وبغداد ، وأهلها طيئ ، وهي في اصل جبلهم المسمى بسلمى ، وفيها مات وكيع بن الجراح منصرفاً من الحج سنة سبع وتسعين ومائة (197هـ)، قال مروان ابن محمد الطاهري: ما وصف لي أحد قط إلا رأيته دونو الصفة إلا وكيع بن الجرح ، فإني رأيته فوق كل صفة ، وما رأيت أحد قط أخضع منه. وبفيد نزل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما وجهه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجيوش الحرب العراق، فأقام بها شهراً ، وارتفع بالناس إلى زرود".

- وقال ابن رستة في كتابه (الأعلاق النفسية) الذي كتبه بعد سنة 310هـ: "ومن الأجفر إلى فيد 36 ميلاً ، وهو منزل فيه قناة يزرع عليها، وهي كثيرة الأهل ، وفيها ينزل عامل الطريق ، وفيها مسجد جامع ، وهو نصف الطريق ، والبلد لطيئ".

- الجزيري في (الدرر الفوائد) ذكر فيد عام 310هـ، عندما ذكر إسحاق بن عبدالملك العباسي، وقيل: أحمد العباسي الهاشمي، الذي حج بالناس هذه السنة، وكيف اعترضه أبو طاهر القرمطي، ونهبه لهم ، مما سنورده لاحقاً في هذه الدراسة عندما نتحدث عن هجمات القرامطة على فيد.

- والجزيري أيضاً ذكر عام 412هـ حج قاضي القضاة محمد الناصحي، وكيف هاجمهم بعض الأعراب بقيادة حمادي بن عدي – من بني نبهان – وكيف قتل على يد شاب سمرقندي من الحجاج – مما سنذكره لاحقاً عندما نتحدث عن هجمات الأعراب على فيد.



- وذكر الجزيري أيضاً في سنة 559هـ كيف أ، الحاج لقوا شدة، وانقطع منهم كثير في فيد والثعلبية وواقصة، وهلك منهم خلق كثير في البرية لتعذر الظهر والزاد ، ولم يمضِ الحاج إلى مدينة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأسباب، ولشدة الغلاء فيها، وعدم القوت، ووقع الغلاء والوباء في البادية ، فهلك منهم خلق كثير لا يحصون، وهلكت مواشيهم ، وكانت الأسعار بمكة غالية جداً.

- وقال البكري المتوفي سنة 478هـ عن فيد : فيد – بفتح أوله ، وبالدال المهملة - : هو الذي ينسب إلى حمى فيد.

- وفي عام 580هـ مر الرحالة ابن جبير في فيد بعد أداء مناسك الحج ، ووصف فيداً قائلاً : " واصبحنا على فيد يوم الأحد (الخامس عشر من المحرم)، وهي حصن كبير مبرج مشرف في بسيط من الأرض، يمتد حوله ربض يطيف به سور عتيق البنيان، وهو معمور بسكان الأعراب ، ينتعشون مع الحاج في التجارات والمبايعات، وغير ذلك من المرافق ، وهناك يترك الحاج بعضهم زادهم إعداداً للإرمال من الزاد عند انصرافهم ، ولهم بها معارف يتركون أزودتهم عنده، وهذا نصف الطريق من بغداد إلى مكة على المدينة ، شرفها الله ، أو أقل يسيراً ، ومنها إلى الكوفة أثناء عشر يوماً في طريق سهلة طيبة ،والمياه فيها بحمد الله موجودة في مصانع كثيرة" .

- وياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـأ يورد أقوال من سبقه في فيد، منها ما ذكرناه آنفاً ،من أن هقيل للمؤرج : " لماذا أكنيت بأبي فيد ؟ قال : فيد : منزل بطريق مكة ، والفيد ورد الزعفران، ويجوز أن يكون من قولهم : استفاد الرجل فائدة ، وقل ما يقولون : فاد فائدة". وقول الزجاجي: " وفيد : بليدة في نصف طريق مكة إلى الكوفة، عامرة إلى الآن ، يودع الحاج فيها أزوادهم وما يقل من امتعتهم عند أهلها" .

- وفي عام 727هـ زار ابن بطوطة الرحالة المشهور فيداً إثر خروجه من مكة المكرمة، برفقة أمير ركب العراق: البهلوان محمد الحويج، وهو من أهل الموصل .. قال في رحلته: " ثم أسرينا ليلاً ، وصبحنا بحصن فيد، وهو حصن كبير في بسيط من ألأرض، يدور به سور ، وعليه ربض ، وساكنوه عرب يتعيشون مع الحاج في البيع والتجارة، ، وهناك يترك الحاج بعض أزودهم حين وصولهم من العراق إلى مكة – شرفها الله تعالى – فإذا عادوا وجدوه، وهو نصف الطريق من مكة إلى بغداد، ومنه إلى الكوفة مسيرة أثني عشر يوماً في طريق سهل، به المياه في المصانع . ومن عادة الركب أن يدخلوا هذا الموضع على تعبئة واهبة للحرب إرهاباً للعرب المجتمعين هنالك، وقطعاً لأطماعهم عن الركب ، وهناك لقينا أميري العرب، وهما : فياض وحيار ، وهما أبناء الأمير مهنا بن عيسى ، ومعهما من خيل العرب ورجالهم من لا يحصون كثرة، فظهر منهما المحافظة على الحاج ، والرجال ن والحوطة لهم ، وأتى العرب بالجمال والغنم ، فاشترى منهم الناس ما قدروا عليه" .

- والجزيري المتوفي سنة 980هـ تقريباً وصف فيد بقوله : فيد : هو حصن كبير ببرج مشرف في بسيط من الأرض ممتد حوله ربض، يطوف به سور عتيق البنيان ، معمور بسكان من الأعراب ، يتعايشون مع الحاج في التجارة والمبايعات .. وعادة أمير الحاج العراقي أن يدخل إلى فيد بطبل وزينة وتعبئة وأبهة إرهاباً للمجتمعين بها من الأعراب لئلا يداخلهم الطمع فيهم ، والماء بهذا الموضع كثير في آبار تمدها عيون تحت الأرض، ووجد الجاج بها مصنعاً قد اجتمع الماء فيه من المطر، وفي هذا المحل يختار الحاج من الأغنام والأعسال واللبن ، ويشترون من الجمال ما يحتاجون إليه" .

وفي عام 1310هـ (1889م) أطلق أيوب صبري باشا ، في كتابه (مرآة جزيرة العرب) على فيد : (حقوقية فيد) فقال عند وصفه طريق بغداد : " وحقوقية فيد التي تتمتع بالمياه الجارية والبرك الكثيرة".

- وقد وصف موزل (فيد) التي مر بها عام 1336هـ (1915م) فقال: " وقرية فيد لقبيلة أسلم، وهي تتألف من ثلاثين كوخاً".

- وقد مرت فيد بتغير كبير عندما بدأ الحاج السفر بطريق حائل، وعندما اتخذت القوافل الطريق المار بواحة العدوة، وذلك قبل القرن السابع عشر الميلاد.

كما كتب فصلاً ضافياً في تحديد حماها، وذكر تاريخها القديم عول فيه على (معجم ما استعجم) ، وأصله من كلام الهجري ، كما في كتاب (وفاء الوفاء) للسمهودي.

- ويتابع حمد الجاسر قوله في المعجم الجغرافي: وفيد الآن قرية كبيرة ، يقارب عدد سكانها ألف نسمة، نصفهم بدو رحل ، وفيها مدرسة عدد تلاميذها 84.

- والمسافة بين فيد وحائل تقارب مائة كيل.

وبين فيد والأجفر 72 كيلاً .

ومن فيد إلى القرنين – وليس القرنتين ، ولا القريتين – كما في كتاب ابن خرداذبة (المناسك) 36 كيلاً ، والقرنان تلال صخرية على ما ذكر موزل.

وذكر ياقوت أن بين الأجفر وفيد بركة وقصراً يدعى القرائن ، وكذا جاء في كتاب (المناسك) ، وحدد المسافة بينها وبين فيد بـ 12 أو 11.5 ميلاً ، وقال: هما أكيمتان سوداوان عن يسار الطريق، ولكنه حدد موقعهما بين فيد وتوز، أي : في غرب فيد لا شرقيه، وهو الصواب ، لا كما ذكر ياقوت.

والي اللقاء في الحلقة القادمة

الضاري
23/01/2007, 01:35 PM
الله يعطيك العافية أخي العزيز خراش على هذا الموضوع المهم


ولي عودة في القريب العاجل

beddo
24/01/2007, 01:10 PM
الاخ خراش السلام عليكم وبعد تقرير جميل ومفيد تشكر عليه وبالنسبة الى ماأشرتم اليه في اخر التقرير عن القرنين وفي السطر الذي يليه

القراين صحيحها الغريين وهي ماتسمى حاليا الغريبين

عاشق سفر
24/01/2007, 01:15 PM
شاكر لك جهدك وتعبك والله يعطيك العافية ويجمل حالك ويبيض وجهك على هالتقرير الرااااااااااااااااائع...


بيض الله وجهك ومشكور مرة ثانية...

تركي بن عازب

نجم حفرالباطن
25/01/2007, 02:14 AM
يعطيك العافيه اخوي ماقصرت
كثر الله من امثالك
تقبل تحياتي

خراش
26/01/2007, 11:48 PM
شكراً للجميع علي المرور

لا تلوموني اذا طولت في الموضوع لكن فيد تستحق الكتابة لانها بالفعل كنز اثري






التقرير المبدئي عن المرحلة الرابعة لمسح درب زبيدة


الصادر عن وكالة الوزارة للاثار



الموقع ، السمات السطحية ، مصادر المياه:

تقع عند خطي 27-7 شمالاً × 42-31 شرقاً، على بعد 14 كم شمال شرق بئر (أم هروج) و 26كم شمال شمال شرق موقع (الغريبين)، ويقع جبل الحويض على بعد 30 كم شمال شرق الموقع، والموقع الأثري بفيد متداخل مع بلدة فّيْد حيث توجد بعض الآبار الآثرية في قلب البلدة التي مزارعها في الأرضي الأثرية، والموقع على طريق بلدة الأجفر إلى الشمال الشرقي، وبلدة سميرة في الجنوب الغربي، ويحتوي الموقع على بركتين ضحلتي المياه، وعشر آبار مطوية منتشرة في المدينة، وفي الموقع الأثري ، علماً بأن البركة الجنوبية تحتوي على قناة طويلة، وغرفة تفتيش.



وصف عام:

تقع فّيْد عند منتصف درب زبيدة، وهي أكبر محطة في الدرب على الإطلاق، حيث تعتبر المدينة الثالثة بالنسبة للدرب بعد مكة المكرمة ودار السلام، وتتكون من أطلال أكثر من مائة وحدة معمارية تغطي 2كم مربع تتكشف في اتجاه الشمال الشرقي وشمال القرية الحالية، بالإضافة إلى بعض الآبار الأثرية في القرية نفسها، والموقع عبارة عن هضبة من الصخور البركانية (حرّة) في الجهتين الشمالية والغربية، تغطيها المباني الأثرية، ويمتد أحد الأودية من الشرق إلى الغرب جنوب المباني، وممر وسط الموقع ، حيث توجد بركتان ضحلتان جنوب الوادي، تحتوي الجنوبية منهما على قناة طويلة ذات غرفة تفتيش صغيرة، وقد استعملت هذه البرك للزراعة، وقد كانت فيد منطقة زراعية بالإضافة على شهرتها التجارية التي تدلّ عليها المباني ، ويمكن تقسيم الموقع إلى خمسة أقسام أساسية:

1-القسم الأوسط ، ويمثل القصر.

2-القسم الشمالي، شمال القصر.

3-القسم الغربي، غرب القصر.

4-القسم الجنوبي، جنوب القصر.

5-الأطلال الموجودة داخل المدينة الحالية.



1-القصر : ويسمى محلياً قصر (خراش)، يوجد وسط المنطقة الأثرية، ويشرف على ضفة الوادي الشمالية، وقد بني من حجر البازلت المحلي، والآن نجده متهدماً تماماً، ومساحته 270-420م، ويضم مركز القصر فناء به قلعة مربعة 40×40م في الركن الشمالي الشرقي من الفناء ، حيث كانت مبنية من دورين (أرضي ، وأول) يدل على ذلك ارتفاع الصخور فوق القلعة ، وحول الفناء المركزي يوجد وحدات معمارية متهدمة أسندت جدرانه من الخارج بدعامات دائرية المقطع ، كما يوجد بعض الجدران داخل وخارج المبنى، إلا أن تصميم المبنى بوجه عام لا يمكن تحديده دون القيام بحفرية لزيادة التوسع في أعمال التنقيب الأثري.

2-المنطقة الشمالية: لوحة 56 (صورة ب) تشمل القصر وشمال فرع الوادي الصغير الضحل، وجميعها فوق هضبة مسطحة من الصخور البازلتية (حرّة). وهي عبارة عن مبان محددة بما يشبه القاعات والأفنية، وبعض الغرف مترابطة مع بعضها كما هو مألوف بالمدن القديمة، يتوسطها بئر مطوية، تشرف على المنخفض الجنوبي، وهو أيضاً مستو ويضم بئراً مطوية، تتصل بحوض مستطيل محدد لسير البعير لرفع الماء من البئر ، وتتفرع منه قنوات طويلة، وإلى الشرق من البئر توجد بعض المباني ، وشمالها بئر آخر على حافة الهضبة، تمتد بجواره القنوات، وإلى الشرق منه توجد غرفة منفردة في مدخل الوادي وبمحاذاة الهضبة.

3-المنطقة الغربية : تمثل هذه المنطقة أكثر أماكن الموقع كثافة معمارية، وبذلك تعتبر قلب محطة فيد، وتحتوي على مبنى مستطيل، بعداه 90 × 40م ، وقد أسندت زواياه من الخارج بدعائم دائرية ، وسمك جداره 1.55م، ومدخله في الجانب الشرقي، وفي وسطه فناء يحتوي على مستطيل، وفي وسطه فناء يحتوي على مستطيل آخر ، وتتخلل المباني مبنى مربع الشكل ضلعه 20م، وسمك جداره 2.30م، ويحتوي على باب بوسط جداره الشمالي، وتوجد قناة للمياه جنوب المنقطة عبر الوادي ، وذلك لري المنطقة الجنوبية، كما يوجد شرقي هذه المنطقة حوض صغير للمياه، تمتد منه وإليه قناة مليَّسة بالجبس، إضافة إلى بعض القنوات المجاورة لهذا الحوض والتي تمتد تجاه القصر.

4-المنطقة الجنوبية: وهي عبارة عن بركتين ، ربما تتصلان بقناة ، وذلك لوجود قناة تتصل بالبركة الجنوبية باتجاه الشمالية، ولكون البركتين ضحلتي المياه عمقها (1-0.5م) ، فإن ذلك يدل أنهما كانتا تستخدمان في الزراعة وهما:

البركة الشمالية: مربعة، طول ضلعها 36.5م، وعمقها 1م، وسمك جدارها 1م، وقد أسندت زواياها بدعائم ربع دائرية المقطع، وليّست من الداخل بطبقة سمكها 2 سم من الجبس ، حيث إنها بنيت من الحجر ، كما تضم في داخلها حوضاً مستطيل الشكل، بعداه 5.85×3.60م، وسمك جداره 88سم كما أن جدرانه من اللبن، وهو مليس من الداخل والخارج بطبقة سمكها 1سم، وأرضيته بسمك 2سم، أما عمق هذا الحوض، فهو 30سم ، وجداره الجنوبي فقط من الحجر.

البركة الجنوبية: وهي مستطيلة، بعداها 30×20م، وسمك جدارها 95سم ، وعمقها 45سم ، تتصل بها قناة في جدارها الشمالي، وتسير باتجاه شمال غرب أي باتجاه البركة، وتحتوي على حوض مستطيل الشكل بعداه 4×7.70م في زاويتها الشمالية الشرقية، وسمك جداره 50سم، ينحدر الماء إليه من القناة في زاويته الشمالية الشرقية، أما القناة، فعرضها 43سم ، وسمك جدارها 50سم، ينحدر الماء إليه من القناة في زاويته الشمالية الشرقية، أما القناة، فعرضها 43سم، وسمك جداريها 55سم، وعلى بعد 42م من القناة توجد غرفة تفتيش مستطيلة تعترض البركة، قد تتصل هذه القناة بالبركة الشمالية، وذلك للتحكم في الري بالمنطقة الجنوبية من الموقع حيث إنه حاجز للامتداد الزراعي.

5-الآثار المنتشرة: في نطاق بلدة فيد الحالية، تمثل أربع آبار مطوية، مشابهة لما هو موجود في المنطقة الأثرية ، باستثناء إحدى الآبار والتي يصل قطرها 10م، وهي كائنة وسط القرية الحالية.

المجسات الثرية، أجريت جميعها في القسم الغربي من الموقع، وتظهر في اللوحة حسب الأرقام التالية:

المجس الأول : جرى حفره بالقرب من ضفة الوادي على الحافة الجنوبية من القسم الغربي من لموقع وكانت أبعاده 2×3م ، وعمقه 1.4م ، وهو يتصل بأساسات حجرية لعدد من المباني ربما كان يعلوها مبان من الطوب اللبن، وقد كشفت الحفرية عن 60سم، من الطوب المتحلل ، والطّفال الرملي ، والجص ، وذلك فوق طبقتين سفليتين، الطبقة العليا (60سم) ترتبط بمستوى الأساسان، وتتكون من طمي مضغوط ، وسمك 35سم من طوب اللبن المتحلل والأطفال الرملي، بينما يفصل الرماد الأرضية رقم (6) عن السفلية رقم (8)، هذه الطبقة السفلية مكونة من الجص ، وتستقي هي والقاعدة المرتبطة بها على الأرض الطبيعية (البكر)، وقد اشتملت مخلفات من كسر الحجارة الموجودة فوق مستويات القاعدة على فخار طفلي أحادي اللون، أزرق أو أخضر ، وفخار من اللون الصفر الباهت الطفالي، مزخرف بألوان متناثرة تحت تزجيج فضي اللون، وحافة آنية طفلية مطلية باللون البني والأصفر والأخضر تحت التزجيج ، أما الفخار الذي عثر عليه تحت الأرضية العلوية رقم (6) فكان يضم فخاراً من اللون الأصفر الباهت تحت التزجيج ، وفخاراً رمادياً رقيقاً بعضه مزخرف بالتحزيز من الخارج، وفي نفس المخلفات الموجودة في الطبقة السفلى (8) عثر على كسر كبيرة الحجم من حافة ومقابض، وزير كبير مطلي من الخارج باللون الأبيض، وعليه آثار زخرفة بالدهان الأسود، وتحت الطبقة السفلى (8) كان هناك فخار طفلي مصقول، أحادي اللون الأخضر ن وبعض كسر الفخار الرمادي الرقيق.

المجس الثاني: أجرى داخل مبنى مستطيل الشكل ، به غرفة واحدة تقع شمال غرب المجس الأول، بعداه 2.25×1م وبعمق 90سم، وقد كشفت عن ستة مخلفات تشمل طوب اللبن المتحلل والطفل الرملي، وثلاث طبقات من الرماد. وعلى الأرض البكر بالضفة الشمالية للمجس كانت هناك تركيبة من الحجر الخام – ربما كانت قبراً – أما المخلفات الأثرية فهي عبارة عن كسرتين من الفخار المصقول من اللون الأزرق فقط ، وحافة فوهة واحدة من الزجاج الأخضر.

المجس الثالث: أجرى شمال المجس الثاني، بين المباني فيما يبه الطريق أو الممر، وهذا المجس مربع 2×2 وعلى عمق 65سم، حتى الجص الطبيعي ، والطبقة الصخرية البكر ، وقد كشف عن أربع طبقات من الطفال الرملي ، والطوب اللبن المتحلل ، يتخللها رماد العظام، كما ضمت الموجودات فخاراً أحمر وطفلياً غير مصقول، وآخر مصقول من اللون الأخضر أو الأزرق، إلى جانب بعض الشظايا الزجاجية.

ولقد كشفت هذه المجسات الثلاثة عن موجودات أثرية على شكل طبقات يمكننا ، بصورة علمية أن ننسبها جميعاً إلى العصر العباسي، ولعل الموجودات الجديرة بالملاحظة، هي الفخار الرمادي المخزز الرقيق من المجس الأول ، والذي لم يشاهد من قبل في غير هذا الموقع.





تاريخ الموقع:

يشير الحربي (ص 310-306) : "سميت فيد لأن من حولها يستفيد منها، ومن فيد إلى توز أربعة وعشرين ميلاً ونصف ، وبفيد قصر للسلطان، وبساتين وحصون بعضها خربة، ومسجد جامع، ومنبر ، وبها بركة ، وثلاث عيوان، وعين المحل هي التر وراء النخل يقال إن عثمان بن عفان رضي الله عنه احتفرها ، وهي عذبة ، وعلى مقدار ميل من فيد على غير الطريق يسرة آبار كثيرة ، ماء طيب ونخل ، ومزارع ، وبناء خرب يقال له عزيزة".

وقال السكوني : "انت فيد فلاة من الأرض بين الدوطي في الجاهلية، فلما قدم زيد الخيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه فيداً ".

وقال الأسدي : " فيد لطيئ لبني نبهان، وبه أخلاط من أسد وهمدان، وغيرهم، وفيه ثلاثة عيون يمن النخل احتفرها عثمان بن عفان والأخرى تعرف بالحارة في وسط الحضى والسوق ، احتفرها عثمان بن عفان والأخرى تعرف بالحارة في وسط الحضي والسوق، احتفرها المنصور، والثالثة تعرف بالباردة على طريق خارج المنزل، حفرها المهدي ، وبفيد آبار كثيرة قصيرة الرشاء" .

كما قال السكوني كذلك : "فيد نصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة، وبين فيد ووادي القرى ستة ليال على العزيمة، وليس من دون فيد طريق إلى الشام".

وقال الحربي كذلك : " فيد من اقدم القرى وأشهرها ، ويبلغ سكانها في الوقت الحاضر 400 نسمة عدا القبائل الرحل التي تنزلها في بعض الأوقات، وترحل في أوقات أخرى ، وتقع هذه البلدة في مكان يعتبر من أجمل الأمكنة التي يتوفر فيها ما تحتاجه الإبل من العشب والكلأ والمرعى ، ولوقوعها بين الجبال والرمال، وهي الأماكن التي يتوفر فيه الكلأ في مختلف فصول العام ، ولهذا اتخذت فيد وما حولها حمى ، عرف بحمى فيد" .

كذلك أورد الهجري تحديداً وافياً له ، نقله البكري منسوباً إلى السكوني، ونقله السمهودي منسوباً إلى الهجري، وهو الصحيح، ونكتفي بالإشارة إليه يجده القارئ في كتاب (أبو علي الهجري) " فيد بلدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى الآن، يودع الحجاج فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها ، فإذا رجعوا أخذوا أزودهم ووهبوا لمن أودعوها شيئاً من ذلك ، وهم مغوثة للحجاج في مثل ذلك الموضع المنقطع".

قال الزجاجي: "سميت فيد بفيد بنى حام وهو أول من نزلها" .

المصدر كتاب فيد حديث التاريخ والحضارةوالفروسية والشعر والآثار
للاستاذ:-
جزاع الحامد

الضاري
19/02/2007, 07:49 PM
إطلالة من قصر خراش على مرابع زيد الخيل
اكتشافات أثرية جديدة تجعل من فيد عروساً أخرى في الشمال
كهوف ومغارات على عمق 25 متراً تؤكد وجود حياة سابقة تحت الأرض (http://www.suhuf.net.sa/2001jazhd/jul/7/th.htm)


http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/jul/7/th01.jpg


* * حائل/ عبدالعزيز العيادة وناصر الرابح:

أدت الاكتشافات الأثرية المتتالية في مدينة فيد التاريخية إلى بزوغ اسمها من جديد في عالم اليوم كأحد أهم المدن الأثرية بمنطقة حائل وتعود مدينة فيد إلى عصر ما قبل الإسلام والشاهد على ذلك قصر خراش الذي ما زال يحكي جزءاً من ذلك التاريخ وقد سميت ب(فيد بن حام بن نوح) كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اقطع فيد لزيد الخيل لما قدم إليه وكانت تشتهر فيد بأنها في منتصف طريق الحاج العراقي من الكوفة إلى مكة المكرمة ويعد حمى فيد من أشهر الاحماء في عصره وأول من حماها عثمان بن عفان رضي الله عنه وتشتهر فيد بالكعك الذي يضرب به المثل وبالعديد من المواقع الأثرية المشهورة مثل قصر خراش وبركة زبيدة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة التي أنشأتها زبيدة زوجة هارون الرشيد وأم الخليفة الأمين، وكان جلالة المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز قد وجه بتجديدها آنذاك.

مواقع أثرية أخرى

وهناك مواقع أثرية أخرى مثل عين النخلة التي احتفرها عثمان بن عفان رضي الله عنه وبئر الخيمة وبئر الخويمة التي تعد كأحد العجائب الباقية في فيد حيث أنشئت وكأن الهدف من إنشائها ايجاد حياة تحت الأرض ب(25) متراً حيث قام مراسل (الجزيرة) بالنزول في أعماق هذه الآبار وداخل الكهوف تحت الأرض التي تكتسيها طبقة شبه حجرية وأجواء رائعة تلطفها رطوبة متوسطة نسبياً ويوجد بالداخل سراديب متصلة بالآبار الأخرى تحت الأرض ويشكل طول أحد هذه السراديب أكثر من كيلو مترين ويقال انه يتصل بقصر خراش من أسفل بحيث يخرج منه الذي يسير فيه إلى وسط بهو قصر خراش القديم كما قيل ان هذه التجاويف تحت الأرض كانت تستغل بذكاء من شجعان فيد لحمايتها بحيث كان لا أحد يستطيع التغلب عليهم لقوتهم ولقدرتهم على المخادعة واستغلال هذه التجاويف والانقضاض على الخصوم بغتة وإبادتهم ولأهمية هذه الآثار ولغنى فيد بالمواقع الأثرية وأهمية اكتشاف أسرارها ونقل ما حصل لنا من رحلة مثيرة تحت أعماق الأرض ب52 متراً وما واجهناه من صعوبة في الوصول إلى المواقع الأثرية وسقوط أحد العمالة من السلم وتمكن المرشد السياحي من الإمساك به قبل أن يهوى صريعاً إليكم هذا الاستطلاع الذي يحكي قصة الكرم في فيد وعشقهم للتحدي من زمن زيد الخيل إلى زمن عبدالرحمن العباس ورفاقه في لجنة تحسين فيد الذين أخذوا على عاتقهم تطوير فيد وجعلها واحة غناء تستقبل المهتمين بالآثار والماضي العريق وتكرمهم في ظل دعم ورعاية حكومتنا الرشيدة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل اللذين يوليان اهتمامهما بالمنطقة عموماً وفيد كإحدى المدن القابلة للتطوير والنماء بما تكتسبه من أهمية وما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة ومن مواقع أثرية غنية.


زعفران وشجاعة

ففي البداية نورد قولهم الفيد هو الزعفران وكأن فيد تخبر عن أهلها وكرمهم وهو الجانب الأول المضيء في أهلها ويعبر عن طيبتهم.
وقال ابن منظور: الفيد الموت. وهو الجانب الآخر لشجعان فيد، فليس لأعدائهم سوى الموت إذا عادوهم ولهذا عرفت فيد بقوتها ومنعتها وكانت مصدر أمان للحجاج وبها يتركون أمتعتهم حتى يعودوا من بيت الله الحرام راجعين إلى ديارهم وهي إشارة إلى أمانة أهالي فيد وسمو أخلاقهم من قديم الزمن.
وتقع فيد جنوب جبل سلمى الشرقي بقرب الدرجة 30َ42ه طولا و10َ 27ه عرضاً شمالياً تقريباً.
وقد قال الشاعر العربي المعروف زهير بن أبي سلمي:




ثم استمروا وقالوا ان مشربكم

ماء بشرقي سلمي: فيد أوركك


وقال لبيد:




مدية حلت بفيد وجاورت

أهل الجبال فأين منك مرامها


كما قيل شعراً:




ألا ليت شعري هل إلى فيد أوبة

فأرتاح بعد البين من ما عرانيا

أحنُّ إلى فيدٍ وأصبو لذكرها

وكنت امرأً غريباً شامياً

إذا ذكر السماء نجداً ذكرتهم

وهاج الشجى منى فأجرى المآقيا

سقى الله إياماً بأفياء حائل

وأكناف سلمى زاهيات حواليا

لهذا لا يستغرب أن يتوارث الجيل الحالي من أهالي فيد هذه السجايا الكريمة الرائعة وأن تستمر ديرة الزعفران وزعفران الديار بهكذا قالب لا يشاركها فيه إلاّ فيد نفسها ولكن آثار فيد في مواقعها المختلفة تختلف عن بعضها البعض في كثير من الأشياء ولهذا سوف نقسم هذه المواقع إلى أقسام وكل موقع سوف نتحدث عنه باستقلالية عن المواقع الأخرى.


قصر خراش الأثري

مبنى متهدم لم يبق منه سوى أساساته الضخمة المبنية من الصخور الحجرية السوداء بأحجام مختلفة وهو محمي الآن من الدولة ويحيطه شبك وله حارس يقوم على الحراسة ليل نهار وقد تم أخذ العديد من المقتنيات الأثرية منه قبل حمايته وتعتبر إعادة بنائه على أساساته القديمة وحسب إنشائه القديم مهمة وخصوصاً أن طريقه بنائه مختلفة ولها دلالات من الممكن من خلالها أن يقرأ الزائر معالم الأمس بكل وضوح وبهذا تتضاعف أعداد الزائرين لفيد مستقبلاً حيث لم يخف أحد سكان فيد إمكانية استثمارة للموقع بحيث يقوم بإعادة إعماره كاملاً على أن يقوم هو بتشغيله ووضع رسوم رمزية على الزائرين مع وضع الخدمات اللازمة.


مياه زبيدة ومعالم أخرى

منها بركة زبيدة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والتي أنشأتها زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد وقد جددها المفغور له الملك فيصل رحمه الله. صعانين: جبل مشهور معروف بهذا الاسم من العصر الجاهلي غرب القفيل ويبعد عن فيد 10كلم.
الجماهير: تضاريس في الحرة الجنوبية ويعمل منها النجر لدق القهوة.
عين النخلة: وهي عين النخل المشهورة قديماً احتفرها عثمان بن عفان رضي الله عنه.
عين الحارة: وهي عين معروفة بالحارة القديمة في وسط الحصن والسوق واحتفرها المنصور.
عين الباروه: وهي العين المعروفة بالباردة قديمة على طريق خارج المنزل حفرها المهدي.
بئر المرجوم: بالمرجوم حي من أحياء فيد
بئر النقيب: في غياض بفيد.
بئر الخيمة: من الآبار الأثرية في وسط الحصن.
بئر الخويمة: من الآبار الأثرية تحت الأرض.
البديعة: من مزارع فيد المحيطة في الحصن.
المالحة: شمال غرب فيد خارج الحصن.
المنيسي: شمال فيد.
حظيف: وهو حظيف اللينة وحظيف العباس وهي آبار قديمة.
الرومي والعماري: بئران أثريتان من فيد القديمة شمال فيد الآن.
العربيس والصبخاء والجرهدي: أثرية قديمة بجوار حصن خراش.
البديع والقطيعة: بجوار عين العباس.
سينان وأبو شجرة: بئران قديمتان جنوب شرق فيد.
غتار وغزيرة: البئر المشهورة بالقدم بحي غزيرة وجنوبها غتار.
طريفات: عبارة عن عدة آبار قديمة باسمها القديم جنوب فيد.
وكلها آبار وعيون قديمة ما زالت تحكي قصص الماضي لتكون شاهداً على عراقة هذا المكان، ويتخلل فيد عدة أودية منها شعيب عمرو بن عباس وأبو كروش والزقدي ووادي فيد والسريحات والتربة والفحل والغويل وأبو مصران بالإضافة إلى مجابي المياه المسماة بالقيعان ومنها قاع الموز وقاع أم عزيز وقاع البقر والقريعا والشنفاوية والبقعاوية وحمى فيد وهي أم برقاء والمفتقر وشناين فيد والوبرية والصدر وجبل دخنا والرتيق.

باحث يدرس فيد

أبلغ أحد المواطنين بمدينة فيد أن أحد الباحثين هو الباحث فهد صالح الحواس يقوم بإجراء دراسات عن العمارة الإسلامية من أجل الحصول على درجة الدكتوراه واختار مدينة فيد لإجراء الدراسات عن العمارة الإسلامية المبكرة في فيد والذي يشد الباحث أن فيد كانت في بداية العصر الإسلامي وخاصة العصر العباسي حيث كانت من المدن التي تقع في منتصف درب الحاج (عين زبيدة) ويعتبرها المؤرخون الرحالة آنذاك من المدن الهامة بعد الكوفة ومكة من حيث الأهمية حيث كان الحجاج القادمون من بلاد فارس والعراق متجهين إلى الديار المقدسة يتوقفون أثناء مسيرهم في مدينة فيد للاستراحة وأخذ ما يحتاجونه حيث كانت رائجة ومزدهرة في ذلك الوقت.
وفيد حالياً ما هي إلا بقايا أو أطلال تدلنا على أنه كان هناك فعلاً سوق رائج وموقع مزدهر وهذا تؤكده الآثار الموجودة من قصور وحصون وبرك وقنوات مائية تغذي الحاج والتي ما زالت معالمها واضحة إلى يومنا هذا.
وهذا مما شجع الدارسين الباحثين بالقيام بدراسات ميدانية بالتعرف عن كثب عن دور مدينة فيد التاريخي الحضاري وهذا ما يقوم به أحد أبناء المنطقة الذي زار الموقع عدة مرات وقام بمسح شامل لمعرفة ما تبقى من مبانٍ وقصور تدل على أن مدينة فيد إحدى المدن الإسلامية المبكرة التي كانت في بداية العصر العباسي مدينة مشهورة ولها دورها الهام في ذلك الوقت.
حيث استطاع الباحث الكشف عن بعض الآثار التي كانت مطمورة في باطن الأرض فقد تم الكشف عن الكثير من التفاصيل المعمارية التي تعود إلي بداية العصر الإسلامي والتي توضح النسيج المعماري لمدينة فيد التي هي متطابقة إلى حد كبير مع ما هو موجود في المدن الإسلامية المبكرة حيث تم العثور على مصنوعات مثل أوان فخارية وأوان زجاجية وأوان حجرية وعملات حيث صنعت الأواني بدقة متناهية بعضٌ منها زخرف بزخرف هندسية متعددة الأشكال بالإضافة إلى وجود بعض المؤشرات والدلائل التي تعطينا معلومات عن دور فيد التاريخي الحضاري، علما أن الباحث سبق أن حصل على درجة الماجستير من جامعة الملك سعود وكان عنوانها العمارة التقليدية بمنطقة حائل وها هو اليوم يعد رسالة الدكتوراه عن مدينة فيد.

فيد الآن

استطاع أهالي فيد أن يجعلوها مدينة حضارية صغيرة وكانت لهم جهود واضحة وبارزة فقد قاموا بإنشاء لجنة تحسين وتطوير مدينة فيد ودعمها مالياً لتطويرها من ناحية النظافة العامة حيث قاموا بشراء سيارات خاصة لجمع النفايات وتخصيص عمالة وتشجير الشوارع وهذا تم على حساب صندوق لجنة التحسين ولكن ما زال الأهالي يتطلعون إلى العديد من الخدمات الهامة منها:
ايجاد مخفر للشرطة والسبب للكثافة السكانية العالية وتوافد أبناء البادية من أجل الالتحاق بالمدارس وتغيير شبكة مياه المشروع الداخلية التي مضى عليها أكثر من 26 سنة وعمرها الافتراضي انتهى وهذا يشكل خطراً صحياً على مستخدميها ولذا يناشدون وزارة الزراعة بتغييرها. كما أنها بحاجة إلى إيجاد تحلية مياه المشروع لأنه لا يصلح للاستعمال الآدمي بشهادة مديرية الزراعة. وبحاجة إلى برج جوال لأن المشتركين أكثر من أربعمائة شخص، لذا يناشدون شركة الاتصالات تلبية الطلب. وبحاجة إلى مكتب خدمات بلدية ودعمها بعمالة النظافة وسيارة خاصة وإنارة الشوارع الرئيسية والفرعية. بالإضافة إلى تزويد المستوصف بطبيب أسنان وفني مختبر وطبيبة نساء حيث قام الأهالي بشراء كرسي للأسنان ومختبر التحاليل ويناشدون وزارة الصحة دعمها بالكوارد الطبية.
وتأسست متوسطة وثانوية فيد 1395ه وحيث ان المبنى الحالي مستأجر ولا يخفى ما يعتري المبنى المستأجر من النقائص التي تكون ضرورية لخدمة الطالب لذا يناشدون وزارة المعارف اعتماد إنشاء مبنى حكومي خاص.
ونشير إلى قيام الأهالي بإنشاء طريق فيد تخاييل على حسابهم الخاص وبمشاركة بعملية الردم من قبل إدارة الطرق بحائل إنه قوبل باهمال الصيانة من إدارة الطرق بحائل التي سبق أن وعدت الأهالي بصيانته بل إنه يفتقد جميع وسائل السلامة المتعارف عليها عالمياً، والمدينة عموماً بما تحتويه من آثار قديمة وقيمة بحاجة ماسة إلى الجهات المعنية للاهتمام بها لتكون معلماً أثرياً ينهل منه كل باحث وزائر وهذه المطالب جديرة بتلبيتها تشجيعاً للجهود التي قام بها الأهالي من خلال إنشاء لجنة التحسين والتطوير.

فيد في عيون أهلها

يقول عبدالرحمن مطر العباس رئيس لجنة تطوير وتحسين فيد: كانت فيد منذ نعومة أظفاري لا تغيب عن بالي، اقلب المعاجم وكتب البلدان لأملأ نظري من زهرة الزعفران رقة وجمالا وجحفلة الفرس إباءً وعزة.
ويضيف في كتابه الذي ألفه عن (فيد): إن الشيخ حمد الجاسر أشار إلى وصف موزل لفيد عندما مر بها سنة 1915م الموافق 1336 فقال: وقرية فيد لقبيلة أسلم وهي تتألف من ثلاثين كوخاً وكان زعيمهم ابان زيارتنا يدعى ناصر وقد مرت فيد بتغيير كبير عندما بدأ الحجاج السفر بطريق حائل وعندما اتخذت القوافل الطريق المار بواحة العدوة وذلك قبل القرن السابع عشر الميلادي.
وقال ابن بليهد بعد 1366ه: فيد بلد قديم جاهلي وهو باق على اسمه إلى هذا اليوم يقع شرق سلمى وقد ذكروا في تقسيم الطريق بين مكة والكوفة أنها في نصف المسافة بين مكة والكوفة.
وقال الزجاجي سميت بفيد بن حام بن نوح وأهلها ثلاثة أثلاث ثلث للعمريين وثلث لآل أبي سلامة من همدان وثلث لبني نبهان من طيء وهي من ملحقات جبلي طيء ولا يحتاج إلى شواهد على هذا الاسم. فيما أكد محمد جزاع الرضيمان أن مدينة فيد من أعرق المدن فتاريخها ممتد إلى العصور القديمة قبل الإسلام وهي إحدى المدن المزدهرة في العصور الأولى لظهور الإسلام وتبوأت مكانة عالية عندما كانت واحة يرتاح فيها الحجاج في قدومهم وذهابهم إلى ديارهم مشيراً إلى جهود لجنة تحسين فيد في العمل على تكامل الخدمات فيها عبر تبنيها تنفيذ عدد من المشاريع التنموية المهمة بدعم أبناء فيد وبجهودها الذاتية مؤكداً أن ما تحقق سابقاً من إنجازات في فيد يجعلنا نتفاءل بمستقبل أفضل وخصوصاً أن فيد اليوم تحظى بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة مؤملاً أن يأتي اليوم الذي تتكامل بفيد جميع الخدمات الرئيسية الهامة لتنطلق فيد من جديد وبكل قوة ولتكون كما كانت همزة وصل بين ماضينا العريق وحاضرنا الباسم.
أما فهد ناصر المثيب فقد أشار إلى أن فيد أحد أجمل المدن الزراعية بالمملكة وفيها تزرع محاصيل كثيرة أهمها التمور والفواكه والخضار وقد أبى ألا أن يقدم لنا إهداء خلال هذا الاستطلاع عبارة عن عينات من صناديق انتاجه الزراعي فغمرنا بكرمه غير المستغرب امتدادا لكرم أهالي فيد وألمح إلى أنها تحظى بزيارات الكثير من الباحثين عن الآثار وأن زوارها كثيرون من مختلف المستويات وقال ان آخر من زارها بهذا الخصوص أحد أصحاب السمو الأمراء الذي جاء فقط للتعرف على آثارها وقد امتدحها وامتدح طبيعتها الساحرة، كما أشار إلى أن وكيل وزارة المعارف لشؤون الآثار قد زارها مؤخراً بعد اكتشاف مواقع أثرية جديدة نتيجة لعمليات التنقيب التي أجراها أحد الباحثين من أبناء المنطقة.
وقال إن المنطقة بحاجة لمزيد من عمليات التنقيب والاهتمام بآثارها وكذلك من المهم اقامة متحف كبير فيها وكذلك الاهتمام بالكهف أسفل بئر الخويمة وإنارته ووضع سلالم كهربائية وكذلك ايجاد مركز ضيافة وترفيه بالقرب من هذا الموقع لكي يجد السائح كل وسائل الترفيه والارشاد السياحي عن الموقع.
أما تركي محمد المهنا فقال إن مدينة فيد تعد من أغنى مدن منطقة حائل بالمواقع الأثرية المهمة التي يحكي فيها كل موقع عن حقبة زمنية مختلفة عن الأخرى وهي من المدن الجميلة وطبيعة أهلها أهل الكرم تؤهلها لأن تكون إحدى أهم المدن الأثرية بحائل إذا لم تكن بالمملكة وقال يكفي أنها كانت إحدى ثلاث أهم مدن بعد مكة والكوفة وهذا دلالة على تميزها وأهميتها وطالب كافة الجهات الخدماتية المعنية بالنهوض بمدينة فيد بأن تقوم بتطوير خدماتها فيها لتكون واحة لزوارها من جديد إن شاء الله الذين سيجدون فيها ما لم يروه من قبل.

رحلة المتاعب

عندما حكى لي أحد الزملاء عن فيد وآثارها وعن بئر الخويمة والكهف أسفل البئر وما يحتويه من سراديب وأشكال غريبة وصخور لم أصدق كما لم أكن أتصور أنه بهذا الشكل العجيب والجو الرائع.. إنها كانت لحظات مثيرة منذ أن وضعت رجلي الأولى على سلم يهتز يكاد يسقط أمهر مستخدمي السلالم وحتى وصلت إلى قاع البئر ورطوبة منعشة وظلام دامس لم نستطع الرؤية إلا من خلال مصباح كبير للإضاءة حول الظلام الدامس إلى نهار فتجلى أمامنا منظر مهيب لا يشبهه منظر ولقد حدث لنا أثناء النزول موقف صعب تمثل بسقوط أحد العمالة المرافقين من السلم إلا أن عناية الله انقذته ثم قدرة المرشد السياحي بالإمساك به في آخر لحظة وبقي متعلقاً حتى اجتمع الجميع وأخرجوهما سوياً وهما بصحة وسلامة.
فسرنا في أسفل البئر نستطلع المكان ونحن نلحم بأن يكون مكاناً لمتحف أثري كبير يجمع كل القطع الأثرية القديمة بمدينة فيد وكذلك بعض الخدمات الضرورية والتحسينات الجمالية بالإضافة إلى عمل بعض اللوازم الأخرى لجعل السراديب مواقع لإقامة أنشطة ومسابقات رياضية متنوعة لإحياء هذا الموقع الأثري وكذلك حفر بعض السراديب الأخرى وتوسيعها التي توصل هذه البئر بقصر خراش الأثري.
لقد قال أحد المرافقين اننا نعيش الآن تحت 25 متراً في عمق الأرض وكأنه أراد التأكيد على الأمان الذي نعيشه وكأنه يلمح إلى الهدف من إنشاء هذا الكهف لحماية أهالي فيد أما السراديب فهي توصل بمعظم الآبار فيها وهي تنبىء إلى هدف آخر وهي سهولة مرور شجعان فيد منها وقدرتهم على خداع الآخرين خصوصاً الغزاة ليتمكنوا من القضاء عليهم بغتة.
مرت الساعات ونحن نتجاذب الحديث والمتعة تحت عمق 25 متراً ثم كانت رحلة الصعود إلى سطح الأرض باستخدام السلم.

وبعد

ها هي فيد الحاضر الزاهر والماضي العريق الغنية بالمواقع الأثرية المهمة والمواقع الأثرية الممتعة والخضرة وجمال القرى البكري وبساطة أهلها وطبيتهم وحبهم لإكرام الضيوف انها فيد التي لا تقل عن الكوفة أهمية ولا عن مدائن صالح قوة في بنيانها فها هو قصر خراش شاهد ماثل أمام العيان ولا يحتاج إلا إرادة فولاذية تعيد لشموخ هذا البنيان رونقه ولبئر الخويمة متعتها وللخدمات الرئيسية بمدينة فيد بعض احتياجاتها المهمة لتنعم فيد بكل الخدمات ولتعود من جديد مدينة أثرية تاريخية مهمة تربط الحاضر بالماضي وتعيد الماضي ليعانق الحاضر والمستقبل.

صحيفة الجزيره
العدد:10509
السبت 16 ,ربيع الثاني 1422

خراش
20/02/2007, 08:35 AM
اللة يعطيك العافية بيض الله وجهك وجزاك الله خير

الخيال2006
22/08/2008, 11:37 PM
شكرا خراش على الموضوع وبارك الله فيك