ابو سمر
29/01/2007, 07:46 PM
قلما يوجد من المثقفين من لم يسمع بهذا الجبل المشهور جدا ، الذي أصبح رمزا للحب العذري ( مهوب حب هاليومين )، و إن وجد من لم يسمع به ، فمن المؤكد أنه سمع أو قرأ عن قيس بن الملوح ومحبوبته ليلى العامرية ..الذي عاش في زمن الخليفة الأموي مروان بن الحكم في حدود السنة الخامسة والستين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليم ، وبالمناسبة هو جد مروان بن محمد الملقب بمروان الحمار الذي وصف بالحمار لتحمله الكثير من المصائب أثناء تفكك الدولة الأموية ..
يقع هذا الجبل في قرية الغيل التي تقع على مسافة 35 كم شمال غرب مدينة الأفلاج التي يعود عمرها لآلاف السنين التي قال فيها أمرؤ القيس الكندي :
بعيني ظعن الحي لما تحملوا ***** لدى جانب الأفلاج من جنب تيموا
وقال فيها لبيد بن ربيعة :
فتكلم بتلكم غير فخر عليكم **** وبيت على الأفلاج ثم مقيم
وبالمناسبة فإن الأفلاج تحمل اسمين ، الأفلاج هو الأسم العربي للفلج الذي ينقل المياه في الأراضي وهو شبيه بالساقي لكنه تحت الأرض ، ويكثر في سلطنة عمان حاليا ، وفي شمال الخرج في منطقة فرزان ، و اسم ليلى ، ويقال أن المدينة سميت بليلى نسبة إلى ليلى العامرية معشوقة قيس وابنة عمه وهما يعودان لقبيلة بني جعدة ..
كما أن هذه القرية تقع على مسافة تزيد على الثلاثمائة وخمسين كيلو مترا من الرياض ناحية الجنوب الغربي ..
منذ مدة وأنا أنوي زيارة هذا الجبل لأراه على الواقع ، وليكون دافعا لي إن ( بغيت ) أحب في المستقبل ، خاصة بعد أن قرأت مخاطبة قيس له بهذه القصيدة الجميلة :
وأجهشت للتوباد حين رأيته **** وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما عرفته **** ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم **** حواليك في خصب وطيب زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم **** ومن ذا الذي يبقى من الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً**** فراقك والحيان مؤتلفان
الصورة التالية من الناحية الجنوبية للجبل حيث وصلناه مبكرا ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6043.jpg
وفي عرض الجبل رأيت هذا السور القديم الذي يبلغ عرضه في القاعدة حوالي المتر وأكثر ، وكنت اتساءل كيف رفعت هذه المواد الطينية لبنائه ، وهي على سفح جبل ، بقي من هذا السور أجزاء لم تتهدم ، استغل أحد المهتمين عدم اهتمام الجهات المختصة ليكتب عليه جبل التوباد ليعرفه الزائرون ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6027.jpg
وكما قلت لكم فإن المنطقة بعمرها الطويل جدا ، كانت مسرحا لحضارات قديمة ، وهذه المقبرة القديمة جدا ، والتي يكثر بها القبور بشكل لم أراها حتى في المدن الكبيرة القديمة ، ويقترب من المقبرة شرقا سور منيع و عال جدا ، وهو امتداد لنفس السور الذي يمتد إلى الجزء الجنوبي من جبل التوباد .
هنا جزء صغير من المقبرة ، التي لا تتناسب حاليا مع عدد سكان القرية ، وهذا دليل قوي وكبير بأن هذه القرية كانت أكبر من ذلك بكثير ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6040.jpg
كان إبناء العمومة قيس وليلى طفلين صغيرين يرعيان البهم ( صغار الماعز ) على سفوح هذه الجبال ، فأعجب بها ، وأعجبت به .
وقال فيها :
تعلقت ليل وهي غرٌّ صغيرةٌ **** ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين ترعى البهم يا ليت أننا *** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
كبرا معا ، وكبر حبهما ، لكن العذال لم يتركوهم يتمموا هذا الحب بالزواج ، فبدؤ يوشون لأهل ليلى حتى منعوها عنه ..
في أعلى هذا الجبل يوجد غار صغير ، عرف بغار قيس وليلى ، حيث ترددت مقولة أنهما يلتقيان هناك ، لكن قد لا يصح هذا القول مقارنة بالوضع الذي يحيطهما ، فمن الطبيعي أنه عند صعودك لهذا الجبل فإنك سترى ومن مسافة بعيدة ، ولذا من الصعب ان يترافقان معا لهذا الغار ..
هنا قمة الجبل الشرقية ، وهي الطريق المتدرج للنزول ، وإلى الخلف يبدأ الجبل بالارتفاع قليلا ، حتى يكاد يكشف جميع المنطقة المحيطة به ، وهذا يتعارض مع السرية التي كان ينشدها المحبين آنذاك .. كما يلاحظ ارتفاع النخيل الذي يقدر عمره بمئات السنين وكثرته في هذا الوادي الذي تقع فيه قرية الغيل ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6038.jpg
قرية الغيل الذي ذكرها قيس في عدد من قصائده ومنها :
أنت ليلة بالغيل يا أم مالك **** لكم غير حب صادق ليس يكذب
وقال :
كأن لم يكن بالغيل أو بطن أيكة **** أو الجزع من تول الاشاءة حاضر
هنا يظهر السفح الجنوبي للجبل ، وتظهر مزارع النخيل القديمة جدا ، وتلاحظون جغرافية هذه القرية القديمة ، التي يحدها جبلان من الشمال ومن الجنوب ، وعلى مسافة طويلة جدا .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6029.jpg
الجهة الشرقية من الجبل .. و يظهر جزء من المقبرة المشار إليها سابقا ، وأجزاء بعيدة من السور الكبير الذي يحمي القرية قديما .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6037.jpg
في الصورة التالية وقفت على قمة الجبل وقلت لرفيقي : ( بعذر أبو ليلى عندما رفض تزويجه إياها ، لأنه ( فضح ) بهم ، لو يبي قيس الستر كان دور مكان صاد عن العيون ، مهوب فوق رأس هالجبل رايح جاي ، الله لا يفضحنا !! ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6028.jpg
ويقع بوسط قمة جبل التوباد غار يسمى ( غار قيس وليلى ) وهو عبارة عن فتحة صغيرة تقع في منتصف الجبل بمساحة لا تتجاوز أربعة أمتار ، يقال : أن قيس وليلى يجلسان فيه ويتبادلان الشعر والغزل، وقد كتب على أحد الصخور بجوار الغار بيت لإحدى قصائد قيس بن الملوح المشهورة ، تخليدا للقصة المشهورة ، عندما مر بجوار جبل التوباد وتذكر ابنة عمه ليلى العامرية ، والأيام الجميلة التي قضياها معا ، عندما كانا صغيرين يرعيان البهم على سفح جبل التوباد ، بعد أن حرم من رؤيتها و الزواج منها .
يتبع ...
يقع هذا الجبل في قرية الغيل التي تقع على مسافة 35 كم شمال غرب مدينة الأفلاج التي يعود عمرها لآلاف السنين التي قال فيها أمرؤ القيس الكندي :
بعيني ظعن الحي لما تحملوا ***** لدى جانب الأفلاج من جنب تيموا
وقال فيها لبيد بن ربيعة :
فتكلم بتلكم غير فخر عليكم **** وبيت على الأفلاج ثم مقيم
وبالمناسبة فإن الأفلاج تحمل اسمين ، الأفلاج هو الأسم العربي للفلج الذي ينقل المياه في الأراضي وهو شبيه بالساقي لكنه تحت الأرض ، ويكثر في سلطنة عمان حاليا ، وفي شمال الخرج في منطقة فرزان ، و اسم ليلى ، ويقال أن المدينة سميت بليلى نسبة إلى ليلى العامرية معشوقة قيس وابنة عمه وهما يعودان لقبيلة بني جعدة ..
كما أن هذه القرية تقع على مسافة تزيد على الثلاثمائة وخمسين كيلو مترا من الرياض ناحية الجنوب الغربي ..
منذ مدة وأنا أنوي زيارة هذا الجبل لأراه على الواقع ، وليكون دافعا لي إن ( بغيت ) أحب في المستقبل ، خاصة بعد أن قرأت مخاطبة قيس له بهذه القصيدة الجميلة :
وأجهشت للتوباد حين رأيته **** وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما عرفته **** ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم **** حواليك في خصب وطيب زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم **** ومن ذا الذي يبقى من الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً**** فراقك والحيان مؤتلفان
الصورة التالية من الناحية الجنوبية للجبل حيث وصلناه مبكرا ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6043.jpg
وفي عرض الجبل رأيت هذا السور القديم الذي يبلغ عرضه في القاعدة حوالي المتر وأكثر ، وكنت اتساءل كيف رفعت هذه المواد الطينية لبنائه ، وهي على سفح جبل ، بقي من هذا السور أجزاء لم تتهدم ، استغل أحد المهتمين عدم اهتمام الجهات المختصة ليكتب عليه جبل التوباد ليعرفه الزائرون ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6027.jpg
وكما قلت لكم فإن المنطقة بعمرها الطويل جدا ، كانت مسرحا لحضارات قديمة ، وهذه المقبرة القديمة جدا ، والتي يكثر بها القبور بشكل لم أراها حتى في المدن الكبيرة القديمة ، ويقترب من المقبرة شرقا سور منيع و عال جدا ، وهو امتداد لنفس السور الذي يمتد إلى الجزء الجنوبي من جبل التوباد .
هنا جزء صغير من المقبرة ، التي لا تتناسب حاليا مع عدد سكان القرية ، وهذا دليل قوي وكبير بأن هذه القرية كانت أكبر من ذلك بكثير ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6040.jpg
كان إبناء العمومة قيس وليلى طفلين صغيرين يرعيان البهم ( صغار الماعز ) على سفوح هذه الجبال ، فأعجب بها ، وأعجبت به .
وقال فيها :
تعلقت ليل وهي غرٌّ صغيرةٌ **** ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين ترعى البهم يا ليت أننا *** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
كبرا معا ، وكبر حبهما ، لكن العذال لم يتركوهم يتمموا هذا الحب بالزواج ، فبدؤ يوشون لأهل ليلى حتى منعوها عنه ..
في أعلى هذا الجبل يوجد غار صغير ، عرف بغار قيس وليلى ، حيث ترددت مقولة أنهما يلتقيان هناك ، لكن قد لا يصح هذا القول مقارنة بالوضع الذي يحيطهما ، فمن الطبيعي أنه عند صعودك لهذا الجبل فإنك سترى ومن مسافة بعيدة ، ولذا من الصعب ان يترافقان معا لهذا الغار ..
هنا قمة الجبل الشرقية ، وهي الطريق المتدرج للنزول ، وإلى الخلف يبدأ الجبل بالارتفاع قليلا ، حتى يكاد يكشف جميع المنطقة المحيطة به ، وهذا يتعارض مع السرية التي كان ينشدها المحبين آنذاك .. كما يلاحظ ارتفاع النخيل الذي يقدر عمره بمئات السنين وكثرته في هذا الوادي الذي تقع فيه قرية الغيل ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6038.jpg
قرية الغيل الذي ذكرها قيس في عدد من قصائده ومنها :
أنت ليلة بالغيل يا أم مالك **** لكم غير حب صادق ليس يكذب
وقال :
كأن لم يكن بالغيل أو بطن أيكة **** أو الجزع من تول الاشاءة حاضر
هنا يظهر السفح الجنوبي للجبل ، وتظهر مزارع النخيل القديمة جدا ، وتلاحظون جغرافية هذه القرية القديمة ، التي يحدها جبلان من الشمال ومن الجنوب ، وعلى مسافة طويلة جدا .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6029.jpg
الجهة الشرقية من الجبل .. و يظهر جزء من المقبرة المشار إليها سابقا ، وأجزاء بعيدة من السور الكبير الذي يحمي القرية قديما .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6037.jpg
في الصورة التالية وقفت على قمة الجبل وقلت لرفيقي : ( بعذر أبو ليلى عندما رفض تزويجه إياها ، لأنه ( فضح ) بهم ، لو يبي قيس الستر كان دور مكان صاد عن العيون ، مهوب فوق رأس هالجبل رايح جاي ، الله لا يفضحنا !! ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images26/mk7079_6028.jpg
ويقع بوسط قمة جبل التوباد غار يسمى ( غار قيس وليلى ) وهو عبارة عن فتحة صغيرة تقع في منتصف الجبل بمساحة لا تتجاوز أربعة أمتار ، يقال : أن قيس وليلى يجلسان فيه ويتبادلان الشعر والغزل، وقد كتب على أحد الصخور بجوار الغار بيت لإحدى قصائد قيس بن الملوح المشهورة ، تخليدا للقصة المشهورة ، عندما مر بجوار جبل التوباد وتذكر ابنة عمه ليلى العامرية ، والأيام الجميلة التي قضياها معا ، عندما كانا صغيرين يرعيان البهم على سفح جبل التوباد ، بعد أن حرم من رؤيتها و الزواج منها .
يتبع ...