خراش
02/02/2007, 08:31 PM
شيء من مجد التاريخ
وخطوات نحو الحضارة
((فَيْد)).. بلدة يسكنها التاريخ.. يحضنها فتحضنه .. تروى له سير رجالاتها الكبار، وناسها الطيبين.. فيزداد التاريخ تألقاً بـ ((فَيْد)) ورجال ((فَيْد) بدءاً بذلك الفارس الأسطورة (زيد الخير) الذي قال عنه التاريخ: " إنه ليركب الفرس الفاره فتخط رجلاه على الأرض!!" .. وانتهاءً بـ (المهادي). ذلك الرجل الذي ضرب للوفاء أروع الأمثلة !! ومرواً بالكثيرين ممن نبتوا في تلك الأرض الطيبة.
.. (فيد) بنت الجغرافيا والتاريخ.. بل صنوهما منذ العصور الغابرة وجدت نفسها (قاموسياً):
وردة الزعفران !! .. (ومعاجمياً) : في منتصف الطريق بين مكة والكوفة، كما يقول (ياقوت الحموي) في معجم البلدان .. حيث كان الحجاج يُودِعون أهلها ما ثقل من أمتعتهم حتى ساعة الإياب.
.. كتب عنها ابن بطوطة الرحالة العربي المغاربي الشهير بعد أن زارها عام (727هـ) ، وكتب عنها المستشرق التشكيوسلوفاكي (لويس موزل) عندما مر بها عام (1915م) ... غير أن (فيد) لا تحتاج إلى تعريف .. فهي نبض الحاضر، وبعض حديث التاريخ، هي مزج باهر بين الماضي والحاضر! .. (فَيْد) باختصار شديد .. هي (غيداء الجبال) جبال سلمى ، ومواعيد مشارقها المورقة!!.. إنها (فَيْد) بلدة بتفاصيل مدينة، ومدينة بسحر بلدة.
.. الذي يزور (فيْد) تلك البلدة الهادئة التي تقع على مسافة 100 كم إلى الشرق من مدينة حائل ، ويقف على أطلال قصر (خراش) ذلك القصر العباسي، الذي يعتقد أنه قام على أنقاض مدينة قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام ، كما ورد في كتاب (مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية) الذي أصدرته إدارة الآثار والمتاحف.
.. نقول : الذي يزور هذه البلدة ما يلبث أن يقع في أسر التاريخ، فها هو (زيد الخيل) الذي أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (زيد الخير) .. بقامته الفارعة، وشخصيته الفذة ، وفروسيته وكرمه وأمجاده ، ووسامته وجسامته.. يمتطي صهوة جوادة.. وينشد:
يا بني الصيداء ردوا فرسي إنـمـا يُـفعـل هذا بالذليـل
لا تذيلـوه فإنـي لم أكـن يا بني الصيداء لمهري بالمذيل
.. فتنبعث في أرجاء (فَيْد) ذكريات هذا الرجل الاستثنائي الذي يقول عنه المرحوم (عبدالعزيز الرفاعي) في كتابه (زيد الخير): " إننا إذا ما استقرأنا أخباره وجدنا إجماعاً على صفاته المهيبة" ، وروى حديث ذلك الأعرابي من شيبان إذ يقول في سياق قصة يصف فيها محاولة سرقة إبل تخص أخت زيد الخيل:
" فلما رحبت الشمس، إذا فارس قد أقبل، لم أر فارساً قط أعظم منه، وأجسم، على فرس مشرف!!" .
.. ثم تقفز للذهن صور لذكريات أخرى عن (محمد بن يحي بن ضريس الفيدي)، و (محم بن جعفر الفيدي) .. و(أبو إسحق عيسى بن إبراهيم الفيدي) ، وهم من رواة الحديث .. وغيرهم وغيرهم.
.. وعلى مقربة من (فَيْد) ، وبجوار إدى برك طريق زبيدة الشهيرة، تختزل الذاكرة مئات القرون.. لتجعلنا نتوقف عند (فَيْد) ملتقى عبور القوافل، التي كانت تمثل في حركتها المتواترة إحدى أبرز مناشط الاقتصاد الاجتماعي في هذه البلدة.
.. ومع أ، التاريخ يقول عن ف~يْد الشيء الكثير .. مما لا يتسع المقام لذكره.. إلا أننا سنكتفي بهذه الإيماءات الصغيرة للاقتراب من ضمير هذه البلدة التي لا تزال تحتفظ بشبابها رغم شيخوخة تاريخها الحافل بكل ما هو لذيذ.
.. أما (فَيْد) الحاضر .. فهي جزء من منظومة هذا العصر المجيد.. الذي أعاده من خلال الحضارة الحديثة وأدواتها إلى مدننا وبلداننا وقرانا .. بريقها ورونقها، بعد أن أزاح عن كاهلها غبار الزمن، وليس ثمة ما هو أجمل من أن تلتقي الحضارة مع مجد التاريخ!!
.. إذ امتدت إليها يد الإعمار .. لا لتعنى بموروثها التاريخي وحسب، وإنما لتمدها بوسائل الحضارة الحديثة.. التي يقودها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله، وسمو ولي عهده الأمين، وحكومتها الراشدة حيث انتشرت فيها المدارس بمختلف مراحلها للجنسين، وبددت شبكة الكهرباء ظلمتها، وامتد نحوها الطريق ليصلها بالمدينة الأم (حائل)، مثلما بلغتها خدمات الهاتف والرعاية الصحية الأولية ، وغيرها من مرافق الخدمات العامة.
.. ورغم أن (فَيْد) كحاضرة للعديد من القرى والهجر المحيطة بها.. لا تزال تحتاج إلى العديد من الخدمات لمواكبة حركة النمو المتزايدة .. إلا أنها بلدة ناضجة، حية .. تزخر بالنشاط الذي يترجمه سوقها التجاري بمعروضاته المتنوعة.. بل تترجمه سواعد أبنائها المخلصين الذين يمنحون بلدتهم كل ما في وسعهم .. كيما يتوازى حاضرها بمجدها التاريخي.. إلا أنها قبل هذا وذاك .. بلدة قد أناخ الكرم فيها ركابه.. شأنها في ذلك شأن كل رصيفاتها، وبالتأكيد هذا ليس بكثير ، فهي البلدة التي أنجبت (زيد الخير)، وهذا بحد ذاته يكفي .
.. كما تشهد نشاطاً عمرانياً واسعاً، تمثل في تلك (الفيلات) السكنية، والعمارات الحديثة.. رغم أنها لم تستفد بعد من خدمات الإقراض من صندوق التنمية العقاري.. حيث اتسعت في أرجائها دائرة العمران..
الذي جعل منها بلدة حديثة ونموذجية.
..وبعد فهذا ليس كل شيء عن فَيْد، الأرض، والمجتمع والناس.. وإنما هو غيض من فيض.
ماقدرت اضيف صور مادري ايش المشكلة ممكن احد يشرح كيف ارفاق الصور
وخطوات نحو الحضارة
((فَيْد)).. بلدة يسكنها التاريخ.. يحضنها فتحضنه .. تروى له سير رجالاتها الكبار، وناسها الطيبين.. فيزداد التاريخ تألقاً بـ ((فَيْد)) ورجال ((فَيْد) بدءاً بذلك الفارس الأسطورة (زيد الخير) الذي قال عنه التاريخ: " إنه ليركب الفرس الفاره فتخط رجلاه على الأرض!!" .. وانتهاءً بـ (المهادي). ذلك الرجل الذي ضرب للوفاء أروع الأمثلة !! ومرواً بالكثيرين ممن نبتوا في تلك الأرض الطيبة.
.. (فيد) بنت الجغرافيا والتاريخ.. بل صنوهما منذ العصور الغابرة وجدت نفسها (قاموسياً):
وردة الزعفران !! .. (ومعاجمياً) : في منتصف الطريق بين مكة والكوفة، كما يقول (ياقوت الحموي) في معجم البلدان .. حيث كان الحجاج يُودِعون أهلها ما ثقل من أمتعتهم حتى ساعة الإياب.
.. كتب عنها ابن بطوطة الرحالة العربي المغاربي الشهير بعد أن زارها عام (727هـ) ، وكتب عنها المستشرق التشكيوسلوفاكي (لويس موزل) عندما مر بها عام (1915م) ... غير أن (فيد) لا تحتاج إلى تعريف .. فهي نبض الحاضر، وبعض حديث التاريخ، هي مزج باهر بين الماضي والحاضر! .. (فَيْد) باختصار شديد .. هي (غيداء الجبال) جبال سلمى ، ومواعيد مشارقها المورقة!!.. إنها (فَيْد) بلدة بتفاصيل مدينة، ومدينة بسحر بلدة.
.. الذي يزور (فيْد) تلك البلدة الهادئة التي تقع على مسافة 100 كم إلى الشرق من مدينة حائل ، ويقف على أطلال قصر (خراش) ذلك القصر العباسي، الذي يعتقد أنه قام على أنقاض مدينة قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام ، كما ورد في كتاب (مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية) الذي أصدرته إدارة الآثار والمتاحف.
.. نقول : الذي يزور هذه البلدة ما يلبث أن يقع في أسر التاريخ، فها هو (زيد الخيل) الذي أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (زيد الخير) .. بقامته الفارعة، وشخصيته الفذة ، وفروسيته وكرمه وأمجاده ، ووسامته وجسامته.. يمتطي صهوة جوادة.. وينشد:
يا بني الصيداء ردوا فرسي إنـمـا يُـفعـل هذا بالذليـل
لا تذيلـوه فإنـي لم أكـن يا بني الصيداء لمهري بالمذيل
.. فتنبعث في أرجاء (فَيْد) ذكريات هذا الرجل الاستثنائي الذي يقول عنه المرحوم (عبدالعزيز الرفاعي) في كتابه (زيد الخير): " إننا إذا ما استقرأنا أخباره وجدنا إجماعاً على صفاته المهيبة" ، وروى حديث ذلك الأعرابي من شيبان إذ يقول في سياق قصة يصف فيها محاولة سرقة إبل تخص أخت زيد الخيل:
" فلما رحبت الشمس، إذا فارس قد أقبل، لم أر فارساً قط أعظم منه، وأجسم، على فرس مشرف!!" .
.. ثم تقفز للذهن صور لذكريات أخرى عن (محمد بن يحي بن ضريس الفيدي)، و (محم بن جعفر الفيدي) .. و(أبو إسحق عيسى بن إبراهيم الفيدي) ، وهم من رواة الحديث .. وغيرهم وغيرهم.
.. وعلى مقربة من (فَيْد) ، وبجوار إدى برك طريق زبيدة الشهيرة، تختزل الذاكرة مئات القرون.. لتجعلنا نتوقف عند (فَيْد) ملتقى عبور القوافل، التي كانت تمثل في حركتها المتواترة إحدى أبرز مناشط الاقتصاد الاجتماعي في هذه البلدة.
.. ومع أ، التاريخ يقول عن ف~يْد الشيء الكثير .. مما لا يتسع المقام لذكره.. إلا أننا سنكتفي بهذه الإيماءات الصغيرة للاقتراب من ضمير هذه البلدة التي لا تزال تحتفظ بشبابها رغم شيخوخة تاريخها الحافل بكل ما هو لذيذ.
.. أما (فَيْد) الحاضر .. فهي جزء من منظومة هذا العصر المجيد.. الذي أعاده من خلال الحضارة الحديثة وأدواتها إلى مدننا وبلداننا وقرانا .. بريقها ورونقها، بعد أن أزاح عن كاهلها غبار الزمن، وليس ثمة ما هو أجمل من أن تلتقي الحضارة مع مجد التاريخ!!
.. إذ امتدت إليها يد الإعمار .. لا لتعنى بموروثها التاريخي وحسب، وإنما لتمدها بوسائل الحضارة الحديثة.. التي يقودها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله، وسمو ولي عهده الأمين، وحكومتها الراشدة حيث انتشرت فيها المدارس بمختلف مراحلها للجنسين، وبددت شبكة الكهرباء ظلمتها، وامتد نحوها الطريق ليصلها بالمدينة الأم (حائل)، مثلما بلغتها خدمات الهاتف والرعاية الصحية الأولية ، وغيرها من مرافق الخدمات العامة.
.. ورغم أن (فَيْد) كحاضرة للعديد من القرى والهجر المحيطة بها.. لا تزال تحتاج إلى العديد من الخدمات لمواكبة حركة النمو المتزايدة .. إلا أنها بلدة ناضجة، حية .. تزخر بالنشاط الذي يترجمه سوقها التجاري بمعروضاته المتنوعة.. بل تترجمه سواعد أبنائها المخلصين الذين يمنحون بلدتهم كل ما في وسعهم .. كيما يتوازى حاضرها بمجدها التاريخي.. إلا أنها قبل هذا وذاك .. بلدة قد أناخ الكرم فيها ركابه.. شأنها في ذلك شأن كل رصيفاتها، وبالتأكيد هذا ليس بكثير ، فهي البلدة التي أنجبت (زيد الخير)، وهذا بحد ذاته يكفي .
.. كما تشهد نشاطاً عمرانياً واسعاً، تمثل في تلك (الفيلات) السكنية، والعمارات الحديثة.. رغم أنها لم تستفد بعد من خدمات الإقراض من صندوق التنمية العقاري.. حيث اتسعت في أرجائها دائرة العمران..
الذي جعل منها بلدة حديثة ونموذجية.
..وبعد فهذا ليس كل شيء عن فَيْد، الأرض، والمجتمع والناس.. وإنما هو غيض من فيض.
ماقدرت اضيف صور مادري ايش المشكلة ممكن احد يشرح كيف ارفاق الصور