المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن ظاهرة النينو؟



صوت الرعد2007
20/02/2007, 10:44 PM
"بسم الله الرحمن الرحيم"

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمداً وعلى آلة وصحبة أجمعين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



"ظاهرة النينو"



حذرت الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي NOAA من عودة ظاهرة النينو لتضرب باستقرار مناخ الأرض من جديد. حيث ذكرت وحدة التنبؤ بالمناخ التابعة للإدارة في تقريرها الصادر الخميس 5-8-2004 أن درجات حرارة سطح الماء في وسط وشرق المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ ارتفعت؛ مما ينبئ بمراحل مبكرة لبداية الظاهرة التي تتسبب غالبا في تغيرات مناخية وجوية تؤدي إلى كوارث بيئية عديدة في معظم أنحاء كوكب الأرض.
وتشير توقعات التقرير الذي يصدر شهريًّا لرصد الظاهرة إلى إمكانية حدوث النينو خلال الشهور الثلاثة أو الستة القادمة على أقصى تقدير. علما بأن هذه الظاهرة تحدث غالبا كل 3 إلى 10 سنوات.
يذكر أن ظاهرة النينو El Nino تحدث نتيجة لتغير مؤقت في مناخ المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادئ، الذي يُحدث بدوره تأثيرات مختلفة ومتباينة على مناطق كثيرة في أنحاء العالم؛ فبينما تسبب زيادة سقوط الأمطار في المناطق الجنوبية للولايات المتحدة وبيرو ووسط أوربا؛ وهو ما يتسبب في حدوث فيضانات مدمرة، تكون وراء حدوث الجفاف في مناطق غرب المحيط الأطلنطي، وفي بعض الأحيان يصاحبها حرائق مدمرة في أستراليا وجنوب شرق آسيا وأعاصير في وسط الولايات المتحدة.
و"النينو" تعني بالأسبانية الولد أو ابن المسيح، وقد أطلق الصيادون في الإكوادور وبيرو على تلك الظاهرة هذا الاسم؛ لأنها كانت تأتي قرب أعياد الميلاد، وكانت تجعل المحيط الهادي أكثر دفئا، وتغير اتجاه التيار بالمحيط، فتقل الأسماك بشكل ملحوظ؛ وهو ما يساعد الصيادين على قضاء هذه الفترة في البيوت مع أسرهم، لكن الاسم لم يعد يُستخدم للتعبير عن هذه التغيرات الموسمية الطفيفة فقط، ولكن تجاوزها للتعبير عن التغير المتواصل في جو المحيط الهادي.
El Nino الطبيعية مرة أخرى في الربيع القادم، بكل ما تجلبه معها من جفاف وفيضانات وأمطار وحرائق. حيث تم رصد ارتفاع في درجات الحرارة على المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي، وهو ما يعد مؤشرا لبدء نينو جديدة؛ تلك الظاهرة التي تعد من أغرب الظواهر الطبيعية وأوسعها انتشارا.



ما هي النينو؟


تحدث ظاهرة El Nino نتيجة لتغير مؤقت في مناخ المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادي، الذي يُحدث بدوره تأثيرات متباينة على مناطق كثيرة في أنحاء العالم من جفاف وحرائق للغابات، وأمطار غزيرة.
و"النينو" تعني بالإسبانية الولد أو ابن المسيح، وقد أطلق الصيادون في الإكوادور وبيرو على تلك الظاهرة هذا الاسم؛ لأنها كانت تأتي قرب أعياد الميلاد، وكانت تجعل المحيط الهادي أكثر دفئا، وتغير اتجاه التيار بالمحيط؛ فتقل الأسماك بشكل ملحوظ؛ وهو ما يساعد الصيادين على قضاء هذه الفترة في البيوت مع أسرهم، لكن الاسم لم يعد يُستخدم للتعبير عن هذه التغيرات الموسمية الطفيفة فقط، ولكن تجاوزها للتعبير عن التغير المتواصل في جو المحيط الهادي، وذلك باقترانه بما يدعى التذبذب الجنوبي أو Southern Oscillation فأصبح يطلق عليه El Nino Southern Oscillation (ENSO).
كان أول من توصل إلى طرف الخيط في تفسير هذه الظاهرة (ENSO)، التي طالما حيرت العلماء هو العالم الإنجليزي جيلبرت ووكر“Gilbert Walker” عندما كان في الهند في الوقت الذي كان العلماء مشغولين بتسجيل آثار النينو، حيث لاحظ أن هناك ارتباطا بين قراءة البارومتر (جهاز قياس الضغط الجوي) في بعض المناطق في الشرق ومثيلاتها في الغرب، فعندما يرتفع الضغط في الشرق ينخفض في الغرب والعكس صحيح، وأطلق عليها Southern Oscillation أو "التذبذب الجنوبي"، وقد لاحظ أيضا وجود علاقة ثلاثية الأطراف تربط بين هبوب الرياح الموسمية (Monsoon) في آسيا وحدوث جفاف بكل من أستراليا، إندونيسيا، الهند وبعض المناطق في إفريقيا، ودفء الشتاء نسبيا في غرب كندا.
وقد هوجم Walker كثيراً لربطه بين هذه الظواهر التي تحدث في شتى بقاع الأرض وعلى مسافات شاسعة من بعضها البعض، لكن بعد مرور خمسين عاما جاء العالم النرويجي جاكوب جركنز Jacob Bjerknes ليثبت وجود هذه العلاقة بتلك التغيرات الجوية، وأطلق عليها جملة اسم EL Nino Southern Oscillation (ENSO)، وهكذا اتضح ما يحدث من اضطراب في نظام الضغط الجوي فوق المحيطات أثناء النينو؛ حيث يبدأ الاضطراب من المنطقة الاستوائية للمحيط الهادي، ثم ينتشر ليؤثر على حالة الجو فوق الأرض بشكل عام.



النينو.. تتلاعب بمناخ العالم


تجتاح النينو العالم بالعديد من التأثيرات المختلفة والمتباينة؛ فبينما تسبب زيادة سقوط الأمطار في المناطق الجنوبية للولايات المتحدة وبيرو ووسط أوروبا؛ وهو ما يتسبب في حدوث فيضانات مدمرة، تكون وراء حدوث الجفاف في مناطق غرب المحيط الأطلنطي، وفي بعض الأحيان يصاحبها حرائق مدمرة في أستراليا وجنوب شرق آسيا وأعاصير في وسط الولايات المتحدة.
ظاهرة النينو هي تغير عنيف في درجة حرارة الجزء الشرقي من المحيط الهادي على طول خط الاستواء، وهي تحدث بشكل روتيني كل أربع إلى عشر سنوات.
ففي العادة تهب الرياح التجارية تجاه الغرب على طول خط الاستواء، وهذه الرياح تجمع مياه السطح الدافئة غرب المحيط؛ فيرتفع السطح حوالي نصف متر عما في الشرق، وعندما تتجمع مياه السطح في الغرب تصعد المياه الباردة فتحل محلها آتيةً بالمواد الغذائية nutrients من قاع المحيط إلى السطح؛ فتكثر الأسماك عند ساحل الإكوادور، وبيرو، وكولومبيا. أما المياه الدافئة المتجمعة فتسخن الهواء الذي يعلوها. وتكون كمية بخار الماء الكبيرة سحبًا تأتي بالأمطار لجنوب شرق آسيا، ويبقى الساحل الغربي لأمريكا اللاتينية خاليا من الأمطار.
أما عندما تبدأ النينو فإن الرياح التجارية تفشل في إزاحة مياه السطح الدافئة؛ وهو ما يعكس النظام الجوي لهذه المنطقة الواسعة بالكامل، فيظهر الجفاف في جنوب شرق آسيا، وتعم الفيضانات أمريكا اللاتينية، كما تقل الثروة السمكية على شواطئ بيرو، والإكوادور، وكولومبيا.



النينو.. لا يردعها إلا نفسها


والنينو لا يوقف جماحها شيء إلا نفسها؛ حيث تنتهي دورتها، ويرجع كل شيء لما كان عليه، وهي في هذا تعتمد على نوعين من الأمواج؛ هما:Rossby wave أو "موجة الروسبي" وKelvin wave أو "موجة كلفن"، وهما يختلفان عن الأمواج التي تراها على الشاطئ.
فموجة الـ Rossby تشبه -إلى حد ما- أمواج المد، والفرق هو أن أمواج المد سريعة جدًا، وتوجه المياه في اتجاه واحد. لكن موجة الـ Rossby توجه الجزء الأعلى من المحيط حوالي المائة متر السطحية في اتجاه، والجزء الأسفل ما بعد المائة متر في الاتجاه المعاكس. وبعد فترة تتغير اتجاهاتهم، ويحدث هذا ببطء شديد؛ لذا فلا تتم ملاحظة أي شيء من على السطح، ولشدة بطء هذه الأشياء فهي تأخذ شهورًا أو سنين حتى تجتاز المحيط.
أما موجة الـ Kelvin فلها بعض خصائص الـ Rossby، لكنها أسرع، وتوجد فقط بالقرب من خط الاستواء، وعندما تصبح في وسط المحيط الهادي أو الجزء الشرقي منه تكون موجة الـ Rossby التي تسير ببطء قد وصلت لجنوب شرق آسيا، ولأن هذه الأمواج تؤثر بشدة في درجة حرارة المحيط الداخلية، وهذا بدوره يلغي التغيرات الأصلية التي أحدثت النينو؛ فتتوقف النينو، وتنتهي بمجرد وصول الأمواج إلى هذه المرحلة.







النينو.. تاريخ مليء بالكوارث


وكانت أقوى نينو في القرن الماضي بل على مدار التاريخ تلك التي كانت في 82-1983 فقد تسببت في حدوث كوارث على معظم القارات. وكان منها الجفاف والحرائق التي عانت منه كل من أستراليا وأفريقيا وإندونيسيا. والأمطار الغزيرة في بيرو التي لم يُشهد مثلها من قبل في المنطقة. وقد قُدرت الخسائر بحوالي 13 مليون دولار، وقُتل حوالي من 1300 إلى 2000 شخص.
كما انتشرت بعض الأمراض مثل الالتهاب الدماغي encephalitis الذي انتشر بشدة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة. كما ساعد هذا الجو على انتشار البعوض والفئران والثعابين وحتى أسماك القرش تكرر هجومها على ساحل Oregon بالولايات المتحدة. وربما كان أغرب التأثيرات التي أحدثتها هذه النينو والتي أذهلت العلماء هي ما اكتشفه فريق من العلماء في جامعة كامبريديج بولاية ماساشوستس من تغير لزاوية عزم الأرض وزيادة طول اليوم بمقدار 0.2 ميلي ثانية.
وكنتيجة مباشرة لتلك التغيرات الشديدة في المناخ التي يحدثها النينو، تنتشر العديد من الفطريات والبكتريا والفيروسات، وبالتالي تنتعش الأمراض المعدية مثل: التهاب الكبد الوبائي، والتيفود، والكوليرا، والملاريا، كما تكثر الآفات الزراعية مثل القوارض والحشرات؛ لهذا اهتم العلماء كثيرا بالتنبؤ بالنينو؛ فطوروا العديد من أجهزة الرصد لترصد بداية ارتفاع درجة حرارة سطح ماء المحيط الهادي، وهو ما مكّنهم من التنبؤ بالنينو 1997/98 قبل حدوثها بستة أشهر، وكانت تُعد من أقوى النوبات التي حدثت، وقد نتج عنها خسائر في الولايات المتحدة وحدها تُقدر بـ2,4 مليار دولار، وتسببت في مقتل 189 شخصا غير الجرحى.
خلال الخمسين عام الأخيرة حدثت النينو سبع مرات؛ فهل تكون الثامنة هذا العام؟ ما علينا إلا الانتظار.




تعد ظاهرة النينو احد أهم الظواهر الكارثية التي نشرت الذعر في العديد من بقاع العالم خلال السنوات الماضية، وذلك لان تأثيرها المدمر امتد إلي العديد من مناطق العالم مسببا خسائر مادية وبشرية كبيرة، ومدمرا للبيئة البحرية في مناطق حدوثه. وقد ارجع الباحثون نشوء هذه الظاهرة، إلي حدوث تغير في درجة حرارة مياه المحيط الهادي، خاصة قرب السواحل الشرقية بمحاذاة المناطق الاستوائية. ويصاحب بداية ظهور النينو العديد من التقلبات الجوية في مناطق مختلفة من العالم وتتنوع هذه التغيرات بين أعاصير خطيرة، وموجات حر شديدة، أو برد قارص، أو عواصف مدمرة أو جفاف، أو حرائق في الغابات، أو أمطار غزيرة.
وتحدث ظاهرة النينو كل 4 سنوات تقريبا في شرق المحيط الهادي، الذي يتميز بهبوب الرياح التجارية عليه, والتي تتجه ناحية الغرب وتجمع خلال سيرها مياه السطح الدافئة غرب المحيط، مما ينتج عنه ارتفاع سطح المحيط في الغرب عن الشرق بما يعادل نصف متر. وتتركز بالتالي المياه الباردة في شرق المحيط الأقل ارتفاعا، بينما تتركز المياه الساخنة في غربه. ويؤدي هذا الاختلال إلي توفر الأسماك عند سواحل الإكوادور، وبيرو، وكولومبيا في الشرق بسبب تجمع المياه الباردة المحملة بالمواد العضوية اللازمة لغذاء الأسماك. أما في الغرب فان المياه الدافئة تعمل علي تسخين الهواء مكونة بذلك كمية كبيرة من بخار الماء الذي يؤدي إلي ظهور السحب وسقوط الأمطار في شرق المحيط الهادي، أي في مناطق جنوب شرق آسيا.


وهذه هي الخريطة المناخية المنتظمة التي اعتاد عليها الناس في هذه المناطق، ولكن هذه الأحوال تنقلب تماما إلي النقيض مع ظهور النينو الذي يعوق الرياح التجارية، فيزداد البخر في الشرق ويقل في الغرب، مما يؤدي إلي ظهور الجفاف في جنوب شرق آسيا، وتدفق الفيضانات في أمريكا اللاتينية، مع نقص حاد في الثروة السمكية على شواطئها. وقد حاول العلماء تفسير ظاهرة ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادي، والتي تصل إلي 5 درجات مئوية فوق معدلها الطبيعي وتؤدي إلي حدوث النينو، بان هذا الارتفاع ناتج عن الاحتباس الحراري الذي يتسبب فيه تلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون.


ويرجع السبب في تسمية هذه الظاهرة باسم النينو، وهي كلمة أسبانية تعني ابن المسيح، إلي صائدي الأسماك في دول أمريكا الجنوبية الذين اختاروا هذا الاسم، لان توقيت حدوث النينو يأتي قريبا من أعياد الميلاد. كما يطلق عليه أيضا اسم الولد الشقي لكثرة ما يسببه من كوارث وتدمير في أنحاء العالم. وكان العالم الإنجليزي "جيلبرت ووكر" أول من اكتشف هذه الظاهرة أثناء رحلة له في الهند، عندما وجد ترابطا بين الضغط الجوي في شرق المحيط الهادي وغربه. فالارتفاع في الشرق يعني الانخفاض في الغرب، كما اكتشف العلاقة بين هبوب الرياح الموسمية في آسيا والجفاف في أستراليا، إندونيسيا، الهند, وبعض المناطق في إفريقيا، ودفء الشتاء في غرب كندا.


ويمتد تأثير النينو ليشمل العديد من مناطق العالم، فيتسبب في زيادة الأمطار جنوب الولايات المتحدة، وبيرو، ووسط أوروبا، وحدوث الفيضانات المدمرة في أمريكا الجنوبية، والجفاف في مناطق غرب المحيط الهادي، مصحوبا بالحرائق المدمرة في أستراليا وجنوب شرق آسيا، والأعاصير في وسط الولايات المتحدة. وقد تأثرت الحياة البحرية في المحيط الهادي بهذه الظاهرة، فهربت أسماك القرش من نوع "أبو مطرقة" والذي يفضل المياه الباردة. بينما مات "المرجان"، وإوز "البرنقيل". وتعاني "الاجوانة"، وهي نوع من الزواحف، من مشكلة الغذاء بعد أن فقدت الطحالب التي كانت تتغذي عليها، وماتت أيضا طيور "الاطيش" ذات الأقدام الزرقاء.



"الملخص"

إن الهدف من هذا البحث هو التعرف على ظاهرتي النينو واللانينيا المناخيتين من حيث تكرارهما والتأثيرات البيئية الناجمة عنهما بشكل عام ، ولغرض تحقيق هذا الهدف اعتمد الباحث على تكرار حدوث هاتين الظاهرتين للفترة من (1900 -2000 ) أظهرت النتائج عدم وجود دورية ثابتة لهاتين الظاهرتين .وإنما كانت تحدث بشكل عشوائي .وقد شكل تكرار حدوث ظاهرة النينو كل سنتان ، وكل خمس سنوات أعلى نسبة بين تكرارات حدوثها إذ كانت النسبة بحدود( 22 %) لكل منهما ، وكل أربع سنوات شكلت نسبة بحدود ( 18.5 % )، وكل ثلاث سنوات شكلت نسبة بحدود ( 11 % ) ، وكل ستة سنوات شكلت نسبة بحدود ( 7.4 %) ،وكل سبع سنوات شكلت نسبة بحدود ( 3.7 % ) . إما ظاهرة اللانينيا تبين بان تكرار حدوث كل (1- 2 سنة). شكل أعلى نسبة بين تكرارات حدوث هذه الظاهرة، إذ شكلت(22%).وكل سنة واحدة وكل خمسة سنوات شكلت(16.6%)لكل منهما. وكل سبع سنوات(11%)وكل(13.12.10.8.6.4.3) سنة شكلت نسبة(5.5%)لكل منهما. إن هاتين الظاهرتين تركت أثارا سلبية على مناخ العديد من الدول الوقعة ضمن نطاق حدوثها من خلال التذبذب الذي تركتها في درجات الحرارة وكميات الأمطار الساقطة فيها، إضافة إلى التأثيرات الاقتصادية،والصحية ،والحضارية ، التي عانى منها سكان هذه المنطقة . وقد خرجت الدراسة بعدة توصيات


المقـدمة
النينو ظاهره مناخية شاذة ترافقها عملية تسخن غير طبيعية لطبقة المياة السطحية في المنطقة الشرقية من المحيط الهادي (11).وقد أطلق عليها صيادي السمك في هذه المنطقة اسم الطفل المسيح ( Chris Child) بسبب حدوثها الشائع في فصل الشتاء والذي يتزامن مع أعياد الميلاد ، ( 10)ويطلق عليها اسم الطفل المذكر تمييز لها عن الوجه الأخر للنيو الذي يدعي الطفل المؤنث( الللانينيا )والتي تمثل حالة شذوذ أخرى في المنطق نفسها . (11) إن هذه الظاهرة بشقيها تمثل الوجه الأخر للنوسان الجنوبي الذي يعني التأرجح في نظام الضغط الجوي في المنطقة الجنوبية من المحيط الهادي . وأنها ليست من الظواهر الجوية الحديثة فقد دلت الدراسات على أنها موجودة منذ مئات السنين وأول تسجيل موثق لها تم في القرن الخامس عشر في بداية اكتشاف المستعمرين الاسبان لامريكا الجنوبية من قبل المكتشف جيرو نيمو بنزوني خلال المدة الواقعة بين سنة (1547- 1550) (3) (4) . إن حوادث النينو واللانينيا والتذبذب الجنوبي غير مستقلة بعضهما عن البعض الآخر ، لكنهما مظاهر مختلفة لظاهرة واحدة ، ولتوضيح أهمية بين الغلاف الجوي والمحيط فان الظاهرة غالبا ما تدعى النينو والذبذبة الجنوبية أو اختصارا ENSO ،(12) وكان أول من توصل إلى طرف الخيط في تفسير هذه الظاهرة التي طالما حيرت العلماء هو العالم الإنكليزي جيلبرت ووكر Walker Gilbert ، عندما كان في الهند ، في الوقت الذي كان العلماء مشغولين بتسجيل آثار النينو ، حيث لاحظ إن هناك ارتباطا بين قراءة البارومتر ( جهاز قياس الضغط ) في بعض المناطق في الشرق ، ومثيلاتها في الغرب ، فعندما يرتفع الضغط في الشرق ينخفض في الغرب ، والعكس صحيح ، وأطلق عليها اسم التذبذب الجنوبي Southern Oscillation ، وقد لاحظ أيضا وجود علاقة ثلاثية الإطراف تربط بين هبوب الرياح الموسمية Monsoon في أسيا ، وحدوث جفاف في كل من استراليا ، اندنوسيا ، الهند ،وبعض المناطق في أفريقيا ، ودفء الشتاء نسبيا في غرب كندا ، وقد هوجم Walker كثيرا لربطه بين هذه الظواهر التي تحدث في شتى بقاع الأرض ، وعلى مسافات شاسعة من بعضها البعض ، ولكن بعد مرور خمسين عاما ، جاء العالم النرويجي جاكوب جركنز Jacob Bjerknes ليثبت وجود هذه العلاقة بتلك التغيرات الجوية ، وأطلق عليها جملة اسم (ENSO ) ، وهكذا أتضح ما يحدث من اضطراب في نظام الضغط الجوي فوق المحيطات أثناء النينو ، حيث يبدأ الاضطراب من المنطقة الاستوائية للمحيط الهادي ، ثم ينتشر ليؤثر على حالة الجو فوق الأرض بشكل عام .(6)إلا إن هذا التذبذب والاضطراب في نظام الضغط الجوي في هذه المنطقة لازالت أسبابه غير معروفة بشكل جيد على الرغم من كثرة التفسيرات في هذا المجال ، إن هاتين الظاهرتين النينو والنوسان الجنوبي معروفتان لدى علماء المحيطات والارصاد الجوية منذ عشرات السنين أيضا ولكن بما انهما تحدثان في واحد من اقل مناطق العالم المأهولة بالسكان فقد بقيتا لامد طويل مثار اهتمام فئة قليلة جدا من الباحثين وكان من المحتمل ان تبقى هاتين الظاهرتين مبهمتين لو لا تكرار حدوثها بعنف مما ترتب عليه تاثيرات بيئية عديدة(4).وبعد حادثة الللانينيا التي استمرت من الصيف الشمالي من عام 1999 إلى ربيع عام 2000 لم تحدث ظاهرة النينو ولا الللانينيا حتى نهاية عام 2001 . (12)
وأصبحت هذه الظاهرة في الوقت الحاضر من الموضوعات الأكاديمية البارزة التي تحظى باهتمام كبير، فمن خلال دراسة السجلات التاريخية المادية المحفوظة في طبقات الثلاجات الجليدية يمكن التوصل إلى العصور التي حدثت فيها ظاهرة النينو. وقد دأب المؤرخون على الربط بين قيام الثورات في إمبراطوريات ما قبل التاريخ بأميركا الجنوبية وحدوث تلك الظاهرة.( 7 )
وبالرغم من إن النينو المذكر والنينو المؤنث(اللانينيا يحدثان في نفس المنطقة الا ان الللانينيا حضيت باهتمام اقل مقارنة بالنينو وذلك لقلة تكرارها حدوثها نسبيا خلال العشرين سنة الماضية من القرن العشرين لآن تاثيرها اقل حدة من تلك التي تتركها ظاهرة النينو(13)ولذلك حضيت هذه الظاهرة باهتمام من قبل الباحثين الذين اشارو في دراساتهم الى تاثير هذه الظاهرة على عناصر الطقس في مناطق عديدة من العالم.إذ تؤدي إلى التذبذب في درجات الحرارة والتساقط وخروجها عن معدلاتها الطبيعية المعرفة خلال السنوات التي تخلو من حدوث ظاهرةالنينو (8).كما بدأت تظهر في التسعينات من القرن العشرين محاولات لتوسيع نطاق هذه الظاهرة ليشمل العروض الوسطي نتيجة ترابط خلايا الدورة العامة وانتقال التركيز الهائل للحرارة الفائضة من المنطقة الشرقية الاستوائية في المحي الهادي عبر الغلاف الجوي حول الكرة الأرضية بواسطة دورة الرياح المعدلة مما يؤدي الى تغير في الأنظمة المناخية الاعتيادية في الخلايا الأخرى (4)ومن بين هذه الدراسات دراسة رشا الحيالي(2000)التي حاولت توضيح اثر ظاهرة النينو في درجة الحرارة والأمطار في العراق(5). ولم تحصى دورية ظاهرة النينو بالاهتمام الكبير اذ تم الإشارة إليها ضمنا خلال البحوث التي تناولت هذه الظاهرة وعلى سبيل المثال دراسة كان وزيبك اللذين أشارا إلى إنها تحدثت بدورية تتراوح بين سنتان وسبع سنوات. وبمعدل يتراوح بين ثلاث وأربع سنوات(9). إما السامرائي فأنه أشار الى إنها تتكرر بين سنتان وعشر سنوات(4.(
لذلك فان الهدف من هذا البحث هو محاولة تحديد الدورية التي تحدث بها ظاهرة النينو خلال القرن العشرين بشقيها(المذكر و المؤنث) لمعرفة ما إذا كانت تحدث بدورية ثابتة ام بشكل عشوائي وغير منتظم. وتسهيل الطريق إمام الباحثين لإجراء بحوث دقيقة للربط بين تكرار هذه الظاهرة ولتذبذب الحاصل في عناصر المناخ في مناطق مختلفة وإبراز بعض التأثيرات التي تركتها هذه الظاهرة على المجالات البيئية المختلفة.



كيفية حدوث الظاهرة:
يؤدي اندفاع الرياح التجارية الشرقية على امتداد الدائرة الاستوائية في الأحوال الجوية الاعتيادية والتي تؤدي الى تجمع المياه الدافئة ورفع مستوى سطح البحر في المحيط الهادي من الجانب الغربي بحوالي(40) سنتيمتر.كما تخفض الميل الحراري ( وهو الحد الفاصل بين طبقة مياه السطح الدافئة والطبقات البارد تحتها) الى عمق يصل (200)متر تقريبا. إما في الجانب الشرقي من ساحل أمريكا الجنوبية فان الميل الحراري يكون بسيطا بسبب دفع الرياح التجارية للمياه السطحية بعيدا عن الساحل مما يسمح للمياه الباردة من الصعود الى السطح.وبالقرب من اندونيسيا تلتقي الرياح التجارية الشرقية مع الرياح الغربية مما يؤدي الى صعود الهواء وهطول الأمطار غزيرة. وتهب الرياح باتجاه الشرق على ارتفاعات عالية ثم تنحدر تدريجيا فوق المحيط الهادي الأوسط والشرقي حيث يكون الجو جافا. خلال حدوث النينو المذكر فان الفرق بين نظامي الضغط الجوي في الجانب الشرقي والغربي من المحيط الهادي يصبح ضئيل مما يؤدي الى ضعف الرياح التجارية التي كانت قد دفعت المياه الدافئة باتجاه الغرب.إذ تنساب هذه المياه المتجمعة في الغرب عائدة الى الشرق. وفي ذات الوقت تتحرك الأمواج التحت سطحية المعروفة باسم أمواج كيلفين عبر المحيط الهادي وتخفض الميل الحراري قرب سواحل أمريكا الجنوبية إذ تصبح المياه الصاعدة إلى السطح دافئة . وكلا التأثيرين يعملان على تدفئة مياه سطح البحر.
أما النينو المؤنث ( الللانينيا ) فأنها تتطور أو تحدث بطريقة مشابهة للطريقة التي تتطور بها النينو المذكر ولكن بسمه شذوذ حراري مختلف تماما ., فخلال حدوث النينو المؤقت تنخفض درجة حرارة سطح البحر في وسط وشرق المحيط الهادي حتى تصبح البرودة أكثر من المعتاد . بينما ترتفع درجة حرارة سطح المحيط عموما في الجانب الغربي من المحيط الهادي وتتجه لتصبح إلى حد ما أدفأ من المعتاد . ويرافق هذا النظام في درجة حرارة سطح المحيط بقوة أكبر من المعدل الاستوائي للرياح التجارية التي تهب من الشرق إلى الغرب وترتفع المياه الضحلة والممال الحراري الاستوائي وبشكل خاص في وسط وشرق المحيط الهادي . هذه الرياح تصبح أكثر قوة من أنظمة الضغط الجوي العالي شبه المداري في كلا نصفي الأرض في طبقات الجو العليا . يرافقة انخفاض في الضغط الجوي في وسط المحيط مما يؤدي إلى تغير اتجاه التيار النفاث وتدفقه من فوق العروض الوسط باتجاه وسط وشرق المحيط الهادي.( 3 )



تكرار حدوث الظاهرة


أكد الباحثون إنهم وجدوا إن ظاهرة النينو تحدث ثلاث مرات كل عقد من الزمن ، ومن السجلات المدونة وجدوا إن أحداث ظاهرة النينو البارزة هي تلك التي حدثت في السنوات ( 1877 ، 1918 ،1925 ،1940 ، 1941 ،1957 ،1958 ، 1965 ، 1968 ، 1969 ، 1972 ، ، 1976 ، 1977 1982 ، 1983 ، 1997 ، 1998 ) ( 7 )
يتضح من الجدول (1) إلى أن ظاهره النينو المذكر تكررت ثمانية وعشرين مرة خلال القرن العشرين، وان هذا التكرار لم يحدث على شكل وتيرة واحدة ، وإنما كان يحدث أحيانا بشكل متواصل كما هو الحال في السنوات . (1900 – 1903 ) (1930- 1933 ) (1939 -1942 )(1963-1966 ) (1976- 1978 ) (1993- 1995 ) . أو بشكل متقطع كما هو الحال لبقية السنوات الموضحة في الجدول المذكور . ويتضح من الشكل ( 1 ) بان الفاصل الزمني لحدوث هذه الظاهرة أو دوريتها كان يحدث بشكل عشوائي، وغير منتظم، ولم تتميز بحدوث دورية ثابتة ،وقد شكل تكرار حدوث هذه الظاهرة كل سنتان ، وكل خمس سنوات أعلى نسبة بين تكرارات حدوثها إذ كانت النسبة بحدود ( 22 % )لكل منهما ، وكل أربع سنوات شكلت نسبة بحدود ( 18.5 % )، وكل ثلاث سنوات شكلت نسبة بحدود ( 11 % ) ، وكل ستة سنوات شكلت نسبة بحدود ( 7.4 %) ،وكل سبع سنوات شكلت نسبة بحدود ( 3.7 % ) .
ويوضح الجدول ( 2 ) بان ظاهرة النينو المؤنث ( الللانينيا ) تكررت عشرون مرة خلال نفس المدة ، وان هذا التكرار لم يحدث على شكل وتيرة واحدة أيضا ، كما هو الحال بالنسبة لظاهرة النينو المذكر ، إذ تكرر حدوثها بشكل متواصل للسنوات (1909-1911)(1955-1957)(1970-1972)(1998-2000).وبشكل غير متواصل لبقية السنوات الموضحة في الجدول أعلاه . ويتضح من الشكل (2) إلى إن دورية حدوث هذه الظاهرة قد تراوحت بين سنة واحدة وثلاثة عشر سنة.ولم تكن هناك دورية ثابتة وإنما حدثت بشكل عشوائي وغير منتظم أيضا.إذ تبين إن تكرار حدوث الظاهرة كل (1-2) سنة.سنتان شكل أعلى نسبة بين تكرارات حدوث هذه الظاهرة، إذ شكلت(22%).وكل سنة واحدة وكل خمسة سنوات شكلت(16.6%)لكل منهما. وكل سبع سنوات(11%)وكل(13.12.10.8.6.4.3) سنة شكلت نسبة(5.5%)لكل منهما.

الفاصل الزمني تاريخ حدوث الظاهرة التسلسل الفاصل الزمني تاريخ حدوث الظاهرة التسلسل
2 1954-1953 16 - 1900 -1901 1
4 1958-1957 17 2 1902 -1903 2
6 1964-1963 18 3 1905 -1906 3
2 1966-1965 19 6 1911 -1912 4
4 1970-1969 20 3 1914 -1915 5
3 1973-1972 21 4 1918 -1919 6
4 1977-1976 22 5 1924-1923 7
1 1978-1977 23 2 1926-1925 8
5 1983-1982 24 5 1931-1930 9
4 1987-1986 25 2 1933-1932 10
5 1992-1991 26 7 1940-1939 11
2 1994-1993 27 1 1941-1940 12
1 1995-1994 28 1 1942-1941 13
3 1998-1997 29 5 1947-1946 14
5 1952-1951 15
جدول ( 1 ) تكرار حدوث ظاهرة النينو المناخية خلال القرن العشرين




ت تاريخ حدوث الظاهرة الفاصل الزمني ت تاريخ حدوث الظاهرة الفاصل الزمني
1 1905-1904 - 11 1957-1956 1
2 1910-1909 5 12 1965-1964 8
3 1911-1910 1 13 1971-1970 6
4 1916-1915 5 14 1972--1971 1
5 1918-1917 2 15 1974-1973 2
6 1925-1924 7 16 1976-1975 2
7 1929-1928 4 17 1989-1988 13
8 1939-1938 10 18 1996-1995 7
9 1951-1950 12 19 1997-1998 2
10 1956-1955 5 20 2000-1999 2


جدول( 2 )تكرار ظاهرة الللانينيا خلال قرن العشرين .



التأثيرات البيئية لظاهرتي النينو واللانينا :
يحذر رجال الأرصاد من الآثار المصاحبة للنينو، حيث يؤكدون أنها في غاية العنف، وأنها ستؤثر على مساحات واسعة من المحيط الهادي، خاصة في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الولايات المتحدة. وأنها سوف تتسبب في خسائر قيمتها مليارات الدولارات في أنحاء العالم، وهو ما دفع العلماء ورجال الأرصاد والمزارعين والقائمين على التخطيط لحالات الطوارئ إلى محاولة تحديد موعد حدوث النينو بدقة وفي مايلي أهم الآثار البيئية المصابة لهذه الظاهرة :



1- التأثيرات المناخية.



عندما يكون حدوث هذه الظاهرة أكثر حدة وانتشارا واستمرار يحصل ارتفاع في درجة حرارة سطح الماء أكثر من معدلاتها الطبيعية على امتداد ساحل بيرو، وفي المنطقتين الشرقية والوسطى من المحيط الهادي(المنطقة الاستوائية)بدلا من انخفاضها في شهر نيسان أو مارس، وقد تبقى كذلك لما يزيد عن السنة,وهذا ما حدث خلال السنوات(1953-1954)(1957-1958)(1965-1966)(1972-1973)(1976-1977)(1982-1983)(1986-1987)(1991-1992) إذ ارتفعت درجة حرارة المياه أكثر من سبعة درجات مئوية. وفي ذات الوقت تتحرك الأمواج التحت سطحية المعروفة باسم أمواج كلفن(kelvin )عبر المحيط الهادي، وتخفض الميل الحراري قرب سواحل أمريكا الجنوبية إذ تصبح المياه ألصاعده إلى السطح دافئة.وكلا التأثيرين يعملان على تدفئة مياه سطح البحر .
إما النينو المؤنث(الللانينيا)فأنها تتطور أو تحدث بطريقة مشابهة للطريقة التي تتطور بها النينو المذكر ولكن بسمة شذوذ حراري مختلف تماما. فخلال حدوث النينو المؤنث تنخفض درجة حرارة سطح البحر في وسط وشرق المحيط الهادي حتى تصبح البرودة أكثر من المعتاد.بينما ترتفع درجة حرارة سطح المحيط عموما في الجانب الغربي من المحيط الهادي وتتجه لتصبح إلى حد ما ادفأ من المعتاد.ويرافق هذا النظام في درجة حرارة سطح المحيط بقوة اكبر من المعدل الاستوائي الرياح التجارية التي تهب من الشرق إلى الغرب وترتفع المياه الضحلة والميل الحراري الاستوائي وبشكل خاص في وسط وشرق المحيط الهادي.هذه الرياح تصبح أكثر قوة من أنظمة الضغط الجوي العالي شبه المداري في كلا نصفي الأرض في طبقات الجو العليا.يرافقه انخفاض في الضغط الجوي وسط المحيط مما يؤدي إلى تغير اتجاه التيار النفاث وتدفقه من فوق العروض الوسطى باتجاه وسط وشرق المحيط الهادي.( 3 )
وأشارت البحوث الحديثة لمركز مناخ الغرب الأوسط في الولايات المتحدة إلى إن الارتفاع في درجة الحرارة التي رافقت التكرارات العنيفة لظاهرة النينو التي اشرنا إليها انفا، والتي تعد الأقوى خلال القرن العشرين ترتب عليها انخفاض في التساقط الإجمالي للثلوج من(10-20)انج في المناطق الواقعة شمال الينوى وأنديانا،وعلى طول الجوانب الغربية لولاية مشيكان، وفي الأجزاء العليا من شبه جزيرة مشيكان،وغرب مركز منيسوتا.وجنوب شرق وشمال داكوتا، وشمال شرق جنوب داكوتا،والحاقة الشرقية لبحيرتي أيري وانتاريو، إما الأجزاء الباقية من الغرب الأوسط فظهر فيها انخفاض بمقدار(1-10)انج. وتنتشر ظاهرة الجفاف في جنوب أفريقيا، وجنوب الهند،سريلانكا ،الفلبين ، اندونيسيا ،تايلاند،استراليا،جنوب بيرو،غرب بوليفيا، المكسيك،وسط الولايات المتحدة الأمريكية.ويترتب على ذلك حدوث حرائق في جنوب شرق أسيا.وتعقيد مشكلة المجاعة في جنوب أفريقيا التي تعاني من مشكلة الفقر.
إما الأمطار فانها تتركز في شمال شرق بوليفيا،شمال بيرو والإكوادور،وكولومبيا،بنما،كوستاريكا.نيكاراغوا، التي تسبب حدوث الفيضانات المدمرة والانزلاقات الأرضية،وزحف التربة، وتؤدي إلى تشريد آلاف من السكان الذين دمرت السيول منازلهم.وتركت ظاهرة النينو تأثيرا سلبيا قويا في كمية التساقط المطري للأشهر(نيسان.أيار.حزيران.تموز.أب)في منطقة الساحل الأفريقي معتمدا على قوة النينو فإذا ما كان النينو قوي أو متوسط أعطى معامل بيرسون ترابط سلبي بين القيم السنوية لـenso وكميات سقوط الأمطار لعشرة محطات مختارة ضمن الساحل الأفريقي مسجلة أعلى قيمة لمعامل الارتباط(ـ0.68) في محطة داكار(السنغال)
بينما أشارت (الحيالي 2000)إلى إن هناك علاقة عكسية بين المجموع السنوي لكمية الأمطار الساقطة في العراق وبين سنوات حدوث النينو.وكانت العلاقة ذات دلالة إحصائية عن المستوى(5%)والبالغ(1.96).وأعطت محطة بغداد ارتباط(3.29) الديوانية(1.57)البصرة(1.24) الموصل(0.29)الرطبة(0.96).كما أتضح بان هناك علاقة ارتباط طرديه بين المعدل الحراري الفصلي وبين سنوات حدوث النينو أقوى من العلاقة العكسية.( 5 )
وتؤدي ظاهرة النينو كذلك إلى اتساع التيار النفاث القوي المتحرك من الغرب إلى الشرق خلال سنوات حدوث هذه الظاهرة، إذ يندفع بشكل ابعد نحو الشمال صانعا حاجزا بوجه الهواء البارد في كندا، ويرسم رياح خفيفة شرق المحيط الهادي . كذلك يترتب عليها تاثيرات عكسية على ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فأثناء حدوث ظاهرة النينو، يضعف تدفق وصعود مياه المحيط الغنية بثاني اوكسيد الكاربون، مما يترتب عليه انخفاض انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون من المحيط إلى الغلاف الجوي في الجزء الشرقي للمحيط الهادي في المنطقة الاستوائية ، وفي الجانب الآخر ، فان طقس دفيء وجاف في الأقاليم الاستوائية بشكل خاص ،والناتجة عن حدوث ظاهرة النينو تقوي انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون من الغلاف الحيوي الأرضي إلى الغلاف الجوي بسبب نتح النباتات ، وتحلل الترب العضوية ، وانخفاض عملية التمثيل الضوئي ، وينتج عن كل ذلك زيادة صافية لثاني اوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي، مع تأخير عدة شهور ، إن ندرة التساقط الناشئة عن الجفاف، وتكرار حرائق الغابات في جنوب شرق أسيا في عام 97 -1998، وشذوذ معدل درجات الحرارة العالمي المرصود في عام 1998 ، تأخذ بعين الاعتبار قوة انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون من الغلاف الحيوي الأرضي إلى الغلاف الجوي ،(10) وقد سجل معدل ثاني اوكسيد الكاربون تناقصا واضحا خلال حدوث ظاهرة النينو عام 92 – 1993 ، وكان ذلك مرتبطا بزيادة امتصاص ثاني اوكسيد الكاربون في الغلاف الحيوي الأرضي، والمحيط ،والذي نتج عن تبريد عالمي سببه انفجار بركان جبل Pinatubo ، (12)
إما التأثيرات الناتجة عن ظاهرة الللانينيا، فتشمل زيادة كمية الأمطار الساقطة بشكل أكثر من الظروف الاعتيادية فوق جزر الهاوي، وشمال غرب المحيط الهادي، وجميع الدول الواقعة على الساحل في جنوب شرق أسيا، وشمال شرق استراليا، وجنوب أفريقيا، وشمال أمريكا الجنوبية، خاصة في شمال البرازيل،في حين تكون ظروف الجفاف أكثر من الظروف الاعتيادية في وسط المحيط الهادي، ووسط شرق أفريقيا،وجنوب غرب الولايات المتحدة، وشمال المكسيك،والأجزاء الجنوبية الشرقية والغربية لأمريكا الجنوبية،في حين تكون ظروف الجفاف أكثر من الظروف الاعتيادية في وسط المحيط الهادي،ووسط شرق أفريقيا،وجنوب غرب الولايات المتحدة،وشمال المكسيك،والأجزاء الجنوبية الشرقية والغربية لأمريكا الجنوبية.



الاستنتاجات والتوصيات:


1-نستنتج مما سبق بان ظاهرة النينو المناخية(المذكر-المؤنث) مرتبطة بالضعف تارة، والقوة تارة أخرى، الذي تتميز به الرياح التجارية الجنوبية الشرقية في المنطقة الاستوائية شرق المحيط الهادي، والذي ما زالت أسبابه يحيط بها الغموض رغم كثرة النظريات التي فسرت ذلك.
2- إن حدوث هذه الظاهرة بشكل عشوائي غير منتظم ولم يتميز بحدوث دورية ثابتة.
3- بعض الدراسات التي تناولت ظاهرة النينو لم تميز بين النينو(المذكر)وللانينيا(المؤنث).
4- إن التأثيرات الناتجة عن هذه الظاهرة لم تقتصر على عناصر المناخ في المنطقة الشرقية للمحيط الهادي، وإنما تشمل ربما مناطق ابعد من ذلك ،وهذا ما يتفق مع نظرية الارتباط عن بعدteleconection التي مفادها وجود علاقة ذات تأثير متبادل بين خلايا الدورة العامة للرياح في الغلاف الجوي.
5- لم تقتصر التأثيرات الناتجة عن هذه الظاهرة على المناخ، وإنما شملت الجوانب الاقتصادية والصحية ،والحضارية على سكان المناطق المعرضة مباشرة لتأثيرات هذه الظاهرة.
وبناء على ما تم عرضة من نتائج ولكون الوطن العربي يقع ضمن المنطقة الجافة وشبه الجاف ويعاني من مشكلة المياه,وان عامل المناخ يعد احد الضوابط الرئيسية التي تتحكم في حل أو تعقيد هذه المشكلة

لذا توصي الدراسة بالاتي:.
1- ضرورة الفصل بين ظاهرة النينو المذكر والنينو المؤنث باعتبار إن كل منهما له تاثيرات مختلفة عن الأخر .
2- أجراء الدراسات الخاصة بالعلاقة بين خصائص المناخ في الوطن العربي وبين تكرار حدوث هذه الظاهرة وبشكل منفصل للنينو المذكر تارة والنينو المؤنث تارة أخرى.
3- ضرورة الاهتمام باستخدام التقنيات الحديثة في الري(الرش-التنقيط) أينما، وكلما أمكن ذلك،خاصة في السنوات التي يمكن أن تتميز بالجفاف الذي يتزامن مع هذه الظاهرة .
4- ضرورة الاهتمام بمشاريع حصاد المياه واستثمار كل قطرة مياه تسقط على الأرض.خلال السنوات التي تميزت بتساقط كميات وفيرة من الأمطار التي ربما تتزامن مع حدوث ظاهرة الللانينيا.





تكرار ظاهرتي النينو واللانينيا المناخيتين خلال القرن العشرين وآثار هما البيئية
الأستاذ المساعد الدكتور
سعد عجيل مبارك الدراجي
رئيس قسم البيئة والموارد المائية
المركز العالي للمهن الشاملة لشعبية مزده – ليبيا

كاتب البحث







منقول للفائدة من منتديات كنز العرب

صوت الرعد2007
20/02/2007, 10:51 PM
أسف على صغر الخط وعدم تنسيق الموضوع بشكل جيد حيث أنها أول مشاركة لي في المنتدى

صالح الربيعان "برق السناف"
20/02/2007, 10:57 PM
أسف على صغر الخط وعدم تنسيق الموضوع بشكل جيد حيث أنها أول مشاركة لي في المنتدى
فيك الخير والبركه أخوي صوت الرعد والجاي أحلى ونحن بإنتظار إبداعك ومشاركاتك الله يحفظك ويعافيك

الوتين
20/02/2007, 11:13 PM
مشكور صوت الرعد2007 على النقل لتعم الفائدة ،،
س/
_ هل هي تشمل مساحة معينه ( مثل منطقتي المدينة وحائل ) هالسنة ( الله يتفضل عليهم من فضلة)ام تكون عامة كالشرق الاوسط مثلا بالنسبة للجفاف وكذلك الامطار
وشكراا

صوت الرعد2007
21/02/2007, 05:40 PM
الاخ برق السناف شكراً على المرور
الأخ ابو رويس أشكرك
بالنسبة للسؤال بصراحة لا علم لي ولكن من الواضح أن الجزيرة العربية تمر بمرحلة من الجفاف لسنوات عديدة ولو أنك سألت كبار السن لعلمت أنه في الماضي كانت الأمطار والربيع أكثر بكثير مما نشاهدة هذة الأيام

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقنا الغيث ولا يجعلنا من القانظين
وينعم على بلدنا السعودية بالأمطار والخيرات إنه جواداً رحيم.............

شمال الخليج
21/02/2007, 09:29 PM
جزاك الله خير وهذا الموضوع طويل وعليه ابحاث كثيره لاتنتهي يكاد كل يوم يظهر شي جديد بخصوص هذه الظاهره
نرجوا السلامه منها